ابن المبارك عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي بالولاء، التميمي، المروزي ابو عبد الرحمن: الحافظ، شيخ الاسلام، المجاهد التاجر، صاحب التصانيف والرحلات. افنى عمره في الاسفار، حاجا ومجاهدا وتاجرا. وجمع الحديث والفقه والعربية وايام الناس والشجاعة والسخاء. كان من سكان خراسان، ومات بهيث (على الفرات) منصرفا من غزو الروم. له كتاب في (الجهاد) وهو اول من صنف فيه، و (الرقائق - خ) في مجلد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 115
عبد الله بن المبارك ابن واضح الحنظلي. مولاهم التركي ثم المروزي الحافظ. فريد الزمان وشيخ الإسلام. كانت أمه خوارزمية، ومولده سنة ثمان عشرة ومائة، وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة وقيل اثنتين وثمانين. طلب العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، ورحل سنة إحدى وأربعين ومائة ولقي التابعين، وأكثر الترحال والتطواف إلى الغاية في طلب العلم والجهاد والحج والتجارة. روى عن سليمان التيمي وعاصم الأحول وحميد والأجلح الكندي وحسين المعلم وحنظلة السدوسي وحيوة بن شريح وهشام بن عروة والجريري وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش وبريد بن عبد الله وخالد الحذاء ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن عون وابن جريح وموسى بن عقبة وخلق، ثم عن الأوزاعي والثوري وشعبة ومالك الليث وابن لهيعة والحمادين وطبقتهم، ثم عن هشيم وابن عيينة وخلق من أقرانه. وصنف التصانيف النافعة. قال ابن مهدي: هو أفضل من الثوري. وقال ابن حنبل: لم يكن في زمانه مثله ولا أطلب منه للعلم. وقال ابن معين: كان ثقة متثبتا. وكتبه نحو من عشرين ألف حديث. وقال العباس بن مصعب: جمع ابن المبارك والحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء ومحبة الفرق له. وكان غنيا رأس ماله نحو من أربعمائة ألف درهم، وكان من فحول الشعراء ولما بلغ الرشيد موته قال: مات سيد العلماء. ومات بهيت وعانة في رمضان. قال العباس بن محمد النسفي: سمعت أبو حاتم الفربري يقول: رأيت في النوم ابن المبارك واقفا على باب الجنة وبيده مفتاح، فقلت: ما يوقفك هاهنا؟ قال: هذا مفتاح الجنة دفعه لي محمد صلى الله عليه وسلم وقال: حتى أزور الرب تعالى فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض! وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي: رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته فقال: غفر لي! قلت: فابن المبارك؟ فقال: بخ بخ ذاك في عليين ممن يلج على الله في كل يوم مرتين. وروى له الجماعة. ومن شعر عبد الله بن المبارك:
قد يفتح حانوتا لمتجره | وقد فتحت لك الحانوت بالدين |
بين الأساطين حانوت بلا غلق | تبتاع بالدين أموال المساكين |
صيرت دينك شاهينا تصيد به | وليس يفلح أصحاب الشواهين |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0
عبد الله بن المبارك: "ع"
ابن واضح، الإمام شيخ الإسلام عالم زمانه، وأمير الأتقياء في وقته، أبو عبد الرحمن الحنظلي، مولاهم التركي، ثم المروزي، الحافظ، الغازي، أحد الأعلام وكانت أمه خوارزمية.
مولده في سنة ثمان عشرة ومائة.
فطلب العلم وهو ابن عشرين سنة.
فأقدم شيخ لقيه: هو الربيع بن أنس الخراساني، تحيل ودخل إليه إلى السجن، فسمع منه نحوا من أربعين حديثا، ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومائة، وأخذ عن بقايا التابعين، وأكثر من الترحال والتطواف، وإلى أن مات في طلب العلم، وفي الغزو، وفي التجارة والإنفاق على الإخوان في الله، وتجهيزهم معه إلى الحج.
سمع من: سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، والجريري، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، وخالد الحذاء، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الله بن عون، وموسى بن عقبة، وأجلح الكندي، وحسين المعلم، وحنظلة السدوسي، وحيوة بن شريح المصري، وكهمس، والأوزاعي، وأبي حنيفة، وابن جريج، ومعمر، والثوري، وشعبة، وابن أبي ذئب، ويونس الأيلي، والحمادين، ومالك، والليث، وابن لهيعة، وهشيم، وإسماعيل بن عياش، وابن عيينة، وبقية بن الوليد، وخلق كثير.
وصنف التصانيف النافعة الكثيرة.
حدث عنه: معمر، والثوري، وأبو إسحاق الفزاري، وطائفة من شيوخه، وبقية، وابن وهب، وابن مهدي، وطائفة من أقرانه، وأبو داود، وعبد الرزاق بن همام، والقطان، وعفان، وابن معين، وحبان بن موسى، وأبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن آدم، وأبو أسامة،
وأبو سلمة المنقري، ومسلم بن إبراهيم، وعبدان، والحسن بن الربيع البوراني، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، والحسين بن الحسن المروزي، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مجشر، ويعقوب الدورقي، وأمم يتعذر إحصاؤهم، ويشق استقصاؤهم.
وحديثه حجة بالإجماع، وهو في المسانيد والأصول.
ويقع لنا حديثه عاليا، وبيني وبينه بالإجازة العالية ستة أنفس.
أنبأنا أحمد بن سلامة، وعدة، عن عبد المنعم بن كليب، أخبرنا ابن بيان، أخبرنا ابن مخلد، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا ابن عرفة، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن سهل بن سعد الساعدي، عن أبي بن كعب، قال: إنما كانت الفتيا في "الماء من الماء" رخصة في أول الإسلام، ثم نهي عنها.
أخرجه الترمذي، عن أحمد بن منيع، عن ابن المبارك، ورواته ثقات، لكن له علة، لم يسمعه ابن شهاب من سهل.
ارتحل ابن المبارك إلى: الحرمين، والشام، ومصر، والعراق، والجزيرة، وخراسان، وحدث بأماكن.
قال قعنب بن المحرر: ابن المبارك مولى بني عبد شمس، من تميم.
وقال البخاري: ولاؤه لبني حنظلة.
وقال العباس بن مصعب في "تاريخ مرو": كانت أم عبد الله بن المبارك خوارزمية، وأبوه تركي، وكان عبدا لرجل تاجر من همذان، من بني حنظلة، فكان عبد الله إذا قدم همذان، يخضع لوالديه ويعظمهم.
أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد القيسي، وغيره كتابة، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور الشيباني، حدثنا أبو بكر الخطيب، حدثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد السيبي، حدثنا محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان بالكوفة، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، سمعت أبي، سمعت ابن المبارك يقول: نظر أبو حنيفة إلى أبي، فقال: أدت أمه إليك الأمانة، وكان أشبه الناس بعبد الله.
قال أبو حفص الفلاس، وأحمد بن حنبل: ولد ابن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة.
وأما الحاكم، فروى عن: أبي أحمد الحمادي، سمعت محمد بن موسى الباشاني، سمعت عبدان بن عثمان يقول: سمعت عبد الله يقول: ولدت سنة تسع عشرة ومائة.
وقال الفسوي: حدثنا بشر بن أبي الأزهر، قال: قال ابن المبارك: ذاكرني عبد الله بن إدريس السنن، فقلت: إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك، لكني أذكر أني لبست السواد وأنا صغير، عندما خرج أبو مسلم، وكان أخذ الناس كلهم بلبس السواد، الصغار والكبار.
نعيم بن حماد قال: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟!
قال أحمد بن سنان القطان: بلغني أن ابن المبارك أتى حماد بن زيد، فنظر إليه، فأعجبه سمته، فقال: من أين أنت؟ قال: من أهل خراسان، من مرو. قال: تعرف رجلا يقال له: عبد الله بن المبارك؟ قال: نعم. قال: ما فعل؟ قال: هو الذي يخاطبك. قال: فسلم عليه، ورحب به.
وقال إسماعيل الخطبي: بلغني عن ابن المبارك: أنه حضر عند حماد ابن زيد، فقال أصحاب الحديث لحماد: سل أبا عبد الرحمن أن يحدثنا. فقال: يا أبا عبد الرحمن! تحدثهم، فإنهم قد سألوني؟ قال: سبحان الله! يا أبا إسماعيل، أحدث وأنت حاضر. فقال: أقسمت عليك لتفعلن. فقال: خذوا، حدثنا أبو إسماعيل حماد بن زيد، فما حدث بحرف إلا عن حماد.
قال أبو العباس بن مسروق: حدثنا ابن حميد، قال: عطس رجل عند ابن المبارك، فقال له ابن المبارك: أيش يقول الرجل إذا عطس؟ قال: الحمد لله. فقال له: يرحمك الله.
قال أحمد العجلي: ابن المبارك ثقة، ثبت في الحديث، رجل صالح، يقول الشعر، وكان جامعا للعلم.
قال العباس بن مصعب: جمع عبد الله الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والسخاء، والتجارة، والمحبة عند الفرق.
قال محمد بن عبد الوهاب الفراء: ما أخرجت خراسان مثل هؤلاء الثلاثة: ابن المبارك، والنضر بن شميل، ويحيى بن يحيى.
عثمان الدارمي: سمعت نعيم بن حماد، سمعت يحيى بن آدم يقول: كنت إذا طلبت دقيق المسائل، فلم أجده في كتب ابن المبارك، أيست منه.
علي بن زيد الفرائضي: حدثنا علي بن صدقة، سمعت شعيب بن حرب، قال: ما لقي ابن المبارك رجلا إلا وابن المبارك أفضل منه. وقال: وسمعت أبا أسامة يقول: ابن المبارك في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس.
عمر بن مدرك: حدثنا القاسم بن عبد الرحمن، حدثنا أشعث بن شعبة المصيصي، قال: قدم الرشيد الرقة، فانجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عالم من أهل خراسان قدم. قالت: هذا -والله- الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.
قال عثمان بن خرزاذ: حدثنا محمد بن حيان، حدثنا عبد الرحمن بن زيد الجهضمي، قال: قال الأوزاعي: رأيت ابن المبارك؟ قلت: لا. قال: لو رأيته لقرت عينك.
وقال عبد العزيز بن أبي رزمة: قال لي شعبة: ما قدم علينا من ناحيتكم مثل ابن المبارك.
الدغولي: حدثنا عبد المجيد بن إبراهيم، حدثنا وهب بن زمعة، حدثنا معاذ بن خالد، قال: تعرفت إلى إسماعيل بن عياش بعبد الله بن المبارك، فقال إسماعيل: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخبر، إلا وقد جعلها في عبد الله بن المبارك.
ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة، فكان يطعمهم الخبيص، وهو الدهر صائم.
قال الحاكم: أخبرني محمد بن أحمد بن عمر، حدثنا محمد بن المنذر، حدثني عمر بن سعيد الطائي، حدثنا عمر بن حفص الصوفي بمنبج، قال: خرج ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة، فصحبه الصوفية، فقال لهم: أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم، يا غلام! هات الطست. فألقى عليه منديلا، ثم قال: يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه. فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم، والرجل يلقي عشرين، فأنفق عليهم إلى المصيصة، ثم قال: هذه بلاد نفير، فنقسم ما بقي، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارا، فيقول: يا أبا عبد الرحمن! إنما أعطيت درهما. فيقول: وما تنكر أن يبارك الله للغازي في نفقته.
قال الخطيب: أخبرنا عمر بن إبراهيم، وأبو محمد الخلال، قالوا: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الكاتب، حدثنا أحمد بن الحسن المقرئ، سمعت عبد الله بن أحمد الدورقي، سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، سمعت أبي، قال: كان ابن المبارك إذا
كان وقت الحج، اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو، فيقولون: نصحبك. فيقول: هاتوا نفقاتكم. فيأخذ نفقاتهم، فيجعلها في صندوق، ويقفل عليها، ثم يكتري لهم، ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم، يطعمهم أطيب الطعام، وأطيب الحلوى، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي، وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيقول لكل واحد: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيقول: كذا وكذا. ثم يخرجهم إلى مكة فإذا قضوا حجهم، قال لكل واحد منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا. فيشتري لهم، ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فيجصص بيوتهم وأبوابهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام، عمل لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسروا، دعا بالصندوق، ففتحه، ودفع إلى كل رجل منهم صرته عليها اسمه.
قال أبي: أخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خوانا فالوذج، فبلغنا أنه قال للفضيل: لولاك وأصحابك ما اتجرت. وكان ينفق على الفقراء، في كل سنة مائة ألف درهم.
علي بن خشرم: حدثني سلمة بن سليمان، قال: جاء رجل إلى ابن المبارك، فسأله أن يقضي دينا عليه، فكتب له. إلى وكيل له فلما ورد عليه الكتاب، قال له الوكيل: كم الدين الذي سألته قضاءه؟ قال: سبع مائة درهم. وإذا عبد الله قد كتب له أن يعطيه سبعة آلاف درهم، فراجعه الوكيل، وقال: إن الغلات قد فنيت. فكتب إليه عبد الله: إن كانت الغلات قد فنيت، فإن العمر أيضا قد فني، فأجز له ما سبق به قلمي.
قال محمد بن المنذر: حدثني يعقوب بن إسحاق، حدثني محمد بن عيسى، قال: كان ابن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس، وكان ينزل الرقة في خان، فكان شاب يختلف إليه، ويقوم بحوائجه، ويسمع منه الحديث، فقدم عبد الله مرة، فلم يره، فخرج في النفير مستعجلا، فلما رجع سأل عن الشاب، فقال: محبوس على عشرة آلاف درهم. فاستدل على الغريم، ووزن له عشرة آلاف، وحلفه ألا يخبر أحدا ما عاش، فأخرج الرجل، وسرى ابن المبارك، فلحقه الفتى على مرحلتين من الرقة، فقال لي: يا فتى أين كنت؟! لم أرك؟ قال: يا أبا عبد الرحمن! كنت محبوسا بدين. قال: وكيف خلصت؟ قال: جاء رجل فقضى ديني، ولم أدر. قال: فاحمد الله، ولم يعلم الرجل إلا بعد موت عبد الله.
أبو العباس السراج: سمعت إبراهيم بن بشار، حدثني علي بن الفضيل، سمعت أبي يقول لابن المبارك: أنت تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة، ونراك تأتي بالبضائع، كيف ذا؟ قال: يا أبا علي، إنما أفعل ذا لأصون وجهي، وأكرم عرضي، وأستعين به على طاعة ربي. قال: يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا.
الفتح بن سخرف: حدثنا عباس بن يزيد، حدثنا حبان بن موسى، قال: عوتب ابن المبارك فيما يفرق من المال في البلدان دون بلده، قال: إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث، فأحسنوا طلبه لحاجة الناس إليهم، احتاجوا، فإن تركناهم، ضاع علمهم، وإن أعناهم، بثوا العلم لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم.
عباس الدوري: سمعت يحيى يقول: ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ستة نفر، منهم: ابن المبارك.
أبو حاتم: حدثنا بن الطباع، عن ابن مهدي، قال: الأئمة أربعة: سفيان، ومالك، وحماد بن زيد، وابن المبارك.
وروي عن ابن مهدي، قال: ما رأيت رجلا أعلم بالحديث من سفيان، ولا أحسن عقلا من مالك، ولا أقشف من شعبة، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك.
وقال محمد بن المثنى: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأت عيناي مثل أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفا من شعبة، ولا أعقل من مالك، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك.
أبو نشيط: سمعت نعيم بن حماد: قلت لابن مهدي: أيهما أفضل، ابن المبارك أو سفيان الثوري؟ فقال: ابن المبارك. قلت: إن الناس يخالفونك. قال: إنهم لم يجربوا، ما رأيت مثل ابن المبارك.
نوح بن حبيب: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا ابن المبارك، وكان نسيج وحده.
أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت ابن مهدي يقول: ابن المبارك أعلم من سفيان الثوري.
وقال محمد بن أعين: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، واجتمع إليه أصحاب الحديث، فقالوا له: جالست الثوري، وسمعت منه، ومن ابن المبارك، فأيهما أرجح؟ قال: لو أن سفيان جهد على أن يكون يوما مثل عبد الله، لم يقدر.
ابن أبي العوام: حدثنا أبي، سمعت شعيب بن حرب يقول: قال سفيان: إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة مثل ابن المبارك، فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام.
محمد بن المنذر: حدثنا إبراهيم بن بحر الدمشقي، حدثنا عمران بن موسى الطرسوسي، قال: سأل رجل سفيان، فقال: من أين أنت؟ قال: من أهل المشرق. قال: أو ليس عندكم أعلم أهل المشرق؟ قال: ومن هو؟ قال: عبد الله بن المبارك. قال: وهو أعلم أهل المشرق؟! قال: نعم، وأهل المغرب.
قال محمد بن المنذر: وحدثني محمد بن أحمد بن الحسين القرشي، حدثنا أحمد بن عبدة قال: كان فضيل وسفيان ومشيخة جلوسا في المسجد الحرام، فطلع ابن المبارك من الثنية، فقال سفيان: هذا رجل أهل المشرق. فقال فضيل: رجل أهل المشرق والمغرب وما بينهما.
وقال علي بن زيد: حدثني عبد الرحمن بن أبي جميل، قال: كنا حول ابن المبارك بمكة، فقلنا له: يا عالم الشرق، حدثنا -وسفيان قريب منا يسمع- فقال: ويحكم! عالم المشرق والمغرب وما بينهما.
وقال محمد بن عبد الله بن قهزاذ: سمعت أبا الوزير يقول: قدمت على سفيان بن عيينة، فقالوا له: هذا وصي عبد الله. فقال: رحم الله عبد الله، ما خلف بخراسان مثله.
أحمد بن أبي الحواري: حدثنا أبو عصمة قال: شهدت سفيان وفضيل بن عياض، قال سفيان لفضيل: يا أبا علي! أي رجل ذهب! يعني: ابن المبارك. قال: يا أبا محمد! وبقي بعد ابن المبارك من يستحيا منه؟!
