الحاج أمين الحسيني محمد أمين (أو الحاج أمين) بن محمد طاهر بن مصطفى الحسيني: زعيم فلسطين السياسي في عصره. ولد وتعلم بالقدس، وأقام سنتين بين الجامع الازهر ودار الدعوة والارشاد التي أنشأها محمد رشيد رضا بمصر. وتخرج ضابطا احتياطيا في اسطنبول (1916) وضم إلى الفرقة 46 في إزمير. وعاد إلى القدس بعد الحرب. ونسبت إليه اضطرابات في بيسان (1920) فطلبه الانكليز ففر إلى دمشق وما لبث أن عاد إلى بلده. وتوفي أخوه مفتي فلسطين (1922) فانتخب بدلا منه (بلقب مفتي فلسطين الاكبر) وتألف المجلس الاسلامي الاعلى فتولى رئاسته (1922) وكان أول من نبه إلى خطر تكاثر اليهود في فلسطين، بعد وعد بلفور (1917) وجاء بلفور مع المندوب السامي البريطاني (1925) يريدان زيارة الحرم، فمنع دخولهما. ولم تقم حركة وطنية في فلسطين أو من أجلها إلا كان هو مدبرها في الخفاء أو في العلن. وكان الحركة الدائمة في اللجان والوفود إلى المؤتمرات، وفي الثورات. وحاولت السلطات البريطانية (1937) اعتقاله فنجا في زورق إلى لبنان وضغطت بريطانيا على فرنسا لتسليمه إليها (1939) فخرج سرا إلى بغداد. وقامت ثورة رشيد عالي في العراق، فأراد الانكليز القبض عليه، فغادر بغداد متخفيا إلى إيران، ومنها إلى المانيا حيث أكرمه هتلر (والحرب الثانية مشتعلة) وبعدها أراد الانكليز مطاردته بصفة (مجرم حرب) ثم كفوا. وأقام قليلا في فرنسا. ومنها انتقل متنكرا إلى مصر واستقر فيها. ومنحته البلاد السعودية جنسيتها. ونشبت حرب العرب واليهود (1947 - 48) فقام بتأليف (جيش الجهاد المقدس) بقيادة الشهيد عبد القادر بن موسى كاظم الحسيني (تقدمت ترجمته) وتوقفت الحرب بتدخل الدول الاجنبية. واضطر بعد الثورة المصرية (1952) إلى الرحيل عن مصر، فاستقر في بيروت. وشارك في كثير من الاجتماعات والمؤتمرات في مكة وسواها إلى أن توفي إثر عمليات جراحية، ودفن ببيروت. له (مذكرات - ط) متسلسلة في مجلة (فلسطين) وقد بلغت الفصل الخامس والستين، وما زالت تنشر باستمرار، وربما تطبع في (كتاب).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 45