المنذري عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله، ابو محمد، زكي الدين المنذري: عالم بالحديث والعربية، من الحفاظ المؤرخين. له (الترغيب والترهيب - ط) و (التكملة لوفيات النقلة - خ) اجزاء منه، و (اربعون حديثا - ط) رسالة، و (شرح التنبيه) و (مختصر صحيح مسلم - خ) و (مختصر سنن ابو داود - ط) اصله من الشام، ومولده ووفاته بمصر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 30
الحافظ زكي الدين المنذري عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد بن سعيد، الحافظ الإمام زكي الدين. أبو محمد المنذري الشامي ثم المصري الشافعي. ولد سنة إحدى وثمانين وخمس ماية غرة شعبان بمصر -وقرأ القرآن على الأرتاحي. وتفقه على أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد القرشي. وتأدب على أبي الحسين ابن يحيى النحوي. وسمع من أبي عبد الله الأرتاحي، وعبد المجيد بن زهير، وإبراهيم بن البتيت، ومحمد بن سعيد المأموني، والمطهر بن أبي بكر البيهقي، وربيعة اليمني الحافظ، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله، وأبي الجود غياث بن فارس؛ والحافظ ابن المفضل، وبه تخرج وهو شيخه. وبمكة من يونس الهاشمي، وأبي عبد الله ابن البناء. وبطيبة من جعفر بن محمد بن أموسان، ويحيى ابن عقيل بن رفاعة. وبدمشق من ابن طبرزد، ومحمد بن الزنف، والخضر بن كامل، والكندي، وعبد الجليل ابن مندويه وخلق. وسمع بحران والرها والإسكندرية وأماكن. وخرج لنفسه معجما كبيرا مفيدا. قال الشيخ شمس الدين: سمعناه. روى عنه الدمياطي والشريف عز الدين، وأبو الحسين ابن اليونيني، والشيخ محمد القزاز، والفخر إسماعيل ابن عساكر، وعلم الدين سنجر الدواداري، وقاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد، وإسحاق ابن الوزيري، والأمين عبد القادر الصعبي، والعماد محمد ابن الجرايدي، وأحمد الدفوني، ويوسف ابن الخنثى وطائفة سواهم. ودرس بالجامع الظافري بالقاهرة مدة. ثم ولي مشيخة الدار الكاملية للحديث، وانقطع بها نحوا من عشرين سنة، مكبا على التصنيف والتخريج والإفادة والرواية. وأول سماعه سنة إحدى وتسعين؛ ولو استمر يسمع لأدرك إسنادا عاليا، ولكنه فتر نحوا من عشر سنين. سمع من الحافظ عبد الغني، ولم يظفر بسماعه منه، وأجاز له. وسمع شيئا من أبي الحسن ابن نجا الأنصاري. وله رحلة إلى الإسكندرية أكثر فيها عن أصحاب السلفي. قال الدمياطي: هو شيخي ومخرجي؛ أتيته مبتدئا وفارقته معيدا.
توفي الشيخ زكي الدين سنة ست وخمسين وست ماية -وقال السراج الوراق يرثيه؛ ومن خطه نقلت:
ما اقتضى حظنا بقاءك فينا | ليتنا فيك ليتنا لو كفينا |
من يعز المخلفين بميت | فليعز بفقدك المسلمينا |
عم فيك المصاب حتى لقينا | كل حي أودى به ما لقينا |
فكأنا لم ندر قبلك رزءا | أو كأنا لم ندر من قد رزينا |
غال صرف الحمام من كان يحيي | سنة الدين والكتاب المبينا |
لو أمنا من القلوب جواها | لوددناك في القلوب دفينا |
أو قبلت المجرحين مضى نعشك | تعلو خدودنا والعيونا |
مرسلا جا حديث دمعي | وكم قد بلغت منه أربع أربعينا |
يا إماما على حديث رسول الله | أضحى في الله حصنا حصينا |
بأبي منك بحر علم روينا | عنه لكن مضى وما إن روينا |
وعجبنا من حال أعواد نعش | لم تعد يوم جاورتك غصونا |
نضر الله للزكي محيا | يستمد الصباح منه جبينا |
وجزاه خيرا إذا أذن الله | بحسن الجزاء للمحسنينا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
عبد العظيم الإمام العلامة الحافظ المحقق شيخ الإسلام زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد المنذري الشامي الأصل، المصري، الشافعي.
