أبو الحسن الطوسي علي بن عبد الله أبو الحسن الطوسي، حدث بسر من رأى عن محمد بن زياد الأعرابي، وروى عنه أبو نصر محمد بن موسى الطوسي وقاسم بن محمد الأنباري وابنه أبو عمر وأحمد بن علي. وكان أبو الحسن أحد أعيان علماء الكوفة، وكان عدوا لابن السكيت لأنهما أخذا عن نصران الخراساني، واختلفا في كتبه بعد موته. وكان أبو الحسن قد لقي مشايخ الكوفيين والبصريين رواية لأخبار القبائل وأشعار الفحول. وكان شاعرا ولا مصنف له، ومن شعره:
هجم البرد والشتاء ولا أمـ | ـلك إلا رواية العربيه |
وقميصا لوهبت الريح لم يبـ | ـق على عاتقي منه بقيه |
وتقل الغناء عني فنون العـ | ـلم إن أعصفت شمال عريه |
من عاش لم يخل من هم ومن حزن | بين المصائب من دنياه والمحن |
والموت قصر امرئ مد البقاء له | فكيف يسكن من عيش إلى سكن |
وإنما نحن في الدنيا على سفر | فراحل خلف الباقي على ظعن |
ولا أرى زمنا أودى أبا حسن | وخان فيه على حر بمؤتمن |
لقد هوى حبل للمجد لو وزنت | به الجبال الرواسي الشم لم تزن |
وأصبح الحبل حبل الدين منتشرا | وأدرج العلم والطوسي في كفن |
من لم يكن مثله في سالف الزمن | ولم يكن مثله في غابر الزمن |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0