محمد بن مخلد: حدثنا عبد الصمد بن حميد، سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم يقول: لما مات ابن المبارك، بلغني أن هارون أمير المؤمنين قال: مات سيد العلماء.
المسيب بن واضح: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين. قلت: هذا الإطلاق من أبي إسحاق معني بمسلمي زمانه.
قال المسيب: ورأيت أبا إسحاق بين يدي ابن المبارك قاعدا يسأله.
قال أبو وهب أحمد بن رافع -وراق سويد بن نصر: سمعت علي ابن إسحاق بن إبراهيم يقول: قال ابن عيينة: نظرت في أمر الصحابة وأمر عبد الله، فما رأيت لهم عليه فضلا، إلا بصحبتهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وغزوهم معه.
محمود بن والان، قال: سمعت عمار بن الحسن يمدح ابن المبارك، ويقول:
إذا سار عبد الله من مرو ليلة | فقد سار منها نورها وجمالها |
إذا ذكر الأحبار في كل بلدة | فهم أنجم فيها وأنت هلالها |
سهاشم بن مرثد: حدثنا عثمان بن طالوت، سمعت علي بن المديني، يقول: انتهى العلم إلى رجلين: إلى ابن المبارك، ثم إلى ابن معين.
وقال أحمد بن يحيى بن الجارود: قال علي ابن المديني: عبد الله بن المبارك أوسع علما من عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم.
قال أبو سلمة التبوذكي: سمعت سلام بن أبي مطيع يقول: ما خلف ابن المبارك بالمشرق مثله.
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين، وذكروا عبد الله بن المبارك، فقال رجل: إنه لم يكن حافظا. فقال ابن معين: كان عبد الله -رحمه الله- كيسا، مستثبتا، ثقة، وكان عالما، صحيح الحديث، وكانت كتبه التي يحدث بها عشرين ألفا أو واحدا وعشرين ألفا.
قال أبو معشر حمدويه بن الخطاب البخاري: سمعت نصر بن المغيرة البخاري، سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس ابن المبارك، وأورع الناس الفضيل، وأحفظ الناس وكيع بن الجراح.
أحمد بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول -وذكر أصحاب سفيان- فقال: خمسة: ابن المبارك -فبدأ به- ووكيع، ويحيى، وابن مهدي، وأبو نعيم.
قال جعفر بن أبي عثمان: قلت لابن معين: اختلف القطان، ووكيع؟ قال: القول قول يحيى. قال: فإذا اختلف عبد الرحمن، ويحيى؟ قال: يحتاج من يفصل بينهما. قلت: فأبو نعيم وعبد الرحمن؟ قال: يحتاج من يفصل بينهما. قلت: الأشجعي؟ قال: مات الأشجعي، ومات حديثه معه. قلت: ابن المبارك؟ قال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث.
محمود بن والان: سمعت محمد بن موسى، سمعت إبراهيم بن موسى يقول: كنت عند يحيى بن معين، فجاءه رجل، فقال: من أثبت في معمر، ابن المبارك أو عبد الرزاق؟ وكان يحيى متكئا، فجلس، وقال: كان ابن المبارك خيرا من عبد الرزاق، ومن أهل قريته، كان عبد الله سيدا من سادات المسلمين.
وسئل إبراهيم الحربي: إذا اختلف أصحاب معمر؟ قال: القول قول ابن المبارك.
الدغولي: حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنا محمد بن النضر بن مساور، قال: قال أبي: قلت لابن المبارك: هل تتحفظ الحديث؟ فتغير لونه، وقال: ما تحفظت حديثا قط، إنما آخذ الكتاب، فأنظر فيه، فما اشتهيته، علق بقلبي.
قال الحسن بن عيسى: أخبرني صخر -صديق ابن المبارك- قال: كنا غلمانا في الكتاب، فمررت أنا وابن المبارك، ورجل يخطب، فخطب خطبة طويلة، فلما فرغ، قال لي ابن المبارك: قد حفظتها. فسمعه رجل من القوم، فقال: هاتها. فأعادها وقد حفظها.
نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك، قال: قال لي أبي: لئن وجدت كتبك، لأحرقنها. قلت: وما علي من ذلك وهي في صدري.
وقال أبو وهب محمد بن مزاحم: العجب ممن يسمع الحديث من ابن المبارك، عن رجل، ثم يأتي ذلك الرجل حتى يحدثه به.
قال ابن خراش: ابن المبارك مروزي، ثقة.
قال القاسم بن محمد بن عباد: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت ابن المبارك بمكة أتى زمزم، فاستقى شربة، ثم استقبل القبلة، فقال: اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا، عن محمد بن المنكدر، عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ماء زمزم لما شرب له" وهذا أشربه لعطش القيامة ثم شربه.
كذا قال: ابن أبي الموال، وصوابه: ابن المؤمل عبد الله المكي، والحديث به يعرف، وهو من الضعفاء، لكن يرويه عن أبي الزبير، عن جابر، فعلى كل حال خبر ابن المبارك فرد منكر، ما أتى به سوى سويد، رواه: الميانجي، عن ابن عباد.
أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب: سمعت الخليل أبا محمد قال: كان عبد الله بن المبارك إذا خرج إلى مكة، قال:
بغض الحياة وخوف الله أخرجني | وبيع نفسي بما ليست له ثمنا |
إني وزنت الذي يبقى ليعدله | ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا |
قال نعيم بن حماد: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب "الرقاق"، يصير كأنه ثور منحور، أو بقرة منحورة من البكاء، لا يجترئ أحد منا أن يسأله عن شيء إلا دفعه.
أبو حاتم الرازي: حدثنا عبدة بن سليمان المروزي، قال: كنا سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان، خرج رجل من العدو، فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل، فقتله، ثم آخر، فقتله ثم آخر فقتله ثم دعا إلى البزاز، فخرج إليه رجل، فطارده ساعة، فطعنه، فقتله، فازدحم إليه الناس، فنظرت، فإذا هو عبد الله بن المبارك، وإذا هو يكتم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه، فمددته، فإذا هو هو، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا!!
قال العباس بن مصعب: حدثني بعض أصحابنا، قال: سمعت أبا وهب يقول: مر ابن المبارك برجل أعمى، فقال له: أسألك أن تدعو لي أن يرد الله علي بصري. فدعا الله، فرد عليه بصره وأنا أنظر.
وقال أبو حسان عيسى بن عبد الله البصري: سمعت الحسن بن عرفة يقول: قال لي ابن المبارك: استعرت قلما بأرض الشام، فذهبت على أن أرده، فلما قدمت مرو، نظرت، فإذا هو معي، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه.
قال أسود بن سالم: كان ابن المبارك إماما يقتدى به، كان من أثبت الناس في السنة، إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك، فاتهمه على الإسلام.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد المصري بها، أخبرنا الفتح بن عبد الله بن محمد الكاتب ببغداد، أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر القاضي، وأبو غالب محمد بن علي بن الداية، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الطرائفي "ح". وأخبرنا يحيى بن أبي منصور، وعلي بن أحمد كتابة، قالا: أخبرنا عمر بن طبرزد، أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك
المقرئ، وأنبأنا يحيى، أنبأنا عمر بن محمد، أخبرنا يحيى بن علي بن الطراح، وعبد الخالق بن عبد الصمد، وأبو غالب بن البناء "ح". وأخبرنا أبو المرهف المقداد بن أبي القاسم القيسي، أخبرنا بن محمد الرزاز "ح". وأخبرنا المسلم بن محمد بن علان في كتابه، وغيره، أن داود بن أحمد بن محمد الوكيل أخبرهم، قالوا: أخبرنا أبو الفضل الأرموي، وكتب إلينا الفخر علي بن البخاري، قال: أخبرتنا نعمة بنت علي بن يحيى بن علي، أخبرنا جدي، قال سبعتهم: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد المعدل، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا محمد بن الحسن البلخي بسمرقند سنة ست وعشرين ومائتين، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا ابن لهيعة، حدثنا أبو المصعب مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر الجهني، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أكثر منافقي أمتي قراؤها".
#وبه إلى الفريابي: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن مشرح، .... فذكره.وبه إلى الفريابي: حدثني أبو بكر سعيد بن يعقوب الطالقاني، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب: أن عبد الله بن عمر لما حضرته الوفاة، قال: انظروا فلانا لرجل من قريش، فإني كنت قلت له في ابنتي قولا كشبيه العدة، وما أحب أن ألقى الله -تعالى- بثلث النفاق، وأشهدكم أني قد زوجته.
هارون ثقة، لكنه لم يلحق عبد الله بن عمرو.
قال أحمد بن حنبل: لم يكن أحد في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.
وعن شعبة، قال: ما قدم علينا أحد مثل ابن المبارك.
وقال أبو أسامة: ما رأيت رجلا أطلب للعلم من ابن المبارك، وهو في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس.
قال الحسن بن عيسى بن ماسرجس مولى ابن المبارك: اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، فقالوا: تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والفصاحة، والشعر، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف على أصحابه.
قال نعيم بن حماد: قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة. فقال: لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يكرر: {ألهاكم التكاثر}، إلى الصبح، ما قدر أن يتجاوزها -يعني: نفسه.
قال العباس بن مصعب: عن إبراهيم بن إسحاق البناني، عن ابن المبارك، قال: حملت العلم عن أربعة آلاف شيخ، فرويت عن ألف شيخ. ثم قال العباس: فتتبعتهم حتى وقع لي ثمان مائة شيخ له.
قال حبيب الجلاب: سألت ابن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: غريزة عقل. قلت: فإن لم يكن؟ قال: حسن أدب. قلت: فإن لم يكن؟ قال: أخ شفيق يستشيره. قلت: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل. قلت: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل.
وروى عبدان بن عثمان، عن عبد الله، قال: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه، لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن، لم تذكر المحاسن.
قال نعيم: سمعت ابن المبارك يقول: عجبت لمن لم يطلب العلم، كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة؟!
قال عبيد بن جناد: قال لي عطاء بن مسلم: رأيت ابن المبارك؟ قلت: نعم قال: ما رأيت ولا ترى مثله.
قال عبيد بن جناد: وسمعت العمري يقول: ما رأيت في دهرنا هذا من يصلح لهذا الأمر -يعني: الإمامة- إلا ابن المبارك.
قال معتمر بن سليمان: ما رأيت مثل ابن المبارك، تصيب عنده الشيء الذي لا تصيبه عند أحد.
قال شقيق البلخي: قيل لابن المبارك: إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا؟ قال: أجلس مع الصحابة والتابعين، أنظر في كتبهم وآثارهم، فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس.
وعن ابن المبارك، قال: ليكن عمدتكم الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث.
محبوب بن الحسن: سمعت ابن المبارك يقول: من بخل بالعلم، ابتلي بثلاث: إما موت يذهب علمه، وإما ينسى، وإما يلزم السلطان، فيذهب علمه.
وعن ابن المبارك، قال: أول منفعة العلم أن يفيد بعضهم بعضا.
المسيب بن واضح: سمعت ابن المبارك وقيل له: الرجل يطلب الحديث لله، يشتد في سنده. قال: إذا كان لله، فهو أولى أن يشتد في سنده.
وعنه، قال: حب الدنيا في القلب، والذنوب فقد احتوشته، فمتى يصل الخير إليه؟
وعنه قال: لو اتقى الرجل مائة شيء، ولم يتق شيئا واحدا، لم يك من المتقين، ولو تورع عن مائة شيء، سوى واحد، لم يكن ورعا، ومن كانت فيه خلة من الجهل، كان من الجاهلين، أما سمعت الله يقول لنوح -عليه السلام- من أجل ابنه: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين}.
إسنادها لا يصح. وقد تقدم عن ابن المبارك خلاف هذا، وأن الاعتبار بالكثرة، ومراده بالخلة من الجهل: الإصرار عليها.
وجاء أن ابن المبارك سئل: من الناس؟ فقال: العلماء. قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد. قيل: فمن الغوغاء؟ قال: خزيمة وأصحابه -يعني: من أمراء الظلمة. قيل: من السفلة؟ قال: الذين يعيشون بدينهم.
وعنه، قال: ليكن مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة.
وعن ابن المبارك، قال: إذا عرف الرجل قدر نفسه، يصير عند نفسه أذل من كلب.
وعنه، قال: لا يقع موقع الكسب على العيال شيء، ولا الجهاد في سبيل الله.
وقال: رب عمل صغير تكثره النية، ورب عمل كثير تصغره النية.
أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة، عن عبد الرحيم بن محمد الكاغدي، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، حدثنا أبو إسحاق الطالقاني، قال: سألت ابن المبارك عن الرجل يصلي عن أبويه، فقال: من يرويه؟ قلت: شهاب بن خراش. قال: ثقة، عمن؟ قلت: عن الحجاج بن دينار. قال: ثقة عمن؟ قلت: عن النبي -صلى الله عليه وسلم. قال: بينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل.
أخبرنا بيبرس بن عبد الله المجدي، أخبرنا هبة الله بن الحسن الدوامي، أخبرتنا تجني مولاة ابن وهبان، وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي، أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة، أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، وتجني الوهبانية، وفخر النساء شهدة "ح". وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد، وأحمد بن تاج الأمناء، قالا: أخبرنا محمد ابن إبراهيم "ح". وأخبرتنا ست الأهل بنت الناصح، أخبرنا البهاء عبد الرحمن، قالا: أخبرتنا شهدة، قالوا: أخبرنا طراد بن محمد الزينبي "ح". وأخبرنا محمد بن عبد الوهاب الأغلبي، أخبرنا علي بن مختار، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا القاسم بن الفضل، قالا: أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حدثنا الحسين بن يحيى القطان، حدثنا إبراهيم بن مجشر، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن عاصم، عن عبيد بن أبي عبيد، عن أبي هريرة، قال: ومررت معه ببقعة. فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "رب يمين لا تصعد إلى الله -عز وجل- في هذه البقعة".
قال أبو هريرة: فرأيت فيها النخاسين.
وبه، إلى ابن المبارك: أخبرنا ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل مسكر حرام وكل مسكر خمر".
أخبرنا إسحاق بن طارق الأسدي، أخبرنا ابن خليل، أخبرنا عبد الرحيم بن محمد الكاغدي، أخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق، سمعت ابن أبي رزمة، سمعت علي بن الحسن بن شقيق، سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية.
وبه إلى محمد بن إسحاق السراج: سمعت أبا يحيى يقول: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: قلت لعبد الله بن المبارك: كيف يعرف ربنا -عز وجل؟ قال: في السماء على العرش. قلت له: إن الجهمية تقول هذا. قال: لا نقول كما قالت الجهمية، هو معنا هاهنا.
قلت: الجهمية يقولون: إن الباري تعالى في كل مكان والسلف يقولون: إن علم الباري في كل مكان ويحتجون بقوله تعالى: {وهو معكم أين ما كنتم}، يعني: بالعلم، ويقولون: إنه على عرشه استوى، كما نطق به القرآن والسنة.
وقال الأوزاعي، وهو إمام وقته: كنا -والتابعون متوافرون- نقول: إن الله -تعالى- فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته، ومعلوم عند أهل العلم من الطوائف أن مذهب السلف إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تأويل ولا تحريف، ولا
تشيبه ولا تكييف، فإن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات المقدسة. وقد علم المسلمون أن ذات الباري موجودة حقيقية، لا مثل لها، وكذلك صفاته -تعالى- موجودة، لا مثل لها.
أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه إجازة، أخبرنا عبد القادر الحافظ، أخبرنا محمد بن أبي نصر بأصبهان، أخبرنا حسين بن عبد الملك، أخبرنا عبد الله بن شبيب، أخبرنا أبو عمر السلمي، أخبرنا أبو الحسن اللبناني، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب "الرد على الجهمية" له، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: سألت ابن المبارك: كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا؟ قال: على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية: إنه ههنا في الأرض.
وروى عبد الله بن أحمد في هذا الكتاب بإسناده، عن ابن المبارك: أن رجلا قال له: يا أبا عبد الرحمن، قد خفت الله -تعالى- من كثرة ما أدعو على الجهمية. قال: لا تخف، فإنهم يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشيء.
قال عبد الله بن إدريس: كل حديث لا يعرفه ابن المبارك، فنحن منه براء.
وعن ابن المبارك قال: في صحيح الحديث شغل عن سقيمه.
أخبرنا يحيى بن أحمد الجذامي، أخبرنا محمد بن عماد، أخبرنا ابن رفاعة، أخبرنا أبو الحسن الخلعي، أخبرنا ابن الحاج، أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرملي، حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا أحمد بن يونس: سمعت ابن المبارك قرأ شيئا من القرآن، ثم قال: من زعم أن هذا مخلوق، فقد كفر بالله العظيم.
قال علي بن الحسن بن شقيق: قمت لأخرج من ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد، فذاكرني عند الباب بحديث -أو ذاكرته- فما زلنا نتذاكر حتى جاء المؤذن للصبح.
وقال فضالة النسائي: كنت أجالسهم بالكوفة، فإذا تشاجروا في حديث، قالوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله -يعنون ابن المبارك.
قال وهب بن زمعة المروزي: حدث جرير بن عبد الحميد بحديث عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد! تحدث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر؟ فغضب، وقال: أنا مثل عبد الله، أحمل علم أهل خراسان، وعلم أهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام.
قال أحمد بن أبي الحواري: جاء رجل من بني هاشم إلى عبد الله ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يحدثه. فقال الشريف لغلامه: قم، فإن أبا عبد الرحمن لا يرى أن يحدثنا. فلما قام ليركب، جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن، تفعل هذا، ولا ترى أن تحدثني؟ فقال: أذل لك بدني، ولا أذل لك الحديث.
روى المسيب بن واضح: أنه سمع ابن المبارك -وسأله رجل عمن يأخذ- فقال: قد يلقى الرجل ثقة، وهو يحدث عن غير ثقة، وقد يلقى الرجل غير ثقة يحدث عن ثقة، ولكن ينبغي أن يكون: ثقة عن ثقة.
