ابن دريد محمد بن الحسن بن دريد الازدي من ازد عمان من قحطان، ابو بكر: من ائمة اللغة والادب. كانوا يقولون: ابن دريد اشعر العلماء واعلم الشعراء. وهو صاحب ’’ المقصورة الدريدية –ط’’ ولد في البصرة وانتقل إلى عمان فأقام اثنى عشر عاما وعاد إلى البصرة ثم رحل إلى نواحي فارس فقلده ’’ آل ميكال’’ ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته ’’ المقصورة ’’ ثم رجع إلى بغداد واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا فأقام إلى ان توفى. ومن كتبه ’’ الاشتقاق –ط’’ في الانساب، و’’ المقصور والممدود –ط’’ و’’ شرحه-خ’’ و’’ الجمهرة-ط’’ في اللغة، ثلاثة مجلدات، اضاف اليها المستشرق كرنكو مجلدا رابعا للفهارس، و’’ ذخائر الحكمة-خ’’ رسالة، و’’ المجتنى –ط’’ و’’ صفة السرج واللجام-ط’’ و’’ الملاحن-ط’’ و’’ السحاب والغيث-ط’’ و’’ تقويم اللسان ’’ و’’ ادب الكاتب’’ و’’ الامالي ’’ و’’ الوشاح’’ و’’ زوار العرب ’’ و’’ اللغات’’.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 80
ابن دريد اسمه محمد بن الحسن بن دريد.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 264
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ابن عتاهية بن حنتم بن حسن
بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن ملك بن فهم بن غانم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن بنت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان الأزدي البصري اللغوي.
نسبه
هكذا ساق نسبه ابن خلكان والخطيب في تاريخ بغداد إلا إن الثاني
اسقط ابن وهب وفي فهرست ابن النديم حشم بدل حنتم وفيه أيضا: ابن أسلمة بن حشم بن حاضر بن حشم بن ظالم بن حاضر بن أسد إلى الغوث وترك الباقي وفي معجم الأدباء اسقط ابن حسن الثاني وابن جرو وابن عمرو وابن كعب الثاني وزاد ابن حنتم بعد ابن سلمة وابن جشم بن ظالم بعد ابن حاضر وذكر غنم بدل غانم وقال ابن زهير ويقال زهران. ويمكن كون سقوط ما سقط من النساخ خصوصا مع تكرر الأسماء ودريد تصغير أدرد تصغير ترخيم وقياسه أديرد كما يقال سويد في تصغير اسود وزهير في تصغير أزهر والأدرد الذي ليس في فمه سن وعتاهبة بعين مهملة مفتوحة ومثناة فوقية وألف وهاء مكسورة ومثناة تحتية مفتوحة وهاء وحنتم بحاء مهملة مفتوحة ونون ساكنة ومثناة فوقية مفتوحة وميم أصله الجرة المدهونة الخضراء وبها سمي الرجل وقد عرفت إن في فهرست ابن النديم حشم بدل حنتم وفي معجم الأدباء تارة وتارة حنتم ولا شك إن كل ذلك تصحيف للفظ باخر وحمامي بحاء مهملة مفتوحة وميمين بينهما ألف وياء قال ابن النديم منسوب إلى قرية من نواحي عمان يقال لها حمام وهو أول من أسلم من آبائه وهو من السبعين راكبا الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أدوه وفي ذلك يقول قائلهم:
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنه | طريد نفته مذحج والسكاسك |
فقدت بابن دريد كل فائدة | لما غدا ثالث الأحجار والترب |
وكنت أبكي لفقد الجود منفردا | فصرت أبكي لفقد الجود والأدب |
مارست من لو هدت الأفلاك من | جوانب الجو عليه ما شكا |
فوا حزني إن لا حياة لذيذة | ولا عمل يرضى به الله صالح |
من يكن للظباء صاحب صيد | فعليه بمجلس ابن دريد |
إن فيه لا وجها قيدتني | عن طلاب العلى بأوثق قيد |
أذللت كرمان وعرضتها | لجحفل مثل عديد الحصى |
وابن دريد عزة فيهم | في بحره مثلك كم غوصا |
جثا على الركبة حتى إذا | أحس نزرا قعد القرفصا |
والله إن عاد إلى مثلها | لأصفعن هامته بالعصا |
صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه | فلما علاه قال للباطل أبعد |
هجرتك لا قلى مني ولكن | رأيت بقاء ودك في الصدود |
كهجر الحائمات الورد لما | رأت إن المنية في الورود |
تفيض نفوسها ظما وتخشى | حماما فهي تنظر من بعيد |
ومن تك نزهته قينة | وكأس تحث وكأس تصب |
فنزهتنا واستراحتنا | تلاقي العيون ودرس الكتب |
ثوب الشباب علي اليوم بهجته | فسوف تنزعه عني يد الكبر |
انا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت | إن ابن عشرين من شيب على خطر |
إن البرية خيرها نسبا | إن عد أكرمه وأمجده |
نسب معظمه محمده | وكفاه تعظيما محمده |
نسب إذا كبت الزناد فما | تكبو إذا ما نض أزنده |
وأخو النبي فريد محتده | لم يكبه في القدح مصلده |
حل البلاد به على شرف | يتكائد الراقين صعدده |
أ ولم يبت عنه أبو حسن | والمشركون هناك ترصده |
متلففا ليرد كيدهم | ومهاد خير الناس ممهده |
فوقى النبي ببذل مهجته | وبأعين الكفار منجده |
أهوى النبي محمدا ووصيه | وابنيه وابنته البتول الطاهرة |
أهل الوفاء فإنني بولائهم | أرجو السلامة والنجا في الآخرة |
