طاجار الدوادار الناصري طاجار، الأمير سيف الدين المارداني الدوادار الناصري؛ ولاه أستاذه الدوادارية بعد خوشداشه الأمير سيف الدين بغا - وقد تقدم في حرف الباء في مكانه - بعناية القاضي شهاب الدين ابن فضل الله وعناية شرف الدين النشو ناظر الخاص، لأنه كان صغيرا، وكرها سيف الدين بغا، وتوهما أنه يكون طوع ما يحاولانه أو يرومانه، فما كان إلا أن كبر وذاق طعم الوظيفة، فعاملهما بضد ما توهماه فيه وأملاه منه، وأمره السلطان طلبخاناه، وقال له: والك يا طاجار، ما كان دوادار أمير مائة قط، وأنا أعطيك إمرة مائة، فاجعل بالك مني، واقض أشغالك في ضمن أشغالي، ولا تقض أشغالي في ضمن أشغالك، وإذا دفع إليك أحد شيئا من الذهب برطيلا أحضره إلى كاتبي النشو. وجهزه السلطان مع الأمير سيف الدين طشتمر الساقي لما أخرجه إلى صفد نائبا، فأعطاه - على ما قيل - مائة ألف درهم، وجاء إلى عند الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام فأعطاه جملة، وكان بمرج الغسولة فقال لما رأى خام الأمير سيف الدين تنكز: والله هذا الخاتم ما هو للسلطان؛ وكان تنكز إذا طلع إلى المرج المذكور يأخذ حريمه معه، وهن جواري تسع موطوءات، ويضرب لهن شقة كبيرة يحشر خامهن فيها، فبلغ ذلك تنكز، فكان سبب الوحشة بينهما. ثم إنه حضر إلى الشام بعدها خمس ست مرات؛ وقد جرى في ترجمة تنكز ذكر ما اتفق له معه عند إمساكه. ثم إنه حضر صحبة الأمير سيف الدين بشتاك لما حضر للحوطة على موجود تنكز، وعاد إلى مصر، فلما توفي السلطان الملك الناصر تمكن من ولده السلطان الملك المنصور أبي بكر، فيقال إنه حسن له إمساك الأمير سيف الدين قوصون، فلما استشعر قوصون بذلك، خلع المنصور ورتب أخاه الملك الأشرف علاء الدين كجك، وأمسك سيف الدين طاجار وجماعة وجهزه إلى إسكندرية، فقتل مع الأمير سيف الدبن بشتاك في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة. وكان كثير اللعب يخرج من قدام السلطان وينزل إلى القاهرة ويحضر السماع، وكان عليه حركة في السماع لا يمل من الرقص. وكان الأمير سيف الدين بشتاك يكرهه ويضع منه عند السلطان. وحصل أموالا كثيرة، يقال إنه لما أمسك حمل من بيته ستة صناديق ذهبا، وكان السلطان قد زوجه ببنت الأمير علي الدين مغلطاي الجمالي الوزير، وكانت أولا زوجة خضر ابن الأمير علاء الدين الطنبغا الحاجب نائب حلب، فلما توفي عنها تزوج بها طاجار المذكور، وهو الذي عمر الخان الذي بجينين، وعمر الحوض الذي في طريق غزة للسبيل.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
طاجار بالطاء المهملة وبعد الألف جيم وألف بعدها راء، الأمير سيف الدين الدوادار المارداني الناصري.
كان شكله مليحا، ووجهه صبيحا، مسترسل شعر الذقن في سواد، خفيف الحركة، لا يلحقه جواد، وكان يغلب عليه اللعب واللهو، والانشراح والزهو، لا يؤثر على الرقص شيئا، ولا يتخذ غير ظله فيئا، على أنه مكنه أستاذه تمكينا كثيرا، وأحله من الدولة محلا أثيرا، ركبه في البريد إلى الشام مرات، وتلقاه الناس بالخدم والمبرات، وحصل مالا جزيلا في مدة قريبه، واقتنى أشياء من كل صنف عجيبه.
ولم يزل في لهوه ومجونه، وعدم تثبته وسكونه، إلى أن راح فيمن راح، ونفضت من أمره الراح، في سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة.
