الشاشي محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر، أبو بكر الشاشي القفال الفارقي، الملقب فخر الإسلام، المستظهري: رئيس الشافعية بالعراق في عصره. ولد بميافارقين، ورحل إلى بغداد فتولى فيها التدريس بالمدرسة النظامية (سنة 504) واستمر إلى أن توفي. من كتبه ’’حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء-خ’’ يعرف بالمستظهري، صنفه للإمام المستظهر بالله، و’’المعتمد’’ وهو كالشرح له، و’’الشافي’’ شرح مختصر المزني، و’’الفتاوى –خ’’ صغير يعرف بفتاوى الشاشي، و’’العمدة في فروع الشافعية –خ’’ و’’تلخيص القول –خ’’ في مسألة تتعلق بالطلاق.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 316
الشاشي الإمام العلامة، شيخ الشافعية، فقيه العصر، فخر الإسلام، أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي، التركي، مصنف ’’المستظهري’’ في المذهب، وغير ذلك.
مولده بميافارقين في سنة تسع وعشرين وأربع مائة، وتفقه بها على قاضيها أبي منصور الطوسي، والإمام محمد بن بيان الكازروني، ثم قدم بغداد، ولازم أبا إسحاق، وصار معيده، وقرأ كتاب ’’الشامل’’ على مؤلفه.
وروى عن الكازروني شيخه، وعن ثابت بن أبي القاسم الخياط، وأبي بكر الخطيب، وهياج بن عبيد المجاور، وعدة.
وانتهت إليه رياسة المذهب، وتخرج به الأصحاب ببغداد، وصنف. وكتاب ’’الحلية’’ فيه اختلاف العلماء، وهو الكتاب الملقب بالمستظهري، لأنه صنفه للخليفة المستظهر بالله، وولي تدريس النظامية بعد الغزالي، وصرف، ثم وليها بعد إلكيا الهراسي سنة أربع وخمس مائة، ودرس أيضا بمدرسة تاج الملك وزير السلطان ملكشاه.
حدث عنه: أبو المعمر الأزجي، وعلي بن أحمد اليزدي، وأبو بكر بن النقور، وأبو طاهر السلفي، وفخر النساء شهدة.
مات في شوال سنة سبع وخمس مائة، ودفن إلى جنب شيخه أبي إسحاق الشيرازي، وقيل: دفن معه.
وقع لي من حديثه.
قال أبو القاسم يوسف الزنجاني: كان أبو بكر الشاشي يتفقه معنا، وكان يسمى الجنيد لدينه وورعه وزهده، رحمه الله تعالى.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 305
محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الإمام الكبير فخر الإسلام أبو بكر الشاشي ولد بميافارقين في المحرم سنة تسع وعشرين وأربعمائة
وكان إماما جليلا حافظا لمعاقد المذهب وشوارده ورعا زاهدا متقشفا مهيبا وقورا متواضعا من العاملين القانتين يضرب المثل باسمه
تفقه علي محمد بن بيان الكازروني وعلى القاضي أبي منصور الطوسي صاحب الشيخ أبي محمد الجويني إلى أن عزل أبو منصور عن قضاء ميافارقين ورجع إلى طوس فرحل فخر الإسلام إلى العراق قبل وفاة شيخه الكازروني ودخل بغداد ولازم الشيخ أبا إسحاق الشيرازي وعرف به وصار معيد درسه
وتفقه بها أيضا على أبي نصر بن الصباغ وجد واجتهد حتى صار الإمام المشار إليه
وسمع الحديث من محمد بن بيان الكازروني بميافارقين
وقاسم بن أحمد الخياط بآمد
وأبا بكر الخطيب وأبا إسحاق الشيرازي وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبا الغنائم بن المأمون وأبا يعلى بن الفراء وغيرهم ببغداد
وهياج بن محمد الحطيني بمكة
روى عنه أبو المعمر الأزجي وأبو الحسن علي بن أحمد اليزدي وأبو بكر ابن النقور وشهده الكاتبة وأبو طاهر السلفي وغيرهم
قال أبو القاسم الزنجاني كان أبو بكر الشاشي يتفقه معنا وكان يسمى الجنيد لدينه وورعه وعلمه وزهده
وقال محمد بن عبد الله القرطبي الفقيه حضرت أبا بكر الشاشي وقد أغمي عليه في مرض موته فلما أفاق أحضر له ماء ليشربه فقال لا أحتاج قد سقاني الآن ملك شربة أغنتني عن الطعام والشراب ثم مات من ساعته
وقال أبو العز الواعظ كنت مشرفا على غسله ولما قلب الغاسل عليه الماء انكشفت الخرقة عن عورته فوضع يده على عورته وسترها
توفي فخر الإسلام يوم السبت خامس عشرى شوال سنة سبع وخمسمائة
ودفن بباب أبرز مع شيخه أبي إسحاق في قبر واحد
وخلف ولدين إمامين في المذهب والنظر أحمد وعبد الله
وكان فخر الإسلام يدرس أولا في مدرسة لنفسه لطيفة بناها بقراح ظفر فلما بنى تاج الملك أبو الغنائم مدرسته بباب أبزر رتبه مدرسا بها ثم لما مات إلكيا الهراسي درس بالنظامية واستمر إلى أن مات
