ابن فرحون علي بن محمد بن أبي القاسم ابن فرحون اليعمري المدني، نور الدين: أديب، تونسي الأصل، مولده ووفاته في المدينة. دخل دمشق والقاهرة غير مرة. وصنف كتبا، منها (الزاهر في المواعظ والحكايات والأحاديث والذخائر- خ) و (الاعتبار وتواريخ الأخبار والتعريف بالنسبة إلى النبي المختار) و (نزهة النظر وتحفة الفكر) في شرح لامية العجم. وله نظم في (ديوان).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 6

ابن فرحون المدني علي بن محمد بن فرحون، نور الدين، أبو الحسن اليعمري المدني المالكي. قدم علينا دمشق، ورأيته مرات سنة إحدى وأربعين وسبع مائة، وأنشدني كثيرا من لفظه لنفسه. كتب إلي يطلب مني تمام شرح لامية العجم الذي وضعته، وسميته غيث الأدب الذي انسجم:

فكتبت الجواب إليه معتذرا عن تجهيزه؛ لأنه كان في العارية:
وصنع هو للامية العجم أعجازا وصدورا أوقفني عليها بخطه، وطلب مني أن أكتب عليها تقريضا، فكتبت عليها حسبما قصده:
وقفت على هذا النمط الغريب، والأسلوب الذي ما سلك شعبه أديب، والألفاظ التي تجيد الجيد وما تريب أنها حلي التريب، والعبارة التي هي أشهى من عصر شباب ما شيب بمشيب، والنظم الذي شاب منه الوليد ونقص أبو تمام فليس بحبيب، والمعاني التي هي أوقع في النفوس من وصل حبيب، نزهته اللذة عن الرقيب القريب، والسطور التي هي جداول الروض والهمزة على ألفها حمامة على قضيب:
لقد أمتع ناظمها، أمتع الله بمحاسنه، وحلى جيد الزمان بدره الذي يثيره من معادنه، فجعل لآفاقها مشارق ومغارب، ولبيوتها في شعاب القلوب مراكز ومضارب، كيف أفادها أعجازا وصدورا، وكيف تنوع في الحسن حتى أفاد الخصور أردافا وركب على الأرداف خصورا، وكيف اقتدر على البلاغة فأطلع في أفلاكها شموسا وبدورا، فلو عاينها الطغرائي، رحمه الله، جعلها لمنشور ديوانه طغرى، وعلم أن روض نظمه إن كان فيه زهرة، فهذا أفق أطلع في كل منزلة منه شمسا وبدرا وزهرة. فالله يعز حمى الأدب منه بفارس الجولة، ويديم لأيامه بفوائده خير دولة، ويلم شعث بنيه الذين لا صون لهم ولا صولة، ويمتعهم بمحاسنه التي لا تذكر معها أبيات عزة ولا أطلال خولة، بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى.
وقد أثبت هذه الأعجاز والصدور بمجموعها في الجزء العشرين من كتاب التذكرة. وطلب مني المقامات الجزرية ليقف عليها، فجهزتها إليه، فأعادها، وقد كتب عليها بخطه، يقول:
الفقير إلى الله تعالى علي بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن فرحون اليعمري المدني، عفا الله عنه؛ لما نظرت مقامات الجزري، رأيت ألفاظها حوشية، وحلل أسجاعها غير مطرزة ولا موشية، لم يسق روضها ماء البلاغة المستعذب، فما أنبتت أرضها زهر اللفظ المهذب، ومع هذا فطالما كلف نفسه فيها وعذب، وعندي أن من لم يستحسن كذبها لم يكذب:
وقد أثبت منها عندي المقامة الأولى، ورأيت أن ترك ما سواها أولى:
وبلغتني وفاته بالمدينة النبوية في سنة ست وأربعين وسبع مائة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0

