البوشنجي محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي العبدي: شيخ أهل الحديث في زمانه، بنيسابور. ومن أئمة اللغة وكلام العرب. له تصانيف.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 294
البوشنجي الكبير المالكي محمد بن إبراهيم بن سعيد الإمام الكبير البوشنجي العبدي الفقيه المالكي شيخ أهل الحديث في زمانه بنيسابور، رحل وطوف وصنف وكان إماما في اللغة وكلام العرب، وتوفي غرة المحرم سنة إحدى وتسعين ومايتين وصلى عليه إمام الأيمة ابن خزيمة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 0
البوشنجي الإمام، العلامة، الحافظ، ذو الفنون، شيخ الإسلام، أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن بن موسى العبدي، الفقيه، المالكي، البوشنجي، شيخ أهل الحديث في عصره بنيسابور.
مولده في سنة أربع ومائتين.
وارتحل شرقا وغربا ولقي الكبار، وجمع، وصنف، وسار ذكره، وبعد صيته.
سمع: يحيى بن بكير، وروح بن صلاح، ويوسف بن عدي، ومحمد بن سنان العوقي، ومسددا، وإسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، وأحمد بن عبد الله بن يونس، ومحمد بن المنهال الضرير، وهدبة بن خالد، وعبد الله بن محمد بن أسماء، وأمية بن بسطام، وأبا نصر التمار، وأحمد بن حنبل، وعبيد الله بن محمد العيشي، وإبراهيم بن حمزة
الزبيري، وسليمان بن بنت شرحبيل، ومحبوب بن موسى الأنطاكي، وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبا الربيع الزهراني، وطبقتهم.
حدث عنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن إسماعيل البخاري وهما أكبر منه، وأبو حامد بن الشرقي، وابن خزيمة، وأبو العباس الدغولي، وأبو بكر بن إسحاق الصبغي، وأبو عبد الله بن الأخرم، ويحيى بن محمد العنبري، ودعلج السجزي، وعلي بن حمشاذ، وإسماعيل بن نجيد، وخلق خاتمتهم: أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المتوفى بعد ابن نجيد بعام.
قال دعلج: حدثني فقيه من أصحاب داود بن علي: أن أبا عبد الله دخل عليهم يوما، وجلس في أخريات الناس ثم إنه تكلم مع داود فأعجب به، وقال: لعلك أبو عبد الله البوشنجي قال: نعم فقام إليه، وأجلسه إلى جنبه وقال: قد حضركم من يفيد، ولا يستفيد.
وقال أبو زكريا العنبري: شهدت جنازة الحسين القباني فصلى بنا عليه أبو عبد الله البوشنجي، فلما أرادوا الانصراف قدمت دابة أبي عبد الله، وأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه، وأخذ إمام الأئمة بركابه، وأبو بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه فلم يمنع، واحدا منهم ومضى.
قال أبو زكريا العنبري: قال لي البوشنجي مرة: أحسنت ثم التفت إلى أبي وقال: قلت لابنك: أحسنت ولو قلت هذا لأبي عبيد لفرح به.
قال أبو عمرو بن نجيد: سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول: تقدمت لأصافح أبا عبد الله البوشنجي تبركا به فقبض عني يده ثم قال: يا أبا عثمان! لست هناك.
قال أبو بكر محمد بن جعفر المزكي: أخبرنا البوشنجي، عن أحمد بن حنبل، عن ابن مهدي، عن زهير بن محمد، عن صالح بن كيسان، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن أبيه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’البذاذة من الإيمان’’. فقال البوشنجي: البذاء خلاف البذاذة
إنما البذاء: طول اللسان برمي الفواحش، والبهتان، والبذاذة: رثاثة الثياب في الملبس، والمفرش تواضعا عن رفيع الثياب، وثمين الملابس والمفترش، وهي ملابس أهل الزهد يقال: فلان بذ الهيئة: رث الملبس.
قال أبو بكر محمد بن جعفر: سمعت البوشنجي يقول للمستملي: الزم لفظي، وخلاك ذم.
الحاكم: سمعت الحسن بن أحمد بن موسى، سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول في معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار’’. قال: معناه: أن من حمل القرآن وقرأه، لم تمسه النار.
الحاكم: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، سمعت البوشنجي غير مرة يقول: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، وذكره يملأ الفم وقال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر سمعت البوشنجي غير مرة يقول: عبد العزيز بن محمد الأندراوردي.