وارى محبة من يقول بفضلهم | سببا يجير من السبيل الجائرة |
أرجو بذاك رضى المهيمن وحده | يوم الوقوف على ظهور الساهرة |
إما ترى رأسي يحاكي لونه | طرة صبح تحت أذيال الدجى |
شرد عن عيني الكرى طيف سرى | من أم عمرو في غياهيب الدجى |
زار وسادي والظلام عاكف | وأنجم الليل مديدات الطلى |
اهلا بشخص ما رأينا مثله | في يقظة تزهو لنا طول المدى |
إذ نحن نزهو والزمان مولع | باعين الغيد وأجياد الظبا |
نواعس مثل ألمها نواهد | خمص البطون عاليات المنتمى |
والغانيات لا يردن من بدا | في عارضيه الشيب لو رام الصبا |
لما رأت شيبي عم مفرقي | قالت غبار يا خليلي ما أرى |
ولم تزل تمسحها بمرطها | والقلب منها بين ياس ورجا |
قلت موعظة لعلها | تقي صروف ما رأت بي قد علا |
يا ظبية أشبه شيء بالمها | راتعة بين الهضيم والحشا |
نهنه بوادر دمعك المهراق | أي ائتلاف لم يرع بفراق |
حجر بن أحمد فارع الشرف الذي | خضعت لعزته طلى الأعناق |
قبل أنامله فلسن أناملا | لكنهن مفاتح الارزاق |
وانظر إلى النور الذي لو إنه | للبدر لم يطبع برين محاق |
عيون ما يلم بها رقاد | ولا يمحو محاسنها السهاد |
إذا ما الليل صافحها استهلت | وتضحك حين ينحسر السواد |
لها حدق من الذهب المصفى | صياغة من يدين له العباد |
وأجفان من الدر استفادت | ضياء مثله لا يستفاد |
على قصب الزبرجد في ذراها | لأعين من يلاحظها مراد |
ودعته حين لا تودعه | روحي ولكنها تسير معه |
ثم افترقنا وفي القلوب لنا | ضيق مكان وفي الدموع سعة |
أبا حسن والمرء يخلق صورة | تخبر عما ضمنته الغرائز |
إذا كنت لا ترجى لنفع معجل | وأمرك بين الشرق والغرب جائز |
ولم تك يوم الحشر فينا مشفعا | فرأي الذي يرجوك للنفع عاجز |
علي بن عيسى خير يوميك إن ترى | وفضلك مأمول ووعدك ناجز |
واني لأخشى بعد هذا بان ترى | وبين الذي تهوى وبينك حاجز |
وقد ألفت زهر النجوم رعايتي | فان غبت عنها فهي عني تسائل |
يقابل بالتسليم منهن طالع | ويومئ بالتوديع منهن آفل |
بنفسي ثرى ضاجعت في بيته البلى | لقد ضم منك الغيث والليث والبدرا |
فلو إن حيا كان قبرا لميت | لصيرت أحشائي لأعظمه قبرا |
ولو إن عمري كان طوع إرادتي | وساعدني المقدار قاسمتك العمرا |
وما خلت قبرا وهو أربع أذرع | يضم ثقال المزن والطود والبحرا |
عانقت منه وقد مال النعاس به | والكأس تقسم سكرا بين جلاس |
ريحانة ضمخت بالمسك ناضرة | تمج برد الندى في حر أنفاسي |
حجابك صعب يجبه الحر دونه | وقلبي إذا سيم المذلة أصعب |
وما أزعجتني نحو بابك حاجة | فأجشم نفسي رجعة حين احجب |
مناويك في بذل النوال وأنه | ليعجز عن أدنى مداك ويحسر |
عداني عن حظي الذي لا أبيعه | بأنفس ما يحظى به المتخير |
لم الغيث واعذر من لقاؤك عنده | يعادل نيل الخلد بل هو أكبر |
على الرسل في بري فقد عظم الشكر | ولم أك ذا شكر وان جل ما يعرو |
مدائح مثل الغيث جادت عيونها | سحاب توالى من جوانبه قطر |
أصبحوا بعد جميع فرقا | وكذا كل جميع مفترق |
ضحكوا والدهر عنهم صامت | ثم أبكاهم دما حين نطق |
أقول لورقاوين في فرع نخلة | وقد طفل الإمساء أو جنح العصر |
وقد بسطت هاتا لتلك جناحها | ومر على هاتيك من هذه النحر |
ليهنكما إن لم تراعا بفرقة | وما دب في تشتيت شملكما الدهر |
فلم أر مثلي قطع الشوق قلبه | على إنه يحكي قساوته الصخر |
غراء لو جلت الخدود شعاعها | للشمس عند طلوعها لم تشرق |
غصن على دعص تأود فوقه | قمر تألق تحت ليل مطبق |
لو قيل للحسن احتكم لم يعدها | أو قيل خاطب غيرها لم ينطق |
وكأننا من فرعها في مغرب | وكأننا من وجهها في مشرق |
تبدو فيهتف للعيون ضياؤها | الويل حل بمقلة لم تطبق |
وحمراء قبل المزج صفراء بعده | أتت بين ثوبي نرجس وشقائق |
حكت وجنة المعشوق صرفا فسلطوا | عليها مزاجا فاكتست لون عاشق |
ابن دريد بقره | وفيه لؤم وشره |
ويدعي بجهله | وضع كتاب الجمهره |
وهو كتاب العين إلا | إنه قد غيره |
أف على النحو وأربابه | قد صار من أربابه نفطويه |
أحرقه الله بنصف اسمه | وصير الباقي صراخا عليه |
جام تكون من عقيق احمر | فرشت قرارته بمسك أذفر |
خرط الربيع مثاله فأقامه | بين الرياض على قضيب اخضر |
نجم العلى بعدك مقض | وركنه الأوثق منهض |
يا واحدا لم تبق لي واحدا | يرجى به الابرام والنقض |
أديل بطن الأرض من ظهرها | يوم حوت جثمانه الأرض |
ولى الردى يوم تولى به | ووجهه أزهر مبيض |
لو كنت اعلم إن لحظك موبقي | لحذرت من عينيك ما لم احذر |
لا تحسبي دمعي تحدر إنما | روحي جرت من دمعي المتحدر |
خبري خذيه عن الضنى وعن البكا | ليس اللسان وان تلفت بمخبر |
أرى الشيب مذ جاوزت خمسين حجة | يدب دبيب الصبح في غسق الظلم |
هو السقم إلا إنه غير مؤلم | ولم أر مثل الشيب سقما بلا الم |
لا تدخلنك ضجرة من سائل | فلخير وقتك إن ترى مسؤولا |
