ابن شنبوذ محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت، أبو الحسن، ابن شنبوذ: من كبار القراء، من أهل بغداد. انفرد بشواذ كان يقرأ بها في المحراب، منها ’’ وكان امامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبأ’’ و’’تبت يدا أبي لهب وقد تب ’’ و’’تكون الجبال كالصوف المنفوش’’ و’’فامضوا إلى ذكر الله’’ في الجمعة. وصنف في ذلك كتبا، منها ’’اختلاف القراء’’ و’’شواذ القراآت’’ وعلم الوزير ابن مقلة بأمره، فأحضره وأحضر بعض القراء، فناظروه، فنسبهم إلى الجهل وأغلظ للوزير، فأمر بضربه، ثم استتيب غصبا ونفي إلى المدائن. وتوفي ببغداد، وقيل: مات في محبسه بدار السلطان.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 309

ابن شنبوذ المقرئ محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ أبو الحسن المقرئ المشهور، قرأ على أبي حسان محمد بن أحمد العنزي تخير لنفسه قراآت شاذة يقرأ بها في المحراب مما يروى عن ابن مسعود وأبي بن كعب فحسن أمره فقبض عليه الوزير أبو علي بن مقلة وأحضر له القضاة والقراء وجماعة من العلماء فأغلظ في خطاب الوزير والقاضي وأبي بكر ابن مجاهد المقرئ ونسبهم إلى قلة المعرفة وأنهم ما سافروا في طلب العلم فأمر الوزير بضربه فأقيم وضرب سبع درر فدعا وهو يضرب على الوزير بقطع يده فكان كما دعا ثم أوقفوه على الحروف التي كان يقرأ بها فأنكر ما كان شنيعا وقال فيما سواه أنه قرأه قوم فاستتابوه فتاب وأنه لا يقرأ إلا بمصحف عثمان وكتب عليه بذلك محضر، وكان مما أنكر عليه: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأمضوا إلى ذكر الله وتجعلون شكركم أنكم تكذبون وتبت يدا أبي لهب وقد تب وكالصوف المنفوش وننجيك بندايك ولو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى وفقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما ولتكن منكم فئة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم أوليك هم المفلحون وألا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض وكتب الشهود في المحضر وكتب ابن شنبوذ خطه بالتوبة من ذلك وأنه متى خالف ذلك أو بان منه غيره فدمه حلال لأمير المؤمنين، ثم أن أبا أيوب السمسار كلم الوزير فيه في إخراجه إلى المداين خفية وإلا متى توجه إلى بيته قتلته العوام ففعل ذلك، وتوفي فيما قيل بدار السلطان في محبسه سنة ثمان وعشرين وثلث ماية ببغداذ، وشنبوذ بفتح الشين المعجمة والنون وضم الباء الموحدة وبعد الواو ذال معجمة