وكان الأمير علاء الدين ألطنبغا المارداني الذي تقدم ذكره هو في خوشداشه الذي نبه عليه، وأشار بإصبعه إليه، فقربه السلطان، وولاه الدوادارية بعد إنفصال الأمير سيف الدين بغا الدودار، على ما تقدم في ترجمة بغا، بعناية القاضي شرف الدين النشو ناظر الخاص وعناية القاضي شهاب الدين بن فضل الله، لأنه كان صغيرا وكرها سيف الدين بغا، وتوهما أنه يكون طوع ما يختارانه، ويحاولانه منه، فما كان إلا أن تقدم، وذاق طعم الوظيفة، فعاملها بضد ما توهماه فيه، وأملاه منه، وأمره السلطان طبلخاناه، وقال له: والك يا طاجار، ما كان دودار أمير مئة قط، وأنا أعطيك إمرة مئة، فاجعل بالك مني، واقض أشغالك في ضمن أشغالي ولا تقض أشغالي في ضمن أشغالك، وإذا دفع إليك أحد شيئا من الذهب برطيلا، احمله إلى كاتبي النشو.
وجهزه السلطان مع الأمير سيف الدين طشتمر الساقي إلى صفد، ليقره في النيابة، فأعطاه، على ما قيل، مئة ألف درهم، وجاء من صفد إلى عند الأمير سيف الدين تنكز، فأعطاه جملة، وكان تنكز في مرج الغسولة، فلما رأى خام الأمير سيف الدين تنكز، قال: والله هذا الخام ما هو للسلطان. فبلغ ذلك تنكز، وكان سبب الوحشة بينهما.
وكان تنكز إذا طلع إلى المرج، يأخذ حريمه معه، وهن تسع جوار موطوءات، كل واحدة ببيتها وخدمها وجواريها، ويضرب عليهن شقة كبيرة يحشر خامهن فيها، ثم إنه بعد ذلك حضر إلى الشام خمس ست مرات، وقد ذكرت في ترجمة تنكز ما اتفق له، عندما جاء إليه قبل إمساكه، وما دار بينهما، ثم إنه جهزه للسلطان صحبة الأمير سيف الدين بشتاك، لما حضر للحوطة على موجود تنكز، وعاد إلى مصر، فلما توفي السلطان الملك الناصر، تمكن من ولده الملك المنصور أبي بكر، فيقال: إنه هو الذي حسن له الفتك بقوصون، ولما شعر قوصون بذلك، خلع المنصور، ورتب أخاه الأشرف كجك، وأمسك طاجار وجماعة، وجهزهم إلى إسكندرية، فقتل طاجار مع بشتاك.
وكان كثير اللعب يخرج من قدام السلطان، وينزل إلى القاهرة، ويعمل سماعا، ويرقص، إلى أن يجيء وقت الخدمة، فيطلع إلى القلعة.
وكان عليه في الرقص خفة وحركة وروح، وما تقرب إليه عماد الدين بن الرومي بشيء غير الرقص.
وكان إذا ساق في البريد في مهم السلطان ينام طول ليله، ويقوم بكرة، فيركب خيل البريد الجياد، ويسوق مشوارا واحدا من المركز إلى المركز، فإذا وصل المركز، ونزل، قال لمماليكه: صفقوا. فيصفقون له، ويرقص إلى أن يشدوا له الخيل فيركب، ويفعل ذلك من باب مصر إلى باب دمشق، وكذا إذا عاد.
وكان بشتاك يحط عليه، ويكرهه، ويندب عليه قدام السلطان، ولما أمسك حمل من بيته إلى القلعة ستة صناديق مملوءة ذهبا، وكان السلطان قد زوجه ابنة الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي الوزير، وكانت أولا زوج الأمير خضر ابن الأمير علاء الدين ألطنبغا نائب حلب والشام.
وطاجار هو الذي عمر الخان الذي في جينين الذي ليس على درب مصر مثله بشد نجم الدين بن الزيبق، وعمر الحوض السبيل الذي في طريق غزة.
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 2- ص: 564
طاجار المارديني الناصري طاجار المارديني الناصري امره الناصر عشرة في شوال سنة 709 ثم أمره طبلخاناة بعد مدة طويلة ثم استقر دويدارا بعد بغا فتمكن من السلطان تمكنا كبيرا ثم تمكن من المنصور أبي بكر فيقال أنه حسن إليه الفتك بقوصون فاستشعر قوصون بذلك فأمسكه وأرسله إلى الاسكندرية فقتل وذلك في ربيع الأول سنة 742 وكان مغرما بالرقص حتى قيل أنه كان ينزل من الخدمة فيعمل سماعا ويرقص إلى أن يجيء وقت الخدمة فيطلع إلى القلعة وحتى قيل أنه كان يركب البريد في الأمر المهم فإذا نزل ليستريح قام يرقص إلى أن يركب وكان مليح الشكل يغلب عليه اللهو ووجد له بعد امساكه ست صناديق مملوءة ذهبا
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0