المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري (الخالص) بن علي الهادي، ابو القاسم: اخر الائمة الاثنى عشر عند الامامية. وهو المعروف عندهم بالمهدي، وصاحب الزمان، والمنتظر، والحجة، وصاحب السرداب. ولد في سامراء، ومات ابوه وله من العمر نحو خمس سنين. ولما بلغ التاسعة او العاشرة او التاسعة عشرة دخل سردابا في دار ابيه بسامراء ولم يخرج منها. قال ابن خلكان: والشيعة ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسر من رأى. وقيل في تاريخ مولده: ليلة نصف شعبان سنة 255 وفي تاريخ غيبته: سنة 265 وفي المؤرخين (كما في منهاج السنة) من يرى ان الحسن بن علي العسكري لم يكن له نسل. وفي سفينة البحار للقمي وصف ليلة مولده، واسم امه ’’ نرجس’’ وانه نهى عن تسميته باسمه فهم يكنون عنه بالمهدي او احد القابه الاخرى.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 80
محمد بن الحسن المهدي صاحب الزمان عليه السلام
الأمام بعد أبي محمد الحسن العسكري وثاني عشر أئمة المسلمين وخلفاء الله في العالمين وثالث المحمدين ولده المسمى باسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المكنى بكنيته ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع). وجاء في كثير من الأخبار النهي عن تسميته مثل لا يحل لكم ذكره باسمه أو لا يحل لكم تسميته أو لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا أو لا يحل لكم تسميته حتى يظهره الله فيملأ الأرض قسطا وعدلا الخ أو يحرم عليهم تسميته وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه أو لا يسميه باسمه إلا كافر أو لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه وسئل أمير المؤمنين (ع) عن اسمه فقال أما اسمه فلا أن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله في علمه ولأجل ذلك كان يعبر عنه (ع) في الأخبار وكلام الرواة بالصاحب والقائم وصاحب الزمان وصاحب الدار والحضرة والناحية المقدسة والرجل والغريم والغلام وغير ذلك ولا يصرحون باسمه قال المفيد عليه الرحمة والغريم رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ويكون خطابها عليه للتقية وحمل الصدوق وجملة من الأصحاب النهي الوارد في هذه الأخبار على ظاهره فأفتوا بالتحريم ويمكن الحمل على الكراهة لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى ولا ينافيه التشديد الوارد في الأخبار البالغ إلى حد التكفير فقد ورد في المكروهات أمثال ذلك مثل من ترك فرق شعره فرق بمنشار من نار ويؤيد الكراهة التصريح باسمه في بعض الأحاديث كحديث اللوح الذي دفعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى فاطمة (ع) وفيه أسماء الأئمة (ع) وغيره ويمكن الحمل على وقت الخوف عليه كزمن الغيبة الصغرى ويدل عليه ما في بعض التوقيعات ملعون من سماني في محفل من الناس أو من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله وقول عثمان بن سعيد العمري حين قيل له فالاسم قال إياك أن تبحث عن هذا فإن عند هذا القوم أن هذا النسل قد انقطع وقوله أيضا لما سئل عن الاسم محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي وليس لي أن أحلل وأحرم ولكن عنه (ع) فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد (ع) مضى ولم يخلف ولدا وإذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك وما في بعض التوقيعات أن دللتم على الاسم أذاعوا وإن عرفوا المكان دلوا عليه وفي بعضها أن وقفوا على الاسم أذاعوه وإن وقفوا على المكان دلوا عليه وقول الباقر (ع) حين قال له الكابلي أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه: سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد سألتني بأمر لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك وسألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة وينافيه ما مر من أنه يحرم عليهم تسميته ثم قوله أنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه الذي علم به أسمه فدل على تحريم التصريح لحكمة والخوف لا يتفاوت فيه الحال بين التصريح وأنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينافيه أيضا ما مر في بعضها من أنه لا يحل تسميته حتى يخرج أو حتى يظهره الله ويمكن الجمع بان التصريح بالاسم مكروه مطلقا والتسمية صريحا وكناية محرمة في زمن الخوف وبذلك يرتفع جميع التنافي بين الأخبار والله أعلم.
ولد المهدي (ع) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين بسر من رأى في أيام المعتمد قال المفيد ولم يخلف أبوه ولدا ظاهرا ولا باطنا غيره وخلفه غائبا مستترا وكانت سنه عند وفاة أبيه خمس سنين آتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وآتاه الله الحكمة كما آتاها يحيى (ع) صبيا وجعله أماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى بن مريم (ع) في المهد نبيا وعمره إلى يومنا هذا وهو غاية صفر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة بعد الألف ألف سنة وتسع وثمانون سنة وستة أشهر ونصف أمه أم ولد يقال لها نرجس كانت خير أمة وفي رواية أن اسمها الأصلي مليكة كنيته ككنية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكنى أيضا بأبي جعفر لقبه الحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان وأشهرها المهدي بوابه عثمان بن سعيد ثم ابنه محمد بن عثمان ثم الحسين بن روح ثم علي بن محمد السمري وهم السفراء وسيأتي تفصيل أحوالهم أن شاء الله تعالى نقش خاتمه على ما ذكره الكفعمي إنا حجة الله وخاصته شاعره ابن الرومي.
صفته في خلقه وحليته وأخلاقه وأطواره ولباسه
(أما صفته في خلقه وحليته) فعن سنن أبي داوود أنه يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخلق بالضم ولا يشبهه في الخلق بالفتح ولكن في رواية النعماني في الغيبة عن أمير المؤمنين (ع) أنه يشبه نبيكم في الخلق والخلق. على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري الحديث. وفي رواية كان وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود. وفي رواية: أفرق الثنايا أجلى الجبهة. وفي رواية: أجلى الجبين. وعن أمير المؤمنين (ع) في صفته أنه شاب مربوع القامة حسن الوجه والشعر يسيل شعره على منكبيه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه أجلى الجبين أقنى الأنف ضخم البطن بفخذه اليمنى شامة أفلج الثنايا. وعن الباقر (ع) مشوب حمرة غائر العينين مشرف الحاجبين عريض ما بين المنكبين برأسه حزاز وبوجهه أثر. وعن إسعاف الراغبين للصبان المصري ورد أنه شاب أكحل العينين أزج الحاجبين أقنى الأنف كث اللحية على خده الأيمن خال وعلى يده اليمنى خال. وفي الفصول المهمة صفته بين السمرة والبياض. ويأتي أنه إذا خرج يكون شيخ السن شاب المنظر يحسبه الناظر ابن أربعين سنة أو دونها. وأما صفته في أخلاقه فالمستفاد من مجموع الأخبار الآتية وغيرها التي رواها عامة المسلمين أنه يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلقه بالضم وأنه من أهل بيته اسمه كاسمه يصلحه الله في ليلة على رأسه غمامة فيها ملك ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فيذعن له الناس ويشربون حبه يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة جبرئيل على مقدمته وميكائيل على ساقته أنصاره بعدة أهل بدر وأهل الكهف منهم يخرج بالسيف ويملك شرق الأرض وغربها فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يظهر الإسلام ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض أسعد الناس به أهل الكوفة تخصب الأرض في زمانه وتخرج كنوزها يحثو المال حثوا ولا يعده عدا يصلي خلفه عيسى بن مريم ويساعد عيسى على قتل الدجال بباب لد يخرج في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع يملك ست سنين أو سبعا أو ثمانا أو تسعا السنة من سنيه مقدار عشر سنين يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية وأسفار التوراة من جبل بالشام. يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحكم وقال الشيخ محيي الدين ابن العربي: أعداؤه الفقهاء المقلدون يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه ورغبة فيما لديه.
(وأما صفته في لباسه) ففي بعض الروايات عليه عباءتان قطوانيتان أي عند خروجه.
فيما جاء في ولادة المهدي
روى الصدوق في إكمال الدين والكليني في الكافي والشيخ في كتاب الغيبة بألفاظ متقاربة عن بشر بن سليمان النخاس وهو من ولد أبي أيوب الأنصاري وأحد موالي أبي الحسن وأبي محمد العسكريين وجارهما بسر من رأى قال كان مولاي أبو الحسن الهادي (ع) فقهني في علم الرقيق فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلا بإذنه فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتي فيه وأحسنت الفرق فيما بين الحلال والحرام فأتاني ليلة كافور الخادم فقال مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري يدعوك فأتيته فقال لي يا بشر انك من ولد الأنصار وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف وأنتم ثقاتنا أهل البيت واني مشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بسر أطلعك عليه وأنقذك في ابتياع أمة فكتب كتابا لطيفا بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه بخاتمه وأعطاني مائتين وعشرين دينارا فقال خذها وتوجه بها إلى بغداد وأحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا فإذا وصلت إلى جانبك زوارق السبايا فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشرذمة من فتيان العرب فأشرف من العبد على عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن تبرز جارية صفتها كذا وكذا لابسة حريرتين صفيقتين تمتنع من العرض ولمس المعترض وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق فاعلم أنها تقول وأهتك ستراه فيقول بعض المبتاعين علي بثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة فتقول له بالعربية لو برزت في زي سليمان بن داود وعلي شبه ملكة ما بدت فيك رغبة فأشفق على مالك فيقول النخاس فما الحيلة ولا بد من بيعك فتقول الجارية وما العجلة لا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته فعند ذلك قل له أن معك كتابا ملصقا لبعض الأشراف بلغة رومية ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته فإنا وكيله في ابتياعها قال بشر فامتثلت جميع ما حد لي مولاي أبو الحسن (ع) فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا وقالت له بعني من صاحب هذا الكتاب وحلفت بالمحرجة والمغلظة أنه متى امتنع عن بيعها منه قتلت نفسها فما زلت أشاحه في ثمنها حتى استقر الأمر على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي من الدنانير فاستوفاه وتسلمت الجارية ضاحكة مستبشرة وانصرفت بها إلى حجرتي ببغداد فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا من جبينها وهي تلثمه وتطبقه على جفنها وتضعه على خدها وتمسحه على بدنها فقلت تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه فقالت أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرع لي قلبك إنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون أنبئك بالعجب أن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وإنا بنت ثلاث عشرة سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل ومن أمراء الأجناد وملوك العشائر أربعة آلاف وأبرز من بهي ملكه عرشا مصوغا من أصناف الجواهر ورفعه فوق أربعين مرقاة فلما صعد ابن أخيه وأحدقت الصلب وقامت الأساقفة عكفا ونشرت أسفار الإنجيل تساقطت الصلبان من الأعلى فلصقت بالأرض وتقوضت أعمدة العرش وخر الصاعد إلى العرش مغشيا عليه فتغيرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم فقال كبيرهم لجدي أعفنا أيها الملك من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا وقال للأساقفة أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جده لأزوجه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده ولما فعلوا ذلك حدث على الثاني مثل ما حدث على الأول وتفرق الناس وقام جدي مغتما ورأيت في تلك الليلة كان المسيح وشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي ونصبوا فيه منبرا من نور يباري السماء علوا في الموضع الذي كان نصب جدي فيه عرشه ودخل عليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وختنه ووصيه وعدة من أنبيائه فتقدم المسيح (ع) إليه فاعتنقه فيقول له محمد صلى الله عليه وآله وسلم (يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لأبني هذا) وأومأ بيده إلى أبي محمد (ع) ابن صاحب هذا الكتاب فنظر المسيح إلى شمعون وقال له أتاك الشرف فصل رحمك برحم آل محمد قال قد فعلت فصعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ذلك المنبر فخطب وزوجني من ابنه وشهد المسيح وشهد أبناء محمد صلى الله عليه وآله وسلم والحواريون فلما استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل وضرب صدري بمحبة أبي محمد (ع) حتى امتنعت من الطعام والشراب ومرضت مرضا شديدا فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي فلما برح به اليأس قال يا قرة عيني هل تشتهين شيئا فقلت يا جدي لو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسأرى المسلمين وتصدقت عليهم رجوت أن يهب المسيح وأمه لي عافية ففعل ذلك فتجلدت في إظهار الصحة وتناولت يسيرا من الطعام فسر بذلك وأقبل على إكرام الأسأرى فأريت أيضا بعد أربع عشرة ليلة كان سيدة النساء فاطمة قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف من وصائف الجنان فتقول لي مريم هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد فأتعلق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي فقالت أن ابني لا يزورك وأنت مشركة بالله وهذه أختي مريم تبرأ إلى الله من دينك فقولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما قلت ذلك ضمتني إلى صدرها وطيبت نفسي وقالت الآن توقعي زيارة أبي محمد فلما كان في الليلة القابلة رأيت أبا محمد وكأني أقول له جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي معالجة حبك فقال ما كان تأخري عنك إلا لشركك وإذ قد أسلمت فاني زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية قال بشر فقلت لها وكيف وقعت في الأسأرى فقالت أخبرني أبو محمد ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم من طريق كذا ففعلت فوقعت علينا طلائع المسلمين فكان من أمري ما رأيت وما شعر باني ابنة ملك الروم أحد سواك ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت نرجس فقال اسم الجواري قلت العجب إنك رومية ولسانك عربي قلت بلغ من لوع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمان له بالاختلاف إلي وتعليمي العربية قال بشر فلما دخلت على مولاي أبي الحسن (ع) قال لها كيف أراك الله عز الإسلام وشرف محمد وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم قالت كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني قال فاني أحب أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم أم بشرى لك بشرف الأبد قالت بل الشرف قال فابشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا قالت ممن قال ممن خطبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له وهل تعرفينه قالت وهل خلت ليلة لم يزرني فيها منذ أسلمت على يد سيدة النساء فقال يا كافور أدع أختي حكيمة فلما دخلت قال لها هاهية فاعتنقتها طويلا وسرت بها فقال لها أبو الحسن (ع) يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فأنها زوجة أبي محمد وأم القائم (ع) وقال علي بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب (ع) روى لنا الثقات من مشايخنا أن بعض أخوات أبي الحسن علي بن محمد الهادي (ع) كانت لها جارية ولدت في بيتها وربتها تسمى نرجس فلما كبرت وعبلت دخل أبو محمد الحسن العسكري (ع) فنظر إليها فأعجبته فقالت له عمته أراك تنظر إليها فقال صلى الله عليه وآله وسلم "إني ما نظرت إليها إلا متعجبا أما أن المولود الكريم على الله جل وعلا يكون منها" ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك وروى الصدوق في إكمال الدين بسنده عن المطهري عن حكيمة بنت الأمام محمد الجواد (ع) قالت كانت لي جارية يقال لها نرجس فزارني ابن أخي يعني الحسن العسكري (ع) وأقبل يحد النظر إليها فقلت له يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك فقال لا يا عمة لكن أتعجب منها سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما فقلت فأرسلها إليك يا سيدي فقال استأذني أبي فأتيت منزل أبي الحسن (ع) فبدأني وقال يا حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمد فقلت يا سيدي على هذا قصدتك فقال يا مباركة أن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر فزينتها ووهبتها لأبي محمد (ع) فمضى أبو الحسن (ع) وجلس أبو محمد (ع) مكانه فكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي وقالت يا مولاتي ناوليني خفك فقلت بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا دفعت إليك خفي ولا خدمتني بل أخدمك على بصري فسمع أبو محمد (ع) ذلك فقال جزاك الله خيرا يا عمة فلما غربت الشمس صحت بالجارية ناوليني ثيابي لأنصرف فقال يا عمتاه بيتي الليلة عندنا فأنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز وجل الذي يحي الله به الأرض بعد موتها وفي رواية أخرى في إكمال الدين أنه بعث إليها فقال يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فأنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه فقالت ومن أمه قال نرجس قالت له والله جعلني الله فداك ما بها أثر فقال هو ما أقول لك قالت فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي يا سيدتي كيف أمسيت فقلت بل أنت سيدتي وسيدة أهلي فأنكرت قولي وقالت ما هذا يا عمة فقلت يا بنية أن الله سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة فجلست واستحيت ثم قال لي أبو محمد (ع) إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لأن مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها لان فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى (ع) قالت حكيمة فلما فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت فلما كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم انتبهت وهي راقدة ثم قامت فصلت فدخلتني الشكوك فصاح أبو محمد من المجلس لا تعجلي يا عمة فإن الأمر قد قرب فقرأت ألم السجدة ويس فبينما إنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت اسم الله عليك ثم قلت تحسين شيئا قالت نعم فقلت لها اجمعي نفسك واجمعي قلبك ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا به ساجد يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا به نظيف منظف فصاح بي أبو محمد (ع) هلمي إلى ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يده تحت اليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال تكلم يا بني فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد فافتقدت سيدي فلم أره فقلت جعلت فداك ما فعل سيدي فقال استودعناه الذي استودعته أم موسى فلما كان اليوم السابع جئت فقال هلمي إلى أبني ففعل به كالأول ثم أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال تكلم يا بني فقال أشهد أن لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه ثم تلا هذه الآية ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وروى الصدوق في إكمال الدين أيضا أن أبا محمد (ع) أمر أن يشتري عشرة آلاف رطل خبزا وعشرة آلاف رطل لحما ويفرق وعق عنه بكذا وكذا شاة.
في غيبة المهدي (ع) وسفرائه
للمهدي عجل الله فرجه غيبتان صغرى وكبرى كما جاءت بذلك الأخبار عن أئمة أهل البيت (ع) ويقال قصرى وطولى أما الغيبة الصغرى فمن مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته بوفاة السفراء وعدم نصب غيرهم وهي أربع وسبعون سنة ففي هذه المدة كان السفراء يرونه وربما رآه غيرهم ويصلون إلى خدمته وتخرج على أيديهم توقيعات منه إلى شيعته في أجوبة مسائل وفي أمور شتى وأما الغيبة الكبرى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف (وقد جاء في بعض التوقيعات أنه بعد الغيبة الكبرى لا يراه أحد وإن من ادعى الرؤية قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب) وجاء في عدة أخبار أنه يحضر المواسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه (أما السفراء) في زمن الغيبة الصغرى بينه وبين شيعته فهم أربعة.
الأول أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري:
بفتح العين وسكون الميم وكان أسديا فنسب إلى جده أبي أمه جعفر العمري وقيل أن أبا محمد الحسن العسكري (ع) أمر بكسر كنيته فقيل العمري ويقال له العسكري لأنه كان يسكن عسكر سر من رأى ويقال له السمان لأنه كان يتجر بالسمن تغطية للأمر وكان الشيعة إذا حملوا إلى الحسن العسكري (ع) ما يجب عليهم من المال جعله أبو عمرو في زقاق السمن وحمله إليه تقية وخوفا وكان علي الهادي (ع) نصبه وكيلا ثم ابنه الحسن العسكري (ع) ثم كان سفيرا للمهدي (ع) قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة في حقه أنه الشيخ الموثوق به وقال علي الهادي (ع) في حقه هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله وما أداه إليكم فعني يؤديه وسأله بعض أصحابه لمن أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل فقال العمري ثقتي فما أدى إليك فعني يؤدي وما قال لك فعني يقول فاسمع له وأطع فأنه الثقة المأمون وقال الحسن العسكري (ع) في حقه بعد مضي أبيه هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات فما قاله لكم فعني يقوله وما أداه إليكم فعني يؤديه وجاءه أربعون رجلا من أصحابه يسألونه عن الحجة من بعده فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد فقال هذا أمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم إلا وأنكم لا ترونه بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فاقبلوا من عثمان بن سعيد ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة أمامكم والأمر إليه وعثمان بن سعيد هو الذي حضر تغسيل الحسن العسكري (ع) وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه ودفنه مأمورا بذلك قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وكانت توقيعات صاحب الأمر (ع) تخرج على يده ويد ابنه محمد إلى شيعته وخواص أبيه بالأمر والنهي وأجوبة المسائل بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن العسكري (ع) فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما حتى توفي عثمان بن سعيد وغسله ابنه محمد ودفن بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في قبلة مسجد الذرب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا نزوره مشاهرة من وقت دخولي إلى بغداد سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة ونيف وثلاثين وأربعمائة ثم عمره الرئيس أبو منصور محمد بن الفرج وأبرز القبر إلى برا وعمل عليه صندوقا تحت سقف ويتبرك جيران المحلة بزيارته ويقولون هو رجل صالح وربما قالوا هو ابن داية الحسين (ع) ولا يعرفون حقيقة الحال وهو كذلك إلى يومنا هذا وهو سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
الثاني أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري:
روى الشيخ في كتاب الغيبة عن هبة الله بن محمد عن شيوخه قالوا لم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد وجعل الأمر بعد موته كله مردودا إلى ابنه أبي جعفر والشيعة مجمعة على عدالته وثقته وأمانته للنص عليه بالأمانة والعدالة والأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن العسكري ع. وبعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد لا يختلف في عدالته ولا يرتاب بأمانته والتوقيعات تخرج على يده إلى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج به في حياة أبيه عثمان وقال الشيخ أيضا لما مضى أبو عمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي محمد الحسن العسكري (ع) ونص أبيه عثمان عليه بأمر القائم (ع) قال الحسن العسكري (ع) اشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم وقال (ع) لبعض أصحابه العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فأنهما الثقتان المأمونان وكانت لأبي جعفر محمد بن عثمان كتب في الفقه مما سمعه من أبي محمد الحسن (ع) ومن الصاحب (ع) ومن أبيه عثمان عن أبي محمد وعن أبيه علي بن محمد منها كتب الأشربة وروي عنه أنه قال والله أن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه وقيل له رأيت صاحب هذا الأمر قال نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني وقال رأيته صلى الله عليه وآله وسلم متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول اللهم انتقم بي من أعدائك ودخل على محمد بن عثمان بعض أصحابه فرآه وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها آيا من القرآن وأسماء الأئمة (ع) على حواشيها فقال هذه لقبري أوضع عليها أو قال أسند إليها وقد فرغت منه وإنا كل يوم أنزل فيه فاقرأ جزءا من القرآن فإذا كان يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا صرت إلى الله ودفنت فيه فكان كما قال وفي رواية أنه حفر قبرا وقال أمرت أن أجمع أمري فمات بعد شهرين وكانت وفاته في آخر جمادي الأولى سنة خمس وثلثمائة أو أربع وثلثمائة وتولى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة ودفن عند والدته بشارع الكوفة في بغداد قيل وهو الآن في وسط الصحراء.
الثالث أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي
أقامه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه قبل وفاته بسنتين أو ثلاث سنين فجمع وجوه الشيعة وشيوخها وقال لهم أن حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعولوا في أموركم عليه وفي رواية أنهم سألوه أن حدث أمر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر والوكيل له والثقة الأمين فارجعوا إليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت وكان محمد بن عثمان العمري له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس منهم الحسين بن روح وكلهم كان أخص به من الحسين بن روح وكان مشائخ الشيعة لا يشكون في أن الذي يقوم مقام محمد بن عثمان هو جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأوه من الخصوصية به وكثرة وجوده في منزله حتى أنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاما إلا ما أصلح في منزل جعفر أو أبيه بسبب وقع له ويأكله في منزل أحدهما فلما وقع الاختيار على أبي القاسم سلموا ولم ينكروا وكانوا معه وبين يديه كما كانوا مع أبي جعفر محمد بن عثمان ومنهم جعفر بن أحمد بن متيل قال جعفر لما حضرت محمد بن عثمان الوفاة كنت جالسا عند رأسه أسائله وأحدثه وأبو القاسم بن روح عند رجليه فقال لي أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني وتحولت إلى عند رجليه وفي رواية أن الحسين بن روح كان وكيلا لمحمد بن عثمان سنين كثيرة ينظر له في أملاكه وكان خصيصا به وكان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم فتمهدت له الحال في طول حياة محمد بن عثمان إلى أن أوصى إليه وقال الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة كان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف والموافق ويستعمل التقية وتوفي أبو القاسم الحسين بن روح في شعبان سنة ست وعشرين وثلثمائة ودفن في النوبختية في الدرب النافذ إلى التل وإلى درب الأجر وإلى قنطرة الشوك.
الرابع أبو الحسن علي بن محمد السمري
أوصى إليه الحسين بن روح فقام بما كان إليه روى الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة بسنده عن أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال حضرت بغداد عند المشايخ رحمهم الله فقال الشيخ أبو الحسن علي محمد السمري قدس الله روحه ابتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن بابويه القمي وهو والد الصدوق فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنه توفي في ذلك اليوم وفي رواية أنه كان يسألهم عن خبر علي بن الحسين بن بابويه فيقولون قد ورد الكتاب باستقلاله حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألهم فذكروا مثل ذلك فقال لهم آجركم الله فيه فقد قبض في هذه الساعة فاثبتوا التاريخ فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر ورد الخبر بوفاته في تلك الساعة وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا بسنده أن السمري أخرج قبل وفاته بأيام إلى الناس توقيعا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فأنت ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة إلا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الراوي فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال لله أمر هو بالغه وكانت وفاته في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين أو تسع وعشرين وثلثمائة ودفن في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من ربع باب المحول قريبا من شاطئ نهر أبي عتاب.
قال الشيخ في كتاب الغيبة قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي خرج في حقه توقيع: محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فأنه من ثقاتنا وفي توقيع آخر أن أردت أن تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري ومنهم أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم: أحمد بن إسحاق الأشعري وإبراهيم بن محمد الهمداني وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات وقال الطبرسي في إعلام الورى أما غيبته القصرى فهي التي كان سفراؤه فيها موجودين وأبوابه معروفين لا يختلف الأمامية القائلون بإمامة الحسن بن علي فيهم فمنهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ومحمد بن علي بن بلال وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمان وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان وعمر الأهوازي وأحمد بن إسحاق وأبو محمد الوجنائي وإبراهيم بن مهزيار ومحمد بن إبراهيم في جماعة أخرى أقول الظاهر أن السفارة العامة للأربعة المتقدم ذكرهم أما من عداهم ممن ذكرهم الطبرسي فكانت لهم سفارة في أمور خاصة والله أعلم ومن الغريب أنه لم يذكر معهم الحسين بن روح والسمري.
وهناك جماعة مذمومون ادعوا البابية والسفارة كذبا وافتراء قال الشيخ رحمه الله في كتاب الغيبة (أولهم) المعروف بالشريعي وروى أنه كان من أصحاب الهادي ثم العسكري وهو أول من ادعى مقاما لم يجعله الله فيه وكذب على الله وعلى حججه (ع) ونسب إليهم ما لا يليق بهم وهم منه براء فلعنته الشيعة وتبرأت منه وخرج التوقيع بلعنه والبراءة منه ثم ظهر منه القول بالكفر والإلحاد (ومنهم) محمد بن نصير النميري وإليه تنسب النصيرية ادعى بعد الشريعي مقام أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وفضحه الله بما ظهر منه من الإلحاد والجهل ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له وتبريه منه فلما بلغه ذلك قصد أبا جعفر ليعتذر إليه فلم يأذن له وكان يدعي أنه رسول نبي أرسله الهادي (ع) ويقول فيه بالربوبية ويبيح المحارم ويحلل اللواط وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه ويعضده وقيل لمحمد بن نصير وهو في مرض الموت مثقل اللسان لمن هذا الأمر من بعدك فقال بلسان ضعيف ملجلج أحمد فلم يدر من هو فافترقوا بعده ثلاث فرق فرقة قالت أنه أحمد ابنه وفرقة قالت أنه أحمد بن موسى بن الفرات وفرقة قالت أنه أحمد بن أبي الحسين بن بشر (ومنهم) أبو طاهر محمد بن علي بن بلال كانت عنده أموال للإمام (ع) وامتنع من تسليمها إلى محمد بن عثمان العمري وادعى أنه الوكيل حتى تبرأت الجماعة منه ولعنوه وخرج فيه توقيع من صاحب الزمان (ع) (ومنهم) الحسين بن منصور الحلاج أرسل إلى أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي إني وكيل صاحب الزمان ظانا أنه يستميله إليه فوجب ذلك انقياد غيره لعظم أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والأدب وبهذا كان أولا يستميل الشخص ثم يترقى ويقول له وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوي نفسك ولا ترتاب فأرسل إليه أبو سهل رحمه الله إني أسألك أمرا يخف عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين وهو إني أحب الجواري والشيب يبعدني عنهن واحتاج أن أخضب كل جمعة وإلا انكشف أمري عندهن وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتجعل لحيتي سوداء فإنني طوع يديك فلما سمع ذلك من جوابه علم أنه أخطأ في مراسلته وأمسك عنه وصيره أبو سهل أحدوثة وضحكة وجاء الحلاج إلى قم وأرسل رقعة يقول فيها أنه رسول الأمام ووكيله فخرقوا رقعته وسخروا منه وجاء الذي خرقها إلى دكانه فقام له الحاضرون إلا رجلا لم يقم وكان هو الحلاج فسال عنه صاحب الدكان فقال الحلاج أتسأل عني وإنا حاضر قال أعظمت قدرك أن أسألك فقال تخرق رقعتي وإنا أشاهدك فقال يا غلام برجله وبقفاه فاخرج فما رئي بعدها بقم ثم قتل ببغداد على الإلحاد ودعوى الإلهية بأمر المقتدر (ومنهم) أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر كان وجيها عند بني بسطام لان الحسين بن روح كان جعل له منزلة عند الناس لأنه كان في أول أمره من الشيعة وصنف كتبا على مذهبهم ثم ارتد فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام ويسند إلى الحسين بن روح فيقبلونه فبلغ ذلك الحسين بن روح فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عنه وأمرهم بلعنه فلم ينتهوا لأنه كان يموه عليهم بأنني أذعت السر فعوقبت بالأبعاد فبلغ ذلك الحسين بن روح فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه فأطلعوه عليه فبكى بكاءا شديدا وقال أن لهذا القول باطنا عظيما وهو أن اللعنة الأبعاد فمعنى قوله لعنه الله باعده عن العذاب والنار والآن قد عرفت منزلتي ومرع خديه على التراب وقال عليكم بالكتمان حتى أنه قال لهم أن روح رسول الله انتقلت إلى محمد بن عثمان العمري وروح أمير المؤمنين انتقلت إلى الحسين بن روح وروح فاطمة انتقلت إلى أم كلثوم بنت محمد بن عثمان حتى أن أم كلثوم دخلت على أم أبي جعفر بن بسطام فانكبت على رجليها تقبلها فأنكرت أم كلثوم ذلك فبكت أم أبي جعفر وقالت كيف لا أفعل وأنت مولاتي فاطمة فقالت وكيف ذاك فقالت أن الشيخ يعني الشلمغاني خرج إلينا بالسر قالت وما السر قالت أخذ علينا كتمانه وأخاف العقوبة أن أذعته فأعطتها موثقا أن لا تخبر أحدا واستثنت في نفسها الحسين بن روح فأخبرتها فقالت هذا كذب وأخبرت الحسين بن روح فقال هذا كفر والحاد قد احكمه هذا الملعون في قلوب هؤلاء ليجعله طريقا إلى أن الله تعالى حل فيه وظهر التوقيع من صاحب الزمان (ع) بلعنه والبراءة منه ولما اشتهر أمره ولم يمكنه التلبيس قال في مجلس حافل فيه رؤساء الشيعة أجمعوا بيني وبين الحسين بن روح فإن لم تنزل عليه نار من السماء فتحرقه وإلا فجميع ما قاله في حق وبلغ ذلك الراضي لأنه كان في دار ابن مقلة فأمر بقتله فقتل في سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة ومنهم أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي ابن أخي محمد بن عثمان العمري وقد كان أبو دلف الكاتب ادعى النيابة لأبي بكر البغدادي فسئل أبو بكر عن ذلك فأنكره وحلف عليه ثم مال إلى أبي دلف فتبرأت منه الشيعة وحكي أنه توككل لليزيدي بالبصرة فبقي في خدمته مدة طويلة وجمع مالأ عظيما فسعي به إلى اليزيدي فقبض عليه وصادره وضربه على أم رأسه حتى نزل الماء في عينيه فمات ضريرا قال ابن قولويه أما أبو دلف الكاتب لإحاطه الله فكنا نعرفه ملحدا ثم أظهر الغلو ثم جن وسلسل ثم صار مفوضا ومن الغلاة أحمد بن هلال الكرخي كان من أصحاب العسكري ثم تغير وأنكر بابية محمد بن عثمان فخرج التوقيع بلعنه.
