أبو عبد الله الدرزي محمد بن اسماعيل الدرزي، ابو عبد الله، احد اصحاب الدعوة لتألية الحاكم بأمر الله العبيدي الفاطمي. واليه نسبة الطائفة ’’ الدرزية’’ قيل: هو فارسي الاصل، قدم إلى مصر في اواخر سنة 407 هـ ، ودخل في خدمة الحاكم وصنف له كتابا قال فيه: ان روح ادم انتقلت إلى علي بن ابي طالب ومنه إلى اسلاف الحاكم متقمصة من واحد إلى اخر حتى انتهت إلى الحاكم. وقال المحبي (في ترجمة فخر الدين بن قرقماس) ما خلاصته: الدرزي الذي ينسب اليه الدروز رجل من مولدي الاتراك بمصر ظهر في ايام الحاكم بامر الله العبيدي وجاهر بالقول بالحلول والتناسخ وصنف كتابا ذكر فيه ان الاله حل في علي وان روح علي تنقلت في اولاده إلى ان وصلت إلى الحاكم، واتفق مع حمزة على الدعوة إلى عبادة الحاكم وانقادت اليهما جماعة كثيرة قبل اختلافهما. وفي النجوم الزاهرة: قال الحاكم لداعية: كم في جريدتك؟ قال: ستة عشر الفا يعتقدون انك الاله. ويرى الزبيدي (في التاج) ان الصواب ضبط (الدرزي) بفتح الدال، نسبة إلى ’’ اولاد درزة’’ وهم الخياطون والحاكة. وسماه الذهبي (في سير النبلاء) الدروزي ونعته بالزنديق وقال: ’’ كان يدعي ربوبية الحاكم وقتل لذلك ’’ وقال الغزي في نهر الذهب: الدروز، ينسبهم الناس إلى ابي عبد الله محمد بن اسماعيل الدرزي، مع انهم يكرهونه لقوله بما ينافي اعتقادهم ويقولون انهم ينسبون في الاصل إلى ’’ طيروز’’ احدى بلاد فارس. وفي كتاب ’’ حل الرموز في عقائد الدروز-خ’’ ان الحاكم ارسله إلى بلاد الشام انشر دعوته فنزل بوادي التيم بالقرب من جبل الشيخ وقتل في وقعة مع التتر سنة 411 هـ ، الا انه يجعله هو و المسمى ’’ نشتكين الدرزي’’ واحدا، مع ان هذا في بعض الروايات قتله الحاكم سنة 410 وقد يرد اسمه بلفظ عبد الله الدرزي و درزي بن محمد ودروزي بن محمد وفي سيرته كما في اخبار غيره من اتباع هذه النحلة غموض كثيف والدروز حتى اليوم متفقونعلى ان صاحب هذه الترجمة انقلب على الحاكم وعاداه في اواخر عهده وقد تقدم ذكره وذكر شئ من تاريخ الدروز وعقائدهم وكتبهم في ترجمة حمزة بن على الفارسي وعلى الرغم من ان كثيرا ممن عرفت، من متعلميهم، لا يتفقون في العقيدة مع عقالهم فان فكرة التقمص ما زال لها الاثر الكبير في نفوسهم جميعا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 35