المنتصر العباسي محمد (المنتصر بالله) بن جعفر (المتوكل على الله) بن المعتصم، ابو جعفر: من خلفاء الدولة العباسية. ولد في سامراء و بويع بالخلافة بعد ان قتل اباه (سنة 247هـ) و في ايامه قويت سلطة الغلمان فحرضوه على خلع اخويه المعتز و المؤيد (وكانا وليي عهده) فخلعهما وهو من اول من عدا على ابيه من بني العباس و لم تطل مدته و كان اذا جلس إلى الناس يتذكر قتله لابيه فترعد فرائصه. قيل مات مسموما بمبضع طبيب. ووفاته بسامراء و مدة خلافته ستة اشهر و ايام وهو اول خليفة من بني العباس عرف قبره و كانوا لا يحفلون بقبور موتاهم الا ان امه طلبت اظهار قبره و كان له خاتمان نقش على احدهما (محمد رسول الله) و على الثاني (المنتصر بالله).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 70

المنتصر بالله أمير المؤمنين محمد بن جعفر أمير المؤمنين المنتصر بالله أبو جعفر وقيل أبو العباس وغير ذلك ابن المتوكل بن المعتصم ابن الرشيد بن المهدي بن المنصور، أمه أم ولد رومية اسمها حبشية، كان أعين أقنى أسمر مليح الوجه مضبرا جسيما كبير البطن مليحا مهيبا، لما قتل أبوه المتوكل دخل عليه قاضي القضاة جعفر بن سليمان الهاشمي فقيل له بايع أمير المؤمنين فقال وأين المتوكل أمير المؤمنين فقال قتله الفتح بن خاقان فقال وما فعل بالفتح قال قتله بغا قال فأنت ولي الدم وصاحب الثار بايعه فبايعه وبايعه الوزير والكبار ثم أنه نفى عمه عليا من سر من رأى إلى بغداذ ووكل به وكان المنتصر قد عمل على قتل أبيه مع مماليكه بغا وباغر، وكان المنتصر وافر العقل راغبا في الخير قليل الظلم محسنا إلى العلويين، وكان يقول يا بغا أين أبي من قتل أبي ويسب الأتراك ويقول هؤلاء قتلة الخلفاء فتحيلوا إلى أن دسوا لطبيبه ابن طيفور ثلثين ألف دينار عند مرضه فأشار بفصده وفصده بريشة مسمومة فمات وقيل أن ابن طيفور نسي وقال لغلامه ففصده بتلك الريشة فمات أيضا وقيل مات بالخوانيق وقيل سم في كمثراة بأبرة وقال عند فراقه يا أماه ذهبت مني الدنيا والآخرة عاجلت أبي فعوجلت، فلم يمتع بالخلافة لأنه ولي بعد عيد الفطر ومات في خامس شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وماتين وعاش ستا وعشرين سنة، أولاده عبد الوهاب وعبد الله وأحمد لأمهات أولاد وزيره أحمد بن الخصيب من أهل جرجرايا وكان كاتبه أيام إمارته وكان جاهلا أحمق قاضيه جعفر بن عبد الواحد حاجبه وصيف وبغا، دفع إلى أحمد بن الخصيب مالا جزيلا وقال فرقه في العلويين فقد نالهم جفوة فقال يا أمير المؤمنين سوف أفعل فقال إذا تسعد عند الله وعندي فإني ما وليتك الوزارة إلا لتخلفني فيهم وتتفقد أحوالهم وتقضي حوايجهم، فقال يزيد بن المهلبي:

ولما قال لأمه عند فراق الدنيا يا أماه عاجلت أبي فعوجلت أنشد:
ومن شعر المنتصر أورده المرزباني:
وله أظنه فيما نسب إليه من قتل أبيه:
قال سبط ابن الجوزي في المرآة: أراد المتوكل أن ينقل العهد من ابنه المنتصر لابنه المعتز لمحبته لأمه وسام المنتصر أن ينزل عن ولاية العهد فأبى وكان يحضره مجالسه العامة ويتهدده بالقتل فأحضره ليلة وشتمه شتما قبيحا وقال أنت المنتظر لموتي وشتم أمه فقام المنتصر وقال والله لو أنها أمة لبعض سواسك لمنعت من ذكرها ولوجب عليك صيانتها فغضب المتوكل وقال للفتح بن خاقان: برئت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن لم تلطمه لأقتلنك فقام الفتح ولطمه وقال المتوكل اشهدوا علي أني قد خلعته من الخلافة فبقيت هذه الأشياء في قلبه، ومن كلام المنتصر بالله: والله ما عز ذو باطل ولو طلع من جبينه القمر ولا ذل ذو حق ولو أصفق العالم عليه، والمنتصر هذا أعرق الناس في الخلافة لأنه ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور، ومن العجايب شيرويه وهو أعرق الملوك قتل أباه فلم يعش بعده إلا ستة أشهر والمنتصر كذلك.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0