عثمان بن سعيد الدارمي: سمعت نعيم بن حماد يقول: ما رأيت ابن المبارك يقول قط: "حدثنا"، كان يرى "أخبرنا" أوسع، وكان لا يرد على أحد حرفا إذا قرأ.
وقال نعيم: ما رأيت أعقل من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهادا في العبادة.
الحسن بن الربيع: قال ابن المبارك في حديث ثوبان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم: "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم": يفسره حديث أم سلمة: "لا تقتلوهم ما صلوا".
واحتج ابن المبارك في مسألة الإرجاء، وأن الإيمان يتفاوت، بما روى عن ابن شوذب، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل، قال: قال عمر: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض، لرجح.
قلت: مراد عمر -رضي الله عنه- أهل أرض زمانه.
نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: السيف الذي وقع بين الصحابة فتنة، ولا أقول لأحد منهم هو مفتون.
وعن ابن المبارك، وسئل: من السفلة؟ قال: الذي يدور على القضاة يطلب الشهادات.
وعنه قال: إن البصراء لا يأمنون من أربع: ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع فيه الرب -عز وجل- وعمر قد بقي لا يدرى ما فيه من الهلكة، وفضل قد أعطي العبد لعله مكر واستدراج، وضلالة قد زينت، يراها هدى، وزيغ قلب ساعة فقد يسلب المرء دينه ولا يشعر.
قال منصور بن دينار؛ صاحب ابن المبارك: إن عبد الله كان يتصدق لمقامه ببغداد كل يوم بدينار.
وعن عبد الكريم السكري، قال: كان عبد الله يعجبه إذا ختم القرآن أن يكون دعاؤه في السجود.
قال إبراهيم بن نوح الموصلي: قدم الرشيد عين زربة، فأمر أبا سليم أن يأتيه بابن المبارك. قال: فقلت: لا آمن أن يجيب ابن المبارك بما يكره، فيقتله، فقلت: يا أمير المؤمنين! هو رجل غليظ الطباع، جلف. فأمسك الرشيد.
الفضل بن محمد الشعراني: حدثنا عبدة بن سليمان، قال: سمعت رجلا يسأل ابن المبارك عن الرجل يصوم يوما ويفطر يوما. قال: هذا رجل يضيع نصف عمره، وهو لا يدري. يعني: لم لا يصومها.
قلت: أحسب ابن المبارك لم يذكر حينئذ حديث: "أفضل الصوم صوم داود"، ولا حديث: النهي عن صوم الدهر.
قال أبو وهب المروزي: سألت ابن المبارك: ما الكبر؟ قال: أن تزدري الناس. فسألته عن العجب؟ قال: أن ترى أن عندك شيئا ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئا شرا من العجب.
قال حاتم بن الجراح: سمعت علي بن الحسن بن شقيق، سمعت ابن المبارك، وسأله رجل عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجتها بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به. فقال له: اذهب فاحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين، ويمسك عنك الدم. ففعل الرجل، فبرأ.
قال أحمد بن حنبل: كان ابن المبارك يحدث من الكتاب، فلم يكن له سقط كثير، وكان وكيع يحدث من حفظه، فكان يكون له سقط، كم يكون حفظ الرجل!
وروى غير واحد أن ابن المبارك قيل له: إلى متى تكتب العلم؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد.
قال عمرو الناقد: سمعت ابن عيينة يقول: ما قدم علينا أحد يشبه ابن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة.
وقال مخلد بن الحسين: جالست أيوب، وابن عون، فلم أجد فيهم من أفضله على ابن المبارك.
قال عبدان: قال ابن المبارك -وذكر التدليس- فقال فيه قولا شديدا، ثم أنشد:
دلس للناس أحاديثه | والله لا يقبل تدليسا |
عن ابن المبارك، قال: من استخف بالعلماء، ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء، ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان، ذهبت مروءته.
قد أسفلنا لعبد الله ما يدل على فروسيته.
وقال محمد بن المثنى: حدثنا عبد الله بن سنان، قال: كنت مع ابن المبارك، ومعتمر بن سليمان بطرسوس، فصاح الناس: النفير. فخرج ابن المبارك، والناس، فلما اصطف الجمعان، خرج رومي، فطلب البراز، فخرج إليه رجل، فشد العلج عليه، فقتله، حتى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد، فالتفت إلي ابن المبارك فقال: يا فلان! إن قتلت، فافعل كذا وكذا. ثم حرك دابته، وبرز للعلج، فعالج معه ساعة، فقتل العلج، وطلب المبارزة، فبرز له علج آخر، فقتله، حتى قتل ستة علوج،
وطلب البراز، فكأنهم كاعوا عنه، فضرب دابته، وطرد بين الصفين، ثم غاب، فلم نشعر بشيء، وإذا أنا به في الموضع الذي كان، فقال لي: يا عبد الله! لئن حدثت بهذا أحدا، وأنا حي، فذكر كلمة.
قال أبو صالح الفراء: سألت ابن المبارك عن كتابة العلم، فقال: لولا الكتاب ما حفظنا.
وسمعته يقول: الحبر في الثوب خلوق العلماء.
وقال: تواطؤ الجيران على شيء، أحب إلي من شهادة عدلين.
وقيل: إن ابن المبارك مر براهب عند مقبرة ومزبلة، فقال: يا راهب، عندك كنز الرجال، وكنز الأموال، وفيهما معتبر.
وقد تفقه ابن المبارك بأبي حنيفة، وهو معدود في تلامذته.
وكان عبد الله غنيا شاكرا، رأس ماله نحو الأربع مائة ألف.
قال حبان بن موسى: رأيت سفرة ابن المبارك حملت على عجلة.
وقال أبو إسحاق الطالقاني: رأيت بعيرين محملين دجاجا مشويا لسفرة ابن المبارك.
وروى عبد الله بن عبد الوهاب، عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم، قال: كنت مع ابن المبارك، فكان يأكل كل يوم، فيشوى له جدي، ويتخذ له فالوذق، فقيل له في ذلك، فقال: إني دفعت إلى وكيلي ألف دينار، وأمرته أن يوسع علينا.
قال الحسن بن حماد: دخل أبو أسامة على ابن المبارك، فوجد في وجهه عبد الله أثر الضر، فلما خرج، بعث إليه أربعة آلاف درهم، وكتب إليه:
وفتى خلا من ماله | ومن المروءة غير حال |
أعطاك قبل سؤاله | وكفاك مكروه السؤال |
وقال المسيب بن واضح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش أربعة آلاف درهم، فقال: سد بها فتنة القوم عنك.
قال علي بن خشرم: قلت لعيسى بن يونس: كيف فضلكم ابن المبارك، ولم يكن بأسن منكم؟ قال: كان يقدم، ومعه الغلمة الخراسانية، والبزة الحسنة، فيصل العلماء، ويعطيهم، وكنا لا نقدر على هذا.
قال نعيم بن حماد: قدم ابن المبارك أيلة على يونس بن يزيد، ومعه غلام مفرغ العمل الفالوذج، يتخذه للمحدثين.
أخبرنا ابن أبي الخير في كتابه، عن عبد الرحيم بن محمد، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "البركة مع أكابركم". فقلت للوليد: أين سمعت من ابن المبارك؟ قال: في الغزو.
عن ابن المبارك قال: ليكن مجلسك مع المساكين، واحذر أن تجلس مع صاحب بدعة.
قال الحسن بن الربيع: لما احتضر ابن المبارك في السفر، قال: أشتهي سويقا. فلم نجده إلا عند رجل كان يعمل للسلطان، وكان معنا في السفينة، فذكرنا ذلك لعبد الله، فقال: دعوه. فمات ولم يشربه.
قال العلاء بن الأسود: ذكر جهم عند ابن المبارك، فقال:
عجبت لشيطان أتى الناس داعيا | إلى النار وانشق اسمه من جهنم |
أخبرنا إسحاق الأسدي، أخبرنا ابن خليل، أخبرنا عبد الرحيم بن محمد، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا سعيد بن سليمان، عن ابن المبارك، عن معمر، عن محمد بن حمزة، عن عبد الله بن سلام، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل بأهله الضيق، أمرهم بالصلاة، ثم قرأ: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك}. هذا مرسل، قد انقطع فيه ما بين محمد وجد أبيه عبد الله.
وقد كان ابن المبارك -رحمه الله- شاعرا محسنا، قوالا بالحق.
قال أحمد بن جميل المروزي: قيل لابن المبارك: إن إسماعيل بن علية قد ولي القضاء، فكتب إليه:
يا جاعل العلم له بازيا | يصطاد أموال المساكين |
احتلت للدنيا ولذاتها | بحيلة تذهب بالدين |
فصرت مجنونا بها بعدما | كنت دواء للمجانين |
أين رواياتك في سردها | عن ابن عون وابن سيرين |
أين رواياتك فيما مضى | في ترك أبواب السلاطين |
إن قلت أكرهت فماذا كذا | زل حمار العلم في الطين |
وروى: عبد الله بن محمد قاضي نصيبين، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، قال: أملى علي ابن المبارك سنة سبع وسبعين ومائة، وأنفذها معي إلى الفضل بن عياض من طرسوس:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا | لعلمت أنك في العبادة تلعب |
من كان يخضب جيده بدموعه | فنحورنا بدمائنا تتخضب |
أو كان يتعب خيله في باطل | فخيولنا يوم الصبيحة تتعب |
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا | رهج السنابك والغبار الأطيب |
ولقد أتانا من مقال نبينا | قول صحيح صادق لا يكذب |
لا يستوي وغبار خيل الله في | أنف امرئ ودخان نار تلهب |
هذا كتاب الله ينطق بيننا | ليس الشهيد بميت لا يكذب |
فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم، فقرأه، وبكى، ثم قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح.
قال ابن سهم الأنطاكي: سمعت ابن المبارك ينشد:
فكيف قرت لأهل العلم أعينهم | أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا |
والنار ضاحية لابد موردها | وليس يدرون من ينجو ومن يقع |
وطارت الصحف في الأيدي منشرة | فيها السرائر والجبار مطلع |
إما نعيم وعيش لا انقضاء له | أو الجحيم فلا تبقي ولا تدع |
تهوي بساكنها طورا وترفعه | إذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا |
لينفع العلم قبل الموت عالمه | قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا |
وروى إسحاق بن سنين لابن المبارك:
إني امرؤ ليس في ديني لغامزه | لين ولست على الإسلام طعانا |
فلا أسب أبا بكر ولا عمرا | ولن أسب معاذ الله عثمانا |
ولا ابن عم رسول الله أشتمه | حتى ألبس تحت الترب أكفانا |
ولا الزبير حواري الرسول ولا | أهدي لطلحة شتما عز أو هانا |
ولا أقول علي في السحاب إذا | قد قلت والله ظلما ثم عدوانا |
ولا أقول بقول الجهم إن له | قولا يضارع أهل الشرك أحيانا |
ولا أقول تخلى من خليقته | رب العباد وولى الأمر شيطانا |
ما قال فرعون هذا في تمرده | فرعون موسى ولا هامان طغيانا |
الله يدفع بالسلطان معضلة | عن ديننا رحمة منه ورضوانا |
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل | وكان أضعفنا نهبا لأقوانا |
فيقال: إن الرشيد أعجبه هذا، فلما أن بلغه موت ابن المبارك بهيت، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل! إيذن للناس يعزونا في ابن المبارك. وقال: أما هو القائل:
الله يدفع بالسطان معضلة
فمن الذي يسمع هذا من ابن المبارك، ولا يعرف حقنا؟
قال الكديمي: حدثنا عبدة بن عبد الرحيم، قال: كنت عند فضيل ابن عياض وعنده ابن المبارك، فقال قائل: إن أهلك وعيالك قد احتاجوا مجهودين محتاجين إلى هذا المال، فاتق الله، وخذ من هؤلاء القوم. فزجره ابن المبارك، وأنشأ يقول:
خذ من الجاروش والـ | ـآرز والخبز الشعير |
واجعلن ذاك حلالا | تنج من حر السعير |
وانأ ما اسطعت هدا | ك الله عن دار الأمير |
لا تزرها واجتنبها | إنها شر مزور |
توهن الدين وتد | نيك من الحوب الكبير |
قبل أن تسقط يا | مغرور في حفرة بير |
وارض يا ويحك من | دنياك بالقوت اليسير |
إنها دار بلاء | وزوال وغرور |
ما ترى قد صرعت | قبلك أصحاب القصور |
كم ببطن الأرض من | ثاو شريف ووزير |
وصغير الشأن عبد | خامل الذكر حقير |
لو تصفحت وجو | ه القوم في يوم نضير |
لم تميزهم ولم | تعرف غنيا من فقير |
خمدوا فالقوم صرعى | تحت أشقاق الصخور |
واستووا عند مليك | بمساويهم خبير |
احذر الصرعة يا | مسكين من دهر عثور |
أين فرعون وها | مان ونمرود النسور |
أو ما تخشاه أن | يرميك بالموت المبير |
أو ما تحذر من | يوم عبوس قمطرير |
اقمطر الشر فيه | بعذاب الزمهرير |
قال: فغشي على الفضيل، فرد ذلك ولم يأخذه.
ولابن المبارك:
جربت نفسي فما وجدتها لها | من بعد تقوى الإله كالأدب |
في كل حالاتها وإن كرهت | أفضل من صمتها عن الكذب |
أو غيبة الناس إن غيبتهم | حرمها ذو الجلال في الكتب |
قال أبو العباس السراج: أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك:
أبإذن نزلت بي يا مشيب | أي عيش وقد نزلت يطيب |
وكفى الشيب واعظا غير أني | آمل العيش والممات قريب |
وكم أنادي الشباب إذ بان مني | وندائي موليا ما يجيب |
وبه:
يا عائب الفقر ألا تزدجر | عيب الغنى أكثر لو تعتبر |
من شرف الفقر ومن فضله | على الغنى لو صح منك النظر |
أنك تعصي لتنال الغنى | وليس تعصي الله كي تفتقر |
قال حبان بن موسى: سمعت ابن المبارك ينشد:
كيف القرار وكيف يهدأ مسلم | والمسلمات مع العدو المعتدي |
الضاربات خدودهن برنة | الداعيات نبيهن محمد |
القائلات إذا خشين فضيحة | جهد المقالة ليتنا لم نولد |
ما تستطيع وما لها من حيلة | إلا التستر من أخيها باليد |
قال أبو إسحاق الطالقاني: كنا عند ابن المبارك، فانهد القهندز، فأتى بسنين، فوجد وزن أحدهما منوان، فقال عبد الله:
أتيت بسنين قد رمتا | من الحصن لما أثاروا الدفينا |
على وزن منوين إحداهما | تقل به الكف شيئا رزينا |
ثلاثون سنا على قدرها | تباركت يا أحسن الخالقينا |
فماذا يقوم لأفواهها | وما كان يملأ تلك البطونا |
إذا ما تذكرت أجسامهم | تصاغرت النفس حتى تهونا |
وكل على ذاك ذاق الردى | فبادوا جميعا فهم هامدونا |
وجاء من طرق عن ابن المبارك -ويقال: بل هي لحميد النحوي:
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله | إذا كنت فارغا مستريحا |
وإذا ما هممت بالنطق بالباطل | فاجعل مكانه تسبيحا |
فاغتنام السكوت أفضل من | خوض وإن كنت بالكلام فصيحا |
وسمع بعضهم ابن المبارك وهو ينشد على سور طرسوس:
ومن البلاء وللبلاء علامة | أن لا يرى لك عن هواك نزوع |
العبد عبد النفس في شهواتها | والحر يشبع مرة ويجوع |
قال أبو أمية الأسود: سمعت ابن المبارك يقول: أحب الصالحين ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم، ثم أنشأ يقول:
الصمت أزين بالفتى | من منطق في غير حينه |
والصدق أجمل بالفتى | في القول عندي من يمينه |
وعلى الفتى بوقاره | سمة تلوح على جبينه |
فمن الذي يخفى عليـ | ـك إذا نظرت إلى قرينه |
رب امرئ متيقن | غلب الشقاء على يقينه |
فأزاله عن رأيه | فابتاع دنياه بدينه |
قال أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي، قال: لما احتضر ابن المبارك، جعل رجل يلقنه، قل: لا إله إلا الله. فأكثر عليه، فقال له: لست تحسن، وأخاف أن تؤذي مسلما بعدي، إذا لقنتني، فقلت: لا إله إلا الله، ثم لم أحدث كلاما بعدها، فدعني، فإذا أحدثت كلاما، فلقني حتى تكون آخر كلامي.
يقال: إن الرشيد لما بلغه موت عبد الله، قال: مات اليوم سيد العلماء.
قال عبدان بن عثمان: مات ابن المبارك بهيت وعانات، في شهر رمضان، سنة إحدى وثمانين ومائة.
قال حسن بن الربيع: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت: أنا ابن ثلاث وستين سنة.
قال أحمد بن حنبل: ذهبت لأسمع من ابن المبارك، فلم أدركه، وكان قد قدم بغداد، فخرج إلى الثغر، ولم أره.
قال محمد بن الفضيل بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت فيه. قلت: الرباط والجهاد؟ قال: نعم. قلت: فما صنع بك ربك؟ قال: غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة. رواها رجلان عن محمد.
وقال العباس بن محمد النسفي: سمعت أبا حاتم الفربري يقول: رأيت ابن المبارك واقفا على باب الجنة، بيده مفتاح، فقلت: ما يوقفك هاهنا؟ قال: هذا مفتاح الجنة، دفعه إلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: حتى أزور الرب، فكن أميني في السماء، كما كنت أميني في الأرض.
وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي: رأيت الحارث بن عطية في النوم، فسألته، فقال: غفر لي. قلت: فابن المبارك؟ قال: بخ بخ، ذاك في عليين، ممن يلج على الله كل يوم مرتين.
وعن نوفل قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك بالقرآن.