في الأدلة على إمامة صاحب الزمان
عليه السلام
وأنه قد ولد وأنه حي موجود في الأمصار غائب عن الأبصار
اعلم أن جميع المسلمين متفقون على خروج المهدي في آخر الزمان وأنه من ولد علي وفاطمة (ع) وان اسمه كاسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأخبار في ذلك متواترة عند الشيعة وأهل السنة كما يعلم من تصفح الأخبار الآتية المشتمل بعضها على أكثر رواياتل السنة والبعض الأخر على جملة من روايات الشيعة مع أن ما تركناه منها قصدا للاختصار أضعاف ما ذكرناه فالاعتقاد بالمهدي (ع) هو من ملة الإسلام ومتواتراته بل وضرورياته ولا خلاف فيه بين المسلمين وإنما اختلفوا في أنه هل ولد أو سيولد فالشيعة وجماعة من علماء أهل السنة على أنه ولد وأنه محمد بن الحسن العسكري (ع) وأكثر أهل السنة على أنه لم يولد بعد وسيولد والحق هو القول الأول ويدل عليه الدليل العقلي والنقلي أما الدليل العقلي فهو حكم العقل بوجوب اللطف على الله تعالى وهو فعل ما يقرب إلى الطاعة ويبعد عن المعصية ويوجب إزاحة العلة وقطع المعذرة بدون أن يصل إلى حد الإجبار لئلا يكون لله على الناس حجة وتكون له الحجة البالغة فالعقل حاكم بوجوب إرسال الرسل وبعثة الأنبياء ليبنوا للناس ما أراد الله منهم من التكاليف المقربة من الخير والمبعدة عن الشر ويحكموا بينهم بالعدل وأن يكونوا معصومين من الذنوب منزهين عن القبائح والعيوب لتقبل أقوالهم ويؤمن منهم الكذب والتحريف وكما يجب إرسال الرسل من قبل الله تعالى يجب نصب أوصياء لهم يقومون مقامهم في حفظ الشريعة وتأديتها إلى الناس ونفي التحريف والتبديل عنها والحكم بين الناس بالعدل وإنصاف المظلوم من الظالم ويجب عصمتهم عما عصم منه الأنبياء للدليل الذي دل على عصمة الأنبياء بعينه ولقوله تعالى خطابا لإبراهيم (ع) إني جاعلك للناس أماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين وغير المعصوم تجوز عليه المعصية فيكون ظالما لنفسه ويجب أن يكون نصبهم من الله تعالى لا من الناس لان العصمة لا يطلع عليها إلا الله تعالى ولان إيكال ذلك إلى الناس مؤد إلى الهرج والمرج ووقع النزاع والاختلاف وحصول الفساد فوجب القول بوجود أمام معصوم في كل زمان منصوب من قبل الله تعالى وقد أجمع المسلمون على أن من عدا الأئمة الإثني عشر ليسوا بهذه الصفات فوجب القول بان أصحاب هذه الصفات هم الأئمة الإثنا عشر وإلا لزم خلو العصر من أمام معصوم وقد ثبت بطلانه قال الشيخ المفيد عليه الرحمة في الإرشاد. ومن الدلائل على إمامة القائم بالحق ابن الحسن (ع) ما يقتضيه العقل بالاستدلال الصحيح من وجود أمام معصوم كامل غني عن رعاياه في الأحكام والعلوم في كل زمان لاستحالة خلو المكلفين من سلطان يكونون بوجوده أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد وحاجة الكل من ذوي النقصان إلى مؤدب للجناة مقوم للعصاة رادع للغواة معلم للجهال منبه للغافلين محذر للضلال مقيم للحدود منفذ للأحكام فاصل بين أهل الاختلاف ناصب للأمراء ساد للثغور حافظ للأموال حام عن بيضة الإسلام جامع للناس في الجمعات والأعياد وقيام الأدلة على أنه معصوم من الزلات لغناه بالاتفاق عن أمام واقتضى ذلك له بالعصمة بلا ارتياب ووجوب النص على من هذه سبيله من الأنام أو ظهور المعجز عليه لتمييزه ممن سواه وعدم هذه الصفات من كل أحد سوى من أثبت إمامته أصحاب الحسن بن علي وهو ابنه المهدي وهذا أصل لا يحتاج معه في الإمامة إلى رواية النصوص لقيامه بنفسه في قضية العقول وصحته بثابت الاستدلال ثم جاءت روايات في النص على ابن الحسن (ع) من طرق تنقطع بها الأعذار وأما الدليل النقلي فهو نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه وبعده الأئمة (ع) وأحدا بعد واحد قال المفيد عليه الرحمة وقد سبق النص عليه في ملة الإسلام من نبي الهدى (ع) ثم من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ونص عليه الأئمة (ع) وأحدا بعد واحد إلى أبيه الحسن (ع) ونص أبوه عليه عند ثقاته وخاصة شيعته وكان الخبر بغيبته ثابتا قبل وجوده وبدولته مستفيضا قبل غيبته وهو صاحب السيف من أئمة الهدى (ع) والقائم بالحق المنتظر لدولة الأيمان وله قبل قيامه غيبتان أحداهما أطول من الأخرى كما جاءت بذلك الأخبار فأما القصرى منهما فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة وأما الطولى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف قال الله عز وجل ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وقال جل اسمه ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وقال (ع) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من ولدي يواطئ اسمه اسمي يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.
في الأخبار الواردة في خروج المهدي (ع) من طريق أهل السنة
أن الأخبار بخروجه متواترة والإجماع عليه من كافة المسلمين حاصل وقد صنف أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي كتابا سماه البيان في أخبار صاحب الزمان وله أيضا كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب قال في كتاب البيان إني جمعت هذا الكتاب وعريته من طرق الشيعة ليكون الاحتجاج به آكد وجمع الحافظ أبو نعيم أحمد ابن عبد الله الأصفهاني صاحب كتاب حلية الأولياء المشهور أربعين حديثا في أمر المهدي أوردها صاحب كشف الغمة بحذف الأسانيد مقتصرا على ذكر الراوي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نوردها كذلك وذكر في حلية الأولياء أيضا جملة من أخبار المهدي وذكر غيرهما كثيرا من أخبار المهدي مثل صاحب مشكاة المصابيح ودور السمطين وجواهر العقدين وكنوز الدقائق وغيرها ونحن ننقل ذلك بالواسطة من كتاب البيان وأربعين الأصفهاني وغيرهما مرتبة كل حديث مع ما يناسبه فنبتدئ أحاديث صاحب البيان بقولنا الكنجي وأحاديث أبي نعيم الأربعين بقولنا الأربعون وغيرها باسم الكتاب المنقول عنه وإن كان نقلنا عن الكل بالواسطة الكنجي بإسناده عن زر بن حبيش وفي نسخة عن زر بن حبيش عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي مشكاة المصابيح عن ابن مسعود مثله ثم قال رواه الترمذي وأبو داود قال الكنجي وفي رواية يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي رواه الترمذي في جامعه وقال (ع) لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي أخرجه أبو داود في سننه وبإسناده عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله قال هذا حديث حسن رزقناه عليا بحمد الله الأربعون بسنده عن حذيفة مثله قوله وخلقه خلقي بضم الخاء لأنه ورد في بعض الروايات يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق الظاهر أن الأول بضم الخاء والثاني بفتحها كما لا يخفى الأربعون بسنده عن حذيفة خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر ما هو كائن ثم قال لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي هذا اسمه اسمي فقام سلمان فقال من أي ولدك هو فقال من ولدي هذا وضرب بيده على منكب ط الحسين (وبسنده) عن حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه فإذا أراد الله عز وجل أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها فقال (ع) يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي تجري الملاحم على يديه ويظهر الإسلام لا يخلف الله وعده وهو سريع الحساب (وبسنده) عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم لا تنقضي الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت قبله جورا يملك سبع سنين (وبسنده) عن ابن عمر عنه صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك من أهل بيتي من يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (وبسنده) عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي الكنجي بسنده عن علي (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا هكذا أخرجه أبو داود في سننه جواهر العقدين رواه أبو داود وأحمد والترمذي وابن ماجة الكنجي بسنده عن الحافظ محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الإبري في كتاب مناقب الشافعي أنه ذكر هذا الحديث وقال وزاد زائدة في روايته حتى يبعث الله رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي قال الكنجي وقد ذكر الترمذي الحديث في جامعه ولم يذكر واسم أبيه أسم أبي وذكر أبو داود في معظم روايات الحفاظ والثقات من نقله الأخبار اسمه اسمي فقط والذي روى واسم أبيه اسم أبي فهو زائدة وهو يزيد في الحديث وان صح فمعناه واسم أبيه اسم أبي أي الحسين لأن كنيته أبو عبد الله فأريد بالاسم الكنية كناية عن أنه من ولد الحسين دون الحسن وأجاب ابن طلحة الشافعي بهذا الجواب ومهد له مقدمتين (الأولى) شيوع إطلاق الأب على الجد الأعلى كقوله تعالى {ملة أبيكم إبراهيم}{واتبعت ملة أبائي إبراهيم} وفي حديث الإسراء هذا أبوك إبراهيم (الثانية) أن الاسم يطلق على الكنية روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمى عليا أبا تراب ولم يكن اسم أحب إليه منه وقال المتنبي: ومن كناك فقد أسماك للعرب انتهى قيل ويمكن أن يراد أن اسم الحسن العسكري أي كنيته أبو محمد واسم أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي كنيته أبو محمد ثم قال الكنجي ويحتمل أن يكون الراوي توهم في قوله ابني فصحفه فقال أبي فوجب حمله على هذا جمعا بين الروايات أقول احتمال التصحيف قريب جدا لتقارب الكلمتين في الحروف وكون الخط القديم أكثره بدون نقط وقد أورد هذا المضمون أيضا أصحابنا في كتبهم. روى الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تذهب الدنيا حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي يقال له المهدي (وبسنده) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وقد عرفت فيما تقدم ما ذكره المفيد أيضا الكنجي بسنده عن سعيد بن المسيب كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول المهدي من ولد فاطمة (وبسنده) عنه عنها رض سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول المهدي من عترتي من ولد فاطمة أخرجه الحافظ أبو داود في سننه وقال صاحب جواهر العقدين أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي وصاحب المصابيح وآخرون كنوز الدقائق للمناوي المصري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا فاطمة أما المهدي فمنك أخرجه الحاكم الأربعون الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه (ع) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة (ع) المهدي من ولدك الكنجي عن علي (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة وأورده في جواهر العقدين لأحمد وابن ماجة وغيرهما عن علي (ع) رفعه غاية المرام عن أبي نعيم في حلية الأولياء عنه صلى الله عليه وآله وسلم المهدي منال البيت يصلحه الله في ليلة أو قال في يومين الكنجي عن أنس بن مالك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول نحن ولد عبد المطلب ساداتل الجنة وإنا حمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي أخرجه ابن ماجة الحافظ في صحيحه جواهر العقدين أخرجه أيضا أبو نعيم والثعلبي وصاحب الأربعين والحموئي والحاكم والديلمي أقول وفي رواية الديلمي إنا معشر بني عبد المطلب سادة أهل الجنة الخ الكنجي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم إلى أن قال فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فأنه خليفة الله المهدي أخرجه الحافظ ابن ماجة القزويني في سننه وبإسناده عن ثوبان أيضا نحوه إلا أنه قال ثم تجئ الرايات السود فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم ثم يجئ خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فائتوه فبايعوه فأنه خليفة الله المهدي قال هذا حديث حسن المتن وقع إلينا عاليا من هذا الوجه الأربعون مثله (وبسنده) عن ثوبان عنه صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأيتم الرايات السود وقد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي (وبسنده) عن ثوبان تجئ الرأيات السود من قبل المشرق كان قلوبهم زبر الحديد فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم ولو حبوا على الثلج الكنجي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي يعني سلطانه هذا حديث حسن صحيح روته الثقات والإثبات أخرجه الحافظ أبو عبد الله بن ماجة القزويني في سننه كنوز الدقائق عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي رواه أحمد والبيهقي في دلائل النبوة وعن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث حراث مقدمته رجل يقال له منصور يوطن أو قال يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجب على كل مؤمن نصره أو قال إجابته رواه أبو داود الكنجي عن علقمة بن عبد الله في حديث أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطويرا حتى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا كما ملأوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج أقول وهذا الحديث في سنن ابن ماجة الكنجي روى ابن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال ويحا للطالقان فإن لله عز وجل بها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفتهم وهم أيضا أنصار المهدي في آخر الزمان قال وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا. زيد الشاك قلنا وما ذاك قال سنين فيجئ إليه الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله قال الحافظ الترمذي حديث حسن الأربعون عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تملأ الأرض ظلما وجورا فيقول رجل من عترتي فيملأها قسطا وعدلا يملك سبعا أو تسعا الكنجي وقد روي من غير وجه أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يكون في أمتي المهدي أن قصر فسبع وإلا فتسع تنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتي الأرض أكلها (كنوزها خ ل) ولا تدخر منه شيئا والمال يومئذ كدوس يقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ مشكاة المصابيح عن أبي سعيد ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجا إليه من الظلم فيبعث الله رجلا من عترتي وأهل بيتي فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته مدرارا ولا تدع الأرض من نباتها شيئا إلا أخرجته حتى يتمنى الأحياء الأموات يعيش في ذلك سبع أو ثمان سنين أو تسع سنين رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح كتاب فضل الكوفة لمحمد بن علي العلوي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يملك المهدي أمر الناس سبعا أو عشرا أسعد الناس به أهل الكوفة الأربعون بسنده عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم لتملأن الأرض ظلما وعدوانا ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وعدوانا (الكنجي) عن أم سلمة يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث الشام فتخسف بهم البيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم ذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون مشكاة المصابيح رواه أبو داود ورواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي كما في جواهر العقدين الكنجي قال أبو داود قال بعضهم عن هشام تسع سنين وقال بعضهم سبع سنين هذا سياق الحافظ كالترمذي وابن ماجة القزويني وأبي داود قال وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف أنتم إذا ابن مريم فيكم وإمامكم منكم قال هذا حديث حسن صحيح متفق على صحته من حديث محمد بن شهاب الزهري رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما قال وعن جابر بن عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعالى صل بنا فيقول لا أن بعضكم على بعض أمراء تكرمة من الله لهذه الأمة قال هذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم في صحيحه وقال في موضع آخر رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده والحافظ أبو نعيم في عواليه أقول أورده أبو نعيم في الأربعين وقال فيقول أميرهم المهدي ثم قال الكنجي وإن كان الحديث المتقدم قد أول فهذا لا يمكن تأويله فأنه صريح في أن عيسى (ع) يقدم أمير المسلمين وهو يومئذ المهدي (ع) فيبطل تأويل من قال معنى وإمامكم منكم أي يأتيكم بكتابكم ثم ذكر ما حاصله أن هذه الأحاديث الدالة على أن عيسى يصلي خلف المهدي ويجاهد بين يديه ويقتل الدجال مما ثبتت طرقها وصحتها عند أهل السنة والشيعة ووقع عليها الإجماع من كافة أهل الإسلام وهي تدل على أن المهدي أفضل من عيسى إلى أن قال ومما يزيد هذا القول ما رواه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في حديث طويل في نزول عيسى وأنه قيل له يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل بهم عيسى بن مريم صلى الله عليه وآله وسلم فرجع ذلك الأمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم قال هذا حديث حسن صحيح ثابت أخرجه ابن ماجة في كتابه عن أبي إمامة الباهلي وهذا مختصره وبإسناده عن أبي إمامة في حديث قيل فأين العرب يومئذ يا رسول الله قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم المهدي رجل صالح قال هذا حديث حسن هكذا رواه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني جواهر العقدين عن حذيفة رفعه يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم (ع) كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي له تقدم صل بالناس فيقول إنما أقيمت الصلاة لك فيصلي خلف رجل من ولدي أخرجه الطبراني وابن حبان في صحيحه من حديث عقبة بع عامر في إمامة المهدي نحو (الأربعون) بالإسناد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه كتاب الفتن للحافظ نعيم بن حماد بسنده عن هشام بن محمد المهدي الذي يؤم عيسى بن مريم سنن الترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقتل ابن مريم الدجال بباب لد الكنجي عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين" قال هذا حديث ثابت حسن صحيح أخرجه الحافظ أبو داود السجستاني في صحيحه ورواه غيره من الحفاظ كالطبراني وغيره مشكاة المصابيح رواه الحمويني وابن الجوزي وقال ابن الجوزي الأجلى الذي انحسر الشعر عن جبهته إلى نصف رأسه والقنا أحديداب في الأنف الأربعون بسنده عن أبي سعيد الخدري المهدي منال البيت رجل من أمتي أشم الأنف يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (الكنجي) ذكر ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس في باب الألف واللام بإسناده عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "المهدي طاوس أهل الجنة" (الكنجي) بإسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المهدي من ولدي وجهه كالقمر (كالكوكب خ ل) الدري يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يرضي بخلافته أهل السماوات وأهل الأرضين والطير في الجو يملك عشرين سنة جواهر العقدين أخرجه الروياني والطبراني وأبو نعيم والديلمي في مسنده الكنجي بإسناده عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهدي رجل من ولدي على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يرضى بخلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو قال هذا حديث حسن رزقناه عاليا بحمد الله عن جم غفير من أصحاب الثقفي وسنده معروف عندنا الأربعون بسنده عن حذيفة عنه صلى الله عليه وآله وسلم المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري الكنجي بإسناده عن أبي إمامة الباهلي في حديث فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن غيلان يا رسول الله من أمام الناس يومئذ قال المهدي من ولدي ابن أربعين سنة كان وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه عباءتان قطوانيتان يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك قال هذا سياق الطبراني في معجمه الأكبر قال وعن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليبعثن الله رجلا من عترتي أفرق الثنايا أجلى الجبهة يملأ الأرض عدلا ويفيض المال فيضا قال هكذا أخرجه الحافظ أبو نعيم في عواليه قال وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يفتح القسطنطينية وجبل الديلم ولو لم يبق إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يفتحها قال هذا سياق الحافظ أبي نعيم وقال هذا هو المهدي بلا شك وفقا بين الروايات قال وعن أبي هارون العبدي أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له هل شهدت بدرا قال نعيم قلت ألا تحدثني بشيء مما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي وفضله بلى أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرض مرضة نقه منها فدخلت عليه فاطمة صلى الله عليه وآله وسلم تعوده وإنا جالس عن يمينه فلما رأت ما به من الضعف خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدها فقال لها ما يبكيك يا فاطمة قالت أخشى الضيعة يا رسول الله فقال يا فاطمة أما علمت أن الله أطلع إلى الأرض إطلاعة فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ثم أطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إلى فأنكحته واتخذته وصيا أما علمت أنه بكرامة الله إياك زوجك أغررهم علما وأكثرهم حلما وأقدمهم سلما فاستبشرت فأراد أن يزيدها مزيد الخير كله الذي قسمه الله لمحمد وآل محمد فقال لها يا فاطمة ولعلي ثمانية أضراس يعني مناقب إيمان الله ورسوله وحكمته وزوجته وسبطاه (وولداه خ ل) الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر يا فاطمة أنال بيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبيك ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك ومنا مهدي الأمة الذي يصلي عيسى خلفه ثم ضرب على منكب الحسين فقال من هذا مهدي الأمة قال هكذا أخرجه الدارقطني صاحب الجرح والتعديل الأربعون بسنده عن علي بن هلال عن أبيه نحوه لكنه قال أعطانا الله عز وجل سبع خصال وزاد فيها ومنا من له جناحان يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وقال بعد ذكر الحسنين والذي بعثني أن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وانقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا الحديث جواهر العقدين عن عباية ابن ربعي عن أبي أيوب الأنصاري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة منا خير الأنبياء وهو أبوك ومنا خير الأوصياء وهو بعلك ومنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك جعفر ومنا سبطا هذه الأمة سيدا شبابل الجنة الحسن والحسين وهما ابناك ومنا المهدي وهو من ولدك أخرجه الطبراني في الأوسط الكنجي بإسناده عن أبي نضرة كنا عند جابر إلى أن قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثيا لا يعده عدا قال الراوي قلت لأبي نضرة وأبي العلاء أتريان أنه عمر بن عبد العزيز قالأ لا قال هذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم في صحيحه وبإسناده عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا لا يعده عدا قال هذا حديث ثابت صحيح أخرجه الحافظ مسلم في صحيحه قال وعن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالأ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون في آخر الزمان خليفه يقسم المال ولا يعده هذا لفظ مسلم في صحيحه قال وعن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحا فقال رجل ما صحاحا قال بالسوية بين الناس ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا ينادي يقول من له في المال حاجة فما يقوم إلا رجل واحد فيقول إنا فيقول أئت السدان يعني الخازن فقل له أن المهدي يأمرك أن تعطيني مالأ فيقول له أحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول كنت أجشع أمة محمد نفسا أعجز عما وسعهم فيرده ولا يقبل منه فيقال له إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال ثم لا خير في الحياة بعد قال هذا حديث حسن ثابت أخرجه شيخ أهل الحديث في مسنده يعني أحمد بن حنبل وقال وفي هذا الحديث دلالة على أن المجمل في صحيح مسلم هو هذا المبين في مسند ابن حنبل وفقا بين الروايات إسعاف الراغبين نحوه قال أخرج أحمد والماوردي وفيه أبشروا بالمهدي رجل من قريش من عترتي وفيه أيضا يلبث في ذلك ستا أو سبعا أو ثمانيا أو تسع سنين الأربعون بإسناده عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم يخرج المهدي في أمتي يبعثه الله غياثا للناس تنعم الأمة وتعيش الماشية وتخرج الأرض نباتا ويعطي المال صحاحا الكنجي بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له المهدي عطاؤه هنا قال هذا حديث حسن أخرجه أبو نعيم الحافظ وبإسناده عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج المهدي وعلى رأسه عمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه خ قال هذا حديث حسن ما رويناه عليا إلا من هذا الوجه قال وعن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي أن هذا المهدي فاتبعوه قال هذا حديث حسن روته الحفاظ والأئمة من أهل الحديث كابي نعيم والطبراني وغيرهما وبإسناده عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة ثم يخرج المهدي من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا قال هكذا رواه الحافظ أبو نعيم في فوائده والطبراني في معجمه الأكبر الأربعون مثله إلا أنه قال ثم يخرج رجل من أهل بيتي الكنجي بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تتنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم يتنعموا مثلها قط يرسل السماء عليهم مدرارا ولا تدع الأرض شيئا من نباتها إلا أخرجته قال هذا حديث حسن المتن رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الأكبر الأربعون عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكون من أمتي المهدي أن قصر عمره فسبع سنين وإلا فثمان وإلا فتسع تنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعموا مثله قط البر والفاجر يرسل الله السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا من نباتها الكنجي بإسناده عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة قال هذا حديث حسن رزقناه عاليا أخرجه أبو الشيخ الأصفهاني في عواليه أقوال عن شهاب الدين فضل الله في كتابه المعتمد أنه ليس في اليمن قرية بهذا الاسم وبإسناده من علي (ع) قلت يا رسول الله أمنا آل محمد المهدي أم من غيرنا فقال صلى الله عليه وآله وسلم لا بل منا يختم الله به الدين كما فتح بنا وبنا ينقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم قال هذا حديث حسن عال رواه الحفاظ في كتبهم الطبراني في المعجم الأوسط وأبو نعيم في حلية الأولياء وعبد الرحمن بن حماد في عواليه الأربعون بإسناده عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم يخرج رجل من أهل بيتي ويعمل بسنتي وينزل الله له البركة من السماء وتخرج له الأرض بركتها وتملأ به الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا ويعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس انتهى ما أورده محمد بن يوسف الكنجي الشافعي من الأحاديث في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان وما أورده أبو نعيم الحافظ الأصفهاني صاحب حلية الألباء من الأربعين حديثا وما نقلناه عن غيرهما.
"وأورد السمهودي الشافعي في جواهر العقدين ومحمد خواجة بارساي البخاري في فصل الخطاب ومحمد بن إبراهيم الحمويني الشافعي في فرائد السمطين والصبان في إسعاف الراغبين عدة أحاديث في المهدي (ع) من طرق أهل السنة نذكر منها ما يأتي زيادة على ما أورده في تضاعيف ما مر جواهر العقدين حدث قتادة قال قلت لسعيد بن المسيب أحق المهدي قال نعم هو حق هو من أولاد فاطمة قلت من أي ولد فاطمة قال حسبك الآن ولأحمد لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وعدوانا ثم يخرج من عترتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال المهدي رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت إنا على الوحي أخرجه بصير نصر بن حماد وعن علي (ع) إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم جمع اللهل الشرق وأهل المغرب فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة وأما الإبدال من أهل الشام أخرجه ابن عساكر (انتهى جواهر العقدين).
(فرائد السمطين) بالإسناد إلى جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر وعنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:أن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الأثنا عشر أولهم علي وآخرهم ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلف المهدي وتشرق الأرض بنور بها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب" (وعن عباية بن ربعي) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين وان أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي وآخرهم المهدي" (انتهى فرائد السمطين).
(إسعاف الراغبين) جاء في روايات أنه عند ظهوره ينادي فوق رأسه ملك هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فيذعن له الناس ويشربون حبه وأنه يملك الأرض شرقها وغربها وان الله تعالى يمده بثلاثة آلاف من الملائكة وأنل الكهف من أعوانه وان جبرائيل على مقدمة جيشه وميكائيل على ساقته وان المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية وإسفار التوراة من جبل بالشام يحاج بها اليهود فيسلم كثير منهم وقد تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخروج المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملأ الأرض عدلا وأنه يساعد عيسى (ع) على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه وفي بعض الآثار أنه يخرج في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع وان السنة من سنيه تكون مقدار عشر سنين وأنه يبلغ سلطانه المشرق والمغرب وتظهر له الكنوز ولا يبقى في الأرض خراب إلا يعمر (انتهى إسعاف الراغبين).
(فصل الخطاب) عن نوف راية المهدي مكتوب فيها البيعة لله فصل الخطاب عن بعض كبراء العارفين يعني الشيخ محيي الدين بن العربي في ذكره المهدي قال يكون معه ثلثمائة وستون رجلا من رجال الله الكاملين يبايعونه بين الركن والمقام أسعد الناس به أهل الكوفة ويقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ويفصل في القضية يخرج على فترة من الدين ومن أبى قتل ومن نازعه خذل يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحكم به أول أعدائه الفقهاء المقلدون يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه يبايعه العارفون بالله تعالى من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي وله رجال يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء يحملون إثقال المملكة هو السيد المهدي من آل أحمد هو الوابل الوسمي حين يجود (انتهى فصل الخطاب)
(وفي البحار) صنف بعض علماء الشيعة كتابا وقفت عليه سماه كشف المخفي في مناقب المهدي وروى فيه مائة وعشرة أحاديث من طرق رجال المذاهب الأربعة تركت نقلها بأسانيدها وألفاظها كراهة التطويل وسأذكر أسماء من رواها لتعلم مواضعها من صحيح البخاري ثلاثة أحاديث من صحيح مسلم أحد عشر حديثا من الجمع بين الصحيحين للحميدي حديثان من الجمع بين الصحاح الستة لزيد بن معاوية العبدري أحد عشر حديثا من كتاب فضائل الصحابة مما أخرجه الحافظ عبد العزيز العكبري من مسند أحمد بن حنبل سبعة أحاديث من تفسير الثعلبي خمسة أحاديث من غريب الحديث لابن قتيبة الدينوري ستة أحاديث من كتاب مسند فاطمة الزهراء للحافظ أبي الحسن علي الدارقطني ستة أحاديث من مسند أمير المؤمنين (ع) له ثلاثة أحاديث من كتاب المبتدا للكسائي حديثان فيها ذكر المهدي والسفياني والدجال من كتاب المصابيح لأبي محمد الحسين بن مسعود الفرا خمسة أحاديث من كتاب الملاحم لأبي الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادري أربعة وثلاثون حديثا من كتاب الحافظ محمد بن عبد الله الحضرمي المعروف بابن مطيق ثلاثة أحاديث من كتاب الرعاية لأهل الرواية لأبي الفتح محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الفرغاني ثلاثة أحاديث خبر سطيح رواية الحميدي من كتاب الاستيعاب لأبي عمرو يوسف بن عبد البر النميري حديث واحد.
فيما جاء في شاذ من الأخبار من طريق أهل السنة لا مهدي إلا عيسى قال بعض العلماء أما ما روي من حديث الحسن البصري عن انس بن مالك رفعه لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شر الخلق ولا مهدي إلا عيسى بن مريم أخرجه الشافعي وابن ماجة في سننه والحاكم في مستدركه وقال أوردته تعجبا لا محتجا به وقال البيهقي تفرد به محمد بن خالد وقد قال الحاكم أنه مجهول وصرح النسائي بأنه منكر وقال ابن ماجة لم يروه عن ابن خالد إلا الشافعي أقول في كشف الغمة عن كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان لمحمد بن يوسف الكنجي الشافعي أنه قال ومدار الحديث لا مهدي إلا عيسى بن مريم على محمد بن خالد الجندي مؤذن الجند قال الشافعي كان فيه تساهل في الحديث قال قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في المهدي وأنه يملك سبع سنين ويملأ الأرض عدلا وأنه يخرج معه عيسى بن مريم ويساعده في قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى يصلي خلفه في طول من قصته وأمره وقد ذكر الشافعي في كتاب الرسالة ولنا به أصل ونرويه ولكن يطول ذكر سنده قال وقد اتفقوا على أن الخبر لا يقبل إذا كان الراوي معروفا بالتساهل في روايته انتهى البيان.