قال: وحدثنا يحيى بن محمد العنبري، حدثنا البوشنجي، حدثنا النفيلي، حدثنا عكرمة بن إبراهيم الأزدي قاضي الري، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أخطب من عائشة، ولا أعرب، لقد رأيتها يوم الجمل، وثار إليها الناس فقالوا: يا أم المؤمنين، حدثينا عن عثمان وقتله فاستجلست الناس ثم حمدت الله وأثنت عليه ثم قالت:
أما بعد.. فإنكم نقمتم على عثمان خصالا ثلاثا: إمرة الفتى، وضربة السوط، وموقع الغمامة المحماة، فلما أعتبنا منهن مصتموه موص الثوب بالصابون، عدوتم به الفقر الثلاث: حرمة الشهر الحرام، وحرمة البلد الحرام، وحرمة الخلافة، والله لعثمان كان أتقاكم للرب، وأوصلكم للرحم، وأحصنكم فرجا أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي، ولكم.
قال البوشنجي: إمرة الفتى: عزله سعدا، وتوليته مكانه الوليد بن عقبة لقرابته منه، وضربة السوط: فإنه تناول عمارا، وأبا ذر ببعض التقويم، وموقع الغمامة: فإنه حمى أحماء في بلاد العرب لإبل الصدقة، وقد فعله عمر فما أنكره الناس، والموص: الغسل، والفقر: الفرص.
الحاكم: حدثنا محمد بن أحمد بن موسى الأديب، حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: رأيت في المقسلاط صنما من نحاس إذا عطش نزل فشرب ثم قال البوشنجي: ربما تكلمت العلماء على سبيل تفقدهم مقدار أفهام حاضريهم تأديبا لهم وتنبيها على العلم وامتحانا لأوهامهم فهذا ابن جابر، وهو أحد علماء الشام، وله كتب في العلم يقول هذا والمقسلاط: موضع بدمشق بسوق الدقيق يريد أن الصنم لا يعطش ولو عطش نزل فشرب فينفي عنه النزول والعطش.
قال: وسمعت أبا زكريا العنبري، سمعت البوشنجي، سمعت قتيبة بن سعيد، سمعت يونس بن سليم يقول: الأرز من طعام الكرام.
قال قتيبة: فلما حججت صيروه حديثا، فكانوا يجيئون ببغداد فيقولون: حديث الأرز حديث الأرز.
سمعت العنبري سمعت البوشنجي، سمعت أبا صالح الفراء سمعت يوسف بن أسباط يقول: قال لي سفيان: إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء وإياك أن تخدع، ويقال لك: ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس اتخذها القراء سلما.
وسمعت العنبري سمعت البوشنجي، يقول: ابن إسحاق عندنا ثقة ثقة.
قال: وسمعت أبا عمرو بن حمدان، سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البخل بالعلم ما كان ما خرجت إلى مصر.
قال أبو النضر الفقيه: سمعت البوشنجي يقول: من أراد العلم، والفقه بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله.
ذكر السليماني الحافظ أبا عبد الله البوشنجي، فقال: أحد أئمة أصحاب مالك.
وقال الحسن بن يعقوب: كان مقام أبي عبد الله البوشنجي بنيسابور على الليثية فلما انقضت أيامهم خرج إلى بخارى إلى حضرة الأمير إسماعيل فالتمس منه بعد أن أقام عنده برهة أن يكتب أرزاقه بنيسابور.
الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن الطوسي سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: وصلني من الليثية سبع مائة ألف درهم.
وقال دعلج: سمعت أبا عبد الله يقول وأشار إلى ابن خزيمة: كيس، وأنا لا أقول ذا لأبي ثور.
قال أبو عبد الله بن الأخرم: روى البخاري حديثا في ’’الصحيح’’، عن أبي عبد الله البوشنجي.
#قال ابن الذهبي: في ’’الصحيح’’: حدثنا محمد، حدثنا أبو جعفر النفيلي .... فذكر حديثا في تفسير سورة البقرة فإن لم يكن البوشنجي، فهو محمد بن يحيى والأغلب أنه البوشنجي؛ لأن الحديث بعينه قد رواه الحاكم: حدثنا أبو بكر بن أبي نصر، حدثنا البوشنجي، حدثنا النفيلي، حدثنا مسكين بن بكير، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل وهو ابن عمر: أنها نسخت: {إن تبدوا ما في أنفسكم} من سورة البقرة.