لا تجبهن بالرد وجه مؤمل | فبقاء عزك إن ترى مأمولا |
تلقى الكريم فتستدل ببشره | وترى العبوس على اللئيم دليلا |
اقض الحوائج ما استطعت ولا تقل | أصبحت عنها ذاهلا مشغولا |
واعلم بأنك عن قليل صائر | خبرا فكن خبرا يروق جميلا |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 153
ابن دريد محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بلغ به ابن خلكان إلى قحطان أبو بكر الأزدي البصري نزيل بغداذ، تنقل في جزاير البحر وفارس وطلب الأدب واللغة، وكان أبوه من رؤساء زمانه وكان أبو بكر رأسا في العربية وأشعار العرب وله شعر كثير ورثى جماعة من أهل العلم رثى الشافعي وغيره، حدث عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل العباس الرياشي وابن أخي الأصمعي، وروى عنه السيرافي وابن شاذان وأبوالفرج صاحب الأغاني وأبو عبيد الله المرزبان، عاش بضعا وتسعين سنة مولده سنة ثلث وعشرين وماتين وتوفي سنة إحدى وعشرين وثلث ماية، قال يوسف بن الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد ما رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له، وقال أبو حفص ابن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحي مما نرى من العيدان المعلقة والشراب وقد جاوز التسعين، وله كتاب الجمهرة في اللغة كتاب جيد، والأمالي، واشتقاق الأسماء للقبايل، والمجتبي وهو صغير قال الشيخ شمس الدين: سمعناه بعلو، والخيل، والسلاح، وغرايب القرآن ولم يتم، وأدب الكاتب، وفعلت وأفعلت والمطر، والرواد، والاشتقاق، والسرج واللجام، والخيل الكبير والصغير، والأنواء، والملاحن، وزوار العرب، والوشاح وهو صغير، قال الخطيب عن أبي بكر الأسدي: كان يقاهو أعلم الشعراء وأشعر العلماء، قال الدارقطني: تكلموا فيه، قال الشيخ شمس الدين: وقع لنا من عواليه في أمالي الوزير ومقصورته مشهورة وعارضها جماعة واعتنى بشرحها جماعة من المتقدمين والمتأخرين وآخر من علمته شرحها الشيخ شمس الدين الضايع شرحها في مقدار يدخل في ثلثة أسفار كبار وهي عندي ومدح بالمقصورة الشاه بن ميكال الأمير يقال أنه أتى فيها بأكثر اللغة وكان ابنا ميكال على عمالة فارس وصنف لهما الجمهرة وقلداه ديوان فارس فتصدر كتب فارس عنه ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه فأفاد معهما أموالا كثيرة وكان مفيد مبيدا لا يمسك درهما سخاء وكرما ولما مدحهما بالمقصورة وصلاه بعشرة آلاف درهم فلما عزلا وصل إلى بغداذ ونزل على علي بن محمد الخواري فأفضل عليه وعرف به المقتدر فأجرى عليه في الشهر خمسين دينارا إلى أن مات وعرض له آخر عمره فالج سقى الديارق فبرئ ورجع إلى أفضل أحواله وإملايه على تلامذته ثم عاوده الفالج وبطل من محزمه إلى قدميه وكان إذا دخل أحد عليه ضج وتألم لدخوله ولم يصل إليه، قال تلميذه أبو علي القالي: فكنت أقول في نفسي أن الله عز وجل عاقبه بقوله في المقصورة:
مارست من لو هوت الأفلاك من | جوانب الجو عليه ما شكا |
فوا حزنا أن لا حياة لذيذة | ولا عمل يرضى به الله صالح |
وحمراء قبل المزج صفراء بعده | أتت بين ثوبي نرجس وشقايق |
حكت وجنة المعشوق صرفا فسلطوا | عليها مزاجا فاكتسب ثوب عاشق |
كيف أسلو وأنت حقف وغصن | وغزال قدا ولحظا وردفا |
غراء لو جلت الخدور شعاعها | للشمس عند طلوعها لم تشرق |
غصن على دعص تأود فوقه | قمر تألق تحت ليل مطبق |
لو قيل للحسن احتكم لم يعدها | أو قيل خاطب غيرها لم ينطق |
فكأننا من فرعها في مغرب | وكأننا من وجهها في مشرق |
تبدو فيهتف بالعيون ضياؤها | الويل حل بمقلة لم تطبق |
فقدت بابن دريد كل فايدة | لما غدا ثالث الأحجار والترب |
وكنت أبكي لفقد الجود منفردا | فصرت أبكي لفقد الجود والأدب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
ابن دريد اللغوي اسمه محمد بن الحسن.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
ابن دريد اللغوي اسمه محمد بن الحسن.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حمامي بن واسع بن وهب بن سلمة بن حنتم بن حاضر بن جشم بن ظالم بن أسد بن عدي بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهير، ويقال زهران بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ؛ مات يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة
بقيت من رمضان سنة احدى وعشرين وثلاثمائة، وفي هذا اليوم مات أبو هاشم عبد السلام بن محمد الجبائي فقيل: مات علم اللغة والكلام ودفنا جميعا في مقبرة الخيزران.
وقال المرزباني: دفن بالعباسية من الجانب الشرقي في ظهر سوق السلاح من الشارع الأعظم.
وقال التنوخي ورجاله: دفن ابن دريد بظهر السوق الجديدة المعروفة بمقابر العباسية من الجانب الشرقي.
