ابن الوليد محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد، أبو علي: متكلم، من رؤساء المعتزلة وأئمتهم. من أهل بغداد. كان يدرس علم الاعتزال والفلسفة والمنطق. قال ابن الجوزي: واضطره أهل السنة إلى أن لزم بيته خمسين سنة لم يجسر على الخروج منه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 315
ابن الوليد المعتزلي محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد أبو علي المعتزلي شيخ المعتزلة الداعية إلى مذهبهم، كان يدرس الاعتزال والحكمة فاضطره أهل السنة إلى أن لزم بيته قال صاحب المرآة خمسين سنة لا يتجاسر على الظهور، ولم يكن عنده من الحديث سوى حديث واحد رواه عن شيخه أبي الحسين البصري المعتزلي ولم يرو غيره وهو قوله صلى الله عليه وسلم إذا لم تستحي فاصنع ما شئت فكأنهما خوطبا بهذا الحديث لأنهما ما استحيا من بدعتهما، كان القعنبي لم يسمع من شعبة غير هذا الحديث لأنه قدم البصرة فصادف مجلس شعبة قد انقضى ومضى إلى منزله فوجد الباب مفتوحا وشعبة على البالوعة فهجم عليه من غير إذن وقال أنا غريب وقد قصدتك من بلد بعيد لتحدثني، فاستعظم ذلك شعبة وقال دخلت منزلي بغير إذني وتكلمني وأنا على مثل هذه الحال حدثنا منصور عن ربعي بن حراش عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا لم تستحي فاصنع ما شئت والله لا حدثتك غيره ولا حدثت قوما أنت منهم! وحكي في هذه الواقعة غير هذا والحديث صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه ولفظ الصحيح: أن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى الحديث، قال ابن عقيل: جرت مسألة بين أبي علي ابن الوليد وبين أبي يوسف القزويني في إباحة جماع الولدان في الجنة فقال ابن الوليد: لا يمتنع أن يجعل ذلك من جملة اللذات في الجنة لزوال المفسدة لأنه إنما منع منه في الدنيا لما فيه من قطع النسل وكونه محلا للأذى وليس في الجنة ذلك ولهذا أبيح شرب الخمر لما أمن فيه السكر وغايلة العربدة وزوال العقل فلذلك لم يمنع من الالتذاذ بها، فقال أبو يوسف: الميل إلى الذكور عاهة وهو قبيح في نفسه لأنه محل لم يخلق للوطئ ولهذا لم يبح في شريعة بخلاف الخمر وهو مخرج الحدث والجنة منزهة عن العاهات، فقال ابن الوليد: العاهة هي التلويث بالأذى وإذا لم يكن أذى لم يبق إلا مجرد الالتذاذ، وسئل أبو الفضل بن ناصر عن الرواية فقال لا تحل، كان داعية إلى الاعتزال وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وأربع ماية، ومن شعره:
أيا رئيسا بالمعالي ارتدى | واستخدم العيوق والفرقدا |
مالي لا أجرى على مقتضى | مودة طال عليها المدى |
إن غبت لم أطلب وهذا سليـ | ـمن بن داود نبي الهدى |
تفقد الطير على ملكه | فقال مالي لا أرى الهدهدا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
ابن الوليد رأس المعتزلة وبارعهم، أبو علي، محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد الكرخي المتكلم.
ولد سنة ست وتسعين وثلاث مائة.
وأتقن علم الاعتزال على أبي الحسين البصري، وحفظ عنه حديثا واهنا من جهة هلال الرأي.
حدث عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأخذ عنه الكلام علي بن عقيل عالم الحنابلة.
مات في ذي الحجة، سنة ثمان وسبعين وأربع مائة.
وكان ذا زهد وورع وقناعة. شاخ فكان ينقض من خشب بيته ما يمونه، وكان يلبس القطني الخام، وكان داعية إلى الاعتزال، وبه انحرف ابن عقيل.
مات في ذي الحجة، سنة ثمان وسبعين وأربع مائة، وكان يدري المنطق جيدا.
وما تنفع الآداب والبحث والذكاء، وصاحبها هاو بها في جهنم.
قال محمد بن عبد الملك الهمذاني: كان أبو علي زاهد المعتزلة، لم نعرف في زماننا مثل تورعه وقناعته، تورع عن ميراثه من أبيه، وكان يقول: قرأت على أستاذنا أبي الحسين في سنة خمس عشرة وأربع مائة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 28