ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، أبو عبد الله، شمس الدين: من أركان الإصلاح الإسلامي، وأحد كبار العلماء. مولده ووفاته في دمشق. تتلمذ لشيخ الاسلام ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شئ من أقواله، بل ينتصر له في جميع ما يصدر عنه. وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه، وسجن معه في قلعة دمشق، وأهين وعذب بسببه، وطيف به على جمل مضروبا بالعصي. وأطلق بعد موت ابن تيمية. وكان حسن الخلق محبوبا عند الناس، أغرى بحب الكتب، فجمع منها عددا عظيمأ، وكتب بخطه الحسن شيئا كثيرا. وألف تصانيف كثيرة منها ’’اعلام الموقعين –ط’’ و’’الطرق الحكمية في السياسة الشرعية –ط’’ و’’شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل –ط’’و’’مفتاح دار السعادة –ط’’ و’’زاد المعاد –ط’’ و’’الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة –خ’’ طبع مختصره لمحمد الموصلي، و’’الكافية الشافعية –ط’’ منظومة في العقائد، شرحها أحمد بن عيسى النجدي في كتاب ’’شرح نونية ابن القيم –ط’’و’’أخبار النساء –خ’’ ورسالة في اختيارات تقي الدين ابن تيمية –خ’’ و’’كتاب الفروسية –ط’’ و’’تفسير المعوذتين –ط’’ و’’طب القلوب –خ’’ و’’الوابل الصيب من الكلم الطيب –ط’’ و’’الروح –ط’’ و’’الفوائد –ط’’ و’’روضة المحبين –ط’’ و’’حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح –ط’’ في ذكر الجنة، و’’اغاثة اللهفان –ط’’ و’’اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية –ط’’ و’’الجواب الكافي –ط’’ ويسمى ’’الداء والدواء’’ و’’التبيان في أقسام القرآن –ط’’ و’’طريق الهجرتين –ط’’ و’’عدة الصابرين –ط’’ و>هداية الحيارى –ط’’. و لمحمد أويس الندوي كتاب ’’التفسير القيم، للامام ابن القيم –ط’’ استخرجه من مؤلفاته.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 56
الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الشيخ الإمام العلامة شمس الدين الحنبلي المعروف بابن قيم الجورية. مولده سابع صفر سنة إحدى وتسعين وست ماية، سمع على الشهاب العابر وجماعة كثيرة منهم سليمان بن حمزة الحاكم وأبي بكر بن عبد الدايم وعيسى المطعم وأبي نصر محمد ابن عماد الدين الشيرازي وابن مكتوم والبهاء ابن عساكر وعلاء الدين الكندي الوداعي ومحمد بن أبي الفتح البعلبكي أيوب ابن نعمة الكحال والقاضي بدر الدين ابن جماعة وجماعة سواهم، وقرأ العربية على أبي الفتح البعلي قرأ عليه الملخص لأبي البقاء ثم قرأ الجرجانية ثم قرأ ألفية ابن مالك وأكثر الكافية الشافية وبعض التسهيل ثم قرأ على الشيخ مجد الدين التونسي قطعة من المقرب، وأما الفقه فأخذه عن جماعة منهم الشيخ اسمعيل بن محمد الحراني قرأ عليه مختصر أبي القسم الخرقي والمقنع لابن قدامة ومنهم ابن أبي الفتح البعلي ومنهم الشيخ الإمام العلامة تقي الدين ابن تيمية قرأ عليه قطعة من المحرر تأليف جده وأخوه الشيخ شرف الدين، وأخذ الفرايض أولا عن والده وكان له فيها يد ثم على اسمعيل بن محمد ثم على الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وأما الأصول فأخذها عن جماعة منهم الشيخ صفي الدين الهندي واسعميل بن محمد قرأ عليه أكثر الروضة لابن قدامة ومنهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية قرأ عليه قطعة من المحصول ومن كتاب الأحكام للسيف الآمدي، وقرأ في أصول الدين على الشيخ صفى الدين الهندي أكثر الأربعين والمحصل وقرأ على الشيخ تقي الدين ابن تيمية قطعة من الكتابين وكثيرا من تصانيفه، واشتغل كثيرا وناظر واجتهد وأكب على الطلب وصنف وصار من الأيمة الكبار في علم التفسير