ابن دريد محمد بن الحسن بن دريد الازدي من ازد عمان من قحطان، ابو بكر: من ائمة اللغة والادب. كانوا يقولون: ابن دريد اشعر العلماء واعلم الشعراء. وهو صاحب ’’ المقصورة الدريدية –ط’’ ولد في البصرة وانتقل إلى عمان فأقام اثنى عشر عاما وعاد إلى البصرة ثم رحل إلى نواحي فارس فقلده ’’ آل ميكال’’ ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته ’’ المقصورة ’’ ثم رجع إلى بغداد واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا فأقام إلى ان توفى. ومن كتبه ’’ الاشتقاق –ط’’ في الانساب، و’’ المقصور والممدود –ط’’ و’’ شرحه-خ’’ و’’ الجمهرة-ط’’ في اللغة، ثلاثة مجلدات، اضاف اليها المستشرق كرنكو مجلدا رابعا للفهارس، و’’ ذخائر الحكمة-خ’’ رسالة، و’’ المجتنى –ط’’ و’’ صفة السرج واللجام-ط’’ و’’ الملاحن-ط’’ و’’ السحاب والغيث-ط’’ و’’ تقويم اللسان ’’ و’’ ادب الكاتب’’ و’’ الامالي ’’ و’’ الوشاح’’ و’’ زوار العرب ’’ و’’ اللغات’’.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 80

ابن دريد اسمه محمد بن الحسن بن دريد.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 264

أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ابن عتاهية بن حنتم بن حسن
بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن ملك بن فهم بن غانم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن بنت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان الأزدي البصري اللغوي.
نسبه
هكذا ساق نسبه ابن خلكان والخطيب في تاريخ بغداد إلا إن الثاني
اسقط ابن وهب وفي فهرست ابن النديم حشم بدل حنتم وفيه أيضا: ابن أسلمة بن حشم بن حاضر بن حشم بن ظالم بن حاضر بن أسد إلى الغوث وترك الباقي وفي معجم الأدباء اسقط ابن حسن الثاني وابن جرو وابن عمرو وابن كعب الثاني وزاد ابن حنتم بعد ابن سلمة وابن جشم بن ظالم بعد ابن حاضر وذكر غنم بدل غانم وقال ابن زهير ويقال زهران. ويمكن كون سقوط ما سقط من النساخ خصوصا مع تكرر الأسماء ودريد تصغير أدرد تصغير ترخيم وقياسه أديرد كما يقال سويد في تصغير اسود وزهير في تصغير أزهر والأدرد الذي ليس في فمه سن وعتاهبة بعين مهملة مفتوحة ومثناة فوقية وألف وهاء مكسورة ومثناة تحتية مفتوحة وهاء وحنتم بحاء مهملة مفتوحة ونون ساكنة ومثناة فوقية مفتوحة وميم أصله الجرة المدهونة الخضراء وبها سمي الرجل وقد عرفت إن في فهرست ابن النديم حشم بدل حنتم وفي معجم الأدباء تارة وتارة حنتم ولا شك إن كل ذلك تصحيف للفظ باخر وحمامي بحاء مهملة مفتوحة وميمين بينهما ألف وياء قال ابن النديم منسوب إلى قرية من نواحي عمان يقال لها حمام وهو أول من أسلم من آبائه وهو من السبعين راكبا الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أدوه وفي ذلك يقول قائلهم:

مولده ووفاته
قال ابن النديم قال أبو الحسن الدريدي وكان أحد غلمانه وخصيصا به قال أبو بكر رحمه الله ولدت بالبصرة في سكة صالح سنة 223. وتوفي ببغداد يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقين من شعبان أو من رمضان سنة 321 فيكون عمره ثمانين وتسعين سنة وقال ابن خلكان يقال إنه عاش ثلاثا وتسعين سنة لا غير. وفي اليوم الذي توفي فيه توفي أبو هاشم الجبائي ودفنا في الخيزرانية وقال ابن النديم دفن بالمقبرة المعروفة بالعباسية من الجانب الشرقي في ظهر سوق السلاح. وكان جحظة البرمكي في جنازته فانشد لنفسه:
أقوال العلماء فيه
قال ابن النديم كان عالما باللغة وأشعار العرب وذكره ابن شهراشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين فقال الأديب أبو بكر بن دريد الأزدي وذلك إنه قال هم أربع طبقات المجاهرون والمقتصدون والمتقون والمتكلفون. وقال الخطيب في تاريخ بغداد كان رأس أهل العلم والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب يقال إنه أعلم الشعراء وأشعر العلماء وقال ياقوت في معجم الأدباء كان رأس أهل هذا العلم يعني اللغة والأدب وروى من أخبار العرب وأشعارها ما لم يروه كثير من أهل العلم وقال أبو الطيب اللغوي في كتاب مراتب النحويين عند ذكر ابن دريد هو الذي انتهت إليه لغة البصريين وكان أحفظ الناس وأوسعهم علما وأقدرهم على شعر وما ازدحم العلم والشعر في أحد ازدحامهما في صدر خلف الأحمر وابن دريد وتصدر ابن دريد في العلم ستين سنة وفي نزهة الألباء كان من أكابر علماء العربية مقدما في اللغة وأنساب العرب وأشعارهم وقال ابن خلكان: أمام عصره في اللغة والأدب والشعر الفائق قال المسعودي في مروج الذهب: كان ابن دريد ببغداد ممن برع في زماننا هذا في الشعر وانتهى في اللغة وقام مقام الخليل بن أحمد فيها وأورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين. وذكره السيوطي في بغية الوعاة ووصفه بالشافعي وذكر جملة مما مر.
وذكره صاحب رياض العلماء فقال: كان وزيرا لبني ميكال أمراء الشيعة في فارس فعهدوا إليه نظارة ديوانهم حتى كانت الأوامر تصدر عنه ويوقع عليها بتوقيعه وبلغ أعلى المراتب ولما خلع بنو ميكال وذهبوا إلى ارض خراسان جاء ابن دريد إلى بغداد سنة 308 واتصل بالوزير الشيعي علي بن الفرات فقربه إلى المقتدر فأمر له بخمسين دينارا كل شهر حتى مات.
وقال في معجم الشعراء: شيخنا رضوان الله عليه. ولد بالبصرة ونشأ بعمان وكان أهله من رؤساء أهلها وذوي اليسار منهم ثم تنقل في جزائر البحر وفارس ثم ورد مدينة السلام بعد إن أسن فأقام بها إلى إن توفي في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وكان رأس أهل العلم والمتقدم في الحفظ للغة والأنساب وأشعار العرب وهو غزير الشعر كثير الرواية سمح الأخلاق وكانت له نجدة في شبابه وشجاعة وسخاء وسماحة.
حفظه
روى الخطيب في تاريخ بغداد عن علي بن الحسن التنوخي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف الأورق عن جماعة عن أبي بكر بن دريد قال كان أبو عثمان الاشنانداني سعيد بن هارون صاحب كتاب المعاني معلمي وكان عمي الحسين بن دريد يتولى تربيتي فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه فدخل عمي يوما وأبو عثمان المعلم يرويني قصيدة الحارث بن حلزة التي أولها آذنتنا ببينها أسماء فقال لي عمي، إذا حفظت هذه القصيدة وهبت لك كذا وكذا ثم دعا بالمعلم ليأكل معه فدخل إليه فأكل وتحدثا بعد الأكل ساعة فإلى أن رجع المعلم حفظت ديوان الحارث بن حلزة بأسره فخرج المعلم فعرفته ذلك فاستعظمه وأخذ يعتبره علي فوجدني قد حفظته فدخل إلى عمي فأخبره فأعطاني ما كان وعدني به قال أبو الحسن وكان أبو بكر واسع الحفظ جدا ما رأيت احفظ منه كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها وما رأيته قط قرئ عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له. وفي معجم الأدباء عن السلامي في كتاب النتف والظرف إن ابن دريد صنف الجمهرة للأمير أبي العباس إسماعيل بن عبد الله بن ميكال أيام مقامه بفارس فأملاه عليه إملاء من اوله إلى آخره حفظا في سنة 297 قال أبو العباس فما رأيته استعان عليه بالنظر في شيء من الكتب إلا في باب الهمزة واللفيف فإنه طالع له بعض الكتب وكفاك بهذا فضيلة وعجيبة إن يتمكن الرجل من عمله كل التمكن ثم لا يسلم من الألسن حتى قيل فيه ابن دريد بقره إلى آخر ما يأتي.
من قدح فيه
في تاريخ بغداد بسنده عن الدارقطني إنه سئل عن ابن دريد فقال تكلموا فيه وقال حمزة سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول جلست إلى جنب ابن دريد وهو يحدث ومعه جزء فيه ما قال الأصمعي فكان يقول في واحد حدثني الرياشي وفي آخر حدثنا أبو حاتم وفي آخر حدثنا ابن أخي الأصمعي عن الأصمعي يقول كما يجيء على قلبه. وذكر ياقوت عن ابن شاهين كنا ندخل على ابن دريد ونستحي منه لما نرى من العيدان المعلقة والشراب المصفى موضوع وقد كان جاوز التسعين سنة وعن الخطيب فيما أسنده إلى إسماعيل بن سويد إن سائلا جاء إلى ابن دريد فلم يكن عنده غير دن نبيذ فوهبه له فجاء غلامه وأنكر عليه ذلك فقال أيش أعمل لم يكن عندي غيره ثم تلا لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فما تم اليوم حتى أهدي له عشرة دنان فقال للغلام تصدقنا بواحد وأخذنا عشرة.
وقال أبو منصور الأزهري في مقدمة كتاب التهذيب: وممن ألف في زماننا الكتب فرمي بافتعال العربية وتوليد الألفاظ وإدخال ما ليس من كلام العرب في كلامها أبو بكر محمد بن دريد وقد حضرته في داره ببغداد غير مرة فرأيته يروي عن أبي حاتم والرياشي وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي وسالت إبراهيم بن محمد بن عرفة عنه فلم يعبأ به ولم يوثقه في روايته وألفيته أنا على كبر سنه سكران لا يكاد يستمر لسانه على الكلام من سكره وقد تصفحت كتابه الذي أعاره اسم الجمهرة فلم أرد على معرفة ثاقبة ولا قريحة جيدة وعثرت من هذا الكتاب على حروف كثيرة أنكرها ولم اعرف مخارجها فاثبتها في كتابي في مواقعها منه لأبحث أنا وغيري عنها وقال أبو ذر الهروي سمعت الأزهري يقول دخلت على ابن دريد فرأيته سكران فلم أعد إليه وفي بغية الوعاة قلت قد تاب بعد ذلك كما سيأتي وأشار إلى ما سيأتي من قصة من ناوله طاقة نرجس مع إن الخطيب في تاريخ بغداد لم يذكر في ترجمته شيئا من هذا فلعله مكذوب عليه والدار قطني قال تكلموا فيه وهو يشير إلى عدم ثبوته عنده وقول الأزهري السابق في حق الجمهرة محض تحامل ولو لم تكن بتلك المكانة لما اشتهرت هذا الاشتهار.
سيرته
قال ابن النديم أقام بالبصرة ثم مضى إلى عمان فأقام بها مدة ثم صار إلى جزيرة ابن عمارة فسكنها مدة ثم صار إلى فارس فقطنها ثم صار إلى بغداد فنزلها.
وقال الخطيب في تاريخ بغداد بصري المولد ونشأ بعمان وتنقل في جزائر البحر والبصرة وفارس وطلب الأدب وعلم النحو واللغة وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار وورد بغداد بعد إن أسن فأقام بها إلى آخر عمره. وفي معجم الأدباء بالبصرة تأدب وعلم اللغة وأشعار العرب وقرأ على علماء البصرة ثم صار إلى عمان فأقام بها مدة ثم صار إلى جزيرة ابن عمارة ثم صار إلى فارس فسكنها مدة ثم قدم بغداد فأقام بها إلى إن مات وقال ابن خلكان كانت ولادته بالبصرة ونشأ بها وتعلم فيها ثم انتقل عنها مع عمه الحسين عند ظهور الزنج وقتلهم الرياشي وسكن عمان وأقام بها اثنتي عشرة سنة ثم عاد إلى البصرة وسكنها زمانا ثم خرج إلى نواحي فارس وصحب ابني ميكال وكانا يومئذ على عمالة فارس وعمل لهما كتاب الجمهرة وقلداه ديوان فارس وكانت تصدر كتب فارس عن رأيه ولا ينفذ امر إلا بعد توقيعه فأفاد معهما أموالا عظيمة وكان مفيدا مبيدا لا يمسك درهما سخاء وكراما ومدحهما بقصيدته المقصورة فوصلاه بعشرة آلاف درهم ثم انتقل من فارس إلى بغداد ودخلها سنة 308 بعد عزل ابني ميكال وانتقالهما إلى خراسان ولما وصل إلى بغداد أنزله علي بن محمد بن الخواري في جواره وأفضل عليه وعرف الإمام المقتدر خبره ومكانه من العلم فأمر إن يجري عليه خمسون دينارا في كل شهر ولم تزل جارية عليه إلى حين وفاته وعرض له في رأس التسعين من عمره فالج سقي له الترياق فبرئ منه وصح ورجع إلى أفضل أحواله ولم ينكر من نفسه شيئا ورجع إلى إسماع تلامذته وإملائه عليهم ثم عاوده الفالج بعد حول لغذاء تناوله فكان يحرك يديه حركة ضعيفة وبطل من مجزمه إلى قدميه فكان إذا دخل عليه الداخل ضج وتألم لدخوله وإن لم يصل إليه قال تلميذه أبو علي إسماعيل ابن القاسم القالي فكنت أقول في نفسي إن الله عز وجل عاقبه بقوله في مقصورته حين ذكر الدهر:
وكان يصيح لذلك صياح من يمشي عليه أو يسل بالمسال والداخل بعيد منه وكان مع هذه الحال ثابت الذهن كامل العقل يرد فيما يسال عنه ردا صحيحا قال أبو علي وعاش بعد ذلك عامين وكنت أسأله عن شكوكي في اللغة وهو بهذه الحال فيرد بأسرع من النفس بالصواب وقال لي مرة وقد سألته عن بيت شعر لئن طفئت شحمتا عيني لم تجد من يشفيك من العلم ثم قال لي يا بني وكذلك قال لي أبو حاتم وقد سألته عن شيء ثم قال لي أبو حاتم وكذلك قال لي الأصمعي وقد سألته قال أبو علي وآخر شيء سألته جاوبني إن قال لي يا بني حال الجريض دون القريض فكان هذا الكلام آخر ما سمعته منه وكان قبل ذلك كثيرا ما يتمثل:
وفي معجم الأدباء: قال أبو هلال عن أبي أحمد حضرنا مجلس ابن دريد وكان يتضجر ممن يخطئ في قراءته فحضر غلام وضئ فجعل يقرأ ويكثر الخطأ وابن دريد صابر عليه فتعجب أهل المجلس فقال رجل منهم لا تعجبوا إن في وجهه غفران ذنوبه فسمعها ابن دريد فلما أراد ذلك الرجل إن يقرأ قال هات يا من ليس في وجهه غفران ذنوبه فعجبوا من صحة سمعه مع علو سنه وقال بعضهم في مجلس ابن دريد:
قال ابن خلويه في شرح مقصورة ابن دريد كان ببغداد عباد بن عمر بن الحليس بن عامر بن زيد بن مذكور بن سعد بن حارث الكرماني صاحب لغة وكان يطعن على ابن دريد وينقض عليه الجمهرة فجاء غلام لابن دريد فجلس بحذائه في الجامع ونقض على الكرماني جميع ما نقضه على ابن دريد فقال اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو بكر بن دريد أعزه الله تعالى عننت الفرس إذا حبسته بعنانه فان حبسته بمقوده فليس بمعن قال الكرماني الجاهل أخطأ ابن دريد لأنه إن كان من عننت فيجب إن يكون معنونا وان كان من أعننت فيجب إن يكون معنا وأخطأ لكذا وكذا فوقف شاعر على الحلقة فقال اكتبوا:
فلم يلتفت إلى الكرماني بعد ذلك. وقال ابن خالويه في الشرح المذكور حضرت ابن دريد وقد ناوله أبو الفوارس غلامه طاقة نرجس فقال يا بني ما اصنع بهذا اليوم وأنشد:
وفي معجم الأدباء سئل ابن دريد عن معنى قول الشاعر:
فقال الحائم الذي يدور حول الماء ولا يصل إليه فقال حام يحوم حياما ومعنى الشعر إن الأيائل تأكل الأفاعي في الصيف فتحمى فتلتهب بحرارتها وتطلب الماء فإذا وقعت عليه امتنعت من شربه وحامت حوله تتنسمه لأنها إن شربته في تلك الحال صادف الماء السم الذي في جوفها فتلفت فلا تزال تدفع بشرب الماء حتى يطول بها الزمان فيسكن ثوران السم ثم تشربه فلا يضرها ويقال فاظ الميت وفاضت نفسه وفاظت نفسه أيضا جائز عن الجميع إلا الأصمعي فإنه يقول فاظ الميت فإذا ذكر النفس قال فاضت نفسه بالضاد ولم يجمع بين الظاء والنفس. وقال ابن دريد كنت بعمان مع الصلت بن مالك الشاري وكانت الشراة تدعوه أمير المؤمنين وكانت السنة كثيرة الأمطار ودامت على الناس فكادت المنازل إن تتهدم فاجتمع الناس وصاروا إلى الصلت وسألوه إن يدعو لهم فأجل بهم إن يركب من الغد إلى الصحراء ويدعو فقال لي بكرة لتخرج معي في غد فبت مفكرا كيف يدعو فلما أصبحت خرجت معه فصلى بهم وخطب ودعا فقال: اللهم انك أنعمت فأوفيت وسقيت فأرويت بعلى القيعان ومنابت الشجر وحيث النفع لا الضرر فاستحسنت ذلك منه. وتذاكر قوم المتنزهات وابن دريد حاضر فقال بعضهم أنزه الأماكن غوطة دمشق وقال آخرون بل نهر الأبلة وقال آخرون بل صغد سمرقند وقال بعضهم نهروان بغداد وقال بعضهم شعب بوان بأرض فارس وقال بعضهم نوبهار بلخ فقال هذه متنزهات العيون فأين أنتم عن متنزهات القلوب قلنا وما هي يا أبا بكر قال عيون الأخبار للقتيبي والزهرة لابن داود وقلق المشتاق لابن أبي طاهر ثم أنشأ يقول:
وحكي ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة أبي العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال إن المقتدر لما قلد أباه عبد الله بن محمد الاعمال بكور الأهواز حمل إسماعيل إلى أبيه فاستدعى أبوه أبا بكر محمد بن الحسن بن دريد لتأديبه فهو كان مؤدبه وفيه وفي ابنه المذكور قال ابن دريد مقصورته المشهورة في الدنيا. وقال ابن الأنباري حكى أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي قال سالت أبا بكر بن دريد عن الكاغد فقال يقال بالدال المهملة وبالذاك المعجمة وبالظاء المعجمة. تشيعه
كفى دليلا عليه إيراد ابن شهراشوب له في شعراء أهل البيت المجاهرين كما مر وشعره الذي أورده له في المناقب كما يأتي وأما وصف السيوطي له في بغية الوعاة بالشافعي كما مر فلم نجده لغيره ويمكن إن يكون تستر بمذهب الشافعي كما وقع لجملة من علماء الشيعة الجعفرية.
مشايخه
قد سمعت إنه قرأ على أبي عثمان الاشنانداني سعيد بن هارون كتاب المعاني وقال ابن النديم في الفهرست قرأ على علماء البصريين وأخذ عنهم مثل أبي حاتم والرياشي والتوزي والزيادي وروى أبو بكر عن عمه الحسن بن محمد كتاب مسالمات الاشراف وقال الخطيب في تاريخ بغداد حدث عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي وأبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي.
تلاميذه
قال الخطيب روى عنه أبو سعيد السيرافي وعمر بن محمد بن سيف وأبو بكر بن شاذان وأبو عبيد الله المرزباني وغيرهم قال ياقوت وأبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني أقول ومن تلاميذه أبو العباس إسماعيل بن محمد بن ميكال وهو الذي مدحه ومدح أباه بالمقصورة وأبو عبد الله بن خالويه ومحمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي صاحب الحكاية مع المتنبي وأبو بكر بن محمد بن إبراهيم الجوري الأديب كتب عنه بفارس لما قدم على عبد الله بن محمد بن ميكال لتأديب ولده أبي العباس إسماعيل بن عبد الله وغيرهم.
مؤلفاته
في فهرست ابن النديم له من الكتب
(1) كتاب الجمهرة في علم اللغة مختلف النسخ كثير الزيادة والنقصان لأنه أملاه بفارس وأملاه ببغداد من حفظه فلما اختلف الإملاء زاد ونقص ولما أملاه بفارس على غلامه تعلم من أول الكتاب والباقية التي عليها المعول هي النسخة الأخيرة وآخر ما صح من النسخ نسخة أبي الفتح عبد الله بن أحمد النحوي لأنه كتبها من عدة نسخ وقرأها عليه أقول وقد صنفها للأمير أبي العباس إسماعيل بن عبد الله بن ميكال أيام مقامه بفارس.
(2) كتاب السرج واللجام
(3) كتاب الاشتقاق وعبر عنه ياقوت باشتقاق أسماء القبائل
(4) كتاب المقتبس
(5) كتاب الوشاح قال ياقوت على حذو المحبر لابن حبيب وقال ابن خلكان صغير مفيد
(6) كتاب الخيل الكبير
(7) كتاب الخيل الصغير
(8) كتاب الأنواء
(9) كتاب المجتنى قال ابن خلكان وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة
(10)كتاب المقتني
(11) كتاب الملاحن
(12) كتاب رواة العرب
(13) كتاب ما سئل عنه لفظا فأجاب عنه حفظا جمعه علي بن إسماعيل بن حرب عنه وكأنه هو الذي عبر عنه ياقوت بالأمالي نقلا عن ابن النديم
(14) كتاب اللغات
(15) كتاب السلاح
(16) كتاب غريب القرآن لم يتمه
(17) كتاب فعلت وأفعلت
(18) كتاب أدب الكاتب على مثال كتاب ابن قتيبة ولم يجرده من المسودة فلم يخرج منه شيء يعول عليه
(19) كتاب السحاب والغيث وكأنه الذي عبر عنه ياقوت بكتاب المطر
(20) كتاب المقصور والممدود ذكره ياقوت نقلا عن ابن النديم ولا يوجد في نسخة الفهرست المطبوعة
(21) كتاب تقويم اللسان ذكره ياقوت نقلا عن ابن النديم ولا يوجد في نسخة الفهرست المطبوعة ولعله كتاب اللغات أو أدب الكاتب بدليل قول السيوطي في بغية الوعاة لم يبيض راجع كشف الظنون
(22) كتاب وزراء العرب ذكره السيوطي في بغية الوعاة وابن خلكان
(23) كتاب التوسط جمعه أبو حفص من كلامه وسماه التوسط. قال ابن النديم قال لي أبو الحسن الدريدي حضرت وقد قرأ أبو علي ابن مقلة وأبو حفص كتاب المفضل بن سلمة الذي يرد فيه على الخليل بن أحمد على أبي بكر بن دريد فكان يقول صدق أبو طالب في شيء إذا مر به وكذب أبو طالب في شيء آخر ثم رأيت هذا الكلام وقد جمعه أبو حفص في نحو المائة ورقة وترجمه بالتوسط
(24) كتاب ذخائر الحكمة جمعه مما اثر من الكلمات الحكيمة والوصايا النافعة والآداب وغير ذلك، عندنا منه نسخة مخطوطة في أربع وعشرين ورقة ونصف بقطع الثمن وهذا الكتاب لم يذكره أحد من المترجمين.
أشعاره
قد عرفت قول أبي الطيب اللغوي إنه أقدر الناس على شعر وانه ما ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في صدره وصدر خلف الأحمر وما قيل إنه أشعر العلماء واعلم الشعراء وفي تاريخ بغداد: له شعر كثير وقال ابن الأنباري كان شاعرا كثير الشعر وفي معجم الأدباء أول شعر قاله:
#وأورد ابن شهراشوب له في المناقب هذه الأبيات في أمير المؤمنين عليه السلام:
وله:
شعره
من شعره المقصورة المشهورة التي أولها:
وهذه قد اشتهرت في الدنيا لقوة سبكها واشتمالها على القضايا التاريخية وجمعها من الألفاظ اللغوية ما لم يجتمع في سواها وجمعها أكثر المقصور وخمسها الشيخ محمد رضا النحوي بتخميس ذكر في ترجمته وجعلها في مدح السيد مهدي الطباطبائي واجازه عليها بألف تومان قال ياقوت أما مقصورة ابن دريد المشهورة فإنه قالها يمدح بها الأمير أبا العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال بن عبد الواحد بن جبريل بن القاسم بن بكر بن ديواستي وهو سور بن سور بن سور بن سور أربعة الملوك ابن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور قالها فيه وفي أبيه وكان الأمير أبو العباس رئيس نيسابور ومتقدمها وكان أبوه عبد الله واليا من قبل المقتدر على كور الأهواز فارس وخوزستان فلما توفي قلد المقتدر هذه الأعمال ولده أبا العباس وكان ابن دريد استدعي إلى فارس من قبل عبد الله ليؤدب ولده أبا العباس كما مر وقال ابن خلكان ومن جيد شعره قصيدته المشهورة بالمقصورة التي يمدح بها الشاه ابن ميكال وولديه عبد الله بن محمد بن ميكال وولده أبو العباس إسماعيل بن عبد الله فجعلها في مدح محمد وولديه وياقوت جعلها في مدح ولديه فقط قال ويقال إنه أحاط فيها بأكثر المقصور، ثم قال المسعودي وقد عارضه في هذه القصيدة جماعة من الشعراء منهم أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم الأنطاكي التنوخي وعدد جمعا ممن عارضها قال ابن خلكان وقد اعتنى بهذه المقصورة خلق من المتقدمين والمتأخرين وشرحوها وتكلموا على ألفاظها ومن أجود شروحها وابسطها شرح الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن هشام بن إبراهيم اللخمي السبيتي المتوفى في حدود سنة 570 وشرحها الإمام أبو عبد الله بن جعفر المعروف بالقزاز صاحب كتاب الجامع في اللغة وشرحها غيره قال السيوطي في بغية الوعاة وقد تكلف ابن الأنباري نظم أبيات جعلها مطلعا لها فقال:
وفي نزهة الألباء من شعره المقصورة المشهورة ومنه أيضا القصيدة
المشهورة التي جمع فيها بين المقصور والممدود.
وله يمدح أبا أحمد حجر بن أحمد الجويمي المتوفى سنة 324 وكان من
أهل الفضل بجويم ونواحي فارس:
وقال في النرجس:
وله:
وكتب ابن دريد إلى عيسى بن داود الجراح الوزير:
ومن شعره:
وله يرثي عبد الله بن عمارة:
ومن شعره قوله:
وكتب ابن دريد إلى أبي علي أحمد بن محمد بن رستم:
ووعد ابن دريد أبا الحسين عمر بن محمد بن يوسف القاضي ان
يصير إليه فقطعه المطر فكتب إليه ابن دريد:
فأجابه أبو الحسين:
وحدث المرزباني عن ابن دريد قال خرجت أريد زهران بعد دخول
البصرة فمررت بدار كبيرة قد خربت فكتبت على حائطها:
فمضيت ورجعت وإذا تحته مكتوب:
قال ابن دريد: وخرجنا نريد عمان في سفرنا فنزلنا بقرية تحت نخل
فإذا بفاختتين تتزاقان فسنح لي إن قلت:
ومن شعره قوله:
وفي نزهة الألباء: يحكى إن أبا بكر بن دريد قال لأصحابه رأيت البارحة في المنام آتيا أتاني فقال لي لم لا تقول في الخمر شيئا فقلت وهل ترك أبو نواس فيها لأحد قولا قال نعم أنت أشعر منه حيث تقول:
فقلت له من أنت فقال شيطانك وسألته عن اسمه فقال أبو راجية وأخبره إنه يسكن بالموصل أقول وهذا إن صح من تخيلات الشيطان وجار على مذهب العرب في خرافاتهم إن لكل شاعر شيطانا. وروى هذه القصة في معجم الأدباء بوجه آخر عن ابن دريد إنه قال سقطت من منزلي بفارس فانكسرت ترقوتي فسهرت ليلي فلما كان في آخر الليل حملتني عيناي فرأيت في نومي رجلا طويلا اصفر الوجه كوسجا دخل علي وأخذ بعضادتي الباب وقال أنشدني أحسن ما قلت في الخمر فقلت ما ترك أبو نواس شيئا فقال أنا أشعر منه فقلت ومن أنت قال أبو ناجية من أهل الشام ثم أنشدني وذكر البيتين فقلت له أسأت قال ولم قلت لأنك قلت وحمراء فقدمت الحمرة، ثم قلت بدت بين ثوبي نرجس وشقائق فقدمت الصفرة فألا قدمتها على الأخرى كما قدمتها على الأولى فقال وما هذا الاستقصاء في هذا الوقت يا
بغيض. وعن الزمخشري في ربيع الأبرار قال جمع ابن دريد ثمانية أسماء في
بيت واحد فقال:
فنعم أخو الجلي ومستنبط الندى وهيجاء محزون ومفزع لاهث
وقال نفطويه النحوي في
ابن دريد:
فأجابه ابن دريد:
وله في الشقيق:
وقال يرثي عمه الحسين بن دريد:
وله:
وقال في الشيب:
وقيل قصد بعض الوزراء في حاجة فلم يقضها وظهر له منه تضجر
فقال:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 153