ومن مصنفاته
المستظهري الذي صنفه لأمير المؤمنين المستظهر بالله وهو المسمى حلية العلماء
والمعتمد وهو كالشرح له
والترغيب في المذهب
والشافي في شرح مختصر المزني
والعمدة المختصر المشهور
وصنف أيضا الشافي في شرح الشامل
وكان بقي من إكماله نحو الخمس هذا في سنة أربع وتسعين وأربعمائة
كذا ذكر ابن الصلاح ولعله هو شرح مختصر المزني
ومن الرواية عنه
أخبرنا المشايخ والدي الشيخ الإمام رحمه الله فيما قرأه علينا من لفظه والمسندة زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي قراءة عليها
وأنا أسمع وفاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر بهذه القراءة التي قرأها والدي رحمه الله عليها وأنا أسمع له قارئا ومستمعا
قال الشيخ الإمام أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ بقراءتي عليه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي البدر بن مقبل بن فتيان بن المنى وغيره سماعا عن شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري سماعا عليها
وقالت زينب أخبرنا المشايخ أبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن السيدي وإبراهيم بن محمود بن سالم بن الخير والأعز بن الفضائل بن العليق ومحمد بن المني إجازة قالوا أخبرتنا شهدة سماعا
وقالت فاطمة أجازنا محمد بن عبد الهادي أجازتنا شهدة قالت حدثنا الإمام أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عبد الله الحسين بن سلامة أخبرنا محمد بن علي بن محمد بن سليمان بن بحشل حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم المقري حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن حبان حدثنا محمد بن أحمد بن سلمة حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا الفضل بن الموفق ابن عم سفيان الثوري أنبانا الأعمش قال سمعت أبا وائل يقول إن أهل بيت يوجد على مائدتهم رغيف حلال لأهل بيت غرباء
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن محمد بن الحسن بن نباتة بقراءتي عليهما قالا أخبرنا علي بن أحمد الغرافي سماعا أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي ببغداد أخبرنا أبو الحسن محمد بن المبارك بن الخل سماعا عليه أخبرنا شيخنا الإمام أبو بكر محمد
ابن أحمد بن الحسين الشاشي قراءة علينا من كتابه أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن بيان بن محمد الكازروني قراءة عليه في جامع ميافارقين أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي قراءة عليه حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل القاضي حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني حدثنا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان
فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على أحد ممن دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعي أحد من تلك الأبواب كلها
قال (نعم وأرجو أن تكون منهم
كذا وقع في الأصل نودي في الجنة
ومن الغرائب والفوائد والمسائل عنه
قال ابن الرفعة في الكفاية إن الشاشي ذكر في الحلية أنه روي عن الشافعي في الإملاء أن المسلم يقتل بالمستأمن
قلت والذي في الحلية نقل ذلك عن الإملاء عن أبي حنيفة أو عن أبي يوسف لا عن الشافعي
وهذا نص الحلية لا يقتل المسلم بالكافر وبه قال عطاء والحسن البصري ومالك والأوزاعي والثوري وأحمد وأبو ثور
وقال أبو حنيفة يقتل المسلم بالذمي ولا يقتل بالمستأمن وبه قال الشعبي والنخعي وهو المشهور عن أبي يوسف
وروى عنه في الإملاء أنه يقتل المسلم بالمستأمن
انتهى
فالضمير في عنه يعود على أبي يوسف وأبي حنيفة وأما الشافعي فلم يقل بذاك لا في قديم ولا في جديد بل نقل الإجماع على خلافه في الأم
قال ابن الرفعة أيضا في الكفاية إن الشاشي نقل في الحلية وجها عن بعض العراقيين أنه لا يصح نكاح المسلم الحربية
