الورغي محمد بن أحمد الورغي، أبو عبد الله: كاتب، من شعراء تونس. تعلم وعلم في جامع الزيتونة. وقلد الكتابة في عهد الامير (علي باي ابن محمد) فكان شاعره. واضطهد بعده وصودر وسجن وعذب. ثم عفي عنه وأعيد إلى الكتابة. وتوفي ببلده. له (ديوان شعر - خ) كبير، في خزانة حسن حسني عبد الوهاب، بتونس، و (مقامات) على لسان خمارة هدمها (علي باي) وابتنى موضعها مدرسة. نسبته إلى قبيلة (ورغة) - بكسر أوله - من قبائل إفريقية، منازلها قرب (الكاف) لعله ولد فيها. ولمحمد الحبيب ابن الخوجة، كتاب (الورغي - ط) في سيرته وبعض آثاره.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 15

الورغي محمد بن أحمد الورغي، أبو عبد الله، الفقيه، الأديب الشاعر، مجدد الشعر العربي غربا وشرقا، والمعيد له رواءه بحسن صياغته وجمال خياله وبعده عن التقليد والاجترار.
ولد بقرية ورغة الواقعة عند جبل ورغة بين قرية الطويرف ومدينة الكاف من جهة ملالة.
حفظ القرآن في الكتاب، وبعض المتون، ثم التحق بجامع الزيتونة وقرأ على أعلامه، فأخذ عن أحمد المكودي الفاسي، نزيل تونس، وحمودة الرصاع، وعلي سويسي التفسير والحديث وعلم الكلام وعلوم العربية والمنطق، كما أخذ العلوم الشرعية والحديثية على الشيخ قاسم بن منصور، وأخذ التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية على المفتي الأديب محمد سعادة المنستيري.
ولما امتلأ وطابه تصدر للتدريس بجامع الزيتونة «فجلى في ميدان التحقيق والإفادة، وأحرز السبق في التحرير والإجادة» (عنوان الأريب).
واختاره علي باشا لخاصته، وقلده منصب الكتابة بديوان القلم، فأناط عقدها بلبة حقيق، ومستأهل لها خليق، فحرر ودبج، وعطر أرجاء الأدب وأرج (عنوان الأريب).
وتقلبت به الأحوال بعد زوال دولة مخدومه علي باشا واستيلاء أبناء حسين بن علي على السلطة، فأودع السجن لما سلف منه من مواقف التحزب لعلي باشا والتأييد والتحريض والشتم لأبناء حسين بن علي، فصفع وضرب، فما كان منه إلا أن استغاث واسترحم وطلب الشفاعة فتوسل بكل من يأنس لديه رحمة إلى أن عفي عنه، وولي شهادة غابة الزيتون إلى أن وافاه أجله في أوائل جمادى الثانية ودفن بمقبرة القرجاني جنوبي العاصمة.
آثاره:
1) ديوان شعر (الدار التونسية للنشر تونس 1398/ 1978) تحقيق عبد العزيز الشابي.
2) مقامات الورغي ورسائله (الدار التونسية للنشر تونس 1972)، وهي تشتمل على المقامة الباهية، وهي في مدح الولي أحمد الباهي ظاهرا وباطنا في نقد حكم أولاد حسين بن علي، ويشير إلى سوء حاله في ظل حكمهم.
والمقامة الثانية وهي المقامة الورغية فإنه كتبها بمناسبة ختن علي باشا الثاني أولاده وأولاد أخيه محمد الرشيد.
ومقامته الثالثة هي الخمرية كتبها عند ما هدم علي باشا الثاني حانات بالعاصمة، وهي تقوم على الرواية والعرض وبطلها يسميه «سعد السعود» وفتاة تسمي نفسها «تونس»، و «سعد السعود» هو الورغي نفسه، وأشار إلى الصراع المرير الذي دار بين علي باشا وبين عمه حسين بن علي وأبنائه، ثم يذكر سعد السعود أنه صرف صوب ذلك البلد «تونس» العنان، فوافاه في فصل الربيع، وراح يتأمله فوجده قد تبدل، ولم يعد كالذي كان، وكأنه من طرف خفي ينتقد سياسة أولاد حسين بن علي، ويأسى على أيام علي باشا.
حقق محمد المصفار مقامات الورغي، وما نسب له من نثر سنة 1971 لنيل درجة الكفاءة في البحث العلمي من قسم اللغة العربية في كلية الآداب بالجامعة التونسية (لم ينشر هذا التحقيق).
وقال الدكتور الغزي عن نثره: «وإذ كان الورغي قد امتاز في نثره بالإكثار من الفواصل وتأليف الجمل القصيرة، فإنه رغم هذا محدود الخيال، فجاءت نتيجة ذلك مقاماته حكايات لا يتجاوز غالبها العرض البسيط الخالي من التصوير، وكان في مقاماته ولا سيما مقامته الخمرية ناقدا سياسيا، وملاحظا اجتماعيا ذكيا، وقد وفق في أسلوبه الرمزي توفيقا يدعو إلى الإعجاب».
المصادر والمراجع:
- إتحاف أهل الزمان 2/ 130 - 131 - 132 - 143، الأدب التونسي على عهد الحسينيين للد/ الهادي الغزي (تونس 1972) ص 149 - 175، الأعلام 6/ 150 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 537 - 2/ 537، الجواهر السنية في شعراء الديار التونسية لمحمد بيرم الرابع 87 - 256، ديوان الورغي ص 18 - 19، شجرة النور الزكية 348، عنوان الأريب 2/ 36 - 39، مقامات الورغي ورسائله (الدار التونسية للنشر 1972)، مجمل تاريخ الأدب التونسي 347 - 352، معجم المؤلفين 8/ 244، مفاتيح النصر بعلماء العصر للعياضي تحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة في النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين س 4/ 1976 - 1977، هدية العارفين 2/ 340، الورغي لمحمد الحبيب بن الخوجة، سلسلة أدباء المغرب العربي (الشركة التونسية للنشر والتوزيع تونس 1380/ 1961).

  • دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 5- ص: 131