ولد في غرة شعبان، سنة إحدى وثمانين وخمس مائة.
وسمع من: أبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي، وهو أول شيخ لقيه، وذلك في سنة إحدى وتسعين، ومن عمر بن طبرزذ، وهو أعلى شيخ له، ومن أبي الجود غياث المقرئ، وست الكتبة بنت علي ابن الطراح، ومن يونس بن يحيى الهاشمي، لقيه بمكة، وجعفر بن محمد بن آموسان، أملى عليه بالمدينة، وعلي بن المفضل الحافظ، ولازمه مدة، وبه تخرج، وعبد المجيب بن زهير الحربي، وإبراهيم بن البتيت، وأبي روح البيهقي، وأبي عبد الله ابن البناء الصوفي، وعلي بن أبي الكرم ابن البناء الخلال، وأبي المعالي محمد بن الزنف، وأبي اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأبي الفتوح ابن الجلاجلي، وأبي المعالي أسعد بن المنجي
مصنف ’’الخلاصة’’ـ وأحمد بن محمد بن سيدهم الأنصاري، وأحمد بن عبد الله السلمي العطار، والشيخ أبي عمر بن قدامة، وداود بن ملاعب، وأبي نزار ربيعة بن الحسن الحضرمي، والإمام موفق الدين ابن قدامة، وأبي محمد عبد الله بن عبد الجبار العثماني، وموسى بن عبد القادر الجيلي، والعلامة أبي محمد عبد الله بن نجم شاس المالكي، والقاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مجلي، وعبد الجليل بن مندويه الأصبهاني، والواعظ علي بن إبراهيم بن نجا الأنصاري -سمعه يعظ- ونجيب بن بشارة السعدي، سمع منه كتاب ’’العنوان’’، وعبد العزيز بن باقا، ومحمد بن عماد، وأبي المحاسن بن شداد، وأبي طالب بن حديد، وخلق كثير لقيهم بالحرمين ومصر والشام والجزيرة.
وعمل ’’المعجم’’ في مجلد، و’’الموافقات’’ في مجلد، واختصر ’’صحيح مسلم’’، و’’سنن أبي داود’’، وتكلم على رجاله، وعزاه إلى ’’الصحيحين’’ أو أحدهما أو لينه، وصنف شرحا كبيرا ’’للتنبيه’’ في الفقه، وصنف ’’الأربعين’’، وغير ذلك.
وقرأ القراءات على أبي الثناء حامد بن أحمد الأرتاحي، وتفقه على الإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد القرشي الشافعي، وأخذ العربية عن: أبي الحسين يحيى بن عبد الله الأنصاري.
قال الحافظ عز الدين الحسيني: درس شيخنا بالجامع الظافري، ثم ولي مشيخة الدار الكاملية، وانقطع بها عاكفا على العلم، وكان عديم النظر في علم الحديث على اختلاف فنونه، ثبتا، حجة، ورعا، متحريا، قرأت عليه قطعة حسنة من حديثه، وانتفعت به كثيرا.
قلت: حدث عنه أبو الحسين اليونيني، وأبو محمد الدمياطي، والشرف الميدومي، والتقي عبيد، والشيخ محمد القزاز، والفخر ابن عساكر، وعلم الدين الدواداري، وقاضي القضاة ابن دقيق العيد، وعبد القادر بن محمد الصعبي، وإسحاق بن إبراهيم الوزيري، والحسين بن أسد ابن الأثير، وعلي بن إسماعيل بن قريش المخزومي، والعماد ابن الجرائدي، وأبو العباس ابن الدفوفي، ويوسف بن عمر الختني، وخلق سواهم، ودرس بالجامع الظافري مدة قبل مشيخة الكاملية، وكان يقول: إنه سمع من الحافظ عبد الغني، ولم نظفر بذلك، وأجاز له مروياته، وكان متين الديانة، ذا نسك وورع وسمت وجلالة.
