ابن جماعة محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي، بدر الدين، أبو عبد الله: قاض، من العلماء بالحديث وسائر علوم الدين. ولد في حماة. وولى الحكم والخطابة بالقدس، ثم القضاء بمصر، فقضاء الشام، ثم قضاء مصر إلى أن شاخ وعمي. كان من خيار القضاة. وتوفي بمصر. له تصانيف، منها (المنهل الروي في الحديث النبوي) و (كشف المعاني في المتشابه من المثاني –خ) و(غرة التبيان لمن لم يسم في القرآن –خ) و (تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم –ط) و (غرر البيان لمبهمات القرآن-خ) و (تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام –خ) و (مختصر في السيرة النبوية-خ) و (مستند الأجناد في آلات الجهاد) وأراجيز في (قضاة مصر –خ) و (قضاة دمشق-خ) و (الخلفاء –خ) ورسالة في (الأسطرلاب).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 297

قاضي القضاة ابن جماعة محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر قاضي القضاة الإمام العالم بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي الشافعي، ولد بحماة سنة تسع وثلثين وسمع سنة خمسين من شيخ الشيوخ الأنصاري وبمصر من الرضى ابن البرهان والرشيد العطار واسمعيل بن عزون وعدة وبدمشق من ابن أبي اليسر وابن عبد وطايفة وأجاز له عمر بن البراذعي والرشيد بن مسلمة وطايفة وحدث بالشاطبية عن ابن عبد الوارث صاحب الشاطبي وسمعتها عليه مع جماعة بمنزله بمصر مجاور الجامع الناصري وأجاز لي في سنة ثمان وعشرين وسبع ماية وحدث بالكثير وتفرد في وقته وكان قوي المشاركة في علوم الحديث والفقه والأصول والتفسير خطيبا تام الشكل ذا تعبد وأوراد وحج، وله تصانيف درس وأفتى وأشغل، نقل إلى خطابة القدس ثم طلبه الوزير ابن السلعوس فولاه قضاء مصر ورفع شأنه ثم حضر إلى الشام قاضيا وولي خطابة دمشق أيضا مع القضاء ثم طلب لقضاء مصر بعد ابن دقيق العيد وامتدت أيامه إلى أن شاخ وأضر وثقل سمعه فعزل بقاضي القضاة جلال الدين القزويني سنة سبع وعشرين وسبع ماية وكثرت أمواله وباشر آخرا بلا معلوم على القضاء ولما رجع السلطان من الكرك صرفه وولي جمال الدين الزرعي فاستمر نحو السنة ثم أعيد قاضي القضاة بدر الدين وولي مناصب كبارا، وكان يخطب من إنشايه وصنف في علوم الحديث وفي الأحكام وله رسالة في الإسطرلاب، أخبرني القاضي شمس الدين ابن الحافظ ناظر الجيش بصفد وطرابلس قال: كنت أقرأ عليه بدمشق وهو في بيت الخطابة رسالته في الإسطرلاب فقال لي يوما إذا جئت تقرأ في هذه فاكتمه فإن اليوم جاء إلي مغربي وقال يا مولانا قاضي القضاة رأيت اليوم واحدا يمشي في الجامع وفي كمه آلة الزندقة فقلت وما هي فقال الإسطرلاب أو كما قال، وتوفي سنة ثلث وثلثين وسبع ماية في جمدى الأولى بمصر وتوفي أبوه بالقدس سنة خمس وسبعين، وللقاضي بدر الدين نظم ومنه ما أنشدنيه إجازة:

وأنشدني لنفسه إجازة:
وأنشدني لنفسه إجازة:
وأنشدني لنفسه إجازة:
قلت: هو من قول القايل

