ابن الغريزة كثير بن عبد الله بن مالك التميمي النهشلي، المعروف بابن الغريزة: شاعر أدرك الجاهلية والإسلام، وقال الشعر فيهما. أورد له صاحب الأغاني أبياتا في رثاء جماعة قتلوا في وقعة بالطالقان، وكان قد شهدها معهم، في عهد عمر، أولها:
سقى مزن السحاب إذا استهلت | مصارع فتية بالجوزجان |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 220
كثير بن عبد الله بن مالك بن هبيرة بن صخر بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة، يعرف بابن الغريزة النهشلي.
ذكره المرزباني في «معجم الشعراء»، وقال: شاعر مخضرم بقي إلى إمرة الحجاج، وهو الذي يقول في قصيدة يرثي بها عثمان بن عفان- رضي الله عنه-
لعمر أبيك فلا تجز عن | لقد ذهب الخير إلا قليلا |
وقد فتن الناس عن دينهم | وخلى ابن عفان شرا طويلا |
نأتك أمامة نأيا طويلا | وحملك الحب عبئا ثقيلا |
سقى مزن السحاب إذا استهلت | مصارع فتية بالجوزجان |
ولم أدلج لأطرق عرس جاري | ولم أجعل على قومي لساني |
ولكني إذا ما هايجوني | منيع الجار مرتفع المكان |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 5- ص: 474
ابن الغريرة كثير بن الغريرة التميمي أحد بني نهشل، والغريرة أمه: شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وقال الشعر فيهما.
لما بعث عمر بن الخطاب الأقرع بن حابس وأخاه على جيش إلى الطالقان فأصيب من أصحاب ابن الغريرة جماعة، فقال ابن الغريرة يرثيهم ويذكر ذلك اليوم:
سقى مزن السحاب إذا استهلت | مصارع فتية بالجوزجان |
إلى القصرين من رستاق خوط | أبادهم هناك الأقرعان |
وما بي أن أكون جزعت إلا | حنين القلب للبرق اليماني |
ومحبور بأوبتنا يرجي اللـ | ـقاء ولن أراه ولن يراني |
ورب أخ أصاب الموت قبلي | بكيت ولو نعيت له بكاني |
دعاني دعوة والخيل تردي | فما أدري أباسمي أم كناني |
فكان إجابتي إياه أني | عطفت عليه خوار العنان |
وأي فتى دعوت وقد تولت | بهن الخيل ذات العنظوان |
فإن أهلك فلم أك ذا صدوف | عن الأقران في الحرب العوان |
ولم أدلج لأطرق عرس جاري | ولم أحمل على قومي لساني |
ولكني إذا ما هايجوني | منيع الجار مرتفع المباني |
أكارم من يكارمني بمالي | وأرعى ذا القرابة إن رعاني |
ويكرمني إذا استبسلت قرني | واقضي واحدا ما قد قضاني |
فلا تستبعدوا يومي فإني | سأوشك مرة أن تفقداني |
ويدركني الذي لا بد منه | وإن أشفقت من خوف الجنان |
وتبكيني نوائح معولات | نزلن بدار معولة الزمان |
حبائس بالعراق منهنهات | سواجي الطرف كالبقر الهجان |
أعاذلتي من لوم دعاني | وللرشد المبين فاهدياني |
فرد الموت عني إن أتاني | ولا وأبيكما ما تفعلان |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0