ومولده بالبصرة في سكة صالح في خلافة المعتصم سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وبالبصرة تأدب وعلم اللغة وأشعار العرب، وقرأ على علماء البصرة، ثم صار إلى عمان فأقام بها مدة، ثم صار إلى جزيرة ابن عمارة، ثم صار إلى فارس فسكنها مدة، ثم قدم بغداد فأقام بها إلى أن مات.
وحدث أبو بكر ابن علي قال: أبو بكر ابن دريد بصري المولد ونشأ بعمان وتنقل في جزائر البحر والبصرة وفارس، وطلب الأدب وعلم العربية، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار، وورد بغداد بعد أن أسن فأقام بها إلى آخر عمره. وروى عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي وأبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي، وكان رأس أهل هذا العلم، وروى عنه خلق منهم أبو سعيد السيرافي وأبو عبيد الله المرزباني وأبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني. وله شعر كثير وروى من أخبار العرب وأشعارها ما لم يروه كثير من أهل العلم.
وقال أبو الطيب اللغوي في «كتاب مراتب النحويين» عند ذكر ابن دريد: هو الذي انتهى إليه علم لغة البصريين، وكان أحفظ الناس وأوسعهم علما وأقدرهم على شعر، وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في صدر خلف الأحمر وابن دريد. وتصدر ابن دريد في العلم ستين سنة. وأول شعر قاله:
ثوب الشباب علي اليوم بهجته | فسوف تنزعه عني يد الكبر |
أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت | ابن ابن عشرين من شيب على خطر |
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنه | طريد نفته مذحج والسكاسك |
أصبحوا بعد جميع فرقا | وكذا كل جميع مفترق |
ضحكوا والدهر عنهم صامت | ثم أبكاهم دما حين نطق |
أقول لورقاوين في فرع نخلة | وقد طفل الإمساء أو جنح العصر |
وقد بسطت هاتا لتلك جناحها | ومر على هاتيك من هذه النحر |
ليهنكما أن لم تراعا بفرقة | وما دب في تشتيت شملكما الدهر |
فلم أر مثلي قطع الشوق قلبه | على أنه يحكي قساوته الصخر |
وحمراء قبل المزج صفراء بعده | بدت بين ثوبي نرجس وشقائق |
حكت وجنة المعشوق صرفا فسلطوا | عليها مزاجا فاكتست لون عاشق |
حجابك صعب يجبه الحر دونه | وقلبي إذا سيم المذلة أصعب |
وما أزعجتني نحو بابك حاجة | فأجشم نفسي رجعة حين أحجب |
مناويك في بذل النوال وانه | ليعجز عن أدنى مداك ويحسر |
عداني عن حظي الذي لا أبيعه | بأنفس ما يحظى به المتخير |
لم الغيث فاعذر من لقاؤك عنده | يعادل نيل الخلد بل هو أكبر |
على الرسل في بري فقد عظم الشكر | ولم أك ذا شكر وان جل ما يعرو |
مدائح مثل الغيث جادت عيونها | سحاب توالى من جوانبها قطر |
عانقت منه وقد مال النعاس به | والكأس تقسم سكرا بين جلاسي |
ريحانة ضمخت بالمسك ناضرة | تمج برد الندى في حر أنفاسي |
بنفسي ثرى ضاجعت في بيته البلى | لقد ضم منك الغيث والليث والبدرا |
فلو أن حيا كان قبرا لميت | لصيرت أحشائي لأعظمه قبرا |
ولو أن عمري كان طوع إرادتي | وساعدني المقدار قاسمتك العمرا |
وما خلت قبرا وهو أربع أذرع | يضم ثقال المزن والطود والبحرا |
فقدت بابن دريد كل منفعة | لما غدا ثالث الأحجار والترب |
وكنت أبكي لفقد الجود مجتهدا | فصرت أبكي لفقد الجود والأدب |
وقد ألفت زهر النجوم رعايتي | فإن غبت عنها فهي عني تسأل |
يقابل بالتسليم منهن طالع | ويومئ بالتوديع منهن آفل |
ابن دريد بقره | وفيه عي وشره |
ويدعي من حمقه | وضع كتاب الجمهره |
وهو كتاب العين إ | لا أنه قد غيره |
أبا حسن والمرء يخلق صورة | تخبر عما ضمنته الغرائز |
إذا كنت لا ترجى لنفع معجل | وأمرك بين الشرق والغرب جائز |
ولم تك يوم الحشر فينا مشفعا | فرأي الذي يرجوك للنفع عاجز |
علي بن عيسى خير يوميك أن ترى | وفضلك مأمول ووعدك ناجز |
وإني لأخشى بعد هذا بأن ترى | وبين الذي تهوى وبينك حاجز |
ودعته حين لا تودعه | روحي ولكنها تسير معه |
ثم افترقنا وفي القلوب لنا | ضيق مكان وفي الدموع سعه |
من يكن للظباء طالب صيد | فعليه بمجلس ابن دريد |
إن فيه لأوجها قيدتني | عن طلاب العلا بأوثق قيد |
هجرتك لا قلى مني ولكن | رأيت بقاء ودك في الصدود |
كهجر الحائمات الورد لما | رأت أن المنية في الورود |
تفيض نفوسها ظمأ وتخشى | حماما فهي تنظر من بعيد |
عيون ما يلم بها رقاد | ولا يمحو محاسنها السهاد |
إذا ما الليل صافحها استهلت | وتضحك حين ينحسر السواد |
لها حدق من الذهب المصفى | صياغة من يدين له العباد |
وأجفان من الدر استفادت | ضياء مثله لا يستفاد |
على قصب الزبرجد في ذراها | لأعين من يلاحظها مراد |
ومن تك نزهته قينة | وكأس تحث وكأس تصب |
فنزهتنا واستراحتنا | تلاقي العيون ودرس الكتب |
نهنه بوادر دمعك المهراق | أي ائتلاف لم يرع بفراق |
حجر بن أحمد فارع الشرف الذي | خضعت لعزته طلى الأعناق |
قبل أنامله فلسن أناملا | لكنهن مفاتح الأرزاق |
وانظر إلى النور الذي لو أنه | للبدر لم يطبع برين محاق |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2489
ابن دريد العلامة شيخ الأدب أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، الأزدي البصري صاحب التصانيف، تنقل في فارس وجزائر البحر يطلب الآداب ولسان العرب، ففاق أهل زمانه، ثم سكن بغداد. وكان أبوه رئيسا متمولا. ولأبي بكر شعر جيد.