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0

ابن جماعة القاضي بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0

محمد بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر، الإمام العالم قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي الشافعي قاضي قضاة الديار المصرية.
سمع سنة خمسين من شيخ الشيوخ الأنصاري بحماة وبمصر من الرضي بن البرهان والرشيد العطار وإسماعيل بن عزرون وعدة. وبدمشق من ابن أبي اليسر، وابن عبد، وطائفة. وأجاز له عمر بن البراذعي، والرشيد بن مسلمة وطائفة. وحدث ’’بالشاطبية’’ عن ابن عبد الوارث صاحب الشاطبي. وله إجازة في سنة ست وأربعين أجازه فيها الرشيد بن مسلمة، ومكي بن علان، وإسماعيل العراقي، واليلداني، والصفي عمر بن عبد الوهاب الراذعي، وخطيب مردا، وغيرهم.
وسمع من والده، وأحمد بن القاضي زين الدين الدمشقي، وابن علاق، وعثمان بن رشيق، والحافظ العطار، والنجيب عبد اللطيف الحراني، والرضي بن البرهان الواسطي، وشمس الدين إسحاق بن بلكويه الصوفي المعروف بالمشرف، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والقاضي شمس الدين بن عطا الحنفي، وكمال الدين عبد العزيز بن عبد، وشيخ الشيوخ شرف الدين، والشيخ ناصح الدين القسطلاني، وأخيه قطب الدين، والشيخ محب الدين بن دقيق العيد، والشيخ جمال الدين بن مالك، والشيخ جمال الدين الصيرفي، وجماعة غيرهم.
وطلب الحديث بنفسه، وقرأ على الشيوخ وحدث ب ’’صحيح’’ البخاري بطريق البوصيري.
وحدث بالشام ومصر والحجاز، وخرج له المحدثون عوالي ومشيخات بمصر وبدمشق، وخرج هو لنفسه أربعين حديثا من الأحاديث التساعيات العوالي، وسمعت عليه مع جماعة بمنزله بمصر المجاور للجامع الناصري، وأجاز لي في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة. وحدث بالكثير، وتفرد في وقته.
كان إمام زمانه، وصدر أوانه، وانتهت إليه رياسة الدين والدنيا، رقى بسيادته في مراتب العليا، وجمع له من المناصب ما لم يجمع في وقته لسواه، وترك كل عدو له وحاسد ينطوي على نيران جواه، اشتغل بالعلم من صغره، واستمر على ذلك في مدة كبره. وصحب قاضي القضاة تقي الدين بن رزين، وانتفع به وقرأ عليه كثيرا من كتبه، ولازم طريق الخير وصحبة الصالحين، واتحد بالفقراء العاملين العالمين، واشتهر بهذه الطريقة، وعرف بهذا الخير الذي هو نعم الرفيق في كل فريق، فترشح بذلك للوظائف الكبار، والمناصب التي ما على حسنها غبار، ومع هذا كله لازم طريقة واحدة، وباشر القضاء والحكم وقد جعل الله فضله شاهده ورزق السعادة العظمى في كل ما تولاه، وزانه من محاسنه ما تحلاه، واتصف بصفات، وما يقول الناس في البدر إذا محا سواد الدجى وجلاه:

ثم إنه ضعف بصره واستعفى من المباشره، وترك الخلطة بالناس والمعاشره، وانقطع في منزله قريبا من ست سنين يزوره الناس للبركه، ويقصدونه للتملي بمحاسنه، والأخذ من فوائده المشتركه.
ولم يزل على حاله إلى أن كسف بدره، وأزلف قبره، وتوفي -رحمه الله تعالى- ليلة الاثنين بعد العشاء الآخرة الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة.
ومولده ليلة السبت عند مضي الثلث الأول من ليلة رابع شهر ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وست مئة.
وصلي عليه بجامع دمشق صلاة الغائب يوم الجمعة بعد الصلاة عاشر جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
وكان قد درس أولا بدمشق في المدرسة القيمرية مضافا إلى الخطابة في أول دولة لاجين. ثم إنه نقل إلى قضاء القدس مع الخطابة به في شوال سنة سبع وثمانين وست مئة عوضا عن فخر الدين الزرعي. ثم إنه طلب لقضاء الديار المصرية، فتوجه إليها في شهر رمضان سنة تسعين بدل ابن بنت الأعز، وجمع له بين قضاء البلدين، فأحسن السيرة هناك، وأقام مدة، وتجمعت له هناك مناصب جليلة.
أقام بالقاهرة على حاله، إلى أن قتل الأشرف، وأمسك الصاحب بن السلعوس، فصرف القاضي بدر الدين بن جماعة وأعيد قاضي القضاة تقي الدين بن بنت الأعز إلى ما كان عليه.
واستقر ابن جماعة هناك في تدريس وكفاية؛ إلى أن توفي قاضي القضاة شهاب الدين محمد بن الخوبي، فنقل إلى قضاء الشام، ووصل إلى دمشق رابع عشر ذي الحجة من السنة قاضي قضاة الشام، وجمع له مع القضاء الخطابة -وليها بعد الشيخ شرف الدين المقدسي في شوال سنة أربع وتسعين وست مئة- ومشيخة الشيوخ، وأقام على ذلك مدة، ولم يتفق هذا لغيره، وازداد على ذلك التداريس الكبار ونظر الأوقاف وغير ذلك.
ولم يزل على ذلك إلى أن طلب ثانيا لقضاء الديار المصرية في شعبان سنة اثنتين وسبع مئة عوضا عن ابن دقيق العيد، فأقام على ذلك إلى أن حضر السلطان من الكرك في سنة تسع وسبع مئة، فعزله، وولى مكانه قاضي القضاة جمال الدين الزرعي في شهر ربيع الأول سنة عشر وسبع مئة مستهل الشهر. وعزل أيضا شمس الدين السروجي قاضي القضاة الحنفي، وطلب ابن الحريري، فولاه مكانه، وتولى قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة في هذه العطلة تدريس المدرسة الناصرية في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وسبع مئة. ثم إنه أعيد إلى منصبه قضاء القضاة بالديار المصرية عوضا عن القاضي جمال الدين الزرعي في الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وسبع مئة واستقر له مع الحكم مشيخة الحديث بالكاملية وجامع ابن طولون، وتدريس الصالحية والناصرية.
ولم يزل على حاله إلى أن استعفى من القضاء في جمادى الآخرة -فيما أظن- سنة سبع وعشرين وسبع مئة، فاستمرت بيده الزاوية المنسوبة إلى الشافعي -رضي الله عنه- بجامع مصر، وقرر له السلطان الملك الناصر راتبا في الشهر مبلغ ألف درهم وعشرة أرادب قمحا، وكان قد ترك تناول المعلوم قبل انفصاله عن القضاء بمدة.
وحج ست مرات، أولها سنة ست وخمسين وست مئة، وجاوز التسعين سنة، وكان قد رزق القبول عند الخاصة والعامة، وصنف في التفسير والحديث والفقه والأصول والنحو وعلم الميقات وغير ذلك، وقرئت عليه مصنفاته. وكان يخطب غالبا من إنشائه، ويؤدي الخطابة بفصاحة، ويقرأ في النهار طيبا. واجتمع له من الوجاهة والمناصب والعمر المديد في العز والعمل والتقدم ما لا اجتمع لغيره، وانقطع نظراؤه، وانقرضوا، وساد هو عليهم في حياتهم.
ومن نظمه -رحمه الله تعالى- ما أنشدنيه له إجازة:
وأنشدني له أيضا إجازة:
وأنشدني لنفسه إجازة:
قلت: ما أحسن قول القائل:
وأنشدني لنفسه إجازة:
قلت: ما أحسن القائل:

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 208

محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن حازم بن صخر بن حجر الكناني الحموي البياني الشافعي ولد بحماة سنة 639 وأجازه في سنة 46 الرشيد ابن المسلمة ومكي بن علان وإسماعيل العراقي والصفي البراذعي وغيرهم وسمع في سنة خمسين من شيخ الشيوخ بحماة ومن ابن أبي اليسر وابن عبد وابن الأزرق والنجيب وابن علاق والمعين الدمشقي والرشيد العطار وابن أبي عمر والتاج القسطلاني وابن مالك والمجد ابن دقيق العيد وتفقه ومهر في الفنون ودرس بالقيمرية بدمشق ثم ولي قضاء القدس في سنة 87 ثم نقل إلى قضاء الديار المصرية فوليها في رمضان سنة تسعين عن ابن بنت الأعز فأحسن السيرة إلى أن قتل الأشرف فأعيد ابن بنت الأعز وصرف هو وبقي معه بعض التداريس نقل إلى قضاء الشام بعد الخوتي في سنة 93 فباشرها مع الخطابة أضيفت إليه بعد موت شرف الدين المقدسي وكان مات في أواخر رمضان سنة 94 ثم ولي مشيخة الشيوخ مع التدريس والإنظار ثم ولي قضاء الديار المصرية ثاني مرة بعد ابن دقيق العيد فطلب من أهل الدولة فسافر من دمشق في تاسع عشر صفر ووصوله في مستهل شهر ربيع الأول وخلع عليه في الرابع منه بقضاء الشافعية بالديار المصرية فباشرها إلى أن حضر الناصر من الكرك فصرفه سنة 709 واقام عوضه نائبه جمال الدين الذرعي فباشر سنة وشهرا ثم أعيد ابن جماعة في صفر سنة عشر ودرس بالصالحية والناصرية وجامع ابن طولون والكاملية والزاوية المنسوبة للشافعي وأضر بأخرة ثم استعفي فصرف في جمادى الأولى سنة 727 وقيل إنه أقام مدة بعد أن عمي يباشر القضاء وهو منقطع في منزله في صورة أرمد ولما صرف استمر معه تدريس الخشابية وأقام في منزله يسمع عليه وكان يخطب من إنشائه ويؤديها بفصاحة ويقرأ في المحراب طيبا واجتمع له من الوجاهة وطول العمر ودوام العز ما لم يتفق لغيره وصنف كثيرا في عدة فنون قال الذهبي كان قوي المشاركة في الحديث عارفا بالفقه وأصوله ذكيا فطنا مناظرا متفننا ورعا صيتا تام الشكل وافر العقل حسن الهدي متين الديانة ذا تعبد وأوراد وكان في ولايته الثانية قد كثرت أمواله فترك الأخذ على القضاء عفة ثم ثقل سمعه ثم أضر فصرف نفسه وكان صاحب معارف يضرب في كل فن بسهم وله وقع في النفوس وجلالة في الصدور قال وكان مليح الهيئة أبيض مسمتا مستدير اللحية نقي الشيبة جميل البزة دقيق الصوت ساكنا وقورا وحج مرارا وكان عارفا بطرائق الصوفية وقصد بالفتوى وكان مسعودا فيها ويقال إن النووي وقف على فتيا بخطه فاستجادها وهجاه النصير الحمامي بمقطوعة وناوله إياها فحلم عنه وأحسن إليه وهي

