ابن مقسم العطار محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن، ابن مقسم العطار، ابو بكر: عالم بالقرآات والعربية من أهل بغداد، من كتبه ’’ الانوار ’’ في تفسير القرآن و’’ الرد على المعتزلة’’ و’’ اللطائف في جمع هجاء المصاحف’’ وكتاب في ’’ النحو’’ كبير، وكتاب في ’’ اخبار نفسه’’ وكان يقول: كل قراءة وافقت المصحف ووجها في العربية فالقراءة بها جائزة وان لم يكن لها سند، فرفع القراء امره إلى السلطان، فأحضره واستتابه، كما وقع لابن شنبوذ، على مابين منحاهما من الاختلاف، وقيل: استمر يقرئ بما كان عليه إلى ان مات.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 81

ابن مقسم المقرئ محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن مقسم أبو بكر العطار المقرئ، ولد سنة خمس وستين وماتين ببغداذ، سمع الكثير ولم يكن له ما يعاب به إلا أنه قرأ بحروف خالف فيها الإجماع وارتفع أمره إلى السلطان فأحضر واستتابه بحضور الفقهاء فتاب ولم يرجع، قال أبو أحمد الفرضي: رأيت في المنام غير مرة كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس ورأيت ابن مقسم يستدبر القبلة وظهره إليها فتأولت ذلك مخالفته الإجماع، وكان ثقة في الحديث، توفي سنة أربع وخمسين وثلث ماية، وكان ابن مقسم زعم أن كل ما صح فيه عنده وجه من العربية ووافق خطه المصحف فقراءته جايزة في الصلاة وغيرها، ومن تصانيفه: الأنوار في تفسير القرآن، كتاب المدخل إلى علم الشعر، كتاب الاحتجاج في القراآت، كتاب في النحو كبير، كتاب المقصور والممدود، المذكر والمؤنث، مجالسات ثعلب، كتاب مفرداته، الوقف والابتداء، كتاب المصاحف، كتاب عدد التمام، كتاب أخبار نفسه، الانتصار لقراء الأمصار، الموضح، شفاء الصدور، كتاب الأوسط، كتاب اللطايف في جمع هجاء المصاحف، كتاب في قوله تعالى ومن يقتل، والرد على المعتزلة، وكان له ابن يكنى أبا الحسن وكان حفظة عالما له كتاب عقلاء المجانين.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0

محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم، أبو بكر العطار المقرئ: ولد سنة خمس وستين ومائتين، ومات لثمان خلون من ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، سمع أبا مسلم الكجي وثعلبا وإدريس بن عبد الكريم وغيرهم، روى عنه ابن رزقويه وابن شاذان وغيرهما، وكان ثقة من أعرف الناس بالقراءات وأحفظهم لنحو الكوفيين، وله في معاني القرآن كتاب سماه «الأنوار» وما رأيت مثله، وله عدة تصانيف، ولم يكن له عيب إلا أنه قرأ بحروف تخالف الإجماع واستخرج لها وجوها من اللغة والمعنى مثل ما ذكر في «كتاب الاحتجاج» للفراء في قوله تعالى: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا} فقال لو قرئ خلصوا نجباء بالباء لكان جائزا وهذا مع كونه يخالف الاجماع بعيد من المعنى، إذ لا وجه للنجابة عند يأسهم من أخيهم، إنما اجتمعوا يتناجون. وله من هذا الجنس- من تصحيف الكلمة واستخراج وجه بعيد لها مع كونها لم يقرأ بها أحد-كثير .
وحدث أبو بكر الخطيب قال: ومما طعن به على أبي بكر ابن مقسم أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الاجماع فيها وقرأها على وجوه ذكر أنها تجوز في اللغة والعربية، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم فأنكروه، وارتفع الأمر إلى السلطان فأحضره واستتابه بحضرة القراء والفقهاء، فأذعن بالتوبة وكتب محضرا بتوبته، وأثبت جماعة من حضر ذلك المجلس خطوطهم فيه بالشهادة عليه، وقيل إنه لم ينزع عن تلك الحروف، وكان يقرأ بها إلى حين وفاته.
قال الخطيب: وقد ذكر حاله أبو طاهر ابن أبي هاشم المقرئ صاحب ابن مجاهد في كتابه الذي سماه «كتاب البيان» فقال: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بقيله ذلك بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، إذ جعل لأهل الالحاد في دين الله بسيء رأيه طريقا من بين يدي أهل الحق، بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض، وقد كان أبو بكر شيخنا- نضر الله وجهه- نشله عن بدعته المضلة باستتابته منها، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبولين عند الحكام بترك ما أوقع نفسه فيه من الضلالة، بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه فلم يأت بطائل ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة، فاستوهب أبو بكر رضي الله عنه تأديبه من السلطان عند توبته وإظهاره الإقلاع عن بدعته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة دونه ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينا، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما، ولن يعدو ما ضل به مجلسه، لأن الله تعالى قد أعلمنا أنه حافظ لكتابه من لفظ الزائغين وشبهات الملحدين بقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وقد دخلت عليه شبهة لا تخيل بطولها وفسادها على ذي لب، وذلك انه قال: لما كان لخلف بن هشام وأبي عبيد وابن سعدان أن يختاروا، وكان ذلك مباحا لهم غير منكر، كان ذلك لي أيضا مباحا غير مستنكر، فلو كان حذا حذوهم وسلك طريقهم كان
لعمري له غير مستنكر، ولكنه سلك من الشذوذ ما لا يقول به إلا مبتدع.
قال الخطيب: وذكر أبو طاهر كلاما كثيرا نقلنا منه هذا المقدار وهو في كتابه مستقصى.
وحدث فيما أسنده إلى أبي أحمد الفرضي قال: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكان ابن مقسم قد ولى ظهره القبلة وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه من القراءات.
وذكره محمد بن إسحاق فقال مات في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وله من الكتب: كتاب الأنوار في تفسير القرآن. كتاب المدخل إلى علم الشعر. كتاب الاحتجاج في القراءات. كتاب في النحو كبير. كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب الوقف والابتداء. كتاب المصاحف. كتاب عدد التمام.
كتاب أخبار نفسه. كتاب مجالسات ثعلب. كتاب مفرداته. كتاب الانتصار لقراء الأمصار. كتاب الموضح. كتاب شفاء الصدور. كتاب الأوسط. كتاب اللطائف في جمع هجاء المصاحف. كتاب في قوله تعالى ومن يقتل والرد على المعتزلة.
ولابن مقسم ابن يكنى أبا الحسن، وكان حفظة عالما له «كتاب عقلاء المجانين» .

