المالقي محمد بن الحسن بن كامل، أبو عبد الله ابن الفقيه المشاور ابن الفخاري المالقي : شاعر أندلسي من أهل مالقة كانت له رئاسة فيها. قال القفطي : رأيت بخطه كتاب (عارضة الاحوذي في شرح كتاب الترمذي) لابن العربي، وقد قرأه عليه والخط في غاية الحسن والصحة. توفي بالمغرب.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 85
ابن كامل محمد بن الحسن بن كامل القاضي الأندلسي، كان فقيها شاعرا فمن نظمه في مراكش:
وأرض سكناها فيا شر مسكن | بها العيش نكد والجناح مهيض |
نروح ونغدو ليس إلا مروع | عقارب سود أو أراقم بيض |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
محمد بن الحسن بن كامل الحضرمي
المعروف بابن الفخار. ويعرف بها، وبصاحب نصف الربص. كان من أعيان مالقة وجلّتها وكاتبا بليغا وشاعرا مطبوعا. وانتهى من كثرة المال وسعة الحال إلى ما لم يصل إليه غيره. وذكره الفتح في كتاب القلائد ووصفه وأثبت له شعرا حسنا.
وكانت بينه وبين بني حسون منازعة. فخرج فارا عن مالقة خوفا منهم. قال أبو العباس أصبغ في كتابه: فأجلسوا عليه الرصائد وضيقوا عليه الوصائد، حتى سيق إليهم، وهو مصفّد في الحديد، يرثي له القريب والبعيد. فلم يزل يستعطفهم من السّجن. فمن ذلك ما أنشدني أبو بكر بن دحمان رحمه الله لأبي عبد الله المذكور، وهو جده لأمه، هذه القصيدة: [طويل]
أريد بأن ألقاك في دارك التي | بها أمن الخوّاف من نوب الدّهر |
فيمنعني عضّ الحديد وكالح | إذا رمت باب السّجن يدفع في الصّدر |
يقول تجلّد للحديد وعضه | ومن ذا الذي يعطى التّجلّد في الأسر |
فرش لي جناحي، واجبر العظم إنّه | مهيض، وأنت المرء تعرف بالجبر |
وإنّي عليها ما حييت لشاكر | كما عرفت في المحل عارفة القطر |
أنت الكريم وقد ملكت فأسجح | واغفر فقد عظمت ذنوبي واصفح |
لا تلتفت، غشّ الولاة كنصحهم | فالكاشحون غشاشهم بتنصّح |
يا حاميا سرج السيادة ممرعا | بالله عجّل إن رأيت تسرّحي |
واعلم بأنّي للعوارف شاكر | كالهيم تشكر عارفات الأمنح |
أشفقت من عضّ الحديد، وروعه | في الصّدر لم يذهب ولم يتزحزح |
ويحسبون بأنّ الدّهر غيّركم | والظّن أكذب. أين الفضل والكرم |
يا حافظ العهد، إن خان الرّجال به | ألم تكن بيننا فيما مضى ذمم |
وإن توقّف عطف أو جفا كرم | فالطّرف يكبو، وينبو الصّارم الخذم |
أبا عليّ، وخير القول أصدقه | دع ما تجيء به الظّنّات والتّهم |
تسيء بي الظن والرحمن يشهد لي | أني بحبلك بعد الله أعتصم |
من غيّر الودّ ما بيني وبينكم | تغيّرت عنده الأرزاق والنّعم |
فلا تطاوع أناسا في صدورهم | مع الحسادة نار الحقد تضطرم |
من أجل نكسي يرى أنّ الصّلاح به | أن يظهر الشّرّ مثل الموج يلتطم |
فاخفض جناحا وخذ بالعفو ما ظلموا | لا زلت تعفو، ومن عاداك تنتقم |
إذا أصابت من الأيّام حادثة | فأنت نور لديه تنجلي الظّلم |
وإن غدوت خفيف الجسم ضامره | فالذّابلات إليها تجنح البهم |
الخيل تسبق إن كانت مضمّرة | والسّهم ينحت والصّمصام والقلم |
فلا تمكّن سفيها من إرادته | فيصبح الرّأس تعلو فوقه القدم |
