المعتز العباسي محمد (المعتز بالله) بن جعفر (المتوكل على الله) بن المعتصم: خليفة عباسي (هو اخو المنتصر بالله) ولد في سامراء و عقد له ابوه البيعة بولاية العهد سنة 235هـ ، و اقطعه خراسان و طبرستان و الري و ارمينية واذربيجان و كور فارس. ثم اضاف اليه خزن الاموال في جميع الافاق و دور الضرب، وامر ان يضرب اسمه على الدراهم، و لما ولي المستعين بالله (سنة 248) سجن المعتز، فاستمر إلى ان اخرجه الاتراك بعد ثورتهم على المستعين. وبايعوا له (سنة 251) فكانت ايامه ايام فتن و شغب و جاءه القواد فطلبوا منه مالا لم يكن عنده فاعتذر فلم يقبلوا عذره و دخلوا عليه فضربوه فخلع نفسه، فسلموه إلى من يعذبه، فمات بعد ايام شابا. قيل اسمه (الزبير) و قيل (طلحة) و كان فصيحا، له خطبة ذكرها ابن الاثير في الكلام على وفاته. قال ابن دحية: كان فيه ادب و كفاية فلم ينفعه ذلك لقرب قرناء السوء منه، فخلع و ما زال يعذب بالضرب حتى مات بسر من رأى، وقيل: ادخل في الحمام فاغلق عليه حتى مات. مدة خلافته ثلاث سنوات و ستة اشهر و 14 يوما.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 70
المعتز بالله محمد بن جعفر ويقال الزبير ويقال أحمد أمير المؤمنين المعتز بالله ابن أمير المؤمنين جعفر المتوكل ابن أمير المؤمنين المعتصم، ولد سنة اثنتين وثلثين وماتين ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه بويع عند عزل المستعين بالله سنة اثنتين وهو ابن تسع عشرة سنة في أول السنة وكتب بذلك إلى الآفاق فلم يلبث المؤيد أن مات وخشى المعتز أن يتحدث أنه الذي احتال عليه وقتله فأحضر القضاة حتى شاهدوه وليس به أثر وكانت خلافته ثلث سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما ومات عن أربع وعشرين سنة، وكان مستضعفا مع الأتراك اجتمع إليه الأتراك وقالوا له أعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف وكان يخافه فطلب من أمه مالا لنفقة الأتراك فأبت ولم يكن في بيوت الأموال شيء فاجتمعوا هم وصالح واتفقوا على خلعه وجروه برجله وضربوه بالدبابيس وأقاموه في الشمس في يوم صايف فبقي يرفع قدما ويضع أخرى وهم يلطمون وجهه ويقولون اخلع نفسك ثم أحضروا القاضي ابن أبي الشوارب والشهود وخلعوه ثم أحضروا محمد بن الواثق من سر من رأى فسلم عليه المعتز بالخلافة وبايعه ولقبوه المهتدي ثم أنهم أخذوا المعتز بعد خمسة أيام وأدخلوه الحمام فلما تغسل عطش وطلب ماء فمنعوه من ذلك حتى هلك عطشا فلما أغمي عليه أخرجوه وسقوه ماء بثلج فشربه وسقط ميتا، وقال ابن الجوزي في المرآة: لما أوقفه الأتراك في الشمس طلب نعلا فلم يعطوه فأسبل سراويله على رجليه وقيل أنهم نزعوا أصابع يديه ورجليه ثم خنقوه وقيل أدخلوه سردابا مجصصا بجص جديد فاختنق ولم يعذب خليفة ما عذب على صغر سنه، وتوفي يوم السبت لست خلون من شعبان وقيل لليلتين وقيل في اليوم الثاني من رمضان سنة خمس وخمسين وماتين ودفن إلى جانب أخيه في ناحية قصر الصوامع، وكان أبيض جميل الوجه على خده الأيسر خال أسود، وصلى عليه المهتدي، وأمه رومية أم ولد، ونقش خاتمه المعتز بالله، وهو ثالث خليفة خلع من بني العباس ورابع خليفة قتل منهم، وكان له من الولد جماعة لم يشتهر منهم إلا عبد الله، ووزر له جعفر بن محمد الإسكافي ثم عزله وولي عيسى بن فرخان شاه ثم أحمد بن إسرائيل وقاضيه الحسن بن أبي الشوارب، وقال البحتري: كنت صاحبا لأبي معشر المنجم فأضقنا إضاقة شديدة فدخلنا على المعتز وهو محبوس قبل أن يلي الخلافة فأنشدته أبياتا كنت قلتها:
جعلت فداك الدهر ليس بمنفك | من الحادث المشكو أو النازل المشكي |
وما هذه الأيام إلا منازل | فمن منزل رحب إلى منزل ضنك |
وقد هذبتك الحادثات وإنما | صفا الذهب الإبريز قبلك بالسبك |
أما في رسول الله يوسف أسوة | لمثلك محبوسا على الظلم والإفك |
أقام جميل الصبر في الحبس برهة | فآل به الصبر الجميل إلى الملك |
إني عرفت علاج القلب من وجعي | وما عرفت علاج الحب والهلع |
جزعت للحب والحمى صبرت لها | فليس يشغلني عن حبكم وجعي |
وما أمل مبيتي ليلتي أبدا | مع الحبيب ويا ليت الحبيب معي |
شوال شهر السرور والسكر | والصوم شهر العناق والنظر |
قد كنت للشرب عاشقا سحرا | فاليوم يا ويلنا من السحر |
من كان فيما يحب معتذرا | فلست في يونس بمعتذر |
تعيب فلا أفرح | فليتك لا تبرح |
وإن جئت عذبتني | لأنك لا تسمح |
علي ذاك يا سيدي | دنوك لي أصلح |
تفرد لي الرحمن بالعز والتقى | فأصبحت فوق العالمين أميرا |
الله يعلم يا حبيبي أنني | مذ غبت عنك مدله مكروب |
يدنو السرور إذا دنا بك منزل | ويغيب صفو العيش حين تغيب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
المعتز بالله أحمد بن جعفر أمير المؤمنين المعتز بالله، فتقدم ذكره في محمد بن جعفر فليطلب هناك في المحمدين.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0