(وروى) الكنجي أيضا في كتاب البيان بإسناده عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن تهلك أمة إنا في أولها وعيسى في آخرها والمهدي في وسطها قال هذا حديث حسن رواه الحافظ أبو نعيم في عواليه وأحمد بن حنبل في مسنده أقول الأظهر في معنى قوله عيسى في آخرها والمهدي في وسطها أن وجود المهدي قبل نزول عيسى فيكون في وسطها إذ المراد بالوسط هنا ما قبل الأخر لا الوسط الحقيقي وعيسى ينزل بعد خروج المهدي فيكون في آخرها ولا ينافيه وجود المهدي معه فلا دلالة فيه على أن عيسى يبقى بعد المهدي.
في بعض ما ورد في المهدي (ع) من طرق الشيعة
(بعض ما نزل فيه من القرآن)
غيبة النعماني بسنده عن الصادق (ع) في معنى قوله عز وجل {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا} قال نزلت في القائم وأصحابه (وبسنده) عنه (ع) في قوله تعالى {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} قال العذاب خروج القائم والأمة المعدودة أهل بدر وأصحابه (وبسنده) عنه (ع) في قوله "واستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا" قال نزلت في القائم وأصحابه يجمعون على غير ميعاد (وبسنده) عنه (ع) في قول الله عز وجل {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير} قال هي في القائم (ع) وأصحابه (وبسنده) عنه (ع) في قوله تعالى {يعرف المجرمون بسيماهم} قال الله يعرفهم ولكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطا.
بعض ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
من أخبار المهدي (ع)
الصدوق في إكمال الدين بسنده عن جابر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (وبسنده) عن الصادق عن أبيه عن جده (ع) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وشمائله شمائلي وسنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب الله عز وجل من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني الحديث (وبسنده) عن الصادق (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية (وبسنده) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب أمام أمتي وخليفتي عليهم بعدي ومن ولده القائم المنتظر يملأ الله عز وجل به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق بشيرا أن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة فقال أي وربي وليمحصن الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين يا جابر أن هذا الأمر من أمر الله وسر من سر الله مطوي عن عباده فإياك والشك في أمر الله فهو كفر"الشيخ" الطوسي في كتاب الغيبة بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لفاطمة يا بنية إنا أعطينا أهل البيت سبعا لم يعطها أحد قبلنا نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ومنا من له جناحا خضيبان يطير بهما في الجنة وهو ابن عمك جعفر ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين ومنا والله الذي لا اله إلا هو مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم ثم ضرب بيده على منكب الحسين (ع) فقال من هذا ثلاثا الصدوق في العيون بسنده عن الرضا عن آبائه (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يقوم القائم الحق منا وذلك حين يأذن الله عز وجل له ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك الله الله عباد الله فاتوه ولو على الثلج فأنه خليفة الله عز وجل وخليفتي (وبسنده) عن الرضا عن آبائه عن علي (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين (ع) يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا الكليني بسنده عن الباقر (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه آمنوا بليلة القدر فأنه ينزل فيها أمر السنة وان لذلك الأمر ولاة من بعدي علي بن أبي طالب واحد عشر من ولده النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن الصادق (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي (ع) ألا أبشرك ألا أخبرك أحبوك خ ل قال بلى يا رسول الله فقال كان عندي جبرائيل آنفا وأخبرني أن القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا من ذريتك من ولد الحسين وقال لجعفر بن أبي طالب ألا أبشرك ألا أخبرك أحبوك خ ل قال بلى يا رسول الله فقال كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعها إلى القائم هو من ذريتك أتدري من هو قال لا قال ذاك الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار يدخل الجبل ذليلا ويخرج منه عزيزا يكتنفه جبرئيل ومكائيل وقال للعباس ألا أخبرك بما اخبرني به جبرئيل فقال بلى يا رسول الله قال قال لي ويل لذريتك من ولد العباس فقال يا رسول أفلا اجتنب النساء فقال له قد فرع الله مما هو كائن وفي رواية ويل لولدي من ولدك وويل لولدك من ولدي والأخبار في ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق الشيعة عن أئمة أهل البيت (ع) كثيرة يضيق عنها نطاق البيان وفي مختصر ما أوردناه منها مقنع ومن أراد الاستقصاء فليطلبها من مظانها.
بعض ما ورد عن الزهراء (ع)
في أمر المهدي (ع)
الكليني بسنده عن الباقر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمة من ولدها فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم من ولد فاطمة ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي.
بعض ما ورد عن أمير المؤمنين (ع)
من الأخبار بالمهدي (ع)
الصدوق في إكمال الدين بسنده عن أبي جعفر الثاني عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه إلا فمن ثبت منهم على دينه لم يقس قلبه لطول أمد غيبة أمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ثم قال أن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه (وبسنده) عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال للحسين (ع) التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل قال الحسين (ع) فقلت يا أمير المؤمنين وان ذلك لكائن فقال أي والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين اخذ الله ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الأيمان وأيدهم بروح منه. (النعماني) في كتاب الغيبة بسنده عن علي بن أبي طالب (ع) أنه قال صاحب هذا الأمر من ولدي هو الذي يقال مات أو هلك لا بل في أي واد سلك وروى الكليني بسنده عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال لابن عباس أن ليلة القدر في كل سنة وأنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ولذلك الأمر ولاة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له ابن عباس من هم قال إنا واحد عشر من صلبي أئمة محدثون والأخبار عنه (ع) في ذلك كثيرة وفيما أوردناه مقنع.
بعض ما ورد عن الحسن بن علي من أخبار المهدي (ع)
الصدوق في إكمال الدين بسنده أنه لما صالح الحسن بن علي (ع) معاوية دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال (ع) ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت ألا تعلمون إنني أمامكم مفترض الطاعة عليكم واحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا بلى قال أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار كان ذلك سخطا لموسى بن عمران (ع) إذ خفي عليه وجه الحكمة فيه وكان ذلك عند الله حكمة وصوابا أما علمتم إنا ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه فإن الله عز وجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب ابن دون أربعين سنة ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير.
بعض ما ورد عن الحسين (ع)
من أخبار المهدي (ع)
الصدوق في إكمال الدين بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي (ع) أنه قال في التاسع من ولدي سنة من يوسف وسنة من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة (وبسنده) عن الحسين (ع) قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي (وبسنده) عنه (ع) منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وآخرهم التاسع من ولدي وهو الأمام القائم بالحق يحيي الله به الأرض بعد موتها ويظهر به دين الحق على الدين فيها آخرون فيؤذون ويقال لهم متى هذا الوعد أن كنتم صادقين أما أن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وبسنده) عنه (ع) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما كذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (وبسنده) قيل للحسين (ع) أنت صاحب هذا الأمر قال لا ولكن صاحب هذا الأمر الطريد الشريد الموتور بأبيه المكنى بعمه يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر.
بعض ما ورد عن علي بن الحسين
من أخبار المهدي (ع)
الصدوق في إكمال الدين بسنده عن علي بن الحسين (ع) القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا لم يولد بعد ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة المفيد في المجالس بسنده عن علي بن الحسين (ع) لتأتين فتن كقطع الليل المظلم لا ينجو إلا من اخذ الله ميثاقه أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل أمامه معه راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نشرها لا يهوي بها إلى قوم إلا أهلكهم الله عز وجل.
بعض ما ورد عن الباقر
من أخبار المهدي (ع)
الكليني بسنده عن الباقر (ع) قال أن الله عز اسمه أرسل محمدا صلى الله عليه وآله وسلم إلى الجن والأنس وجعل من بعده اثني عشر وصيا منهم من سبق ومنهم من بقي وكل وصي جرت به سنة فالأوصياء الذين هم من بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم على سنة أوصياء عيسى وكانوا اثني عشر وكان أمير المؤمنين (ع) على سنة المسيح (ع) (وبسنده) عنه (ع) أنه قال الإثنا عشر الأئمة من آل محمد كلهم محدث علي بن أبي طالب واحد عشر من ولده ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي هما الوالدان (وبسنده) عنه (ع) يكون بعد الحسين (ع) تسعة أئمة تاسعهم قائمهم (وبسنده) عنه (ع) الأئمة اثنا عشر أماما منهم الحسن والحسين ثم الأئمة من ولد الحسين (ع) الصدوق في إكمال الدين بسنده عن أم هاني الثقفية عن الباقر (ع) في حديث قال هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام فيا طوبى لك أن أدركته ويا طوبى لمن أدركه (وبسنده) عنه (ع) أنه ذكر سير الخلفاء الراشدين فلما بلغ آخرهم قال الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه عليك بسنته والقرآن الكريم النعمان في كتاب الغيبة بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر (ع) أنه قال من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله وهو كافر به ثم قال بأبي وأمي المسمى باسمي والمكنى بكنيتي السابع من بعدي بأبي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا من أدركه فليسلم له ما سلم لمحمد وعلي فقد وجبت له الجنة ومن لم يسلم فقد حرم الله له الجنة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين الحديث إلى غير ذلك من الأخبار.
بعض ما جاء عن الصادق (ع)
من الأخبار بالمهدي (ع)
علل الشرائع بسنده عن سدير عن الصادق (ع) أن في القائم (ع) سنة من يوسف قلت كأنك تريد حيرة أو غيبة قال لي وما تنكر من هذا أن أخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم أخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم إنا يوسف فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته لقد كان يوسف إليك ملك مصر وقد كان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عز وجل أن يعرف مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن عز وجل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا: إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف هذا أخي (إكمال الدين) بسنده عن الصادق (ع) من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نبوته فقيل له يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك قال الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته (وبسنده) عن الصادق (ع) أن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا فقيل له يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر فقال محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم (وبسنده) عن الصادق (ع) وذكر المهدي وأنه الثاني عشر من الأئمة الهداة ثم قال والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (وبسنده) عنه (ع) أن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه (وبسنده) عنه (ع) في حديث القائم هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الإماء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ثم يظهره الله عز وجل فيفتح على يديه مشارق الأرض ومغاربها وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ولا يبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عز وجل إلا عبد الله فيها ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده عن الصادق (ع) ينتج الله في هذه الأمة رجلا مني وإنا منه يسوق الله به بركات السماوات والأرض فتنزل السماء قطرها وتخرج الأرض بذرها وتأمن وحوشها سباعها ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويقتل حتى يقول الجاهل لو كان هذا من ذرية محمد لرحم والأخبار عن الصادق (ع) في ذلك كثيرة يطول باستقصائها الكلام.
بعض ما روي عن الكاظم
من الأخبار بالمهدي (ع)
إكمال الدين بسنده عن الكاظم (ع) في حديث قيل له ويكون في الأئمة من يغيب قال نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره وهو الثاني عشر منا يسهل الله له كل عسير ويذلل له كل صعب ويظهر له كنوز الأرض ويقرب له كل بعيد ويبير به كل جبار عنيد ويهلك على يديه كل شيطان مريد ذاك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره عز وجل فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (وبسنده) عنه (ع) أنه قيل له يا ابن رسول الله أنت القائم بالحق فقال إنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون ثم قال (ع) طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة وطوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة
بعض ما جاء عن الرضا
من الأخبار بالمهدي (ع)
إكمال الدين وعيون الأخبار بسنده عن الهروي قال سمعت دعبل ابن علي الخزاعي يقول أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا (ع) قصيدتي التي أولها: مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات فلما انتهيت إلى قولي
خروج أمام لا محالة قائم | يقول على اسم الله والبركات |
يميز فينا كل حق وباطل | ويجزي على النعماء والنقمات |
بكى الرضا (ع) بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الأمام ومتى يقوم فقلت لا يا مولاي إلا إني سمعت بخروج أمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلا كما ملئت جورا فقال يا دعبل الأمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا وأما متى فأخبار عن الوقت ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي (ع) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك فقال مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة والأخبار عنه (ع) في ذلك كثيرة.
بعض ما روي عن الجواد (ع)
من الأخبار بالمهدي (ع)
إكمال الدين بسنده عن الجواد (ع) قال أن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالإمامة أنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وان الله تبارك وتعالى يصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ثم قال (ع) أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج صاحب كفاية النصوص بسنده عن عبد العظيم الحسني قلت لمحمد بن علي بن موسى إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما فقال يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله ولست القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلا وقسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب يجتمع إليه من أصحابه عددل بدر ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض وذلك قوله تعالى أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا أن الله على كل شيء قدير فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الأرض أظهر أمره فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى قلت وكيف يعلم أن الله قد رضي قال يلقي في قلبه الرحمة (وبسنده) عنه (ع) الأمام بعدي ابني علي أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي وذكر في ابنه الحسن مثل ذلك وسكت فقيل له يا ابن رسول الله فمن الأمام بعد الحسن فبكى بكاء شديدا ثم قال أن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر فقيل ولم سمي القائم قال لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته قيل ولم سمي المنتظر قال أن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون.
بعض ما روي عن الهادي
من الأخبار بالمهدي (ع)
إكمال الدين بسنده عن الهادي (ع) الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت ولم جعلني الله فداك فقال لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه قلت فكيف تذكره قال قولوا الحجة من آل محمد (وبسنده) عنه (ع) صاحب هذا الأمر من يقول الناس لم يولد بعد.
بعض ما روي عن الحسن العسكري
من الأخبار بالمهدي (ع)
الكليني بسنده عن علي بن بلال خرج إلي من أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع) قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ثم خرج إلي من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده (وبسنده) عن أبي هاشم الجعفري قلت لأبي محمد الحسن بن علي (ع) جلالتك تمنعني من مسألتك أفتأذن لي أن أسألك فقال سل فقلت يا سيدي هل لك ولد قال نعم فقلت فإن حدث حادث فأين أسال عنه قال بالمدينة (وبسنده) عن عمرو الأهوازي قال أراني أبو محمد (ع) ابنه قال هذا صاحبكم بعدي وبسنده عن العمري قال مضى أبو محمد (ع) وخلف ولدا له إكمال الدين بسنده عن أبي محمد الحسن بن علي كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني أما أن المقر بالأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والمنكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كمن أنكر جميع الأنبياء لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا أما أن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله عز وجل (وبسنده) عن محمد بن عثمان العمري عن أبيه قال سئل أبو محمد الحسن بن علي (ع) عن الخبر الذي روي عن آبائه (ع) أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة وان من مات ولم يعرف أمام زمانه مات ميتة جاهلية فقال (ع) أن هذا حق كما أن النهار حق فقيل له يا ابن رسول الله فمن الحجة والأمام بعدك قال ابني محمد هو الأمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية أما أن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني انظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة والأخبار في ذلك من طرقنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته كثيرة واقتصرنا على هذا القدر منها طلبا للاختصار وما تركناه أضعاف ما ذكرناه وقد صنف أصحابنا رضوان الله عليهم كتبا في الغيبة استوفوا فيها ذكر الأخبار كالشيخ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني من قدماء أصحابنا والصدوق في إكمال الدين والشيخ الطوسي في كتاب الغيبة فليرجع إليها من أرادها قال الطبرسي رحمه الله في كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجة بل زمان أبيه وجده حتى تعلقت الكيسانية بها في إمامة ابن الحنفية والناووسية وغيرهم في الصادق والكاظم (ع) وخلدها المحدثون من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر والصادق (ع) وأثروها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة (ع) وأحدا بعد واحد صح بذلك القول في إمامة صاحب الزمان لوجود هذه الصفة له والغيبة المذكورة في دلائله وأعلام إمامته وليس يمكن أحدا دفع ذلك ومن جملة ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد وقد صنف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة فذكر فيه جملة من أخبار الغيبة فوافق الخبر المخبر وحصل كل ما تضمنه الخبر بلا اختلاف ومن جملة ما رواه بسنده عن الصادق (ع) أنه قيل له كان أبو جعفر (ع) يقول: لقائم آل محمد غيبتان واحدة طويلة والأخرى قصيرة فقال نعم أحداهما أطول من الأخرى الحديث قال فانظر كيف قد حصلت الغيبتان على حسب ما تضمنت الأخبار.
(أقول) فهذه الأخبار من طرق الشيعة وأهل السنة متواترة في إمامة المهدي (ع) وخروجه في آخر الزمان وان يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا وأنه يصلي خلفه عيسى بن مريم الذي هو نبي من أنبياء الله تعالى أولي العزم وذو شريعة ناسخة ما قبلها والأخبار التي من طرق أهل السنة وان لم يصرح فيها بولادته ولا بأنه ابن الحسن العسكري إلا أنها لا تنفي ذلك ولا تنافيه فإذا كانت أخبار أهل البيت (ع) التي روتها عنهم شيعتهم تثبته وتحققه وجب العمل بجميع الأخبار ولم يكن بينها تعارض ولا منافاة والأخبار الأولى قد بينت نعته وصفاته فإذا كانت الأخبار الثانية قالت أنه هو صاحب هذا النعت وهذه الصفات وجب العمل بكليهما كما أن عيسى (ع) لما بين نعت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصفاته فلما بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم بذلك النعت وتلك الصفات وجب التصديق بنبوته. في أن في المهدي (ع) من سنن الأنبياء والاستدلال بغيباتهم على غيبته روى الصدوق في إكمال الدين بسنده عن الصادق (ع) أن سنن الأنبياء وما وقع عليهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة الحديث (وبسنده) عن سيد الساجدين (ع) قال في القائم منا سنن من سنن الأنبياء سنة آدم وسنة من نوح طول العمر وسنة من إبراهيم خفاء المولد واعتزال الناس وسنة من موسى الخوف والغيبة وسنة من عيسى اختلاف الناس فيه وسنة من أيوب الفرج بعد البلوى وسنة من محمد صلى الله عليه وآله وسلم الخروج بالسيف وفي رواية عن الصادق (ع) سنة من موسى خفاء مولده وغيبته عن قومه ثماني وعشرين سنة وفي رواية عن الباقر (ع) أن فيه أربع سنن من أربع أنبياء من موسى خائف يترقب ومن يوسف السجن ومن عيسى يقال مات ولم يمت ومن محمد السيف وفي رواية عن الباقر (ع) أن في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم شبها من خمسة من الرسل يونس ويوسف وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أما من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن وأما من يوسف فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب مع قرب المسافة بينهما وبينله وشيعته وفي رواية وأما من يوسف فالستر جعل الله بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه وأما من موسى فدوام خوفه وطول غيبته وخفاء ولادته وتغيب شيعته من بعده بما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله عز وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه وأما من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة منهم ما ولد وطائفة مات وطائفة قتل وصلب وأما من جده المصطفى فخروجه بالسيف وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت وأنه ينصر بالسيف والرعب وأنه لا ترد له راية الحديث وفي رواية وأما من محمد فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله قيل وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي قال يلقي الله عز وجل في قلبه الرحمة. غيبات الأنبياء
قال الصدوق في إكمال الدين أول الغيبات غيبة إدريس النبي (ع)
المشهورة حتى آل الأمر بشيعته إلى أن تعذر عليهم القوت وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيهم ثم ظهر (ع) فوعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده وهو نوح (ع) ثم رفع الله إدريس إليه فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح (ع) قرنا بعد قرن وخلفا عن سلف صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح ثم ذكر حديثا عن الباقر (ع) يتضمن غيبة إدريس عشرين سنة مختفيا في غار لما خاف من جبار زمانه وملك من الملائكة يأتيه بطعامه وشرابه ثم ذكر ظهور نبوة نوح (ع) ثم روى بسنده عن الصادق (ع) أنه لما حضرت نوحا (ع) الوفاة دعا الشيعة فقال لهم اعلموا أنه ستكون من بعدي غيبة يظهر فيها الطواغيت وان الله عز وجل يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود فلم يزالوا يترقبون هودا (ع) وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد وقست قلوب أكثرهم فاظهر الله تعالى ذكره نبيه هودا (ع) عند اليأس وتناهي البلاء وأهلك الأعداء بالريح العقيم ثم وقعت الغيبة بعد ذلك إلى أن ظهر صالح (ع).
غيبة صالح (ع)
ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق (ع) أن صالحا (ع) غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن حسن الجسم وافر اللحية ورجع خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة من الرجال فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه وكانوا على ثلاث طبقات طبقة جاحدة وأخرى شاكة وأخرى على يقين إلى أن قال وإنما مثل القائم مثل صالح (ع).
غيبة إبراهيم (ع)
قال الصدوق عليه الرحمة وأما غيبة إبراهيم خليل الرحمن (ع) فأنها تشبه غيبة قائمنا صلى الله عليه وآله وسلم بل هي أعجب منها لأن الله عز وجل غيب اثر إبراهيم (ع) وهو في بطن أمه حتى حوله عز وجل بقدرته من بطنها إلى ظهرها ثم أخفي أمر ولادته إلى بلوع الكتاب اجله ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق (ع) أن أبا إبراهيم كان منجما لنمرود بن كنعان فقال له يولد في أرضنا مولود يكون هلاكنا على يديه فحجب النساء عن الرجال وباشر أبو إبراهيم امرأته فحملت به وأرسل نمرود إلى القوابل لا يكون في البطن شيء إلا أعلمتن به فنظرن إلى أم إبراهيم فألزم الله ما في الرحم الظهر فقلن ما نرى شيئا في بطنها فلما وضعت أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود فقالت له امرأته لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله دعني اذهب به إلى غار فاجعله فيه حتى يأتي عليه اجله فذهبت به إلى غار وأرضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة وانصرفت فجعل الله رزقه في إبهامه فجعل يمصها وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة ثم استأذنت أباه في رؤيته فاتت الغار فإذا هي بإبراهيم وعيناه يزهران كأنهما سراجان فضمته إلى صدرها وأرضعته وانصرفت فسألها أبوه فقالت واريته بالتراب فمكثت تعتل فتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم فتضمه إليها وترضعه وتنصرف فلما تحرك وأرادت الانصراف اخذ ثوبها وقال لها اذهبي بي معك فقالت حتى استأمر أباك فلم يزل إبراهيم في الغيبة مخفيا لشخصه كاتما لأمره حتى ظهر فصدع بأمر الله تعالى ثم غاب الغيبة الثانية وذلك حين نفاه الطاغوت عن المصر فقال واعتزلكم وما تدعون من دون الله الآية ثم قال الصدوق ولإبراهيم (ع) غيبة أخرى سار فيها في البلاد وحده للاعتبار ثم روى حديثا يتضمن ذلك.
غيبة يوسف (ع)
قال الصدوق وأما غيبة يوسف (ع) فأنها كانت عشرين سنة لم يدهن فيها ولم يكتحل ولم يتطيب ولم يمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله وجمع بين يوسف وأخوته وأبيه وخالته كان منها ثلاثة أيام في الجب وفي السجن بضع سنين وفي الملك الباقي وكان هو بمصر ويعقوب بفلسطين وبينهما مسير تسعة أيام فاختلفت عليه الأحوال في غيبته من إجماع إخوته على قتله والقائهم إياه في غيابة الجب ثم بيعهم إياه بثمن بخس ثم بلواه بامرأة العزيز ثم بالسجن بضع سنين ثم صار إليه ملك مصر وجمع الله تعالى شمله واراه تأويل رؤياه ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق (ع) في حديث قال كان يعقوب (ع) يعلم أن يوسف حي لم يمت وان الله سيظهره له بعد غيبته وكان يقول لبنيه إني اعلم من الله ما لا تعلمون وكان بنوه يفندونه على ذكره ليوسف ثم قال الصدوق فحال العارفين في وقتنا هذا بصاحب زماننا الغائب حال يعقوب في معرفته بيوسف وغيبته وحال الجاهلين به وبغيبته والمعاندين في أمره حال أخوة يوسف الذين قالوا لأبيهم تالله انك لفي ضلالك القديم وقول يعقوب (ع) ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون دليل على أنه قد كان علم أن يوسف حي وأنه إنما غيب عنه للبلوى والامتحان ثم روى بسنده عن الصادق (ع) أن في القائم (ع) سنة من يوسف (ع) إلى أن قال: أن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخوهم ولم يعرفوه حتى قال لهم إنا يوسف وهذا أخي فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته عنهم لقد كان يوسف إليه ملك مصر وبينه وبين والده مسير ثمانية عشر يوما فلو أراد الله تبارك وتعالى أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة في تسعة أيام إلى مصر فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله تبارك وتعالى يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير فيما بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل له بان يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف (ع) حين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا إنك لأنت يوسف قال إنا يوسف وهذا أخي.
غيبة موسى (ع)
روى الصدوق بسنده عن سيد العابدين عن أبيه سيد الشهداء عن أبيه سيد الوصيين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يوسف لما حضرته الوفاة جمع شيعته وأهل بيته وأخبرهم بشدة تنالهم تقتل فيها الرجال وتشق بطون الحبالى وتذبح الأطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب وهو رجل أسمر طويل وفي رواية عن الصادق (ع) أنه قال لهم أن هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب وإنما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لأوى بن يعقوب اسمه موسى بن عمران غلام طويل جعد آدم فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمي ابنه عمران ويسمي عمران ابنه موسى وفي رواية عن الباقر (ع) أنه ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا كلهم يدعي أنه موسى بن عمران فبلغ فرعون أنهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام وقال له كهنته هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام الذي يولد العام في بني إسرائيل فوضع القوابل على النساء وقال لا يولد العام غلام إلا ذبح ووضع على أم موسى قابلة فلما حملت به وقعت عليها المحبة لها وقالت لها القابلة ما لك يا بنية تصفرين وتذوبين قالت لا تلوميني فاني إذا ولدت اخذ ولدي فذبح قالت لا تحزني فاني سوف اكتم عليك فلما ولدت حملته فأدخلته المخدع وأصلحت أمره ثم خرجت إلى الحرس
وكانوا على الباب فقالت: انصرفوا فإنه خرج دم منقطع فانصرفوا فأرضعته فلما خافت عليه أوحى الله إليها أن اعملي التابوت ثم اجعليه فيه ثم أخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر فوضعته في الماء فجعل يرجع إليها وهي تدفعه في الغمر فضربته الربح فهمت أن تصيح فربط الله على قلبها وقالت امرأة فرعون أنها أيام الربيع فاضرب لي قبة على شط النيل حتى أتنزه ففعل واقبل التابوت يريدها فأخذته فإذا فيه غلام من أجمل الناس فوقعت عليه منها محبة وقالت هذا ابني وقالت لفرعون إني أصبت غلاما طيبا حلوا تتخذه ولدا فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله فلم تزل به حتى رضي فلما سمع الناس أن الملك قد تبنى ابنا لم يبق أحد من رؤساء أصحابه إلا بعث إليه امرأته لتكون له ظئرا فلم يأخذ من امرأة منهن ثديا فقالت أم موسى لأخته انظري أترين له أثرا فاتت باب الملك فقالت بلغني إنكم تطلبون ظئرا وهاهنا امرأة صالحة تأخذ ولدكم وتكفله لكم فقال الملك ادخلوها فوضعنه في حجرها ثم ألقمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه فلما عرف فرعون أنها من بني إسرائيل قال هذا مما لا يكون الغلام والظئر من بني إسرائيل فلم تزل امرأته تكلمه فيه وتقول ما تخاف من هذا الغلام إنما هو ابنك ينشأ في حجرك حتى قلبته عن رأيه وكتمت أمه خبره وأخته والقابلة حتى هلكت أمه والقابلة فلم تعلم به بنو إسرائيل وكانوا يطلبونه ويسألون عنه فعمي عليهم خبره وبلغ فرعون أنهم يطلبونه فزاد في العذاب عليهم وفرق بينهم ونهاهم عن الأخبار به والسؤال عنه قال في الرواية الأولى ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمائة سنة حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر فراسلوه فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر وكانت ليلة قمراء فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى وهو حدث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز فعرفه الفقيه بالنعت فانكب الفقيه على قدميه وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك وعلم الشيعة أنه صاحبهم فسجدوا شكرا لله فلم يزدهم على أن قال أرجو أن يعجل الله فرجكم ثم غاب وخرج إلى مدين فأقام عند شعيب فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الأولى وكانت نيفا وخمسين سنة واشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه فبعثوا إليه فطيب قلوبهم وأعلمهم أن الله عز جل أوحى إليه أنه مفرج عنهم بعد أربعين سنة فحمدوا الله فأنقصها الله إلى ثلاثين فقالوا كل نعمة فمن الله فجعلها عشرين فقالوا لا يأتي بالخير إلا الله فجعلها عشرا فقالوا لا يصرف الشر إلا الله فأوحى الله إليه قل لهم لا ترجعوا فقد أذنت في فرجكم فبينما هم كذلك إذ طلع موسى راكبا حمارا فسلم عليهم فقال له الفقيه ما اسمك قال موسى قال ابن من قال ابن عمران قال ابن من قال ابن فاهت بن لاوي بن يعقوب قال بم جئت قال بالرسالة من عند الله عز وجل فقام إليه فقبل يده ثم جلس بينهم وطيب نفوسهم وأمرهم أمره ثم فرقهم وكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة.