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0

ابن شنبوذ اسمه محمد بن أحمد بن أيوب، تقدم ذكره في المحمدين.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ أبو الحسن المقرئ: مات
فيما ذكره الخطيب في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
قال الخطيب: قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات فقرأ بها فصنف أبو بكر الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه.
قرأت بخط أبي علي ابن أبي إسحاق الصابئ، قال القاضي أبو سعيد السيرافي رحمه الله: كان ابن شنبوذ- واسمه محمد بن أحمد بن أيوب- كثير اللحن قليل العلم، وكان دينا وفيه سلامة وحمق ثم ذكر توبته كما ذكرنا بعد.
حدث إسماعيل بن علي الخطبي في «كتاب التاريخ» قال: واشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف فيما يروي عن عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغير هما مما كان يقرأ به قبل المصحف الذي جمعه عثمان، ويتتبع الشواذ فيقرأ بها ويجادل حتى عظم أمره وفحش وأنكره الناس، فوجه السلطان وقبض عليه في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وحمل إلى دار الوزير محمد بن مقلة، وأحضر القضاة والفقهاء والقراء وناظره الوزير بحضرته، فأقام على ما ذكر عنه ونصره، واستنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف العثماني، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره الى الرجوع، فأمر بتجريده وإقامته بين الهنبازين، وأمر بضربه بالدرة على قفاه فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة، فخلي عنه وأعيدت عليه ثيابه واستتيب، وكتب عليه كتاب توبته، وأخذ فيه خطه بالتوبة، فتقول أصحابه أنه دعا على ابن مقلة بقطع اليد فاستجيب له.
قال المؤلف: وهذا من عجيب الاتفاق إن صح.
وذكره محمد بن اسحاق النديم فقال: كان ابن شنبوذ يناوئ أبا بكر ابن مجاهد ولا يعشره وكان دينا فيه سلامة وحمق؛ قال لي الشيخ أبو محمد يوسف بن السيرافي:
إنه كان كثير اللحن قليل العلم، وقد روى قراءات كثيرة وله كتب مصنفة في ذلك.
وكان مما خالف فيه قراءة الجمهور (قال القاضي أبو يوسف: وسئل عنه بحضرة الوزير أبي علي ابن مقلة فاعترف به ولم ينكره {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله}. وقرأ {وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا}. وقرأ {كالصوف المنفوش}. وقرأ {تبت يدا أبي لهب وقد تب ما أغنى}. وقرأ {أليوم ننجيك بيديك لتكون لمن خلفك} آية. وقرأ {وتجعلون شكركم أنكم تكذبون}. وقرأ {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والانثى}. وقرأ {وقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما}. وقرأ {إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض} إلى غير ذلك.
وله من التصانيف: كتاب ما خالف فيه ابن كثير أبا عمرو. كتاب قراءة علي عليه الصلاة والسلام. كتاب اختلاف القراء. كتاب شواذ القراءات. كتاب انفراداته.
وقرأت في كتاب ألفه القاضي أبو يوسف عبد السلام القزويني سماه «أفواج القراء»، قال: كان ابن شنبوذ أحد القراء والمتنسكين، وكان يرجع إلى ورع ولكنه كان يميل إلى الشواذ ويقرأ بها وربما أعلن ببعضها في بعض صلواته التي يجهر فيها بالقراءة وسمع ذلك منه وأنكر عليه فلم ينته للانكار، فقام أبو بكر ابن مجاهد فيه حق القيام وأشهر أمره، ورفع حديثه إلى الوزير في ذلك الوقت وهو أبو علي ابن مقلة، فأخذ وضرب أسواطا زادت على العشرة ولم تبلغ العشرين، وحبس واستتيب فتاب وقال: إني قد رجعت عما كنت أقرأ به، ولا أخالف مصحف عثمان ولا أقرأ إلا بما فيه من القراءة المشهورة، وكتب عليه بذلك الوزير أبو علي محضرا بما سمع من لفظه، وأمره أن يكتب في آخره بخطه، وكان المحضر بخط أبي الحسين أحمد بن محمد بن ميمون. وكان أبو بكر ابن مجاهد تجرد في كشفه ومناظرته فانتهى أمره إلى أن خاف على نفسه من القتل، وقام أبو أيوب السمسار في إصلاح أمره، وسأل الوزير أبا علي أن يطلقه وأن ينفذه إلى داره مع أعوانه بالليل خيفة عليه لئلا يقتله العامة، ففعل ذلك، ووجه إلى المدائن سرا مدة شهرين ثم دخل بيته ببغداد مستخفيا من العامة.
ونسخة المحضر المعمول على ابن شنبوذ بخط ابن ميمون: يقول محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ: قد كنت أقرأ حروفا تخالف ما في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه المجمع عليه والذي اتفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورضي عنهم على تلاوته، ثم بان لي أن ذلك خطأ، فأنا تائب وعنه مقلع وإلى الله عزوجل بريء، إذ كان مصحف عثمان هو الحق الذي لا يجوز خلافه ولا أن يقرأ بغير ما فيه.
نسخة خط ابن شنبوذ في هذا المحضر: يقول محمد بن أحمد بن أيوب بن شنبوذ: ما في هذه الرقعة صحيح وهو قولي واعتقادي، وأشهد الله عز وجل وسائر من حضر على نفسي بذلك، وكتب بخطه، فمتى خالفت ذلك أو بان مني غيره فأمير المؤمنين أطال الله بقاءه في حل وسعة من دمي، وذلك في يوم الأحد لسبع خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة في مجلس الوزير أبي علي محمد بن علي أدام الله توفيقه، وحسبي الله وحده وصلاته على سيدنا محمد وآله.
خط ابن مجاهد: اعترف ابن شنبوذ بما في هذه الرقعة، وكتب ابن مجاهد بيده وذكر التاريخ.
خط ابن أبي موسى: اعترف المعروف بابن شنبوذ بما في هذه الرقعة بحضوري طوعا، وكتب محمد بن أبي موسى الهاشمي، وذكر التاريخ.
شهادة أخرى: شهد محمد بن أحمد بن محمد على إقرار محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ بجميع ما في هذا الكتاب، وذكر التاريخ.
وقال ابن شنبوذ في المجلس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة من أصحابه خالفوا بعض ما في هذا المصحف الذي في أيدينا، وكان اعترافه به طوعا، شهد بذلك محمد بن أبي موسى، وكتب بيده، وشهد أحمد بن موسى بن مجاهد، وكتب بيده.
قال القاضي أبو يوسف: كنت قد سمعت من مشايخنا بالري ثم ببغداد أن سبب الانكار على ابن شنبوذ أنه قرأ، أو قرى عليه، في آخر سورة المائدة عند حكاية قول عيسى إن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم من العزيز الحكيم.

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 2323

ابن شنبوذ شيخ المقرئين، أبو الحسن، محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ المقرئ. أكثر الترحال في الطلب.
وتلا على: هارون بن موسى الأخفش، وقنبل المكي، وإسحاق الخزاعي، وإدريس الحداد، والحسن بن العباس الرازي، وإسماعيل النحاس، ومحمد بن شاذان الجوهري، وعدد كثير. قد ذكرتهم في ’’طبقات القراء’’.
وسمع الحديث من: عبد الرحمن كربزان، ومحمد بن الحسين الحنيني، وإسحاق بن إبراهم الدبري، وطائفة.
وكان إماما صدوقا أمينا متصونا كبير القدر.
تلا عليه: أحمد بن نصر الشذائي، وأبو الفرج الشنبوذي تلميذه، وأبو أحمد السامري، والمعافى الجريري، وابن فورك القباب، وإدريس بن علي المؤدب، وأبو العباس المطوعي، وغزوان بن القاسم، وخلق.
وحدث عنه: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو الشيخ، وأبو بكر بن شاذان واعتمده أبو عمرو الداني، والكبار وثوقا بنقله وإتقانه لكنه كان له رأي في القراءة بالشواذ التي تخالف رسم الإمام فنقموا عليه لذلك وبالغوا وعزروه، والمسألة مختلف فيها في الجملة وما عارضوه أصلا فيما أقرأ به ليعقوب ولا لأبي جعفر بل فيما خرج عن المصحف العثماني. وقد ذكرت ذلك مطولا في طبقات القراء.
قال أبو شامة: كان الرفق بابن شنبوذ أولى، وكان اعتقاله وإغلاظ القول له كافيا. وليس -كان- بمصيب فيما ذهب إليه، لكن أخطاؤه في واقعة لا تسقط حقه من حرمة أهل القرآن والعلم.
قلت: مات في صفر سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة، وهو في عشر الثمانين أو جاوزه.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 483