والحديث والأصول فقها وكلاما والفروع والعربية ولم يخلف الشيخ العلامة تقي الدين ابن تيمية مثله، ومن تصانيفه: زاد المعاد في هدى دين العباد أربعة أسفار، مفتاح دار السعادة مجلد كبير، تهذيب سنن أبي داود وأيضا علله ومشكلاته نحو ثلثة أسفار، سفر الهجرتين وطريق السعادتين سفر كبير، كتاب رفع اليدين في الصلاة سفر متوسط، معالم الموقعين عن رب العالمين سفر كبير، كتاب الكافية الشافية لانتصار الفرقة الناجية وهو نظم نحو ثلثة آلاف بيت، الرسالة الحلبية في الطريقة المحمدية، بيان الاستدلال على بطلان محلل السباق والنضال، التحبير بما يحل ويحرم لبسه من الحرير، الفروسية المحمدية، حلى الإفهام في أحكام الصلاة والسلام على خير الأنام، تفسير أسماء القرآن، تفسير الفاتحة مجلد كبير، اقتضاء الذكر بحصول الخير ودفع الشر، كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء، الرسالة الشافية في أسرار المعوذتين، معاني الأدوات والحروف، بدايع الفوايد مجلد كبير، أنشدني من لفظه لنفسه:
بني أبي بكر كثير ذنوبه | فليس على من نال من عرضه إثم |
بني أبي بكر جهول بنفسه | جهول بأمر الله أنى له العلم |
بني أبي بكر غدا متصدرا | يعلم علما وهو ليس له علم |
بني أبي بكر غدا متمنيا | وصال المعالي والذنوب له همم |
بني أبي بكر يروم ترقيا | إلى جنة المأوى وليس له عزم |
بني أبي بكر يرى الغرم في الذي | يزول ويفنى والذي تركه الغنم |
بني أبي بكر لقد خاب سعيه | إذا لم يكن في الصالحات له سهم |
بني أبي بكر كما قال ربه | هلوع كنود وصفه الجهل والظلم |
بني أبي بكر وأمثاله غدوا | بفتواهم هذي الخليقة تأتم |
وليس لهم في العلم باع ولا التقى | ولا الزهد والدنيا لديهم هي الهم |
فو الله لو أن الصحابة شاهدوا | أفاضلهم قالوا هم الصم والبكم |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
ابن قيم الجوزية الإمام شمس الدين الحنبلي: اسمه محمد بن أبي بكر.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
ابن قيم الجوزية شمس الدين محمد بن أبي بكر. وولده عبد الله بن محمد.
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 142
محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن سعد بن حريز الزرعي، الشيخ الإمام الفاضل المفتن شمس الدين الحنبلي المعروف بابن قيم الجوزية.
سمع على الشهاب العابر وجماعة كبيرة منهم سليمان بن حمزة الحاكم، وأبو بكر بن عبد الدائم، وعيسى المطعم، وأبو نصر محمد بن عماد الدين الشيرازي، وابن مكتوم، والبهاء بن عساكر، وعلاء الدين الكندي الوداعي، ومحمد بن أبي الفتح البعلبكي، وأيوب بن نعمة الكحال، والقاضي بدر الدين بن جماعة، وجماعة سواهم.
وقرأ العربية على ابن أبي الفتح البعلي، قرأ عليه ’’الملخص’’ لأبي البقاء، ثم قرأ ’’الجرجانية’’، ثم قرأ ’’ألفية ابن مالك’’، وأكثر ’’الكافية الشافية’’ وبعض ’’التسهيل’’، ثم قرأ على مجد الدين التونسي قطعة من ’’المقرب’’.
وأما الفقه فأخذه عن جماعة منهم الشيخ مجد الدين إسماعيل بن محمد الحراني، قرأ عليه ’’مختصر’’ أبي القاسم الخرقي و’’المقنع’’ لابن قدامة، ومنهم ابن أبي الفتح البعلي، ومنهم الشيخ تقي الدين بن تيمية، قرأ عليه قطعة من ’’المحرر’’ تأليف جده، وأخوه الشيخ شرف الدين.
وأخذ الفرائض أولا عن والده وكان له فيها يد، ثم اشتغل على إسماعيل بن محمد، قرأ عليه أكثر ’’الروضة’’ لابن قدامة، ومنهم الشيخ تقي الدين بن تيمية، قرأ عليه قطعة من ’’المحصول’’ ومن كتاب ’’الأحكام’’ للآمدي.
وقرأ في أصول الدين على الهندي أكثر ’’الأربعين’’ و’’المحصل’’، وقرأ على الشيخ تقي الدين بن تيمية قطعة من الكتابين، وكثيرا من تصانيفه.