قال شيخنا الدمياطي: هو شيخي ومخرجي، أتيته مبتدئا، وفارقته معيدا له في الحديث.
ثم قال: توفي في رابع ذي القعدة، سنة ست وخمسين وست مائة، ورثاه غير واحد بقصائد حسنة.
وقال الشريف عز الدين أيضا: كان شيخنا زكي الدين عالما بصحيح الحديث وسقيمه، ومعلوله وطرقه، متبحرا في معروفة أحكامه ومعانيه ومشكله، قيما بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه، إماما حجة.
قلت: ومات معه في هذه السنة: أمير المؤمنين المستعصم بالله أبو أحمد مقتولا شهيدا عند أخذ بغداد وابناه أحمد وعبد الرحمن وأعمامه علي وحسن وسليمان ويوسف وحبيب بنو الخليفة الظاهر، وابنا عمه؛ حسين ويحيى ولدا علي، وملك الأمراء مجاهد الدين أيبك الدويدار، وسليمان شاه، وفتح الدين ابن كر وعدة أمراء كبار، والمحتسب عبد الرحمن ابن الجوزي، وأخوه؛ تاج الدين عبد الكريم، والقاضي أبو المناقب محمود بن أحمد الزنجاني عالم الوقت، وشرف الدين محمد بن محمد بن سكينة قاتل حتى قتل، ونقيب العلوية أبو الحسن علي ابن النسابة، وشيخ الشيوخ صدر الدين ابن النيار، وابن أخيه عبد اله، ومهذب الدين عبد الله بن عسكر البعقوبي، والقاضي برهان الدين القزويني، والقاضي إبراهيم النهر فصلي، والخطيب عبد الله بن عباس الرشيدي، وشيخ التجويد علي ابن الكتبي، وتقي الدين الموسوي نقيب المشهد، وشرف الدين محمد بن طاوس العلوي، وخلق من الصدور قتلوا صبرا، وأستاذ الدار محيي الدين يوسف ابن الجوزي، وسيد الشعراء جمال الدين يحيى بن يوسف الصرصري، وشيخ القراء عفيف الدين المرجى بن الحسن بن شقيراء الواسطي السفار، وعالم الإسكندرية أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي، والحافظ صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد ابن البكري، وشيخ اللغة شرف الدين الحسين بن إبراهيم الإربلي، والصاحب بهاء الدين زهير بن محمد المهلبي البصري الشاعر، وصاحب الكرك الملك الناصر داود ابن المعظم عيسى ابن العادل، وخطيب بيت الأبار عماد الدين داود بن عمر المقدسي خطيب دمشق، والشيخ الزاهد أبو الحسن الشاذلي علي بن عبد الله بن عبد الجبار المغربي بعيذاب، وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد الفاسي بحلب، ومقرئ الموصل الإمام محمد بن أحمد بن أحمد الحنبلي شعلة شابا، وخطيب مردا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المقدسي الحنبلي، والمسند ابن خطيب القرافة أبو عمرو عثمان بن علي القرشي، والمحدث شمس الدين علي بن مظفر النشبي الدمشقي، وخلق سواهم في تاريخي الكبير.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المؤدب، أخبرنا عبد العظيم الحافظ أخبرنا محمد بن حمد في سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة، أنبأنا علي بن الحسين الموصلي، أخبرنا علي بن الحسن بن قسيم، أخبرنا علي بن محمد بن إسحاق القاضي، حدثنا أبو عبد الله المحاملي، حدثنا يعقوب عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ’’كان إذا اعتكف، يدني إلي رأسه، فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان’’. أخرجه النسائي عن يعقوب الدورقي.
