الكركانجي محمد بن أحمد بن علي بن حامد، أبو نصر المرزوي الكركانجي: عالم بالقراآت. من أهل كركانج (بخوارزم) قام بسياحات في العراق والحجاز والجزيرة والشام، للأخذ والرواية عن علمائها، وتوفي بمرو. من كتبه ’’التذكرة لأهل التبصرة’’ و’’المعول ’’ كلاهما في علوم القرآن.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 316
المقرئ الكركانجي محمد بن أحمد بن علي بن حامد أبو نصر الكركانجي المروزي الأستاذ المقرئ صاحب أبي الحسين الدهان، كان إماما في علوم القرآن له في ذلك مصنفات منها كتاب المعول، والتذكرة، طوف الكثير ورحل إلى العراق والشام والحجاز والسواحل، توفي سنة أربع وثمانين وأربع ماية، قال الكركانجي: أردت أن أقرأ القرآن بالشام على بعض القراء برواية وقعت له عالية فامتنع علي ثم قال لي: تقرأ علي كل يوم عشرا وتدفع لي مثقالا من الفضة، فقبلت ذلك منه قال فلما وصلت إلى المفصل أذن لي كل يوم في قراءة سورة كاملة وكنت أرسل غلماني في التجارة إلى البلاد واقمت عنده سنة وخمسة أشهر حتى ختمت واتفق أن لم يرد علي في هذه الرواية خلافا من جودة قراءتي فلما قرب أن أختم الكتاب جمع أصحابه الذين قرأوا عليه في البلاد القريبة منه وأمرهم أن يحمل إلي كل واحد منهم شستكة قيمتها دينار أحمر وفيها من دينارين إلى خمسة وقال لهم: اعلموا أن هذا الشاب قرأ علي الرواية الفلانية ولم يحتج أن أرد عليه ووزن لي في كل يوم مثقالا من الفضة وأردت أن أعرف حرصه في القراءة مع الجودة، ورد علي ما كان أخذ مني ودفع إلي كلما حمله أصحابه من الشاتك والذهب فامتنعت فأظهر الكراهة حتى أخذت ما أشار إليه وخرجت من تلك البلدة، وسأل يوما أصحابه: أين في القرآن كلمة متصلة عشرة أحرف فأفحمهم فقال {ويستخلفكم في الأرض}، ثم قال: فاين جاء في القرآن بين أربع كلمات ثمان نونات فأفحمهم فقال: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون، نحن نقص عليك}، وذكر السمعاني بإسناد أن الكركانجي قال نصف القرآن: {لقد جئت شيئا نكرا} النون والكاف من النصف الأول
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
محمد بن أحمد بن علي بن حامد الكركانجي أبو نصر المروزي: من أهل مرو، صاحب أبي الحسين الدهان، مات فيما ذكره السمعاني في «المذيل» عن ابنه عبد الرحمن الكركانجي قال: توفي الإمام الوالد في ثاني عشر ذي الحجة سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وهو ابن نيف وتسعين سنة. ومولده في حدود سنة تسعين وثلاثمائة بمرو.
قال: وكان إماما فاضلا في علوم القرآن، صاحب التصانيف الحسنة فيها مثل:
كتاب المعول. وكتاب التذكرة لأهل البصرة وغير ذلك. سافر الكثير إلى العراق والحجاز والجزيرة والشام والسواحل في طلب علم القرآن والقراءة على المشايخ إلى أن صار أوحد عصره وفريد دهره في فنه، وكان مع فضله زاهدا ورعا متدينا.
قال: حكى لي بعض المشايخ أن أبا نصر المقرئ المروزي قال: غرقت نوبة في البحر وانكسر المركب، فكنت أخوض في الماء وتلعب بي الأمواج، فنظرت إلى الشمس وقد زالت ودخل وقت الظهر، فغصت في الماء ونويت أداء فرض الظهر وأنا أنزل في الماء، وشرعت في الصلاة على حسب الوقت، فخلصني الله تعالى ببركة ذلك.
وقرأ القرآن على جماعة كثيرة: منهم بمرو على أستاذه أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الدهان المقرئ، وبنيسابور على أبي عبد الله محمد بن علي الخبازي وأبي عثمان سعيد بن محمد المعدل، وببغداد على أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن الحمامي، وذكر غير هؤلاء.
قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرزاق المقرئ بسرخس يقول:
سمعت أستاذي أبا نصر محمد بن أحمد بن علي المقرئ الكركانجي بجيرنج يسأل ويقول: أين في القرآن كلمة متصلة عشرة أحرف؟ فأفحمنا، فقال: ليستخلفنكم في الأرض. ثم قال: فأين جاء في القرآن بين أربع كلمات ثمان نونات فلم نحر جوابا فقال {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك}.
وذكر السمعاني باسناد آخر أن أبا نصر الكركانجي قال: نصف القرآن في قوله تعالى {لقد جئت شيئا نكرا} النون والكاف من النصف الأول والراء والألف من النصف الثاني.
قال: وسمعت المقرئ أبا عبد الله محمد بن عبد الرزاق الحداد بسرخس يقول: سمعت المقرئ أبا نصر محمد بن أحمد الكركانجي بجيرنج يقول: أردت أن أقرأ القرآن على بعض القراء بالشام برواية وقعت له عالية، فامتنع علي، ثم قال لي: تقرأ علي كل يوم عشرا وتدفع إلي مثقالا من الفضة، فقبلت ذلك منه شئت أو أبيت؛ قال: فلما وصلت إلى المفصل أذن لي كل يوم في قراءة سورة كاملة، وكنت أرسل غلماني في التجارة إلى البلاد، وأقمت عنده سنة وخمسة أشهر أو سنة حتى ختمت، واتفق أن لم يرد علي في هذه الرواية خلافا من جودة قراءتي، فلما قرب أن أختم الكتاب جمع أصحابه الذين قرؤوا عليه في البلاد القريبة منه وأمرهم أن يحمل إلي كل واحد منهم شستكة قيمتها دينار أحمر وفيها من دينارين إلى خمسة، وقال لهم المقرئ: اعلموا أن هذا الشاب قرأ علي الرواية الفلانية ولم أحتج أن أرد عليه، ووزن في كل يوم مثقالا من الفضة، وأردت أن أعرف حرصه في القراءة مع الجودة.
ورد علي ما كان أخذه مني، ودفع إلي كل ما حمله أصحابه من الشساتك والذهب، فامتنعت، فأظهر الكراهية حتى أخذت ما أشار إليه وخرجت من تلك البلدة.
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 2358
الكركانجي شيخ القراء بخراسان، أبو نصر، محمد بن أحمد بن علي بن حامد المروزي، سكن جرجانية خوارزم مدة، فنسب إليها.
أخذ القراءات والآداب بمرو، عن أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان، ثم ارتحل، فلحق الحمامي ببغداد، فتلا عليه، وعلى الرهاوي بدمشق، وعلى الشريف الزيدي بحران، وعلى جماعة كبار، وانتهت إليه الإمامة في القراءات.
تخرج به أئمة، وعاش نيفا وتسعين سنة. قاله ولده الإمام المقرئ أبو محمد عبد الرحمن.
وكانت وفاته في ثاني عشر ذي الحجة، سنة أربع وثمانين وأربع مائة، وله ترجمة طويلة في ’’طبقات القراء’’.
مازن، البزدوي، ابن زكري:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 88