قلت وهذا كالأول وليس في الحلية نقل ذلك إلا عن العراقيين ولم يقل إنه وجه في المذهب إنما مراده بالعراقيين الحنفية ومن الحاوي للماوردي أخذه إذ في الحاوي وأبطل العراقيون نكاحها في دار الحرب بناء على أصولهم في أن عقود دار الحرب باطلة وهي عندنا صحيحة
انتهى كلام الحاوي ولذلك لم يحكه صاحب البحر مع كثرة استقصائه للحاوي وإنما ذلك لكونه لا يستوعب غالبا إلا منقول المذهب دون مذاهب المخالفين
قال فخر الإسلام الشاشي في المستظهري اختلف في وجوب الإشهاد على الشهادة فقال بعض فقهاء العراق يجب ومذهب الشافعي أنه لا يجب على الشاهد أن يشهد على شهادته
قال القاضي أبو الحسن الماوردي أولى المذهبين عندي أن يعتبر بالحق المشهود به فإن كان مما ينتقل إلى الأعقاب كالموقف المؤبد لزمه الإشهاد على شهادته وأما الحقوق المعجلة فلا يلزم فيها
قال الشيخ الإمام وعندي أنه لو بنى على وجوب الإسجال على الحاكم فيماحكم وكتبه المحضر كان أشبه
انتهى
والشيخ الإمام المشار إليه فيمايظهر هو الشاشي كأن ناسخ الكتاب عبر عنه بذلك وعلى هذا أجر ابن الرفعة لم يفهم سواه فعزا النبأ إلى الشاشي
وفهم صاحب الذخائر أنه أبو إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه شيخ الشاشي لأن من عادة الشاشي أن يطلق عليه الشيخ الإمام
ولكن ليس الأمر كذلك هنا فيما أحسب وهذا من آفات النساخ يغيرون ألفاظ المصنفين فيوقعون خللا كبيرا وكان الواجب تبقية صورة خط المصنف على حالها
قال فخر الإسلام في كتابه العمدة المختصر المشهور إذا كان في صلاة الصبح ورفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية إنه يقنت بعد قوله ربناولك الحمد بتمامه وكذلك قال البغوي في التهذيب
وحكى ابن الرفعة عن النبدينجي أنه يقوله بعد الذكر الراتب
قال ابن الرفعة وهو سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد كما قال الماوردي وهذا يتقضى أنه لا يقول ما بعد ذلك
وقد ينازع في ذلك قول الشاشي والبغوي إنه يقوله بتمامه فظاهر التمام أنه يقول ما بعد ذلك ولم أجد في المسألة صريح نقل في الطرفين ويظهر أن يقال إنه يقول الذكر كله لا سيما على القول بأن الاعتدال ركن يطول سواء كان طويلا في نفسه أم قصيرا
وفي حلية الشاشي أنه إذا باع صبرة طعام بصبرة طعام مكايلة صاعا بصاع فخرجتا سواء أنا إن قلنا فيما إذا خرجتا متفاضلتين يبطل فها هنا وجهان
وتوقف الوالد في إثبات هذا الخلاف وقال أخشى أن يكون وهما والمجزوم به عند الأصحاب الصحة
قال صاحب البيان إذا أراد الرجل وطء امرأته فقالت أنا حائض ولم يعلم بحيضها فاختلف أصحابنا فمنهم من قال إن كانت فاسقة لم يقبل قولها وإن كانت عفيفية قبل قولها
وقال الشاشي إن كانت بحيث يمكن صدقها قبل وإن كانت فاسقة كما يقبل في العدة
انتهى
ولا فرق بين الزوجة والأمة قاله النووي في شرح المهذب
قال والمذهب الأول
وليس كما إذا علق طلاقها على حيضها حيث يقبل قولها في الحيض وإن كانت فاسقة
قال القاضي لأن الزوج مقصر في تعليقه بما لا يعرف إلا من جهتها
قلت لا ينبغي أن يدار الحكم هذا على فسقها وعدمه بل على ظنه صدقها وعدمه وإليه أشار في شرح المهذب فمتى اتهمها بالكذب وطئها لأصل الحل ومتى ظن
صدقها وإن كانت في نفسها فاسقة ينبغي أن يحرم لأن مثل هذا لا يكذب فيه الحليلة حيث لا يظهر غرض وهو لا يعلم إلا من جهتها
ومن شعر الشاشي
إني وإن بعدت داري لمقترب | منكم بمحض موالاة وإخلاص |
ورب دان وإن دامت مودته | أدنى إلى القلب منه النازح القاصي |
قد نادت الدنيا على نفسها | لو كان في العالم من يسمع |
كم واثق بالعمر أفنيته | وجامع بددت ما يجمع |
لحا الله دهر سدتم فيه أهله | وأفضى إليكم فيهم النهى والأمر |
فلم تسعدوا إلا وقد أنحس الورى | ولم ترأسوا إلا وقد خرف الدهر |
إذا لم يكن نفع وضر لديكم | فأنتم سواء والذي ضمه القبر |
لو قيل لي وهجير الصيف متقد | وفي فؤادي جوى للحر يضطرم |
أهم أحب إليك اليوم تبصرهم | أم شربة من زلال الماء قلت هم |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 6- ص: 70
صاحب الشيخ أبي إسحاق، والشيخ أبي نصر ابن الصباغ.
يلقب: فخر الإسلام.
قيل: كان معيد الشيخ أبي إسحاق.