وقوع الغيبة بالأوصياء والحجج
من بعد موسى إلى زمان المسيح (ع)
روى الصدوق في إكمال الدين بإسناده عن أهل البيت (ع) أن يوشع بن نون (ع) قام بالأمر بعد موسى صابرا من الطواغيت على البلاء حتى مضى منهم ثلاثة فقوي بعدهم أمره فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسى بصفراء بنت شعيب امرأة موسى (ع) في مائة ألف فغلبهم يوشع فقتل منهم مقتلة عظيمة وهزم الباقين وأسر صفراء واستتر الأئمة بعد يوشع إلى زمان داود (ع) أربعمائة سنة وكانوا أحد عشر حتى انتهى الأمر إلى آخرهم فغاب عنهم ثم ظهر فبشرهم بداود (ع) وأخبرهم أن داود يطهر الأرض من جالوت وجنوده وكانوا يعلمون أنه قد ولد وبلغ أشده ويرونه ولا يعلمون أنه هو ولما فصل طالوت بالجنود خرج أخوة داود وأبوهم وتخلف داود واستهان به أخوته وقالوا ما يصنع في هذا الوجه فأقام يرعى غنم أبيه واشتدت الحرب وأصاب الناس جهد فرجع أبو داود وقال له احمل إلى أخوتك طعاما يتقوون به وكان داود (ع) قصيرا قليل الشعر فمر بحجر فناداه خذني واقتل بي جالوت فاني إنما خلقت لقتله فأخذه ووضعه في مخلاته التي تكون فيها حجارته التي يرمي بها غنمه وادخل على طالوت فقال يا فتى ما عندك من القوة قال كان الأسد يعدو على الشاة فاخذ برأسه واقلب لحييه عنها فأخذها من فيه وكان الله أوحى إلى طالوت أنه لا يقتل جالوت إلا من لبس درعك فملأها فدعا بدرعه فلبسها داود فاستوت عليه فقال داود أروني جالوت فلما رآه اخذ الحجر فرماه به فصك به بين عينيه فدمغه وتنكس من دابته وملكه الناس وانزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد فلينه له وأمر الجبال والطير أن تسبح معه وأعطاه صوتا لم يسمع بمثله حسنا وأعطي قوة في العبادة وأقام في بني إسرائيل نبيا وهكذا يكون سبيل القائم (ع) له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه وأنطقه الله عز وجل فناداه اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله وله سيف مغمد إذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عز وجل فناداه السيف اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم بأحكام الله عز وجل ثم أن داود استخلف سليمان (ع) وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا ثم غيبه الله غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم ثم غاب عنهم ما شاء الله وتسلط عليهم بختنصر وبقي دانيال أسيرا في يده تسعين سنة ثم جعله في جب واشتدت البلوى على شيعته المنتظرين لظهوره وشك أكثرهم في الدين لطول الأمد ثم أخرجه بختنصر لرؤيا رآها فظهر من مكان مستترا من بني إسرائيل ثم توفي دانيال وأفضى الأمر بعده إلى عزيز فكانوا يأخذون عنه معالم دينهم فغيب الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه وغابت الحجج بعده واشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا فظهر وله سبع سنين ووعدهم الفرج بقيام المسيح بعد نيف وعشرين سنة فلما ولد المسيح (ع) أخفى الله ولادته وغيب شخصه لأن أمه انتبذت به مكانا قصيا فلما ظهر عيسى اشتدت البلوى والطلب على بني إسرائيل حتى كان من أمر المسيح ما أخبر الله به واستتر شمعون وأصحابه حتى أفضى بهم الاستتار إلى جزيرة من جزائر البحر. في معجزات المهدي (ع)
ودلائله وبيناته وآياته
روى المفيد بسنده عن الكليني بسنده عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال شككت عند مضي أبي محمد واجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركبت السفينة معه مشيعا له فوعك وعكا شديدا فقال يا بني ردني فهو الموت وقال لي اتق الله في هذا المال وأوصى إلي ومات بعد ثلاثة أيام فقلت في نفسي لم يكن أبي ليوصيني بشيء غير صحيح احمل هذا المال إلى العراق. واكتري دارا على الشط ولا أخبر أحدا فإن وضح لي كوضوحه أيام أبي محمد (ع) أنفذته وإلا أنفقته في ملاذي وشهواتي وفي رواية تصدقت به فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط وبقيت أياما فإذا إنا برقعة مع رسول فيها يا محمد معك كذا وكذا في جوف كذا وكذا حتى قص علي جميع ما معي وذكرني في جملته شيئا ولم أحط به علما فسلمته إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع لي رأس أي لا يأتيني خبر من الناحية فاغتممت فخرج إلي قد أقمناك مكان أبيك فأحمد الله (وبسنده) قال أوصل رجل من أهل السواد مالأ فرد عليه وقيل له اخرج حق ولد عمك منه وهو أربعمائة درهم وكان الرجل في يده ضيعة لولد عمه فيها شركة قد حبسها عنهم فنظر فإذا الذي لولد عمه من ذلك المال أربعمائة درهم فأخرجها وأنفذ الباقي فقبل (وبسنده) عن القاسم بن العلاء قال ولد لي عدة بنين فكنت اكتب واسأل الدعاء لهم فلا يكتب إلي بشيء من أمرهم فماتوا كلهم فلما ولد لي الحسن ابني كتبت أسال الدعاء له فأجبت وبقي والحمد لله (وبسنده) عن أبي عبد الله بن صالح قال خرجت سنة من السنين إلى بغداد فاستأذنت في الخروج فلم يؤذن لي فأقمت اثنين وعشرين يوما بعد خروج القافلة إلى النهروان ثم أذن لي بالخروج يوم الأربعاء وقيل لي اخرج فيه فخرجت وإنا آيس من اللحاق بالقافلة فوافيت النهروان والقافلة مقيمة فما كان إلا أن علفت جملي حتى رحلت القافلة فرحلت وقد دعي لي بالسلامة فلم الق سوءا والحمد لله (وبسنده) عن علي بن الحسين اليماني وقال كنت ببغداد فتهيأت قافلة لليمانيين فأردت الخروج معها فكتبت التمس الأذن في ذلك فخرج لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة وأقم بالكوفة فأقمت وخرجت القافلة فخرجت عليهم بنو حنظلة فاجتاحتهم فكتبت استأذن في ركوب الماء فلم يؤذن لي فسالت عن المراكب التي خرجت تلك السنة في البحر فعرفت أنه لم يسلم منها مركب. خرج عليها قوم يقال لهم البوارح فقطعوا عليها وقال النجاشي في كتاب رجاله اجتمع علي بن الحسين بن بابويه هو والد الصدوق مع أبي القاسم الحسين بن روح وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب (ع) ويسأله فيها الولد فكتب إليه قد دعونا الله لك بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين فولد له أبو جعفر هو الصدوق وأبو عبد الله من أم ولد وكان أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله يقول سمعت أبا جعفر يقول إنا ولدت بدعوة صاحب الأمر (ع) ويفتخر بذلك وروى الشيخ في كتاب الغيبة عن ابن نوح عن ابن سورة القمي عن جماعة من مشائخ أهل قم أن عليا بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه أن يسال الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء فجاء الجواب انك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين قال وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد ولا فقه له قال ابن سورة كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ويقولون لهما هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الأمام لكما وهذا أمر مستفيض فيل قم وروى الصدوق في إكمال الدين عن محمد بن علي الأسود أنه قال سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه بعد موت محمد بن عثمان العمري أن أسال أبا القاسم الروحي أن يسال مولانا صاحب الزمان أن يدعو الله أن يرزقه ولدا ذكرا فسألته فأنهى ذلك ثم اخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعا لعلي بن الحسين وأنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده أولاد قال الصدوق قال أبو جعفر محمد بن علي الأسود وسألته في أمر نفسي أن يدعو الله لي أن ارزق ولدا ذكرا فلم يجبني وقال ليس إلى هذا سبيل فولد لعلي بن الحسين تلك السنة ابنه محمد وبعده أولاد ولم يولد لي قال الصدوق كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه كثيرا ما يقول لي إذا رآني اختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه وأرغب في كتب العلم وحفظه ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الأمام (ع) وقال الشيخ في كتاب الغيبة قال أبو عبد الله بن بابويه عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمد بن علي الأسود فإذا نظر إلى إسراعي في الأجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب لصغر سني ثم يقول لا عجب لأنك ولدت بدعاء الأمام أقول ومعجزات المهدي (ع) كثيرة مذكورة في كتب أصحابنا ولو أردنا استقصاءها لطال المجال وفيما أوردناه كفاية للغرض الذي نتوخاه في كتابنا هذا والله الهادي.
في دفع الشبهات التي وردت في أمر المهدي
عليه السلام
الشبهة الأولى
أن طول العمر بهذه المدة مستبعد بل غير واقع عادة كيف وقد مضى عليه الآن ما يزيد عن ألف وتسع وثمانين سنة كما مر والجواب أن الاستبعاد ليس دليلا ولا يعارض الدليل وقد عرفت قيام الأدلة العقلية والنقلية على ولادته وغيبته فهل يجوز أن ندفعها بالاستبعاد مع أنه لا استبعاد في ذلك بعد نص القرآن العظيم على مثله في نوح وأنه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ونقل أنه عاش ألفا وثلثمائة سنة وفي رواية عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه عاش ألفا وأربعمائة وخمسين سنة وعاش آدم تسعمائة وثلاثين سنة كما هو مذكور في التوراة وعاش شيث تسعمائة واثنتي عشرة سنة وجاءت الروايات ببقاء الخضر إلى الآن قال الطبرسي في إعلام الورى أجمعت الشيعة وأصحاب الحديث بل الأمة بأسرها خلا المعتزلة والخوارج على أن الخضر موجود في هذا الزمان حي كامل العقل ووافقهم على ذلك أكثر أهل الكتاب انتهى وكذلك الياس وإدريس ونص القرآن الكريم على بقاء عيسى ورفعه إلى السماء وجاءت الروايات المتفق عليها بين الفريقين على أنه ينزل عند خروج المهدي ويصلي خلفه فكيف جاز بقاء المأموم طول هذه المدة وحياته وامتنع بقاء الأمام هذا مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال كل ما كان في الأمم السالفة يكون في هذه الأمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وجاءت روايات الفريقين بحياة الدجال وهو كافر معاند مضل وبقائه إلى خروج المهدي فيقتله المهدي فكيف امتنع في ولي الله ما وقع مع عدو الله ونسب معتقده إلى الجهل وسخافة العقل ونص الكتاب العزيز على بقاء إبليس إلى يوم القيامة وهو غاو مضل وقد صنف أبو حاتم السجستاني كتابا خاصا بالمعمرين وقد نص القرآن الكريم على بقاء أهل الكهف إحياء وهم نيام وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد فلبثوا في رقدتهم الأولى ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا كما نطق به القرآن العظيم فأيهما أعجب وأغرب وأبعد بقاء رجل يأكل ويشرب ويمشي وينام ويستيقظ ويتنظف مدة طويلة أم بقاء أشخاص نيام في مكان واحد لا يأكلون ولا يشربون ولا يتنظفون. وقد نص القرآن الكريم على إماتة عزير مائة عام ثم إحيائه وطعامه لم يتسنه ولم يتغير وحماره معه فأيهما أعجب هذا أم بقاء المهدي وقد نص الكتاب العزيز على بقاء أهل الجنة والنار وجاءت الأخبار بلا خلاف بأن أهل الجنة لا يهرمون ولا يضعفون ولا يحدث بهم نقصان في الأنفس والحواس ومن أراد استقصاء أخبار المعمرين فليرجع إلى كتابنا البرهان على وجود صاحب الزمان. وقد شاهدنا في زماننا بقاء الأجسام بعد الموت محفوظة بالأدوية ألوفا من السنين في الملك الذي أخرج من صيدا وهو في تابوت مغمورا بالماء لم يفقد من جسمه شيء ونقل بتابوته إلى القسطنطينية في عهد السلطان عبد الحميد العثماني وتاريخه قبل المسيح (ع) وشاهدنا في مصر أجسام الفراعنة محنطة باقية من عهد موسى (ع) أو قبله باكفانها والتماسيح المحنطة والمعزى والحنطة والخبز وغير ذلك وبهذه السنين استخرج في مصر أحد الفراعنة المسمى توت عنخ أمون وجسمه لم يبل ومائدته أمامه عليها الفواكه فإذا جاز على الله تعالى أن يلهم عباده معرفة الأدوية الحافظة لأجسام الموتى والحيوإنات وغيرها ألوفا من السنين أما يجوز عليه أن يطول عمر شخص ويبقيه حيا زمانا طويلا وقد ضرب السيد ابن طاوس رحمه الله في كتاب كشف المحجة مثلا لرفع استبعاد بقاء المهدي حيا بين الناس مدة طويلة وهم لا يعرفونه حين حصلت بينه وبين بعض علماء بغداد من أهل السنة مناظرة في ذلك فقال لو أن رجلا حضر إلى بغداد وادعى أنه يستطيع المشي على الماء وضرب لذلك موعدا أترى أن أحدا من أهل بغداد كان يتخلف عن ذلك الموعد لا شك أنه لا يتخلف أحد أو يتخلف النادر ثم إذا حضر في اليوم المعين ومشى على الماء وقال أنه في اليوم الثاني يريد أن يفعل مثل ذلك أفكان يحضر من الناس مثلما حضر في اليوم الأول لا شك أن الحاضرين يكونون أقل من اليوم الأول بكثير وإذا قال أنه في اليوم الثالث يريد أن يفعل مثل ذلك فلا شك أنه لا يحضره أحد أو يحضره النادر وإذا تكرر ذلك منه كثيرا لا ينظر إليه أحد ولا يستغرب منه ذلك فكذلك المهدي (ع) لما كان بقاء مثله زمنا طويلا قليل يستغربه الناس ولو نظروا إلى تكرر وقوعه في الإعصار السابقة يرتفع الاستغراب وأقول أنه في زماننا ونحن بدمشق جاء خبر بأن طيارة عثمانية تريد المجيء إلى دمشق ولم تكن الناس رأت الطائرات فلم يبق بدمشق أحد إلا خرج للنظر إليها فلما جاءت ثانيا وثالثا قل المتفرجون إلى أن صارت الطائرات اليوم بمنزلة الطيور لا ينظر إليها أحد ولا يستغرب أمرها.
الشبهة الثانية
ما هو سبب الغيبة وما الذي يحسبنها مع حاجة الناس إلى ظهوره وما الوجه في غيبته على الاستمرار حتى صار ذلك سببا لإنكار ولادته والجواب أنه بعد ما ثبت بالأدلة القاطعة التي تقدمت الإشارة إلى بعضها وجوب نصب الأمام وانحصار الأئمة في الإثني عشر ومنهم صاحب الزمان (ع) ورأيناه غائبا عن الأبصار علمنا أنه لم يغب مع عصمته إلا لسبب اقتضى ذلك وضرورة قادت إليه ولا يلزمنا معرفة ذلك على التفصيل وجرى ذلك مجرى ما لا نعلم بمراد الله فيه من الآيات المتشابهة في القرآن التي ظاهرها الجبر أو التشبيه مثل الرحمن على العرش استوى وجاء ربك وأمثال ذلك فإذا علمنا باستحالة الجبر والجسمية عليه تعالى وعلمنا أنه لا يجوز أن يخبر بخلاف ما هو عليه من الصفات علمنا أن لهذه الآيات وجوها صحيحة بخلاف ظواهرها توافق أدلة العقل وإن لم نعلمها تفصيلا وكذلك ما غاب عنا وجه المصلحة فيه من إيلام الأطفال والطواف بالبيت ورمي الجمار وما أشبه ذلك من العبادات فإذا علمنا أنه تعالى لا يفعل قبيحا ولا يأمر بالعبث فلا بد من مصلحة في ذلك وأن جهلنا تفصيلها مع أن السبب في الغيبة ظاهر وهو الخوف على النفس ولو كان على ما دون النفس لوجب الظهور والتحمل فإن قيل الأئمة قبله كانوا يخافون على أنفسهم وبعضهم قتل غيلة بالسم وبعضهم بالسيف وقد أظهروا أنفسهم وكثير من الأنبياء أظهروا دعوتهم وإن أدت إلى قتلهم قلنا يمكن أن يكون الفارق أن غيره من الأئمة (ع) لهم من يقوم مقامهم وهو ليس بعده أمام يقوم مقامه وكذلك الأنبياء وإن خوفه كان أكثر لأخبار آبائه (ع) بان صاحب السيف من الأئمة الذي يملأ الأرض عدلا هو الثاني عشر وشاع ذلك عنهم حتى بين أعدائهم فكان الملوك يتوقفون عن قتل آبائه لعلمهم أنهم لا يخرجون بالسيف ويتشوفون إلى حصول الثاني عشر ليقتلوه ألا ترى أنه لما توفي الحسن العسكري (ع) وكل السلطان بحرمه وجواريه من يتفقد حملهن ليقتل ولده كما فعل فرعون ونمرود لما علما أن زوال ملكهما على يد موسى وإبراهيم (ع) فوكلا من يتفقد الحبالى ويقتل الأطفال وفرقا بين النساء والأزواج فستر الله ولادتهما كما ستر ولادة المهدي لما علم في ذلك من الحكمة والتدبير مع أن حكمة الله في ذلك لا تجب معرفتها على التفصيل كما قدمنا ويجوز اختلاف تكليفه مع تكاليفهم لاختلاف المصالح باختلاف الأزمان كما كان تكليف أمير المؤمنين مرة السكوت ومرة الجهاد بالسيف وتكليف الحسن الصلح وتكليف الحسين الخروج وتكليف باقي الأئمة السكوت والتقية صلوات الله عليهم أجمعين.
الشبهة الثالثة
لم لم يحرسه الله تعالى من الأعداء ويظهره فهل تضيق قدرته عن ذلك والجواب أن الله تعالى قادر على كل شيء وقد حفظ أمام الزمان ومنعه بكل ما لا يوجب الجبر والإلجاء أما ما يوجب الجبر والإلجاء فلا يجب أن يفعله الله تعالى وإذا كان هناك تكليف لا يجوز الإجبار لأن شرط التكليف القدرة وبالإجبار ترتفع.
الشبهة الرابعة
كيف يمكن أن يكون شخص حي بجسمه الحيواني موجودا في سرداب يرى الناس ولا يرونه ومن الذي يأتيه بطعامه وشرابه ويقوم بحوائجه والجواب أن هذا جهل ممن يرى أن الشيعة تعتقد وجود المهدي في سرداب بسر من رأى يرى الناس ولا يرونه فإن ذلك لا أصل له ولا يعتقده ذو معرفة من الشيعة بل الشيعة تعتقد بوجود المهدي حيا في هذه الدنيا يرى الناس ويرونه ولا يعرفونه وقد رفع مولانا الصادق (ع) في الأحاديث السابقة المروية عنه في المهدي (ع) استبعاد ذلك بان أخوة يوسف تاجروه وبايعوه وخاطبوه وهم أخوته فلم يعرفوه قال (ع) وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله قد فعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف وفي رواية عن الصادق (ع) أن في صاحب هذا الأمر سننا من الأنبياء إلى أن قال وأما سنته من يوسف فالستر جعل الله بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه وقد نشأت شبهة أن الشيعة يعتقدون بوجود المهدي في سرداب بسر من رأى من زيارتهم لذلك السرداب وتبركهم به وصلاتهم فيه وزيارة المهدي (ع) فيه فتوهموا أنهم يقولون بوجوده في السرداب وتقول بعضهم عليهم بأنهم يأتون في كل جمعة بالسلاح والخيول إلى باب السرداب ويصرخون وينادون يا مولانا اخرج إلينا وقال أن ذلك بالحلة ثم شنع عليهم تشنيعا عظيما ونسبهم إلى السخف وسفاهة العقل وهذا ليس بعجيب من تقولاتهم الكثيرة على الشيعة بالباطل وهذا الذي زعمه هذا القائل لم نره ولم نسمع به سامع من غيره وإنما أخذه قائله من أفواه المتقولين أو افتراه من نفسه حتى أنه لم يفهم أن السرداب بسامراء لا بالحلة وسبب زيارة الشيعة لذلك السرداب وتبركهم به أنه سرداب الدار التي كان يسكنها الإمامان علي بن محمد الهادي وابنه الحسن بن علي العسكري وابنه الأمام المهدي (ع) وتشرف بسكناهم له وقد رويت للإمام المهدي (ع) فيه معجزة يأتي نقلها فيما نقلناه عن عبد الرحمن الجامي ورويت عن أئمة أهل البيت (ع) فيه زيارة للمهدي (ع) فلذلك يزورونه فيه بتلك الزيارة ورويت فيه أدعية وصلوات يفعلونها فيه.
الشبهة الخامسة
ما الفائدة في أمام غائب عن الأبصار لا ينتفع به الناس في زمان غيبته والأمام إنما نصب لينتفع به الناس ويرجعون إليه في الأحكام وينصف المظلوم من الظالم والجواب إنا لا نسلم عدم الفائدة في وجوده مع غيبته قال الشيخ ره في تلخيص الشافي ينتفع به في حال غيبته جميع شيعته والقائلين بإمامته وينزجرون بمكانه وهيبته عن القبائح فهو لطف لهم في حال الغيبة كما يكون لطفا في حال الظهور وهم أيضا منتفعون به من وجه آخر لأنه يحفظ عليهم الشرع وبمكانه يتيقنون بأنه لم يكتم من الشرع ما لم يصل إليهم انتهى وإلى ذلك يشير بعض علمائنا رضوان الله عليهم بقوله وجوده لطف وتصرفه لطف آخر وغيبته منا ومن أين لنا الجزم بأنه لا يتصرف في مصالح العباد الدينية والدنيوية من حيث لا يعرفونه وقد جاء في الأخبار أنه في حال غيبته كالشمس يسترها السحاب أي فكما أن للشمس المستورة بالسحاب منافع وفوائد في الكون فكذلك لصاحب الزمان مع استتاره فوائد ومنافع في الكون وإن خفي علينا بعضها أو جلها ولم نعلمها على التفصيل نعم جميع الفوائد التي نصب لأجلها لا تكون حاصلة وهذا لا يضر لأن السبب في ذلك هم العباد بإخافتهم له التي أوجبت استتاره بل لو فرض محالا عدم الفائدة في وجوده حال استتاره لم يكن في ذلك قبح بعد أن كان سبب استتاره من خوف الظالمين.
الشبهة السادسة
إذا جاز أن يستتر للخوف من الناس بحيث لا يصل إليه أحد وتفوتهم منافع وجوده جاز أن يكون معدوما أو أن يموت حتى إذا علم الله أن الرعية تمكنه أوجده أو أحياه كما جاز أن يبيحه الاستتار حتى إذا علم منهم التمكين أظهره والجواب أولا إنا لا نقطع أنه لا يصل إليه أحد فهذا أمر غير معلوم ولا سبيل إلى القطع به هكذا ذكر الطبرسي في إعلام الورى ولكن وردت أخبار دالة على عدم إمكان الرؤية بعد الغيبة الصغرى أي في الغيبة الكبرى فإن عملنا بها فلا مساع لهذا الجواب وبعضهم أولها بان المراد نفي الرؤية بحيث يعلمه بعينه ويقطع بأنه هو هو حال رؤيته أو بغير ذلك من الوجوه كما يأتي وثانيا أنه لا يجوز أن يكون معدوما للأدلة القاطعة العقلية والنقلية التي دلت على عدم جواز خلو العصر من أمام فعلى الله تعالى أن ينصب للناس أماما تتم به الحجة وينقطع العذر فإذا فاتهم الانتفاع به بسبب منهم لم يقدح ذلك في تمام الحجة بل تكون لازمة لهم لأنه إذا أخيف فغيب شخصه منهم كان فوات المصلحة منسوبا إليهم فيلزمهم اللوم والذم والمؤاخذة عليه ولا يجوز أن لا ينصب لهم أماما ولو علم أنه لو نصبه لهم لأخافوه أو قتلوه لأن الحجة عليهم لا تتم بدون نصبه بل تكون الحجة فيما فات من مصالح العباد لازمة له تعالى لأن ما فاتهم من المصالح يكون منسوبا إليه تعالى ولا يجوز أن يسببوا فعلا لله تعالى ولله الحجة البالغة هذا مع قطع النظر عن أن في وجوده في حال غيبته منافع ليست في حال عدمه وهي ما أشرنا إليها في جواب الشبهة الخامسة
الشبهة السابعة
لو كان موجودا لوجب أن يظهر لوجود الداعي إلى ظهوره وهو انتشار الفساد وضعف الدين وتعطيل الأحكام والحدود وشيوع الظلم والجور وهو إنما يظهر ليملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا والجواب إذا كانت غيبته بأمر الله تعالى فظهوره لا يكون إلا بأمر الله تعالى ولا نقدر أن نحيط بالعلة التي توجب ظهوره ولا بالحكمة التي تقتضي أمر الباري تعالى له بالظهور فإن ذلك لا يطلع عليه إلا علام الغيوب فعلى قول من يقول أن أفعال الباري تعالى لا تعلل بالعلل والأغراض فالأمر واضح إذ ليس لنا أن نسأل عن علة عدم ظهوره ولا عن علة ظهوره وعلى قول أصحابنا بان أفعاله تعالى معللة بالعلل والأغراض لا يمكننا الإحاطة بتلك العلل وأمرها موكول إليه تعالى وقد كان يوسف (ع) وهو نبي ابن نبي معصوم لا يصدر إلا عن أمر ربه بينه وبين أبيه يعقوب (ع) مسافة غير كثيرة البعد وهو حزين عليه حتى ذهب بصره وهو قادر على أن يخبره بمكانه فلم يفعل حتى أذن له الله تعالى في ذلك ولم يكن تركه لإعلام أبيه (ع) مع تلك الحالة التي وصفناها إلا عن أمر الله تعالى لحكمة اقتضت ذلك وهذا كما أن الله تعالى لم يبعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة إلا بعد أربعين من عمره مع انتشار الكفر والفساد وعبادة الأوثان والإلحاد وليس لأحد أن يقول لم أخر بعثته إلى الأربعين ولم يبعثه قبل ذلك مع وجود المقتضي لبعثه لأن ذلك معارضة للحكيم فيما لا يطلع عليه ولا يعلم حكمته غيره مع أنه إذا جاز أن يؤخر الله تعالى خلقه مع وجود الظلم جاز أن يؤخر ظهوره مع وجوده على أن الوارد أنه لا يظهر حتى تمتلئ ظلما وجورا ولم يحن بعد ذلك الزمان.
الشبهة الثامنة
إذا كان الخوف هو المانع له عن الظهور وكان يخاف من أعدائه فلم لا يظهر لشيعته وأوليائه يرشدهم إلى ما لا يعلمون والجواب أنه بعد ما قامت الأدلة القاطعة على وجوده وعصمته فلا يمكن الاعتراض والسؤال لم فعل كذا ولم يفعل كذا لأنا نعلم أنه لا يصدر إلا عن أمر ربه ولا يتجاوز ما حدد له وقد أجيب عن ذلك بوجوه أحدها أن سبب عدم ظهوره لأوليائه الخوف من انتشار خبره وظهور أمره بإذاعة من يظهر لهم ثانيها أن غيبته عن أعدائه للخوف منهم وعن أوليائه للخوف عليهم فإذا ظهر لهم ذاع خبره وطولبوا به ثالثها وهو الذي عول عليه المرتضى قال أولا لا نقطع أنه لا يظهر لجميع أوليائه فإن هذا أمر مغيب عنا ولا يعرف كل منا إلا حال نفسه ثانيا نقول في علة غيبته عنهم أنه إنما يميز شخصه بالمعجز الذي يظهر على يديه والشبه تدخل في ذلك فلا يمتنع أن يكون كل من لم يظهر له من أوليائه هو المعلوم من حاله أنه متى ظهر له قصر في النظر في معجزة ولحق بهذا التقصير بمن يخاف منه من الأعداء أقول أن الأخبار قد جاءت بظهوره لأوليائه وثقاته في الغيبة الصغرى مدة أربع وسبعين سنة كما مر أما بعدها فقد تقدم بعض الأخبار الدالة على عدم إمكان رؤيته وتكذيب من يدعي ذلك وسواء قلنا بذلك أو قلنا بإمكان الرؤية في الغيبة الكبرى وحملنا ما يدل على العدم على بعض الوجوه مثل إرادة نفي الرؤية التي يعرفه فيها بعينه وشخصه يمكن أن نقول أن سبب عدم ظهوره لأوليائه هو بعض الوجوه المتقدمة والله أعلم.
الشبهة التاسعة
الحدود التي تجب على الجناة في حال الغيبة أن قلتم بسقوطها صرحتم بنسخ الشريعة وإن كانت ثابتة فمن الذي يقيمها والأمام مستتر غائب والجواب أن الحدود ثابتة على مستحقيها وغير ساقطة والإثم في تفويت إقامتها على المخيفين للإمام المحوجين له إلى الغيبة فحالها في زمن الغيبة عندنا حالها في زمن عدم تمكن أهل الحل والعقد من اختيار الأمام عندكم فما أجبتم به فهو جوابنا ثم أن الشبهة لا تختص بحال الغيبة بل تجري في حال وجود الأئمة وعدم تمكنهم والجواب في الحالين واحد.
الشبهة العاشرة
أن قلتم أن الحق مع غيبته لا يدرك ولا يوصل إليه فقد جعلتم الناس في حيرة وضلالة مع الغيبة وإن قلتم يدرك من جهة الأدلة المنصوبة عليه فقد صرحتم بالاستغناء عن الأمام بهذه الأدلة وهذا خلاف مذهبكم والجواب أن الحق قسمان عقلي وسمعي فالعقلي يدرك بالعقل ولا يؤثر وجود الأمام ولا فقده والسمعي عليه أدلة منصوصة من أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال الأئمة الصادقين (ع) ولكن الحاجة مع ذلك إلى الأمام ثابتة في كل عصر وعلى كل حال أولا لكونه لطفا لنا في فعل الواجب العقلي من الأنصاف والعدل واجتناب الظلم والبغي وهذا مما لا يقوم غيره مقامه فيه وثانيا أن النقل الوارد عن النبي والأئمة (ع) يجوز أن يتركه الناقلون تعمدا أو اشتباها أو يوجد ممن ليس نقله حجة فيحتاج إلى الأمام ليبين الحق.
الشبهة الحادية
عشرة الإجماع قائم على أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنتم زعمتم أن المهدي إذا ظهر لا يقبل الجزية ويقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين ويأمر بهدم المساجد والمشاهد ويحكم بحكم داود ولا يسال عن بينة وأشباه ذلك وهذا نسخ للشريعة فقد أثبتم معنى النبوة وان لم تتلفظوا باسمها والجواب ما ذكره الطبرسي في إعلام الورى قال إنا لا نعرف ما تضمنه السؤال من أنه لا يقبل الجزية ويقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه فإن كان ورد بذلك خبر فهو غير مقطوع به أما هدم المساجد والمشاهد فما سمعناه ويجوز أن يختص بما بني على غير تقوى الله وعلى خلاف ما أمر به وهذا مشروع قد فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنه مسجد الضرار وأما حكمه بحكم داود لا يسال عن بينة فهذا أيضا غير مقطوع به وإن صح فتأويله أن يعمل بعمله فيما يعلمه وللإمام والحاكم أن يحكم بعلمه ولا يسال البينة على أن ما ذكروه من عدم قبول الجزية وعدم سؤال البينة لو صح لم يكن نسخا لان النسخ هو ما تأخر دليله عن الحكم المنسوخ أما إذا اصطحب الدليلان فلا يكون أحدهما ناسخا للآخر وان خالفه في الحكم ولذلك اتفقنا على أنه لو قال الزموا السبت إلى وقت كذا ثم لا تلزموه لم يكن نسخا.
(وفي البحار) روى الحسين بن مسعود في شرح السنة بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فيفيض المال حتى لا يقبله أحد ثم قال قوله يكسر الصليب يريد أبطال النصرانية ويحكم بشرع الإسلام ومعنى قتل الخنزير تحريم اقتنائه وأكله وإباحة قتله وقوله يضع الجزية معناه يضعها عن أهل الكتاب ويحملهم على الإسلام فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نزول عيسى ويهلك في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون وقيل معنى الجزية أن المال يكثر حتى لا يوجد محتاج ممن يوضع فيهم الجزية يدل عليه قوله فيفيض المال حتى لا يقبله أحد وروى البخاري بإسناده عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم وهذا حديث متفق على صحته انتهى قال في البخاري وقد أورد هو وغيره أخبارا أخر في ذلك فظهر أن هذه الأمور المنقولة من سير القائم (ع) لا تختص بنا بل أوردها مخالفونا ونسبوها إلى عيسى (ع) لكن قد رووا أن أمامكم منكم فما كان جوابهم فهو جوابنا والشبهة مشتركة بينهم وبيننا انتهى فهذا جواب ما أورده علينا مخالفونا من الشبه في أمر المهدي أو يمكن أن يورد لهم.