وكان ذا ذهن سيال، وفكر إلى حل الغوامض ميال، قد أكب على الاشتغال، وطلب من العلوم كل ما هو نفيس غال، وناظر وجادل وجالد الخصوم وعادل، قد تبحر في العربية وأتقنها، وحرر قواعدها ومكنها، واستطال بالأصول، وأرهف منها الأسنة والنصول، وقام بالحديث وروى منه، وعرف الرجال وكل من أخذ عنه.
وأما التفسير فكان يستحضر من بحاره الزخارة كل فائدة مهمه، ومن كواكبه السيارة كل نير يجلو حنادس الظلمه.
وأما الخلاف ومذاهب السلف فذاك عشه الذي منه درج، وغابه الذي ألفه ليثه الخادر ودخل وخرج.
وكان جريء الجنان ثابت الجأش لا يقعقع له بالشنان، وله إقدام وتمكن أقدام، وحظه موفور، وقبوله كل ذنب معه مغفور، وكان يسلك طريق العلامة تقي الدين بن تيمية في جميع أحواله، ومقالاته التي تفرد بها والوقوف عند نص أقواله.
وتوجه إلى الحجاز مرات، وحاز ما هناك من المبرات.
ولم يزل على حاله إلى أن دخل تحت رزة الرزيه، وعدم الناس منه لذة الحلوى السكرية وإن كانت نسبته إلى الجوزيه.
وتوفي -رحمه الله تعالى- ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة إحدى وخمسين وسبع مئة.
ومولده سنة إحدى تسعين وست مئة.
وكان محظوظا عند المصريين من الأمراء، يعطونه الذهب والدراهم، وهبه الأمير بدر الدين بن البابا مبلغ اثني عشر ألف درهم، والأمير سيف الدين بشتاك أعطاه في الحجاز مئتي دينار.
وكان قد اعتقل مع الشيخ تقي الدين بن تيمية في قلعة دمشق بسبب ’’مسألة الزيارة’’، ولم يزل إلى أن توفي الشيخ تقي الدين، فأفرج عنه في ثالث عشري الحجة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
وما جمع أحد من الكتب ما جمع، لأن عمره أنفقه في تحصيل ذلك. ولما مات شيخنا فتح الدين اشترى من كتبه أمهات وأصولا كبارا جيدة، وكان عنده من كل شيء في غير ما فن ولا مذهب، بكل كتاب نسخ عديدة، منها ما هو جيد نظيف، وغالبها من الكرندات. وأقام أولاده شهورا يبيعون منها غير ما اصطفوه لأنفسهم.
واجتمعت به غير مرة، وأخذت من فوائده، خصوصا في العربية والأصول.
وأنشدني من لفظه لنفسه:
بني أبي بكر كثير ذنوبه | فليس على من نال من عرضه إثم |
بني أبي بكر جهول بنفسه | جهول بأمر الله أنى له العلم |
بني أبي بكر غدا متصدرا | يعلم علما وهو ليس له علم |
بني أبي بكر غدا متمنيا | وصال المعالي والذنوب له هم |
بني أبي بكر يروم ترقيا | إلى جنة المأوى وليس له عزم |
بني أبي بكر يرى الغنم في الذي | يزول ويفنى والذي تركه غنم |
بني أبي بكر لقد خاب سعيه | إذا لم يكن في الصالحات له سهم |
بني أبي بكر كما قال ربه | هلوع كنود وصفه الجهل والظلم |
بني أبي بكر وأمثاله غدوا | بفتواهم هذي الخليقة تأتم |
وليس لهم في العلم باع ولا التقى | ولا الزهد والدنيا لديهم هي الهم |
فوالله لو أن الصحابة شاهدوا | أفاضلهم قالوا هم الصم والبكم |
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 366
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي شمس الدين ابن قيم الجوزية الحنبلي ولد سنة 691 وسمع على التقي سليمان وأبي بكر بن عبد الدائم والمطعم وابن الشيرازى وإسماعيل بن مكتوم والطبقة وقرأ العربية على ابن أبي الفتح والمجد التونسي وقرأ الفقه على المجد الحراني وابن تيمية ودرس بالصدرية وأم بالجوزية وكان لأبيه في الفرائض يد فأخذها عنه وقرأ في الأصول على الصفي الهندي وابن تيمية وكان جرئ الجنان واسع العلم عارفا بالخلاف ومذاهب السلف وغلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شئ من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه وكان له حظ عند الأمراء المصريين واعتقل مع ابن تيمية بالقلعة بعد أن أهين وطيف به على جمل مضروبا بالدرة فلما مات افرج عنه وامتحن مرة أخرى بسبب فتاوي ابن تيمية وكان ينال من علماء عصره وينالون منه قال الذهبي في المختص حبس مرة لإنكاره شد الرحل لزيارة قبر الخليل ثم تصدر للأشغال ونشر العلم ولكنه معجب برأيه جرئ على الأمور وكانت مدة ملازمته لابن تيمية منذ عاد من مصر سنة 712 إلى أن مات وقال ابن كثير كان ملازما للاشتغال ليلا