الكفرطابي، خطيب مردا:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 16- ص: 462
عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة ابن سعد المنذري الحافظ الكبير الورع الزاهد زكي الدين أبو محمد المصري
ولي الله والمحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والفقيه على مذهب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترتجى الرحمة بذكره ويستنزل رضا الرحمن بدعائه
كان رحمه الله قد أوتي بالمكيال الأوفى من الورع والتقوى والنصيب الوافر من الفقه وأما الحديث فلا مراء في أنه كان أحفظ أهل زمانه وفارس أقرانه له القدم الراسخ في معرفة صحيح الحديث من سقيمه وحفظ أسماء الرجال حفظ مفرط الذكاء عظيمه والخبرة بأحكامه والدراية بغريبه وإعرابه واختلاف كلامه
ولد في غرة شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة
تفقه على الإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد القرشي بن الوراق
وسمع من أبي عبد الله الأرتاحي وعبد المجيب بن زهير ومحمد بن سعيد المأموني والمطهر بن أبي بكر البيهقي وربيعة اليمني الحافظ والحافظ الكبير علي بن المفضل المقدسي وبه تخرج وسمع بمكة من أبي عبد الله بن البناء وطبقته وبدمشق
من عمر بن طبرزد ومحمد بن وهب بن الزنف والخضر بن كامل وأبي اليمن الكندي وخلق
وسمع بحران والرها والإسكندرية وغيرها
وتفقه وصنف شرحا على التنبيه وله مختصر سنن أبي داود وحواشيه كتاب مفيد ومختصر صحيح مسلم وخرج لنفسه معجما كبيرا مفيدا وانتقى وخرج كثيرا وأفاد الناس
وبه تخرج الحافظ أبو محمد الدمياطي وإمام المتأخرين تقي الدين ابن دقيق العيد والشريف عز الدين وطائفة وعمت عليهم بركته وقد سمعنا الكثير ببلبيس على أبي الطاهر إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن سيف بإجازته منه
قال الذهبي وما كان في زمانه أحفظ منه
قلت وأما ورعه فأشهر من أن يحكى
وقد درس بالآخرة في دار الحديث الكاملية وكان لا يخرج منها إلا لصلاة الجمعة حتى إنه كان له ولد نجيب محدث فاضل توفاه الله تعالى في حياته ليضاعف له في حسناته فصلى عليه الشيخ داخل المدرسة وشيعه إلى بابها ثم دمعت عيناه وقال أودعتك يا ولدي لله وفارقه سمعت أبي رضي الله عنه يحكي ذلك وسمعته أيضا يحكي عن الحافظ الدمياطي أن الشيخ مرة خرج من الحمام وقد أخذ منه حرها فما أمكنه المشي فاستلقى على الطريق إلى جانب حانوت فقال له الدمياطي يا سيدي أما أقعدك على
مصطبة الحانوت وكان الحانوت مغلقا فقال في الحال وهو في تلك الشدة بغير إذن صاحبه كيف يكون وما رضي
وسمعت أبي رضي الله عنه أيضا يحكي أن شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام كان يسمع الحديث قليلا بدمشق فلما دخل القاهرة بطل ذلك وصار يحضر مجلس الشيخ زكي الدين ويسمع عليه في جملة من يسمع ولا يسمع وأن الشيخ زكي الدين أيضا ترك الفتيا وقال حيث دخل الشيخ عز الدين لا حاجة بالناس إلي
ومن شعره
اعمل لنفسك صالحا لا تحتفل | بظهور قيل في الأنام وقال |
فالخلق لا يرجى اجتماع قلوبهم | لا بد من مثن عليك وقال |
أمور تضحك السفهاء منها | ويبكى من عواقبها اللبيب |
أمرتهم أمرى بمنعرج اللوى | فلم يستبينوا الرشد إلاضحى الغد |
أرى تحت الرماد وميض نار | ويوشك أن يكون لها ضرام |
وإن لم يطفها عقلاء قوم | يكون وقودها جثث وهام |
فقلت من التعجب ليت شعرى | أيقظان أمية أم نيام |
فإن يك قومنا أضحوا نياما | فقل هبوا لقد حان الحمام |
أمير المؤمنين عليك مني | سلام الله ما ناح الحمام |
تحية حافظ للعهد راع | كنشر الروض باكره الغمام |
أرى خلل الرماد وميض جمر | ويوشك أن يكون له ضرام |
فإن النار بالعودين تذكى | وإن الحرب أوله كلام |
