ابن الخطيب داريا محمد بن أحمد بن سليمان بن يعقوب الانصاري الخزرجي، الدمشقي المولد، البيساني الوفاة: اديب، جيد الشعر، حسن التصنيف. كان شاعر دمشق في عصره. وصنف كتبا، منها (الامداد في الاضداد) و (ملاذ الشواذ) في شواذ القرآن اللغوية، و (اللغة) مرتب على الحروف و (انوذج مراسلات –خ) من انشائه، و (رونق المحدث) ارجوزة ضمنها اسماء رواة الحديث من الصحابة وعدد ما رواه كل منهم من الاحاديث، و (تحصيل الادوات بتفصيل الوفيات) في بيانت من علم محل موته من الصحابة، و (مطالب المطالب) في معرفة تعليم العلوم، و (شرح الفية ابن مالك) في النحو.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 330
محمد بن أحمد بن سليمان بن يعقوب بن علي بن سلامة بن عساكر بن حسين بن قاسم بن محمد بن جعفر بن الجلال أبو المعاطي الدمشقي الشافعي المعروف بابن خطيب داريا
ولد بليلة الأربعاء ثالث ربيع الأول سنة 745 خمس وأربعين وسبعمائة واشتغل بالفقه والعربية واللغة وسائر فنون الأدب وشارك في العقليات وكثر استحضاره للغة واشتهر بوفور الذكاء حتى كان يقتدر على تصوير الباطل حقاً والحق باطلا وكان يتلاعب بالأكابر باستعمال نوع من الكلام منسجم تفهم مفرداته وأما تراكيبه فمهملة يتحير سامعه لخروجه من علم إلى علم بحيث يظن أنه سرد جميع العلوم ومن جملة ما وقع منه أنه أراد يتلاعب بالقاضي برهان الدين بن جماعة فحرر رقما في بيع جانب من مسجد بني أمية يعرف بالغزالية وتصرف في الكلام على قاعدته وذكر الحدود وكتب لفظ الغزالية العرابية ليتمكن من إصلاحها بعد ذلك ويبلغ مراده من التشنيع على القاضي في كونه أذن في بيع قطعة من الجامع الأموي ففطن القاضي لصنعه ورام الإيقاع به ففر إلى القاهرة وبالجملة فالغالب عليه المجون والهزل مع تقدمه في فنون الأدب حتى صار شاعر الشام في وقته بدون مدافع وسلك آخر مدته طريقة مثلى في التصوف والتعفف وله تصانيف كثيرة منها الامتاع بالإتباع ورتبه على الحروف والإمداد في الأضداد ومحبوب القلوب وملاذ الشواذ ذكر فيه شواذ القرآن وطرف اللسان بظرف الزمان ذكر فيه أسماء الأيام والشهور الواقعة في اللغة وكتاب في اللغة رتبه على الحروف وخاتمة في النوادر والنكت وأرجوزة نحو ثلاث مائة بيت ذكر فيها من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة وعدد كل ما وجد روى من الحديث وتحصيل الأدوات بتفصيل الوفيات في بيان من علم محل موته من الصحابة ومطالب المطالب في معرفة تعليم العلوم ومعرفة من هو أهل لذلك ونهيه الأمنيات في الكلام على حديث إنما الأعمال بالنيات وشرح الفيه بن مالك شرحا سماه طرح الخصاصة شرح الخلاصة وكان قد صاهر المجد اللغوي فلازمه وسمع معه على جماعة ومدح الأكابر وهو القائل
يا عين إن بعد الحبيب وداره | ونأت مرابعه وشط مزاره |
فلقد حظيت من الزمان بطائل | إن لم تربه فهذه آثاره |
إذ المرء أبدى فيك فرط محبة | وبالغ في بذل الوداد وأكثرا |
فإياك أن تغتر من بذل وده | ولو مد ما بين الثريا إلى الثرا |
فما حبه للذات فيك وإنما | لأمر إذا ما زال عنك تغيرا |
اقبل نصيحة واعظ | ولو أنه فيها مرائي |
فلربما نفع الطبيب | وكان أحوج للدواء |
لعمرك ما في الأرض من تستحي له | ولا من تداري أو تخاف له عتبا |
فعش ملقيا عنك التكلف جانبا | ولا ترض بين الناس من احد قربا |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 106