ونهارا كثير الصلاة والتلاوة حسن الخلق كثير التودد لا يحسد ولا يحقد ثم قال لا أعرف في زماننا من أهل العل أكثر عبادة منه وكان يطيل الصلاة جدا ويمد ركوعها وسجودها إلى أن قال كان يقصد للإفتاء بمسألة الطلاق حتى جرت له بسببها أمور يطول بسطها مع ابن السبكي وغيره وكان إذا صلى الصبح جلس مكانه يذكر الله حتى يتعالى النهار ويقول هذه غدوتي لو لم أقعدها سقطت قواي وكان يقول بالصبر والفقر ينال الإمامة في الدين وكان يقول لا بد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه وكان مغرى بجمع الكتب فحصل منها ما لا يحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرا طويلا سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم وله من التصانيف الهدي وأعلام الموقعين وبدائع الفوائد وطرق السعادتين وشرح منازل السائرين والقضاء والقدر وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ومصايد الشيطان ومفتاح دار السعادة والروح وحادي الأرواح ورفع اليدين والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة وتصانيف أخرى وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف وهو طويل النفس فيها يتعانى الإيضاح جهده فيسهب جدا ومعظمها من كلام شيخه يتصرف في ذلك وله في ذلك ملكة قوية ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها ومن نظمه قصيدة تبلغ ستة آلاف بيت سماها الكافية في الانتصار للفرقة الناجية وهو القائل
بني أبي بكر كثير ذنوبه | فليس على من نال من عرضه إثم |
بني أبي بكر غدا متصدرا | يعلم علما وهو ليس له علم |
بني أبي بكر جهول بنفسه | جهول بأمر الله أنى له العلم |
بني أبي بكر يروم ترقيا | إلى جنة المأوى وليس له عزم |
بني أبي بكر لقد خاب سعيه | إذا لم يكن في الصالحات له سهم |
بني أبي بكر كما قال ربه | هلوع كنود وصفه الجهل والظلم |
بني أبي بكر وأمثاله غدت | بفتواهم هذى الخليقة تأتم |
وليس لهم في العلم باع ولا التقى | ولا الزهد والدنيا لديهم هي الهم |
بني أبي بكر غدا متمنيا | وصال المعالي والذنوب له هم |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعيد بن حريز الزرعي ثم الدمشقي الفقيه الحنبلي الأصولي المفسر النحوي العارف شمس الدين أبو عبد الله بن قيم الجوزية. ولد في سابع صفر سنة إحدى وتسعين وستمائة.
سمع من شهاب الدين النابلسي العابر، والقاضي تقي الدين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وأبي نصر بن الشيرازي، وعيسى المطعم، وفاطمة بنت جوهر، وجماعة.
وتفقه في المذهب، وبرع وأفتى، ولازم الشيخ الإمام تقي الدين بن تيمية، وأخذ عنه الفقه والفرائض والأصلين.
وقرأ العربية على المجد التونسي. وابن أبي الفتح البعلي، وكذا الأصلين على الصفي الهندي.
وتفنن في علوم الإسلام، وكان عارفا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى، وبالحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله، وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وبعلم الكلام وغير ذلك و كان عالما بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف، وإشاراتهم ودقائقهم، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى.
وكان ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشغف بالمحبة، والإنابة والافتقار إلى الله، والانكسار له، والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته.
قال ابن رجب: لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علما، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو بالمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله.
وقد امتحن وأوذي مرات، وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة، منفردا عنه ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ.
وكان في مدة حبسه مستقلا بتلاوة القرآن العظيم بالتدبر والتفكر، ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف، والدخول في غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك.