قال علي بن أحمد السواق: حدثنا زكريا بن عدي، قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي برحلتي.
قال النسائي: أثبت الناس في الأوزاعي: عبد الله بن المبارك.
قال الفسوي في "تاريخه": سمعت الحسن بن الربيع يقول: شهدت موت ابن المبارك، مات لعشر مضى من رمضان، سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات سحرا، ودفناه بهيت.
ولبعض الفضلاء:
مررت بقبر ابن المبارك غدوة | فأوسعني وعظا وليس بناطق |
وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي | غنيا وبالشيب الذي في مفارقي |
ولكن أرى الذكرى تنبه عاقلا | إذا هي جاءت من رجال الحقائق |
قرأت على أبي حفص عمر بن عبد المنعم الطائي، أخبركم القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشافعي سنة ثلاثين وست مائة بمنزله، أخبرنا عبد الرحمن بن علي الخرقي، أخبرنا نصر بن أحمد السوسي، أخبرنا سهل بن بشر، أخبرنا علي بن منير الخلال، حدثني خالي أحمد بن عتيق الخشاب، حدثنا أبو بكر محمد بن أبي الأصبغ، حدثنا هاشم بن مرثد، سمعت أبا صالح الفراء، سمعت ابن المبارك يقول:
المرء مثل هلال عند رؤيته | يبدو ضئيلا تراه ثم يتسق |
حتى إذا ما تراه ثم أعقبه | كر الجديدين نقصا ثم يمحق |
من تاريخ أبي عمر أحمد بن سعيد الصدفي: محمد بن وضاح، عن يحيى بن يحيى الليثي، قال: كنا عند مالك، فاستؤذن لعبد الله بن المبارك بالدخول، فأذن له، فرأينا مالكا
تزحزح له في مجلسه، ثم أقعده بلصقه، وما رأيت مالكا تزحزح لأحد في مجلسه غيره، فكان القارئ يقرأ على مالك، فربما مر بشيء، فيسأله مالك: ما مذهبكم في هذا؟ أو ما عندكم في هذا؟ فرأيت ابن المبارك يجاوبه، ثم قام، فخرج، فأعجب مالك بأدبه، ثم قال لنا مالك: هذا ابن المبارك فقيه خراسان.
عن المسيب بن واضح، قال: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش بأربعين ألف درهم، وقال: سد بهذه فتنة القوم عنك.
وسئل ابن المبارك بحضور سفيان بن عيينة عن مسألة، فقال: إنا نهينا أن نتكلم عند أكابرنا.
قال أحمد: كان ابن المبارك يحدث من كتاب، ومن حدث من كتاب، لا يكاد أن يكون له سقط كثير. وكان وكيع يحدث من حفظه. فكان يكون له سقط كم يكون حفظ الرجل؟
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 365
عبد الله بن المبارك ومنهم السخي الجواد، الممهد للمعاد، المتزود من الوداد، أليف القرآن والحج والجهاد، جاد فساد، وروجع فزاد، ماله مشارك، وفعله مبارك، وقوله مبارك شاها نشاه، عبد الله بن المبارك رضي الله تعالى عنه وقيل: إن التصوف اعتداد لازدياد، واستعداد وارتياد
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا أحمد بن منيع، ثنا عبد الله بن المبارك شاهانشاه، أخبرني الحسن بن عمرو الفقيمي، عن منذر الثوري، عن محمد ابن الحنفية، قال: «ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا، حتى يجعل الله له فرجا أو قال مخرجا»، قال عبد الله بن المبارك: هذا مثلي ومثلكم
حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام، ثنا عثمان بن حرزاد، ثنا محمد بن الحسين، ثنا عبد الله بن يزيد بن عثمان الحمصي، قال: قال لي الأوزاعي: " رأيت عبد الله بن المبارك، قلت: لا قال: لو رأيته لقرت عينك "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم، يقول: سمعت عبيد بن جناد أبو سعيد، قال: قال لي عطاء بن مسلم: " يا عبيد رأيت عبد الله بن المبارك، قلت: نعم، قال: ما رأيت مثله، ولا ترى مثله "
حدثنا إبراهيم ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو يحيى ثنا عبيد بن جناد قال قال العمري «ابن المبارك يصلح لهذا الأمر فقال له رجل أي شيء؟ قال الإمامة»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أحمد بن الوليد، ثنا عبيد بن جناد، قال: سمعت العمري، يقول: " ما رأيت في دهرنا هذا أحدا يصلح لهذا الأمر إلا رجلا أتاني إلى منزلي فأقام عندي ثلاثا يسألني عن غير ما يسألني عنه أهل هذا الدهر، فصيح اللسان، إلا إن اللغة شرقية يكنى أبا عبد الرحمن معه غلام يقال له سفير فقلنا له: هذا عبد الله بن المبارك، فقال: هكذا ينبغي إن كان معي أحد يصلح لهذا الأمر فذاك، قال عبيد: يعني الاقتداء بالعلم "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو العباس السراج، قال: سمعت أحمد بن الوليد، يقول: سمعت المسيب بن واضح، يقول: سمعت أبا إسحاق الفزاري، يقول: " ابن المبارك إمام المسلمين قال: ورأيته قاعدا بين يديه يسائله "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو العباس السراج، حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: «ما رأت عيناي مثل سفيان ولا أقدم على عبد الله بن المبارك أحدا»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو العباس السراج، ثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: سمعت هارون بن معروف، عن بشر بن السري، قال: قال عبد الرحمن بن مهدي: «ابن المبارك آدب عندنا من سفيان»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو العباس الثقفي، ثنا أحمد بن الوليد، قال: سمعت المسيب بن واضح، يقول: سمعت المعتمر بن سليمان، يقول: «ما رأيت مثل ابن المبارك، تصيب عنده الشيء الذي لا تصيبه عند أحد»
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المعدل، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا الفضل بن محمد البيهقي سمعت سعيد بن زاذان، يقول: سمعت سعيد بن حرب، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر»
حدثنا محمد بن علي، قال: سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم، يقول: سمعت أبا إسماعيل الترمذي، يقول: سمعت إسماعيل بن مسلمة القاضي، يقول: سمعت محمد بن المعتمر بن سليمان، يقول: " قلت لأبي: يا أبت من فقيه العرب؟: قال: سفيان الثوري فلما مات سفيان الثوري، قلت لأبي: من فقيه العرب؟، قال: عبد الله بن المبارك "
حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا محمد بن نوح الرقي، ثنا عبيد الله بن محمد الفقيه، ثنا خالد بن خداش، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: «اللهم لا تمتني بهيت فمات بهيت رحمه الله»
حدثنا أبو المظفر منصور بن أحمد بن ممية المعدل، ثنا أبو بكر الصولي، عن بعضهم، قال: ورد على أمير المؤمنين الرشيد كتاب صاحب الحيرة من هيت أنه مات رجل، بهذا الموضع غريب فاجتمع الناس على جنازته فسألت عنه فقالوا: عبد الله بن المبارك الخراساني، فقال الرشيد: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل، للفضل بن الربيع وزيره، ائذن للناس من يعذرنا في عبد الله بن المبارك، فأظهر الفضل تعجبا، فقال: ويحك إن عبد الله هو الذي يقول: «
[البحر البسيط]
الله يدفع بالسلطان معضلة ... عن ديننا، رحمة منه ورضوانا
لولا الأئمة لم يأمن لنا سبل ... وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
من سمع هذا القول، من مثل ابن المبارك مع فضله وزهده وعظمه في صدور العامة ولا يعرف حقنا»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت محمود بن أبي المضاء الحلبي، يقول: سمعت عبد الرحمن بن عبيد الله، يقول: كنا عند الفضل بن عياض فجاء فتى في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين فنعى إليه ابن المبارك، فقال: «رحمه الله أما إنه ما خلف بعده مثله»
قال: وقال أبو إسحاق الفزاري «إني لأمقت نفسي على ما أرى بها من قلة الاكتراث لموت ابن المبارك»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إسحاق بن أحمد، قال: سمعت سعيد بن عيسى، يقول: سمعت أبا داود، يقول: قلت لابن المبارك: من تجالس بخراسان قال: " أجالس شعبة وسفيان قال أبو داود: يعني أنظر في كتبهما "
حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الموصلي، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي، يقول: قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لم لا تجلس معنا؟: قال: " أذهب مع الصحابة والتابعين، قلنا له: ومن أين الصحابة والتابعون، قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم فما أصنع معكم أنتم تغتابون الناس، فإذا كان سنة ثمانين فالبعد من كثير من الناس أقرب إلى الله، وفر من الناس كفرارك من الأسد، وتمسك بدينك يسلم لك مجهودك "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا سلم بن عصام، ثنا رسته الطالقاني، قال: قام رجل إلى ابن المبارك فقال: يا أبا عبد الرحمن في أي شىء أجعل فضل يومي، في تعلم القرآن، أو في طلب العلم؟ فقال: " هل تقرأ من القرآن ما تقيم به صلاتك؟ قال: نعم، قال: فاجعله في طلب العلم الذي يعرف به القرآن "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا ابن رزمة، ثنا عبدان، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: «ليكن الذي تعتمدون عليه هذا الأثر؛ وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث»
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا الحسن بن عبد الله بن شاكر، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا أسامة، يقول: مررت بعبد الله بن المبارك بطرسوس، وهو يحدث فقلت: يا أبا عبد الرحمن إني لأنكر هذه الأبواب والتصنيف الذي وضعتموه، ما هكذا أدركنا المشيخة، قال: " فأضرب عن الحديث نحوا من عشرين يوما، ثم مررت به وقد احتوشوه وهو يحدث فسلمت عليه، فقال: يا أبا أسامة شهوة الحديث "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر، يقول: سمعت محبوب بن موسى الفراء أبا صالح الأنطاكي، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: «من بخل بالعلم ابتلي بثلاث، إما موت فيذهب علمه، وإما ينسى، وإما يصحب فيذهب علمه»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت محمد بن سهل، ثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: سمعت السندي بن أبي هارون، يقول: كنت أختلف مع ابن المبارك إلى المشايخ، قال: فربما قلت له: يا أبا عبد الرحمن ممن نستفيد؟ قال: «من كتبنا»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن سعيد الدارمي، ثنا أبو إسحاق الطالقاني، قال: سألت ابن المبارك عن الرجل، يصلي عن أبويه، فقال: من يرويه قلت: شهاب بن خراش، قال: ثقة عمن قلت: عن الحجاج بن دينار، قال: ثقة عمن قلت: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الحجاج مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت عبيد بن محمد الوراق، يقول: قال بشر بن الحارث: سأل رجل ابن المبارك عن حديث، وهو يمشي، قال: «ليس هذا من توقير العلم» قال بشر: فاستحسنته جدا
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الخطاب، ثنا هدية بن عبد الوهاب، ثنا معاذ بن خالد، قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: «أول منفعة الحديث أن يفيد بعضهم بعضا»
حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا عروبة، يقول: سمعت المسيب بن واضح، يقول: سمعت ابن المبارك، وقيل، له: الرجل يطلب الحديث لله يشتد في سنده، قال: «إذا كان يطلب الحديث لله فهو أولى أن يشتد في سنده»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو يعلى، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي يقول: قال عبد الله بن المبارك لرجل: «إن ابتليت بالقضاء فعليك بالأثر»
حدثنا محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا محمد بن علي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: " ليس عندنا في الصرف اختلاف، وليس في المسح عندنا اختلاف، وربما سألني الرجل عن المسح فأرتاب به أن يكون صاحب هوى، قال: فحمدوا، أما المتعة فعبدان أخبرني عن عبد الله أنه قال: حرام "
حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا جعفر بن إبراهيم بن عمر بن حبيب، قال: سمعت سعيد بن يعقوب الطالقاني، يقول: قال رجل لابن المبارك: بقي من ينصح، قال: " فهل بقي من يقبل؟
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال : دفع إلى رجل من أهل مرو كتابا فيه سئل عبد الله بن المبارك: ما ينبغي للعالم أن يتكرم عنه، قال: «ينبغي أن يتكرم عما حرم الله تعالى عليه ويرفع نفسه عن الدنيا، فلا تكون منه على بال»
وقال: وسئل عبد الله، وقيل له: ما ينبغي أن يجعل عظة شكرنا له قال: «زيادة آخرتكم ونقصان دنياكم وذلك أن زيادة آخرتكم لا تكون إلا بنقصان دنياكم، وزيادة دنياكم لا تكون إلا بنقصان آخرتكم»
حدثنا أبي، ثنا أحمد، ثنا عبد الله، ثنا محمد بن أحمد المروزي، عن عبدان بن عثمان، عن سفيان بن عبد الملك، عن عبد الله بن المبارك، قال: «حب الدنيا في القلب، والذنوب احتوشته فمتى يصل الخير إليه؟»
حدثنا أبي، ثنا أحمد، ثنا عبد الله، ثنا محمد بن إدريس، ثنا عبدة بن سليمان، ثنا ابن المبارك، قال: قال الحسن: «خباث كل عيدانك قد مصصناه فوجدناه مرا»
حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، ثنا محمد بن سليمان الحراني، ثنا حسين بن محمد الضحاك، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: " أهل الدنيا خرجوا من الدنيا قبل أن يتطعموا أطيب ما فيها قيل له: وما أطيب ما فيها؟ قال: المعرفة بالله عز وجل "
حدثنا محمد بن علي، ثنا جعفر بن الصقر، ثنا محمد بن يزيد العطار، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا قطن بن سعيد، قال: «ما أفطر ابن المبارك قط ولا رئي صائما قط»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن علي، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عباس بن عبد الله، قال: قال عبد الله بن المبارك: " لو أن رجلا، اتقى مائة شيء ولم يتورع عن شيء واحد لم يكن ورعا ومن كان فيه خلة من الجهل كان من الجاهلين أما سمعت الله تعالى قال لنوح عليه السلام: {قال رب إن ابني من أهلي} فقال الله: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} [هود: 46]
حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا الفضيل بن محمد البيهقي، قال: سمعت سنيد بن داود، يقول: سألت ابن المبارك: من الناس؟ قال العلماء، قلت: فمن الملوك؟ قال: الزهاد، قلت: فمن الغوغاء؟ قال: خزيمة وأصحابه، قلت: فمن السفلة؟ قال: الذين يعيشون بدينهم "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن علي، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عباس بن عبد الله، قال: قيل لعبد الله بن المبارك: من أئمة الناس؟ قال " سفيان وذووه، قيل له: من سفلة الناس قال: «من يأكل بدينه»
حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد بن يزيد، ثنا إسماعيل الطوسي، قال ابن المبارك: «يكون مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة»
حدثنا محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت عبد الله بن عمر السرخسي، يقول إن الحارث قال: أكلت عند صاحب بدعة أكلة، فبلغ ذلك ابن المبارك فقال: «لا كلمتك ثلاثين يوما»
حدثنا محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل، يقول: قال ابن المبارك: «أكثركم علما ينبغي أن يكون، أشدكم خوفا»
وقال لي ابن المبارك: " استعد للموت ولما بعد الموت، قال الفضيل: فشهق علي شهقة فلم يزل مغشيا عليه عامة الليل "
حدثنا محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، ثنا عبد الله بن عمر السرخسي ثنا الحارث، قال: قال لي ابن المبارك: «قد جمعت العلماء فليس فيما جمعت أحب إلي من علم الفضيل بن عياض»
قال عبد الله: «وما أعياني شيء كما أعياني أني لا أجد أخا في الله»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن وهيب بن هشام، قال: قال عبد الله بن المبارك: " ودعني ابن جريج فقال: أستودعك الله إن كنت لمأمونا، قال: وودعني ابن عوف فقال: إن استطعت أن تكون مهتارا بذكر الله فكن "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت عباد بن الوليد العنبري أبا بدر، قال: سمعت إبراهيم بن شماس، يقول: قال ابن المبارك: «إذا عرف الرجل قدر نفسه يصير عند نفسه أذل من الكلب»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت محمود بن المضاء، يقول: سمعت عبيد بن جناد، يقول: ما رأيت أحدا مثل ابن المبارك إذا ذكر أصحابه فخمهم يقول: وأين مثل فلان؟، ثم يقول: «الرفيع من يرفعه الله بطاعته، والوضيع من وضعه»
حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا داود الطيالسي، يقول: قلت لعبد الله بن المبارك: إنا نقرأ بهذه الألحان، فقال: «إنما كره لكم منها، إنا أدركنا القراء وهم يؤتون تسمع قراءتهم، وأنتم تدعون اليوم كما يدعي المغنون»
حدثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثني بعض، أصحابنا قال: " جاء عبد الله بن أبي العباس الطرسوسي، وكان واليا بمرو إلى منزل عبد الله بن المبارك بالليل ومعه كاتبه والدواة والقرطاس معه، قال: فسأله عن حديث فأبى أن يحدثه ثم سأله عن حديث، فأبى أن يحدثه ثلاث مرار، فقال لكاتبه: اطو قرطاسك ما أرى أبا عبد الرحمن يرانا أهلا أن يحدثنا، فلما قام يركب مشى معه ابن المبارك إلى باب الدار، فقال له: يا أبا عبد الرحمن لم ترنا أهلا أن تحدثنا وتمشي معنا، فقال: «إني أحببت أن أذل لك بدني ولا أذل لك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» قال أحمد: فحدثت به محمد بن أبي شيبة ابن أخت ابن المبارك فقال: «ما حفظ الذي حدثك لم يمش معه إنما قام ذلك ليركب، وقام خالي إلى قاعة الدار يبول»
حدثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا عبد الله بن حجر، عن ابن المبارك، عن حياة، قال: «الحديث مع الاثنين أو الثلاثة أو الأربعة فإذا عظمت الحلقة فأنصت أو أنشز»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن ماهان، ثنا علي بن أبي طاهر، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا الوليد بن عتبة، قال: قال عبد الله بن المبارك: «طلبنا الأدب حين فاتنا المؤدبون»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو عروبة، قال: سمعت المسيب بن واضح، يقول : سمعت ابن المبارك، يقول: «ذهب الأنس والمانعون ومن يسكن في ظله»
حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن عبيد الله، ثنا العباس بن يوسف الشكلي، قال: سمعت أبا أمية الأسود، يقول: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: «أحب الصالحين ولست منهم وأبغض الطالحين وأنا شر منهم»، ثم أنشأ عبد الله يقول:
[البحر الكامل]
الصمت أزين بالفتى ... من منطق في غير حينه
والصدق أجمل بالفتى ... في القول عندي من يمينه
وعلى الفتى بوقاره ... سمة تلوح على جبينه
فمن الذي يخفى عليك ... إذا نظرت إلى قرينه
رب امرئ متيقن ... غلب الشقاء على يقينه
فأزاله عن رأيه ... فابتاع دنياه بدينه "
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا محمد بن هارون بن حميد، ثنا أبو العباس المزني البغدادي، ثنا ابن حميد، قال: عطس رجل عند ابن المبارك فلم يحمد الله، فقال ابن المبارك: " إيش يقول العاطس إذا عطس؟ قال: يقول: الحمد لله فقال له: يرحمك الله "
حدثنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الضبي، ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، ثنا زكريا بن يحيى، ثنا الأصمعي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا أبو بكر بن عياش قال: " اجتمع أربعة ملوك، ملك فارس، وملك الروم، وملك الهند، وملك الصين، فتكلموا بأربع كلمات كأنما رمي بهن عن قوس واحدة، فقال أحدهم: أنا على قول ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت وقال الآخر: إذا قلتها ملكتني وإذا لم أقلها ملكتها، وقال الآخر: لا أندم على ما لم أقل وقد أندم على ما قلت، وقال الآخر: عجبت لمن يتكلم بالكلمة إن رفعت عليه ضرته وإن لم ترفع عليه لم تنفعه "
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، ثنا بكر، ثنا ابن يحيى، ثنا الأصمعي، ثنا عبد الله بن المبارك، عمن أخبره قال: قدم وفد من وفود العرب على معاوية، فقال لهم: " ما تعدون المروءة فيكم؟ قالوا: العفاف في الدين والإصلاح في المعيشة. فقال معاوية: اسمع يا يزيد "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن جعفر الجمال، قال: سمعت أحمد بن منصور زاج يقول: سمعت أبا روح المروزي، يقول: قال عبد الله بن المبارك: «لو أن رجلين، اصطحبا في الطريق فأراد أحدهما أن يصلي ركعتين فتركهما لأجل صاحبه كان ذلك رياء وإن صلاهما من أجل صاحبه فهو شرك»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن جعفر، قال: سمعت أحمد بن منصور، عن ابن وهب، قال: رأى رجل سهيل بن علي في المنام فقال: ما فعل بك ربك قال: نجوت بكلمة علمنيها ابن المبارك، قلت له: ما تلك الكلمة قال: " قول الرجل: يا رب عفوك عفوك "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو العباس الجمال، ثنا محمد بن عاصم، قال: ذكر ابن أبي جميل عن ابن المبارك، " أنه سأله رجل عن الرباط، فقال: «رابط بنفسك على الحق حتى تقيمها على الحق، فذلك أفضل الرباط»