في ذكر من قال بوجود المهدي
ووافق الشيعة من علماء أهل السنة
وهم كثيرون نذكر منهم جماعة (الأول) أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن أبي الحسن القرشي النصيبي الشافعي في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول وهذا الرجل قد أثنى عليه علماء أهل السنة وذكروه بكل جميل فذكره تقي الدين أبو بكر أحمد بن قاضي شهيد المعروف بابن جماعة الدمشقي الأسدي في طبقات فقهاء الشافعية على ما نقل عنه وقال أنه كان أحد الصدور والرؤساء المعظمين ولد سنة 582 وتفقه وشارك في العلوم وكان فقيها بارعا عارفا بالمذهب والأصول والخلاف ترسل عن الملك وساد وتقدم وسمع الحديث الخ ومدحه أبو عبد الله بن أسعد اليمني المعروف باليافعي في مرآة الجنان في حوادث سنة 650 فيما حكي عنه وقال عبد الغفار بن إبراهيم العكي الشافعي فيما نقل عنه أنه أحد العلماء المشهورين وذكره وبالغ في مدحه جمال الدين عبد الرحيم بن حسن بن علي الأسنوي الشافعي في طبقات الشافعية على ما حكي عنه أما كتابه مطالب السؤول فهو كتاب مشهور معروف وكونه من تأليفه مشهور معلوم أيضا حتى أن ابن تيمية اعترف بأنه له في كتابه منهاج السنة على ما حكي عنه مع إنكاره جملة من الأحاديث المستفيضة. قال في الكتاب المذكور الباب الثاني عشر في أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر (ع) ورحمة الله وبركاته إلى أن قال فأما مولده فبسر من رأى في ثالث وعشرين رمضان سنة 258 للهجرة وأما نسبه أبا وأما فأبوه الحسن الخالص إلى آخر ما تقدم وأمه أم ولد تسمى صقيل وقيل حكيمة وقيل غير ذلك ثم أورد عدة أخبار واردة في المهدي من طريق أبي داود الترمذي والبنوي ومسلم والبخاري والثعلبي ثم اعترض بأنها لا تدل على أنه محمد بن الحسن العسكري وأجاب بان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما وصفه وذكر اسمه ونسبه ووجدنا تلك الصفات والعلامات موجودة في محمد بن الحسن العسكري علمنا أنه هو المهدي ثم اعترض بعدة اعتراضات وأجاب عنها وقد ذكرنا ملخصها في كتابنا البرهان على وجود صاحب الزمان فليرجع إليها من أرادها.
(الثاني أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتابيه البيان في أخبار صاحب الزمان وكفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب). ويعبر عنه ابن الصباح المالكي في الفصول المهمة بالأمام الحافظ واحتج بروايته ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في شرح صحيح البخاري على ما نقل عنه أما كتابه البيان فذكره صاحب كشف الظنون فقال البيان في أخبار صاحب الزمان للشيخ أبي عبد الله محمد بن يوسف الكنجي المتوفي سنة 658 وأورده بتمامه علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة وقال أن مؤلفه حمله هو وكتاب كفاية الطالب إلى الصاحب السعيد تاج الدين محمد بن نصر بن الصلايا العلوي الحسيني سقى الله عهده صوب العهاد فقرانا الكتابين على مصنفهما المذكور في مجلسين آخرهما يوم الخميس سادس عشر جمادي الآخرة سنة 648 بأربل وكتاب البيان يشتمل على خمسة وعشرين بابا أربعة وعشرون منها في كل باب عدة أحاديث في أحوال صاحب الزمان من طريق أهل السنة وقد أوردناها بتمامها في المجلس الخامس والباب الخامس والعشرون في الدلالة على كون المهدي حيا باقيا منذ غيبته إلى الآن وأنه لا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى والخضر والياس من أولياء الله والدجال وإبليس اللعين من أعداء الله إلى آخر ما ذكره وقال في كفاية الطالب على ما حكي عنه في الباب الثامن من الأبواب الملحقة بأبواب الفضائل بعد ذكر تاريخ ولادة الحسن العسكري (ع) ووفاته أن ابنه هو الأمام المنتظر.
(الثالث نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي في الفصول المهمة في معرفة الأئمة) وقد ذكروه في التراجم بكل وصف جميل فعن شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري تلميذ الحافظ ابن حجر العسقلاني أنه قال في كتابه الضوء اللامع في أحوال أهل القرن التاسع علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله نور الدين الأسفاتي الغزي الأصل المكي المالكي ويعرف بابن الصباغ ولد في العشر الأول من ذي الحجة سنة 784 بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة في الفقه وألفية ابن مالك وعرضهما على الشريف عبد الرحمن الفارسي وعد معه جماعة ثم قال وأجازوا له واخذ الفقه عن أولهم والنحو عن الجلال عبد الواحد المرشدي وسمع علي المزين المراغي سداسيات الرازي وله مؤلفات منها الفصول المهمة لمعرفة الأئمة وهم اثنا عشر والعبر فيمن سفه النظر أجاز لي ومات في سابع ذي القعدة سنة خمس وخمسين وثمانمائة ودفن بالمعلاة سامحه الله وإيانا وعن أحمد بن عبد القادر العجيلي الشافعي أنه ذكره معظما في ذخيرة المال في مسالة الخنثى وعن جماعة من الأعلام أنهم نقلوا عن كتابه المذكور معتمدين عليه مثل عبد الله بن محمد المطيري المدني الشافعي من النقشبندية في كتابه الرياض الزاهرة ونور الدين علي السمهودي في جواهر العقدين وبرهان الدين علي الحلبي الشافعي في سيرته المعروفة وعبد الرحمن الصفوري في زينة المجالس وغيرهم قال في الفصول المهمة الفصل الثاني عشر في ذكر أبي القاسم الحجة الخلف الصالح ابن أبي محمد الحسن الخالص وهو الأمام الثاني عشر وتاريخ ولادته ودلائل إمامته وذكر طرف من أخباره وغيبته ومدة قيام دولته وذكر لقبه وكنيته وغير ذلك مما يتصل به ثم ذكر بعض الأخبار الواردة في ذلك ثم ذكر أنه ولد بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة 255 من الهجرة قال وأما نسبه أبا وأما فهو أبو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وأما أمه فأم ولد يقال لها نرجس خير أمة وقيل اسمها غير ذلك ثم ذكر أنه غاب سنة 276 من الهجرة ثم قال وهذا طرف يسير مما جاءت به النصوص عليه الدالة على الأمام الثاني عشر عن الأئمة الثقات والروايات في ذلك كثيرة والأخبار شهيرة وقد دونها أصحاب الحديث في كتبهم واعتنوا بجمعها ولم يتركوا منها شيئا ثم ذكر جملة من تلك الأخبار ثم نقل عن محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ما ذكره في الباب الخامس والعشرين من كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان وقد تقدم نقله وقال في الفصول المهمة أيضا في ذيل ترجمة والده (ع) ما لفظه وخلف أبو محمد الحسن رضي الله عنه من الولد ابنه الحجة القائم المنتظر لدولة الحق وكان قد أخفي مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وخوف السلطان أن يطلبه من الشيعة وحبسهم والقبض عليهم
(الرابع الفقيه الواعظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزغلي ابن عبد الله البغدادي الحنفي المعروف بسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة في معرفة الأئمة) لأنه ابن بنت العالم الواعظ جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن التيمي البكري البغدادي الحنبلي المعروف بابن الجوزي عن ابن خلكان أنه قال في أثناء ترجمة أحوال جده المذكور وكان سبطه شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزاوغلي الواعظ المشهور حنفي المذهب وله صيت وسمعة في مجالس وعظه وقبول عند الملوك وغيرهم وصنف تفسير القرآن الكريم وتاريخا كبيرا رأيته بخطه في أربعين مجلدا سماه مرآة الزمان وتوفي ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة 654 بدمشق بجبل قاسيون ودفن هناك إلى أن قال وكان أبوه عتيق الوزير عون الدين بن هبيرة فزوجه الحافظ بن الجوزي ابنته فولدت شمس الدين المذكور فلهذا ينسب إلى جده لا إلى أبيه رحمه الله انتهى وعن محمود بن سليمان الكفوي في أعلام الأخيار أنه قال بعد ذكر نسبه وولادته. وتفقه وبرع وسمع من جده لأمه وكان حنبليا تحنبل في صغره لتربية جده ثم دخل إلى الموصل ثم رحل إلى دمشق وهو ابن نيف وعشرين سنة وسمع بها وتفقه بها على جمال الدين الحصيري وتحول حنيفا لما بلغه أن قزاوغلي بن عبد الله كان على مذهب الحنفي ويتناثر الجوهر من حكمه وبالغ في مدائحه وفضائله في كلام طويل وذكره اليافعي في المرآة وابن الشحنة في روضة المناظر وتاج الدين في كفاية المتطلع وغيرهم كما حكي عنهم قال سبط بن الجوزي المذكور في كتابه تذكرة خواص الأمة في معرفة الأئمة بعد ترجمة الحسن العسكري (ع) ما لفظه ذكر أولاده منهم محمد الأمام فصل هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم وهو الخلف الحجة وصاحب الزمان والقائم والمنتظر والتالي وهو آخر الأئمة ثم ذكر بعض الروايات الواردة فيه ثم قال وذكره في روايات كثيرة ويقال له ذو الأسمين محمد وأبو القاسم قالوا أمه أم ولد يقال لها صقيل ثم حكى عن السدي اجتماعه مع عيسى بن مريم وتقديم عيسى له في الصلاة وعلل هو ذلك بوجهين الأول أنه يخرج عن الإمامة بصلاته مأموما فيصير تبعا والثاني لئلا يتدنس وجه لا نبي بعدي بغبار الشبهة إلى آخر ما ذكره وختم كلامه بذكر جماعة طالت أعمارهم.
(الخامس الشيخ الأكبر محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي المدفون بصالحية دمشق في الفتوحات المكية). وكتاب الفتوحات كصاحبه مشهور معروف وحكى الشعراني في اليواقيت والجواهر عن الفيروزآبادي صاحب القاموس مدحا كثيرا في الشيخ محيي الدين وثناء عظيما عليه منه قوله كان الشيخ محيي الدين بحرا لا ساحل له ولما جاور بمكة شرفها الله تعالى كان البلد إذ ذاك مجمع العلماء والمحدثين وكان الشيخ هو المشار إليه بينهم في كل علم تكلموا فيه وكانوا كلهم يتسارعون إلى مجلسه ويتبركون بالحضور بين يديه ويقرأون عليه تصانيفه قال ومصنفاته بخزائن مكة إلى الآن أصدق شاهد على ما قلناه وكان أكثر اشتغاله بمكة بسماع الحديث وأسماعه وصنف فيها الفتوحات المكية كتبها عن ظهر قلب جوابا لسؤال سأله عنه تلميذه بدر الحبشي ولما فرع منها وضعها في سطح الكعبة المعظمة فأقامت فيها سنة ثم أنزلها فوجدها كما وضعها لم يبتل منها ورقة ولا لعبت بها الرياح مع كثرة أمطار مكة ورياحها وما أذن للناس في كتابتها وقراءتها إلا بعد ذلك وحكي عنه أيضا في أوائل اليواقيت والجواهر أنه كان يقول لم يبلغنا عن أحد من القوم أنه بلغ في علم الشريعة والحقيقة ما بلغ الشيخ محيي الدين أبدا وقال الفيروز آبادي وأما كتبه رضي الله عنه فهي البحار الزواخر التي ما وضع الواضعون مثلها ومن خصائصها ما واظب أحد على مطالعتها إلا وتصدر لحل المشكلات في الدين ومعضلات مسائله وهذا الشأن لا يوجد في كتب غيره أبدا وهذا يسير من ثنائه عليه واستيفاؤه يطول به المقام وقد نقلناه في كتاب البرهان على وجود صاحب الزمان وحكى في اليواقيت والجواهر الثناء عليه من جماعة كثيرة من العلماء منهم الشيخ كمال الدين الزملكاني وقطب الدين الحموي وصلاح الدين الصفدي وقطب الدين الشيرازي وفخر الدين الرازي والأمام السبكي وغيرهم ممن يطول الكلام بتعدادهم وذكر ثنائهم عليه أما عبارة الفتوحات المصرحة بالمطلوب فهي ما نقله عنها الشعراني في أوائل المبحث الخامس والستين من اليواقيت والجواهر بما هذا لفظه وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلثمائة من الفتوحات واعلموا أنه لا بد من خروج المهدي (ع) لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد طول الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة وهو من عترة رسول صلى الله عليه وآله وسلم من ولد فاطمة رضي الله عنها جده الحسين بن علي بن أبي طالب والده حسن العسكري ابن الأمام علي النقي بالنون ابن محمد التقي بالتاء ابن الأمام علي الرضا ابن الأمام موسى الكاظم ابن الأمام الحسين ابن الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يواطئ اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبايعه المسلمون ما بين الركن والمقام يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخلق بفتح الخاء وينزل عنه في الخلق بضمها إذ لا يكون أحد مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أخلاقه والله تعالى يقول وانك لعلى خلق عظيم هو أجلي الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية يأتيه الرجل فيقول يا مهدي أعطني وبين يديه المال فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل يخرج على فترة من الدين يزع الله به ما لا يزع بالقرآن يمسي الرجل جاهلا وجبانا وبخيلا فيصبح عالما شجاعا كريما يمشي النصر بين يديه يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يقفو أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يخطئ له ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل ويعين الضعيف ويساعد على نوائب الحق يفعل ما يقول ويقول ما يفعل ويعلم ما يشهد يصلحه الله في ليلة يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين من ولد إسحاق يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا يبيد الظلم وأهله ويقيم الدين وأهله وينفخ الروح في الإسلام يعز الله به الإسلام بعد ذله ويحييه بعد موته يضع الجزية ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خذل يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتى لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيا لحكم به فلا يبقى في زمانه إلا الدين الخالص عن الرأي يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم أن الله تعالى لا يحدث بعد أئمتهم مجتهدا قال الشعراني وأطال يعني الشيخ محيي الدين في ذكر وقائعه معهم ثم قال يعني الشيخ محيي الدين واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به المسلمون خاصتهم وعامتهم وله رجال الهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء له يتحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله تعالى ينزل عليه عيسى بن مريم (ع) بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكئا على ملكين ملك عن يمينه وملك عن يساره والناس في صلاة العصر فيتنحى له الأمام عن مكانه فيتقدم فيصلي بالناس يأمر الناس بسنته صلى الله عليه وآله وسلم يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض الله المهدي طاهرا مطهرا وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق ويخسف بجيشه في البيداء فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته وقد جاءكم زمانه وأظلكم أو أنه وقد ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يلي الثاني ثم جاء بينهما فترات وحدثت أمور وانتشرت واء وسفكت دماء فاختفى إلى أن يجئ الوقت الموعود فشهداؤه خير الشهداء وأمناؤه أفضل الأمناء قال الشيخ محيي الدين وقد استوزر الله له طائفة خبأهم الله تعالى له في مكنون غيبه إلى أن قال وهم من الأعاجم ليس فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية لهم حافظ من غير جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء إلى أن قال يفتحون مدينة الروم بالتكبير فيكبرون التكبيرة الأولى فيسقط ثلثها ويكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور ويكبرون الثالثة فيسقط الثالث فيفتحونها من غير سيف إلى أن قال ويقتلون كلهم إلا وأحدا منهم في مرج عكا في المأدبة الإلهية التي جعلها الله تعالى مائدة للسباع والطيور والهوام. (السادس نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي وقيل الشافعي صاحب شرح كافية ابن الحاجب المشهور).
في شواهد النبوة
قال صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية بعد ذكر الطريقة النقشبندية وذكر جملة من مشائخها ما لفظه ومنهم الشيخ العارف بالله عبد الرحمن بن أحمد الجامي اشتغل أولا بالعلم الشريف وصار من أفاضل عصره ثم صحب مشائخ الصوفية وتلقن كلمة التوحيد من الشيخ العارف بالله تعالى سعد الدين الكاشغري وصحب الخواجة عبيد الله السمرقندي وانتسب إليه أتم الانتساب إلى أن قال وكان مشتهرا بالعلم والفضل وبلغ صيت فضله إلى الأفاق حتى دعاه السلطان بايزيد خان إلى مملكته وأرسل إليه جوائز سنية إلى أن قال وحكى المولى الأعظم سيدي محيي الدين الفناري عن والده المولى علي الفناري وكان قاضيا بالعسكر المنصور للسلطان محمود خان أنه قال قال لي السلطان يوما أن الباحثين عن علوم الحقيقة المتكلمون والصوفية والحكماء ولا بد من المحاكمة بين هؤلاء الطوائف فقلت له لا يقدر على المحاكمة بينهم إلا المولى عبد الرحمن الجامي فأرسل السلطان إليه رسولا مع جوائز سنية والتمس منه المحاكمة المذكورة فكتب رسالة حكم فيها بين هؤلاء الطوائف في مسائل ست منها مسالة الوجود وأرسلها إلى السلطان ثم عد من مصنفاته شرح الكافية وشواهد النبوة بالفارسية ونفحات الأنس بالفارسية وسلسلة الذهب طعن فيها على طوائف الرافضية إلى أن قال وكل تصانيفه مقبولة عند العلماء الفضلاء وأثنى عليه ثناء بليغا محمود بن سليمان الكفوي في أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار على ما حكي عنه وقال عن كتابه شواهد النبوة أنه كتاب جليل معروف معتمد وفي كشف الظنون شواهد النبوة فارسي لمولانا نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي وذكر أنه ترجمه غير واحد من العلماء وعن صاحب تاريخ الخميس أنه قال في أوله أنه انتخبه من الكتب المعتبرة وعد منها شواهد النبوة وقد روى الجامي في شواهد النبوة على ما حكي عنه أخبارا في ولادة المهدي وبعض معجزاته هذا ملخص ترجمتها، روي عن حكيمة عمة أبي محمد الزكي (ع) أنها قالت كنت يوما عند أبي محمد (ع) فقال يا عمة باتي الليلة عندنا فإن الله تعالى يعطينا خلفا فقلت يا ولدي ممن فاني لا أرى في نرجس أثر حمل أبدا فقال يا عمة مثل نرجس مثل أم موسى لا يظهر حملها إلا في وقت الولادة فبت عنده فلما انتصف الليل قمت فتهجدت وقامت نرجس وتهجدت وقلت في نفسي قرب الفجر ولم يظهر ما قاله أبو محمد (ع) فناداني من مقامه لا تعجلي يا عمة فرجعت إلى بيت كانت فيه نرجس فرأيتها وهي ترتعد فضممتها إلى صدري وقرأت عليها قل هو الله أحد وإنا أنزلناه وآية الكرس
فرأيت الولد على الأرض ساجدا فأخذته فناداني أبو محمد من حجرته يا عمة ائتيني بولدي فاتيته به فأجلسه في حجره ووضع لسأنه في فمه وقال تكلم يا ولدي بإذن الله تعالى فقال بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ثم رأيت طيورا خضرا أحاطت به فدعا أبو محمد (ع) وأحدا منها وقال خذه واحفظه حتى يأذن الله تعالى فيه فإن الله بالغ أمره فسألت أبا محمد (ع) ما هذا الطير وما هذه الطيور فقال هذا جبرائيل وهؤلاء ملائكة الرحمة ثم قال يا عمة رديه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون فرددته إلى أمه ولما ولد كان مقطوع السرة مختونا مكتوبا على ذراعه الأيمن جاء الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا قال وروى غيرها أنه لما ولد جثا على ركبتيه ورفع سبابته إلى السماء وعطس وقال الحمد لله رب العالمين وروي عن آخر قال دخلت على أبي محمد (ع) فقلت يا ابن رسول الله من الخلف والأمام بعدك فدخل الدار ثم خرج وقد حمل طفلا كأنه البدر في ليلة تمامه في سن ثلاث سنين فقال لولا كرامتك علي لما أريتك هذا الولد اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيته كنيته هو الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما وروي عن آخر قال دخلت يوما على أبي محمد (ع) فرأيت عن يمينه بيتا أسبل عليه ستر فقلت يا سيدي من صاحب هذا الأمر بعدك فقال ارفع الستر فرفعته فخرج صبي في غاية النظافة على خده الأيمن خال وله ذوائب فجلس في حجر أبي محمد (ع) فقال أبو محمد (ع) هذا صاحبكم ثم قام من حجره فقال له يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم فدخل البيت وإنا أنظر إليه ثم قال لي قم وانظر من في البيت فدخلت البيت فلم أر فيه أحدا وروي عن آخر قال بعثني المعتضد مع رجلين وقال أن الحسن بن علي (ع) توفي في سر من رأى فأسرعوا في المسير واهجموا على داره فكل من رأيتم فيها فأتوني برأسه فذهبنا ودخلنا فرأينا دارا نضرة طيبة كان البناء فرع من عمارتها الساعة ورأينا فيها سترا فرفعناه فرأينا سردابا فدخلنا فيه فرأينا بحرا في أقصاه حصير مفروش على وجه الماء ورجلا في أحسن صورة عليه وهو يصلي ولم يلتفت إلينا فسبقني أحد الرجلين فدخل الماء فغرق واضطرب فأخذت بيده وخلصته فأراد الأخر أن يتقدم إليه فغرق فخلصته فتحيرت فقلت يا صاحب البيت المعذرة إلى الله واليك فاني والله ما علمت الحال ولا علمت إلى أين جئنا وقد تبت إلى الله مما فعلت فلم يلتفت إلينا أبدا فرجعنا وقصصنا عليه القصة فقال اكتموا هذا والأ أمرت بضرب أعناقكم انتهى شواهد النبوة وليس مثل هذا بمستبعد ولا مستغرب من قدرة الله تعالى وكرامة أوليائه عليه وقد أنطق الله تعالى عيسى (ع) في المهد وكتب مشائخ الصوفية مشحونة بأمثال ذلك في حق أقطابهم وأعيانهم. كالشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ محيي الدين بن العربي وعبد الوهاب الشعراني وغيرهم وقد قال الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي في الفتوحات المكية كما حكاه عنه الشعراني في الكبريت الأحمر الذي انتخبه من مختصرها وبرهان الدين الحلبي في إنسان العيون على ما حكي عنه قلت لابنتي زينب مرة وهي في سن الرضاعة قريبا عمرها من سنة ما تقولين في الرجل يجامع حليلته ولم ينزل فقالت يجب عليه الغسل فتعجب الحاضرون من ذلك ثم إني فارقت تلك البنت وغبت عنها سنة في مكة وكنت أذنت لوالدتها في الحج فجاءت مع الحاج الشامي فلما خرجت لملاقاتها رأتني من فوق الجمل وهي ترضع فقالت بصوت فصيح قبل أن تراني أمها هذا أبي وضحكت ورمت بنفسها إلي وقد رأيت أي علمت من أجاب أمه بالتسميت وهو في بطنها حين عطست وكان اسمه الشيخ عبد القادر بدمشق وسمع الحاضرون كلهم صوته من جوفها شهد عندي الثقات بذلك انتهى المحكي عن الفتوحات وذكر بعضهم أن الذين تكلموا في المهد ثلاثة عيسى (ع) والولد الذي شهد ببراءة يوسف (ع) وبنت الشيخ محيي الدين بن العربي فكيف يصدقون بأمثال هذه الكرامات ولا يعيبون على معتقدها وإذا ذكر ذاكر كرامة لأهل بيت النبوة قابلوها بالإنكار أو الاستبعاد ونسبوا معتقدها إلى الغلو. (السابع الشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني المصري العارف المشهور في اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر). وهذا الكتاب كصاحبه مشهور معروف وقد طبع بمصر عدة مرات وعليه عدة تقاريض لجماعة من العلماء وهو شرح لما أغلق من الفتوحات المكية وله سواه من الكتب الميزان في المذاهب الأربعة ولواقح الأنوار القدسية الذي اختصره من الفتوحات المكية والكبريت الأحمر في علوم الشيخ الأكبر منتخب منه قال الشعراني في الجزء الثاني من اليواقيت والجواهر ما لفظه المبحث الخامس والستون في بيان أن جميع أشراط الساعة التي أخبرنا بها الشارع حق لا بد أن تقع كلها قبل قيام الساعة وذلك كخروج المهدي إلى أن قال وهو من أولاد الأمام حسن العسكري ومولده (ع) ليلة النصف من شعبان سنة 255 وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم (ع) فيكون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنة 958 سبعمائة سنة وست سنين هكذا اخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر المحروسة عن الأمام المهدي حين اجتمع به ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهما الله تعالى وقال الشعراني في الطبقات المسمى باللواقح على ما حكي عنه بعد ذكر سياحة حسن العراقي أنه قال وسالت المهدي عن عمره فقال يا ولدي عمري الآن ستمائة سنة وعشرون سنة ولي عنه الآن مائة سنة قال الشعراني فقلت ذلك لسيدي علي الخواص فوافق على عمر المهدي رضي الله عنهما.
(الثامن السيد جمال الدين عطاء الله بن السيد غياث الدين فضل الله بن السيد عبد الرحمن المحدث المعروف في روضة الأحباب في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والآل والأصحاب). وهو كتاب فارسي ذكره صاحب كشف الظنون فقال روضة الأحباب فارسي لجلال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي النيسابوري المتوفي سنة ألف في مجلدين بالتماس الوزير مير عليشير بعد الأستشارة مع أستاذه وابن عمه السيد أصيل الدين عبد الله وعن تاريخ الخميس أنه عده في أول كتابه من الكتب المعتمدة قال في روضة الأحباب على ما حكي عنه ما ترجمته كلام في بيان الأمام الثاني عشر محمد بن الحسن (ع) الميلاد السعيد لذلك الذي هو در صدف الولاية وجوهر معدن الهداية في منتصف شعبان سنة 255 في سامرة وقيل في الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة 258 وأم تلك الدرة العالية أم ولد اسمها صيقل أو سوسن وقيل نرجس وقيل حكيمة وذلك الأمام ذو الاحترام متوافق في الكنية والاسم مع خير الأنام عليه وآله تحف الصلاة والسلام ويلقب بالمهدي المنتظر والخلف الصالح وصاحب الزمان وكان عمره عند وفاة أبيه الأعظم على أقرب الروايات إلى الصحة خمس سنين وروي سنتان وأعطاه الله الحكمة والكرامة في حال الطفولية مثل يحيى بن زكريا وأوصله في وقت الصبا إلى مرتبة الإمامة الرفيعة وغاب في سرداب سر من رأى سنة مائتين وخمس وستين أو ست وستين على اختلاف القولين في زمان الخليفة المعتمد ثم ختم كلامه بأبيات فارسية في خطاب المهدي (ع) وطلب ظهوره.
(التاسع الحافظ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف بخواجه بارسا الحنفي في فصل الخطاب). عن الكفوي في أعلام الأخيار أنه قال في حقه قرأ العلوم على علماء عصره وكان مقدما على أقرأنه وحصل الفروع والأصول وبرع في المعقول والمنقول وكان شابا قد أخذ الفقه عن قدوة بقية أعلام الهدى الشيخ الأمام العارف الرباني أبي طاهر محمد بن علي بن الحسن الظاهري ثم ذكر سلسلة مشائخه في الفقه وأنه أخذ من صدر الشريعة وأنهاها إلى الأمام الأعظم أبي حنيفة قال وهو أعز خلفاء الشيخ الكبير خواجة بهاء الدين نقشبند الخ وقال صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية بعد ذكر الطريقة النقشبندية وأنها تنتهي إلى الشيخ العارف بالله خواجة بهاء الدين النقشبندي وذكر جملة من مناقبه ومحاسن طريقته ما لفظه ومن جملة مشائخ هذه الطريقة الشيخ العارف بالله تعالى خواجة محمد بارسا البخاري وهو من جملة أصحاب خواجة بهاء الدين المذكور وقال شيخه له بمحضر من أصحابه الأمانة التي وصلت إلي من مشايخ طريقتنا هذه وجميع ما اكتسبته في هذه الطريقة سلمتها كلها إليك فقبل خواجة محمد بارسا وقال شيخه في آخر حياته في غيبته المقصود من ظهوري وجوده وربيته بطريق الجذبة والسلوك فلو اشتغل بذلك لتنور منه العالم ووهب له شيخه صفة الروح في وقت وقصته مشهورة ووهب له أيضا في وقت آخر بركة النفس وكان مظهرا لمضمون قوله (ع) أن من عباد الله تعالى من لو أقسم على الله لابره ولقنه الذكر الخفي وأذن له في تعليم آداب الطريقة للطالبين ثم قال أنه مر في طريقه للحج بصغانيان وترمذ وبلخ وهراة وزار المزارات كلها وأكرمه علماء تلك البلاد ومشائخها وعظموه غاية التعظيم ورأوا مشاهدته وخدمته غنيمة عظيمة ثم ذكر أنه توفي بالمدينة المنورة وصلى عليه المولى شمس الدين الفناري ودفن بجوار قبر عباس رضي الله عنه أما كتابه فصل الخطاب فهو كتاب معروف مشهور ذكره في كشف الظنون فقال فصل الخطاب في المحاضرات للحافظ الزاهد محمد بن محمد الحافظي من أولاد عبيد الله النقشبندي البخاري المعروف بخواجه بارسا المتوفي بالمدينة المنورة سنة 822 وترجمته لأبي الفضل موسى بن الحاج حسين الأزنبقي وأمير بادشاه محمد البخاري نزيل مكة قال في فصل الخطاب على ما حكي عنه ما لفظه ولما زعم أبو عبد الله جعفر بن أبي الحسن علي الهادي رضي الله عنه أنه لا ولد لأخيه أبي محمد الحسن العسكري رضي الله عنه وادعى أن أخاه الحسن العسكري رضي الله عنه جعل الإمامة فيه سمي الكذاب وهو معروف بذلك وأبو محمد الحسن العسكري ولده محمد رضي الله عنهما معلوم عند خاصة أصحابه وثقاتله ويروى أن حكيمة بنت أبي جعفر محمد الجواد عمة أبي محمد الحسن العسكري وكان أبو محمد الحسن العسكري اصطفى جارية يقال لها نرجس فلما كان ليلة النصف من شعبان سنة 255 دخلت حكيمة عند الحسن العسكري فقال لها يا عمة كوني الليلة عندنا لأمر فأقامت كما رسم فلما كان وقت الفجر اضطربت نرجس فقامت إليها حكيمة فوضعت نرجس المولود المبارك فلما رأته حكيمة أتت به أبا محمد الحسن العسكري رضي الله عنه وهو مختون مفروع منه فأخذه وأمر يده على ظهره وعينيه وأدخل لسانه في فمه وأذن في أذنه اليمنى وأقام في الأخرى ثم قال يا عمة اذهبي به إلى أمه فذهبت به وردته إلى أمه قالت حكيمة ثم جئت من بيتي إلى أبي محمد الحسن العسكري رض فإذا المولود بين يديه في ثياب صفر وعليه من البهاء والنور ما أخذ بمجامع قلبي فقلت سيدي هل عندك من علم في هذا المولود المبارك فتلقيه إلي فقال أي عمة هذا المنتظر هذا الذي بشرنا به قالت حكيمة فخررت لله تعالى ساجدة شكرا على ذلك قالت ثم كنت أتردد إلى أبي محمد الحسن العسكري فلا أرى المولود فقلت له يوما يا مولاي ما فعل سيدنا ومنتظرنا قال استودعناه الذي استودعته أم موسى (ع) ابنها وذكر في حاشية الكتاب كما حكي عنه حكاية المعتضد العباسي المتقدم نقلها عن الجامي في شواهد النبوة وبعض علامات قيام المهدي (ع) إلى أن قال والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى ومناقب المهدي رض صاحب الزمان الغائب عن الأعيان الموجود في كل زمان كثيرة وقد تظاهرت الأخبار على ظهوره وإشراق نوره يجدد الشريعة المحمدية ويجاهد في الله حق جهاده ويطهر من الأدناس أقطار بلاده زمانه زمان المتقين وأصحابه خلصوا من الريب وسلموا من العيب وأخذوا بهديه وطريقه واهتدوا من الحق إلى تحقيقه به ختمت الخلافة والإمامة وهو الأمام من لدن مات أبوه إلى يوم القيامة وعيسى (ع) يصلي خلفه ويصدقه على دعواه ويدعو إلى ملته التي هو عليها والنبي صلى الله عليه وآله وسلم صاحب الملة.
