التصنيفات

ذات الخال خنث هي ذات الخال، لأنها كانت ذات خال على شفتها العليا. ولإبراهيم الموصلي وغيره فيها أشعار كثيرة. وكانت جارية لقرين المكي مولى العباسة بنت المهدي، وكانت من أجمل النساء وأكملهن. بلغ خبرها الرشيد فاشتراها بسبعين ألف درهم، فقال لها يوما: إني صائر إليك غدا. فلما أراد التوجه إليها اعترضته حظية أخرى فدخل عليها وأقام عندها. فشق ذلك على ذات الخال وقالت: والله لأغيظنه. فدعت بمقراض وقصت خالها. وقيل أن الخال كان على خدها، فشق ذلك عليه ودعا بالعباس بن الأحنف وحكى له الواقعة وقال: إصنع في ذلك شيئا، فقال:

فنهض إليها مسترضيا، وأمر للعباس بألفي دينار، وغناه إبراهيم الموصلي. وقال لها الرشيد يوما: أسألك عن شيء، فإن صدقتني وإلا صدقني غيرك، قالت: أنا أصدقك، قال: هل كان بينك وبين إبراهيم الموصلي شيء قط، وأنا أحلفه فيصدقني؟ فتلكأت ساعة ثم قالت: نعم مرة واحدة، فأبغضها.
وقال يوما في مجلسه: أيكم لا يبالي أن يكون كشخان حتى أهب له ذات الخال؟ فبادر حمويه الوصيف فقال: أنا، فوهبها له. ثم إنه اشتاقه يوما بعد ذاك فقال: يا حمويه ويحك، أوهبنا لك الجارية على أن تسمع غناءها وحدك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، مر فيها بأمرك. قال: نحن غدا عندك. فمضى واستعد لذلك، واستعار لها من الجوهريين بدنة وعقودا ثمنها اثنا عشر ألف دينار. وأخرجها للرشيد وهو عليها، فأنكره وقال: ويلك يا حمويه، من أين لك هذا وما وليتك عملا تكسب فيه مثله، ولا وصل إليك مني هذا القدر؟ فصدقه عن أمره، فبعث الرشيد إلى أصحاب الجوهر فأحضرهم، واشترى الجوهر منهم ووهبه لها، ثم حلف أن لا تسأله في يومه حاجة إلا قضاها. فسألته أو يولي حمويه الحرب والخراج بفارس سبع سنين، ففعل ذلك، وكتب له عهده وشرط على ولي العهد بعده أن يتممها له إن لم تتم في حياته. ومن شعر إبراهيم الموصلي فيها:
أبو الخطاب هو قرين النخاس مولاها. ومنه أيضا فيها:
وكانت خنث إحدى الثلاث اللواتي يهواهن الرشيد ويتغزل فيهن، وفيهن قال:
وفيهن يقول أيضا:
الأبيات، وستأتي في ترجمة هارون الرشيد. ولإبراهيم الموصلي فيها أصوات كثيرة تزيد على العشرين صوتا، وهي مذكورة في كتاب الأغاني لأبي الفرج.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0

ذات الخال اسمها خنث -الخاء المعجمة والنون والثاء.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0