علي بن محمد بن فرحون الأديب الفاضل نور الدين أبو الحسن اليعمري المدني المالكي.
قدم علينا دمشق، ورأيته بها مرات في سنة إحدى وأربعين وسبع مئة.
وكان إنسانا شكله حشن، وعنده رواء وفيه لسن، حسن المحاضرة، لطيف المذاكرة، يحب الأدب، ويكثر منه الطلب.
وأقام بدمشق يجمع وينتقي، ويصعد في طلب العارية ويرتقي، إلى أن آن رحيل الراكب، وجرى على فراقه الدمع الساكب، فقفل معهم إلى وطنه، وحن إلى عطنه.
ولم يزل على حاله بالمدينة إلى أن أصبح في البقيع مزورا، وأودع فيه ثم تولوا عنه نفورا.
وتوفي رحمه الله تعالى في سنة ست وأربعين وسبع مئة.
كتب إلي يطلب مني شرح لامية العجم:

فكتبت أعتذر عن تجهيزه، لأنه في العارية:
وكان قد ركب أعجازا وصدورا على قصيدة الطغرائي لامية العجم، فجهزها إلي لأقف عليها، وأولها:
وهي كلها على هذا النمط، يأتي إلى كل بيت فيجعل لكل صدر عجزا، ولكن عجز صدرا، وقد أثبتها بكمالها في الجزء العشرين من التذكرة التي لي، فأعدتها بعد ما كتبت عليها تقريظا وهو حسبما قصده مني والتمسه: ’’وقفت على هذا النمط الغريب والأسلوب الذي ما سلك شعبه أديب، والألفاظ التي تجيد الجيد، وما تريب أنها حلي التريب، والعبارة التي هي أشهى من عصر شباب ما شيب بمشيب، والنظم الذي شاب منه رأس الوليد، ونقص أبو تمام فليس بحبيب، والمعاني التي هي أوقع في النفوس من وصل حبيب، نزهته اللذة عن الرقيب القري، والسطور التي هي جداول الروض والهمزة فيها على ألفها حمامة على قضيب’’.
#لقد أمتع ناظمها أمتع الله بفوائده ومحاسنه، وحلى جيد الزمن يدره الذي يثيره من معادنه، فجعل لآفاقها مشارق ومغارب، ولبيوتها في شعاب القلوب مراكز ومضارب، كيف أفادها أعجازا وصدورا، وكيف تنوع في الحسن حتى أفاد الحضور أردافا، وركب على الأرداف حضورا، وكيف اقتدر على البلاغة فأطلع في أفلاكها شموسا وبدورا، فلو عاينها الطغرائي، رحمه الله تعالى جعلها لمنشور ديوانه طغره، وعلم أن روض نظمه إن كان فيه زهرة فهذا أفق أطلع في كل منزلة منه شمسا وبدرا وزهرة، فالله يعز حمى الأدب منه بفارس الجولة، ويديم لأيامه بفوائده خير دولة، ويلم شعث بنيه الذين لا صون لهم ولا صولة، ويمتعهم بمحاسنه التي لا يذكر معها أبيات عزة، ولا أطلال خولة، بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى. وطلاب مني عارية المقامات الجزرية ليقف عليها، فجهزتها إليه، فأعادها بعد ما كتب عليها بخطه يقول الفقير إلى الله تعالى علي بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن فرحون اليعمري المدني عفا الله عنه: لما نظرت مقامات الجزرية رأيت ألفاظها حوشية، وحلل أسجاعها غير مطرزة ولا موشية، لم يسق روضها ماء البلاغة المستعذب، فما أنبتت أرضها زهر اللفظ المهذب، ومع هذا فطالما كلف نفسه فيها وعذب، وعندي أن من لم يستحسن كذبها لم يكذب:
وقد أثبت عندي منها المقامة الأولى، ورأيت أن ترك ما سواها أولى:

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 507

علي بن محمد بن فرحون
له: كتاب الاعتبار وتواريخ الأنوار والتعريف بالنسب إلى النبي المختار.
من كتب: الزيتونة.

  • دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 217