وإن لم يطفها عقلاء قوم | يكون وقودها جثث وهام |
فقل لبني أمية ليت شعرى | أيقضان أمية أم نيام |
وقد ظهر الخراساني معه | بنو العباس والجيش اللهام |
فإن لم تجمعوا جيشا يضيق العراق | به عليهم والشآم |
فلاقوهم كما لاقى عليا | بصفين معاوية الهمام |
وكان علي أقوى منه عزما | وأعلى رتبة وهو الإمام |
ولا يأخذكم حذر وخوف | فما يغنى إذا حام الحمام |
فإن كانت لكم يوما عليهم | فذاك القصد وانقطع الكلام |
وإن ظفروا فما تحمى حريم | لكم عنهم ولا البيت الحرام |
ولا بمقام إبراهيم تعطوا | أمانا منهم وهو المقام |
فموتوا في ظهور الخيل صبرا | كما قد مات قبلكم الكرام |
ولا تتدرعوا أثواب ذل | وعار قد تدرعها اللئام |
فإن الضيم لا صبر عليه | لمن شهدت بسؤدده الأنام |
وتلك وصية من ذي ولاء | له في حفظ عهدكم ذمام |
وإلا فهو يقتلكم جميعا | ويهلك ما لديكم والسلام |
قوم إذا أخذوا الأقلام من غضب | ثم استمروا بها ماء المنيات |
نالوا بها من أعاديهم وإن بعدوا | ما لا ينال بحد المشرفيات |
ووديعة من سر آل محمد | أودعتها إذ كنت من أمنائها |
فإذا رأيت الكوكبين تقاربا | في الجدى عند صباحها ومسائها |
فهناك يؤخذ ثار آل محمد | لطلابها بالترك من أعدائها |
من كان يصطاد في يوم ثمانية | من الضراغم هانت عنده البشر |
أين المفر ولا مفر لهارب | ولنا البسيطان الثرى والماء |
ذلت لهيبتنا الأسود وأصبحت | في قبضنا الأمراء والخلفاء |
ستعلم ليلى أي دين تداينت | وأي غريم بالتقاضي غريمها |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 8- ص: 259
عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعيد، الإمام العالم العلامة الحافظ، أبو محمد زكي الدين المنذري الشافعي المصري.
سمع الكثير، ورحل، وطلب، وصنف، وخرج، واختصر «مسلم» و «سنن أبي داود» و «الترغيب والترهيب» وغير ذلك. توفي سنة ست وخمسين وستمائة، يوم السبت الرابع من ذي القعدة بدار الحديث الكاملة، ودفن بالقرافة، وكان ثقة حجةً زاهداً متحرياً.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 6- ص: 1
عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد الحافظ الكبير الإمام الثبت شيخ الإسلام زكي الدين أبو محمد المنذري الشامي ثم المصري
ولد في غزة شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وتفقه وطلب هذا الشأن فبرع فيه وتخرج بالحافظ أبي الحسن بن المفضل وولي مشيخة الكاملية وانقطع بها عشرين سنة
وكان عديم النظير في معرفة علم الحديث على اختلاف فنونه عالما بصحيحه وسقيمه ومعلوله وطرقه متبحراً في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله فقيها بمعرفة غريبه واختلاف ألفاظه إمامًا حجة ثبتاً ورعاً متحرياً وبه تخرج
الشرف الدمياطي
ألف الترغيب والترهيب واختصر صحيح مسلم وسنن أبي داود ومات في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 504
والحافظ المتقن ولي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة المنذري المصري الشافعي
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 208
عبد العظيم
ابن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد، الإمام، الحافظ الكبير، الحجة، زكي الدين، أبو محمد، المنذري، الشامي، ثم المصري.
ولد في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.
وقرأ القرآن بالسبع، وتفقه، وعني بهذا الشان، وبرع فيه، وكان من بحور العلم.
وأول سماعه في سنة إحدى وتسعين.
سمع أبا عبد الله الأرتاحي، وعبد المجيب بن زهير، والحافظ أبا الحسن المقدسي، وصحبه، وتخرج به، وسمع بدمشق من ابن طبرزد، والكندي، ومحمد بن الزنف، وسمع بحران والإسكندرية والرها، والمدينة، وبيت المقدس.