شاور أخاك ودع بعض الورى همجا | أمّا الذّئاب فما ترعى بها الغنم |
واشدد يديك بمن صحّت مودّته | فليس يدبغ جلد مسّه حلم |
وقد دعوت إلى إصلاح فاسده | وما بأذنك عن أمثالها صمم |
وسقت بيتا جرى في دهرنا مثلا | والشّعر فيه ترى الأمثال والحكم |
«يا أعدل النّاس إلاّ في معاملتي | فيك الخصام، وأنت الخصم والحكم» |
أمّا الدّموع فمنها الواكف السّرب | وفي الضّلوع ضرام الحزن يلتهب |
ما كان هلك أبي مروان عندهم | إلاّ الكسوف به الأعيان تنقلب |
صارت له نيّرات العين مظلمة | وعاد كالصّاب في أفواهنا الطّرب |
في كلّ واد وناد من عشائرنا | انتابه الجدّ لمّا مات، واللّعب |
كنّا به من خطوب الدّهر في حرم | والأمن تلحفنا أبراده القشب |
وكان رأس المعالي ساميا صعدا | فطؤطئ الرّأس واستعلى به الذّنب |
يا هضبة هدّ ركن المجد هدّتها | وحدّه فلّ لمّا فلّت الحسب |
أقول فيك الذي يعزى لفاطمة | والقلب حرّان من فرط الهوى يجب |
«قد كان بعدك أنباء وهينمة | لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب» |
العلم والحلم والتّقوى وهمّته | في العدل والبذل، ثمّ الرّأي والأدب |
ما ضيّع الله قوما أنت جارهم | أبا عليّ وإن طافوا وإن طلبوا |
والسّهل يصعب مهما كنت راكبه | فلا تهزّنّك الأهوال والرّعب |
وقد حننت أبا عبد الإله لكم | كما تحنّ لك الأقلام والكتب |
وما اليراع إذا أصبحت تعمله | إلاّ تذلّ له الهنديّة القضب |
تدنو وتبعد والمنّات عالية | كالطّرف يوجد فيه الجري والخبب |
وإن حجبت زمانا عن زيارتكم | فالشّمس شمس وإن كانت لها حجب |
قلبي سنان تشقّ الصّخر حدّته | ومقولي صارم في متنه شطب |
ولي وفاء لو أنّ الأرض تعهده | ما دلّ فيها لفرع النّبعة الغرب |
أبى لي الله إلاّ أن يفضّلني | على أناس وإن ذمّوا وإن جلبوا |
وكلّ قول، إذا ما كان مدحكم | وإن أضيف إلى الإسهاب مقتضب |
وإن غدا الجسم في ترب فليس لنا | إلاّ الدّعاء بأن تهمي له السّحب |
فنعّم الله حتّى الحشر أعظمه | وحام فوق ثراه المزن ينسكب |
أقضّت على القوم الكرام المضاجع | وفضّت جموع بعده ومدامع |
وأصبحت العليا يراع فؤادها | وحقّ لها أن تعتريها الرّوائع |
ألا إنّما الدّنيا غداة فراقه | ككفّ أبين الخمس منها الأصابع |
وكلّ كريم بعده هاله الأسى | وأصبح قد سدّت عليه المطالع |
شهاب هوى، فالعلم أسود حالك | ونجم خوى، فالخير أغبر شاسع |
وطرف كبا، والطّرف لم يك عاثرا | وسيف نبا، والسّيف أبيض قاطع |
فيا لدموع العين غيضت من البكا | ويا لحصاة القلب هنّ الصّوادع |
إلى كم يجدّ الحرّ والدّهر يلعب | ويبعد عنه الأمن والخوف يقرب |
وهل نافعي إن كنت سيفا مصمّما | إذا لم يكن يلقى بحدّيّ مضرب |
أبيّتهم واللّيل كالنّقس أسود | وأهجمهم والصّبح كالطّرس أشهب |
فلا أنا عمّا رمت من ذاك مقصر | ولا خيل عزمي للمقادير تغلب |
أبا حسن سائل لمن شهد الوغى | لئن كنت لم أصبح أهشّ وأطرب |
وأعتنق الأبطال حتّى كأنّما | يعانقني عنهم من البيض ربرب |
وفي كلّ باب قد ولجت لكيدهم | ولكن أمور ليس تقضى فتصعب |
