المسند فخر الدين ابن البخاري علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد الشيخ الصالح الورع المعمر، العالم مسند العالم، فخر الدين أبو الحسن ابن العلامة شمس الدين أبي العباس المقدسي الصالحي الحنبلي المعروف والده البخاري.
ولد في آخر سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وتوفي سنة تسعين وستمائة، واستجاز له عمه الحافظ الضياء أبو عبد الله أبا طاهر الخشوعي، وأبا المكارم اللبان، وأبا عبد الله الكراني، وأبا جعفر الصيدلاني، وأبا الفرج ابن الجوزي، والمبارك ابن المعطوش، وهبة الله بن الحسن السبط، وأبا سعد الصفار، ومحمد بن الخصيب القرشي، ومحمد بن معمر القرشي، وإدريس بن محمد آل والويه، وأبا الفخر سعد بن روح، وزاهر بن أحمد الثقفي، وأخاه أبا محمود أسعد راوي مسند أبي يعلى عن الخلال، وبقاء بن جند والمفتي خلف بن أحمد الفراء، وداود بن ماشاذة، وعبد الله بن عبد الرحمن البقلي، وعبد الله بن مسلم بن جوالق، وعبد الوهاب، بن سكينة، وأبا زرعة عبيد الله، وابن اللفتواني، وعبد الواحد بن أبي المطهر الصيدلاني، وعفيفة الفارقانية.
أجاز له هؤلاء في سنة ست وتسعين وخمسمائة وسمع حضورا في الخامسة من جماعة، وسمع المسند ابن حنبل، والسنن لأبي داود، والجامع للترمذي، والغيلانيات والجعديات والقطيعيات وشيئا من ابن طبرزد، وسمع من أبيه، ومحمد بن كامل بن أسد العدل، وأسعد بن أبي المنجا القاضي، وأبي عمر ابن قدامة الزاهد، وأبي المعالي محمد بن وهب بن الزنف، وعبد الوهاب بن المنجا، وتفرد بالرواية عنهم، والخضر بن كامل المعبر، وعبد الله بن عمر بن علي القرشي، والكندي، وابن الحرستاني، وأبي الفتوح البكري، وأبي القاسم أحمد بن عبد الله السلمي، وأبي عبد الله بن عبد الخالق، وابن الجلاجلي، وابن البنا، وأبي الفضل أحمد بن محمد بن سيدهم، وأبي محمد بن قدامة، وهبة الله بن الخضر بن طاوس، وطائفة بدمشق، والجبل، وأبي عبيد الله بن أبي الرداد، وأبي بركات عبد القوي بن الحباب، ومرتضى بن حاتم بمصر، وأبي علي الأوقي بالقدس، وظافر بن حكيم وغيره بالثغر، ويوسف بن خليل بحلب وعمر بن كرم، وعبد السلام الزاهدي ببغداد، وروى الحديث ستين سنة، فإن عمر بن الحاجب سمع منه سنة عشرين وستمائة، وسمع من المنذري، ورشيد الدين القرش، سنة نيف وثلاثين بالقاهرة، وشرع الحفاظ والمكثرون، المحدثون في الأخذ عنه بعد الخمسين وستمائة، ولم يكن إذ ذاك سهلا فلما كبر، وأحب الرواية وسهل للطلبة، ازدحموا عليه، وقصد من الآفاق وألحق الأحفاد بالأجداد، ونزل الناس بموته درجة، وكان فقيها إماما أديبا ذكيا ثقة صالحا ورعا، فيه كرم ومروءة وعقل، وعليه هيبة.
قرأ ’’المقنع’’ كله على الشيخ الموفق، وأذن له في الرواية، وكان يسافر في التجارة بعض الأوقات، وبعد الثمانين: لزم بيته من الضعف وعاش أربعا وتسعين سنة.
فال العلامة تقي الدين ابن تيمية: ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديث.
وروى عنه الدمياطي، وابن دقيق العيد قاضي القضاة، والقاضي بدر الدين بن جماعة والقاضي نجم الدين بن صصرى، والقاضي تقي الدين سليمان والقاضي سعد الدين مسعود، كل من هؤلاء قاضي قضاة.
وروى عنه المزي، والبرزالي، وأبو حفص بن القواس، وأبو الوليد بن الحاج، وأبو بكر بن القاسم التونسي المقرئ، وأبو الحسن علي بن أيوب المقدسي، وأبو الحسن الختني، وأبو محمد بن المحب، وأبو محمد الحلبي، وابن العطار، وأبو عبد الله العسقلاني، وأبو العباس البكري الشريشي، وابن تيمية، ورحل إليه فتح الدين بن سيد الناس، فدخل مسلما على قاضي القضاة شهاب الدين، فقال: قدمت للسماع من ابن البخاري، فقال: أول أمس دفناه، ولا يدرى ما قرأ عليه الشيخ علي الموصلي والمزي من الكتب والأجزاء، وهو آخر من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا ثمانية رجال ثقات، وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته، ولم يرزق السماع عليه، ومن شعره:
تكررت السنون علي حتى | بكيت وصرت من سقط المتاع |
وقل النفع عندي غير أني | أعلل للرواية والسماع |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0