الحاكم: حدثنا الأصم، حدثنا الصغاني، حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا النفيلي فذكر حديثا، ثم قال الحاكم: حدثناه محمد بن جعفر، حدثنا البوشنجي .... فذكره.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام التميم مدرس الشامية، وأبو الفضل بن تاج الأمناء وزينب بنت كندي قراءة عليهم عن المؤيد بن محمد الطوسي، وعبد المعز بن محمد الهروي وزينب بنت أبي القاسم الشعري قال المؤيد: أخبرنا محمد بن الفضل الصاعدي، وقال عبد المعز: أخبرنا تميم بن أبي سعيد المعلم، وقالت زينب: أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم قالوا: أخبرنا عمر بن أحمد بن مسرور، أخبرنا أبو عمرو بن نجيد سنة أربع وستين وثلاث مائة، حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدثنا روح بن صلاح المصري، حدثنا موسى بن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’الحسد في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فقام به وأحل حلاله وحرم حرامه، ورجل آتاه الله مالا،
فوصل منه أقرباءه ورحمه، وعمل بطاعة الله تمنى أن يكون مثله، ومن تكن فيه أربع، لم يضره ما زوي عنه من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف، وصدق حديث، وحفظ أمانة’’.
حديث غريب، عال جدا وروح: ضعفه ابن عدي، وذكره ابن حبان في ’’الثقات’’، وبالغ الحاكم فقال: ثقة مأمون. وقد طول الحاكم ترجمة البوشنجي بفنون من الفوائد. قال: وتوفي في غرة المحرم، سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وقيل: مات في سلخ ذي الحجة من سنة تسعين، فدفن من الغد، وصلى عليه ابن خزيمة. وبوشنج -بشين معجمة- قيده أبو سعد السمعاني وقال: بلدة على سبعة فراسخ من هراة.
قلت: وبعضهم يقولها بسين مهملة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 10- ص: 548
محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن بن موسى وقيل موسى بن عبد الرحمن أبو عبد الله البوشنجى العبدى شيخ أهل الحديث في زمانه بنيسابور
سمع من إبراهيم بن المنذر الحزامى والحارث بن سريج النقال وأبى جعفر عبد الله بن محمد النفيلى وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص وعلى بن الجعد وأبى كريب محمد بن العلاء ومسدد بن مسرهد ويحيى بن عبد الله بن بكير وسعيد ابن منصور وأبى نصر التمار وغيرهم
روى عنه محمد بن إسحاق الصغانى ومحمد بن إسماعيل البخارى وهما أكبر منه
وابن خزيمة وأبو العباس الدغولى وأبو حامد بن الشرقى وأبو بكر بن إسحاق الصبغى وإسماعيل بن نجيد وخلق كثير
وقيل إن البخارى روى عنه حديثا في الصحيح ذكر ذلك محمد بن يعقوب ابن الأخرم
وفى الصحيح للبخارى حدثنا محمد حدثنا النفيلى ذكره في تفسير سورة البقرة
قال شيخنا الذهبى فإن لم يكن البوشنجى وإلا فهو محمد بن يحيى
قال والأغلب أنه البوشنجى فإن الحديث بعينه رواه الحاكم عن أبى بكر بن أبي نصر حدثنا البوشنجى حدثنا النفيلى حدثنا مسكين بن بكير حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن مروان الأصفر عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمر أنها نسخت {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} الآية
قلت ولذلك ذكره شيخنا المزى في التهذيب
وكان البوشنجى من أجل الأئمة وله ترجمة طويلة عريضة ذات فوائد في تاريخ الحاكم
قال ابن حمدان سمعت ابن خزيمة يقول لو لم يكن في أبى عبد الله من البخل بالعلم ما كان ما خرجت إلى مصر
وكان إماما في اللغة وكلام العرب
قال أبو عبد الله الحاكم سمعت أبا بكر بن جعفر يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجى يقول للمستملى الزم لفظى وخلاك ذم
وقال أبو عبد الله بن الأخرم سمعت أبا عبد الله البوشنجى غير مرة يقول حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير وذكره بملء الفم
وقال دعلج حدثني فقيه أن أبا عبد الله حضر مجلس داود الظاهرى ببغداد فقال داود لأصحابه حضركم من يفيد ولا يستفيد
وكان أبو عبد الله البوشنجى قوى النفس أشار يوما إلى ابن خزيمة فقال محمد ابن إسحاق كيس وأنا لا أقول هذا لأبى ثور
