ابن الظهير الإربلي محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد ابن شاكر الإربلي، مجد الدين، ابن الظهير: شاعر، أديب. من فقهاء الحنفية. ولد بإربل، وتنقل في العراق والشام، ومات بدمشق. له ’’تذكرة الأريب وتبصرة الأديب –خ’’ و’’مختصر أمثال الشريف الرضي –خ’’ و’’ديوان شعر’’ في مجلدين.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 323
الشيخ مجد الدين ابن الظهير الحنفي محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي شاكر الشيخ مجد الدين أبو عبد الله ابن الظهير الإربلي الحنفي الأديب، ولد بإربل في ثاني صفر سنة اثنتين وست ماية وسمع ببغداذ في الكهولة من أبي بكر ابن الخازن والكاشغري وبدمشق من السخاوي وكريمة وتاج الدين ابن حمويه وتاج الدين ابن أبي جعفر وقيل أنه سمع من ابن اللتي، روى عنه أبو شامة والقوصي والدمياطي وأبو الحسين اليونيني وشيخنا شهاب الدين محمود وعليه تدرب وبه تخرج وابن العطار وابن الخباز والشيخ جمال الدين المزي وجماعة، وكان من كبار الحنفية وفضلايهم درس بالقايمازية بدمشق مدة وكان ذا دين وهو من أعيان شيوخ الأدب وفحول المتأخرين في الشعر له ديوان موجود، ولما توفي سنة سبع وسبعين وست ماية دفن بمقابر الصوفية ورثاه شيخنا الإمام شهاب الدين محمود رحمه الله بقصيدة أولها:
تمكن ليلي واطمأنت كواكبه | وسدت على صبحي الغداة مذاهبه |
بكته معاليه ولم ير قبله | كريم مضى والمكرمات نوادبه |
ولا غرو أن تبكي المعالي بشجوها | على المجد إذ أودى وهن صواحبه |
فأي إمام في الهدى والندى غدت | لآمله آدابه ومآدبه |
أظن الردى نسر السماء وأنه | علا فوقه فاستنزلته مخالبه |
أجاز ما قد سألوا | بشرط أهل السند |
محمد بن أحمد | بن عمر بن أحمد |
حيث الأراكة والكثيب الأوعس | واد يهيم به الفؤاد مقدس |
يحمى بأطراف الرماح طرافه | عزا وبالبيض المواضي يحرس |
وتكاد أنفاس النسيم إذا سرت | من خيفة الغيران لا تتنفس |
وبجو ذاك الشعب أنفس مطلب | أمست تذوب اسى عليه الأنفس |
وبكل خدر منه ليث محذر | أفغابة ذاك الحمى أم مكنس |
يا جيرة الحي المظلل بالقنا | هل ناركم بسوى الأضالع تقبس |
أضرمتموها للنزيل ودونها | غير أن فتاك الحفيظة أشوس |
غش المفند كامن في نصحه | فأطل وقوفك بالغوير وسفحه |
واخلع عذارك في محل ريه | برذاذ دمع العاشقين وسفحه |
وإذا سرى سحرا طليح نسيمه | مالت به سكرا ذوايب طلحه |
جهل الهوى قوم فراموا شرحه | جل الهوى وجنابه عن شرحه |
وبي الذي يغنيه فاتر طرفه | عن سيفه وقوامه عن رمحه |
ذو وجنة شرقت بماء نعيمها | كالورد أشرقه نداه برشحه |
وكأن طرته ونور جبينه | ليل تألق فيه بارق صبحه |
قلبي وطرفي ذا يسيل دما وذا | دون الورى أنت العليم بقرحه |
وهما بحبك شاهدان وإنما | تعديل كل منهما في جرحه |
والقلب منزلك القديم فإن تجد | فيه سواك من الأنام فنحه |
بقيت مسرورا فلم يبق لي | بعدك لا جسم ولا روح |
دل على صدقي من مقلتي | شاهد عدل وهو مجروح |
أواصل فيه لوعتي وهو هاجر | ويؤنسني تذكاره وهو نافر |
ويغري هواه ناظري بأدمع | يوردها ورد بخديه ناضر |
ويفتن في تيه الملاحة خاطرا | فكل خلي في هواه مخاطر |