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2503

ابن مقسم العلامة المقرئ، أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن مقسم البغدادي العطار، شيخ القراء.
ولد سنة خمس وستين ومائتين، وسمع أبا مسلم الكجي، ومحمد بن سليمان الباغندي، لقيه في سنة ثمان وسبعين، وجعفر الفريابي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن إسحاق، ومحمد بن يحيى المروزي، وعدة، وتلا على إدريس الحداد صاحب خلف، وعلى داود بن سليمان تلميذ نصير، وعلى أبي قبيصة حاتم الموصلي، وطائفة، وأخذ العربية عن ثعلب.
وتصدر للإقراء، فتلا عليه إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفرج النهراوني، وأبو الحسن الحمامي، وابن داود الرزاز، والفرج بن محمد القاضي، وآخرون.
وحدث عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وجماعة.
قال الخطيب: ثقة، من أحفظ الناس لنحو الكوفيين، وأعرفهم بالقراءات، صنف في التفسير والمعاني، قال: وطعن عليه بأن عمد إلى حروف تخالف الإجماع فأقرأ بها، فأنكر عليه، واستتابه السلطان في الدولة بحضرة الفقهاء والقراء، وكتبوا محضرا بتوبته، وقيل: لم ينزع فيما بعد، بل كان يقرئ بها.
قال ابن أبي هاشم: نبغ في عصرنا من زعم أن كل ما صح له وجه في العربية لحرف يوافق خط المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها.
قال أبو أحمد الفرضي: رأيت ابن مقسم كأنه يصلي مستدبر القبلة.
قلت: توفي في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاث مائة، وقيل: سنة خمس وخمسين.
وله في التصانيف: كتاب ’’الأنوار في علم القرآن’’، و’’المدخل إلى علم الشعر’’، و’’كتاب في النحو’’ كبير، وكتاب ’’المصاحف’’، وكتاب ’’الوقف والابتداء’’، و’’كتاب اختياره في القراءات’’ وأشياء.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 191

محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن داود بن عبد الله بن مقسم. ومقسم هذا هو صاحب ابن عباس رضي الله عنه، أبو بكر العطار المقرئ النحوي.
قال ياقوت: ولد سنة خمس وستين ومائتين، وسمع أبا مسلم الكجي، وثعلبا، ويحيى بن محمد بن صاعد.
وروى عنه ابن شاذان، وابن رزقويه.
وكان ثقة، من أعرف الناس بالقراءات، وأحفظهم لنحو الكوفيين، ولم يكن فيه عيب إلا أنه قرأ بحروف تخالف الإجماع، واستخرج لها وجوها من اللغة، والمعنى، كقوله: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا}، قال: نجبا، بالباء، وشاع أمره، فأحضر إلى السلطان واستتابه، فأذعن بالتوبة، وكتب محضرا بتوبته. وقيل:
إنه لم ينزع عنها، كان يقرأ بها إلى أن مات.
وروى الخطيب عن بعضهم قال: رأيت في النوم أني أصلي مع الناس وابن مقسم يصلي مستدبرا القبلة، فأولته بمخالفته الأئمة فيما اختاره من القراءات.
وله من التصانيف «الأنوار في تفسير القرآن»، «المدخل إلى علم الشعر»، «الاحتجاج في القراءات»، «كتاب في النحو» كبير، «المقصور والممدود»، «المذكر والمؤنث»، «الوقف والابتداء»، «المصاحف»، و «عدد التمام»، «أخبار نفسه»، «مجالسات ثعلب»، «مفرداته»، «الموضح»، «الرد على المعتزلة»، «الانتصار لقراء الأمصار»، «اللطائف في جمع هجاء المصاحف»، وغير ذلك.
قال الداني: عالم بالعربية، حافظ للغة، حسن التصنيف، مشهور بالضبط والإتقان، إلا أنه سلك مسلك ابن شنبوذ، فاختار حروفا خالف فيها أئمة العامة، وكان يذهب إلى أن كل قراءة توافق خط المصحف فالقراءة بها جائزة، وإن لم تكن لها مادة.
مات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
ذكره شيخنا في «طبقات النحاة».

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 131

محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن مقسم العطار المقرئ
روى عن ثعلب.

  • جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 63

  • دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 263

محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن العطار المقرئ، أبو بكر المعروف بابن مقسم.
كان مولده سنة خمس وستين ومائتين. روى عنه ابن شاذان، وابن رزقويه. وكان من أعرف الناس بالقراءات، وأحفظهم لنحو الكوفيّين.
وله من الكتب: كتاب الأنوار في تفسير القرآن، وكتاب المدخل إلى علم الشّعر، وكتاب الاحتجاج في القراءات، وكتاب في النّحو كبير، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكّر والمؤنّث، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب المصاحف، وكتاب عدد التّمام، وكتاب أخبار نفسه، وكتاب مجالسات ثعلب، وكتاب انفراداته، وكتاب الانتصار لقرّاء الأمصار، وكتاب الموضّح، وكتاب شفاء الصّدور، وكتاب الأوسط، وكتاب اللّطائف في جمع هجاء المصاحف، وكتاب عقلاء المجانين.
وكانت وفاة ابن مقسم هذا في ثامن شهر ربيع الآخر من سنة أربع وخمسين وثلاث مائة.

  • دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 204

محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم، أبو بكر، المقرئ، العطار، البغدادي.
سمع: هارون بن يوسف بن هارون الشوطي، وأبا السري موسى بن الحسن الجلالي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأبا العباس ثعلباً، والحسن بن علويه القطان، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن الليث الجوهري، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وموسى بن الحسن بن عباد النسوي، وأبا عمرو أحمد بن خالد بن عمرو الحمصي بن أبي الأخيل، وغيرهم.
وأخذ القراء عرضاً عن: إدريس الحداد، وداود بن سليمان صاحب نصير، وحاتم بن إسحاق، وأبي قبيصة حاتم بن إسحاق الموصلي، وجماعة.
وحدث عنه: أبو عبد الله الحاكم في ’’مستدركه’’ وعبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان في ’’مشيخته’’ وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الحوضي النيسابوري، وعلي بن أحمد الرزاز، والحسين بن شجاع الصوفي، وآخرون.
وقرأ عليه إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفرج النهرواني، والحسن بن محمد السامري الفحام، وأبو الحسن بن الحمامي، والفرج بن محمد القاضي، وغيرهم.
قال أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ في كتابه ’’البيان’’: وقد نبغ نابغ في عصر هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بقيله ذلك بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهل، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيء رأيه طريقاً إلى مغالطة أهل الحق بتخير القرآن من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض، وقد كان أبو بكر - يعني ابن مجاهد - شيخنا نضر الله وجهه نشله من بدعته المضلة باستتابته منها، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبولين عند الحكام، بتركه ما أوقع نفسه فيه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه فلم يأت بطائل، ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة، واستوهب أبو بكر - رضي الله عنه - تأديبه من السلطان عند توبته وإظهاره الإقلاع عن بدعته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة دونه، ظناً منه أن ذلك يكون للناس ديناً، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماماً، ولن يعدوها ضل به مجلسه، لأن الله قد أعلمنا أنه حافظ كتابه من لفظ الزائغين، وشبهات الملحدين {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} قال الخطيب: ثم ذكر أبو طاهر كلاماً كثيراً. وقال أبو عمرو الداني: مشهور بالضبط والإتقان، عالم بالعربية، حافظ اللغة، حسن التصنيف في علوم القرآن، وكان قد سلك مذهب ابن شنبوذ الذي أنكر عليه الناس لأجل ذلك، وسمعت عبد العزيز بن جعفر يقول: سمعت منه ’’أمالي ثعلب’’ واختار حروفاً خالف فيها العامة، فنوظر عليها فلم يكن عنده حجة، فاستتيب، فرجع عن اختياره بعد أن وقف للضرب، وسأل ابن مجاهد أن يدرأ عنه ذلك فدرئ عنه، فكان يقول: ما لأحد على منةٌ كمنة ابن مجاهد، ثم إنه رجع بعد موت ابن مجاهد إلى قوله، فكان ينسب إلى القول بأن كل قراءة توافق خط المصحف فالقراءة بها جائزة، وإن لم يكن لها مادة - يعني في النقل -. وقال ابن النديم في ’’فهرسته’’: أحد القراء بمدينة السلام، قريب العهد، وكان عالماً باللغة والشعر، سمع من ثعلب وروى عنه. قلت: وقد ذكر له من الكتب التي صنفها ستة عشر كتاباً. وقال الخطيب: كان ثقة، وكان من أحفظ لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات، وله في التفسير ومعاني القرآن كتاب جليل سماه ’’كتاب الأنوار’’ وله - أيضاً - في القراءات وعلوم النحو، تصانيف عدة، ومما طعن عليه به أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها، وقرأها وأقرأها على وجوه ذكر أنها تجوز في اللغة العربية، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم فأنكروه عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان... وقال محمد بن أبي الفوارس: يقال إن ابنه أدخل عليه حديثاً، والله أعلم. وقال الذهبي في ’’النبلاء’’: العلامة، المقرئ، شيخ القراء. وقال في ’’الميزان’’: أحد الأئمة، تكلموا فيه، وثقه الخطيب، لكنه استتيب من قراءته بما لا يصح نقله، وكان يقرأ بذلك في المحراب، ويعتمد على ما يسوغ في العربية، وإن لم يعرف له قارئ. وقال في ’’معرفة القراء كبار القراء’’: ما علمت في حديثه باساً، وله تصانيف عدة، وله اختيار في القرآن جمعه. وقال أحمد الفرضي: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكان محمد بن الحسن بن مقسم قد ولى ظهره القبلة، وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه من القراءات.
ولد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي يوم الخميس لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، توفي على ساعات من النهار، ودفن بعد صلاة الظهر من يومه. قال ياقوت: له ابن يكنى أبا الحسن، وكان حفظة عالماً، له كتاب: ’’عقلاء المجانين’’.
قال مقيده - عفا الله عنه -: الذي في ’’المستدرك’’ و’’إتحاف المهرة’’ حدثنا محمد بن الحسن ثنا هارون بن يوسف ثنا ابن أبي عمر. وفي ’’تاريخ بغداد’’ ترجمته هارون بن يوسف بن هارون الشطوي. سمع: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، روى عنه: محمد بن الحسن بن مقسم. وبه يعلم أن شيخ الحاكم محمد بن الحسن المهمل هذا هو ابن مقسم، والله أعلم.
قلت: [ثقة مقرئ عالم في اللغة على زلة خالف بها العلماء].
’’المستدرك’’ (1/ 81/ 96)، ’’الفهرست’’ (67)، ’’تاريخ بغداد’’ (2/ 206)، (14/ 29)، نزهة الألباء (108)، ’’المنتظم’’ (14/ 170)، ’’إنباه الرواة’’ (3/ 100)، ’’معجم الأدباء’’ (18/ 150)، ’’النبلاء’’ (16/ 105)، ’’تاريخ الإسلام’’ (26/ 114)، ’’العبر’’ (2/ 94)، ’’الإعلام’’ (1/ 245)، ’’الإشارة’’ (176)، ’’معرفة القراء’’ (2/ 597)، ’’الميزان’’ (3/ 519)، ’’المغني’’ (2/ 183)، ’’الديوان’’ (3668)، ’’الوافي بالوفيات’’ (2/ 337)، ’’البداية’’ (15/ 281)، ’’البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة’’ (314)، ’’غاية النهاية’’ (2/ 133)، ’’النشر في القراءات العشر’’ (1/ 166)، ’’اللسان’’ (7/ 76)، ’’إتحاف المهرة’’ (13/ 8)، ’’طبقات المفسرين’’ (2/ 131)، ’’بغية الوعاة’’ (1/ 89)، ’’الشذرات’’ (4/ 286).

  • دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 2- ص: 1