ولما توفى الحسين بن محمد القبانى قدم أبو عبد الله للصلاة عليه فصلى ولما أراد أن ينصرف قدمت دابته وأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه وأبو بكر محمد بن إسحاق بركابه وأبو بكر الجارودى وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه فمضى ولم يكلم واحدا منهم
وفى لفظ ولم يمنع واحدا منهم والمعنى هنا واحد فإن مراد من قال ولم يكلم أنه لم يمنع
وقال أبو الوليد النيسابورى حضرنا مجلس البوشنجى وسأله أبو على الثقفى عن مسألة فأجاب فقال له أبو على يا أبا عبد الله كأنك تقول فيها بقول أبى عبيد
فقال يا هذا لم يبلغ بنا التواضع أن نقول بقول أبى عبيد
وقال ابن خزيمة وقد سئل عن مسألة بعد أن شيع جنازة أبى عبد الله لا أفتى حتى نواريه لحده
وكان البوشنجى جوادا سخيا وكان يقدم لسنانيره من كل طعام يأكله وبات ليلة ثم ذكر السنانير بعد فراغ طعامه فطبخ في الليل من ذلك الطعام وأطعمهم
وقال السيد الجليل أبو عثمان سعيد بن إسماعيل تقدمت يوما لأصافح أبا عبد الله البوشنجى تبركا به فقبض يده عنى وقال لست هناك
وقال الحسن بن يعقوب كان مقام أبى عبد الله بنيسابور على الليثية فلما انقضت أيامهم خرج إلى بخارى إلى حضرة إسماعيل الأمير فالتمس منه بعد أن أقام عنده برهة أن يكتب أرزاقه بنيسابور
قلت الليثية يعقوب بن الليث الضفار وأخوه عمرو وذووهما ملكوا فارس متغلبين عليها وبلغت بهما تنقلات الأحوال إلى أن بلغا درجة السلطنة بعد الصنعة في الصفر وجرت لهم أمور يطول شرحها
وقال الحاكم سمعت الحسين بن الحسن الطوسى يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجى يقول أخذت من الليثية سبعمائة ألف درهم
قيل مات أبو عبد الله البوشنجى في غرة المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين
وقيل بل سلخ ذى الحجة سنة تسعين ودفن من الغد وهو الأشبه عندى
وصلى عليه إمام الأئمة ابن خزيمة
ومولده سنة أربع ومائتين
ومن الرواية عنه
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ إذنا خاصا أخبرنا محمد بن عبد السلام وأحمد ابن هبة الله وزينب بنت كندى قراءة عن المؤيد الطوسى أن أبا عبد الله الفراوى أخبره وعن عبد المعز الهروى أن تميما المؤدب أخبره وعن زينب الشعرية أن إسماعيل بن أبي قاسم أخبرها قالوا أخبرنا عمر بن أحمد بن مسرور أخبرنا إسماعيل بن نجيد الزاهد سنة أربع وستين وثلثمائة حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجى حدثنا روح بن صلاح المصرى حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الحسد في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فقام به وأحل حلاله
وحرم حرامه ورجل آتاه الله مالا فوصل منه أقرباءه ورحمه وعمل بطاعة الله تمنى أن يكون مثله ومن تكن فيه أربع فلا يضره ما زوى عنه من الدنيا حسن خليقة وعفاف وصدق حديث وحفظ أمانة
أخبرنا المسند أبو حفص عمر بن الحسن المراغى بقراءتى عليه أخبرنا أبو الحسن بن البخارى إجازة أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة كتابة عن زاهر بن طاهر عن شيخ الإسلام أبى عثمان الصابونى قال أخبرنا الحاكم أبو عبد الله سماعا عليه قال أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الداوودى بمرو حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجى بمرو حدثنا سليم بن منصور ابن عمار حدثني أبى حدثنا يوسف بن الصباح الفزارى كوفى عن عبد الله ابن يونس بن أبي فروة قال لما أصاب امرأة العزيز الحاجة قيل لها لو أتيت يوسف فاستشارت في ذلك فقالوا إنا نخافه عليك قالت كلا إنى لا أخاف ممن يخاف الله فلما دخلت عليه فرأته في ملكه قالت الحمد لله الذى يجعل العبيد ملوكا بطاعة الله والحمد لله الذى يجعل الملوك عبيدا بمعصيته
قال فتزوجها فوجدها بكرا فقال أليس هذا أحسن أليس هذا أجمل قالت إنى ابتليت بك بأربع كنت أجمل أهل زمانك وكنت أجمل أهل زمانى وكنت بكرا وكان زوجى عنينا
قال ولما كان من أمر الإخوة ما كان كتب يعقوب إلى يوسف وهو لا يعلم أنه يوسف بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو أما بعد فإنا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء كان جدى إبراهيم خليل الله ألقى في النار في طاعة ربه فجعلها عليه بردا وسلاما وأمر الله تعالى جدى أن يذبح أبى ففداه الله بما فداه به وكان لى ابن وكان من