فيا أسفا كم قد أبيت بذلّة | وسيفي ضجيعي، والجواد مقرّب |
لو صحّ عقلك أعط النّفس قدوتها | ولم تكن منبئا بالحقد والحسد |
أمّا الخليط فقد حلّوا بأرضهم | وأنت وسط الفيافي من بني أسد |
يا من أتاه معمّى ليس يفهمه | إنّ النّسيجة من أرائك الفسد |
أهون بخطب امرئ حلّت بضاعته | من النّميمة في أسواقها الكسد |
الدّين يضرب عنّا من يعاندنا | ضربا يزايل بين الرّأس والجسد |
وهل يطيق دفاعا عن جوانبه | من حبله موثق في الجيد من مسد |
ما للوحيديّ ذنب في سيادته | إن كنت في جملة الغوغاء لم تسد |
فديتك أرعني سمعا فإنّي | نظمت لك النّصيحة في نظام |
ولا يوحشك عتب من محبّ | فإنّ الطّبّ يذهب بالسّقام |
وإنّ العلم تدرسه صغيرا | كمثل النّقش ثبّت في الرّخام |
أبوك أبوك دينا لا يبارى | وجدّك علمه كالبحر طام |
وعمّك لم يزل مذ كان يسمو | إلى العلياء بالهمم السّوامي |
وأنت فتى كمثل النّجم لكن | يعزّ عليّ كونك في ظلام |
يا ذا الذي بجماله وكماله | ردّ القلوب النّافرات أوانسا |
بقر العصيري بقرية يرفة | رتعت فآذت غارسا أو دارسا |
وله رعاة من بنيه خمسة | أخنوا على شجري فأصبح يابسا |
أترضى أن تطير بريش عزّ | ومن يهواك مقصوص الجناح |
إذا هاجت من الأيّام حرب | فإنّ جميل رأيكم سلاحي |
وإن مالت إلى الرّاحات نفسي | فذكرك جنّتي وهواك راحي |
وقد أصبحت أنشد بيت شعر | يلوح الغدر فيه كالصّباح |
أترضى أن تطير بريش عزّ | ومن يهواك مقصوص الجناح |
يسقط الطير حيث ينتثر الح | ـب وتغشى منازل الكرماء |
فيا لك من قبّرة بمعمر | خلا لك الجو فبيضي واصفري |
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان، دار الأمان للنشر والتوزيع، الرباط - المغرب-ط 1( 1999) , ج: 1- ص: 82
محمد بن الحسن بن كامل المالقيّ، أبو عبد الله
ابن الفقيه المشاور، المعروف بابن الفخّاري كان محمد هذا فيه أدب وفضل وعلم ورئاسة في بلده، وله خطّ حسن من خطوط أهل الأندلس، وكان في أول المائة السادسة للهجرة، ورأيت بخطه كتاب “عارضة الاحوذي في شرح كتاب الترمذي” لابن العربي وقد قرأه عليه، والخط في غاية الحسن والصحة قال أبو حامد محمد بن محمد بن حامد في كتاب: أنشدني الشيخ الصالح أبو علي الحسن بن علي بن صالح الأندلسي، وقد قدم البصرة في ذي الحجة سنة سبع وخمسين، قال: أنشدني الفقيه المشاور محمد بن الحسن في كامل المالقيّ هذا لنفسه، وذكر أنه عمله ارتجالاً، يخاطب شاعراً: وافر:
رويدك أيها الرجل المعنّى | فإن الرّفق أجمل باللّبيب |
ولا تعجل فربّ فتىً تأنّى | فأدرك غاية القوم النّجيب |
فكم عقد شديد قد تسنّى | بلا تعب ولا طرب مريب |
فإن الجيش ليس يطيق شيئاً | يعارضه بلا قدر مصيب |
ولا يمضى الحسام يسنّ سنّاً | إذا لم يمض علاّم الغيوب |
دار اليمامة-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 295
محمد بن الحسن بن كامل الحضرمي المالقي، أبو عبد الله يعرف بابن الفخار
فقيه أديب اشتهر بالأدب، وله شعر يدون، وترسيل يفوق، غلبت عليه البادية، توفى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1