ابن دريد محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بلغ به ابن خلكان إلى قحطان أبو بكر الأزدي البصري نزيل بغداذ، تنقل في جزاير البحر وفارس وطلب الأدب واللغة، وكان أبوه من رؤساء زمانه وكان أبو بكر رأسا في العربية وأشعار العرب وله شعر كثير ورثى جماعة من أهل العلم رثى الشافعي وغيره، حدث عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل العباس الرياشي وابن أخي الأصمعي، وروى عنه السيرافي وابن شاذان وأبوالفرج صاحب الأغاني وأبو عبيد الله المرزبان، عاش بضعا وتسعين سنة مولده سنة ثلث وعشرين وماتين وتوفي سنة إحدى وعشرين وثلث ماية، قال يوسف بن الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد ما رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له، وقال أبو حفص ابن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحي مما نرى من العيدان المعلقة والشراب وقد جاوز التسعين، وله كتاب الجمهرة في اللغة كتاب جيد، والأمالي، واشتقاق الأسماء للقبايل، والمجتبي وهو صغير قال الشيخ شمس الدين: سمعناه بعلو، والخيل، والسلاح، وغرايب القرآن ولم يتم، وأدب الكاتب، وفعلت وأفعلت والمطر، والرواد، والاشتقاق، والسرج واللجام، والخيل الكبير والصغير، والأنواء، والملاحن، وزوار العرب، والوشاح وهو صغير، قال الخطيب عن أبي بكر الأسدي: كان يقاهو أعلم الشعراء وأشعر العلماء، قال الدارقطني: تكلموا فيه، قال الشيخ شمس الدين: وقع لنا من عواليه في أمالي الوزير ومقصورته مشهورة وعارضها جماعة واعتنى بشرحها جماعة من المتقدمين والمتأخرين وآخر من علمته شرحها الشيخ شمس الدين الضايع شرحها في مقدار يدخل في ثلثة أسفار كبار وهي عندي ومدح بالمقصورة الشاه بن ميكال الأمير يقال أنه أتى فيها بأكثر اللغة وكان ابنا ميكال على عمالة فارس وصنف لهما الجمهرة وقلداه ديوان فارس فتصدر كتب فارس عنه ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه فأفاد معهما أموالا كثيرة وكان مفيد مبيدا لا يمسك درهما سخاء وكرما ولما مدحهما بالمقصورة وصلاه بعشرة آلاف درهم فلما عزلا وصل إلى بغداذ ونزل على علي بن محمد الخواري فأفضل عليه وعرف به المقتدر فأجرى عليه في الشهر خمسين دينارا إلى أن مات وعرض له آخر عمره فالج سقى الديارق فبرئ ورجع إلى أفضل أحواله وإملايه على تلامذته ثم عاوده الفالج وبطل من محزمه إلى قدميه وكان إذا دخل أحد عليه ضج وتألم لدخوله ولم يصل إليه، قال تلميذه أبو علي القالي: فكنت أقول في نفسي أن الله عز وجل عاقبه بقوله في المقصورة:

وعاش بعد ذلك عامين وقال لي مرة وقد سألته عن بيت شعر لئن طفئت شحمتا عيني لم تجد من يشفيك من العلم وكذلك قال لي أبو حاتم السجستاني وقد سألته عن شيء فقال لي قال كذلك الأصمعي وقد سألته عن شيء، قال أبو علي: وآخر شيء سألته عنه جاوبني بأن قال يا بني حال الجريض دون القريض، قلت: الجريض غصص الموت وهو مثل مشهور وله حكاية وكان كثيرا ما ينشد في ضعفه:
وحكى عنه المرزباني قال: قال لي ابن دريد سقطت من منزلي بفارس فانكسرت ترقوتي فسهرت ليلتي فلما كان آخر الليل أغمضت عيني فرأيت رجلا طويلا أصغر الوجه كوسجا دخل علي وأخذ بعضادتي الباب وقال أنشدني أحسن ما قلت في الخمر فقلت ما ترك أبو نواس لأحد شيئا فقال أنا أشعر منه فقلت ومن أنت قال أنا أبو ناجية من أهل الشام وأنشدني:
فقلت له أسأت فقال ولم قلت لأنك قلت وحمراء فقدمت الحمرة ثم قلت بين ثوبي نرجس وشقايق فقدمت الصفرة فهلا قدمتها على الأخرى فقال وما هذا الاستقصاء في هذا الوقت يا بغيض، وحكاها أبو علي الفارسي على غير هذا الوجه، قلت: ليس ما انتقده ابن دريد، بوارد فقد جاء النشر على غير ترتيب اللف كثيرا قال ابن حيوس
ومن شعر ابن دريد:
ولما مات ابن دريد رثاه جحظة البرمكي بقوله:
قرأت جميع مقصورة ابن دريد في مجلس واحد على العلامة أثير الدين أبي حيان وأخبرني بها قال قرأتها على الشيخ بهاء الدين محمد بن إبراهيم ابن النحاس قال أنا أبو محمد القسم بن أحمد اللورقي وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الإربلي قالا أنا أبو اليمن زيد الكندي ح قال الشيخ أثير الدين وأنبا بها أبو بكر محمد بن اسمعيل الأنصاري عن أبي اليمن الكندي أنا أبو منصور موهوب ابن الجواليقي أنا أبو زكرياء يحيى بن علي التبريزي أنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل عرف بابن يشران النحوي أنا أبو الحسين علي بن محمد بن دينار الكاتب أنا أبو الفتح عبيد الله بن أحمد بن محمد النحوي عرف بجخجخ ح قال الجواليقي وأنا التبريزي والمبارك بن عبد الجبار البغداذي عرف بابن الطيوري قالا أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال اللورقي وأنا عبد المجيب ابن أبي القسم بن زهير ابن زهير البغداذي أنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري إجازة قال أنا الجوهري إجازة قال الإربلي وأنا أبو حفص عمر بن طبرزذ أنا أبو القسم اسمعيل ابن أحمد بن عمر السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور قالا أعني الجوهري وابن النقور أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح الكاتب قال الشيخ أثير الدين وأنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي العثماني قراءة مني عليه أنا الأمير المكرم بن الأمير أحمد بن اسمعيل عرف بابن اللمطي أنا أبو العباس أحمد بن الحطئة أنا أبو عبد الله محمد بن منصور الحضرمي أنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن نفيس الطرابلسي أنا أبو أسامة جنادة بن محمد بن جنادة اللغوي قالوا أعني جخجخا وابن الجراح وجنادة أنا أبو بكر بن دريد بها.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0

ابن دريد اللغوي اسمه محمد بن الحسن.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0

ابن دريد اللغوي اسمه محمد بن الحسن.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حمامي بن واسع بن وهب بن سلمة بن حنتم بن حاضر بن جشم بن ظالم بن أسد بن عدي بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهير، ويقال زهران بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ؛ مات يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة
بقيت من رمضان سنة احدى وعشرين وثلاثمائة، وفي هذا اليوم مات أبو هاشم عبد السلام بن محمد الجبائي فقيل: مات علم اللغة والكلام ودفنا جميعا في مقبرة الخيزران.
وقال المرزباني: دفن بالعباسية من الجانب الشرقي في ظهر سوق السلاح من الشارع الأعظم.
وقال التنوخي ورجاله: دفن ابن دريد بظهر السوق الجديدة المعروفة بمقابر العباسية من الجانب الشرقي.
ومولده بالبصرة في سكة صالح في خلافة المعتصم سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وبالبصرة تأدب وعلم اللغة وأشعار العرب، وقرأ على علماء البصرة، ثم صار إلى عمان فأقام بها مدة، ثم صار إلى جزيرة ابن عمارة، ثم صار إلى فارس فسكنها مدة، ثم قدم بغداد فأقام بها إلى أن مات.
وحدث أبو بكر ابن علي قال: أبو بكر ابن دريد بصري المولد ونشأ بعمان وتنقل في جزائر البحر والبصرة وفارس، وطلب الأدب وعلم العربية، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار، وورد بغداد بعد أن أسن فأقام بها إلى آخر عمره. وروى عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي وأبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي، وكان رأس أهل هذا العلم، وروى عنه خلق منهم أبو سعيد السيرافي وأبو عبيد الله المرزباني وأبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني. وله شعر كثير وروى من أخبار العرب وأشعارها ما لم يروه كثير من أهل العلم.
وقال أبو الطيب اللغوي في «كتاب مراتب النحويين» عند ذكر ابن دريد: هو الذي انتهى إليه علم لغة البصريين، وكان أحفظ الناس وأوسعهم علما وأقدرهم على شعر، وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في صدر خلف الأحمر وابن دريد. وتصدر ابن دريد في العلم ستين سنة. وأول شعر قاله:

وكان يقال ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء.
قال الخطيب، وقال محمد بن دريد: كان أول من أسلم من آبائي حمامي، وهو من السبعين راكبا الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدوه، وفي ذلك يقول قائلهم:
وحدث أبو علي التنوخي قال: حدثني جماعة أن ابن دريد قال: كان أبو عثمان الأشنانداني معلمي، وكان عمي الحسين بن دريد يتولى تربيتي، فكان إذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه، فدخل يوما عمي وأبو عثمان يرويني قصيدة الحارث بن حلزة التي أولها: «آذنتنا ببينها أسماء» فقال لي عمي: إذا حفظت هذه القصيدة وهبت لك كذا وكذا، ثم دعا المعلم ليأكل معه، فدخل إليه فأكلا وتحدثا بعد الأكل ساعة، فالى أن رجع المعلم حفظت «ديوان الحارث بن حلزة» بأسره، فخرج المعلم فعرفته ذلك فاستعظمه وأخذ يعتبره علي فوجدني قد حفظته، فدخل إلى عمي فأخبره فأعطاني ما كان وعدني به.
قال الخطيب عن من رأى ابن دريد أنه قال: كان ابن دريد واسع الحفظ جدا ما رأيت أحفظ منه، وكانت تقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها وتحفظها، وما رأيته قط قرئ عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.
قال: وسئل عنه الدارقطني فقال: قد تكلموا فيه.
قال وقال أبو ذر عبد الله بن أحمد الهروي: سمعت ابن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي منه لما نرى من العيدان المعلقة والشراب المصفى
موضوع، وقد كان جاوز التسعين سنة، هذا كله من كتاب أبي بكر ابن علي.
وقال أبو منصور الأزهري في مقدمة «كتاب التهذيب»: وممن ألف في زماننا الكتب فرمي بافتعال العربية وتوليد الألفاظ وإدخال ما ليس من كلام العرب في كلامها أبو بكر محمد بن دريد صاحب «كتاب الجمهرة» و «كتاب اشتقاق الأسماء» و «كتاب الملاحن»، وقد حضرته في داره ببغداد غير مرة فرأيته يروي عن أبي حاتم والرياشي وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي، وسألت إبراهيم بن محمد بن عرفة عنه فلم يعبأ به ولم يوثقه في روايته، وألفيته أنا على كبر سنه سكران لا يكاد يستمر لسانه على الكلام من سكره. وقد تصفحت كتابه الذي أعاره اسم الجمهرة فلم أرد لا على معرفة ثاقبة ولا قريحة جيدة، وعثرت من هذا الكتاب على حروف كثيرة أنكرتها ولم أعرف مخارجها فأثبتها في كتابي في مواقعها منه لأبحث أنا وغيري عنها.
وقال أبو ذر الهروي: سمعت أبا منصور الأزهري يقول: دخلت على ابن دريد فرأيته سكران فلم أعد إليه.
وقال غير أبي منصور: كان ابن دريد قد أملى «الجمهرة» في فارس، ثم أملاها بالبصرة وببغداد من حفظه، قال: فلذلك قلما تتفق النسخ وتراها كثيرة الزيادة والنقصان. ولما أمله بفارس غلامه تعلم من أول الكتاب، والنسخة التي عليها المعول هي الأخيرة، وآخر ما صح من النسخ نسخة أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي جخجخ لأنه كتبها من عدة نسخ وقرأها عليه.
وحدث المرزباني قال، قال ابن دريد: خرجت أريد زهران بعد دخول البصرة، فمررت بدار كبيرة قد خربت فكتبت على حائطها:
فمضيت ورجعت فاذا تحته مكتوب:
قال: وخرجنا نريد عمان في سفر لنا فنزلنا بقرية تحت نخل فإذا بفاختتين
تتزاقان، فسنح لي أن قلت:
قال: وأخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال: سقطت من منزلي بفارس فانكسرت ترقوتي فسهرت ليلي، فلما كان في آخر الليل حملتني عيناي فرأيت في نومي رجلا طويلا أصفر الوجه كوسجا دخل علي وأخذ بعضادتي الباب وقال: أنشدني أحسن ما قلت في الخمر، فقلت: ما ترك أبو نواس شيئا، فقال: أنا أشعر منه، فقلت: ومن أنت؟ قال: أبو ناجية من أهل الشام، ثم أنشدني:
فقلت له: أسأت، قال: ولم؟ قلت: لأنك قلت «وحمراء» فقدمت الحمرة ثم قلت «بدت بين ثوبي نرجس وشقائق» فقدمت الصفرة، فالا قدمتها على الأخرى كما قدمتها على الأولى؟ فقال: وما هذا الاستقصاء في هذا الوقت يا بغيض.
وحدث قال: كتب ابن دريد الى أبي علي أحمد بن محمد بن رستم:
وحدث أيضا قال: وعد أبو بكر أبا الحسين عمر بن محمد بن يوسف القاضي أن يصير إليه فقطعه المطر، فكتب إليه أبو بكر:
فأجابه أبو الحسين:
ومن شعر أبي بكر ابن دريد:
وله يرثي عبد الله بن عمارة:
وحدث الخطيب فيما أسنده إلى إسماعيل بن سويد أن سائلا جاء الى ابن دريد فلم يكن عنده غير دن نبيذ فوهبه له، فجاءه غلامه وأنكر عليه ذلك، فقال: أيش اعمل؟ لم يكن عندي غيره، ثم تلا قوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} فما تم اليوم حتى أهدي له عشرة دنان، فقال الغلام: تصدقنا بواحد وأخذنا عشرة.
وقال جحظة يرثيه:
وقال محمد بن إسحاق: ولابن دريد من الكتب: كتاب الجمهرة في اللغة .
كتاب المجتنى. كتاب الأمالي. كتاب اشتقاق أسماء القبائل. كتاب الملاحن. كتاب المقتبس. كتاب المقصور والممدود. كتاب الوشاح، على حذو المحبر لابن حبيب. كتاب الخيل الكبير. كتاب الخيل الصغير. كتاب الأنواء.
كتاب السلاح. كتاب غريب القرآن، لم يتم. كتاب فعلت وأفعلت. كتاب أدب الكاتب. كتاب تقويم اللسان، على مثال كتاب ابن قتيبة ولم يجرده من المسودة فلم يخرج منه شيء يعول عليه. كتاب المطر .
وقال أبو الحسن الدريدي: حضرت وقد قرأ أبو علي ابن مقلة وأبو حفص كتاب المفضل بن سلمة الذي يرد فيه على الخليل بن أحمد، على أبي بكر ابن دريد، فكان يقول: صدق أبو طالب، في شيء إذا مر به، وكذب أبو طالب، في شيء آخر، ثم رأيت هذا الكلام وقد جمعه أبو حفص في نحو المائة ورقة وترجمه بالتوسط.
ومن شعر ابن دريد:
وأما مقصورة ابن دريد المشهورة فإنه قالها يمدح بها الأمير أبا العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال بن عبد الواحد بن جبريل بن القاسم بن بكر بن ديواستي، وهو سور بن سور بن سور بن سور- أربعة الملوك، ابن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور، قالها فيه وفي أبيه، وكان الأمير أبو العباس رئيس نيسابور ومتقدمها.
وذكر أبو علي البيهقي المعروف بالسلامي في «كتاب النتف والطرف» أن ابن
دريد صنف «كتاب الجمهرة» للأمير أبي العباس إسماعيل بن عبد الله بن ميكال أيام مقامه بفارس، فأملاه عليه إملاء ثم قال: حدثني أبو العباس الميكالي قال: أملى علي أبو بكر الدريدي «كتاب الجمهرة» من أوله إلى آخره حفظا في سنة سبع وتسعين ومائتين فما رأيته استعان عليه بالنظر في شيء من الكتب إلا في باب الهمزة واللفيف فإنه طالع له بعض الكتب. قال: وكفاك بها فضيلة وعجيبة أن يتمكن الرجل من علمه كل التمكن ثم لا يسلم مع ذلك من الألسن حتى قيل فيه:
وقد ذكرت هذه الحال في أخبار أبي العباس اسماعيل بن عبد الله بأبسط من هذا.
وكتب ابن دريد إلى علي بن عيسى بن داود الجراح الوزير:
قرأت بخط أبي سعد السمعاني من «المذيل» باسناد أن ابن دريد قال:
قال أبو هلال، أخبرنا أبو أحمد قال: كنا في مجلس ابن دريد وكان يتضجر ممن يخطئ في قراءته، فحضر غلام وضيء فجعل يقرأ ويكثر الخطأ، وابن دريد
صابر عليه، فتعجب أهل المجلس، فقال رجل منهم: لا تعجبوا فإن في وجهه غفران ذنوبه، فسمعها ابن دريد، فلما أراد أن يقرأ قال له: هات يا من ليس في وجهه غفران ذنوبه فعجبوا من صحة سمعه مع علو سنه.
قال وقال بعضهم في مجلس ابن دريد:
قال الرصافي: حدثنا بعض أصحابنا قال: حضرت مجلس أبي بكر ابن دريد وقد سأله بعض الناس عن معنى قول الشاعر:
فقال: الحائم الذي يدور حول الماء ولا يصل إليه، يقال حام يحوم حياما؛ ومعنى الشعر أن الايائل تأكل الأفاعي في الصيف فتحمى فتلتهب بحرارتها وتطلب الماء، فإذا وقعت عليه امتنعت من شربه وحامت حوله تنسمه لأنها إن شربته في تلك الحال صادف الماء السم الذي في جوفها فتلفت، فلا تزال تدفع بشرب الماء حتى يطول بها الزمان فيسكن ثوران السم ثم تشربه فلا يضرها. ويقال: فاظ الميت وفاضت نفسه وفاظت نفسه أيضا جائز عند الجميع إلا الأصمعي فإنه يقول فاظ الميت فإذا ذكر النفس قال فاضت نفسه بالضاد ولم يجمع بين الظاء والنفس.
وحدث أبو علي المحسن، حدثني أبو القاسم الحسن بن علي بن إبراهيم بن خلاد الشاهد العكبري إمام الجامع فيها، حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال: كنت بعمان مع الصلت بن مالك الشاري، وكانت الشراة تدعوه أمير المؤمنين، وكانت السنة كثيرة الأمطار ودامت على الناس فكادت المنازل أن تتهدم، فاجتمع الناس وصاروا إلى الصلت وسألوه أن يدعو لهم، فأجل بهم أن يركب من الغد الى الصحراء ويدعو، فقال لي بكرة: لتخرج معي في غد، فبت مفكرا كيف يدعو، فلما أصبحت خرجت معه، فصلى بهم وخطب ودعا فقال: اللهم إنك أنعمت فأوفيت وسقيت فأرويت، فعلى القيعان ومنابت الشجر، وحيث النفع لا الضرر. فاستحسنت ذلك منه. وقال ابن دريد في النرجس:
قرأت في «كتاب التحبير» وهو ما أخبرنا به الشريف افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي إذنا، قال أبو سعد السمعاني إجازة إن لم يكن سماعا، قال: سمعت الأمير أبا نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن الميكالي يقول: تذاكرنا المتنزهات يوما وابن دريد حاضر، فقال بعضهم: أنزه الأماكن غوطة دمشق، وقال آخرون: بل نهر الأبلة، وقال آخرون: بل سغد سمرقند، وقال بعضهم: نهروان بغداد، وقال بعضهم: شعب بوان بأرض فارس، وقال بعضهم: نوبهار بلخ. فقال: هذه متنزهات العيون فأين أنتم عن متنزهات القلوب. قلنا وما هي يا أبا بكر؟ قال «عيون الأخبار» للقتيبي و «الزهرة» لابن داود و «قلق المشتاق» لابن أبي طاهر، ثم أنشأ يقول:
وقرأت في التاريخ الذي ألفه أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عبد المجيد بن شيران الأهوازي قال: وفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة مات أبو أحمد حجر بن أحمد الجويمي، وكان من أهل الفضل بجويم ونواحي فارس، وقد خلف القراء بها
فمدحه جماعة من الشعراء وقصده من انتفع به، ولأبي بكر ابن دريد فيه مدائح منها:

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2489

ابن دريد العلامة شيخ الأدب أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، الأزدي البصري صاحب التصانيف، تنقل في فارس وجزائر البحر يطلب الآداب ولسان العرب، ففاق أهل زمانه، ثم سكن بغداد. وكان أبوه رئيسا متمولا. ولأبي بكر شعر جيد.
حدث عن: أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، وابن أخي الأصمعي، وتصدر للإفادة زمانا.
أخذ عنه: أبو سعيد السيرافي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفرج الأصبهاني، وأبو عبيد الله المرزباني، وإسماعيل ابن ميكال، وعيسى ابن الوزير، وطائفة.
قال أحمد بن يوسف الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد، ولا رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته، يحفظ ذلك.
قلت: كان آية من الآيات في قوة الحفظ.
قال ابن شاهين: كنا ندخل عليه فنستحيي مما نرى من العيدان والشراب، وقد شاخ.
وقال أبو منصور الأزهري: دخلت فرأيته سكران فلم أعد إليه.
وقال الدارقطني: تكلموا فيه: وقال أبو بكر الأسدي: كان يقال: ابن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
قلت: توفي في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، وله ثمان وتسعون سنة، عفا الله عنه.
ورثاه جحظة فقال:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 398

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الإمام أبو بكر الأزدى البصرى نزيل بغداد
مولده سنة ثلاث وعشرين ومائتين
وتنقل في جزائر البحر وفارس في طلب اللغة والأدب وكان أبوه من رؤساء زمانه وأما هو فكان رأسا في العربية وأشعار العرب
حدث عن أبى حاتم السجستانى وأبى الفضل العباس الرياشى وابن أخى الأصمعى وغيرهم
روى عنه أبو سعيد السيرافى وأبو بكر بن شاذان وأبو الفرج صاحب الأغانى وأبو العباس إسماعيل بن ميكال وغيرهم
قال أحمد بن يوسف الأزرق ما رأيت أحفظ من ابن دريد وما رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له
وعن أبى بكر الأسدى قال كان يقال ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء
ولابن دريد قصيدة طنانة مدح بها الشافعي رضى الله عنه أولها

ومنها
ومنها
وأما قصيدته الدريدية فقد سارت بها الركبان مدح بها عبد الله بن محمد بن ميكال وابنه أبا العباس إسماعيل وأخاه
قال الحاكم في ترجمة أبى العباس إسماعيل سمعت أبا منصور الفقيه يقول كنت باليمن سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فبينا أنا ذات يوم أسير بمدينة عدن إذ رأيت مؤدبا يعلم
مستأجرا له مقصورة ابن دريد وقد بلغ ذكر الميكالية فقال لى يا خراسانى أبو العباس هذا له عندكم عقب فقلت هو بنفسه حى فتعجب من هذا أشد العجب وقال أنا أعلم هذه القصيدة منذ كذا سنة
الإقواء في الشعر
قال أبو سعيد السيرافى حضرت مجلس أبى بكر بن دريد ولم يكن يعرفنى قبل ذلك فجلست فأنشد أحد الحاضرين بيتين يعزيان لآدم عليه السلام
فقال ابن دريد هذا الشعر قد قيل قديما وجاء فيه الإقواء
قال فقلت إن له وجها يخرجه عن الإقواء نصب بشاشة وحذف التنوين منها لالتقاء الساكنين فيكون بهذا التقدير نكرة منتصبة على التمييز ثم رفع الوجه بإسناد قل إليه فيصير اللفظ وقل بشاشة الوجه المليح
قال فرفعنى حتى أقعدنى بجانبه
قلت وحاصله إنكار الجر ودعوى نصب بشاشة على التمييز وأن التنوين حذف منه للضرورة وأن الوجه مرفوع بالفاعلية والمليح على الصفة وهذا جيد لكن فيه دعاوى كثيرة وإذا كان الإقواء واقعا في كلامهم والرواية بالجر فلا حاجة إلى هذا التكليف وقد جاء في كلامهم
وقال عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلى من شعراء الإسلاميين
ثم قال فيها
قوله حويل أى ما أحتال فيه
وقال آخر
وأنشد الأصحاب منهم ابن الصباغ في الشامل وقد ذكروا ما شاع عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما من تجويز نكاح المتعة أن شاعرا في عصره قال
غير أنى رأيت أبا العلاء المعرى في رسالته التى سماها رسالة الغفران قد أنكر على ابن دريد إنشاد هذا الشعر على وجه الإقواء وذكر أن الرواية الصحيحة
#وغودر في الثرى الوجه المليح قال أبو العلاء والوجه الذى قاله أبو سعيد في تخريجه شر من الإقواء عشر مرات وأطال في هذا
وحكى أبو محمد بن جعفر البلخى في كتابه أن أبا محمد يحيى بن المبارك اليزيدى النحوى سأل الكسائى عن قول الشاعر
#ما رأينا خربا نقر عنه البيض صقر
فقال الكسائى يجب أن يكون المهر منصوبا على أنه خبر كان وفى البيت على هذا التقدير إقواء
وقال اليزيدى بل الشعر صواب لأن الكلام قد تم عند قوله لا يكون الثانية وهى مؤكدة للأولى ثم استأنف فقال المهر مهر ثم ضرب بقلنسوته الأرض وقال أنا أبو محمد
وكان بحضرة الخليفة فقال يحيى البرمكى أتكتنى بحضرة أمير المؤمنين والله إن خطأ الكسائى مع حسن أدبه لأحسن من صوابك مع سوء أدبك
فقال اليزيدى إن حلاوة الظفر أذهبت عنى التحفظ
ومما ينسب لابن دريد من الشعر