حدث عن: أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، وابن أخي الأصمعي، وتصدر للإفادة زمانا.
أخذ عنه: أبو سعيد السيرافي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفرج الأصبهاني، وأبو عبيد الله المرزباني، وإسماعيل ابن ميكال، وعيسى ابن الوزير، وطائفة.
قال أحمد بن يوسف الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد، ولا رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته، يحفظ ذلك.
قلت: كان آية من الآيات في قوة الحفظ.
قال ابن شاهين: كنا ندخل عليه فنستحيي مما نرى من العيدان والشراب، وقد شاخ.
وقال أبو منصور الأزهري: دخلت فرأيته سكران فلم أعد إليه.
وقال الدارقطني: تكلموا فيه: وقال أبو بكر الأسدي: كان يقال: ابن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
قلت: توفي في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، وله ثمان وتسعون سنة، عفا الله عنه.
ورثاه جحظة فقال:
فقدت بابن دريد كل فائدة | لما غدا ثالث الأحجار والترب |
وكنت أبكي لفقد الجود منفردا | فصرت أبكي لفقد الجود والأدب |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 398
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الإمام أبو بكر الأزدى البصرى نزيل بغداد
مولده سنة ثلاث وعشرين ومائتين
وتنقل في جزائر البحر وفارس في طلب اللغة والأدب وكان أبوه من رؤساء زمانه وأما هو فكان رأسا في العربية وأشعار العرب
حدث عن أبى حاتم السجستانى وأبى الفضل العباس الرياشى وابن أخى الأصمعى وغيرهم
روى عنه أبو سعيد السيرافى وأبو بكر بن شاذان وأبو الفرج صاحب الأغانى وأبو العباس إسماعيل بن ميكال وغيرهم
قال أحمد بن يوسف الأزرق ما رأيت أحفظ من ابن دريد وما رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له
وعن أبى بكر الأسدى قال كان يقال ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء
ولابن دريد قصيدة طنانة مدح بها الشافعي رضى الله عنه أولها
بملتفتيه للمشيب مطالع | ذوائد عن ورد التصابى روادع |
تصرفنه طوع العنان وربما | دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع |
ومن لم يزعه لبه وحياؤه | فليس له من شيب فوديه وازع |
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد | ضياء إذا ما أظلم الخطب صادع |
إذا المعضلات المشكلات تشابهت | سما منه نور في دجاهن ساطع |
أبى الله إلا رفعه وعلوه | وليس لما يعليه ذو العرش واضع |
سلام على قبر تضمن جسمه | وجادت عليه المدجنات الهوامع |
لقد غيبت أكفانه شخص ماجد | جليل إذا التفت عليه المجامع |
تغيرت البلاد ومن عليها | فوجة الأرض مغبر قبيح |
تغير كل ذى حسن وطيب | وقل بشاشة الوجه المليح |
لا مرحبا بغد ولا أهلا به | إذ كان ترحال الأحبة في غد |
زعم البوارح أن رحلتنا غدا | وبذاك خبرنا الغراب الأسود |
تعالوا أعينونى على الليل إنه | على كل عين لا تنام طويل |
ولا تخذلونى في البكاء فإننى | لكم عند طول الجهد غير خذول |
فويلى وعولى فرجوا بعض كربتى | وإلا فإنى ميت بقليل |
فإن كان هذا الشوق لابد لازما | وليس لكم فيه الغداة حويل |
أحب أبا مروان من أجل تمره | وأعلم أن اليمن بالمرء أوفق |
ووالله لولا تمره ما حببته | ولو كان أدنى من سعيد ومشرق |
قالت وقد طفت سبعا حول كعبتها | يا صاح هل لك في فتوى ابن عباس |
تقول هل لك في بيضاء بهكنة | تكون مثواك حتى يصدر الناس |
لا يكون العير مهرا | لا يكون المهر مهر |
فنعم فتى الجلى ومستنبط الندى | وملجأ مكروب ومفزع لاهث |
غياث بن عمرو بن الحليت بن جابر بن | زيد بن منصور بن حارث |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 3- ص: 138
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حمامي بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن جشم بن ظالم بن حاضر بن أسد بن عدي بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان ابن عبد الله بن زهير- ويقال زهران- بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد بن الغوث بن مولده بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وقرأ على علمائها، ثم صار إلى عمان فأقام بها إلى أن مات.
روى عن عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي. وكان رأس أهل هذا العلم.
روى عنه خلق؛ منهم أبو سعيد السيرافي، والمرزباني، وأبو الفرج الأصبهاني.
وله شعر كثير، وروى من أخبار العرب وأشعارها ما لم يروه كثير من أهل العلم.
وقال أبو الطيب اللغوي في «مراتب النحويين» عند ذكره ابن دريد:
هو الذي انتهت إليه لغة البصريين، وكان أحفظ الناس، وأوسعهم علما، وأقدرهم على الشعر، وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في صدر خلف الأحمر، وابن دريد، وتصدر ابن دريد في العلم ستين سنة.
وكان يقال: ابن دريد أشعر العلماء.
قال الخطيب البغدادي: كان واسع الحفظ جدا، تقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها، فيسابق إلى إتمامها ويحفظها.
وسئل عنه الدارقطني فقال: تكلموا فيه.
وقال ابن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحي لما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوع.
قال شيخنا الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: قد تاب بعد ذلك، كما سيأتي.
