ابن السليم محمد بن إسحاق بن منذر، أبو بكر ابن السليم: قاض أندلسي من المالكية، من أهل قرطبة. يقال: لم يكن في الاندلس منذ دخلها الاسلام إلى وقته قاض أعلم منه. ولي المظالم والشرطة بقرطبة إلى أن توفي قاضيها منذر بن سعيد، فولي مكانه (سنة 356) وحمدت سيرته. وصنف كتاب (التوصيل لما ليس في الموطأ) و (مختصر كتاب المروزي في الاختلاف).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 29
محمد بن إسحاق بن منذر بن إبراهيم بن محمد بن السليم بن عكرمة الداخل إلى الأندلس قاضي الجماعة بقرطبة؛ قرطبي جليل؛ يكنى: أبا بكر.
سمع: من أحمد بن خالد صغيرا، ومن محمد بن عبد الملك بن أيمن، ومحمد ابن قاسم وعبد الله بن يونس، وقاسم بن أصبغ، وسعيد بن جابر، وأحمد بن دحيم ابن خليل.
ورحل سنة آثنتين وثلاث فسمع بمكة: من أبي سعيد بن الأعرابي، وبالمدينة من أبي مروان القاضي المرواني، وبمصر: من أحمد بن مسعود الزبيري، وعبد الله بن جعفر البغدادي، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن النحاس النحوي، وآبن بهزاذ الفارسي، وأبي العباس السكري، ومحمد بن أيوب الرقي وجماعة سواهم.
وآنصرف إلى الأندلس فاقبل على الزهد ودراسة العلم، ثم قدم إلى: أحكام المظلم ثم لما مات منذر بن سعيد ولى القضاء بقرطبة، وذلك يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ست وخمسين وثلاث مائة. وكان: حافظا للفقه، بصيرا بالاختلاف، عالما بالحديث، ضابطا لما رواه متصرفا في علم النحو واللغة، حسن الخطابة والبلاغة سمعته يخطب مرة فيجيد.
وكان: لين الكلمة، سهل الخلق، متواضعا، وكان مع ذلك ذا غور ونكراء. حدث، وسمع الناس منه كثيرا، وتوفي (رحمه الله): يوم الاثنين لخمس أو لسبع بقين من جمادي الأولى سنة سبع وستين وثلاث مائة. ودفن يوم الثلاثاء لصلاة العصر بمقبرة الربض. وصلى عليه محمد بن عبيد الله القرشي المعيطي. وكان يذكر: ان مولده سنة آثنتين وثلاث مائة.
وأخبرني من سمعه يقول أمير المؤمنين. - يعني: المستنصر بالله رحمه الله -: يرى مولدنا في عام واحد.
مكتبة الخانجي - القاهرة-ط 2( 1988) , ج: 2- ص: 79