حدثنا أبو بكر بن حيان، ثنا عبدان بن أحمد، قال: سمعت المسيب بن واضح، يقول: قدم ابن المبارك فاستأذن على يوسف بن أسباط، فلم يأذن له فقلت: ما لك لا تأذن له قال: «إني إن أذنت له أردت أن أقوم بحقه ولا آمر به»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا سهل بن عثمان، ثنا عبد الله بن المبارك، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم سها ثم سجد سجدتين» وقيل لابن سيرين: هل سلم قال: ثبت عن عمر أنه قال: سلم صحيح متفق عليه من حديث ابن سيرين عن أبي هريرة رواه عن ابن عون شعبة وثابت بن يزيد، ويزيد بن زريع ومعاذ بن معاذ وابن أبي عدي، والعلاء ويزيد ابنا هارون وأبو أسامة وابن نمير وإسحاق الأزرق والنضر بن شميل
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا نعيم بن جياد، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البركة مع أكابركم» قلت للوليد: أنى سمعت من ابن المبارك، قال: في الغزو
حدثنا أحمد بن جعفر بن معد، ثنا يحيى بن مطرف، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ظلم شبرا من الأرض خنق به يوم القيامة» صحيح من حديث موسى عن سالم، تفرد به عبد الله عنه ولم يحدث به إلا بالعراق
حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا ابن الحصين، ثنا يحيى الحماني، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه، قال: «أكثر ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحلف بهذه اليمين لا ومقلب القلوب» ثابت من حديث موسى وسالم
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى، ثنا ابن المبارك، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أسد بن الميمني، قال: غزونا مع أبي موسى الأشعري أصفهان فدولاما، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج» قلنا: وما الهرج؟ قال: «القتل» ثابت مشهور رواه عن الحسن جماعة
حدثنا جعفر بن عمرو، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى الحماني، ثنا ابن المبارك، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، قال: «عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما ولم يشمت الآخر» وقال «إن هذا قال الحمد لله ولم تقل أنت الحمد لله» صحيح متفق عليه من حديث سليمان رواه عنه الناس
حدثنا طلحة بن الحسن العوفي، ثنا محمد بن علوية المصيصي، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، ثنا عبد الله بن موسى، ثنا ابن المبارك، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت ليلة أسري بي رجالا تقطع ألسنتهم بمقاريض من نار فقلت: من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بما لا يفعلون " مشهور من حديث أنس رواه عنه عدة، وحديث سليمان عزيز
حدثنا محمد بن أحمد، أبو أحمد، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا سليمان التيمي، قال: سمعت أنسا، يقول: " كنت قائما على الحي أسقيهم، عمومتي وأنا أصغرهم، الفضيخ، فقيل: حرمت الخمر، فقال: اكفئها فكفأناها، قلت لأنس: ما شرابهم؟ قال: رطب وبسر " صحيح متفق عليه من حديث أنس
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة، ثنا إبراهيم بن هاشم، ثنا أحمد بن حنبل، ح وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى، ثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا حميد، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، واستقبلوا قبلتنا وصلوا جماعتنا وأكلوا ذبيحتنا، حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين» صحيح ثابت رواه جماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يروه بهذا اللفظ إلا أنس أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن المبارك مستشهدا به عن نعيم بن حماد، عنه رواه يحيى بن أيوب، ومحمد بن عيسى بن سميع عن حميد مثله
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا جعفر بن حميد، ثنا ابن المبارك، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مثل المجاهد في سبيل الله كالصائم القائم بآيات الله آناء الليل وآناء النهار مثل هذه الأسطوانة» ثابت من حديث أبي هريرة روى عنه عدة لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك من حديث جعفر
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن محمد بن عاصم، ثنا شبويه بن مضر، ثنا عبد الله بن المبارك، عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبردوا بالصلاة في الحر فإن حرها من فيح جهنم أو فيح جهنم» قال القاضي: لا أعلم رواه عن عوف إلا عبد الله بن المبارك
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرني جبريل أن أيسر» رواه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب جميعا عن أسامة
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» صحيح متفق عليه أخرجاه من حديث ابن المبارك عن عبد الله
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن بندار بن إبراهيم، ثنا بكار بن الحسن، ثنا عبد الله بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا أمة محمد إن أحدا ليس أغير من الله أن يرى عبده أو يرى أمته، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ألا هل بلغت» غريب من حديث ابن المبارك لم نكتبه إلا من حديث بكار وهو بكار بن الحسن الأصفهاني الفقيه
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النضر، ح وحدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، عن أبي بكر بن أبي مريم ثنا ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفاجر من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله» مشهور من حديث ابن المبارك رواه الإمام أحمد عن أبي النضر
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يوسف بن حبيب ثنا أبو داود، عن ابن المبارك، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبد الله قال: أخبرني عيسى بن طلحة، عن أم المؤمنين عائشة قالت: " كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد يقول: فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه وأراه قال بجنبه، فقلت: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت: يكون رجلا من قومي أحب إلي، وبيني وبين الشرق رجل لا أعرفه، وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطف المشي ولا أخطفه فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كسرت رباعيته وشج في وجهه وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم صاحبكما» يريد طلحة وقد نزف فلم يلتفت إلى قوله فذهبت لأنزع ذاك من وجهه فقال: أبو عبيدة أقسمت عليك بحقي لما تركتني فتركته فكره أن يتناوله بيده فيؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فأدم عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين ووقعت ثنيته مع الحلقة وذهبت لأصنع ما صنع فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني قال: ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة وكان أبو عبيدة من أصلح الناس هتما فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار فإذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر من طعنة ورمية وضربة وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه " غريب من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة لم يسق هذا لسليمان إلا ابن المبارك
حدثنا محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا مقاتل، ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى: أحب ما يعبدني به عبدي النصح لي " رواه يحيى بن أيوب عن عبيد الله مثله ورواه صدقة بن خالد عن عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد مثله
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن جعفر القتات، ثنا عبد الحميد بن صالح، ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن زيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عقبة بن عامر، قال: قلت: يا نبي الله ما النجاة؟ قال: «أن تمسك عليك لسانك ويسعك بيتك وابك على خطيئتك» مشهور من حديث ابن المبارك، ورواه سعد بن إبراهيم عن يحيى بن أيوب مثله
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن حماد، ح وحدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى بن الحميدي، ح وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو بكر بن خزيمة، ثنا عبيد بن عبد الله، قالوا: ثنا ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه عن شماله حتى يرى بياض خده» فقال الزهري لإسماعيل بن محمد: ما سمعنا بهذا، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إسماعيل: أسمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم كله، قال: لا قال فالنصف، قال: لا قال: فالثلث قال: لا قال: فهذا فيما لم تسمع. وقال عتبة في حديثه: فالثلثين قال لا قال: فالنصف قال: لا قال: فهذا في النصف الذي لم تسمع غريب من حديث عامر نفسه تفرد به عن إسماعيل حدث بهذا الحديث إسحاق بن راهويه عن يحيى بن آدم، عن ابن المبارك. حدثناه أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن المبارك، عن مصعب وقال: فاجعل هذا في النصف الذي لم تسمع، فقال ابن المبارك: كيف ترى القرشي
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن عبد الله بن المبارك، عن سعد بن أيوب، عن عبد الله بن جنادة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، قال: " مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يحلب شاة فقال: إذا حلبت فأبق لولدها فإنها من أبر الدواب ". غريب بهذه اللفظة لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن محمد بن حمزة، عن عبد الله بن سلام، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بأهله الضيف أمرهم بالصلاة ثم قرأ: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا} [طه: 132] الآية غريب من حديث معمر وابن المبارك لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا أحمد بن جعفر بن سعيد، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، ثنا محمد بن سعيد بن سابق، ح وحدثنا جعفر بن محمد، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى بن عبد الحميد، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا ابن لهيعة، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر، كانت إذا أثردت غطت بشيء حتى يذهب فوره ثم تقول. إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «هو أعظم للبركة». غريب من حديث ابن المبارك عن ابن لهيعة
وقال يحيى: حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبد الله بن عقبة وهو ابن لهيعة ح. قال: وحدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا معتمر ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يلعن فلانا وفلانا بعدما يرفع رأسه فأنزل الله تعالى: {" ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} [آل عمران: 128] غريب من حديث إبراهيم لم نكتبه إلا من حديث معمر
حدثنا محمد بن حميد، ثنا محمد بن هارون، ثنا أحمد بن منيع، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا هشام، ثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، أنه كان يكثر الاشتراط في الحج ويقول: «أليس تحييكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم» غريب من حديث الزهري لم نكتبه إلا من حديث معمر
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الكرابيسي، ثنا أحمد بن حفص بن مروان، ثنا عبد الله بن المبارك، عن الحجاج بن أرطاة، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زان الله العباد بزينة أفضل من زهادة الدنيا وعفاف في بطنه وفرجه» غريب من حديث الحجاج بن أرطأة، وابن المبارك لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا محمد بن مقاتل، ح وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حيان بن موسى، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا وهبة الله بن جنادة، أن أبا عبد الرحمن، حدثه عن عبد الرحمن بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا سجن المؤمن وسنته فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة» مشهور من حديث عبد الله بن جنادة
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن جعفر القتات، ثنا عبد الله بن الصالح، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا يحيى بن عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت مثل الجنة نام طالبها، ولا رأيت مثل النار نام هاربها» مشهور من حديث ابن المبارك لم يروه عن عبد الله بن موهب إلا ابنه يحيى
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا عبد الحميد بن صالح البرجمي، ح وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى المروزي، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا يحيى بن عبد الله، سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد يموت إلا ندم» قالوا: وما ندامته؟ قال: «إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد وإن كان مسيئا ندم أن يكون نزع» غريب من حديث يحيى لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى، ثنا ابن المبارك، ثنا يحيى بن عبد الله، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في جهنم واديا يقال له لملم وإن أودية جهنم لتستعيذ بالله من حره». غريب لم نكتبه إلا من حديث يحيى
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين، محمد بن الحصين ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا ابن المبارك، عن يحيى بن عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين موجوءين فقرب أحدهما فقال: " اللهم منك وإليك اللهم إن هذا عن محمد وأهل بيته، ثم قرب الآخر فقال: بسم الله اللهم منك وإليك اللهم هذا عمن وحدك من أمتي " مشهور من غير وجه، غريب من حديث يحيى
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن جعفر، ثنا عبد الحميد بن صالح، ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مسح رأس يتيم كان له بكل شعرة مرت يده عليها حسنة» غريب من حديث أبي أمامة لم نكتبه إلا من هذا الوجه حدث به سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، مثله حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا يحيى بن أيوب، مثله
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف، ثنا جعفر الفريابي، ثنا محمد بن الحسن البلخي، بسمرقند، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا سعيد بن أبي أيوب الخزاعي، ثنا عبد الله بن الوليد، عن أبي سليمان الليثي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس في أجمته تجول ثم ترجع إلى أجمته وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان فأطعموا طعامكم الأتقياء وولوا معروفكم المؤمن» هذا لا يعرف إلا من حديث أبي سعيد بهذا الإسناد، وأبو سليمان الليثي قيل إن اسمه عمران بن عمران
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ح. وحدثنا جعفر بن محمد، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى الحماني، ح. وحدثنا أبو عمرو، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان، قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عياش، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن شئتم أنبأتكم بأول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة وبأول ما يقولون قالوا: نعم يا رسول الله قال: يقول الله للمؤمنين قد أحببتم لقائي فيقولون: نعم يا ربنا فيقول: لم فيقولون رجونا عفوك ورحمتك فيقول: إني قد أوجبت لكم رحمتي " لا يعرف له راو غير معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به عبد الله عن خالد
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عثمان، قالا: ثنا نعيم بن حماد، ح وحدثنا أبو عمرو، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى قالا: ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عبد الله بن موهب، عن مالك بن محمد بن حارثة الأنصاري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنعش حقا بلسانه جرى له أجره حتى يأتي الله يوم القيامة فيوفيه ثوابه». وقال حبان: حقا يعمل به بعده
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أخبرنا يعمر بن بشر، عن ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها» غريب من حديث صفوان لم نكتبه إلا من حديث أسامة
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن علي المروزي، ثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ، ثنا أبو الوزير محمد بن أعين وحدثني ابن المبارك، ثنا ابن المبارك، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة في سفر مشى عن راحلته، قليلا» غريب من حديث سليمان ويحيى بن سعيد، تفرد به ابن المبارك
حدثنا أبو أحمد بن حمزة، ثنا أبو حريش الكلابي، ح وحدثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن صالح بن حريش، قالا: ثنا أحمد بن حواش، ح وحدثنا مخلد بن جعفر، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ح وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، ثنا أبو بكر البزار، ثنا عباس الرقي، قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن قرظ، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان فعرف حدوده وعرف ما ينبغي أن يحفظ منه كفر ما قبله» غريب لم يروه عن عطاء إلا عبد الله بن قرظ تفرد به عنه يحيى بن أيوب
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن محمد بن خلف البزار، ثنا إسماعيل بن عيسى القطان، ثنا عبد الله بن المبارك، عن حجاج بن أرطأة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العمرة أواجبة هي قال: «لا وأن تعتمروا خير لكم» غريب من حديث محمد لم يروه عنه فيما أرى إلا ابن الحجاج
حدثنا أبو بكر بن مالك، وعلي بن هارون بن محمد، قالا: ثنا جعفر الفريابي، ثنا محمد بن الحسن البلخي، ح وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا حرملة بن عمران، سمع يزيد بن أبي حبيب، أن أبا الخير، حدثه أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضي الله بين الناس» حدثنا عاليا سليمان بن أحمد، ثنا المطلب بن معتب، ثنا أبو صالح، ثنا حرملة، مثله. هذا حديث تفرد به يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير البرتي واسمه مرثد بن عبد الله رواه عن يزيد عمرو بن الحارث
حدثنا محسن بن ثوبان، وضمام بن إسماعيل، ثنا ابن لهيعة، ومحمد بن إسحاق، في آخرين، ثنا الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان، ثنا موسى بن هارون الحافظ، ثنا عيسى بن سالم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «للمملوك طعامه وكسوته ولم يكلف من العمل ما لا يطيق» كذا رواه سفيان عن ابن عجلان، عن أبيه وتفرد به وخالفه سفيان بن عيينة، وسليمان بن بلال، وأبو ضمرة فقالوا: عن ابن عجلان عن بكير بن عبد الله الأشج، عن عجلان، عن أبي هريرة، بإدخال بكير بينه وبين أبيه
حدثنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدل، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قالا: ثنا أحمد بن جميل المروزي، ح وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى المروزي، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا رباح بن زيد، عن عمر بن حبيب، عن القاسم بن أبي برة، عن سعيد بن جبير، عن ابن العباس، أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول كل شيء خلق الله القلم فأمره فكتب كل شيء يكون» لم يروه عن سعيد إلا القاسم ولا عنه إلا عمر تفرد به رباح ورواه عن ابن عباس جماعة منهم أبو ظبيان وأبو إسحاق ومقسم ومجاهد منهم من رفعه ومنهم من وقفه، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا متصلا عبادة بن الصامت وابن عمر
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا نعيم بن حماد، ح وحدثنا فاروق وحبيب بن الحسن قالا: ثنا أبو علي الكشي، ثنا معاذ بن أسد، ح وحدثنا جعفر بن محمد، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى الحماني، ح وحدثنا علي بن حميد، ثنا بشر بن موسى، ثنا محمد بن مقاتل، قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن بسر، عن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله: {يسقى من ماء صديد يتجرعه} [إبراهيم: 16]. قال: " يقرب إليه فيتكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره يقول الله تعالى: {وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم} [محمد: 15] ويقول الله تعالى: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب} [الكهف: 29] تفرد به صفوان عن عبد الله بن بسر، وقيل عبد الله بن بشر وهو اليحصبي الحمصي يكنى أبا سعيد ورواه بقية بن الوليد عن صفوان، مثله روى صفوان عن عبد الله بن بسر المازني وله صحبة وعن عبد الله بن بشر، ولذلك اشتبه على بعض الناس وهذا هو عبد الله بن بسر
