المؤيد بالله محمد بن اسماعيل بن القاسم بن محمد من نسل الهادي إلى الحق: صاحب اليمن من ائمة اليزيدية تلقى علوم الدين وولي اعمالا كثيرة في زمن والده (المتوكل على الله) وولي صنعاء مدة طويلة ولما توفي والده عرضت عليه الامامة فأباها فتولاها الامام أحمد بن الحسن فلما توفي أحمد سنة 1092 هـ ، اجمع أهل اليمن عليه فتولاها وحسنت سيرته وغلب عليه الحلم فبسط العمال ايديهم بالظلم فهم بأصلاحهم فعاجلته الوفاة مسموما.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 37
الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد
ولد سنة 1044 أربع وأربعين وألف تقريباً وقرأ على علماء عصره في أنواع من العلم حتى فاق في كثير من المعارف العلمية
ثم لما مات الإمام المهدي أحمد بن الحسن في سنة 1092 بويع هذا بالخلافة واجتمع عليه رؤساء اليمن إذ ذاك وهم السيد على بن المتوكل والسيد محمد بن أحمد الذي صارت إليه الخلافة بعد صاحب الترجمة والسيد بن الحسين بن الحسن بن الإمام القاسم والسيد القاسم بن المؤيد والسيد علي بن المتوكل صنو صاحب الترجمة ولكن كانت البلاد الإمامية مقسمة بين هؤلاء المذكورين ولم يكن لصاحب الترجمة إلا الاسم والخطبة وكان من أولياء الله ومن أعدل الخلفاء لم يسمع عنه الجور في شيء من أموره وكان كثير العبادة كثير البكاء دائم الخشية لله لا يأكل إلا من نذور تصل إليه بعد أن يعلم أنها من جهة تحل له ولا يتناول شيئا من بيوت الأموال ومجلسه معمور بالعلماء والصالحين وقراءة العلم وتلاوة القرآن لا يزال رطب اللسان بذكر الله على جميع حالته وقد صار عدله في الرعية مثلا مضروبا وكان أهل عصره يكنونه فيقولون أبو عافية لأنه لا يضر أحدا منهم في مال ولا بدن بل قد يحتاج في بعض الأوقات لنائبه من نوائبه فيسأل أهل الثروة من التجار وأموالهم متوفرة أن يقرضوه فلا يفعلون لأنهم لا يخافون في الحال ولا في المستقبل واستوطن هجرة معبر المشهورة.
ومات ليلة الجمعة ثالث شهر جمادى الآخرة سنة 1097 سبع وتسعين وألف وصارت الخلافة بعده إلى محمد بن أحمد المهدي صاحب المواهب كما تقدم ذكر ذلك في ترجمته
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 139