وعمل ’’المعجم’’، واختصر ’’صحيح مسلم’’، و’’سنن أبي داود’’، وجمع وصنف.
حدث عنه: الدمياطي، وابن الظاهري، وابن دقيق العيد، وأبو الحسين اليونيني، وإسحاق بن الوزيري، وخلق.
درس بالجامع الظافري بالقاهرة، ثم ولي مشيخة الكاملية، وانقطع بها ينشر العلم عشرين سنة.
قال الشريف عز الدين الحافظ: كان شيخنا زكي الدين عديم النظير في معرفة علم الحديث على اختلاف فنونه، عالماً بصحيحه وسقيمه، ومعلوله وطرقه، متبحراً في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله، قيماً بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه، إماماً، حجة، ثبتاً، ورعاً، متحرياً فيما يقوله، متثبتاً فيما يرويه، قرأت عليه قطعةً حسنة من حديثه، وانتفعت به انتفاعاً كثيراً.
وقال الدمياطي: هو شيخي ومخرجي، أتيته مبتدئاً، وفارقته معيداً له في الحديث.
قال: وتوفي في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وست مئة.
وفيها: مات تحت السيف خلقٌ لا يحصون ببغداد، منهم: الخليفة المستعصم بالله. والعلامة الأديب الزاهد سيد الشعراء جمال الدين يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصرصري الحنبلي الضرير. والعلامة محيي الدين يوسف ابن الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي. ومات بالإسكندرية العلامة المحدث أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي، وله ثمان وسبعون سنة. والملك الناصر داود بن المعظم عيسى بن العادل. والصاحب البهاء زهير بن محمد بن علي المهلبي الشاعر. والمسند أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد القرشي ابن خطيب القرافة الناسخ. والشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي. وأبو حفص عمر بن أبي نصر بن عوة الجزري التاجر. والمقرئ العلامة شعلة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين الموصلي الحنبلي، وله ثلاث وثلاثون سنة. والمسند خطيب مردا الفقيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدير الحنبلي. وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف الفاسي بحلب.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 4- ص: 1
عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد اللَّه الحافظ زكي الدين أبو محمد.
المنذري الشامي ثم المصري، ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بمصر، أتقن القراءات وبرع في العربية والفقه، وتفقه على أبى القاسم عبد الرحمن بن محمد القرشى، وسمع الحديث من جماعة منهم الحافظ على بن المفضل وبه تخرَّج، وله رحل، وخرَّج لنفسه معجماً مفيداً وصنف ’’مختصر السنن’’ وهو مفيد، ’’واختصر صحيح مسلم’’، وخرَّج بعض أحاديث ’’المهذب’’ بأسانيده في مجلد رأيته إلى قبيل البيوع، ورأيت له بعض شرح التنبيه، روى عنه ابن دقيق العيد والدمياطي وغيرهما، ودرَّس بالجامع الطائري المعروف الآن بجامع الفكاهير ثم بالكاملية وانقطع بها عشرين سنة يصنف ويفيد، وما كان يخرج منه إلا لصلاة الجمعة حتى أنه مات له ولد نجيب فصلى عليه بها وشيعه إلى بابها وقال له: أودعتك يا ولدى للَّه وفارقه، وحكى الدمياطى أنه خرج مرة من الحمام وقد أخذ منه حرها فما أمكنه المشى فاستلقى على الطريق إلى جانب حانوت، فقال له: يا سيدى ما أقعدك على مصطبة الحانوت وكان مغلقاً فقال في تلك الشدة بغير إذن صاحبه: كيف يكون. وما رضى، وتخرَّج به -رضي اللَّه عنه- علماء في فنون من العلم، وكان إماماً بارعاً حجة ثقة، مات سنة ست وخمسين وستمائة ورثاه الناس. ومن شعره:-
اعمل لنفسك صالحاً لا تحتفل | بظهور قيل في الأمانة وقال |
فالخلق لا يرجى اجتماع قلوبهم | لابد من موش عليك وقال |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1