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى الحماني، ثنا عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن يزيد أبي شجاع، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {تلفح وجوههم النار} [المؤمنون: 104] قال: «تشويه النار فتقلص شفتيه العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته» تفرد به أبو شجاع عن أبي السمح
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ح وحدثنا جعفر بن محمد، ثنا أبو حصين، قالا: ثنا يحيى الحماني، ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان، ح. وحدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أحمد بن سهل الأشناني المقرئ، ثنا الحسن بن عيسى بن ماسرجس، قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا سعيد بن يزيد، عن أبي السمح، عن أبي حجيرة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال. «إن الحميم ليصب على رؤوسهم حتى ينفذ إلى الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلب ما في جوفه حتى يخرج من قدميه فهو الصهر ثم يعاد كما كان» تفرد به سعيد أبو شجاع يعرف بالإسكندراني أحد الثقات حدث عنه الليث بن سعد، وأبو السمح اسمه عبد الرحمن ويعرف بدراج، وأبو الهيثم اسمه سليمان الضواري روى عن أبي السمح عمرو بن الحارث وسالم بن غيلان اللجي
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب بن حارث، ثنا محمد بن نصر المروزي، ح وحدثنا جعفر بن محمد، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ح وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ح وحدثنا جعفر بن محمد، ثنا جعفر الفريابي، ثنا إبراهيم بن عثمان بن زياد المصيصي، قالوا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا عتبة بن سعيد، عن حبيب، عن حمزة بن أبي حمزة، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: «أتدرون ما سعة جهنم» قلنا: لا، قال: «أجل» قال: «والله ما تدرون أن ما بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا تجري فيه أودية القيح والدم» قلت: أنهار، قال: «لا بل أودية»، ثم قال: «هل تدرون ما سعة جهنم؟» قال: قلنا لا قال: «أجل والله ما تدرون»
حدثتني عائشة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} أين الناس يومئذ؟ قال: «على جسر جهنم» غريب من حديث مجاهد تفرد به حبيب عن حمزة وهو كوفي ثقة عزيز الحديث
حدثنا جعفر بن محمد بن عمر، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيى الحماني، ح وحدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، وابن زنجويه، ح وحدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن سهل الأشناني المقرئ، قالوا: ثنا الحسن بن عيسى الماسرجسي، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا عمر بن محمد بن زيد، حدثني أبي، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا على حزنهم " هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عمر بن محمد رواه عنه ابن وهب ووليد بن مسلم وميمون بن زيد وغيرهم ولابن المبارك فيه رواية أخرى
رواه عن فضيل بن مروان، حدثنا الحسن بن علي الوراق، ثنا الهيثم بن خلف، ثنا محمد بن علي بن شقيق، سمعت أبي يقول: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا الفضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، أظنه رفعه قال: " يؤتى بالموت يوم القيامة كالكبش الأملح حتى يوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة هذا الموت ويا أهل النار هذا الموت، قال: فيذبح وهم ينظرون فلو مات أحد فرحا لمات أهل الجنة ولو مات أحد حزنا لمات أهل النار " تابعه عبد الله بن صالح العجلي عن فضيل مثله حدثناه أحمد بن السندي، ثنا محمد بن العباس المؤدب، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الفضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى أبو سلمة، وأبو صالح، وأبو حازم والأعرج وعبد الرحمن العوفي أبو العلاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله، وروى نوح بن قيس، عن أخيه خالد عن قتادة عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، وعلي بن هارون، وعبد الله بن محمد بن أحمد، قالوا: ثنا جعفر الفريابي، ثنا إبراهيم، عن عثمان بن زياد، ثنا ابن المبارك، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى لأهل الجنة: يا أهل الجنة فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطه أحدا من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم " صحيح متفق عليه من حديث مالك عن زيد
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، أخبرنا أبو القاسم البغوي إملاء، والقاسم بن يحيى، قالا: ثنا الحسن بن عيسى، ثنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر، فقال أبو هريرة، فقام عكاشة الأسدي فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: سبقك بها عكاشة " صحيح متفق عليه من حديث الزهري رواه عنه غير واحد
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا حبان بن مسلم، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا عمران بن زائدة بن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة، قال: «كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يخفض طورا ويرفع طورا» غريب من حديث زائدة لم يروه عنه إلا ابنه
حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا محمد بن مقاتل، ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، ثنا عبد الله بن جنادة، أن أبا عبد الرحمن الحبلي، حدثه عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا سجن المؤمن فإذا فارق الدنيا فارق السجن» غريب من حديث عبد الله بن عمرو بهذا اللفظ لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن أيوب
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم الحربي، ثنا أحمد بن الحجاج، ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن عبد الرحمن بن زياد، عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تحفة المؤمن الموت» غريب من حديث عبد الله بن عمرو لم يروه عنه إلا الختلي
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم الحربي، ثنا محمد بن مقاتل، ثنا ابن المبارك، أخبرنا مالك بن مغول، قال: سمعت أبا ربيعة، يحدث عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم يحب أن يدخل الجنة» قالوا: نعم جعلنا الله فداك قال: «فاقصروا من الأمل وتبينوا حالكم من أنصاركم واستحيوا من الله حق الحياء» قلنا: كلنا نستحي من الله، قال: «الحياء من الله أن لا تنسوا المقابر والبلى، ولا تنسوا الجوف وما وعى ولا الرأس وما حوى، ومن يشتهي كرامة الآخرة يدع زينة الدنيا، وهنالك يكون قد استحيا من الله وأصاب ولاية الله» غريب بهذا اللفظ لا أعلمه روى عن مالك بن مغول، عن أبي ربيعة غير عبد الله بن المبارك وروى بعض هذا اللفظ مسندا متصلا من حديث عبد الله بن مسعود
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين محمد بن الحسين ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان، عن أبي موسى، قال: " كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فجعلنا لا نعلو شرفا ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير فدنا منا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «أيها الناس إنكم لستم تدعون أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا قريبا فاربعوا على أنفسكم» ثم قال: «يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله» هذا حديث صحيح متفق عليه، رواه عن أبي عثمان واسمه عبد الرحمن بن مل النهدي جماعة من التابعين منهم سليمان التيمي وثابت البناني وأيوب السختياني وعاصم الأحول وعلي بن زيد بن جدعان ورواه عنه غيرهم الجريري وأبو نعامة السعدي وروي أيضا عن الجريري، عن أبي السليل، عن أبي عثمان، واللفظة الأخيرة، رواها أيضا زياد الجصاص عن أبي عثمان، وأبو السليل اسمه ضريب بن نفير وأبو نعامة اسمه عبد ربه
حدثنا جعفر بن محمد، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الله بن عقبة، حدثني يزيد بن أبي حبيب، أن أبا الخير، حدثه أن عقبة بن عامر حدثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والمودع للأموات ثم قال: «إنى من بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر إليه في مقامي هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها» قال عقبة: وكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث يزيد بن أبي حبيب أخرجه البخاري ومسلم جميعا من حديث الليث عن يزيد ورواه البخاري، من حديث زكريا بن عدي عن ابن مبارك عن صبرة، عن يزيد، وعبد الله بن عقبة هو ابن لهيعة حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا عبد الله بن عبد الحكم، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد، مثله
وممن روى هذا الحديث عن يزيد، غيرهما يزيد بن أبي أنيسة ويحيى بن أيوب حدثنا جعفر بن محمد، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ح وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أبو بكر بن خزيمة، ثنا محمد بن عيسى، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فلا أدري أمن تمر الصدقة هي أم من تمر أهلي فلا آكلها». صحيح متفق عليه أخرجه البخاري من حديث ابن المبارك عن معمر
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا إبراهيم الحربي، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا ابن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن علقمة بن وقاص، عن بلال بن الحارث، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير لا يعلم مبلغها فيكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر لا يعلم مبلغها من الشر فيكتب له بها سخطه حتى يوفاه يوم القيامة» غريب من حديث موسى بن عقبة عن علقمة بهذا اللفظ لم نكتبه إلا من حديث ابن المبارك ولابن المبارك فيه طريق آخر
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف الصرصري، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا الحسن بن عيسى، ثنا ابن المبارك، ثنا الزبير بن سعيد، حدثني صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك جلساءه يهوي بها أبعد من الرياء» هذا حديث غريب تفرد به عن صفوان الزبير بن سعيد الهاشمي
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا زكريا الساجي، فيما قرئ عليه فأقر به، ثنا سهل بن بحر، ثنا محمد بن إسحاق السليمي، ثنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري عن أبي الزناد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيار أمتي علماؤها وخيار علمائها خيارها، ألا وإن الله يغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا، ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء يمشي فيه بين المشرق والمغرب كما يضيء الكوكب الدري» غريب من حديث الثوري وابن المبارك لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبو مسعود، ثنا سهل بن عبد ربه، ثنا ابن المبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أرضى الناس برضاء الله كفاه الله». غريب من حديث هشام بهذا اللفظ
حدثنا أبي، ثنا يوسف بن محمد المؤذن، ثنا عبد الرحمن بن عمر بن الرشيد، ثنا إبراهيم بن عيسى، ثنا عبد الله بن المبارك، عن الحكم بن عبد الله، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم» غريب من حديث الزهري تفرد به الحكم
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن سليمان، عن إسماعيل بن يحيى المعافري، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حمى مؤمنا من مأزق بعث له يوم القيامة ملك يحمي له من نار جهنم ومن رمى مؤمنا بشيء يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال»
ح وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن زكريا، ثنا أبو ربيعة فهد بن عوف ثنا ابن المبارك، عن يحيى بن إسماعيل، أن إسماعيل بن يحيى، حدثه عن سهل بن معاذ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال في مؤمن ما لا يعلم حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال، ومن رمى مؤمنا بشيء يريد شينه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال» كذا رواه فهر ولم يذكر عبيد الله بن سليمان والصحيح ما رواه أسد وحبان وهو حديث غريب تفرد به إسماعيل عن سهل
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا عبد الله، ثنا حبان، ح وحدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقرئ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا علي بن إسحاق بن سهل السمرقندي، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا الليث بن سعد، حدثني يحيى بن سليم بن يزيد، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع إسماعيل بن بشير مولى بني مغالة سمعت جابر بن عبد الله وأبا طلحة عن سهل الأنصاري، يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ خذل مسلما في موطن ينتهك فيه حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته» هذا حديث ثابت مشهور تفرد به يحيى عن إسماعيل، حدثنا، عاليا، عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث بن سعد، مثله
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن إسحاق، ثنا الحسين بن الحسن بن المبارك، ثنا المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا، فقالوا: لا نأكل حتى يطعم ولا نرحل حتى يرحل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اغتبتموه فقالوا: يا رسول الله إنما حدثنا بما فيه فقال: حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه " غريب بهذا اللفظ لم نكتبه إلا من حديث عمرو بن شعيب، تفرد به عنه المثنى بن الصباح
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا عبد الحميد بن صالح البرجمي، ثنا عبد الله بن المبارك، عن ابن عون، عن حفصة بنت سيرين، عن أم الرابح، عن سليمان بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقتك على المسلمين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة» ثابت مشهور رواه عن ابن عون سعيد وبشر بن الفضل ومعاذ بن معاذ ووكيع ويزيد بن هارون في آخرين
حدثنا عبد الله بن موسى بن إسحاق القاسمي، ثنا حامد بن شعيب، ثنا عبد الله بن عون، ثنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا وفاء بنذر من معصية الله، وكفارته كفارة يمين» غريب من حديث الزهري عن أبي سلمة، بذكر الكفارة لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا ابن المبارك، وعبد الرحمن، وأبو أسامة عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا ويهودية». مشهور ثابت من حديث ابن عمر من غير وجه رواه عن ابن عجلان عن نافع
سمعت ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كل مسكر حرام». ثابت مشهور من حديث ابن عمر من غير وجه رواه عن ابن عجلان منهم ابن لهيعة والحسن بن صالح وغيرهما
حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا عتبة بن عبد الله، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق عن عبد خير، عن علي، أنه توضأ فمسح على نعليه ثم قال: «لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هذا لرأيت أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما». غريب من حديث أبي إسحاق بذكر النعلين لم نكتبه إلا من حديث يونس عنه
حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، ثنا الحسن بن عيسى، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا مصعب بن ثابت، ثنا أبو حازم، قال: سمعت سهل بن سعد، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد للرأس». تفرد به مصعب عن أبي حازم
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 8- ص: 162
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 8- ص: 162
عبد الله بن المبارك وهو مولى لبني تميم ثم لبني حنظلة مروزي - كنيته: أبو عبد الرحمن سمع من ابن أبي ليلى وهشام بن عروة والأعمش وسليمان التيمي وحميد الطويل ويحيى بن سعيد وابن عون وموسى بن عقبة والسفيانين والأوزاعي وابن أبي ذئب ومالك ومعمر وشعبة وحيوة بن شريح وقرأ على أبي عمرو بن العلاء والليث وغيرهم.
روى عنه بن مهدي وعبد الرزاق ويحيى بن القطان وابن وهب وغيرهم وتفقه بمالك قال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين وقال بن مهدي: ما رأيت للأمة أنصح من بن المبارك ولما نعي بن المبارك إلى سفيان بن عيينة قال: رحمه الله لقد كان فقيها عالما عابدا زاهدا سخيا شجاعا شاعرا.
وقال أيضا: ما قدم علينا أحد يشبه بن المبارك وابن أبي زائدة وهو ثقة إمام وقال النسائي: ما نعلم في عصر بن المبارك أجل منه ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه.
وقال جماعة من أهل العلم: اجتمع في ابن المبارك: العلم والفتيا والحديث والمعرفة بالرجال والشعر والأدب والسخاء والعبادة والورع قال مالك: ابن المبارك فقيه خراسان وكان بن المبارك يقول: أول العلم: النية ثم الاستماع ثم الفهم ثم العلم ثم الحفظ ثم النشر وكان يحج عاما ويغزو عاما. وتوفي بهيت منصرفه من الغزو في سفينة ودفن بها في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة
ومولده سنة ثمان عشرة ومائة وقال بعضهم: رأيت في النوم قائلا يقول: عبد الله بن المبارك في الفردوس الأعلى.
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 407
عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي. مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي، أحد الأئمة الأعلام، ثقة ثبت، فقيه عالم، جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير.
روى عن حميد الطويل، وحسين المعلم، وسليمان التيمي، وخلق.
وعنه معمر، والسفيانان وهم من شيوخه، وفضيل بن عياض، وحفص ابن سليمان الضبعي، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وخلق.
قال ابن عدي: الأئمة أربعة، سفيان ومالك، وحماد بن زيد، وابن المبارك.
وقال أحمد: لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه، وكان صاحب حديث حافظا.
وقال ابن معين: ما رأيت من يحدث لله إلا ستة، منهم ابن المبارك، وكان ثقة عالما متثبتا صحيح الحديث، وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألف. مات بهيت منصرفا من الغزو، سنة إحدى وثمانين ومائة، وله ثلاث وستون سنة، أخرج له الجماعة.
وله من الكتب «السنن»، و «التفسير»، و «التاريخ»، و «الزهد».
وترجمته تحتمل أكثر من هذا.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 250
عبد الله بن المبارك. ويكنى أبا عبد الرحمن. ولد سنة ثماني عشرة ومائة وطلب العلم فروى رواية كثيرة وصنف كتبا كثيرة في أبواب العلم وصنوفه حملها عنه قوم وكتبها الناس عنهم. وقال الشعر في الزهد والحث على الجهاد. وقدم العراق والحجاز والشام ومصر واليمن وسمع علما كثيرا. وكان ثقة مأمونا إماما حجة كثير الحديث. ومات بهيت منصرفا من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة وله ثلاث وستون سنة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 263
عبد الله بن المبارك وأبو عبد الرحمن المقرئ. وغيرهما.
وكان بإفريقية
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 361
عبد الله بن المبارك المروزي مولى بني حنظلة: مات بهيت في سنة نيف وثمانين ومائة، وتفقه بسفيان ومالك، وكان فقيها زاهدا وروي أنه لما نعي إلى سفيان بن عيينة قال: رحمه الله لقد كان فقيها عالما عابدا زاهدا منتجبا. وقال عبد الرحمن بن مهدي: الأئمة أربعة: سفيان الثوري ومالك وحماد بن زيد وابن المبارك.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 94
عبد الله بن المبارك مولى بنى حنظلة من أهل مرو أبو عبد الرحمن كان مولده سنة ثماني عشرة ومائة وكان أحد الائمة فقها وورعا وعلما وفضلا وشجاعة ونجدة ممن رحل وجمع وصنف وحدث وحفظ وذاكر ولزم الورع الخفى والصلابة في الدين والعبادة الدائمة مع حسن العشرة واستعمال الادب إلى أن مات منصرفا من طرسوس في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة وقبره بهيت مدينة على الفرات مشهور يزار
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 309
عبد الله بن المبارك، أبو عبد الرحمن، مولى بني حنظلة، مروزي.