وقال القطب من بيت علم وزهادة وكانت فيه رئاسة وتودد ولين جانب وحسن أخلاق ومحاضرة حسنة وقوة نفس في الحق قرأت بخط البدر النابلسي كان علاقة وقته ولي القضاء والخطابة والتصادير الكبار ورزق الحظ في ذلك وبعد صيته وطالت مدته وحسنت سيرته وكان متقشفا مقتصدا في مآكله وملبسه ومركبه ومسكنه حسن التربية من غير عنف ولا تخجيل ومن ورعه أنه لما ولي تدريس الكاملية رأى في كتاب الوقف في شرط الطلبة المبيت فجمع ما كان أخذه وهو طالب وعاده للوقف لأنه كان لا يبيت ولما عزل واستقر جلال الدين القزويني مكانه ركب من منزله من مصر وجاء إلى الصالحية حتى سلم عليه فعد ذلك من تواضعه ولما مات كان الجمع في جنازته متكاثرا ودفن بالقرافة بالقرب من الشافعي وانقطع في منزله قريبا من ست سنين إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة 733 وقد جاوز التسعين بأربع سنين وأشهر

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0

محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة ابن حازم بن صخر شيخنا قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي حاكم الإقليمين مصرا وشاما وناظم عقد الفخار الذي لا يسامى متحل بالعفاف متخل إلا عن مقدار الكفاف محدث فقيه ذو عقل لا يقوم أساطين الحكماء بما جمع فيه
مولده في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وستمائة بحماة
ولي قضاء القدس مدة ثم درس بالقيمرية بدمشق ثم ولي خطابة القدس وقضاءها ثانيا ثم نقل منها إلى قضاء القضاة بالديار المصرية ثم ولي قضاء دمشق وخطابتها ثم أعيد إلى قضاء الديار المصرية وسار في القضاء سيرة حسنة وأضر بالآخرة
سمع بديار مصر من أصحاب البوصيري ومن ابن القسطلاني وأجازه ابن مسلمة وغيره
وقرأ بدمشق على أصحاب الخشوعي وسمعنا الكثير عليه
مات بمصر في ليلة الاثنين الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ودفن بالقرافة
أخبرن شيخنا قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جماعة قراءة عليه وأنا حاضر في الثالثة أخبرنا أبو الفرج بن أبي محمد عبد المنعم بن أبي الحسن على النميري بقراءتي عليه أخبركم الشيخ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب قراءة عليه أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قراءة عليه قال حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار أخبرنا الحسن بن عرفة أخبرنا عمار بن محمد عن الصلت ابن قويد الحنفي قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول سمعت خليلي
أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول (لا تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جماء
رواه سفيان بن وكيع عن زيد بن الحباب عن عمار بن محمد هو غاية في العلو
أخبرنا قاضي القضاة بدر الدين حضورا أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي ابن الشيخ الزاهد أبي العباس المعروف بابن القسطلاني قال سمعت والدي الإمام أبا العباس يقول سمعت الشيخ الإمام أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي رضي الله عنه يقول علامة الصادق أن يفتقر بإيمانه إلى كل إيمان وبعقله إلى كل عقل وبعلمه إلى كل علم
أنشدنا قاضي القضاة بدر الدين حضورا أنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد أنشدنا الإمام الحافظ أبو الحسن الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المالكي إملاء لنفسه