العاشر العارف عبد الرحمن
من مشايخ الصوفية في مرآة الأسرار
وهو الذي ينقل عنه الشاه ولي الله الهندي الدهلوي والد الشاه صاحب عبد العزيز صاحب التحفة الأثني عشرية وكتاب الانتباه على ما قيل قال في كتاب مرآة الأسرار على ما حكى عنه ما ترجمته ذكر من هو شمس الدين والدولة وهادي جميع الملة القائم في المقام المطهر الأحمدي ألإمام بالحق أبو القاسم محمد بن الحسن المهدي رضي الله عنه وهو الأمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت أمه أم ولد اسمها نرجس ولادته ليلة الجمعة خامس عشر شهر شعبان سنة 255 وعلى رواية شواهد النبوة في الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة 258 في سر من رأى المعروفة بسامرة وهذا الأمام الثاني عشر موافق في الكنية والاسم لحضرة ملجأ الرسالة (ع) القبه الشريفة المهدي والحجة والقائم والمنتظر وصاحب الزمان وخاتم الأثني عشر وكان عمره حين وفاة والده الأمام حسن العسكري (ع) خمس سنين وجلس على مسند الإمامة وكما أعطى الحق تعالى يحيى بن زكريا (ع) الحكمة والكرامة في حال الطفولية وأوصل عيسى بن مريم إلى المرتبة العالية في زمن الصبا كذلك هو في صغر السن جعله الله إماما وخوارق العادات الظاهرة له ليست قليلة بحيث يسعها هذا المختصر وروى ملا عبد الرحمن الجامي عن حكيمة أخت الأمام علي النقي وذكر ما تقدم عن شواهد النبوة ثم حكي عن محيي الدين بن العربي في الباب الثلاثمائة وثمانية وستين من الفتوحات المكية ما تقدم نقله وقال أنه بين في ذلك المحل من الكتاب المذكور أحوال الأمام المهدي (ع) مفصلة فمن أرادها فليطالعها هناك ثم قال وذكر مولانا عبد الرحمن الجامي الصوفي المشرب الشافعي المذهب تمام أحوال الإمام محمد بن الحسن العسكري وكمالاته وكيفية ولادته واختفائه مفصلة في كتاب شواهد النبوة على الوجه الأكمل مروية عن أئمة أهل بيت العترة وأرباب السيرة قال وذكر صاحب كتاب المقصد الأقصى أن حضرة الشيخ سعد الدين الحموي خليفة نجم الدين صنف كتابا في حق الأمام المهدي وذكر أشياء كثيرة في حقه بحيث لا يمكن لأحد الإتيان بمثل ما أتى به من الأقوال والتصرفات قال وحيث يظهر المهدي يجعل الولاية المطلقة ظاهرة بلا خفاء ويرفع اختلاف المذاهب والظلم وسوء الأخلاق حيث وردت أوصافه الحميدة في الأحاديث النبوية أنه في آخر الزمان يظهر ظهورا تاما ويطهر تمام الربع المسكون من الظلم والجور ويظهر مذهب واحد وبوجه الإجمال إذا كان الدجال القبيح الأفعال قد وجد وظهر وبقي حيا مخفيا وكذلك عيسى (ع) وجد واختفى عن الخلق فابن رسول الله إذا اختفى عن نظر العوام وظهر جهارا في وقته المعين له بمقتضى التقدير الإلهي مثل عيسى والدجال فليس ذلك بعجيب من أقوال جماعة من الأكابر وأئمة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنكار ذلك من باب التعصب ليس فيه كثير ضرر انتهى.
الحادي عشر الشيخ حسن العراقي
قال الشعراني في الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار في الجزء الثاني منه ومنهم العارف بالله سيدي حسن العراقي رحمه الله تعالى المدفون بالكوم خارج باب الشريعة بالقرب من بركة الرطلي وجامع البشري ترددت إليه مع سيدي أبي العباس الحريثي وقال أريد أن احكي لك حكايتي من مبتدأ أمري إلى وقتي هذا كأنك كنت رفيقي من الصغر كنت شابا من دمشق وكنت صانعا وكنا نجتمع يوما في الجمعة على اللهو واللعب والخمر فجاء إلي التنبيه من الله تعالى يوما ألهذا خلقت فتركت ما هم فيه وهربت منهم فتبعوا ورائي فلم يدركوني فدخلت جامع بني أمية فوجدت شخصا يتكلم على الكرسي في شأن المهدي (ع) فاشتقت إلى لقائه فصرت لا اسجد سجدة إلا وسالت الله تعالى أن يجمعني عليه فبينما إنا ليلة بعد صلاة المغرب أصلي صلاة السنة إذا بشخص جلس خلفي وحس على كتفي وقال لي قد استجاب الله دعاءك يا ولدي ما لك إنا المهدي فقلت تذهب معي إلى الدار فذهب وقال أخل لي مكانا أتفرد فيه فأخليت له مكانا فأقام عندي سبعة أيام بلياليها ولقنني الذكر وقال أعلمك وردي تدوم عليه أن شاء الله تعالى تصوم يوما وتفطر يوما وتصلي كل ليلة خمسمائة ركعة وكنت شابا أمرد حسن الصورة فكان يقول لا تجلس قط إلا ورائي وكانت عمامته كعمامة العجم وعليه جبة من وبر الجمال فلما انقضت السبعة أيام خرج فودعته وقال لي يا حسن ما وقع لي قط مع أحد ما وقع معك فدم على وردك حتى تعجز فإنك تعمر عمرا طويلا وقد تقدم قول الشعراني أن حسن العراقي اخبره أنه سال المهدي عن عمره لما اجتمع به وان علي الخواص وافقه على عمر المهدي وبالغ الشعراني في طبقاته في الثناء على علي الخواص وتعداد مناقبه حتى أنه قال أنه كان أميا وكان يتكلم على معاني الكتاب والسنة كلاما تحير فيه العلماء وكان محل كشفه اللوح المحفوظ عن المحو والإثبات فإذا قال قولا لا بد أن يقع على الصفة التي قال بل كان يخبر الشخص بواقعته التي أتى لأجلها قبل أن يتكلم إلى غير ذلك. تنبيه وإنا وان كنا لا نعلم صحة جميع ما ادعي من مشاهدة بعض مشائخ الصوفية لصاحب الزمان (ع) بل نعلم أن بعض ما ادعوه من ذلك هو من جملة خرافاتهم وتمويهاتهم إلا إنا أوردنا ذلك حجة على من يستنكر ويستبعد وجود صاحب الزمان (ع) وغيبته بل ينسب الأمامية في اعتقادهم ذلك إلى الحمق حتى قال بعضهم أنهم عار على بني آدم وقال آخر أن من أوصى إلى أحمق الناس صرف إلى من يقول بغيبة المهدي ومع ذلك لا يستنكر ولا يستعظم أن يكون الشيخ علي الخواص وهو أمي ينكشف له اللوح المحفوظ عن المحور والإثبات ويخبر بما في النفوس ويطلع على الغيب والشيخ محيي الدين بن العربي يجتمع بالأنبياء والمرسلين في مكة المكرمة ويخاطبهم ويخاطبونه ويطوف بالكعبة وتطوف به حقيقة وتتكلم ابنته في المهد كما حكى ذلك كله الشعراني في اليواقيت والجواهر عن الفتوحات ويعتقد لأمثال هؤلاء أعظم الكرامات ومع ذلك فهو ينسب الأمامية إلى الحمق باعتقاد ما يعتقده هؤلاء ويخبرون به عن أنفسهم من وجود صاحب الزمان والاجتماع به ليس هذا بإنصاف.
الثاني عشر أبو محمد أحمد بن إبراهيم
البلاذري في الحديث المسلسل
عن السمعاني في الأنساب الكبير أن المشهور بهذا الأنتساب أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري الحافظ كان حافظا فهما عارفا بالحديث ثم عدد جماعة ممن سمع منهم ثم قال وأبو محمد الواعظ الطوسي المذكور كان واحد عصره في الحفظ والوعظ ومن أحسن الناس عشرة وأكثرهم فائدة إلى أن قال وكان أبو علي الحافظ ومشائخنا يحضرون مجالسه ويفرحون بما يذكره على الملأ من الأسانيد ولم أرهم غمزوه قط في إسناد أو اسم أو حديث وكتب بمكة عن أمام أهل البيت (ع) أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا (ع) إلى أن قال قال الحاكم استشهد بالطاهران سنة 339 انتهى والبلاذري المذكور روى حديثا عن المهدي (ع) مشافهة من جملة الأحاديث المسلسلة والمسلسل هو ما تتابع فيه رجال الإسناد على صفة أو حالة واحدة وهذا الحديث ذكره الشاه ولي الله الدهلوي والد عبد العزيز المعروف بشاه صاحب مؤلف التحفة الإثني عشرية في الرد على الأمامية الذي وصفه ولده المذكور على ما حكي عنه بخاتم العارفين وقاسم المخالفين سيد المحدثين سند المتكلمين المشهور بالفضل المبين حجة الله على العالمين الخ قال الشاه ولي المذكور في كتاب النزهة على ما حكي عنه أن الوالد روى في كتاب المسلسلات قلت شافهني ابن عقلة بإجازة جميع ما يجوز له روايته ووجدت في مسلسلاته حديثا مسلسلا بانفراد كل راو من رواته بصفة عظيمة تفرد بها قال ره اخبرني فريد عصره الشيخ حسن بن علي العجمي أخبرنا حافظ عصره جمال الدين الباهلي أنا مسند وقته محمد الحجازي الواعظ أنا صوفي زمانه الشيخ عبد الوهاب الشعراني أنا مجتهد عصره الجلال السيوطي أنا حافظ عصره أبو نعيم رضوان العقبي أنا مقري زمانه الشمس محمد بن الجزري أنا الأمام جمال الدين محمد بن محمد الجمال زاهد عصره إنا الأمام محمد بن مسعود محدث بلاد فارس في زمانه أنا شيخنا إسماعيل بن مظفر الشيرازي غالم وقته أنا عبد السلام بن أبي الربيع الحنفي محدث زمانه أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن شابور القلانسي شيخ عصره أنا عبد العزيز ثنا محمد الأدمي أمام أو أنه أنا سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان نادرة عصره ثنا أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه ثنا محمد بن الحسن بن علي المحجوب أمام عصره ثنا الحسن بن علي عن أبيه عن جده عن أبي جده علي بن موسى الرضا (ع) ثنا موسى الكاظم ثنا أبي جعفر الصادق ثنا أبي محمد الباقر ثنا أبي علي بن الحسين زين العابدين السجاد ثنا أبي الحسين سيد الشهداء ثنا أبي علي بن أبي طالب سيد الأولياء أخبرنا سيد الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم اخبرني جبرئيل سيد الملائكة قال قال الله تعالى سيد السادات إني إنا الله لا إله إلا إنا من أقر لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني امن عذابي قال الشمس بن الجزري أحد سلسلة السند كذا وقع هذا الحديث من المسلسلات السعيدة والعهدة فيه على البلاذري وعن الشاه ولي المذكور أيضا في رسالة النوادر من حديث سيد الأوائل والأواخر ما لفظه حديث محمد بن الحسن الذي يعتقد الشيعة أنه المهدي عن آبائه الكرام وجد في مسلسلات الشيخ محمد بن عقلة المكي عن الحسن العجيمي وفي تاريخ الجبرتي في حوادث ذي الحجة سنة 1215 في ترجمة الشيخ عبد العليم المالكي أنه سمع على الشيخ علي الصعيدي جملة من الصحيح والموطأ والشمائل والجامع الصغير ومسلسلات ابن عقلة انتهى مما دل على أن كتاب مسلسلات ابن عقلة الذي فيه الحديث المذكور من الكتب المشهورة.
الثالث عشر أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
محمد بن الخشاب المعروف بابن الخشاب
في كتاب تواريخ مواليد الأئمة ووفياتهم.
وابن الخشاب عالم مشهور قال ابن خلكان أنه العالم المشهور في الأدب والنحو والتفسير والحديث والنسب والفرائض والحساب وحفظ القرآن العزيز بالقراءات الكثيرة قال وكان متضلعا من العلوم وله فيها اليد الطولى وبالغ السيوطي في طبقات النحاة في الثناء عليه وقال كان ثقة في الحديث صدوقا نبيلا حجة وكتابه المذكور معروف مشهور ينقل عنه مشاهير العلماء روى فيه بسنده عن الرضا (ع) الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن علي وهو صاحب الزمان وهو المهدي (وبسنده) عن جعفر بن محمد (ع) الخلف الصالح من ولدي هو المهدي اسمه محمد وكنيته أبو القاسم يخرج في آخر الزمان يقال لامه صيقل قال لنا أبو بكر الدارع وفي رواية أخرى بل أمه حكيمة وفي رواية ثالثة نرجس ويقال بل سوسن وروى بسنده عن بعض أصحاب التاريخ أن أم المنتظر يقال لها حكيمة والله أعلم بذلك قال وهو ذو الأسمين الخلف ومحمد يظهر في آخر الزمان على رأسه غمامة تظله من الشمس تدور معه حيثما دار تنادي بصوت فصيح هذا هو المهدي.
والقائلون بوجود المهدي (ع) من علماء أهل السنة كثيرون وفيما ذكرناه منهم كفاية ومن أراد الاستقصاء فليرجع إلى كتابنا البرهان على وجود صاحب الزمان ورسالة كشف الأستار للفاضل المعاصر النوري رحمه الله تعالى.
فيمن رأى المهدي عجل الله فرجه الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد رسول الله بالعراق فقال رأيته بين المسجدين وهو غلام وفي رواية المفيد عن الكليني رأيت ابن الحسن بن علي بن محمد قال المجلسي لعل المراد بالمسجدين مسجدا مكة والمدينة أقول ويحتمل قريبا باعتبار أن الراوي عراقي أن المراد بهما مسجدا الكوفة والسهلة ولو أريد ما قاله المجلسي لكان الأنسب في التعبير أن يقال بين مكة والمدينة كما هو المتعارف وروى الكليني بسنده عن حكيمة بنت محمد بن علي وهي عمة الحسن العسكري أنها رأته وفي رواية المفيد رأت القائم ليلة مولده وبعد ذلك وعن علي بن محمد عن فتح مولى الزراري سمعت أبا علي بن مطهر يذكر أنه قد رآه ووصف له قده (وبسنده) عن خادم لإبراهيم بن عبيدة النيسابوري قالت كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا فجاء (ع) وفي رواية المفيد فجاء صاحب الأمر وفي رواية الشيخ في كتاب الغيبة فجاء غلام حتى وقف معه وقبض على كتاب مناسكه وحدثه بأشياء (وبسنده) عن أبي عبد الله بن صالح أنه رآه بحذاء الحجر والناس يتجاذبون عليه وهو يقول ما بهذا أمروا (وبسنده) عن أحمد بن إبراهيم بن إدريس عن أبيه أنه قال رأيته بعد مضي أبي محمد حين أيفع وقبلت يديه يده خ ل ورأسه (وبسنده) عن عمرو الأهوازي قال أرانيه أبو محمد وقال هذا صاحبكم (وبسنده) عن أبي نصر ظريف الخادم أنه رآه (وبسنده) عن ضوء عن رجل من أهل فارس سماه أن أبا محمد أراه إياه وروى الصدوق في إكمال الدين بسنده عن يعقوب بن منفوس قال دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع) وهو جالس على دكان في الدار وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل فقلت له سيدي من صاحب هذا الأمر فقال ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شثن الكفين معطوف الركبتين في خده الأيمن خال وفي رأسه ذؤابة فجلس على فخذ أبي محمد فقال هذا صاحبكم ثم وثب فقال له يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم فدخل البيت وإنا انظر إليه ثم قال لي يا يعقوب انظر من في البيت فنظرت فما رأيت أحدا (وبسنده) عن الكرخي قال سمعت أبا هارون رجلا من أصحابنا يقول رأيت صاحب الزمان (ع) ووجهه يضئ كأنه القمر ليلة البدر ورأيت على سرته شعرا يجري كالخط الحديث (وبسنده) عن جماعة منهم محمد بن عثمان العمري قالوا عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ابنه (ع) ونحن في منزله وكنا أربعين رجلا فقال هذا أمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد (ع) قوله (ع) لا ترونه أي أكثركم لوقوع الغيبة فإن الظاهر أن العمري الذي هو أحد السفراء كان يراه وجاءت عدة روايات أن الحميري سأله هل رأيته قال نعم وفي بعضها آخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني وفي بعضها رأيته متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول اللهم انتقم من أعدائي (وبسنده) عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان صلى الله عليه وآله وسلم ورآه من الوكلاء ببغداد العمري وابنه وحاجز والبلالي والعطار ومن الكوفة العاصمي ومن الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار ومن أهل قم أحمد بن إسحاق ومن أهل همدان محمد بن صالح ومن أهل الري البسامي والأسدي يعني نفسه ومن أهل آذربيجان القاسم بن العلاء ومن نيسابور محمد بن شاذان ومن غير الوكلاء من أهل بغداد أبو القاسم بن أبي حابس وأبو عبد الله الكندي وأبو عبد الله الجنيدي وهارون القزاز والنبلي وأبو القاسم بن دميس وأبو عبد الله بن فروخ ومسرور الطباخ مولى بن الحسن (ع) وأحمد ومحمد ابنا الحسن وإسحاق الكاتب من نيبخت وصاحب الفراء وصاحب الصرة المختومة ومن همدان محمد بن كشمرد وجعفر بن حمدان ومحمد بن هارون بن عمران ومن الدينور حسن بن هارون وأحمد بن أخيه وأبو الحسن ومن أصفهان ابن بادشالة ومن الصيمرة زيدان ومن قم الحسن بن نصر ومحمد بن محمد وعلي بن محمد بن إسحاق وأبوه والحسن بن يعقوب ومن أهل الري القاسم بن موسى وابنه وأبو محمد بن هارون وصاحب الحصاة وعلي بن محمد ومحمد بن محمد الكليني وأبو جعفر الرفا ومن قزوين مرداس وعلي بن أحمد ومن قابس رجلان ومن شهرزور ابن الخال ومن فارس المجروح ومن مرو صاحب الألف دينار وصاحب المال والرقعة البيضاء وأبو ثابت ومن نيسابور محمد بن شعيب بن صالح ومن اليمن الفضل بن يزيد والحسن ابنه والجعفري وابن الأعجمي والشمشاطي ومن مصر صاحب المولودين وصاحب المال بمكة وأبو رجاء ومن نصيبين أبو محمد بن الوجناء ومن الأهواز الحصيني (وبسنده) عن محمد بن صالح مولى الرضا (ع) قال خرج صاحب الزمان على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث عند مضي أبي محمد (ع) فقال له يا جعفر ما لك تعرض في حقوقي فتحير جعفر وبهت ثم غاب عنه فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم وقال هي داري لا تدفن فيها فخرج (ع) فقال له يا جعفر أدارك هي ثم غاب فلم ير بعد ذلك وذكر جميع من رآه يؤدي إلى التطويل وفي هذا القدر كفاية وهؤلاء الذين ذكرناهم كلهم ممن رآه في الغيبة الصغرى وقد جاءت أحاديث دالة على عدم إمكان الرؤية في الغيبة الكبرى وحكيت رؤيته (ع) عن كثيرين في الغيبة الكبرى ويمكن الجمع بحمل نفي الرؤية على رؤية من يدعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه على مثال السفراء أو بغير ذلك.
في علامات ظهور المهدي
المروية عن أئمة أهل البيت (ع) وقد رواها أصحابنا رضوان الله عليهم بأسانيدهم المتصلة كالنعماني والشيخ الطوسي في كتابي الغيبة والمفيد في الإرشاد وغيرهم ونحن نوردها بحذف الأسانيد قصدا للاختصار أو نذكر حاصل الرواية ونسردها مفصلة مرتبة بحسب الإمكان تسهيلا لتناولها ومعرفتها ثم أن هذه العلامات منها بعيد مثل اختلاف بني العباس وزوال ملكهم وغير ذلك ومنها قريب كخروج السفياني وطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك ومنها محتوم كما نص عليه في الروايات كالسفياني واليماني والصيحة من السماء وغير ذلك ومنها غير محتوم قال المفيد بعد سرده لعلامات الظهور كما سيأتي ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة أقول ولعل المراد بالمحتوم ما لا بد من وقوعه ولا يمكن أن يلحقه البداء الذي هو إظهار بعد إخفاء لا ظهور بعد خفاء والذي هو نسخ في التكوين كما أن النسخ المعروف نسخ في التشريع وبغير المحتوم أو المشترط ما يمكن أن يلحقه البداء والمحو والنسخ في التكوين يمحو الله ما يشاء فهو مشترط بعدم لحوق ذلك فأما المحتوم فقد اختلفت الروايات في تعداده زيادة ونقيصة ففي بعضها خمس علامات محتومات قبل قيام القائم (ع) السفياني واليماني والنادي من السماء باسم المهدي وخسف في البيداء وقتل النفس الزكية وفي بعضها قال من المحتوم وعد المذكورات إلا أنه قال بدل اليماني وكف تطلع من السماء وعد معها القائم وفي بعضها قال من المحتوم وعد المذكورات أيضا إلا أنه ذكر طلوع الشمس من مغربها واختلاف بني العباس في الدولة بدل اليماني والخسف وعد معها قيام القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال النعماني في غيبته هذه العلامات التي ذكرها الأئمة (ع) مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة أن لا يظهر القائم (ع) إلا بعد مجيئها إذ كانوا قد أخبروا أنه لا بد منها وهم الصادقون حتى أنه قيل لهم نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائم ولا يكون قبله السفياني فقالوا بلى والله أنه لمن المحتوم الذي لا بد منه ثم حققوا كون العلامات الخمس أي اليماني والسفياني والنداء من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية التي هم أعظم الدلائل على ظهور الحق بعدها كما أبطلوا أمر التوقيت وقالوا من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن تكذبوه كائنا ما كان فإنا لا نوقت وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادعى ذلك قبل مجيء هذه العلامات انتهى.
(وقال المفيد) في الإرشاد قد جاءت الآثار بذكر علامات الزمان قيام القائم المهدي (ع) وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات فمنها خروج السفياني وقتل الحسني واختلاف بني العباس في الملك وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره على خلاف العادة وخسف بالبيداء وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب وقتل نفس زكية يظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام وهدم حائط مسجد الكوفة وإقبال رايات سود من قبل خراسان وخروج اليماني وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها ونار تظهر بالمشرق طولا وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم وقتل أهل مصر أميرهم وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ورايات كندة إلى خراسان وورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة وإقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها وبشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار وزلزلة حتى ينخسف كثير منها وخوف يشمل أهل العراق وبغداد وموت ذريع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وجراد يظهر في أو أنه وفي غير أو أنه حتى يأتي على الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم ومسخ القوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير وغلبة العبيد على بلاد السادات ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلل لغة بلغتهم ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض بعد موتها وتعرف بركاتها وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة ويتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار قال ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنتها الآثار المنقولة وبالله نستعين وإياه نسأل التوفيق ثم أورد المفيد ره عدة أحاديث مسندة في علامات الظهور ننقلها في تضاعيف ما يأتي أن شاء الله وعن كتاب العدد القوية قد ظهر من العلامات عدة كثيرة مثل خراب حائط مسجد الكوفة وقتل أهل مصر أميرهم وزوال ملك بني العباس على يد رجل خرج عليهم من حيث بدأ ملكهم وموت عبد الله آخر ملوك بني العباس وخراب الشامات ومد جسر مما يلي الكرخ ببغداد كل ذلك في مدة يسيرة وانشقاق الفرات وسيصل الماء أن شاء الله إلى أزقة الكوفة أقول يمكن أن تكون هذه علامات بعيدة ويمكن كون العلامة غير ما حصل بل شيء يحصل فيما بعد ولنشرع في تفصيل تلك العلامات المستفادة من الروايات فنقول.
الأول اختلاف بني العباس وذهاب ملكهم
واختلاف بني أمية وذهاب ملكهم
أما الأول فقد جاء في كثير من الروايات جعله من علامات الظهور بل في بعضها أن اختلافهم من المحتوم وفي جملة منها التعبير ببني فلان تقية قال الباقر (ع) لا بد أن يملك بنو العباس فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما أما أنهما لا يبقون منهم أحدا ويأتي في بعض الروايات فعند ذلك زال ملك القوم وعند زواله خروج القائم وان آخر ملك بني فلان قتل النفس الزكية وأنه ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة وان قدام القائم بلوى من الله فقيل ما هي فقرأ {ولنبلونكم} الأية ثم قال الخوف من ملوك بني فلان وقال الباقر (ع) إذا اختلف بنو العباس فيما بينهم فانتظروا الفرج وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم ولن يخرج ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم وقال (ع) أن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار وكرجل كانت بيده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه فانكسرت فقال حين سقطت هاه شبه الفزع فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه. غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر أن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ولها أمارات فالزموا الأرض وكفوا حتى تجئ أماراتها فإذا استأثرت عليكم الروم والترك وجهزت الجيوش ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال واستخلف بعده رجل شحيح فيخلع بعد سنين من بيعته ويأتي مالك ملكهم من حديث بدأ وعن أمير المؤمنين (ع) ملك بني العباس عسر لا يسر فيه لو اجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر لم يزيلوه حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب ألويتهم ويسلط الله لهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم لا يمر بمدينة إلا فتحها ولا ترفع له راية إلا هدها ولا نعمة إلا أزالها الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به وقيل للصادق (ع) متى فرج شيعتكم فقال إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته وظهر السفياني واقبل اليماني وتحرك الحسني خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة الحديث وقيل للصادق (ع) ما من علامة بين يدي هذا الأمر فقال بلى هلاك العباسي وخروج السفياني وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء والصوت من السماء فقال جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الأمر فقال لا إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا وقال الكاظم (ع) لو أن السماوات والأرض خرجوا على بني العباس أسقيت الأرض دماءهم حتى يخرج السفياني وقال ملك بني العباس يذهب حتى لم يبق منه شيء ويتجدد حتى يقال ما مر به شيء وقيل للرضا (ع) أنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال كذبوا أنه ليقوم وان سلطانهم لقائم غيبة الطوسي بسنده عن الصادق (ع) من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم ثم قال إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على واحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم أن شاء الله الحديث والظاهر أن المراد بعبد الله هو المستعصم آخر ملوك بني العباس وأكثر هذه الروايات دال صريحا أو ظاهرا على أن ذهاب ملك بني العباس من العلامات القريبة بل بعضها صريح بوجود ملكهم عند ظهور السفياني مع أنه من العلامات البعيدة بعد كثيرا فقد مضى على انقراض دولتهم ما ينوف عن سبعمائة سنة وكذلك اختلاف بني أمية وذهاب ملكهم كان قبل حدوث دولة بني العباس ويمكن أن يكون للعباسيين في علم الله دولة في آخر الزمان أو أن ذلك من غير المحتوم ويحمل ما دل على أنه من المحتوم أن صح على أن كونه من العلامات محتوم وكونه من العلامات القريبة غير محتوم والله أعلم واما اختلاف بني أمية وذهاب ملكهم فقد جاء في بعض الروايات عن الباقر (ع) قال في علامات الظهور فإذا اختلف بنو أمية وذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك حتى يختلفوا فإذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلفل المشرق وأهل المغرب نعم وأهل القبلة ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف حتى ينادي مناد من السماء الحديث.
الثاني خروج ستين كذابا كلهم يقول إنا نبي
المفيد بسنده عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقول إنا نبي.
الثالث خروج اثني عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه
المفيد بسنده عن الصادق (ع) لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه.
الرابع قول اثني عشر رجلا أنهم رأوه
النعماني بسنده عن الصادق (ع) لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبونهم.