ويزور سخطا ثاني العطف معرضا | فلا عطفه يرجى ولا الطيف زاير |
محياه زاه بالملاحة زاهر | فقلبي وطرفي فيه ساه وساهر |
يجيل على القد المهفهف معجبا | حبالة شعر كم بها صيد شاعر |
جلا طلعة كالروض دبجه الحيا | ترف بماء الحسن فيه أزاهر |
وشهر خدا بالعذار مطرزا | فما لفؤاد لم يهم فيه عاذر |
فإن صاد قلبي طرفه فهو جارح | وإن فتنت آياته فهو ساحر |
إذا كان صبري في الصبابة خاذلا | فما لي سوى دمعي على الشوق ناصر |
على ان فيض الدمع لم يرو غلة | من الوجد أذكتها العيون الفواتر |
أذابل أم قدك الناضر | وباتر أم جفنك الفاتر |
ووردة هاتيك أم وجنة | وروضة أم وجهك الباهر |
يا راقد الجفن إما رحمة | منك لصب جفنه ساهر |
يا كاملا في حسنه صل أخا | شوق مديد حزنه وافر |
تخذت من شعرك أحبولة | لا غرو إن صيد بها شاعر |
حاجبك المفرط في ظلمه | أعانه ناظرك الجاير |
وعامل القد على قتلتي | من مرشف الصدغ له ناظر |
يا رشأ آنسني بالأسى | لم أنت عني أبدا نافر |
لا حكم للنادر لكنما | حسنك والحكم له النادر |
وما فزت إلا من بعيد بنظرة | وهل تنظر الأقمار إلا على بعد |
قضيت وما قضيت منكم لبانتي | ولا ظفرت نفسي بوصل ولا وعد |
وما اسم ثنائي | رباعي بلامين |
كلا شطريه إن ضوعـ | ـف فعلان بلامين |
وإن خاطبت مأمورا | به عاد كلامين |
وإن حرفت حرفين | غدا فعلا وحرفين |
أكثر اللوم في الحبيب أناس | عيروني ببذله بعد منع |
قلت شمس الضحى أشد ابتذالا | وهي محبوية إلى كل طبع |
اسم من قد هويته | ظاهر غير ظاهر |
قسم البعد قلبه | بين قلبي وناظري |
ظبي من الترك هضيم الحشا | مهفهف القد رشيق القوام |
للطرف من تذكاره عبرة | والقلب شوق أرق المستهام |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
الإربلي مجد الدين ابن الظهير محمد بن أحمد
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0
ابن الظهير مجد الدين الإربلي شيخ الأدب في عصره: اسمه محمد بن أحمد بن عمر.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي شاكر العلامة الصالح شيخ الأدب مجد الدين أبو عبد الله بن الظهير الإربلي ثم الدمشقي الحنفي مدرس القيمازية له النظم البديع، والمعاني المبتكرة، وكان متعبدا كثير التلاوة.
ولد سنة اثنتين وست مائة بإربل سمع من الكاشغري، وابن الخازن، ببغداد، ومن ابن اللتي، والسنجاري، بدمشق، وكتب عنه: الزكي الرزال، والشهاب القوصي، والإمام أبو شامة من شعره، وصحبه القاضي شهاب الدين محمود الحلبي الكاتب، وتخرج به.
توفي في ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وست مائة، أجاز لي جميع مروياته.
أنشدنا أبو عبد الله بن الظهير في كتابه لنفسه:
عجل هديت المتاب يا رجل | أبطأت والموت سابق عجل |
أسرفت في السيئات لا ملل | يعروك في قبحها ولا خجل |
تفرح إن أمكنتك موبقة | وأنت من خوف فوتها وجل |
يا معسرا والغريم طالبه | وقد دنا من كتابه الأجل |
كم تنزوي إذا دعاك هدى | وعند داعي هواك ترتحل |
سلام عليكم من محب إذا نأى | به منزل زادت مودته قربا |
غدا غير سال عن هواكم على النوى | ولا سائل إلا مودتكم قربا |
مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 152