وقال الخطيب: جاء إليه سائل فلم يكن عنده غير دن نبيذ، فأعطاه له، فأنكر عليه غلامه، فقال: لم يكن عندنا غيره، وتلا قوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} فما تم اليوم حتى أهدي له عشرة دنان، فقال: تصدقنا بواحد، وأخذنا عشرة.
وقال الأزهري: وممن ألف الكتب في زماننا فرمي بافتعال العربية وتوليد الألفاظ أبو بكر بن دريد، وقد سألت عنه إبراهيم بن عرفة، فلم يعبأ به، ولم يوثقه في روايته. وألفيته على كبر سنه سكران لا يكاد يفتر عن ذلك.
وقال غيره: أملى ابن دريد «الجمهرة» في فارس، ثم أملاها بالبصرة وببغداد من حفظه، فلذلك تختلف النسخ، والنسخة المعول عليها هي الأخيرة، وآخر ما صح نسخة عبيد الله بن أحمد فهي حجة، لأنه كتبها من عدة نسخ، وقرأها عليه.
وله من التصانيف «الجمهرة» في اللغة، «الأمالي»، «المجتني»، «اشتقاق أسماء القبائل»، «الملاحن»، «المقتبس»، «المقصور والمدود»، «الوشاح»، «الخيل» الكبير، «الخيل» الصغير، «الأنواء»، «غريب القرآن» لم يتم، «فعلت وأفعلت»، «أدب الكاتب»، «المطر»، «زوار العرب»، «السرج واللجام»، «تقويم اللسان» لم يبيض، «المقصورة» مدح بها الأمير أبا العباس إسماعيل بن عبد الله بن ميكال رئيس نيسابور.
قال بعضهم: أملى ابن دريد الجمهرة من حفظه سنة سبع وتسعين ومائتين، فما استعان عليها بالنظر في شيء من الكتب، إلا في الهمزة واللفيف.
قال: وكفى عجبا أن يتمكن الرجل من علمه كل التمكن ثم لا يسلم مع ذلك من الألسن، حتى قيل فيه:
ابن دريد بقره | وفيه عي وشره |
ويدعى من حمقه | وضع كتاب الجمهرة |
وهو كتاب العين إلا | أنه قد غيره |
من يكن للظباء صاحب صيد | فعليه بمجلس ابن دريد |
إن فيه لأوجها قيدتني | عن طلاب العلا بأوثق قيد |
فقدت بابن دريد كل منفعة | لما غدا ثالث الأحجار والترب |
وكنت أبكي لفقد الجود مجتهدا | فصرت أبكي لفقد الجود والأدب |
عيون ما يلم بها الرقاد | ولا يمحو محاسنها السهاد |
إذا ما الليل صافحها استهلت | وتضحك حين ينحسر السواد |
لها حدق من الذهب المصفى | صياغة من يدين له العباد |
وأجفان من الدر استفادت | ضياء مثله لا يستفاد |
على قضب الزبرجد في ذراها | لأعين من يلاحظها مراد |
فنعم أخو الجلي ومستنبط الندى | وملجأ محزون ومفزع لاهث |
أذللت كرمان وعرضتها | لجحفل مثل عديد الحصى |
وابن دريد غرة فيهم | في بحره مثلك قد غوصا |
جثا على الركبة حتى إذا | أحسن نزرا قعد القرفصا |
والله إن عاد إلى مثلها | لأصفعن هامته بالعصا |
صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه | فلما علاه قال للباطل: ابعد |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 122
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم الأزدي اللغوي البصري إمام عصره في اللغة والأدب والأشعار الفائقة ومن تصانيفه كتاب الجمهرة وهو من الكتب المعتبرة في اللغة وكتاب معاني القرآن ومصنفاته كثيرة قد ذكرت في وفيات ابن خلكان وتفصيل مناقبه مذكور فيه
وقد توفي في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة في شهر شعبان ببغداد وقد دفن في
المقبرة المعروفة بالعباسية من الجانب الشرقي في ظهر سوق السلاح بالقرب من الشارع الأعظم
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 61
محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر صاحب اللغة. أخذ عن أبي حاتم
السجستاني، وأبي الفضل الرياشى، وطبقتهما.
وكان رأسا في الآداب، يضرب المثل بحفظه.
قال الدارقطني: تكلموا فيه.
وقال أبو منصور الأزهري اللغوى: دخلت على ابن دريد، فرأيته سكران.
قيل: مات سنة إحدى وعشرة وثلثمائة.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 3- ص: 520
صاحب “الجمهرة”، هكذا نسب نفسه، ورفعه إلى نصر بن الأزد.
قال: وحمامي من أول من أسلم من آبائي، وهو من السبعين راكباً الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة، لما بلغهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدوه.
وكان ابن دريد - عفا الله عنا وعنه - من أعلام اللغة.
ولد بالبصرة، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر، والبصرة، وفارس، وطلب الأدب، وعلم النحو واللغة حتى برع، وورد بغداد بعد أن علت سنه، فأقام بها إلى حين وفاته، وكان رأسا متقدما في حفظ اللغة، والأنساب، وأشعار العرب، وله شعر جيد سائر، وكان أبوه من أهل الرياسة واليسار.
حدث عن: ابن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، والرياشي.
وروى عنه: السيرافي، والمرزباني، وأبو بكر ابن شاذان، وغيرهم. ومولده - فيما روي عنه - في سنة ثلاث وعشرين ومئتين.
روي لنا عن أبي منصور الشيباني وغيره، عن الخطيب قال: سمعت أبا بكر محمد بن رزق بن علي الأسدي يقول: كان يقال: إن أبا بكر ابن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
وبه، عن الخطيب: حدثني علي بن المحسن التنوخي، عن أبي الحسن علي بن يوسف الأزرق قال: وكان أبو بكر - يعني: ابن دريد - واسع الحفظ جدا، ما رأيت أحفظ منه، كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها، أو أكثرها، فيسابق إلى تمامها ويحفظها، وما رأيته قط قرئ عليه ديوان شاعر، إلا وهو يسابق إلى روايته، لحفظه له.