الخامس خروج كاسر عينه بصنعاء
النعمتان بسنده عن عبيد بن زرارة ذكر عند الصادق (ع) السفياني فقال أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء ويحتمل أن يكون هو اليماني والله أعلم. السادس خروج السفياني والخراساني واليماني وخسف بالبيداء
وقد استفاضت الروايات في أن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه وأنه لا يكون قائم إلا بسفياني ونحو ذلك وقال عبد الملك بن أعين كنت عند أبي جعفر (ع) فجرى ذكر القائم فقلت له أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون سفياني فقال لا والله أنه لمن المحتوم الذي لا بد منه ومر في بعض الروايات أن اليماني أيضا من المحتوم (عن الباقر) (ع)السفياني والقائم في سنة واحدة وفي عدة روايات أن خروج السفياني واليماني والخراساني يكون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وفي رواية ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناوأهم وتدل بعض الروايات على أن خروج اليماني قبل خروج السفياني أما اليماني فيكون خروجه من اليمن والمروي أنه ليس في الرايات الثلاث راية أهدى من راية اليماني لأنه يدعو إلى الحق أو لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج حرم بيع السلاح وإذا خرج فأنهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ولما خرج طالب الحق باليمن وهو من رؤساء الخوارج قيل للصادق (ع) نرجو أن يكون هذا اليماني فقال لا اليماني يتوالى عليا وهذا يبرأ منه وأما الخراساني فيخرج من خراسان وفي بعض الروايات من المشرق وعن أمير المؤمنين (ع) في ذكر العلامات إذا قام القائم بخراسان وغلب على ارض كرمان والملتان وحاز جزيرة بني كاوان وأما السفياني فيخرج من وادي اليابس مكان بفلسطين وعن الصادق (ع) أن خروجه في رجب وعن أمير المؤمنين (ع) يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه اثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها والظاهر أنها دمشق كما تدل عليه رواية أخرى أنه يخرج من وادي اليابس حتى يأتي دمشق فيستوي على منبرها وعن الصادق (ع) انك لو رأيته رأيت أخبث الناس أشقر احمر أزرق يقول يا رب يا رب يا رب أو يا رب ثأري ثأري ثم للنار أو يارب ثأري والنار ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه وعن الباقر (ع) السفياني احمر اصفر أزرق لم يعبد الله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط وعن زين العابدين (ع) أنه من ولد عتبة بن أبي سفيان وأنه إذا ظهر اختفى المهدي ثم يظهر ويخرج بعد ذلك وعن عمار بن ياسر إذا رأيتم أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكة أي أن المهدي قد ظهر بها ويجتمع في الشام ثلاث رايات كلهم يطلب الملك راية السفياني وراية الأصهب وراية الأبقع ثم أن السفياني يقتل الأصهب والأبقع وقال الصادق (ع) السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة ثم قال استغفر الله حمل جمل وفي رواية عن الصادق (ع) يملك تسعة أشهر كحمل المرأة وفي رواية عنه (ع) إذا ملك كور الشام الخمس دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج قلت يملك تسعة أشهر قال لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما وعن الصادق (ع) أنه من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا ستة أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما وبهذا يجمع بين الخمسة عشر شهرا والتسعة أشهر واحتمل المجلسي حمل بعض أخبار مدته على التقية لذكره في رواياتهم وروى هشام بن سالم عن الصادق (ع) إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر وزعم هشام أن الكور الخمس دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب ثم أن السفياني بعد ما يقتل الأصهب والأبقع لا يكون له همة إلا العراق وفي رواية إلا آل محمد وشيعتهم فيبعث جيشين جيشا إلى العراق وآخر إلى المدينة فأما جيش العراق فروي أن عدتهم سبعون ألفا وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من ثلثمائة امرأة ويقتلون ثلثمائة كبش من بني العباس ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها الحديث ويصيبون من أهل الكوفة وفي رواية من شيعة آل محمد بالكوفة قتلا وصلبا وسبيا ويمر جيشه بقرقيسا بلد على الفرات فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف وعن الصادق (ع) أن لله مائدة أو مأدبة بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين فبينما هم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي المنازل طيا حثيثا حتى تنزل ساحل الدجلة ومعهم نفر من أصحاب القائم ويخرج رجل من موالي أهل الكوفة ضعيف في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بظهر الكوفة وفي رواية بين الحيرة والكوفة وقال الصادق (ع) كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم أما أن أمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا وكأني انظر إلى صاحب البرقع قيل ومن صاحب البرقع قال رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه فيغمز بكم رجلا رجلا أما أنه لا يكون إلا ابن بغي وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يخرجون أي جيش السفياني متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم وأما الجيش الذي يبعثه السفياني إلى المدينة فيقتل بها رجلا ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم فيحسبون وينهبون المدينة ثلاثة أيام بلياليها ويكون المهدي (ع) بالمدينة فيخرج منها إلى مكة على سنة موسى بن عمران (ع) خائفا يترقب وفي رواية أنه يهرب من بالمدينة من أولاد علي (ع) إلى مكة فيلحقون بصاحب الأمر (ع) فيبلغ ذلك أمير جيش السفياني فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه وينزل الجيش البيداء وهي ارض بين مكة والمدينة لها ذكر كثير في الأخبار فينادي مناد من السماء يا بيداء بيدي بالقوم فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر وفي رواية إلا ثلاثة نفر حتى إذا كانوا بالبيداء يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبعث الله جبرائيل فيقول يا جبرائيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم إلا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول عند جهينة الخبر اليقين فذلك قوله تعالى ولو ترى إذ فزعوا الآية أورده الثعلبي في تفسيره وروى صاحب الكشاف أيضا أنها نزلت في خسف البيداء وروى الطبرسي عن زين العابدين (ع) قال هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم وروى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى واخذوا من مكان قريب قال من تحت أقدامهم خسف بهم وفي قوله تعالى قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال هو الدجال والصيحة أو من تحت أرجلكم وهو الخسف والقائم (ع) يومئذ بمكة فيجمع الله عليه أصحابه وهم ثلثمائة وبضعة عشر رجلا وفي رواية وثلاثة عشر رجلا عدد أهل بدر فيبايعونه بين الركن والمقام ثم يخرج بهم من مكة فينادي المنادي باسمه وأمره من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلهم ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث حتى يظهر عليها ثم يسير إلى الشام وفي رواية ثم يسير حتى يأتي العذراء والسفياني يومئذ بوادي الرملة حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويخرج ناس كانوا مع آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السفياني ويقتل يومئذ السفياني ومن معه والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها.
السابع خسف الجابية وكثرة الاختلاف والحروب
وخروج الأصهب والأبقع وخراب الشام
المفيد بسنده عن الباقر (ع) قال الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك ذلك اختلاف بني العباس ومناد ينادي من السماء وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة واختلاف كثير عند ذلك في كل ارض حتى تخرب الشام ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني وفي رواية الشيخ في غيبته فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب أو في كل ارض من أرض العرب فأول ارض تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات الخ وفي رواية راية حسنية وراية أموية وراية قيسية غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر وذكر جملة من العلامات إلى أن قال وتكثر الحروب في الأرض إلى أن قال ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك رجل أبقع ورجل أصهب ورجل من أهل بيت أبي سفيان يخرج في كلب الحديث وفي رواية العياشي مع بني ذنب الحمار مضر ومع السفياني أخواله من كلب فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار حتى يقتلوا قتلا لم يقتله شيء قط ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلا لم يقتله شيء قط وهو من بني ذنب الحمار وفي رواية النعماني فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه ثم يقتل الأصهب.
الثامن اختلاف رمحين بالشام ورجفة بها
وخسف بحرستا وإقبال قوم من المغرب إليها
غيبة الشيخ بالإسناد عن أمير المؤمنين (ع) إذا اختلف رمحان بالشام فهو آية من آيات الله تعالى قيل ثم مه قال ثم رجفة تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام فإذا كان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام يقال لها حرستا فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس غيبة النعماني مثله إلا أنه قال لم تنجل إلا عن آية من آيات الله قيل وما هي يا أمير المؤمنين قال رجفة تكون بالشام يقتل فيها أكثر من مائة ألف وقال البراذين الشهب المحذوقة وزاد بعد قوله تحل بالشام وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر وبعد قوله حرستا فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي النعماني بسنده عن أمير المؤمنين (ع) انتظروا الفرج من ثلاث اختلاف أهل الشام بينهم والرايات السود من خراسان والفزعة في شهر رمضان الحديث (وبسنده) عن الباقر (ع) لا يظهر القائم حتى يشمل الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه الحديث.
التاسع سقوط طائفة من مسجد دمشق الأيمن
رواه جابر الجعفي عن الباقر (ع) في جملة العلامات قال: وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن هكذا وجدناه ولعل الصواب من الجانب الأيمن أو من جانب مسجد دمشق الأيمن غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر قال في حديث ويخسف بغربي مسجد دمشق حتى يخد حائطه (وفي رواية) ويخرب حائط مسجد دمشق.
العاشر النداء عن سور دمشق
غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر في حديث وينادي مناد على سور دمشق ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب وفي رواية ويل لازم وفي رواية أخرى عن الباقر (ع) ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح وفي رواية العياشي وترى مناديا ينادي بدمشق (النعماني) بسنده عن الباقر (ع) توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق فيه لكم فرج عظيم.
الحادي عشر خروج المرواني
وعوف السلمي وشعيب بن صالح
غيبة النعماني بسنده عن الرضا (ع) قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح وكيف يقول هذا وهذا (وبسنده) عن الباقر (ع) أن لولد العباس وللمرواني لوقعة بقرقيسا يشيب فيها الغلام الحزور يرفع الله عنهم النصر ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض اشبعي من لحوم الجبارين ثم يخرج السفياني أقول ظاهر بعض الأخبار الواردة في السفياني أن وقعة قرقيسا مع جيشه والتعدد جائز والله أعلم غيبة الشيخ بسنده عن علي بن الحسين (ع) يكون قبل خروج المهدي خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس الحديث (وبسنده) عن عمار بن ياسر في حديث ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح.
الثاني عشر خروج الحسني وقتله
وقد مر في الأمر الأول عن الصادق (ع) إذا اختلف ولد العباس وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته وظهر السفياني واقبل اليماني وتحرك الحسني خرج صاحب هذا الأمر الحديث وفي رواية أن المهدي (ع) حينما يريد الخروج يطلع على ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدره الحسني إلى الخروج فيثبت عليه أهل مكة فيقتلونه ويبعثون برأسه إلى الشامي أي السفياني فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر الحديث.
الثالث عشر خروج رايات من مصر
إلى الشام وخروج المصري
المفيد بسنده عن الرضا (ع) كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدي إلى ابن صاحب الوصيات وفي رواية عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في جملة العلامات وقام أمير الأمراء بمصر غيبة الشيخ بسنده عن محمد بن مسلم يخرج قبل السفياني مصري ويماني.
الرابع عشر ركز رايات قيس بمصر
ورايات كندة بخراسان
المفيد بسنده سال رجل الحسن (ع) عن الفرج فقال (ع) تريد الإكثار أم أجمل لك فقال بل تجمل لي قال إذا ركزت رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان النعماني بسنده عن الصادق (ع) قبل قيام القائم تحرك حرب قيس.
الخامس عشر نزول الترك الجزيرة
والروم الرملة
وجاء ذلك في عدة روايات مسندة عن جابر الجعفي عن الباقر (ع) قال الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك أن أدركتها وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به من بعدي عني وذكر جملة منها إلى أن قال ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة وفي رواية وتنزل الروم فلسطين وفي رواية وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة وستقبل إخوان مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة وفي رواية ومارقة تمرق من ناحية الترك حتى تنزل الجزيرة وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة والظاهر أن المراد بالجزيرة جزيرة العرب والرملة بلد بفلسطين وفي رواية إذا خالف الترك الروم أو ويتخالف الترك والروم والظاهر أنه بمعنى نزول الترك الجزيرة والروم الرملة وفي رواية فإذا استأثرت عليكم الروم والترك وجهزت الجيوش الحديث وفي رواية عن أمير المؤمنين (ع) وظهرت رايات الترك متفرقات في الأقطار والجنبات وكانوا بين هن وهنات.
(السادس عشر حصار الكوفة) ولعله من جهة السفياني.
(السابع عشر تخريق الروايا في سكك الكوفة) أي روايا الماء والظاهر أنه بغلبة أحد الفريقين المتحاربين على الأخر.
(الثامن عشر تعطيل المساجد أربعين ليلة) والظاهر أنه بالكوفة.
(التاسع عشر كشف الهيكل) والمراد منه غير واضح.
(العشرون خفوق رايات حول المسجد الأكبر بالكوفة)
(الحادي والعشرون قتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين) والذي ذكره المفيد كما مر قتل نفس زكية في سبعين من الصالحين.
(الثاني والعشرون قتل الأشفع صبرا في بيعة الأصنام) والمراد بالأشفع غير ظاهر ولعله مصحف وبيعة الأصنام أي الكنيسة أو نحوها ذات الأصنام.
(الثالث والعشرون سبي سبعين ألف بكر من الكوفة). ويروى أن الكوفة تعظم كثيرا تتصل بكربلاء فلا يستبعد ذلك.
(الرابع والعشرون خروج مائة ألف من الكوفة إلى السفياني).
(الخامس والعشرون خروج رايات من شرقي الأرض مع رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم).
(السادس والعشرون خروج رجل من نجران يستجيب للإمام (ع)
(السابع والعشرون نداء من جهة المشرق يال الهدى اجتمعوا ومن جهة المغرب يال الباطل اجتمعوا)
(الثامن والعشرون تلون الشمس)
(التاسع والعشرون بعثل الكهف وخروجهم مع القائم (ع)
وهذه العلامات من السادس عشر إلى التاسع والعشرين مع غيرها منقولة عن كتاب سرور أهل الأيمان في جملة رواية عن أمير المؤمنين (ع) قال ولذلك آيات وعلامات أولهن حصار الكوفة بالرصد والخندق وتخريق الروايا في سكك الكوفة وتعطيل المساجد أربعين ليلة وكشف الهيكل وخفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز. القاتل والمقتول في النار وقتل سريع وموت ذريع وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين والمذبوح بين الركن والمقام إشارة إلى النفس الزكية أو إلى الحسني وقتل الأشفع صبرا في بيعة الأصنام وخروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من بني كلب واثنا عشر ألف عنان من خيل السفياني تتوجه إلى مكة والمدينة أميرها رجل من بني أمية يقال له خزيمة اطمس العين الشمال على عينه ظفرة غليظة يمثل بالرجال لا ترد له راية حتى ينزل المدينة في دار يقال لها دار أبي الحسن الأموي ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد إلى مكة أميرها رجل من غطفان إلى أن قال ويبعث مائة وثلاثين ألفا إلى الكوفة وينزلون الروحاء والفاروق فيسير منها ستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود (ع) بالنخيلة فيهجمون عليهم يوم الزينة وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة الزوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من الكهنة ويقتل على جسرها أي الكوفة سبعين ألفا حتى تحتمي الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد ويسبى من الكوفة سبعون ألف بكر لا يكف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل ويذهب بهن إلى الثوية وهي الغري ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق حتى يقدموا دمشق لا يصدهم عنها صاد وهي ارم ذات العماد وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها شهرا حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم فبينا هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنهما فرسا رهان شعث عبر جرد ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب للإمام فيكون أول النصارى إجابة فيهدم بيعته ويدق صليبه فيخرج بالموالي وضعفاء الناس فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى فيكون مجمع الناس جميعا في الأرض كلها بالفاروق فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر يال الهدى اجتمعوا وينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق يال الباطل اجتمعوا ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس تصفر فتصير سوداء مظلمة ويوم الثالث يفرق الله بين الحق والباطل وتخرج دابة الأرض وتقبل الروم عند ساحل البحر عند كهف الفتية فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم معهم رجل يقال له مليخا وآخر حملاها وهما الشاهدان المسلمان للقائم (ع).
الثلاثون ظهور نار بالكوفة
(النعماني) بسنده عن الصادق (ع) في قوله تعالى سال سائل بعذاب واقع قال تأويلها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية يعني نارا حتى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف لا تدع وترا لآل محمد إلا أحرقته وذلك قبل خروج القائم (ع) الثوية موضع قرب الكوفة والكناسة محلة بالكوفة.
الحادي والثلاثون ظهور نار من المشرق
(النعماني) بسنده عن الباقر (ع) إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم (وبسنده) عنه (ع) إذا رأيتم علامة في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي فعند ما فرج الناس وهي قدام القائم بقليل.
الثاني والثلاثون النار والحمرة في السماء
المفيد بسنده عن الصادق (ع) يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء وحمرة تجلل السماء الحديث.
الثالث والثلاثون انبثاق الفرات
المفيد بسنده عن الصادق (ع) سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل في أزقة الكوفة. الرابع والثلاثون كثرة القتل بين الحيرة والكوفة
المفيد بسنده عن جابر قلت لأبي جعفر (ع) متى يكون هذا الأمر فقال أنى يكون ذلك يا جابر ولما يكثر القتل بين الحيرة والكوفة النعماني بسنده عن الباقر (ع) لا يظهر القائم (ع) إلى أن قال ويكون قتل بين الكوفة والحيرة قتلاهم على سواء الحديث وفي البحار على سواء أي في وسط الطريق أقول الظاهر أن المراد تساوي قتلاهم في العدد.
الخامس والثلاثون قتل رجل من الموالي بين الحيرة والكوفة
(النعماني) بأسانيده عن الباقر (ع) في حديث ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة.
السادس والثلاثون هدم حائط مسجد الكوفة
النعماني بسنده عن الصادق (ع) إذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخرة مما يلي دار ابن مسعود فعند ذلك زال ملك بني فلان أما أن هادمه لا يبنيه المفيد بسنده عن الصادق (ع) إذا هدم حائط مسجد
في الأمر الأول أن زوال ملكهم من العلامات ومر الجواب عن قوله وعند زواله خروج القائم ع.
السابع والثلاثون خسف ببغداد والبصرة
وقتل بالبصرة وخراب وفناء وخوف بالعراق
المفيد بسنده عن الصادق (ع) وذكر بعض علامات المهدي إلى أن قال وخسف ببغداد وخسف ببلد البصرة ودماء تسفك بها وخراب دورها وفناء يقع فيلها وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.
الثامن والثلاثون خراب البصرة
وهو مروي عن أمير المؤمنين (ع) وقد مر في الأمر السابق أن من العلامات خراب دورها.
التاسع والثلاثون خراب الري
النعماني بسنده عن كعب الأحبار قال وخراب الزوراء وهي الري وخسف المزورة وهي بغداد الحديث.
الأربعون خروج الرايات السود من خراسان
غيبة الشيخ بسنده عن الباقر (ع) تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهدي (ع) بعث إليه بالبيعة النعماني بسنده عن أبي جعفر (ع) عن أمير المؤمنين (ع) انتظروا الفرج من ثلاث وعد منها الرايات السود من خراسان (وبسنده) عن معروف بن خربوذ ما دخلنا على أبي جعفر الباقر (ع) قط إلا قال خراسان خراسان سجستان سجستان كأنه يبشرنا بذلك.
الحادي والأربعون خروج قوم بالمشرق
(النعماني) بسنده عن الباقر (ع) كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم قتلاهم شهداء أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.
الثاني والأربعون رفع اثنتي عشرة راية مشتبهة
عن الصادق (ع) لترفعن يعني عند خروج المهدي (ع) اثنتا عشرة راية مشتبهة ولا يدري أي من أي فبكى الراوي وقال فكيف نصنع فنظر (ع) إلى شمس داخلة في الصفة فقال والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.
الثالث والأربعون قيام قائم من أهل البيت بجيلان
النعماني بسنده عن أمير المؤمنين (ع) في حديث وقام قائم منا بجيلان وإجابته الإبر والديلم
الرابع والأربعون حدث بين المسجدين
وقتل خمسة عشر كبشا من العرب
(المفيد) بسنده عن الرضا (ع) أن من علامات الفرج حدثا يكون بين المسجدين ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب والمراد بالمسجدين مسجدا مكة والمدينة بدليل قول الصادق (ع) أن قدام هذا الأمر علامات حدث يكون بين الحرمين قيل ما الحدث قال عصبة تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا والمراد بفلان وفلان رجل من ولد العباس لأن المتعارف في ذلك الوقت التعبير عن بني العباس ببني فلان كما في كثير من الروايات تقية.
الخامس والأربعون الاختلاف الشديد في الدين
(غيبة الشيخ) بسنده عن الحسن بن علي (ع) لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضا ويتفل بعضكم في وجه بعض وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض قلت ما في ذلك خير قال الخير كله في ذلك عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله علي بن إبراهيم في تفسيره عن الباقر (ع) في قوله تعالى أو يلبسكم شيعا قال هو الاختلاف في الدين وطعن بعضكم على بعض بعد ما ذكر الدجال والصيحة والخسف.
السادس والأربعون ظهور الفساد والمنكرات
إكمال الدين بسنده عن محمد بن مسلم عن الباقر (ع) في حديث قلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم قال إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وركب ذوات الفروج السروج وقبلت شهادات الزور وردت شهادات العدل واستخف الناس بالدماء وارتكاب الزنا واكل الربا واتقي الأشرار مخافة ألسنتهم إلى أن قال وجاءت صيحة من السماء بان الحق فيه وفي شيعته فعند ذلك خروج قائمنا الحديث (وبسنده) أن أمير المؤمنين (ع) قال أن علامة خروج الدجال إذا أمات الناس الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا وأخذوا الرشا وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء وقطعوا الأرحام واتبعوا الأهواء واستخفوا بالدماء وكان الحلم ضعفا والظلم فخرا وكان الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة والقراء فسقة وظهرت شهادات الزور واستعلن الفجور وقول البهتان والإثم والطغيان وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنار وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت الأهواء ونقضت العقود واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا وعلت أصوات الفساق واستمع منهم وكان زعيم القوم أرذلهم واتقي الفاجر مخافة شره وصدق الكاذب واؤتمن الخائن واتخذت القيان والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها وركب ذوات الفروج السروج وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء وشهد الشاهد من غير أن يستشهد وشهد الأخر قضاء الذمام بغير حق وتفقه لغير الدين وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر فعند ذلك الوحا الوحا العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت المقدس ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه (الحديث) "الكليني" في روضة الكافي بسنده عن الصادق (ع) في حديث قال ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في زمرتنا فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله والجور قد شمل البلاد والقرآن قد خلق واحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء والدين قد انكفا كما ينكفئ الإناء وأهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق والشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه والفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء والمؤمن صامتا لا يقبل قوله والفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته والصغير يستحقر الكبير والأرحام قد تقطعت ومن يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله والغلام يعطي ما تعطي المرأة والنساء يتزوجن النساء والثناء قد كثر والرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهي ولا يؤخذ على يديه والناظر يتعوه بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد والجار يؤذي جاره وليس له مانع والكافر فرحا لما يرى في المؤمن مرحا لما يرى في الأرض من الفساد والخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل والأمر بالمعروف ذليلا والفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا وأصحاب الآيات (الآثار خل) يحقرون ويحتقر من يحبهم وسبيل الخير منقطعا وسبيل الشر مسلوكا وبيت الله قد عطل ويؤمر بتركه والرجل يقول ما لا يفعله والنساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال والتأنيث في ولد العباس قد ظهر وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها وكان صاحب المال أعز من المؤمن والربا ظاهرا لا يعير به والزنا يمتدح به النساء ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن والمؤمن محزونا محتقرا ذليلا والبدع والزنا قد ظهر والناس يعتدون بشاهد الزور والحرام يحلل والحلال يحرم والدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه والليل لا يستخفى به من الجرأة على الله والمؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه والعظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل والولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير ويرتشون في الحكم والولاية قبالة لمن زاد والمرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها والقمار قد ظهر والشراب يباع ظاهرا ليس عليه مانع والملاهي قد ظهرت يمر بها لا يمنعها أحد أحدا ولا يجترئ أحد على منعها والشريف يستذله الذي يخاف سلطانه والزور من القول يتنافس فيه والقرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على الناس استماع الباطل والجار يكرم الجار خوفا من لسانه والحدود قد عطت وعمل فيها بالأهواء والمساجد قد زخرفت واصدق الناس عند الناس المفتري الكذب والشر قد ظهر والسعي بالنميمة والبغي قد فشا والغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا وطلب الحج والجهاد لغير الله والسلطان يذل للكافر المؤمن والخراب قد أديل من العمران والرجل معيشته من بخس المكيال والميزان وسفك الدماء يستخف بها والرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقي وتسند إليه الأمور والصلاة قد استخف بها والرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه والهرج قد كثر والرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه والبهائم يفرس بعضها بعضا والرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه وقلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم والسحت قد ظهر يتنافس فيه والمصلي إنما يصلي ليراه الناس والفقيه يتفقه لغير الدين بطلب الدنيا والرئاسة والناس مع من غلب وطالب الحلال يذم ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم والحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد والمعازف ظاهرة في الحرمين والرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول هذا عنك موضوع والناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشر ومسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد والميت يمر به فلا يفزع له أحد وكل عام يحدث فيه من البدعة والشر أكثر مما كان والخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء والمحتاج يعطي على الضحك به ويرحم لغير وجه الله والأيات في السماء لا يفزع لها أحد والناس يتسافدون كما تتسافد البهائم لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس والرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله والعقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكإنا من أسوأ الناس حالا عند الولد ويفرح بأن يفتري عليهما والنساء قد غلبن على الملك وغلبن على كل أمر لا يؤتي إلا مالهن فيه هوى وابن الرجل يفتري على أبيه ويعلو على والديه ويفرح بموتهما والرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر يرى كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره والسلطان يحتكر الطعام وأموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها ويشرب بها الخمور والخمر يتداوى بها وتوصف للمريض ويستشفى بها والناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به ورياح المنافقين وأهل النفاق دائمة ورياح أهل الحق لا تحرك والأذان بالأجر والصلاة بالأجر والمساجد محتشية ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر والسكران يصلي بالناس فهو لا يعقل ولا يشان بالسكر وإذا سكر أكرم واتقي وخيف وترك لا يعاقب ويعذر بسكره ومن أكل أموال اليتامى يحدث بصلاحه والقضاة يقضون بخلاف ما أمر الله والولاة يأتمنون الخونة للطمع والميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على الله يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون والمنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر والصلاة قد استخف بأوقاتها والصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله وتعطي لطلب الناس والناس همهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وبما نكحوا والدنيا مقبلة عليهم وأعلام الحق قد درست فكن على حذر واطلب من الله عز وجل النجاة الحديث.
السابع والأربعون عض الزمان وجفاء الأخوان
وظلم السلطان وخروج زنديق من قزوين
(غيبة الشيخ) بسنده عن محمد بن الحنفية قيل له قد طال هذا الأمر حتى متى فحرك رأسه ثم قال أنى يكون ذلك ولم يعض الزمان ولم يجف الأخوان ولم يظلم السلطان ولم يقم الزنديق من قزوين فيهتك ستورها ويكفر صدورها ويغير سورها ويذهب بهجتها من فر منه أدركه ومن حاربه قتله ومن اعتزله افتقر ومن تابعه كفر حتى يقوم باكيان باك يبكي على دينه وباك يبكي على دنياه وقال روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن يملأ الجبال خوفا.
الثامن والأربعون السنون الخداعة
(النعماني) بسنده عن أمير المؤمنين (ع) أن بين يدي القائم سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويقرب فيها الماحل وفي حديث وينطق فيها الرويبضة وعن النهاية في حديث أشراط الساعة وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة قيل وما الرويبضة يا رسول الله فقال الرجل التافه وهو تصغير الرابضة أي العاجز الرابض عن معالي الأمور القاعد عن طلبها والتاء للمبالغة والتافه الخسيس الحقير وفسر الصادق (ع) الماحل بالمكار من قوله تعالى وهو شديد المحال يريد المكر.
التاسع والأربعون الجوع والخوف والقحط
والقتل والطاعون والجراد والزلازل
والفتن ونقص الأموال والأنفس والثمرات
(النعماني) بسنده عن الصادق (ع) لا بد أن يكون قدام القائم سنة تجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فإن ذلك في كتاب الله لبين ثم تلا {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} (وبسنده) أن جابر الجعفي سال الباقر (ع) عن هذه الأية فقال ذلك خاص وعام فأما الخاص من الجوع بالكوفة يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله قط وأما الجوع فقبل قيام القائم وأما الخوف فبعد قيامه قال المفيد وفي حديث محمد بن مسلم سمعت أبا عبد الله (ع) يقول أن قدام القائم بلوى من الله قلت وما هي جعلت فداك فقرأ {ولنبلونكم} الآية ثم قال الخوف من ملوك بني فلان والجوع من غلاء الأسعار ونقص الأموال من كساد التجارات وقلة الفضل فيها ونقص الأنفس بالموت الذريع ونقص الثمرات بقلة ريع الزرع وقلة بركة الثمار ثم قال وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم (ع) المفيد بسنده عن الصادق (ع) أن قدام القائم لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والتمر في النخل فلا تشكوا في ذلك وقال أمير المؤمنين (ع) بين يدي القائم (ع) موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم فأما الموت الأحمر فالسيف وأما الموت الأبيض فالطاعون وروي حتى يذهب من كل سبعة خمسة وروي حتى يذهب ثلثا الناس ويمكن الجمع بوقوع ذلك كله على التدريج وعن الصادق (ع) لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس وقال الباقر (ع) لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وفتنة وبلاء وطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد في الناس وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا فخروجه إذا خرج يكون عند الياس والقنوط من أن يروا فرجا.
الخمسون اشتداد الحاجة والفاقة وإنكار الناس بعضهم بعضا
(تفسير علي بن إبراهيم) عن أبي جعفر (ع) إذا اشتدت الحاجة والفاقة وأنكر الناس بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا هذا الأمر صباحا ومساء فقيل الحاجة والفاقة قد عرفناها فما إنكار الناس بعضهم بعضا قال يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه به ويكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه به.
الحادي والخمسون تمييز أهل الحق وتمحيصهم
(المفيد) بسنده عن الرضا (ع) قال لا يكون ما تمدن إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل ثم قرأ {ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} والظاهر أن المراد بذلك ارتداد الكثير عن الدين حتى لا يبقى إلا القليل وهم الخالصوا الأيمان.
الثاني والخمسون تمييز أولياء الله
وتطهير الأرض من المنافقين
"مجالس المفيد" بسنده عن حذيفة بن اليمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول "يميز الله أولياءه وأصفياءه حتى يطهر الأرض من المنافقين والضالين وأبناء الضالين وحتى تلتقي بالرجل يومئذ خمسون امرأة هذه تقول يا عبد الله اشترني وهذه تقول يا عبد الله آوني".
الثالث والخمسون الفتن والمسخ
(المفيد) بسنده عن الكاظم (ع) في قوله عز وجل سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق قال الفتن في الأفاق والمسخ في أعداء الحق النعماني بسنده سئل الصادق (ع) عن قوله تعالى عذاب الخزي في الحياة الدنيا فقال أي خزي أخزى من أن يكون الرجل في بيته وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه وصرخوا فيقول الناس ما هذا فيقال مسخ فلان الساعة قيل قبل قيام القائم أو بعده قال بل قبله.
الرابع والخمسون خلع العرب أعنتها
وهو كناية عن خروجها عن طاعة ملوكها وفعلها ما تشاء ومر في الأمر الأول أنه قيل للصادق (ع) متى فرج شيعتكم فعد أشياء ثم قال وخلعت العرب أعنتها. الخامس والخمسون بيعة الصبي
ورفع كل ذي صيصية صيصيته
الصيصية ما يمتنع به من قرن ونحوه وهو كناية عن أن كل من له أدنى قوة يطلب الملك والأمارة ويحتمل أن يراد رفع البناء وتعليته ومر في الأمر الأول أنه قيل للصادق (ع) متى فرج شيعتكم فعد أشياء إلى أن قال ورفع كل ذي صيصية صيصيته وروي إذا ظهرت بيعة الصبي قام كل ذي صيصية بصيصيته.
السادس والخمسون كثرة التولية والعزل
(النعماني) بسنده عن الصادق (ع) ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا على الناس حتى لا يقول قائل إنا لو ولينا لعدلنا ثم يقوم القائم بالحق والعدل.