ومن شعر قاضي القضاة بدر الدين ما أنشدنيه ولده سيدنا قاضي القضاة عز الدين أبو عمر عبد العزيز بقراءتي عليه بالقاهرة قال أنشدنا والدي لنفسه
وأنشدنا مولانا قاضي القضاة عز الدين أيضا بقراءتي عليه قال أنشدني والدي لنفسه
وأنشدني أيضا بقراءتي عليه قال أنشدني والدي لنفسه
ومن شعره أيضا
من كتاب كشف المعاني لابن جماعة ذكر في الجمع بين الرحمن والرحيم في البسملة أن أحسن ما يقال فيه ولم نجده لغيره أن فعلان مبالغة في كثرة الشيء ولا يلزم منه الدوام كغضبان وفعيل لدوام الصفة كظريف فكأنه قيل العظيم الرحمة الدائمها
قال وإنما قدم الرحمن على الرحيم لأن رحمته في الدنيا تعم المؤمنين والكافرين وفي الآخرة دائمة لأهل الجنة ولذلك يقال رحمن الدنيا ورحيم الآخرة
وفي البقرة {رب اجعل هذا بلدا آمنا} وفي إبراهيم {رب اجعل هذا البلد آمنا} لأن آية البقرة دعا بها إبراهيم عن نزول إسماعيل وهاجر في الوادي قبل بناء مكة وآية سورة إبراهيم بعد عوده إليها وبنائها
في البقرة {وما أهل به لغير الله} وفي المائدة والأنعام والنحل {لغير الله به} لأن آية البقرة وردت في سياق المأكول وحله وحرمته فكان تقدم ضمير قد تعلق الفعل به أهم وآية المائدة وردت بعد تعظيم شعائر الله وأوامره وكذلك آية النحل بعد قوله {واشكروا نعمة الله} فكان تقدم اسمه أهم
وأيضا فآية النحل والأنعام نزلتا بمكة فكان تقديم ذكر الله بترك ذكر الأصنام على ذبائحهم أهم لما يجب من توحيده وإفراده بالتسمية على الذبائح
وآية البقرة نزلت بالمدينة على المؤمنين لبيان ما يحل وما يحرم فقدم الأهم فيه
قوله تعالى {تلك حدود الله فلا تقربوها} وقال بعد {فلا تعتدوها} لأنه أشار بالحدود في الأول إلى نفس المحرمات في الصيام والاعتكاف من الأكل والشرب والوطء والمباشرة فناسب {فلا تقربوها}
وفي الثانية إلى المأمورات في أحكام الحل والحرمة في نكاح المشركات وأحكام الطلاق والعدد والإيلاء والرجعة وحصر الطلاق في الثلاث والخلع فناسب {فلا تعتدوها}
أي قفوا عندها ولذلك قال بعد ذلك {وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون}
قوله {متاعا بالمعروف حقا على المحسنين} وقال بعد ذلك {وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين} فأتى بالإحسان في الأولى وبالتقوى في الثانية لأن الأولى في مطلقة قبل الفرض والدخول فالإعطاء في حقها إحسان وإن أوجبه قوم لأنه لافى مقابلة شيء فناسب المحسنين
والثانية في الرجعية والمراد بالمتاع عند المحققين النفقة ونفقة الرجعية واجبة فناسب حق المتقين
ورجح أن المراد به النفقة أنه ورد عقب قوله {متاعا إلى الحول} والمراد به النفقة وكانت واجبة قبل النسخ ثم قال {وللمطلقات} فظهر أنه النفقة في عدة الرجعية بخلاف البائن بخلع فإن الطلاق من جهتها فكيف تعطى المتعة التي شرعت جبرا للكسر بالطلاق وهي الراغبة فيه فظهر أن المراد بالمتاع هنا النفقة زمن العدة لا المتعة
وللعلماء في هاتين الآيتين اضطراب كثير وما ذكرته أظهر لأنه تقدم حكم الخلع وحكم عدة الموت وحكم المطلقة بعد التسمية وبقي حكم المطلقة الرجعية فيحمل عليه
في {يخرجهم من الظلمات إلى النور} أفرد {النور} لأن دين الحق واحد وجمع {الظلمات} لأن الكفر أنواع
في البقرة {لا يقدرون على شيء مما كسبوا} لأن المثل للعامل فكان تقديم نفي قدرته وصلتها وهي {على شيء} أنسب
وفي سورة إبراهيم {مما كسبوا على شيء} لأن المثل للعمل لقوله تعالى {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم} تقديره مثل أعمال الذي كفروا فكان تقديم {ما كسبوا} أنسب لأن صلة {شيء} وهو الكسب
وفي البقرة {فيغفر لمن يشاء} قدم المغفرة وفي المائدة قدم {يعذب من يشاء} لأن آية البقرة جاءت ترغيبا في المسارعة إلى طلب المغفرة وإشارة إلى سعة رحمة الله وآية المائدة جاءت عقب ذكر السارق والسارقة فناسب ذكر العذاب
قوله في آل عمران ومريم {وإن الله ربي وربكم} وفي الزخرف
{إن الله هو ربي وربكم} لأنه تقدم في السورتين من الآيات الدالة على توحيد الرب وقدرته وعبودية المسيح له ما أغنى عن التأكيد بخلاف الزخرف
في يونس {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم} قدم الضرر لتقدم {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} وفي الفرقان {ما لا ينفعهم ولا يضرهم} لتقدم ذكر النعم
ونظيره تقديم الأرض في يونس في قوله {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء} ولأنه تقدم {وما تكون في شأن} الآية فناسب تقديم الأرض لأن الشئون والعمل في الأرض وفي سبأ {في السماوات ولا في الأرض}