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 3- ص: 138

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حمامي بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن جشم بن ظالم بن حاضر بن أسد بن عدي بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان ابن عبد الله بن زهير- ويقال زهران- بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد بن الغوث بن مولده بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وقرأ على علمائها، ثم صار إلى عمان فأقام بها إلى أن مات.
روى عن عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي. وكان رأس أهل هذا العلم.
روى عنه خلق؛ منهم أبو سعيد السيرافي، والمرزباني، وأبو الفرج الأصبهاني.
وله شعر كثير، وروى من أخبار العرب وأشعارها ما لم يروه كثير من أهل العلم.
وقال أبو الطيب اللغوي في «مراتب النحويين» عند ذكره ابن دريد:
هو الذي انتهت إليه لغة البصريين، وكان أحفظ الناس، وأوسعهم علما، وأقدرهم على الشعر، وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في صدر خلف الأحمر، وابن دريد، وتصدر ابن دريد في العلم ستين سنة.
وكان يقال: ابن دريد أشعر العلماء.
قال الخطيب البغدادي: كان واسع الحفظ جدا، تقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها، فيسابق إلى إتمامها ويحفظها.
وسئل عنه الدارقطني فقال: تكلموا فيه.
وقال ابن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحي لما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوع.
قال شيخنا الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: قد تاب بعد ذلك، كما سيأتي.
وقال الخطيب: جاء إليه سائل فلم يكن عنده غير دن نبيذ، فأعطاه له، فأنكر عليه غلامه، فقال: لم يكن عندنا غيره، وتلا قوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} فما تم اليوم حتى أهدي له عشرة دنان، فقال: تصدقنا بواحد، وأخذنا عشرة.
وقال الأزهري: وممن ألف الكتب في زماننا فرمي بافتعال العربية وتوليد الألفاظ أبو بكر بن دريد، وقد سألت عنه إبراهيم بن عرفة، فلم يعبأ به، ولم يوثقه في روايته. وألفيته على كبر سنه سكران لا يكاد يفتر عن ذلك.
وقال غيره: أملى ابن دريد «الجمهرة» في فارس، ثم أملاها بالبصرة وببغداد من حفظه، فلذلك تختلف النسخ، والنسخة المعول عليها هي الأخيرة، وآخر ما صح نسخة عبيد الله بن أحمد فهي حجة، لأنه كتبها من عدة نسخ، وقرأها عليه.
وله من التصانيف «الجمهرة» في اللغة، «الأمالي»، «المجتني»، «اشتقاق أسماء القبائل»، «الملاحن»، «المقتبس»، «المقصور والمدود»، «الوشاح»، «الخيل» الكبير، «الخيل» الصغير، «الأنواء»، «غريب القرآن» لم يتم، «فعلت وأفعلت»، «أدب الكاتب»، «المطر»، «زوار العرب»، «السرج واللجام»، «تقويم اللسان» لم يبيض، «المقصورة» مدح بها الأمير أبا العباس إسماعيل بن عبد الله بن ميكال رئيس نيسابور.
قال بعضهم: أملى ابن دريد الجمهرة من حفظه سنة سبع وتسعين ومائتين، فما استعان عليها بالنظر في شيء من الكتب، إلا في الهمزة واللفيف.
قال: وكفى عجبا أن يتمكن الرجل من علمه كل التمكن ثم لا يسلم مع ذلك من الألسن، حتى قيل فيه:

قال بعضهم: حضرنا مجلس ابن دريد، وكان يتضجر ممن يخطئ في قراءته، فحضر غلام وضيء، فجعل يقرأ ويكثر الخطأ، وابن دريد صابر عليه، فتعجب أهل المجلس، فقال رجل منهم: لا تعجبوا، فإن في وجهه غفران ذنوبه، فسمعها ابن دريد، فلما أراد أن يقرأ، قال له: هات يا من ليس في وجهه غفران ذنوبه، فعجبوا من صحة سمعه، على كبر سنه.
وقال بعضهم فيه:
مات يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقيت من رمضان، سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، يوم مات عبد السلام الجبائي، فقيل: مات علم اللغة والكلام جميعا.
ورثاه جحظة بقوله:
ومن نظم ابن دريد في النرجس:
في «ربيع الأبرار» للزمخشري: جمع ابن دريد ثمانية أسماء في بيت واحد:
قال ابن خالويه في شرح «المقصورة»: كان ببغداد الكرماني صاحب لغة، وكان يطعن على ابن دريد، وينقض عليه الجمهرة، فجاء غلام لابن دريد فجلس بحذائه في الجامع، ونقض على الكرماني جميع ما نقضه على ابن دريد، فقال: اكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم، قال أبو بكر بن دريد أعزه الله تعالى: عننت الفرس إذا حبسته بعنانه، فإن حبسته بمقوده فليس بمعن، قال الكرماني الجاهل: أخطأ ابن دريد، لأنه إن كان من عننت فيجب أن يكون معنونا، وإن كان من أعننت فيجب أن يكون معنا، وأخطأ لكذا، وكذا، فوقف شاعر على الحلقة فقال اكتبوا:
فلم يلتفت إلى الكرماني بعد ذلك.
قال ابن خالويه في «شرح المقصورة» حضرت ابن دريد، وقد ناول أبو الفوارس غلامه طاقة نرجس، فقال: يا بني ما أصنع بهذا اليوم! وأنشد:
أورده شيخنا في «طبقات النحاة».

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 122

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم الأزدي اللغوي البصري إمام عصره في اللغة والأدب والأشعار الفائقة ومن تصانيفه كتاب الجمهرة وهو من الكتب المعتبرة في اللغة وكتاب معاني القرآن ومصنفاته كثيرة قد ذكرت في وفيات ابن خلكان وتفصيل مناقبه مذكور فيه
وقد توفي في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة في شهر شعبان ببغداد وقد دفن في
المقبرة المعروفة بالعباسية من الجانب الشرقي في ظهر سوق السلاح بالقرب من الشارع الأعظم

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 61

محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر صاحب اللغة. أخذ عن أبي حاتم
السجستاني، وأبي الفضل الرياشى، وطبقتهما.
وكان رأسا في الآداب، يضرب المثل بحفظه.
قال الدارقطني: تكلموا فيه.
وقال أبو منصور الأزهري اللغوى: دخلت على ابن دريد، فرأيته سكران.
قيل: مات سنة إحدى وعشرة وثلثمائة.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 3- ص: 520

صاحب “الجمهرة”، هكذا نسب نفسه، ورفعه إلى نصر بن الأزد.

قال: وحمامي من أول من أسلم من آبائي، وهو من السبعين راكباً الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة، لما بلغهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدوه.

وكان ابن دريد - عفا الله عنا وعنه - من أعلام اللغة.

ولد بالبصرة، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر، والبصرة، وفارس، وطلب الأدب، وعلم النحو واللغة حتى برع، وورد بغداد بعد أن علت سنه، فأقام بها إلى حين وفاته، وكان رأسا متقدما في حفظ اللغة، والأنساب، وأشعار العرب، وله شعر جيد سائر، وكان أبوه من أهل الرياسة واليسار.

حدث عن: ابن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، والرياشي.

وروى عنه: السيرافي، والمرزباني، وأبو بكر ابن شاذان، وغيرهم. ومولده - فيما روي عنه - في سنة ثلاث وعشرين ومئتين.

روي لنا عن أبي منصور الشيباني وغيره، عن الخطيب قال: سمعت أبا بكر محمد بن رزق بن علي الأسدي يقول: كان يقال: إن أبا بكر ابن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.

وبه، عن الخطيب: حدثني علي بن المحسن التنوخي، عن أبي الحسن علي بن يوسف الأزرق قال: وكان أبو بكر - يعني: ابن دريد - واسع الحفظ جدا، ما رأيت أحفظ منه، كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها، أو أكثرها، فيسابق إلى تمامها ويحفظها، وما رأيته قط قرئ عليه ديوان شاعر، إلا وهو يسابق إلى روايته، لحفظه له.

وبه: حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني عن ابن دريد، فقال: تكلموا فيه. وقال حمزة: سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول: جلست إلى جنب ابن دريد وهو يحدث، ومعه “ جزء “ فيه: قال الأصمعي، فكان يقول في واحد: حدثنا الرياشي، وفي آخر: حدثنا أبو حاتم، وفي آخر: حدثنا ابن أخي الأصمعي، عن الأصمعي، كما يجيء على قلبه.

قلت: هذا رجم بالتوهم، وما المانع من أن يكون ابن دريد قد حفظ حديث كل واحد من شيوخه هؤلاء على حدة، وإن لم يكن مبيناً في كتابه كما وجد ذلك لغيره.

وبه قال: كتب إلي أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة قال: سمعت أبا منصور الأزهري يقول: دخلت على ابن دريد فرأيته سكران، فلم أعد إليه. قال أبو ذر: وسمعت ابن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد، ونستحيي منه مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوعا، وقد كان جاوز التسعين سنة.

قال أبو ذر: وسمعت إسماعيل بن سويد يقول: جاء إلى ابن دريد سائل، فلم يكن عنده غير دن نبيذ، فوهبة له، فجاء غلامه، فقال: الناس يتصدقون بالنبيذ، فقال: أيش أعمل؟ لم يكن عندي غيره، فما تم اليوم حتى أهدي له عشرة دنان، فقال لغلامه: تصدقنا بواحد، فأخذنا عشرة.

قلت: وقد ذكره الأزهري - فيما رأيته في صدر كتابه الجليل الموسوم [ب: “تهذيب اللغة“ - في عداد من لا يعتد به في رواية اللغة، فقال: مات - عفا الله عنه - في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، ودفن بمقبرة الخيزران من بغداد.

قال الخطيب بإسناده إلى أبي العلاء حمد بن عبد العزيز قال: كنت في جنازة أبي بكر ابن دريد وفيها جحظة، فأنشدنا لنفسه:



قال أبو جعفر محمد بن إبراهيم الفقيه الجرجاني - وكان من العلماء المبرزين على باب أبي العباس الأصم، أملاه علينا في سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة - قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد لنفسه في مدح الشافعي رضي الله عنه وأرضاه:


























ذكرها الحاكم هكذا في كتابه في “المناقب”، لكن فيه: حدثنا أبو جعفر الفقيه الجرجاني، وقيل: إنه محمد بن إبراهيم الجرجاني، وفيما وقع إلي: رواها أبو عبد الله الحسين ابن خالويه قال: أنشدني ابن دريد لنفسه، وفيما روي من طريقه تفاوت يسير في بعضها، من ذلك:

تسربل بالتقوى وليدا وناشئا

وزيادة بيت بعد قوله: سلام على قبر ... وهو:


وبيت آخر بعد قوله: بطيء عن الرأي المخوف... وهو:

  • دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 123

محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر اللغوي: قال الدارقطني: تكلموا فيه.

  • مكتبة النهضة الحديثة - مكة-ط 2( 1967) , ج: 1- ص: 347

ابن دريد
محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر صاحب اللغة. م سنة 321 هـ رحمه الله تعالى.
قال مسلمة بن القاسم: كان كثير الرواية للأخبار وأيام الناس والأنساب، غير انه لم يكن عند جميعهن وكان خليعا.
له اشتقاق أسماء القبائل. طبع عام 1854م.
نشر: وستنفلذ. وطبع 1378 هـ بتحقيق عبد السلام هارون.

  • دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 80

ابن دريد
وأما أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، فإنه ولد بالبصرة. قال: الحسن بن عبد الله بن سعيد اللغوي: سمعت ابن دريد يقول: ولدت بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
ونشأ بعمان، وطلب علم النحو، وأخذ عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي وعبد الرحمن، ابن أخي الأصمعي.
وكان من أكابر علماء العربية مقدماً في اللغة وأنساب العرب وأشعارهم، وأخذ عنه أبو سعيد السيرافي، وأبو عبيد الله المرزباني.
وكان شاعراً كثير الشعر، فمن ذلك المقصورة المشهورة، ومنه أيضاً القصيدة المشهورة، التي جمع فيها المقصور والممدود؛ إلى غير ذلك.
وقال محمد بن رزق بن علي الأسدي: كان يقال: إن أبا بكر بن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
وله من الكتب: كتاب الخمهرة في اللغة، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الخيل الكبير، وكتاب الخيل الصغير، وكتاب الأنواء، وكتاب الملاحن، وكتاب أدب الكتاب، وكتاب المجتبى، وكتاب المقتنى؛ إلى غير ذلك.
وحكى أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي، قال: سألت أبا بكر بن دريد عن الكاغد، فقال: يقال بالدال المهملة، وبالذال المعجمة، وبالظاء المعجمة.
وقال جمزة بن يوسف: سألت أبا الحسن الدار قني عن ابن دريد، فقال: تكلموا فيه.
وقال أبو حفص عمر بن شاهين الواعظ: كنا ندخل على أبي بكر بن دريد ونستحيي منه مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى، وقد كان جاوز التسعين.
ويحكى أن أبا بكر بن دريد قال لأصحابه: رأيت البارحة في المنام آتياً أتاني، فقال لي: لم لا تقول في الخمر شيئاً؟ فقلت: وهل ترك أبو نواس فيها لأحد قولا! قال: نعم، أنت أشعر منه حيث يقول:

فقلت: من أنت؟ قال: شيطانك. وسألته عن اسمه فقال: أبو زاجية، وأخبره أنه يسكن بالموصل.
وذكر إسماعيل بن سويد أن سائلاً جاء إلى ابن دريد، فلم يكن عنده غير دن نبيذ، فوهبه له، فجاءه غلامه، وأنكر عليه ذلك، فقال: أيشٍ اعمل! لم يكن عندي غيره.
ويروى أنه قال: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، فما تم اليوم حتى أهدى عشرة دنان، فقال لغلامه: تصدقنا بواحد، وأخذنا عشرة.
وذكر ابن شاذان أن ابن دريد مات سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، في السنة التي خلع فيها القاهر بالله تعالى أبو منصور محمد بن المعتضد، وبويع الراضي بالله تعالى أبو العباس محمد بن المقتدر بالله تعالى.
وذكر ابن كامل؛ أنه مات يوم الأربعاء لثمان عشرة ليلة خلت من شعبان من السنة المذكورة، وذكر أنه مات هو وأبو هاشم الجبائي في يوم واحد، ودفنا في مقبرة الخيرزان، وقال الناس: مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي، ورثاه جحظة، فقال:

  • مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن-ط 3( 1985) , ج: 1- ص: 191

  • دار الفكر العربي-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 225

  • مطبعة المعارف - بغداد-ط 1( 1959) , ج: 1- ص: 175

أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري
متأخر العصر.
له كتاب ’’ الجمهرة ’’ على حروف المعجم، قال بعضهم يعيبه:

وله كتاب ’’ الاشتقاق ’’، وكتاب ’’ الملاحن ’’.
وله شعر كثير، منه ’’ المقصور والممدود ’’، هي مشهورة.
أخذ عن بي حاتم.
وبلغ ثمانين سنة، وجازها.
توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وكان أخذ عنه:

  • هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة - مصر-ط 2( 1992) , ج: 1- ص: 225

محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر الأزديّ البصريّ.
ولد بالبصرة في سكّة صالح في خلافة المعتصم في سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وقرأ علم اللغة وأشعار العرب على علماء البصرة، ثم صار إلى عمان وأقام بها، ثم صار إلى جزيرة أبي عمارة، ثم إلى فارس، فسكنها مدة. ثم قدم بغداد، فأقام بها إلى حين وفاته. روى عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السّجستاني، وأبي الفضل الرّياشي، وروى عنه أبو سعيد السّيرافيّ، وأبو عبيد الله المرزبانيّ، وأبو الفرج عليّ بن الحسين الأصفهانيّ. وله شعر كثير، وروى أخبار العرب وأشعارها. وكان أحفظ الناس، وأوسعهم علما، وأقدرهم على شعر.
وتصدّر في العلم ستين سنة، وأول شعر قاله: [البسيط]

وكان يقال: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشّعراء. وكان موصوفا بالكرم بماله وعلمه.
قال محمد بن إسحاق: لابن دريد من الكتب: كتاب الأمالي، وكتاب اشتقاق أسماء القبائل، وكتاب الجمهرة، وكتاب المجتنى، وكتاب الوشاح، وكتاب الخيل الكبير، وكتاب الخيل الصغير، وكتاب الأنواء، وكتاب روّاد العرب، وكتاب ما سئل عنه لفظا فأجاب عنه حفظا، وكتاب اللّغات، وكتاب السّلاح، وكتاب غريب القرآن: لم يتمّ، وكتاب فعلت وأفعلت، وكتاب أدب الكاتب، وكتاب تقويم اللّسان: لم يبيّضه، وكتاب المطر.
وكانت وفاة ابن دريد يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان من سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، وفي هذا اليوم مات أبو هاشم الجبّائيّ فقيل: مات علم الفقه والكلام، ودفنا جميعا في مقبرة الخيزران.

  • دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 201

محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر الأزدي
الإمام، العلامة، اللغوي، الاخباري، الفاضل، الكامل، الشاعر، شيخ المشايخ، فريد الوقت، نادرة الدّهر، إمام الأمصار، ولد بالبصرة، ونشأ بعمان، وكان أبوه وأهله من ذوي الشأن بها. ثم تنقل في جزائر البحر وأرض فارس والبصرة، ثم ورد بغداد بعد أن أسنّ، فأقام بها إلى أن توفي بها في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وكان رأس أهل العلم، والمتقدم في الحفظ للغة وأشعار العرب، وهو غزير الشعر، كثير الرواية، سمح الأخلاق، وكانت له نجدة في شبابه وشجاعة، وهو القائل في عمّه الحسين بن دريد: سريع:

ولّى الرّدى يوم تولّى به ووجهه أزهر مبيض وله: كامل:
وله يرثى عبد الله بن عمارة: طويل:
وقال أبو الحسين علي بن أحمد: ولد أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بالبصرة في سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ومات عن ثمان وتسعين سنة، وذكر أن ابن دريد قال: سقطت من حماري بأرض فارس، فبتّ وجعاً، فأتاني آتٍ في منامي وقال لي: قل في الخمر شيئاً فقلت: وهل ترك أبو نواس لقائل مقالاً؟ قال: أنت أشعر منه حيث تقول: طويل:
فقلت: من أنت؟ قال: أنا شيطانك أبو ناجية! قلت: وأين تسكن؟ قال: الموصل. أنبأني زيد بن الحسن الكندى، أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز، حدثنا أحمد بن علي بن ثابت بن مهدي، أنبأنا علي بن أبى علي حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال: قال لنا ابن دريد: أنا محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حماميّ بن جرو ابن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عديّ بن عمرو بن مالك بن فهم - قبيل - ابن غانم بن دوس - قبيل - بن عدثان بن عبد الله بن زهران ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد - قبيل - ابن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان. قال ابن دريد: وحماميّ هذا أول من أسلم من آبائي من السّبعين راكباً الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغتهم وفاة رسول الله ( حتى أدّوه؛ وفي هذا يقول قائلهم: طويل:
وقال ابن دريد: مولدي بالبصرة بسكة صالح، سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وأنشد ابن دريد وقال: هذا أول ما قلته من الشعر: بسيط:
أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصتإنّ ابن عشرين من شيبٍ على خطر ومات الجبّائيّ أبو هاشم وابن دريد في يوم واحد. أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي منصور القزاز، حدثنا الخطيب، حدثني هبة الله بن الحسن الأديب قال: قرأت بخط المحسّن بن علي أن ابن دريد لما توفي، حملت جنازته إلى مقبرة الخيزران ليدفن فيها، وكان قد جاء في ذلك اليوم طشٌّ من مطر، وإذا بجنازة أخرى مع نفر قد أقبلوا بها من ناحية باب الطاق، فنظروا، فإذا هي جنازة أبي هاشم الجبائي، فقال الناس: مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي ودفنا جميعاً بالخيزرانية. وبالإسناد: حدثنا الخطيب قال: حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا الحسن ابن أحمد بن نصر القاضي، حدثنا أبو العلاء أحمد بن عبد العزيز قال: كنت في جنازة أبي بكر بن دريد وفيها جحظة فأنشدنا لنفسه:

  • دار اليمامة-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 201

محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية أبو بكر الأزدي
صاحب ’’الجمهرة’’ وغيرها، كان يقال عنه: إنه أشعر العلماء وأعلم الشعراء، ذكر في الشافعية لمدحه الشافعي بقصيدة، قال الدارقطني: تكلموا فيه. ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ومات سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، ودفن هو وأبو هاشم الجبائى معاً في يوم واحد بمقبرة الخيزران، فقيل: مات علم الكلام واللغة جميعاً.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1