ابن جابر محمد بن أحمد بن علي بن جابر الاندلسي الهواري المالكي، ابو عبد الله، شمس الدين: شاعر، عالم بالعربية، اعمى من أهل المرية. صحبة إلى الديار المصرية أحمد بن يوسف الغرناطي الرعيني فكان ابن جابر يؤلف وينظم، والرعيني يكتب واشتهر بالاعمى والبصير. ثم دخلا الشام. فأقاما بدمشق قليلا وتحولا إلى حلب سنة 743 وسكنا (البيرة) قرب سميساط. ثم تزوج ابن جابر، فأفترقا. ومات الرعيني فرثاه ابن جابر ومات بعده بنحو سنة، في (البيرة) من كتب ابن جابر (شرح الفية ابن مالك) و (شرح الفية ابن معطى) ثمانية اجزاء، و (العين في مدح سيد الكونين –خ) و (نظم فصيح ثعلب –ط) و (نظم كفاية المتحفظ) وبديعة على طريقة الصفي الحلي، سماها (الحلة السيرا في مدح خير الورى) وتسمى (بديعة العميان –ط) و (شرحها –خ) و (مقصورة-خ) و (غاية المرام في تثليث الكلام –خ) و (المنحة في اختصار الملحة-خ)و (المقصد الصالح في مدح الملك الصالح –خ).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 328
ابن جابر محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الضرير أبو عبد الله الهواري المريي عرف بابن جابر، قدم إلى دمشق وسمع بها على أشياخ عصره وتوجه من دمشق إلى حلب في أخريات سنة ثلث وأربعين وسبع ماية، اجتمعت به وسألته عن مولده فقال سنة ثمان وتسعين وست ماية بالمرية، وقرأ القرآن والنحو على أبي الحسن علي بن محمد بن أبي العيش والفقه لمالك رضي الله عنه على أبي عبد الله محمد بن سعيد الرندي وسمع على أبي عبد الله محمد الزواوي صحيح البخاري غير كامل، وينظم الشعر جيدا وأنشدني شيئا من شعره وكتب إلي يستجيزني:
إن البراعة لفظ أنت معناه | وكل شيء بديع أنت معناه |
إنشاد نظمك أشهى عند سامعه | من نظم غيرك لو اسحق غناه |
تحجب الشعر عن قوم وقد جهدوا | وعندما جئته أبدى محياه |
أتيت منه بمثل الروض مبتسما | فلو تكلم زهر الروض حياه |
حجرت بعد ابن حجر أن يحوز فتى | محاسن الشعر إلا كنت إياه |
وهل خليل إذا عدت محاسنه | إلا حبيب إذا عدت مزاياه |
إذا المعري رامت ذكره بلد | قلنا لها الصفدي اليوم أنساه |
أعلام كل بديع راق سامعه | أعلام فجر تلقهن كفاه |
ما لذة السمع إلا من فوايده | ولا لفض ختام العلم إلا هو |
يا مشبه البحر فيما حاز من درر | لكن وردك عذب إن وردناه |
حليت أسماعنا بالدر منك وما | كمال ذلك إلا إن رويناه |
تلك الذخاير أولى ما نسير بها | للغرب مغربة فيما سمعناه |
كذا الكواكب شرق الأرض مطلعها | وكلها أبدا للغرب مسراه |
إن ابن جابر أن تسأله معرفة | محمد عند من نادى فسماه |
لما عمرت مجال السمع منه بما | لو جال في سمع ملحود لأحياه |
وأفاكم مستجيزا والإجازة من | أمثالك اليوم إحدى ما سألناه |
فألفظ مجيزا لنا ما صغت من كلم | ينازع الروض مرآه ورياه |
نظم ونثر يهز السامعين له | لو صيغ للدر حلي كان إياه |
إجازة شملت ما قد رويت وما | ألفت يا نخبة فيمن رأيناه |
فعش لنظم المعاني في مواقعها | ودم لوارف عز طاب مجناه |
يا فاضلا كرمت فينا سجاياه | وخصنا باللآلي من هداياه |
خصصتني بقريض شف جوهره | لما تألق منه نور معناه |
من كل بيت مبانيه مشيدة | كم من خبايا معان في زواياه |
إذا أديرت قوافيه وقد ثمل الـ | ـنديم أغنته عن راح تعاطاه |
وغير مستنكر من أهل أندلس | لطف إذا هب من روض عرفناه |
هم فوارس ميدان البلاغة في | يوم الفصاحة إن خطوا وإن فاهو |
إيه تفضلت بالنظم البديع فما | أعلاه عندي من عقد وأغلاه |
أقسمت لو سمعته أذن ذي حزن | في الدهر الهمه البشرى وألهاه |
أشرت فيه بأمر ما أقابله | إلا بطاعة عبد خاف مولاه |
ولست أهلا لأن تروى فضايح ما | عندي لأني من التقصير أخشاه |
وليس إلا الذي ترضاه فارو عن الـ | ـمملوك ما رحت تهواه وترضاه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي أبو عبد الله الهواري المالكي الأعمى ولد سنة 698 وقرأ القرآن والنحو على محمد بن يعيش والفقه على محمد بن سعيد الرندي والحديث على أبي عبد الله الزواوي ثم رحل إلى الديار المصرية وصحبه أبو جعفر أحمد بن يوسف الغرناطي فكان ابن جابر ينظم والغرناطي يكتب ثم نبغ الغرناطي في النظم أيضا لكن المكثر هو ابن جابر ونظم الحلة السيراء في مدح خير الورى على قافية الميم بديعية غلى طريقة الصفي الحلي وشرحها صاحبه أبو جعفر ثم حجا ورجعا إلى الشام فأقاما بدمشق قليلا ثم تحولا إلى حلب وسكنا البيرة فاستمرا بها نحوا من خمسين سنة ثم في الآخر تزوج ابن جابر فتهاجرا ذكر لي ذلك صاحبهما الشيخ برهان الدين سبط ابن العجمي وقال لسان الدين ابن الخطيب في تاريخ غرناطة نظم ابن جابر فصيح ثعلب وكفاية المتحفظ وغير ذلك وكان كثير النظم عالما بالعربية انتفع به أهل تلك البلاد وحدث بها عن المزي والجزري وابن كاميار وغيرهم حدثني عنه جماعة منهم محمد بن أحمد بن الحريري قاضي حلب وأجاز لمن أدرك حياته ومات في جمادى الآخرة سنة 780 بالبيرة
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0
محمد بن أحمد بن علي بن جابر الهواري الأندلسي، المالكي، الضرير، النحوي ولد سنة 697
أخذ عن أبي يعيش النحو، والفقه عن أبي محمد: سعيد الزندي، والحديث عن أبي عبد الله الزواوي، ثم رحل إلى الديار المصرية، وصاحبه أحمد بن يوسف الرعيني، وهذان هما المشهوران بالأعمى والبصير، فكان ابن جابر يؤلف وينظم، والرعيني يكتب، وسمعا معا/ من أبي حيان، ودخلا الشام، وسمعا المزي، له شرح على ألفية ابن مالك، وله نظم الفصيح والحلة السيرا في مدح خير الورى، وشرح ألفية ابن معطى في ثماني مجلدات.
توفي سنة 870
دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 2- ص: 0