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 9- ص: 139

محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بحاء مهملة وزاي- بن صخر بن عبد الله بدر الدين أبو عبد الله بن أبي إسحاق بن الفضل الكناني الشافعي الحموي. ولد بمدينة حماة عشية الجمعة رابع عشر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وستمائة، وسمع من شيخ الشيوخ الأنصاري، ومن والده، ومن عبد الله بن علاق، وجماعة.
وسمع بمصر من الرضي بن البرهان، والرشيد العطار، وإسماعيل بن عزون، وآخرين، وبدمشق من أبي اليسر، وبمكة وغيرها من جماعة، وحدث بالكثير، وتفرد في وقته، وكان يشارك في معرفة علم الحديث وفي الفقه والأصول والتفسير مشاركة جيدة، وكانت له عبادة وأوراد.
وولي قضاء بيت المقدس مدة، والخطابة به، وولاه الأشرف خليل قضاء مصر والتدريس بالصالحية، كخطابة الجامع الأزهر، ثم صرف عن القضاء بتقي الدين بن بنت الأعز، وعوض عنه التدريس بالمدرسة الناصرية بجوار قبة الإمام الشافعي، وتدريس المشهد الحسيني، ثم ولي قضاء دمشق بعد موت شهاب الدين محمد بن أحمد الخويي، وأضيفت إليه خطابة الجامع الأموي، ثم صرف عن القضاء بإمام الدين عمر القزويني، وبقي على خطابة الجامع، ثم أعيد إلى القضاء بعد موت تقي الدين محمد بن دقيق العيد، فلم يزل على قضاء مصر إلى أن صرفه الناصر محمد بن قلاوون بجمال الدين سليمان بن عمر الزرعي، ثم أعاده عوضا عن الزرعي، فلما أنشأ السلطان الجامع الجديد خارج مدينة مصر، ولاه الخطابة به، فطالت ولايته هذه وشاخ وأضر وثقل سمعه، فطلب الإعفاء من القضاء فأعفي، ولزم داره إلى أن مات في ليلة الاثنين حادي عشري جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، ودفن بالقرافة، وكان يخطب من إنشائه.
وصنف كتاب «مناسك الحج» وكتاب «علوم الحديث» وكتابا نحا فيه نحو السهيلي في كتاب «التعريف والإعلام» وزاد عليه، و «كتابا في الكنائس وأحكامها» وخرج له أهل الحديث عوالي ومشيخات، وخرج لنفسه أيضا «أربعين حديثا» تساعيا.
وكان عارفا بطرائق الصوفية، وقصد بالفتوى من الأقطار، وتفرد بها وبرواية أشياء، وكان رئيسا متوددا، لين الأخلاق، عفيفا عن الأموال، زاهدا فيما في أيدي الناس.
وحج مرارا كثيرة، وانتفع الناس بعلمه. وذكر أن الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله، وقف له على فتوى فاستحسن ما كتبه.
ومن شعره:

وله:
أورده الشيخ تقي الدين المقريزي في «المقفى».

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 53

محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر قاضي القضاة شيخ الإسلام بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي الشافعي المفسر ولد في ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وست مائة بحماة.
وقرأ بها القرآن والفقه، وانتقل إلى مصر فتفقه بها، وسمع من أصحاب البوصيري، وابن كليب، وبدمشق من الكمال بن عبد، وطائفة، وبحماة من شيخ الشيوخ، وأجاز له الرشيد بن مسمنة، وجماعة، وله تواليف في الفقه والحديث والأصول والتاريخ وغير ذلك، وله مشاركة حسنة في علوم الإسلام مع دين وتعبد وتصوف وأوصاف حميدة، وأحكام محمودة.
وله النظم والنثر والخطب والتلامذة والجلالة الوافرة والعقل التام والخلق الرضي، فالله يحسن خاتمته، وهو أشعري فاضل.
توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبع مائة.
أخبرنا محمد بن إبراهيم الحاكم، أنا عبد الله بن عبد الواحد.
وأخبرنا أحمد بن محمد، أنا يوسف بن خليل، قالا: أنا هبة الله بن علي الأنصاري.
وأجاز لنا أحمد بن أبي الخير، عن هبة الله، أن أبا صادق مرثد بن يحيى أخبرهم: أنا علي بن ربيعة، أنا الحسين بن رشيق، أنا محمد بن عبد السلام السراج، نا عبد الله بن صالح، حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: «قد كان نساء المؤمنات يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، متلفعات في مروطهن في صلاة الفجر، ثم يرجعن إلى بيوتهن وما يعرفن من الغلس».
أخرجه البخاري من طريق عقيل وشعيب، ومسلم من طريق يونس، وسفيان كلهم عن الزهري

  • مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 130

محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة الكناني الحموي الشافعي، قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله الإمام المفتي. تولى قضاء القدس مدة، ثم دخل دمشق ودرس بالمدرسة القيمرية وأفتى، ثم توجه إلى القدس خطيبا وقاضيا فأقام به مدة، ثم طلب منه في رمضان سنة تسعين وست مئة إلى القاهرة فولي قضاء الديار المصرية مع الخطابة وعدة مناصب وذلك في الدولة الأشرفية، فلما انقضت عزل وبقي مدرسا بالشافعي والمشهد إلى أن وصل الخبر بوفاة قاضي الشام شهاب الدين الخويي فعين لذلك وقلد قضاء دمشق وأعمالها، فدخلها في أواخر سنة ثلاث وتسعين وست مئة، ثم أضيف إليه منصب الخطابة والإمام بجامع دمشق وكانت أهليته مأمونة لصحة قراءته وحسن صوته وقيامه بالفتوى وجلالته في النفوس وحرمته الوافرة، فباشره مع القضاء مدة ثم انفصل من القضاء وبقي مستمرا في الخطابة مدة ثم أعيد إليه المنصب مع الكرامة والطلب، فبقي مدة ثم طلب إلى الديار المصرية وولي بها القضاء عوضا عن ابن دقيق العيد ودرس بالديار المصرية بالصالحية والشافعي والمشهد ودار الحديث الكاملية، وبالشام بالعادلية والناصرية والقيمرية والغزالية، ولديه فنون فقه وعربية وأصول وغير ذلك، وسيرته في القضاء سيرة حسنة.
سمع بديار مصر من أصحاب البوصيري، ومن ابن القسطلاني، وأجازه ابن مسلمة وغيره، وقرأ بدمشق على أصحاب الخشوعي، وخرج له بالقاهرة حال توليته القضاء بها فوائد وعوالي الشيخ الحافظ تقي الدين عبيد بن محمد الإسعردي، وكذلك خرج له ’’مشيخة’’ المحدث شهاب الدين أحمد ابن المقشراني الصوفي، وحج سنة ست وخمسين، وسنة إحدى وستين، وسنة ثلاث وثمانين وست مئة، وسنة عشر وسبع مئة.
وقال سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظله: حاكم الإقليمين مصرا وشاما، وناظم عقد الفخار الذي لا يسامى، متحل بالعفاف، متخل إلا عن مقدار الكفاف، محدث فقيه، ذو عقل لا تقوم أساطين الحكماء بما جمع فيه.
مولده في عشية يوم الجمعة رابع ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وست مئة بحماة، ومات بمصر في ليلة الاثنين الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاث وسبع مئة، وصلي عليه من الغد قبل الظهر بجامع مصر الجديد، ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى وإيانا.
سمعت عليه كتاب ’’حلية الأمالي في المساواة والمصافحات والموافقات العوالي’’ تخريج الحافظ تقي الدين عبيد الإسعردي له وذلك حضورا في الثالثة في سنة ثلاثين وسبع مئة، وسمعت عليه أشياء أخر كثيرة.
أخبرنا الشيخ الإمام العالم العلامة قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي قراءة عليه وأنا حاضر في الثالثة في سنة ثلاثين وسبع مئة، قال: أخبرنا الرئيس المسند أبو الفرج بن أبي محمد عبد المنعم بن أبي الحسن علي النميري بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم الشيخ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن كليب الآجري قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد
بن إبراهيم بن مخلد البزاز، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار النحوي، قال: أخبرنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، قال: حدثنا عمار بن محمد، عن الصلت بن قويد الحنفي، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: ’’لا تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جماء’’.
روى هذا الحديث سفيان بن وكيع عن زيد بن الحباب، عن عمار بن محمد، وهو غاية في العلو.
وعمار بن محمد هو أبو اليقظان الثوري الكوفي ابن أخت سفيان بن سعيد الثوري ثقة. وقال النسائي: الصلت لا أدري كيف هو، حديثه منكر.
وأخبرنا قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي حضورا في الثالثة، قال: أخبرنا المشايخ الأجلاء الفضلاء قاضي القضاة بقية السلف أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ الإمام أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد السعدي، وأبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك، وأبوالعباس أحمد بن شيبان بن تغلب بن حيدرة الشيباني، وأبو بكر بن محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع الصالحيون، والشيخ الأصيل أبو محمد عبد العزيز بن أبي نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي المعروف بابن عساكر قراءة عليهم وأنا أسمع بالجامع المظفري بسفح قاسيون؛ قالوا: أخبرنا الشيخ المعمر أبو حفص عمر بن محمد البغدادي قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم الهمذاني قراءة عليه وأنا أسمع في سنة تسع وثلاثين وأربع مئة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله البزاز البغدادي قراءة عليه، قال: حدثنا محمد يعني ابن مسلمة الواسطي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطأة، عن أبي إسحاق وثابت بن عبيد، عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية.