وبه: حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني عن ابن دريد، فقال: تكلموا فيه. وقال حمزة: سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول: جلست إلى جنب ابن دريد وهو يحدث، ومعه “ جزء “ فيه: قال الأصمعي، فكان يقول في واحد: حدثنا الرياشي، وفي آخر: حدثنا أبو حاتم، وفي آخر: حدثنا ابن أخي الأصمعي، عن الأصمعي، كما يجيء على قلبه.
قلت: هذا رجم بالتوهم، وما المانع من أن يكون ابن دريد قد حفظ حديث كل واحد من شيوخه هؤلاء على حدة، وإن لم يكن مبيناً في كتابه كما وجد ذلك لغيره.
وبه قال: كتب إلي أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة قال: سمعت أبا منصور الأزهري يقول: دخلت على ابن دريد فرأيته سكران، فلم أعد إليه. قال أبو ذر: وسمعت ابن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد، ونستحيي منه مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوعا، وقد كان جاوز التسعين سنة.
قال أبو ذر: وسمعت إسماعيل بن سويد يقول: جاء إلى ابن دريد سائل، فلم يكن عنده غير دن نبيذ، فوهبة له، فجاء غلامه، فقال: الناس يتصدقون بالنبيذ، فقال: أيش أعمل؟ لم يكن عندي غيره، فما تم اليوم حتى أهدي له عشرة دنان، فقال لغلامه: تصدقنا بواحد، فأخذنا عشرة.
قلت: وقد ذكره الأزهري - فيما رأيته في صدر كتابه الجليل الموسوم [ب: “تهذيب اللغة“ - في عداد من لا يعتد به في رواية اللغة، فقال: مات - عفا الله عنه - في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، ودفن بمقبرة الخيزران من بغداد.
قال الخطيب بإسناده إلى أبي العلاء حمد بن عبد العزيز قال: كنت في جنازة أبي بكر ابن دريد وفيها جحظة، فأنشدنا لنفسه:
فقدت بابن دريد كل فائدة | لما غدا ثالث الأحجار والترب |
وكنت أبكي لفقد الجود مجتهدا | فصرت أبكي لفقد الجود والأدب |
بملتفتيه للمشيب مطالع | ذوائد عن ورد التصابي روادع |
يصرفنه طوع العنان وربما | دعاه الصبا فاقتاده وهو طائع |
ومن لم يزعه لبه وحياؤه | فليس له من شيب فوديه وازع |
هل النافر المدعو للحظ راجع | أو النصح مقبول أو الوعظ نافع؟ |
أم الهمك المهموم بالجمع عالم | بأن الذي يوعي من المال ضائع؟ |
وأن قصاراه على فرط ضنه | فراق الذي أضحى له وهو جامع |
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده | ولكن جمع العلم للمرء رافع |
ألم تر آثار ابن إدريس بعده | دلائلها في المشكلات لوامع |
معالم يفنى الدهر وهي خوالد | وتنخفض الأعلام وهي روافع |
مناهج فيها للهدى متصرف | موارد فيها للرشاد شرائع |
ظواهرها حكم ومستنبطاتها | لما حكم التفريق فيه جوامع |
لرأي ابن إدريس ابن عم محمد | ضياء إذا ما أظلم الخطب صادع |
إذا المعضلات المشكلات تشابهت | سما منه نور في دجاهن ساطع |
أبى الله إلا رفعه وعلوه | وليس لما يعليه ذو العرش واضع |
توخى الهدى واستنقذته يد التقى | من الزيغ، إن الزيغ للمرء صارع |
ولاذ بآثار النبي فحكمه | لحكم رسول الله في الناس تابع |
وعول في أحكامه وقضائه | على ما قضى التنزيل والحق ناصع |
بطيء عن الرأي المخوف التباسه | إليه إذا لم يخش لبسا مسارع |
وأنشأ له منشيه من خير معدن | خلائق هن الزاهرات البوارع |
تسربل بالتقى وليداً وناشئا | وخص بلب الكهل مذ هو يافع |
وهذب حتى لم تشر بفضيلة | إذا التمست إلا إليه الأصابع |
فمن يك علم الشافعي إمامه | فمرتعه في ساحة العلم واسع |
سلام على قبر تضمن جسمه | وجادت عليه المدجنات الهوامع |
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه | وهن بما حكمن فيه فواجع |
فأحكامه فينا بدور زواهر | وآثاره فينا نجوم طوالع |
لقد غيبت أكفانه شخص ماجد | جليل إذا التفت عليه المجامع |
جرت لبحور العلم إذ صار فكره | لها مددا في العالمين ينابع |
دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 123
محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر اللغوي: قال الدارقطني: تكلموا فيه.
مكتبة النهضة الحديثة - مكة-ط 2( 1967) , ج: 1- ص: 347
ابن دريد
محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر صاحب اللغة. م سنة 321 هـ رحمه الله تعالى.
قال مسلمة بن القاسم: كان كثير الرواية للأخبار وأيام الناس والأنساب، غير انه لم يكن عند جميعهن وكان خليعا.
له اشتقاق أسماء القبائل. طبع عام 1854م.
نشر: وستنفلذ. وطبع 1378 هـ بتحقيق عبد السلام هارون.
دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 80
ابن دريد
وأما أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، فإنه ولد بالبصرة. قال: الحسن بن عبد الله بن سعيد اللغوي: سمعت ابن دريد يقول: ولدت بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
ونشأ بعمان، وطلب علم النحو، وأخذ عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي وعبد الرحمن، ابن أخي الأصمعي.
وكان من أكابر علماء العربية مقدماً في اللغة وأنساب العرب وأشعارهم، وأخذ عنه أبو سعيد السيرافي، وأبو عبيد الله المرزباني.
وكان شاعراً كثير الشعر، فمن ذلك المقصورة المشهورة، ومنه أيضاً القصيدة المشهورة، التي جمع فيها المقصور والممدود؛ إلى غير ذلك.