المنتصر بالله الخليفة، أبو جعفر، وأبو عبد الله محمد بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم محمد بن هارون الرشيد الهاشمي، العباسي. وأمه أم ولد رومية، اسمها حبشية.
وكان أعين أسمر أقنى، مليح الوجه، مضبرا ربعة، كبير البطن، مليحا مهيبا.
ولما قتل أبوه دخل إليه قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، فقالوا له: بايع. قال: وأين أمير المؤمنين؟ -يعني: المتوكل- قال: قتله الفتح بن خاقان. قال: وأين الفتح؟ قال: قتله بغا. قال: فأنت ولي الدم، وصاحب الثأر. فبايعه وبايعه الوزير والكبار، ثم صالح المنتصر إخوته عن ميراثهم على أربعة عشر ألف ألف درهم، ونفى عمه عليا إلى بغداد، ورسم عليه.
وكان المنتصر وافر العقل، راغبا في الخير، قليل الظلم، بارا بالعلويين.
قيل إنه كان يقول: يا بغا أين أبي؟ من قتل أبي؟! ويسب الأتراك، ويقول: هؤلاء قتلة الخلفاء، فقال بغا الصغير للذين قتلوا المتوكل: ما لكم عند هذا رزق. فعملوا عليه، وهموا، فعجزوا عنه؛ لأنه كان شجاعا مهيبا يقظا متحرزا لا كأبيه، فتحيلوا إلى أن دسوا إلى طبيبه ابن طيفور ثلاثين ألف دينار عند مرضه، فأشار بفصده، ثم فصده بريشة مسمومة، فمات منها.
ويقال: إن طيفور نسي ومرض، وافتصد بتلك الريشة، فهلك. وقال بعض الناس: بل
حصل للمنتصر مرض في أنثييه، فمات منه في ثلاث ليال. ويقال: مات بالخوانيق. ويقال: سم في كمثراة بإبرة.
وورد عنه أنه قال في مرضه: ذهبت يا أماه مني الدنيا والآخرة، عاجلت أبي فعوجلت.
وكان يتهم بأنه واطأ على قتل أبيه، فما أمهل ووزر له أحمد بن الخصيب؛ أحد الظلمة.
وذكر المسعودي أنه أزال عن الطالبيين ما كانوا فيه من الخوف والمحنة من منعهم من زيارة تربة الحسين الشهيد، ورد فدك إلى آل علي، وفي ذلك يقول البحتري:

وقال يريد المهلبي:
ثم إن المنتصر تمكن، وخلع من العهد إخوته: المعتز وإبراهيم.
ومن كلام المنتصر إذ عفا عن أبي العمرد الشاري: لذة العفو أعذب من لذة التشفي، وأقبح فعال المقتدر الانتقام.
قال المسعودي: كان المنتصر أظهر الإنصاف في الرعية، فمالوا إليه مع شدة هيبته.
وقال علي بن يحيى المنجم: ما رأيت مثل المنتصر، ولا أكرم فعالا بغير تبجح، لقد رآني مغموما، فسألني، فوريت، فاستحلفني، فذكرت إضاقة في ثمن ضيعة، فوصلني بعشرين ألفا.
وجلس مرة للهو، فرأى في بعض البسط دائرة فيها فارس عليه تاج، وحوله كتابة فارسية، فطلب من يقرأ، فأحضر رجل، فنظر، فإذا فيها: .... فقطب وسكت، وقال: لا معنى له، فألح المنتصر عليه، قال فيها: أنا شيرويه بن كسرى بن هرمز، قتلت أبي، فلم أمتع بالملك سوى ستة أشهر. قال: فتغير وجه المنتصر، وقام.
قال جعفر بن عبد الواحد: قال لي المنتصر: يا جعفر، لقد عوجلت، فما أذني بأذني، ولا أبصر بعيني.
قلت: قل ما وقع في دولته من الحوادث لقصر المدة، وعاش ستا وعشرين سنة سامحه الله.
ومات في خامس ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين، فكانت خلافته ستة أشهر وأياما.
وكان قد أبعد، وصيفا في عسكر إلى ثغر الروم، وكان قد ألح عليه هو، وبغا، وابن الخصيب في خلع إخوته خوفا من أن يلي المعتز، فيستأصلهم، فاعتقلا، وتمنع أولا المعتز، ثم خاف، وأشهدا على أنفسهما أنهما يعجزان عن الإمامة. فقال المنتصر: أترياني خلعتكما طمعا في أن أعيش بعدكما حتى يكبر ابني عبد الوهاب، وأعهد إليه؟! والله ما طمعت في ذلك، ولكن هؤلاء ألحوا علي، وخفت عليكما من القتل، فقبلا يده، وضمهما إليه.
وللمنتصر من الولد: أحمد، وعلي، وعبد الله، وعمر.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 449

المنتصر:
الخليفة العباسي، هو محمد بن المتوكل.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1