مات سنة إحدى وثمانين ومئة في رمضان.
سمع معمراً، ويونس بن يزيد، سمع منه يحيى القطان، وابن مهدي.
قال موسى بن إسماعيل: سمعت سلام بن أبي مطيع يقول: ما خلف بالمشرق مثله.
قال أحمد: ولد سنة ثمان عشرة ومئة.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1
عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي
أحد الأئمة الأعلام
روى عن حميد الطويل وحسين المعلم وسليمان التيمي وخلق
وعنه معمر والسفيانان وهم من شيوخه وفضيل بن عياض وجعفر ابن سليمان الضبعي ويحيى القطان والوليد بن مسلم وخلق
قال ابن مهدي الأئمة أربعة سفيان ومالك وحماد بن زيد وابن المبارك
وقال أحمد لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه وكان صاحب حديث حافظًا
وقال ابن معين ما رأيت من محدث لله إلا ستة منهم ابن المبارك وكان
ثقة عالما متثبتاً صحيح الحديث وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا
مات منصرفا من الغزو إحدى وثمانين ومائة وله ثلاث وستون سنة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 123
عبد الله بن المبارك بن واضح أبو عبد الرحمن الحنظلي
مولاهم المروزي شيخ خراسان عن سليمان التيمي وعاصم الأحول والربيع بن أنس وعنه بن مهدي وابن معين وابن عرفة فأبوه تركي مولى تاجر وأمه خوارزمية ولد سنة 118 وتوفي بهيت 181 في رمضان ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن المبارك مولى بني حنظلة
من أهل مرو كنيته أبو عبد الرحمن
كان مولده سنة ثمان عشرة ومائة ومات في رمضان منصرفا من طرسوس سنة إحدى وثمانين ومائة وقبره بهيت مدينة على الفرات مشهوا يزار
روى عن عمرو بن ميمون في الوضوء ويونس بن يزيد في الصلاة وغيرها وهشام بن حسان وملك بن مغول في الصلاة ومعمر في الصلاة والنكاح والجهاد وغيرها والأوزاعي ومالك بن أنس وأبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف وسعيد الجريري في الصلاة وعبد الملك بن أبي سليمان وسلام عن أبي مطيع في الجنائز وحسين المعلم في الجنائز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر في الجنائز وإسماعيل بن أبي خالد في الصوم وسعد بن سعيد بن قيس في الصوم وعبيد الله بن عمر في الحج وإبراهيم بن عقبة في الحج ومحمد بن أبي حفصة في الحج وعاصم الأحول وسليمان التيمي في البيوع والدعاء وسعيد بن يزيد أبي شجاع وموسى بن عقبة في الجهاد وسعيد بن أبي أيوب في الجهاد وحيوة بن شريح في الجهاد والصيد ويحيى بن سعيد الأنصاري في الجهاد ووهيب بن الورد المكي في الجهاد وعمر بن أبي سعيد بن أبي حسين في فضائل عمر وبريد بن أبي بردة في الصلاة
روى عنه أبو كريب سلمة بن سليمان والحكم بن موسى والحسن بن عيسى والحسن بن الربيع ومنصور بن أبي مزاحم في الصلاة، وابن أبي شيبة وعلي بن حجر وعلي بن الحسن بن شقيق في الصوم وعبد الله بن عمر بن أبان ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم وسعيد بن منصور وهناد بن السري وزكريا بن عبد ويحيى بن أيوب وعبد الله بن عثمان وسعيد بن عمرو الأشعثي وأبو الربيع الزهراني وجبير بن موسى السلمي
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن المبارك الإمام
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 66
(ع) عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي.
قال [ق 317/أ] الحاكم أبو عبد الله في ’’ تاريخ نيسابور ’’: هو إمام عصره في الآفاق وأولاهم بذلك علما وزهدا وشجاعة وسخاء روى عن حصين بن عبد الرحمن، وأبي مسلم صاحب الدولة، وروى عنه: حماد بن زيد، وزياد بن زيد الصاغاني، وروى عن أبيه عن عطاء في البيوع.
وقال عثمان بن أبي شيبة: هو مولى لعبد شمس من تميم، وقال عبدان سمعت عبد الله بن المبارك يقول: ولدت سنة تسع عشرة، وقال أحمد بن حنبل: سألته قبل موته عن سنه فقال: أنا ابن ست وثلاثين سنة.
وقال الحسن بن الربيع: شهدت موته لعشر مضين من رمضان سحرا سنة إحدى وثمانين وأنا أغمضه فاشتد به النزع فجعل سفيان بن عبد الملك يقول: أبا عبد الرحمن قل لا إله إلا الله ويكثر عليه فقال: يا سفيان إذا لقيتني ولم ترني تحولت إلى غيرها فأنا عليها قال: وصلينا عليه ونحن أحد عشر واثنا عشر رجلا قال لنا: لا تعلموا أهل القرية، قال الحسن: قدمت بغداد فلما خرجت شيعني أهل الحديث فقيل لي: توقف فإن ابن حنبل يجيء فوقفت فلما جاء أخرج ألواحه وقال: يا أبا علي أمل علي وفاة ابن المبارك في أي سنة مات؟ فقلت سنة إحدى فقيل له: ما تريد بهذا؟ قال: أريد الكذابين.
وقال عبدان: مات لثلاث عشرة خلت من رمضان، وقال سلمة بن سليمان: إذا قيل بخراسان عبد الله فهو ابن المبارك.
وعن نعيم بن حماد عنه قال: قال: لي أبي: لئن وجدت كتبك لأحرقنها فقلت له: وما علي من ذلك وهما في صدري، وقال: حملت عن أربعة آلاف ورويت عن ألف شيخ، وكان أصحاب الحديث بالكوفة إذا شكوا في حديث قالوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله يعنون ابن المبارك.
وقال ابن مهدي: كان نسيج وحده وهو آدب عندنا من سفيان وكل حديث لم يجئ به عبد الله ففيه شيء، وقال وهب اتفق عليه علماء الشرق والغرب أنه يقتدى به.
وقال ابن مهدي: ما رأيت مثله ولا سفيان ولا شعبة كان عالما فقيها في علمه حافظا زاهدا عابدا غنيا حجاجا غزا نحويا شاعرا.
وقال عبد الله بن إدريس: كل حديث لا يعرفه عبد الله فنحن منه براء، وقال لداود بن عبد الرحمن قدم ابن المبارك فقال: قدم خير أهل المشرق.
وسئل يحيى بن معين وهو متكئ: أيما أثبت ابن المبارك أو عبد الرزاق؟ فجلس وقال: كان عبد الله خيرا من عبد الرزاق ومن أهل قريته عبد الله سيد من سادات المسلمين.
وسئل المعتمر بعد موت الثوري: من فقيه العرب قال عبد الله.
وقال إبراهيم بن شماس: رأيت أحفظ الناس يريد عبد الله.
وقال ابن جريج: ما رأيت عراقيا أفصح منه.
وقال شعبة: ما قدم مثله علينا وهو أعلم أهل [الشرق] والغرب.
وقال أبو وهب: مر عبد الله برجل أعمى، فقال: أسألك أن تدعو لي، فدعا له فرد الله عليه بصره وأنا أنظر، وقال آخر: ذهب بصري فدعا لي فرد الله بصري، وقال الحسن بن عيسى: كان عبد الله مجاب الدعوة ما دعا على أحد إلا استجيبت دعوته فيه ورأى يوما الحسن بن عيسى راكبا لبعض حوائجه وهو نصراني فقال: اللهم ارزقه الإسلام فانصرف الحسن من طريقه ذاك وقعد بين يديه فأسلم، ولما مات أمر الرشيد بتنحية ما كان فيه وفرش له في موضع وأرم أن يعزي به، فقال له شيخ من أهل بيته: يا أمير المؤمنين [ق 317/ب] ما هذا رجل من الرعية وإن كان له فضل قال أليس هو القائل:
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل | وكان أضعفنا نهبا لأقوانا |
إني امرؤ ليس في ديني لغامزه | لين ولست على الإسلام طعانا |
وفي ذنوبي إذا فكرت لي شغل | وفي معادي لئن لم ألق غفرانا |
عن ذكر قوم مضوا كانوا لنا سلفا | وللنبي على الإسلام أعوانا |
والله كنت لهم مستغفرا أبدا | كما أمرت به سرا وإعلانا |
ولا أسب أبا بكر ولا عمرا | ولا أسب معاذ الله عثمانا |
ولا الزبير حواري النبي ولا | أهدي لطلحة شتما عزا وهانا |
ولا أقول لأمير المؤمنين كما | قال الغواة لها زورا وبهتانا |
ولا أقول علي في السحاب لقد | أقول فيه إذا جورا وعدوانا |
لو كان في المزن ألقته وما حملت | مزن السماء من الأحياء إنسانا |
إني أحب عليا حب مقتصد | ولا أرى دونه في الفضل عثمانا |
قال الروافض قولا لست قائله | إني لأحسبهم يحكون شيطانا |
ما قال فرعون هذا في تجبره | فرعون موسى ولا نمرود كنعانا |
وقد أتتنا مواعظ بفضله | نتلو بها من كتاب الله قرآنا |
أنا على ملة الإسلام ليس لنا | اسم سواه كذاك الله سمانا |
مع السواد الذي نرجو النجاة بهم | وبالأئمة ضم الله شتانا |
والرافضي لنا حرب سريرته | والكشر يظهر منه حين يلقانا |
تلقاه للصلوات الخمس مجتنبا | خلف الأئمة للماضين لعانا |
والله يدفع بالسلطان معظمه | عن ديننا نعمة منه ودنيانا |
لولا الأئمة ما قامت لنا سبل | وكان أضعفنا نهبا لأقوانا |
ولا أرى حرمة يوما لمبتدع | وهنا يكون له مني وإن هانا |
فصيرونا يهودا إذ نخالفهم | في لعنة ابن أبي سفيان أحيانا |
وقبلة البيت والتوحيد يجمعنا | فيه وأكرم عند الله أتقانا |
ولا أقول بقول الجهم إن له | قولا يضاهي قول الشرك أزمانا |
مررت على قبر المبارك زائرا | فأوسعني وعظا وليس بناطق |
وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي | غنيا وبالشيب الذي في مفارقي |
ولكن أرى الذكرى تزيدك عبرة | إذا هي جاءت من رجال الحقائق |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 8- ص: 1
عبد الله بن المبارك مولى بني حنظلة
من أهل مرو كنيته أبو عبد الرحمن
يروي عن إسماعيل بن أبي خالد وحميد الطويل وعاصم الأحول روى عنه أهل العراق وخراسان كان مولده سنة ثماني عشرة ومائة ومات في رمضان منصرفا من طرسوس سنة إحدى وثمانين ومائة وقبره بهيت مدينة على الفرات مشهور يزار والأخبار في مناقب بن المبارك وشمائله أشهر وأكثر من أن تذكر أو تحتاج إلى الإغراق في ذكرها وكان بن المبارك رحمه الله فيه خصال مجتمعة لم يجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الدنيا كلها كان فقيها ورعا عالما بالاختلاف حافظاً يعرف السنن رحالا في جمع العلم شجاعا ينازل الأقران ويكابت الأبطال أديبا يقول الشعر فيجيد سخيا بما ملك من الدنيا وكان إذا سافر يحمل سفرته على عجلة من كبرها فإذا نزل طرحها ثم يردها من احتاج إليه وكان يقول لولا فضيل ما اتجرت حدثنا بن قتيبة قال ثنا بن أبي السري قال ثنا معتمر بن سليمان قال حدثنا بن المبارك عن الأوزاعي قال سألت يحيى بن سعيد والزهري وعطاء بن أبي رباح عن الرجل يجامع امرأته فيما دون الفرج فينزل فيسيل الماء حتى يدخل في الفرج قالوا عليها أن تغتسل
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 7- ص: 1
عبد الله بن المبارك (ع)
ابن واضح، الإمام الحافظ العلامة، شيخ الإسلام، فخر المجاهدين، قدوة الزاهدين، أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم المروزي، التركي الأب، الخوارزمي الأم، التاجر السفار، صاحب التصانيف النافعة، والرحلات الشاسعة.
ولد سنة ثماني عشرة أو بعدها، وأفنى عمره في الأسفار حاجاً، ومجاهداً، وتاجراً.
سمع: سليمان التيمي، وعاصماً الأحول، وحميداً الطويل، والربيع بن أنس، وهشام بن عروة، والجريري، وإسماعيل بن أبي خالد، وخالداً الحذاء، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، وخلقاً.
حدث عنه: ابن مهدي، وابن معين، وحبان بن موسى، وأبو بكرٍ وعثمان ابنا أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وأحمد بن جميل المروزي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، والحسين بن الحسن المروزي، والحسن بن عرفة، وخلائق.
قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك، والثوري، وحماد بن زيد، وابن المبارك.
وقال أيضاً: حدثنا ابن المبارك، وكان نسيج وحده.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.
وقال شعبة: ما قدم علينا مثل ابن المبارك.
[وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك] إمام المسلمين.
وقال ابن معين: كان ثقةً متثبتاً، وكانت كتبه التي حدث بها نحواً من عشرين ألف حديث.
وعن إسماعيل بن عياش قال: ماعلى وجه الأرض مثل ابن المبارك.
وقال العباس بن مصعب، جمع ابن المبارك الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والسخاء، ومحبة الفرق له.
وقال أبو أسامة: هو أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: اجتمع جماعةٌ من أصحاب ابن المبارك، فقالوا: عدوا خصال ابن المبارك. فقالوا: جمع العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والشجاعة، والشعر، والفصاحة، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والفروسية، [والقوة]، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف على أصحابه.
وقال شعيب بن حرب: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر.
وقال ابن معين: ابن المبارك سيدٌ من سادات المسلمين.
وقال محمد بن أعين: سمعت الفضيل يقول: ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل ابن المبارك.
وقال نعيم بن حماد، ما رأيت أعقل من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهاداً في العبادة منه.
وروى الحاكم بإسناده عن ابن المبارك قال: قدمت على سفيان الثوري، فقلت: ما بك؟ فقال: أنا مريضٌ وشارب دواء، وفي غمرة، فقلت: هاتوا بصلة، فشققتها، وقلت: شمها، فشمها، فعطس، وقال: الحمد لله رب العالمين، فسكن الغم الذي به، فقال: بخ بخٍ، فقيه وطبيب!
مناقب ابن المبارك وفضائله كثيرة جداً، وهي مذكورة في ’’تاريخ نيسابور’’، و’’تاريخ بغداد’’ و’’تاريخ دمشق’’، وفي ’’الحلية’’، وغيرها.
قال أحمد بن عبد الله بن يونس: سمعت ابن المبارك قرأ شيئاً من القرآن، ثم قال: من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم.
مات بهيت في رمضان سنة إحدى وثمانين ومئة. رحمة الله عليه ورضوانه.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن المبارك
ومن العلماء الجهابذة والثقات بخرسان من الطبقة الثانية عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه.
ما ذكر من علم عبد الله بن المبارك وفقهه
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال حدثني إسحاق بن محمد بن إبراهيم المروزي قال نعي ابن المبارك إلى سفيان بن عيينة فقال رحمه الله لقد كان فقيهاً عالماً عابداً زاهداً سخياً شجاعاً شاعراً. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا إسماعيل بن مسلمة القعنبي قال حدثني محمد بن المعتمر بن سليمان قال قلت لأبي يا أبة من فقيه العرب قال سفيان الثوري فلما مات سفيان الثوري قلت يا أبة من فقيه العرب قال عبد الله بن المبارك. حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال كان عبد الله يعني ابن المبارك لا يفتي إلا بقوة وأثر. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال سمعت أحمد بن محمد بن حنبل يقول لم يكن في زمان ابن المبارك أحد أطلب للعلم منه رحل إلى اليمن والى مصر والشام والبصرة والكوفة وكان من رواة العلم وكان أهل ذاك كتب عن الصغار والكبار كتب عن عبد الرحمن بن مهدي وكتب عن الفزاري وجمع أمراً عظيماً. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عمرو بن محمد الناقد قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ما قدم علينا أحد يشبه عبد الله بن المبارك ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة أراه قال في الكيس والمعرفة. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن الأسدي عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي قال سمعت بن شنبويه قال سئل ابن المبارك مسألة في المسجد الحرام فجعل يقول مثلي يفتي في المسجد الحرام أو أنا أهل أن أفتي في المسجد الحرام. حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن يحيى العسكري نا محمد بن عبد المجيد نا عبد الله بن المبارك قال كتب إلى سفيان بن سعيد إلى عبد الله بن المبارك أما بعد فانشر في الناس مما علمك الله وإياك والسلطان. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا المسيب بن واضح قال سمعت المعتمر بن سليمان يقول ما رأيت مثل ابن المبارك نصيب عنده شيء الذي لا يصاب عند أحد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول ما رأيت اجمع من عبد الله بن المبارك. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي نا محمد بن أبي خالد قال لما أتي ابن المبارك بن جريج فاستنطقه فسمع كلامه فقال له أين نشأت قال بخراسان قال ما ظننت خراسان تخرج مثلك قال وأمكنه من كتبه. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت عبدة بن سليمان قال قال ابن المبارك كان الربيع بن أنس مختفياً عند حائك فأتيته فجهدت أن يأذن لي عليه فأبى فأعطيته أربعين درهماً فأذن لي فدخلت عليه فسمعت منه أربعين حديثاً ثم عدت فجهدت أن يأذن لي فتركته. قال عبدة لو كان بعض أصحاب الحديث لسعى به. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول كان ابن المبارك ربع الدنيا بالرحلة في طلب الحديث لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة ولا البصرة ولا الكوفة. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول عبد الله بن المبارك اجتمع فيه فقه وسخاء وشجاعة وغزو وأشياء. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة ثم صار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر ثم انتهى علم الاثني عشر إلى ستة إلى يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع وعبد الله بن المبارك ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ويحيى بن آدم.