السابع والخمسون النداء
من السماء باسم القائم
وقد جاءت به روايات كثيرة وعبر عنه بالنداء وبالصيحة وبالفزعة ورواه المنصور الدوانيقي عن الباقر (ع) وقال لا بد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب من ولد فاطمة (ع) فإذا كان فنحن أول من يجيبه لأنه إلى رجل من بني عمنا ولولا إني سمعته من أبي جعفر محمد بن علي وحدثني به أهل الأرض كلهم ما قبلته منهم لكنه محمد بن علي والمستفاد من الأخبار أن هذا النداء يكون أربع مرات المرة الأولى في رجب روى النعماني والطوسي في غيبتيهما بأسانيدهما عن الحميري وغيره عن الرضا (ع) في حديث لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض كأني بهم أسر ما يكونون وقد نودوا نداء أسمعه من بعد كما يسمعه من قرب يكون رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء صوتا منها إلا لعنة الله على الظالمين والصوت الثاني أزفت الأزفة يا معشر المؤمنين والصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس هذا أمير المؤمنين قد ذكر في هلاك الظالمين وفي رواية الحميري والصوت بدن يرى في قرن الشمس يقول أن الله بعث فلانا فاسمعوا له وأطيعوا فعند ذلك يأتي الناس الفرج وتود الناس لو كانوا أحياء ويشفي الله صدور قوم مؤمنين المرة الثانية النداء بعد مبايعته بين الركن والمقام كما مر في الأمر السادس وهذا يكون في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين في ليلة جمعة ينادي جبرئيل من السماء باسم القائم واسم أبيه أن فلان بن فلان هو الأمام وفي رواية أيها الناس أن أميركم فلان وذلك هو المهدي وروي باسمه واسم أبيه وأمه بصوت يسمعه من بالمشرق والمغرب وأهل الأرض كلهم كل قوم بلسانهم اسمه اسم نبي حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج ولا يبقى راقد إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك وروي الفزعة في شهر رمضان آية تخرج الفتاة من خدرها وتوقظ النائم وتفزع اليقظان وفي رواية صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها وقال الباقر (ع) الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان وهي صيحة جبرئيل وروي ينادي أن الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال أو فيم القتل أو فيم القتل والقتال صاحبكم فلان ولا يبعد أن يكون هذا نداء آخر كالذي يأتي بعده تفسير علي بن إبراهيم بسنده عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى ولو ترى إذ فزعوا قال من الصوت وذلك الصوت من السماء الحديث المرة الثالثة النداء باسم القائم يا فلان بن فلان قم رواه النعماني بسنده عن الصادق (ع) والظاهر أنه غير الندائين السابقين المرة الرابعة نداء جبرئيل ونداء إبليس روي أنه ينادي جبرئيل من السماء أول النهار إلا أن الحق مع علي وشيعته ثم ينادي إبليس من الأرض في آخر النهار إلا أن الحق مع فلان رجل من بني أمية وشيعته وروي إلا أن الحق في السفياني وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون كما نادى إبليس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة وروي هما صيحتان صيحة في أول الليل وصيحة في آخر الليلة الثانية ويمكن الجمع بوقوع الندائين نداء في الليل ونداء في النهار (وقال) الباقر (ع)لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم صوت جبرئيل من السماء وصوت إبليس من الأرض فاتبعوا الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به وفي رواية بعد ذكر العلامات فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره وعن الصادق (ع) أشهد إني قد سمعت أبي (ع) يقول والله أن ذلك يعني النداء باسم القائم في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول أن نشا ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين فلا يبقى يومئذ في الأرض أحد إلا خضع وزلت رقبته لها إلى أن قال فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء ثم ينادي الحديث وفي رواية إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤوسهم الطير وسأل زرارة الصادق (ع) فقال النداء خاص أو عام قال عام يسمعه كل قوم بلسانهم فقال فمن يخالف القائم وقد نودي باسمه فقال لا يدعهم إبليس حتى ينادي فيشكك الناس وسأله أيضا فقال فمن يعرف الصادق من الكاذب فقال يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون أنه يكون قبل أن يكون ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون وسأله هشام بن سالم فقال وكيف تعرف هذه من هذه أي الصيحتان فقال يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون.
الثامن والخمسون قتل النفس الزكية
عن الباقر (ع) أن المهدي حينما يخرج يبعث رجلا من أصحابه إلى أهل مكة يدعوهم إلى نصرته فيذبحونه بين الركن والمقام وهي النفس الزكية إكمال الدين بسنده عن محمد بن مسلم أنه قال للباقر (ع) متى يظهر قائمكم فذكر علامات إلى أن قال وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية (وبسنده) عن إبراهيم الحريري النفس الزكية غلام من آل محمد اسمه محمد بن الحسن يقتل بلا جرم ولا ذنب فإذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمد في عصبة لهم أدق في أعين الناس من الكحل فإذا خرجوا بكى الناس لهم لا يرون إلا أنهم يختطفون يفتح الله لهم مشارق الأرض ومغاربها إلا وهم المؤمنون حقا إلا أن خير الجهاد في آخر الزمان غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر وذكر علامات خروج المهدي (ع) إلى أن قال فعند ذلك يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة الحديث المفيد بسنده عن الباقر (ع) ليس بين قيام القائم (ع) وقتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة غيبة النعماني بسنده عن أمير المؤمنين (ع) في حديث ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان قلنا بلى يا أمير المؤمنين قال قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم من قريش والذي فلق الحبة وبرأ النسمة مالهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة قلنا هل قبل هذا من شيء أو بعده من شيء فقال صيحة في شهر رمضان الحديث.
التاسع والخمسون كسوف الشمس والقمر في غير وقته
المفيد بسنده عن الباقر (ع) قال آيتان تكونان قبل القائم (ع) كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره فقيل له تكسف الشمس في نصف الشهر والقمر في آخره فقال إنا اعلم بما قلت أنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (ع) وفي رواية خسوف القمر لخمس وفي أخرى انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة وذلك في شهر رمضان وفي رواية كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة وأربع عشرة منه وفي رواية تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم.
الستون ركود الشمس وخروج صدر
ووجه في عين الشمس
المفيد بسنده عن الباقر (ع) في قوله تعالى {أن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال سيفعل الله ذلك بهم قلت ومن هم قال بنو أمية وشيعتهم قلت وما الآية قال ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه غيبة الطوسي بسنده عن علي بن عبد الله بن عباس لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية ومر في الأمر السابع والخمسين يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس أو يرى بدن في قرن الشمس. الحادي والستون وجه يطلع في القمر
وكف من السماء
النعماني بسنده عن الصادق (ع) العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجل قلت وما هي قال وجه يطلع في القمر ويد بارزة (وبسنده) عن الصادق (ع) أنه عد من المحتوم النداء والسفياني وقتل النفس الزكية وكف يطلع من السماء وفزعة في شهر رمضان ومر في الأمر الحادي عشر وكف يقول هذا وهذا.
الثاني والستون طلوع كوكب مذنب
رواه صاحب كفاية النصوص بسنده عن أمير المؤمنين (ع) ومر في العلامات التي ذكرها المفيد وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضئ القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه لكن الظاهر أنه غيره.
الثالث والستون اشتداد الحر
(النعماني) بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر سمعت الرضا (ع) يقول قبل هذا الأمر يبوح فلم أدر ما اليبوح حتى حججت فسمعت أعرابيا يقول هذا يوم يبوح فقلت له ما اليبوح فقال الشديد الحر.
الرابع والستون عدم بقاء صنف
من الناس إلا قد ولوا
(النعماني) بسنده عن الصادق (ع) ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا قد ولوا حتى لا يقول قائل إنا لو ولينا لعدلنا ثم يقوم القائم بالحق والعدل وعنه (ع) أن دولتنا آخر الدول ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء وهو قول الله عز وجل والعاقبة للمتقين.
الخامس والستون موت خليفة
عن الصادق (ع) بينا الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة يكون عند موته فرج آل محمد وفرج الناس جميعا.
السادس والستون قتل خليفة وخلع خليفة
واستخلاف ابن السبية
(النعماني) بسنده عن حذيفة بن اليمان يقتل خليفة ما له في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر ويخلع خليفة حتى يمشي على وجه الأرض ليس له من الأمر شيء ويستخلف ابن السبية الحديث.
السابع والستون أربع وعشرون مطرة
(المفيد) بسنده عن سعيد بن جبير قال أن السنة التي يقوم فيها المهدي (ع) تمطر الأرض أربعا وعشرين مطرة ترى آثارها وبركاتها.
الثامن والستون المطر في جمادي الآخرة ورجب
(المفيد) بسنده عن الصادق (ع) إذا أن قيام القائم مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطرا لم ير الخلائق مثله فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدأنهم في قبورهم فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب أقول والظاهر أن هؤلاء أنصار القائم (ع) الذين يبعثون من قبورهم عند قيامه ليكونوا من أنصاره.
التاسع والستون خروج دابة الأرض
والدجال والدخان ونزول عيسى (ع)
وطلوع الشمس من مغربها
(تفسير علي بن إبراهيم) عن الباقر (ع) في قوله تعالى أن الله قادر على أن ينزل آية وسيريك في آخر الزمان آيات منها دابة الأرض والدجال ونزول عيسى بن مريم وطلوع الشمس من مغربها وفي قوله تعالى قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال هو الدجال والصيحة أو من تحت أرجلكم وهو الخسف أو يلبسكم شيعا وهو اختلاف في الدين وطعن بعضكم على بعض ويذيق بعضكم باس بعض وهو أن يقتل بعضكم بعضا وكل هذا فيل القبلة غيبة الشيخ بسنده عن أمير المؤمنين (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر قبل الساعة لا بد منها السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر إكمال الدين بسنده عن الباقر (ع) في حديث وينزل روح الله عيسى بن مريم (ع) فيصلي خلفه أي خلف القائم الحديث (وبسنده) أن أمير المؤمنين (ع) قال أن علامة خروج الدجال إذا أمات الناس الصلاة وذكر عدة أمور منكرة فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير المؤمنين من الدجال فقال صائد بن الصيد يخرج من بلدة بأصفهان من قرية تعرف باليهودية عينه اليمنى ممسوحة والأخرى في جبهته تضئ كأنها كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرأه كل كاتب وأمي يخوض البحار وتسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل تطوى له الأرض منهلا منهلا لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والأنس والشياطين يقول إلي أوليائي إنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى إنا ربكم الأعلى وكذب عدو الله أنه لأعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق وأن ربكم عز وجل ليس بأعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول إلا وان أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يد من يصلي المسيح عيسى بن مريم خلفه يعني المهدي (ع) ويأتي في المجلس الرابع عشر أن المهدي يظفر بالدجال ويصلبه على كناسة الكوفة ويمكن الجمع بأنه يقتله على عقبة أفيق ويصلب جثته على كناسة الكوفة والله أعلم ثم قال أمير المؤمنين (ع) إلا أن بعد ذلك الطامة الكبرى قيل وما ذلك يا أمير المؤمنين قال خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصى موسى تطبع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقا وتضع على وجه كل كافر فتكتب فيه هذا كافر حقا حتى أن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وددت إني اليوم مثلك فأفوز فوزا ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز وجل بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا الحديث. في ذكر السنة التي يخرج فيها المهدي واليوم الذي يخرج فيه والمكان الذي يخرج فيه وما يفعله بعد خروجه وأين يقيم وهيئته بحسب السن ومدة ملكه وما تكون عليه الأرض ومن عليها من الناس وسيرته عند قيامه وطريقة إحكامه وما يبينه الله تعالى من آياته. (فأما السنة التي يخرج فيها) فروى المفيد بسنده عن الصادق (ع) لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع وعن الباقر (ع) يقوم القائم (ع) في وتر من السنين تسع واحدة ثلاث خمس (وأما اليوم الذي يخرج فيه) فروى المفيد بسنده عن الصادق (ع) ينادي باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين أي من شهر رمضان كما في الروايات الأخر ويقوم في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي لكأني به في اليوم العاشر من المحرم قائما بين الركن والمقام جبرئيل عن يمينه ينادي البيعة لله فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيا حتى يبايعوه فيملأ الله به الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما الخصال بسنده عن الصادق (ع) يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة الخبر وفي رواية يوم السبت ويمكن الجمع بان ابتداء خروجه يوم الجمعة وظهوره بين الركن والمقام ومبايعته يوم السبت كما يومي إليه قول الباقر (ع) كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن والمقام بين يديه جبرئيل ينادي البيعة لله الحديث مهذب ابن فهد وغيره بأسانيدهم عن الصادق (ع) يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة وأما المكان الذي يخرج فيه وما يفعله بعد خروجه ومحل إقامته وهيأته بحسب السن فالمروي كما مر في علامات الظهور أن السفياني بعد ما يخرج من وادي اليابس بفلسطين ويملك دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب وقنسرين ويخرج بالشام الأصهب والأبقع يطلبان الملك فيقتلهما السفياني لا يكون له همة إلا آل محمد وشيعتهم فيبعث جيشين أحدهما إلى المدينة والأخر إلى العراق أما جيش المدينة فيأتي إليها والمهدي بها وينهبها ثلاثا فيخرج المهدي إلى مكة فيبعث أمير جيش السفياني خلفه جيشا إلى مكة فيخسف بهم في البيداء وأما جيش العراق فيأتي الكوفة ويصيب من شيعة آل محمد قتلا وصلبا وسبيا ويخرج من الكوفة متوجها إلى الشام فتلحقه راية هدى من الكوفة فتقتله كله وتستنقذ ما معه من السبي والغنائم أما المهدي (ع) فبعد أن يصل إلى مكة يجتمع عليه أصحابه وهم ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل البدر فإذا اجتمعت له هذه العدة أظهر أمره فينتظر بهم يومه بذي طوى ويبعث رجلا من أصحابه إلى أهل مكة يدعوهم فيذبحونه بين الركن والمقام وهو النفس الزكية فيبلغ ذلك المهدي فيهبط بأصحابه من عقبة ذي طول حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات ويسند ظهره إلى الحجر الأسود ويخطب في الناس ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد وروي أن أول ما ينطق به هذه الآية بقية الله خير لكم أن كنتم مؤمنين ثم يقول إنا بقية الله في أرضه وفي رواية يقوم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف ومعه وزيره وقد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا فينادي يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس أو وكل مسلم على من ظلمنا وإنا أهل بيت نبيكم محمد ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فمن حاجني في آدم فإنا أولي الناس بآدم ومن حاجني في نوح فإنا أولي الناس بنوح ومن حاجني في إبراهيم فإنا أولي الناس بإبراهيم ومن حاجني في محمد فإنا أولي الناس بمحمد ومن حاجني في النبيين فإنا أولي الناس بالنبيين أليس الله يقول في محكم كتابه أن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم إلا ومن حاجني في كتاب الله فإنا أولي الناس بكتاب الله إلا ومن حاجني في سنة رسول الله فإنا أولي الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيبايعه أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر بين الركن والمقام فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف خرج بهم من مكة وروي أنه إذا خرج لا يبقى في الأرض معبود دون الله عز وجل من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به وروي أنه يخرج من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيفه ودرعه وعمامته وبرده ورايته وقضيبه وفرسه ولامته وسرجه فيتقلد سيفه ذا الفقار ويلبس درعه السابغة وينشر رايته السحاب ويلبس البردة ويعتم بالعمامة ويتناول القضيب بيده ويستأذن الله في ظهوره وروي أن له علما إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه وانطقه الله عز وجل ونادى أخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وانطقه الله عز وجل فناداه أخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله ثم يستعمل على مكة ويسير إلى المدينة فيبلغه أن عامله بمكة قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ثم يرجع إلى المدينة فيقيم بها ما شاء وفي رواية أنه يبعث جيشا إلى المدينة فيأمر لها فيرجعون إليها ثم يخرج حتى يأتي الكوفة فينزل على نجفها ثم يفرق الجنود منها في الأمصار قال الباقر (ع) كأني بالقائم على نجف الكوفة وقد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد وذكر (ع) المهدي فقال يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت وتصفو له ويدخل حتى يأتي المنبر فلا يدري الناس ما يقول من البكاء فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة فيأمر أن يخط له مسجد على الغري ويصلي بهم هناك وعن الباقر (ع) إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتلتها حتى يرضي الله عز وعلا ثم يسير من الكوفة إلى الشام والسفياني يومئذ بوادي الرملة فيلتقون ويقتل السفياني ومن معه حتى لا يدرك منهم مخبر قال الجواد (ع) ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله قيل وكيف يعلم أن الله قد رضي قال يلقى في قلبه الرحمة ويخرج اللات والعزى فيحرقهما ثم يرجع إلى الكوفة فيكون منزله بها قال الباقر (ع) ثم يأمر من يحفر من مشهد الحسين (ع) نهرا يجري إلى الغريين حتى ينزل المساء في النجف ويعمل على فوهته القناطر والأرحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء وعن الصادق (ع) أنه ذكر مسجد السهلة فقال أما أنه منزل صاحبكم إذا قدم بأهله وعنه (ع) إذا قام قائم آل محمد بني في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء وعن الرضا (ع) أنه إذا خرج يكون شيخ السن شاب المنظر يحسبه الناظر ابن أربعين سنة أو دونها ولا يهرم بمرور الأيام والليالي عليه حتى يأتي اجله ويكون منزله بالكوفة فلا يترك عبدا مسلما إلا اشتراه واعتقه ولا غارما إلا قضى دينه ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها ولا يقتل منهم عبد إلا أدى ثمنه دية مسلمة إلى له ولا يقتل قتيل إلا قضى عنه ديته والحق عياله في العطاء حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا ويسكن هو وأهل بيته الرحبة والرحبة إنما كانت مسكن نوح وهي ارض طيبة ولا يسكن الرجل من آل محمد إلا بأرض طيبة زاكية فهم الأوصياء الطيبون وأما مدة ملكة (ع) فالمروي من طريق أهل السنة كما مر في تضاعيف الأخبار التي نقلناها من طرقهم فيما تقدم أنه يملك أو يلبث سبعا وروي يملك سبعا أو عشرا وروي يملك عشرين سنة وروي يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا وروي يعيش سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين وروي يلبث ستا أو سبعا أو ثماني أو تسع سنين أما المروي من طرق الشيعة فعن الصادق (ع) أنه يملك سبع سنين تطول له الأيام حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم فيكون سنوا ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ونحوه عن الباقر (ع) فقيل له جعلت فداك فكيف تطول السنون قال يأمر الله الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون قيل له أنهم يقولون أن الفلك أن تغير فسد قال ذلك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شق الله القمر لنبيه ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كألف سنة مما تعدون وعن الباقر (ع) أن القائم (ع) يملك ثلثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم وعنه (ع) والله ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاث مائة سنة وثلاث عشرة سنة ويزداد تسعا قيل له ومتى يكون ذلك قال بعد موت القائم قيل وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته وفي عدة روايات عن الصادق (ع) ملك القائم منا تسع عشرة سنة وأشهر وعن الحسن بن علي عن أبيه (ع) يبعث الله رجلا في آخر الزمان إلى أن قال يملك ما بين الخافقين أربعين عاما فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه قال المفيد عليه الرحمة بعد ذكر رواية السبع سنين التي كل سنة مقدارها عشر سنين التي تقدمت ما لفظه وقد روي أن مدة دولة القائم (ع) تسع عشرة سنة تطول أيامها وشهورها على ما قدمناه وهذا أمر مغيب عنا وإنما ألقي إلينا منه ما يفعله الله تعالى بشرط يعلمه من المصالح المعلومة جل اسمه فلسنا نقطع على أحد الأمرين وإن كانت الرواية بذكر سبع سنين أظهر وأكثر وفي البحار الأخبار المختلفة في أيام ملكه بعضها محمول على جميع مدة ملكه وبعضها على زمان استقرار دولته وبعضها على حساب ما عندنا من الشهور والسنين وبعضها على سنيه وشهوره الطويلة والله أعلم. وأما ما تكون عليه الأرض وأهلها مدة ملكه فعن الصادق (ع) أن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها بنور ربها خ ل واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ولد ذكر لا يولد فيهم أنثى وتظهر الأرض من كنوزها حتى يراها الناس على وجهها ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحدا يقبل منه ذلك استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله وأما سيرته عند قيامه فعن الصادق (ع) إذا أذن الله له في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه وناشدهم بالله ودعاهم إلى حقه وان يسير فيهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعمل فيهم بعمله فيبعث الله جبرئيل حتى يأتيه فينزل على الحطيم يقول إلى أي شيء تدعو فيخبره فيقول إنا أول من يبايعك ابسط يدك فيمسح على يده الحديث وعنه (ع) إذا قام القائم (ع) دعا الناس إلى الإسلام جديدا وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق وعنه (ع) إذا قام القائم (ع) هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سراق الكعبة وعنه (ع) إذا قام القائم (ع) جاء بأمر جديد كما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بدو الإسلام إلى أمر جديد وعن الباقر (ع) نحوه وزادوا أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء وعن الباقر (ع) إذا خرج يقوم بأمر جديد وكتاب جديد وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد وليس شأنه إلا القتل لا يستبقي أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم وعنه (ع) في حديث لكأني انظر إليه بين الركن والمقام يبايع له الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء أما أنه لا ترد له راية أبدا حتى يموت وعنه (ع) في حديث يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويفتح الله له شرق الأرض وغربها ويقتل الناس حتى لا يبقى إلا دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم يسير سيرة داود (ع) وفسر في بعض الأخبار الآتية بأنه لا يريد بينة وعن الحسن بن علي عن أبيه (ع) يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره وينصره بآياته ويظهره على الأرض حتى يدينوا طوعا أو كرها يملأ الأرض عدلا وقسطا ونورا وبرهانا يدين له عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر إلا آمن ولا طالح إلا صلح وتصطلح في ملكه السباع وتخرج الأرض نبتها وتنزل السماء بركتها وتظهر له الكنوز وعن الصادق (ع) إذا قام القائم (ع) حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت به السبل وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام ويعرفوا بالأيمان أما سمعت الله سبحانه يقول وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون وحكم بين الناس بحكم داود (ع) وحكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ولا يجد الرجل منكم موضعا لصدقته ولا بره لشمول الغنى جميع المؤمنين وعن الباقر (ع) إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيهدم بها أربعة مساجد ولم يبق على وجه الأرض مسجد له شرف إلا هدمها وجعلها جماء ووسع الطريق الأعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم الحديث وعنه (ع) القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمر الحديث وعنه (ع) إذا قام قائم آل محمد (ع) حكم بين الناس بحكم داود ولا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال الله عز وجل أن في ذلك لآيات للمتوسمين وأنها لبسبيل مقيم قال المفيد وليس بعد دولة القائم (ع) لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده أن شاء الله ذلك فلم يرد على القطع والثبات وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدي الأمة إلا قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج والمرج وعلامات خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء والله أعلم بما يكون.
في عدد أنصار المهدي
عليه السلام
وأسماء بلدانهم وكيفية اجتماعهم
والمروي كما مر أن عدة من يخرج معه أولا ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدة أهل بدر يجتمعون من أقاصي الأرض على غير ميعاد لا يعرف بعضهم بعضا وفي رواية يجمعهم الله بمكة قزعا كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضا فيهم خمسون من أهل الكوفة ويروى أربعة عشر والباقي من سائر الناس وروي أن بينهم خمسين امرأة وهؤلاء هم خواص أصحابه وروي أنهم حكام الأرض وعماله عليها وبهم يفتح شرق الأرض وغربها وروي أنه يقبل أولا في خمسة وأربعين رجلا من تسعة أحياء من حي رجل ومن حي رجلان وهكذا إلى التسعة ولا يزالون كذلك حتى يجتمع العدد وروي أن معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وبلدانهم وطبائعهم وحلاهم وكناهم كدادون مجدون في طاعته وما من بلد إلا ويخرج معه منهم طائفة إلا البصرة فلا يخرج منها معه أحد وروي أنه يخرج منها ثلاثة فإذا تم له هذا العدد أظهر أمره ثم يزيدون حتى يبلغوا عشرة آلاف فإذا بلغوا هذا العدد خرج بهم من مكة ويسمى هذا الجيش جيش الغضب وعن الصادق (ع) يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا خمسة عشر من قوم موسى (ع) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسليمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما وفي غاية المرام عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة بإسناده عن مسعدة بن صدقة عن أبي بصير عن الصادق (ع) وذكر حديثا فيه أن أمير المؤمنين (ع) كان يعلم أصحاب القائم (ع) وعدتهم ويعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وحلائلهم ومنازلهم ومراتبهم وكذلك سائر الأئمة (ع) وأنه أملى على الكاتب: هذا ما أملى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمير المؤمنين (ع) وأودعه إياه من تسمية المهدي (ع) وعدد من يوافيه من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم السائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة عند استماع الصوت وهم النجباء القضاة الحكام على الناس وذكر حديثا آخر بذلك الإسناد فيه ذكر أسمائهم وبلدانهم وبين الروايتين بعض التفاوت ونحن نقتصر على ذكر أسماء بلدانهم مأخوذة من مجموع الروايتين مرتبة على حروف المعجم فنذكرها في هذا الجدول.
1- أسوان.
7 - أصحاب الكهف.
2 - إصطخر.
2 - الأهواز.
2 - أيلة.
1- باغة.
1- بالس.
9 - بارود.
1- بتليس.
1- بدا كذا.
1-لبريد كذا.
2- البصرة.
1- بعلبك.
2 - بلمورق كذا.
1- بله.
4 - بوشينج.
9 - بيروت.
التائبون بسرنديب
4 - وسمنداز
التاجران من عانة إلى
2 - أنطاكية وغلامهما.
2 - ترمذ.
5 - تفليس.
3 - جابروان
1- الجار.
12 - جرجان.
1- الحارث كذا.
1 - حديثة الموصل.
2 - حران.
4 - حلب.
2 - حلوان.
1- خلاط.
1- خيبر.
3 - دمشق.
1- دمياط.
4 - الديلم.
1-الدينل كذا.
2 - الرافقة.
1- الربذة.
3 - الرقة.
1- الرها.
1- ريدار كذا.
7 - الري.
3 - سجستان.
1- السلم كذا.
5 - سلمية.
4 - سمنداز.
1- سميساط.
4 - سنجار.
2 - السند.
1- شيراز أو سيراف الشك من مسعدة.
2 - الصامغان.
2 - صنعاء.
1-طازنيد الشرق
وهو المرابط السياح.
24- الطالقان.
2-طاهي كذا.
7- طبرستان.
1- طبرية.
1- طرابلس.
1- الطواف الطالب للحق من يخشب
5- طوس.
1- عكبرا.
1- الفارياب.
1- فرغانة.
4- الفسطاط.
1- فلسطين.
1- قالس.
1- قاليقلا.
1- القبة كذا.
1- القريات كذا.
2 - قزوين.
1- القلزم.
18- قم.
1- قندابيل كذا.
2 - قعس.
2 - القيروان.
3 - كور كرمان.
1- كوريا.
14- الكوفة.
1- مازن كذا.
1- المتخلي بسقلبة.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 44
الحجة المنتظر محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن محمد الباقر بن زين العابدين على بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم الحجة المنتظر ثاني عشر الأيمة الأثني عشر، هو الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر القايم المهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة ينتظرون ظهوره آخر الزمان من السرداب بسر من رأى ولهم إلى حين تعليق هذا التاريخ أربع ماية وسبعة وسبعين سنة ينتظرونه ولم يخرج، ولد نصف شعبان سنة خمس وخمسين وماتين والشيعة يقولون أنه دخل السرداب في دار أبيه وأمه تنظر إليه ولم يخرج إليها وذلك سنة خمس وستين وماتين وعمره يومئذ تسع سنين، وذكر ابن الأزرق في تاريخ ميافارقين أنه ولد تاسع شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وماتين وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين وهو الأصح وأنه لما دخل السرداب كان عمره أربع سنين وقيل خمس سنين وقيل أنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين وماتين وعمره سبعة عشر سنة والله أعلم بالصواب في ذلك.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
الحجة المنتظر محمد بن الحسن.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
المنتظر الشريف، أبو القاسم، محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي بن الحسين الشهيد بن الإمام، علي بن أبي طالب العلوي الحسيني.
خاتمة الاثني عشر سيدا، الذين تدعي الإمامية عصمتهم -ولا عصمة إلا لنبي- ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة، وأنه صاحب الزمان، وأنه صاحب السرداب بسامراء وأنه حي لا يموت، حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما، وجورا فوددنا ذلك والله، وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة ومن أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل، والإنصاف عزيز فنعوذ بالله من الجهل والهوى.
فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة -رضي الله عنه- نحبه أشد الحب، ولا ندعي عصمته ولا عصمة أبي بكر الصديق.
وابناه الحسن والحسين: فسبطا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسيدا شباب أهل الجنة، لو استخلفا لكانا اهلا لذلك.
وزين العابدين: كبير القدر، من سادة العلماء العاملين، يصلح للإمامة، وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية.
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر: سيد، إمام، فقيه يصلح للخلافة.
وكذا ولده جعفر الصادق: كبير الشأن، من أئمة العلم، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور.
وكان ولده موسى: كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون، وله نظراء في الشرف والفضل.
وابنه علي بن موسى الرضا: كبير الشأن له علم وبيان ووقع في النفوس صيره المأمون، ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين.
وابنه محمد الجواد: من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم، والفقه، وكذلك ولده الملقب بالهادي: شريف جليل.
وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى.
فأما محمد بن الحسن هذا: فنقل أبو محمد بن حزم: أن الحسن مات عن غير عقب قال: وثبت جمهور الرافضة على أن للحسن ابنا أخفاه. وقيل: بل ولد له بعد موته، من أمة اسمها: نرجس أو سوسن والأظهر عندهم أنها صقيل، وادعت الحمل بعد سيدها فأوقف ميراثه لذلك سبع سنين، ونازعها في ذلك أخوه جعفر بن علي فتعصب لها جماعة، وله آخرون ثم انفش ذلك الحمل، وبطل فأخذ ميراث الحسن أخوه جعفر وأخ له، وكان موت الحسن سنة ستين ومئتين إلى أن قال: وزادت فتنة الرافضة بصقيل، وبدعواها إلى أن حبسها المعتضد بعد نيف وعشرين سنة من موت سيدها، وجعلت في قصره إلى أن ماتت في دولة المقتدر.
قلت: ويزعمون أن محمدا دخل سردابا في بيت أبيه، وأمه تنظر إليه فلم يخرج إلى الساعة منه وكان ابن تسع سنين وقيل دون ذلك.
قال ابن خلكان: وقيل: بل دخل وله سبع عشرة سنة في سنة خمس وسبعين ومئتين وقيل: بل في سنة خمس وستين، وأنه حي.
نعوذ بالله من زوال العقل فلو فرضنا وقوع ذلك في سالف الدهر فمن الذي رآه ومن الذي نعتمد عليه في إخباره بحياته، ومن الذي نص لنا على عصمته، وأنه يعلم كل شيء؟
هذا هوس بين، إن سلطناه على العقول ضلت، وتحيرت بل جوزت كل باطل أعاذنا الله وإياكم من الاحتجاج بالمحال، والكذب أو رد الحق الصحيح كما هو ديدن الإمامية.
وممن قال: إن الحسن العسكري لم يعقب: محمد بن جرير الطبري ويحيى بن صاعد، وناهيك بهما معرفة، وثقة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 10- ص: 282