قال الشيخ أبو الحسن ابن الخل: كان الإمام فخر الإسلام أبو بكر الشاشي مبرزا في علم الشرع، عارفاً بالمذهب، حسن الفتيا، جيد النظر، محققا مع الخصوم، يلزم المسائل الحكميه، حتى يقطع خصمه مع حسن إيراد، وكان يعنى بسؤال الكبير، ويمشيه مع الكبار من الأئمة، ويفتي بمسألة ابن سريج وينصرها، وله فيها مصنف.
درس في بدايته على الإمام أبي عبد الله الكازروني، وجاء بغداد، وهو فقيه حسن، ثم صحب الإمام الزاهد أبا إسحاق الشيرازي، وقرأ عليه إلى حين وفاته، وصحبه في سفره إلى خراسان.
وقرأ كتاب “الشامل” للشيخ أبي نصر ابن الصباغ عليه، وولي التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد دون سنة ونصف.
وكان لطيفا، صالحا، ورعا، دينا، على سيرة السلف، وخلف ولدين إمامين مبرزين في المذهب والنظر: أبو المظفر أحمد، وأبو محمد عبد الله.
وسمع الإمام أبو بكر الشاشي الحديث من أبي عبد الله بن بيان الكازروني بميافارقين، وأبي القاسم قاسم بن أحمد الخياط بآمد، وهياج بن محمد الحطيني بمكة، والشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأبي بكر الخطيب، وأبي يعلى ابن الفراء ببغداد، وغيرهم.
وحدث بشيء يسير، وأخذ عنه عباد بن سرحان - من فضلاء المغرب - كتاب “الملخص في الجدل”، وغيره، عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وكتاب “زواهر الدرر في نقض جواهر النظر” حدثه به عن مصنفه الإمام أبي بكر الخجندي.
ومن تآليفه: كتاب ’’الشافي’’ في شرح الشامل في عشرين مجلدا، وكان قد بقي من إكماله نحو الخمس، هذا في سنة أربع وتسعين وأربع مئة، ومن تصانيفه: كتاب “الترغيب في المذهب”، وله: “الشافي في شرح مختصر المزني”.
وتفقه عليه القاضي أبو العباس ابن الرطبي.
أنشد أبو سعد السمعاني، عن أبي الحسن علي بن أحمد الفقيه قال: أنشدنا أبو بكر الشاشي في الاعتذار عن الإقلال من الزيارة:
إني وإن بعدت داري لمقترب | منكم بمحض موالاة وإخلاص |
ورب دان وإن دامت مودته | أدنى إلى القلب منه النازح القاصي |
دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 85
وشيخ الشافعية أبوبكر محمد بن أحمد الشاشي
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 149
محمد بن أحمد بن الحسين أبو بكر الشاشي
صاحب المستظهرى وغيره، ولد بميافارقين سنة تسع وعشرين وأربعمائة، درس الفقه على الشيخ أبي إسحاق وغيره وكان يعيد ويبحث مع الإمام وتردد إلى ابن الصباغ وقرأ عليه الشامل وانتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشيخ أبي إسحاق، وسمع الحديث من الخطيب وغيره وعنه السلفى، ولى النظامية بعد شيخه وبعد ابن الصباغ والغزالي، ثم وليها بعد موت الكيا الهراسى، ومات سنة سبع وخمسمائة، ودفن مع شيخه أبي إسحاق في قبر واحد، ونقل إلى جانبه. كان يفتى بمسألة ابن سريج وينصرها، وله من المصنفات ’’المستضهرى’’، و’’المعتمد’’ كالشرح له، و’’العمدة’’ و’’الشافى في شرح الشامل’’ في عشرين جزء، كان بقى من إكماله نحو الخمس هذا في سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وله أيضاً ’’الترغيب في المذهب’’، و’’شرح المختصر’’، وخلّف ولدين إمامين في النظر أحمد وعبد اللَّه، مات عبد اللَّه سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ودفن على أبيه، وكان مولده سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، تفقه على أبيه وبرع وناظر وأفتى ووعظ وسمع وحدث، وله شعر حسن، وله ولد اسمه أحمد وكنيته أبو نصر، تفقه على ابن الخِل وسمع وحدث بنفسه، ومات سنة ست وسبعين وخمسمائة، ومات أحمد سنة تسع وعشرين وخمسمائة قاله ابن الصلاح في مجموع له وأنه أفتى مع والده، ومن شعره والدهما:-
لوصل لي وهجير الضيف مقدومى | بوادى جوى للحر مضطرم |
أهم أحبه إليك اليوم تشهدهم | أمِنْ شربة من زلال الماء قلت هم’’. |
حجاب وإعجاب وفرط فصلت | ومريد نحو العلا يتكلف |
ولو كان هذا مِن وَراءِ كفاءَة لهان | ولكن مِن وراء تكلف’’. |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1