أخرجه مسلم عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار؛ كلاهما عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق السبيعي، به، فوقع لنا عاليا بدرجتين.
قال شيخنا قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة: وقد وقع لنا هذا الحديث عاليا ومصافحة من حديث أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ أخبرنا به شيخ الشيوخ العلامة أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري قراءة عليه وأنا أسمع، وأبو الفرج بن أبي محمد النميري في كتابه واللفظ له، قالا: أخبرنا أبو حمد عبد الله بن أحمد العتابي قراءة عليه ببغداد ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني، قال: أخبرنا الحسن بن علي الواعظ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر المالكي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن حسن وعبد الله ابني محمد بن علي، عن أبيهما، وكان حسن أرضاهما في أنفسهما، أن عليا عليه السلام قال لابن عباس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة، وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر.
قال شيخنا: وكتب إلينا الشيخ المعمر العدل أبو العباس أحمد بن المفرج بن مسلمة الأموي عن كتاب أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي، وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد الطوسي؛ قالا: أخبرنا مالك بن أحمد الفراء قراءة عليه ونحن نسمع، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت المجبر، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.
وهذا الحديث متفق عليه من حديث أبي القاسم، ويقال: أبو عبد الله محمد بن علي، المعروف بابن الحنفية، عن أبيه أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب، واسمه عبد مناف بن عبد المطلب، رضي الله عنه.
أخرجه الأئمة في كتبهم، من حديث الإمام مالك بن أنس الأصبحي وسفيان بن عيينة الهلالي، عن الزهري؛ فأما حديث مالك فرواه البخاري عن يحيى بن قزعة القرشي وعبد الله بن يوسف المعروف بالتنيسي. ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى النيسابوري وعبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد بن مخراق البصري؛ كلهم عن مالك، به.
وأما حديث ابن عيينة فرواه البخاري عن مالك بن إسماعيل بن زياد الكوفي. ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرف؛ كلهم عنه.
ورواه النسائي فيما جمعه من حديث مالك، عن زكريا بن يحيى بن إياس المعروف بخياط السنة، عن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، عن سعيد بن محبوب، عن عبثر بن القاسم، عن سفيان الثوري، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن الحسن وحده، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه، فوقع لنا عاليا عاليا، فكأن سيدنا قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة سمعه مع أبي عبد الرحمن النسائي من شيخه أبي يحيى زكريا بن يحيى المعروف بخياط السنة وساواه فيه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، فمن سمعه منه فكأنه سمعه من النسائي وصافحه به، وهو حديث عزيز الوجود، ولم يقع له من هذا النمط سواه.
وأخبرنا قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة حضورا قال: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي ابن الشيخ الزاهد أبي العباس المعروف بابن القسطلاني رحمه الله قراءة عليه، قال: سمعت والدي الإمام أبا العباس رضي الله عنه يقول: سمعت الشيخ الإمام أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي رضي الله عنه، يقول: علامة الصادق أن يفتقر بإيمانه إلى كل إيمان، وبعقله إلى كل عقل، وبعلمه إلى كل علم.
قال: وسمعته يقول: يعني أبا عبد الله القرشي: العاقل يأخذ من الأمور ما صفا ويدع التكلف، فإنه تعالى يقول: {وإن يردك الله بخير فلا راد لفضله}.
قال: وسمعته أيضا يقول: من لم يدخل في الأمور بالأدب لم يدرك مطلوبه منها.
قال شيخنا قاضي القضاة: وأنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد، قال: أنشدنا الإمام الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المالكي إملاء لنفسه:

  • دار الغرب الإسلامي-ط 1( 2004) , ج: 1- ص: 334

محمد بن إبراهيم بن سعد اللَّه بن جماعة قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد اللَّه الكنانى الحموي.
ولد بحماة سنة تسع وثلاثين وستمائة، وسمع سنة خمسين بحماة من شيخ الشيوخ، وأجاز له الرشيد بن مسلمة وغيره، وسمع النجيب وغيره، وجمع بين علم الفقه والحديث، وتقضَّى بمصر والشام، وصنف تصانيف منها ’’مناسك الحج’’، ومات في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة عن أربع وتسعين سنة، ودفن بالقرافة.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1