ذات الخال خنث هي ذات الخال، لأنها كانت ذات خال على شفتها العليا. ولإبراهيم الموصلي وغيره فيها أشعار كثيرة. وكانت جارية لقرين المكي مولى العباسة بنت المهدي، وكانت من أجمل النساء وأكملهن. بلغ خبرها الرشيد فاشتراها بسبعين ألف درهم، فقال لها يوما: إني صائر إليك غدا. فلما أراد التوجه إليها اعترضته حظية أخرى فدخل عليها وأقام عندها. فشق ذلك على ذات الخال وقالت: والله لأغيظنه. فدعت بمقراض وقصت خالها. وقيل أن الخال كان على خدها، فشق ذلك عليه ودعا بالعباس بن الأحنف وحكى له الواقعة وقال: إصنع في ذلك شيئا، فقال:
تخلصت ممن لم يكن ذا حفيظة | وملت إلى من لا يغيره حال |
فإن كان قطع الخال لما تطلعت | إلى غيرها نفسي فقد ظلم الخال |
ما بال شمس أبي الخطاب قد حجبت | يا صاحبي أظن الساعة اقتربت |
أو لا فما بال ريح كنت أنسمها | عادت علي بصد بعد ما جنبت |
إليك أشكو أبا الخطاب جارية | غريرة بفؤادي اليوم قد لعبت |
وأنت قيمها الأحفى وسيدها | يا ليتها قربت منى وما عزبت |
أتحسب ذات الخال راجية ربا | وقد سلبت قلبا يهيم بها حبا |
وما عذرها نفسي فداها ولم تدع | على أعظمي لحما ولم تبق لي لبا |
إن سحرا وضياء وخنث | هن سحر وضياء وخنث |
أخذت سحر ولا ذنب لها | ثلثي قلبي وترباها الثلث |
ملك الثلاث الآنسات عناني | وحللن من قلبي بكل مكان |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
ذات الخال اسمها خنث -الخاء المعجمة والنون والثاء.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0