باب ما ذكر في ابن المبارك أنه كان إمام أهل زمانه
حدثنا عبد الرحمن نا أبي رحمه الله قال سمعت بن الطباع يحدث عن عبد الرحمن بن مهدي قال الأئمة أربعة سفيان الثوري ومالك بن أنس وحماد بن زيد وابن المبارك حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا المسيب بن واضح قال سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول ابن المبارك إمام المسلمين ورأيت أبا إسحاق بين يدي ابن المبارك قاعداً يسائله. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن إبراهيم بن سميع قال قال مسيب بن واضح سمعت أبا إسحاق يعني إبراهيم بن محمد الفزاري يقول ابن المبارك إمام العالمين حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول عبد الله بن المبارك ثقة إمام.
باب ما ذكر من فضل ابن المبارك في نفسه وصلاحه
حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال نا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال سمعت أبي يقول قال لي شعبة عرفت ابن المبارك قلت نعم قال ما قدم علينا من ناحيته مثله. حدثنا عبد الرحمن نا أبو نشيط محمد بن هارون قال سمعت نعيم بن حماد قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي أيهما أفضل عندك ابن المبارك أو سفيان الثوري فقال ابن المبارك فقلت إن الناس يخالفونك قال إن الناس لم يجربوا ما رأيت مثل بن المبارك. حدثنا عبد الرحمن نا الفضل بن محمد النيسابوري نا سنيد بن داود قال سمعت شعيب بن حرب يقول سمعت سفيان الثوري يقول لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر. حدثنا عبد الرحمن نا الحجاج بن حمزة الخشابي نا علي بن الحسن بن شقيق عن شيخ بنيسابور أن ابن المبارك حضر يوماً عند الثوري فلم يتكلم بحرف حتى قام فلما قام قال لأصحابه وددت أني أقدر أن أكون مثله. حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة قال قال علي بن الحسن بن شقيق لم أر أحداً من الناس أقرأ من ابن المبارك ولا أحسن قراءة ولا أكثر صلاة منه كان يصلي الليل كله في السفر وغيره وكان يرتل القراءة ويمدها وإنما ترك النوم في المحمل لأنه كان يصلي وكان الناس لا يدرون. حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة قال قال علي بن الحسن بن شقيق أخبرني محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في الأسفار وكان كريماً عليه قال كان ذات ليلة ونحن في غزاة الروم ذهب ليضع رأسه ليريني أنه ينام فقلت أنا برمحي في يدي قبضت عليه ووضعت رأسي على الرمح كأني أنام كذلك قال فظن أني قد نمت فقام فأخذ في صلاته فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه فلما طلع الفجر جاء فأيقظني وظن أني نائم وقال يا محمد فقلت إني لم أنم قال فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يكلمني ولا ينبسط إلي في شيء من غزاته كلها كأنه لم يعجبه ذاك مني لما فطنت له من العمل فلم أزل أعرفها فيه حتى مات ولم أر رجلاً قط أسر بالخير منه. حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال حدثني محمد بن حسان السمتي قال حدثني أبو عثمان الكلبي قال قال لي الأوزاعي رأيت عبد الله بن المبارك قلت لا قال لو رأيته لقرت عينك. حدثنا عبد الرحمن نا أبو نشيط محمد بن هارون قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما رأيت مثل بن المبارك. نا الحسن بن محمد بن سلمة النحوي قال قال حبان بن موسى سمعت عثمان يقول لم أر مثل عبد الله بن المبارك حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال بلغني أن ابن المبارك أتى حماد بن زيد في أول الأمر قال فنظر إليه فأعجبه نحوه فقال له من أين أنت قال من أهل خراسان قال من أي خراسان قال من مرو قال تعرف رجلاً أو فتى يقال له عبد الله بن المبارك قال نعم قال ما فعل قال هو الذي تخاطب قال فسلم عليه ورحب به. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمود بن إبراهيم بن سميع نا عبيد بن جناد قال قال لي عطاء بن مسلم يا عبيد هل رأيت ابن المبارك قلت نعم قال ما رأيت بعينيك مثله ولا ترى بعينيك مثله حتى تموت. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا يوسف بن واقد قال ما رأت العيون مثل بن المبارك. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الله بن سنان الخرساني يقول كان لعبد الله بن المبارك أخوات وكان لأبيه المبارك بستان بمرو فنحله عبد الله فلما كبر عبد الله وترعرع وجالس أهل العلم وطلب العلم جاء إلى اخواته فقال لهن إن أبانا كان صنع أمراً لم ينبغ له أن يصنعه نحلني هذا البستان دونكم وليس أحد أحق أن يخرج أباه مما جعل فيه مني فقد رددت هذا البستان وجعلته ميراثاً بيننا على كتاب الله عز وجل فحللوا أبانا مما كان دخل فيه فقلن له أنت في حل وأبونا في حل وهو لك كما كان والدنا نحلك قال لا ولكنه ميراث بيننا فحللوه فحللوه قال فتزوج عبد الله فولد له بن فنحلن الأخوات بن عبد الله حصصهن من البستان قال فمات الغلام فورثه عبد الله فرجع إليه البستان كما كان أبوه نحله. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا نوح بن حبيب نا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثني ابن المبارك وكان نسيج وحده. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال قال أبو سلمة ما رأيت مثل عبد الله بن المبارك. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الله بن سنان الخراساني قال غدوت أنا وصاحب لي إلى عبد الله بن المبارك في يوم شديد البرد فاستأذنا فخرج إلينا وعليه قباء طاق فقام جئتم من موضع كذا هذه الساعة فقعد معنا فظننا أنه قعد مقدار ما جئنا من موضعنا حتى بلغناه ليصيبه من البرد كما أصابنا. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلى عبد الله بن خبيق قال سمعت يوسف يعني بن أسباط يقول ابن المبارك سيد القراء وهو أحب إلي من أبي. حدثنا عبد الرحمن نا الحجاج بن حمزة نا علي بن الحسن بن شقيق قال لم أر رجلاً قط أسر بالخير من عبد الله يعني ابن المبارك حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول سمعت عبدة بن سليمان يقول كان ابن المبارك إذا صلى العصر أتى مسجد المصيصة يعني مسجد الجامع فاستقبل القبلة يذكر الله ولم يكلم أحداً حتى تغرب الشمس حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت الحسن بن الربيع يقول قال لي ابن المبارك ما حرفتك قلت أنا بوراني قال وما بوراني قلت لي غلمان يصنعون البواري قال لو لم تكن لك صناعة ما صحبتني.
ما ذكر من معرفة ابن المبارك برواة الآثار وناقلة الأخبار وكلامه فيهم
حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول في حديث قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حذف السلام سنة قال يحيى كان عيسى بن يونس يرفعه فقال له ابن المبارك لا ترفعه فكان بعد لا يرفعه. حدثنا عبد الرحمن نا أبو الفضل الهروي محمد بن أبي الحسين نا أحمد بن علي الأبار البغدادي نا محمد بن علي الشقيقي قال أخبرني أبو عمرو نوح المروزي عن سفيان بن عبد الملك قال قال عبد الله يعني ابن المبارك إبراهيم بن طهمان والسكري يعني أبا حمزة صحيحاً الكتب حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن نوفل يعني بن مطهر قال كان بالكوفة رجل يقال له حبيب المالكي وكان رجلاً له فضل وصحبة فذكرناه لابن المبارك فأثنينا عليه قلت عنده حديث غريب قال ما هو قلت الأعمش عن زيد بن وهب قال سألت حذيفة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحسن ولكن ليس من السنة أن تخرج على المسلمين بالسيف فقال هذا حديث ليس بشيء قلت له إنه وإنه فأبى فلما أكثرت عليه في ثنائي عليه فقال عافاه الله في كل شيء إلا في هذا حديث كنا نستحسنه من حديث سفيان عن حبيب عن أبي البختري عن حذيفة. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت نعيم بن حماد يقول كان ابن المبارك لا يترك حديث الرجل حتى يبلغه عنه الشيء الذي لا يستطيع أن يدفعه. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت يوسف بن يعقوب الصفار قال ذكر لابن المبارك حديث رواه حبيب بن خالد المالكي فقال ليس بشيء فقيل لابن المبارك إنه شيخ صالح فقال ابن المبارك هو صالح في كل شيء إلا في هذا الحديث حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت إبراهيم بن موسى يحكى عن بعض المراوزة عن ابن المبارك أنه سمع رجلاً يذكر بن لهيعة فقال قد أراب بن لهيعة يعني قد ظهرت عورته. حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال سمعت إبراهيم بن موسى قال سمعت رباح بن خالد قال سمعت ابن المبارك يقول إذا اجتمع إسماعيل بن عياش وبقية في الحديث فبقية أحب إلي. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا إبراهيم بن موسى نا بقية قال قال لي ابن المبارك أخرج إلى حديث ثابت بن عجلان قلت إنها متفرقة قال اجمعها لي فجعلت أتذكرها وأملي عليه. حدثنا عبد الرحمن حدثنا أبي نا نعيم بن حماد قال رأيت ابن المبارك يقول اطرح حديث محمد سالم. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور بن راشد المروزي قال سمعت سلمة بن سليمان يقول قال عبد الله يعني ابن المبارك إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم فيما بينهم. حدثنا عبد الرحمن انا أبو الحسين الرهاوي أحمد بن سليمان فيما كتب إلي قال سمعت منصور بن موسى قال سمعت يحيى بن آدم يقول لعبد الله بن المبارك أيهما أحب إليك نصر بن طريف أو عثمان البري قال لا ذا ولا ذا. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت هشام بن عبيد الله الرازي قل سألت ابن المبارك من أروى الناس أو أحسن الناس رواية عن المغيرة أجرير قال أبو عوانة حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني انا عبد الرزاق قال قال ابن المبارك ما رأيت أحداً أروى للزهري من معمر إلا أن يونس كان آخذ للسند لأنه كان يكتب. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سألت عبد الرحمن بن مهدي عن يونس الأيلي قال كان ابن المبارك يقول كتابه صحيح قال عبد الرحمن وأنا أقول كتابه صحيح. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سمعت سعيد بن صالح قال رأيت ابن المبارك مر على رجل بهمذان يحدث عن يزيد بن زريع فقال عن مثله فحدث. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خثيمة فيما كتب إلي نا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال أخبرني أبي عن عبد الله بن المبارك عن عمار بن سيف وأثنى عليه خيراً. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي نا الحسن بن عيسى بن ما سرجس قال سمعت ابن المبارك يقول لا يكتب عن جرير بن عبد الحميد حديث السري بن إسماعيل وترك ابن المبارك حديثه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن قال سمعت نعيم بن حماد قال سمعت ابن المبارك وذكر عنده حديث سلم بن سالم فقال هذا من عقارب سلم. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا عبد الرحمن بن عمر الزهري نا إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال قلت لابن المبارك شهاب بن خراش فقال ثقة. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت يحيى بن معين قال سمعت ابن المبارك يغمز عمر بن هارون في سماعه من جعفر بن محمد وكان عمر يروى عنه ستين حديثاً أو نحو ذلك. حدثنا عبد الرحمن انا عمار بن رجاء فيما كتب إلي نا يحيى بن إسحاق السالحني قال قال ابن المبارك لم أر رجلاً أفضل من يحيى بن أيوب حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال حدثني الحسن بن عيسى قال ترك ابن المبارك حديث أيوب بن خوط وترك عمر بن ثابت. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يذكر عن بعض مشيخته عن ابن المبارك قال لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من بن عجلان كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء. حدثنا عبد الرحمن ثنا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم بن حماد قال قلت لابن المبارك لأي شيء تركوا عمرو بن عبيد قال إن عمراً كان يدعو يعني إلى القدر. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا عبد الرحمن بن عمر رستة نا إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال قلت لابن المبارك أيصلى أحد عن أحد أو يصوم أحد عن أحد قال الصدقة ليس فيه اختلاف قلت فالحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك وتصوم لهما مع صيامك قال الحديث عمن قلت عن شهاب بن خراش قال ثقة عمن قلت عن الحجاج بن دينار قال ثقة عمن قلت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا إسحاق بين الحجاج وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفازة تقطع فيها أعناق المطي. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول سمعت نعيم بن حماد يقول كان ابن المبارك لا يطرح حديث الرجل حتى يبلغه عنه الشيء الذي لا يستطيع أن يدفعه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول قال ابن المبارك حديث الزهري عندنا كأخذ باليد. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا نعيم بن حماد نا ابن المبارك عن زكريا بن إسحاق المكي وكان صدوقاً. نا أبي عن أبي قدامة قال أراد ابن المبارك أن يأتي أبا المنيب العتكي المروزي فأخبر أنه روى عن عكرمة قال لا يجمع الخراج والعشر فلم يأته.
باب ما ذكر من إتقان ابن المبارك وحفظه وصحة حديثه
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت إبراهيم بن موسى يقول لوددت أن جميع ما عندي من حديث الصنعانيين يعني عبد الرزاق وهشام بن يوسف وابن ثور عند رجل بقومس ثقة مثل عبد الرحمن بن مهدي عن ابن المبارك عن معمر فكنت أعيده عنه حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قال علي بن المديني عبد الله بن المبارك ثقة.
باب ما أنشد في عبد الله بن المبارك رحمه الله
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري قال سمعت أبا بكر بن أسلم بن سليمان يقول رحل أبي من نيسابور إلى مرو ليكتب عن ابن المبارك فقال أبيات شعر أنشدها لابن المبارك:
خلفت عرسي يوم السير باكية | يا ابن المبارك تبكيني برنات |
خلفتها سحراً في النوم لم أرها | ففي فؤادي منها شبه كيات |
أهلي وعروسي وصبياني رفضتهم | وسرت نحوك في تلك المفازات |
أخاف والله قطاع الطريق بها | وما آمنت بها من لدغ حيات |
مستوفزات بها رقش مشوهة | أخاف صولتها في كل ساعاتي |
أجلس لنا كل يوماً ساعة بكراً | إن خف ذاك وإلا بالعشيات |
يا أهل مرو أعينونا بكفكم | عنا وإلا رميناكم بأبيات |
لا تضجرونا فإنا معشر صبر | وليس نرجو سوى رب السماوات |
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 1- ص: 1
عبد الله بن المبارك المروزي أبو عبد الرحمن
مولى بني حنظلة روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وابن جريج ومعمر ويونس بن يزيد روى عنه سفيان بن عيينة وأبو إسحاق الفزاري ومعتمر بن سليمان وبقية بن الوليد ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن آدم وسلمة بن سليمان سمعت أبي يقول ذلك نا عبد الرحمن نا أبو نشيط محمد بن هارون البغدادي قال سمعت نعيم بن حماد قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي أيهما أفضل عندك ابن المبارك أو سفيان؟ فقال ابن المبارك فقلت: أن الناس يخالفونك فقال أن الناس لم يجربوا ما رأيت مثل ابن المبارك ثنا عبد الرحمن أنا بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال أنا محمد بن عبد العزيز - يعنى بن أبي رزمة - قال سمعت أبي قال: قال لي شعبة: عرفت ابن المبارك قلت نعم قال: ما قدم علينا من ناحيته مثله. ثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا إسماعيل بن مسلمة القعنبي قال حدثني محمد بن المعتمر بن سليمان التيمي قال: قلت لأبي من فقيه العرب؟ قال سفيان الثوري فلما مات سفيان قلت يا أبة من فقيه عبد الله بن المبارك نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي الدنيا فيما كتب إلي حدثني محمد بن حسان السمتي حدثني أبو عثمان الكلبي قال: قال لي الأوزاعي: رأيت عبد الله بن المبارك؟ قلت لا قال: لو رأيته لقرت عينك. ثنا عبد الرحمن نا أبي نا عمرو بن محمد الناقد قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما قدم علينا أحد يشبه عبد الله بن المبارك ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة أراه قال في الكيس نا عبد الرحمن حدثني أبي حدثني إسحاق بن محمد بن إبراهيم المروزي قال نعى ابن المبارك إلى سفيان بن عيينة فقال: رحمه الله لقد كان فقيها عالماً عابدا زاهداً سخياً شاعراً شجاعاً نا عبد الرحمن حدثني أبي نا المسيب بن واضح قال سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين ورأيت أبا إسحاق بين يدي ابن المبارك قاعداً يسائله نا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت بن الطباع يحدث عن عبد الرحمن بن مهدي قال: الأئمة أربعة سفيان الثوري ومالك بن أنس وحماد بن زيد وابن المبارك نا محمد بن يحيى أنا نوح بن حبيب نا عبد الرحمن بن مهدي حدثني ابن المبارك وكان نسيج وحده نا عبد الرحمن حدثني أبي نا المسيب بن واضح قال سمعت معتمر بن سليمان يقول ما رأيت مثل ابن المبارك نصيب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد نا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يكن في زمان ابن المبارك أحد أطلب للعلم منه رحل إلى اليمن وإلى الشام والبصرة والكوفة وكان من رواة العلم وكان أهل ذلك كتب عن الكبار والصغار كتب عن عبد الرحمن بن مهدي وأبي إسحاق الفزاري وجمع أمراً عظيماً. نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قال علي بن المديني عبد الله بن المبارك ثقة سمعت أبي يقول: عبد الله بن المبارك ثقة أمام نا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول: عبد الله بن المبارك اجتمع فيه فقه وسخاء وشجاعة وغزو وأشياء.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1