أبو عبد الله جعفر بن عفان الطائي توفي في حدود سنة 150
في رجال الكشي المطبوع جعفر بن عثمان وفي تلخيص أخبار الشيعة للمرزباني كما في نسخة مخطوطة جعفر بن غفار وكلاهما تصحيف والظاهر إن الثاني من الناسخ مع إن العلامة في الخلاصة كما في نسخة عندي مقابلة على نسخة ولد ولد المصنف نقله عن الكشي جعفر بن عفان لا عثمان، قال الكشي في رجاله: في جعفر بن عثمان (صوابه عفان) الطائي حدثني نصر بن الصباح حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى بن عمران حدثنا محمد بن سنان عن زيد الشحام قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام ونحن جماعة من الكوفيين فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله عليه السلام فقربه وأدناه ثم قال يا جعفر قال لبيك جعلني الله فداك، قال بلغني انك تقول الشعر في الحسين عليه السلام ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته (الخبر) وهو أحد الجماعة الذين وجدنا تراجمهم في المجموعة النفيسة المشار إليها في أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب المنقولة من كتاب تلخيص أخبار شعراء الشيعة للمرزباني وهو السادس والعشرون من الرجال المذكورين في تلك المجموعة قال: أبو عبد الله جعفر بن عفان كان من شعراء الكوفة وكان مكفوفا وله أشعار كثيرة في معان مختلفة ومن شعره في أهل البيت عليهم السلام قوله:
ألا يا عين فابكي ألف عام | وزيدي إن قدرت على المزيد |
إذا ذكر الحسين فلا تملي | وجودي الدهر بالعبرات جودي |
فقد بكت الحمائم من شجاها | بكت لأليفها الفرد الوحيد |
بكين وما درين وأنت تدري | فكيف تهم عينك بالجمود |
أتنسى سبط أحمد حين يمسي | ويصبح بين اطباق الصعيد |
ما بال بيتكم يهدم سقفه | وثيابكم من أرذل الأثواب |
اقسم بالله وآلائه | والمرء عما قال مسؤول |
إن علي بن أبي طالب | على التقى والبر مجبول |
وانه الهادي الإمام الذي | له على الأمة تفضيل |
يقول بالحق ويقضي به | وليس تلهيه الأباطيل |
كان إذا الحرب مرتها القنا | وأحجمت عنها البهاليل |
مشى إلى القرن وفي كفه | ابيض ماضي الحد مصقول |
مشى العفرني بين أشباله | أبرزه للقنص الغيل |
ذاك الذي سلم في ليلة | عليه ميكال وجبريل |
ميكال في ألف وجبريل في | ألف ويتلوهم سرافيل |
ليلة بدر مددا انزلوا | كأنهم طير أبابيل |
فسلموا لما أتوا حذوه | وذاك إعظام وتبجيل |
ليبك على الإسلام من كان باكيا | فقد ضيعت أحكامه واستحلت |
غداة حسين للرماح دريئة | وقد نهلت منه السيوف وعلت |
وغودر في الصحراء لحما مبددا | عليه عتاق الطير باتت وظلت |
فما نصرته أمة السوء إذ دعا | لقد طاشت الأحلام منها وضلت |
إلا بل محوا أنوارهم بأكفهم | فلا سلمت تلك الأكف وشلت |
وناداهم جهدا بحق محمد | فان ابنه من نفسه حيث حلت |
فما حفظوا قرب الرسول ولا رعوا | وزلت بهم أقدامهم واستزلت |
أذاقته حر القتل أمة جده | هفت نعلها في كربلاء وزلت |
فلا قدس الرحمن أمة جده | وان هي صامت للإله وصلت |
كما فجعت بنت الرسول بنسلها | وكانوا كماة الحرب حين استقلت |
من عاذري من أبي حفص وثقت به | وكان عندي له في نفسه خطر |
فلم يكن عند ظني في أمانته | والظن يخلف والإنسان يختبر |
أضاع مهري ولم يحسن ولايته | حتى تبين فيه الجهد والضرر |
عاتبته فيه في رفق فقلت له | يا صاح هل لك من عذر فتعتذر |
فقال داء به قدما أضر به | وداؤه الجوع والأتعاب والسفر |
قد كان لي في اسمه عنه وكنيته | لو كنت معتبرا ناه ومعتبر |
فكيف ينصحني أو كيف يحفظني | يوما إذا غبت عنه واسمه عمر |
لو كان لي ولد شتى لهم عدد | فيهم سميوه إن قلوا وان كثروا |
لم ينصحوا لي ولم يبقوا علي ولو | ساوى عديدهم الحصباء والشجر |
أنى يكون وليس ذاك بكائن | لبني البنات وراثة الأعمام |
لم لا يكون وان ذاك لكائن | لبني البنات وراثة الأعمام |
للبنت نصف كامل من ماله | والعم متروك بغير سهام |
ما للطليق وللتراث وإنما | صلى الطليق مخافة الصمصام |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 128