وقال محمد بن رزق بن علي الأسدي: كان يقال: إن أبا بكر بن دريد أعلم الشعراء، وأشعر العلماء.
وله من الكتب: كتاب الخمهرة في اللغة، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الخيل الكبير، وكتاب الخيل الصغير، وكتاب الأنواء، وكتاب الملاحن، وكتاب أدب الكتاب، وكتاب المجتبى، وكتاب المقتنى؛ إلى غير ذلك.
وحكى أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي، قال: سألت أبا بكر بن دريد عن الكاغد، فقال: يقال بالدال المهملة، وبالذال المعجمة، وبالظاء المعجمة.
وقال جمزة بن يوسف: سألت أبا الحسن الدار قني عن ابن دريد، فقال: تكلموا فيه.
وقال أبو حفص عمر بن شاهين الواعظ: كنا ندخل على أبي بكر بن دريد ونستحيي منه مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى، وقد كان جاوز التسعين.
ويحكى أن أبا بكر بن دريد قال لأصحابه: رأيت البارحة في المنام آتياً أتاني، فقال لي: لم لا تقول في الخمر شيئاً؟ فقلت: وهل ترك أبو نواس فيها لأحد قولا! قال: نعم، أنت أشعر منه حيث يقول:
وحمراء قبل المزج، سفراء بعده | أتت بين ثوبَيْ نرجسٍ وشقائق |
حكت وجنة المعشوق صرفاً فسلطوا | عليها مجاجا، فاكتست لون عاشق |
فقدت بابن دريد كل منفعة | لما غدا ثالث الأحجار والترب |
قد كنت أبكي لفقد الجود آونةً | فصرت أبكي لفقد الجود والأدب |
مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن-ط 3( 1985) , ج: 1- ص: 191
دار الفكر العربي-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 225
مطبعة المعارف - بغداد-ط 1( 1959) , ج: 1- ص: 175
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري
متأخر العصر.
له كتاب ’’ الجمهرة ’’ على حروف المعجم، قال بعضهم يعيبه:
وهو كتاب العين إلا | أنه قد غيره |
هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة - مصر-ط 2( 1992) , ج: 1- ص: 225
محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر الأزديّ البصريّ.
ولد بالبصرة في سكّة صالح في خلافة المعتصم في سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وقرأ علم اللغة وأشعار العرب على علماء البصرة، ثم صار إلى عمان وأقام بها، ثم صار إلى جزيرة أبي عمارة، ثم إلى فارس، فسكنها مدة. ثم قدم بغداد، فأقام بها إلى حين وفاته. روى عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السّجستاني، وأبي الفضل الرّياشي، وروى عنه أبو سعيد السّيرافيّ، وأبو عبيد الله المرزبانيّ، وأبو الفرج عليّ بن الحسين الأصفهانيّ. وله شعر كثير، وروى أخبار العرب وأشعارها. وكان أحفظ الناس، وأوسعهم علما، وأقدرهم على شعر.
وتصدّر في العلم ستين سنة، وأول شعر قاله: [البسيط]
ثوب الشّباب عليّ اليوم بهجته | فسوف تنزعه عنّي يد الكبر |
أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت | إنّ ابن عشرين من شيب على خطر |
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 201
محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر الأزدي
الإمام، العلامة، اللغوي، الاخباري، الفاضل، الكامل، الشاعر، شيخ المشايخ، فريد الوقت، نادرة الدّهر، إمام الأمصار، ولد بالبصرة، ونشأ بعمان، وكان أبوه وأهله من ذوي الشأن بها. ثم تنقل في جزائر البحر وأرض فارس والبصرة، ثم ورد بغداد بعد أن أسنّ، فأقام بها إلى أن توفي بها في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وكان رأس أهل العلم، والمتقدم في الحفظ للغة وأشعار العرب، وهو غزير الشعر، كثير الرواية، سمح الأخلاق، وكانت له نجدة في شبابه وشجاعة، وهو القائل في عمّه الحسين بن دريد: سريع:
نجم العلا بعدك منقضّ | وركنه الأوثق منهضّ |
يا واحداً لم يبق لي واحداً | يرجى به الإبرام والنّقض |
أديل بطن الأرض من ظهرها | يوم حوت جثمانه الأرض |
لو كنت أعلم ان لحظك موبقي | لحذرت عن عينيك ما لم أحذر |
لا تحسبي دمعي تحدّر إنما | روحي جرت في دمعي المتحدر |
خبري خذيه عن الضنى وعن البكا | ليس اللسان وإن تلفت، بمخبر |
بنفسي ثرى صافحت في بيته البلى | لقد ضم منك الغيث والليث والبدرا |
فلو أن حيّاً كان قبراً لميّت | لصيّرت أحشائي لأعظمه قبرا |
ولو أن عمري كان طوع مشيئتي | وساعدني المقدور قاسمتك العمرا |
حكت وجنة المعشوق لوناً فسلطوا | عليها مزاجاً فاكتست لون عاشق |
وفينا لعمروٍ يوم عمرو كأنه | طريدٌ نفته مذحجٌ والسكاسك |
ثوب الشباب عليّ اليوم بهجته | وسوف تنزعه عني يد الكبر |
فقدت بابن دريد كلّ فائدة | لما غدا ثالث الأحجار والتّرب |
وكنت أبي لفقد الجود منفردا | فصرت أبكي لفقد الجود والأدب |
دار اليمامة-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 201
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية أبو بكر الأزدي
صاحب ’’الجمهرة’’ وغيرها، كان يقال عنه: إنه أشعر العلماء وأعلم الشعراء، ذكر في الشافعية لمدحه الشافعي بقصيدة، قال الدارقطني: تكلموا فيه. ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ومات سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، ودفن هو وأبو هاشم الجبائى معاً في يوم واحد بمقبرة الخيزران، فقيل: مات علم الكلام واللغة جميعاً.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1