ابن المفضل محمد بن إبراهيم بن المفضل، حفيد الإمام شرف الدين الشبامي: من علماء اليمن و مؤرخيه. نشأ في صنعاء وسكن كوكبان، وتوفي بشبام. له ’’السلوك الذهبية –خ’’ في سيرة جده المتوكل على الله شرف الدين، و’’نظم الورقات ’’ للجويني. وللشعراء فيه مراث.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 304

السيد محمد بن إبراهيم بن المفضل بن إبراهيم بن علي ابن الإمام شرف الدين الشبامي اليمني
ولد سنة 1022 اثنتين وعشرين وألف وقرأ على العلامة عبد الرحمن ابن محمد الحيمي وعلى السيد عز الدين بن دريب وعلى غيرهما من مشايخ صنعاء وشبام وبرع في جميع العلوم وفاق أهل عصره وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة وفي تلامذته جماعة هم أئمة مصنفون كالعلامة صالح ابن مهدي المقبلي وغيره ولم يشتغل مع جلالة قدره وتبحره في العلوم بالتصنيف بل كان يجيب في مسائل ترد عليه أجوبة مفيدة وله سيرة حسنة جمعها لجده الإمام شرف الدين وكان كثير الصمت قليل المباهاة والمماراة ومحبة الظهور ومن غرائب ما وقع له مما يدل على مزيد عقله وسكونه وحسن سمته أنه حضر مجلس الإمام المتوكل على الله إسماعيل وهو غاص بأعيان العلماء فدار الكلام في مسئلة نحوية فتكلم كل واحد من الحاضرين بما لديه وصاحب الترجمة ساكت لم يتكلم بكلمة مع كونه أكثر أهل ذلك المجلس علما ولما طال الكلام في تلك المسئلة التفت إليه من في ذلك المجلس ومنهم الإمام وعولوا جميعاً في ذلك عليه فقال هذه المسئلة ذكرها صاحب المغنى فجاؤا بالكتاب فأخذه وفتح فقلب ورقة أراهم تلك المسئلة بلفظها فعجبوا من تحقيقه أولا ومن سكوته مع علمه بالمسئلة لاسيما وقد كثر الكلام فيها وطال وعرض خصوصا في مثل ذلك المجلس الذي لا يمسك نفسه فيه إلا من كان جبلا من جبال التقوى وكان حسن الشكل مليح الهيئة حتى قال بعض الفضلاء إنه لو اجتمع أهل المحشر وخرج صاحب الترجمة علم كل واحد أنه عالم وكان متواضعا متودداً ملاطفاً وهو ممن اتفق أهل عصره على تعظيمه وخضعوا لعلمه واعترفوا بتفرده وأقروا له بالجمع بين علم العقل والنقل والبلوغ في التحقيق إلى أعلى الطبقات ومات في نهار الاثنين غرة شهر رجب سنة 1085 خمس وثمانين وألف بمنزله بشبام وتأسف الناس على فقده ورثاه الشعراء كمحمد ابن الحسين الحيمي والشيخ إبراهيم الهندي والقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال صاحب مطلع البدور والقاضي علي بن صالح بن أبي الرجال

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 95