وجاور بمكة، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمرا يتعجب منه، وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاء يعظمونه، ويسلمون له، كابن عبد الهادي وغيره.
وقال القاضي برهان الدين الزرعي: ما تحت أديم السماء أوسع علما منه.
ودرس بالصدرية، وأم بالجوزية مدة طويلة. وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة.
وصنف تصانيف كثيرة في أنواع العلم. وكان شديد المحبة للعلم وكتابته ومطالعته وتصنيفه، واقتناء كتبه، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره.
فمن تصانيفه «تهذيب سنن أبي داود» وإيضاح مشكلاته. والكلام على ما فيه من الأحاديث المعلولة، مجلد، «سفر الهجرتين وباب السعادتين»
مجلد ضخم، «مراحل السائرين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين» مجلدان، وهو شرح «منازل السائرين» لشيخ الإسلام الأنصاري، كتاب جليل القدر، «عقد محكم الإخاء بين الكلم الطيب والعمل الصالح المرفوع إلى رب السماء» مجلد، «شرح أسماء الكتاب العزيز» مجلد، «زاد المسافرين إلى منازل السعداء في هدى خاتم الأنبياء»، «زاد المعاد في هدى خير العباد» أربع مجلدات، وهو كتاب عظيم جدا، «جلاء الأفهام في ذكر الصلاة والسلام على خير الأنام» وبيان أحاديثها وعللها مجلد، «بيان الدليل على استغناء المسابقة عن التحليل» مجلد، «نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول» مجلد، «إعلام الموقعين عن رب العالمين» ثلاث مجلدات، «بدائع الفوائد» مجلدان، وهو كثير الفوائد، أكثره مسائل نحوية، «الشافية الكافية في الانتصار للفرقة الناجية» وهي، «القصيدة النونية في السنة» مجلد، «الصواعق المنزلة على الجهمية والمعطلة» في مجلد، «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» وهو كتاب «صفة الجنة» مجلد، «نزهة المشتاقين وروضة المحبين» مجلد، «الداء والدواء» مجلد، «المودود في أحكام المولود» مجلد، لطيف، «مفتاح دار السعادة» مجلد، «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الجهمية» مجلد، «الطرق الحكمية» مجلد، «رفيع اليدين في الصلاة» مجلد، «نكاح المحرم» مجلد، «تفضيل مكة على المدينة» مجلد، «فضل العلم» مجلد، «عدة الصابرين» مجلد، «الكبائر» مجلد، «حكم تارك الصلاة» مجلد، «حكم إغمام هلال رمضان»، «التحرير فيما يحل ويحرم من لباس الحرير»، «جوابات عابدي الصلبان، وأن ما هم عليه دين الشيطان» «بطلان الكيمياء من أربعين وجها» مجلد، «الكلم الطيب والعمل الصالح» مجلد لطيف، «الفتح القدسي»، «التحفة المكية»، «أمثال القرآن»، «أيمان القرآن»، «شرح الأسماء الحسنى»، «تفسير الفاتحة»، «المسائل الطرابلسية» ثلاث مجلدات، «الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم» مجلدان، كتاب «الطاعون» مجلد لطيف، « نظم الرسالة الحلبية في الطريقة المحمدية»، «معاني الأدوات والحروف» وغير ذلك.
توفي وقت عشاء الآخرة ليلة الخميس ثالث عشري شهري رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، ودفن بمقبرة الباب الصغير.
ذكره ابن رجب، ثم شيخنا في «طبقات النحاة».
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 93
الشيخ محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الدمشقي العالم الفاضل المحقق شمس الدين
قد فسر الفاتحة الشريفة وصنف التبيان في أقسام القرآن
وتوفي في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة
من أسامي الكتب
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 284
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن جرير الزرعي الدمشقي شمس الدين ابن قيم الجوزية الحنبلي
العلامة الكبير المجتهد المطلق المصنف المشهور ولد سنة 691 إحدى وتسعين وستمائة وسمع من ابن تيمية ودرس بالصدرية وأم بالجوزية وأخذ الفرائض عن أبيه وأخذ الأصول عن الصفي الهندي وابن تيمية وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران واشتهر في الآفاق وبتحر في معرفة مذاهب السلف وغلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك وهو الذي نشر علمه بما صنفه من التصانيف الحسنة المقبولة واعتقل مع ابن تيمية وأهين وطيف به على جمل مضروبا بالدرة فلما مات ابن تيمية أفرج عنه وامتحن محنة أخرى بسبب فتاوى ابن تيمية وكان ينال من علماء عصره وينالون منه
قال الذهبي في المختصر جلس مدة لإنكار شد الرحل لزيارة قبر الخليل ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم ولكنه معجب برأيه جرئ على أمور انتهى
قلت بل كان متقيدا بالأدلة الصحيحة معجبا بالعمل بها غير معول على الرأي صادعا بالحق لا يحابي فيه أحداً ونعمت الجرأة وقال ابن كثير كان ملازما للاشتغال ليلاً ونهاراً كثير الصلاة والتلاوة حسن الخلق كثير التودد لا يحسد ولا يحقد إلى أن قال لا أعرف في زماننا من أهل العلم أكثر عبادة منه وكان يطيل الصلاة جدا ويمد ركوعها وسجودها وكان يقصد للإفتاء بمسئلة الطلاق وكان إذا صلي الصبح جلس مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار ويقول هذه غذوتي لو لم أفعلها سقطت قواي وكان يقول بالصبر والتيسير تنال الإمامة في الدين
وكان يقول لا بد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه وكان مغرى بجمع الكتب فحصل منها ما لا تحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرا طويلا سوى ما اصطفوه لأنفسهم منها وله من التصانيف الهدي وأعلام الموقعين وبدائع الفوائد وطرق السعادتين وشرح منازل السائرين والقضاء والقدر وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ومصايد الشيطان ومفاتيح دار السعادة والروح وحادي الأرواح ورفع اليدين والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة والداء والدواء ومولد النبي صلى الله عليه وسلم والجواب الشافي لمن سأله عن ثمرة الدعاء إذا كان ما قد قدر واقع، وغير ذلك وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف قال ابن حجر في الدرر قال وهو طويل النفس فيها يتعانى الإيضاح جهده فيسهب جدا ومعظمها من كلام شيخه متصرف في ذلك وله ملكة قوية ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها انتهى.
وله من حسن التصرف مع العذوبة الزائدة وحسن السياق ما لا يقدر عليه غالب المصنفين بحيث تعشق الإفهام كلامه وتميل إليه الأذهان وتحبه القلوب وليس له على غير الدليل معول في الغالب وقد يميل نادرا إلى مذهب الذي نشأ عليه ولكنه لا يتجاسر على الدفع في وجوه الأدلة بالمحامل الباردة كما يفعله غيره من المتهذبين بل لا بدله من مستند في ذلك وغالب أبحاثه الإنصاف والميل مع الدليل حيث مال وعدم التعويل على القيل والقال وإذا استوعب الكلام في بحث وطول ذيوله أتي بما لم يأت به غيره وساق ما ينشرح له صدور الراغبين في أخذ مذاهبهم عن الدليل وأظنها سرت إليه بركة ملازمته لشيخه ابن تيمية في السراء والضراء والقيام معه في محنه ومؤاساته بنفسه وطول تردده إليه فإنه ما زال ملازما له من سنة 712 إلى تاريخ وفاته المتقدم في ترجمته
وبالجملة فهو أحد من قام بنشر السنة وجعلها بينه وبين الآراء المحدثة أعظم جنة فرحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرا. وحكى عنه قبل موته بمدة أنه رأى شيخه ابن تيمية في المنام وأنه سأله عن منزلته أي منزلة الشيخ فقال إنه أنزل فوق فلان وسمى بعض الأكابر وقال له وأنت كدت تلحق به ولكن أنت في طبقة ابن خزيمة ومات في ثالث شهر رجب سنة 751 إحدى وخمسين وسبعمائة وأورد له ابن حجر أبياتا وهي
بني أبي بكر كثير ذنوبه | فليس على من نال من عرضه إثم |
بني أبي بكر غدا متصدرا | تعلم علما وهو ليس له علم |
بني أبي بكر جهول بنفسه | جهول بأمر الله أنى له العلم |
بني أبي بكر يروم ترقيا | إلى جنة المأوى وليس له عزم |
بني أبي بكر لقد خاب سعيه | إذا لم يكن في الصالحات له سهم |
بني أبي بكر كما قال ربه | هلوع كنود وصفه الجهل والظلم |
بني أبي بكر وأمثاله غدت | بفتواهم هذه الخليقة تأتم |
وليس له في العلم باع ولا التقى | ولا الزهد والدنيا لديهم هي الهم |
بني أبي بكر غدا متمنيا | وصال المعالي والذنوب له هم |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 143