أحب الناس إلى ففقدته فأذهب حزنى عليه نور بصرى وكان لى آخر من أمه كنت إذا ذكرته ضممته إلى صدرى فأذهب عنى بعض وجدى وهو المحبوس عندك في السرقة وإنى أخبرك أنى لم أسرق ولم ألد سارقا فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح فقال {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا}
ومن شعره
قال أبو عثمان الصابونى أنشدنى أبو منصور بن حمشاد قال أنشدت لأبى عبد الله البوشنجى في الشافعي رضى الله عنه
ومن شعب الإيمان حب ابن شافع | وفرض أكيد حبه لا تطوع |
وإنى حياتى شافعى وإن أمت | فتوصيتى بعدى بأن تتشفعوا |
ولو أن ما بى من ضنى وصبابة | على جمل لم يدخل النار كافر |
إذا المعضلات تصديننى | كشفت حقائقها بالنظر |
شربت بماء الدحرضين فأصبحت | زوراء تنفر عن حياض الديلم |
كأنك لم تشهد لقيطا وحاجبا | وعمرو بن عمرو إذ دعوا يال دارم |
ولم تشهد الجونين والشعب والصفا | وشدات قيس يوم دير الجماجم |
العاشقان كلاهما متغضب | وكلاهما متوجد متحبب |
صدت مغاضبة وصد مغاضبا | وكلاهما مما يعالج متعب |
راجع أحبتك الذين هجرتهم | إن المتيم قلما يتجنب |
إن التباعد إن تطاول منكما | دب السلو له فعز المطلب |
إذا ما الغلام الأحمق الأم سافنى | بأطراف أنفيه اشمأز فأنزعا |
ما كان يرضى رسول الله فعلهم | والعمران أبو بكر ولا عمر |
أخذنا بآفاق السماء عليكم | لنا قمراها والنجوم الطوالع |
واستقبلت قمر السماء بوجهها | فأرتنى القمرين في وقت معا |
قتلوا ابن عفان الخليفة محرما | ودعا فلم أر مثله مخذولا |
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها | وحالفها في بيت نوب عواسل |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 2- ص: 189
محمد بن إبراهيم بن سعيد أبو عبد الله البوشنجي
يروي عن يحيى بن بكير وأهل العراق ومصر مات بنيسابور يوم الخميس أول يوم من المحرم سنة تسعين ومائتين وصلى عليه بن خزيمة في ميدان هانئ ودفن يوم الجمعة وكان فقيها متقنا
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 9- ص: 1
البوشنجي [خ]
الإمام الحافظ العلامة، أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي، الفقيه المالكي، صاحب التصانيف والرحلة الواسعة.
سمع: يحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، والنفيلي، وروح بن صلاح، ومحمد بن سنان العوقي، ومسدد بن مسرهد، وإسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وأبا نصر التمار، وأمية بن بسطام، ومحمد بن المنهال، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، والبخاري، وابن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر الصبغي، ودعلج السجزي، وإسماعيل بن نجيد، وخلق.
قال البخاري في آخر تفسير (البقرة): حدثنا محمد، حدثنا النفيلي، حدثنا مسكين بن بكير، عن شعبة... فقيل: هو البوشنجي، وقيل: الذهلي.
وقال أبو زكريا العنبري: شهدت جنازة الحسين القباني، فصلى عليه أبو عبد الله البوشنجي، فلما أراد الانصراف قدمت دابته، فأخذ الحافظ أبو عمرو الخفاف بلجامه، وأخذ الإمام ابن خزيمة بركابه، وإبراهيم بن أبي طالب والجارودي يسويان ثيابه، فلم يمنعهم من ذلك. وحضر البوشنجي مرة عند داود بن علي الظاهري، فأكرمه، وقال: جاءكم من يفيد ولا يستفيد.
وكان رأساً في علم اللسان. قال أبو بكر بن جعفر: سمعته يقول للمستملي: الزم لفظي وخلاك ذم.
وقال أبو عبد الله بن الأخرم: سمعت البوشنجي يقول: حدثنا يحيى بن بكير، وذكره يملأ الفم.
ولد البوشنجي سنة أربعٍ ومئتين، ومات في آخر يوم من سنة تسعين ومئتين بنيسابور، ودفن أول سنة إحدى.
وفيها توفي: شيخ القراء محمد بن عبد الرحمن قنبل المكي، وشيخ الأدب أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، ومحدث مكة محمد بن علي الصائغ، ومحمد بن أحمد بن البراء العبدي، ومحمد بن أحمد بن النضر بن بنت معاوية بن عمرو الأزدي، وهارون بن موسى الأخفش مقرئ دمشق. رحمهم الله تعالى.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 2- ص: 1
محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي أبو عبد اللَّه البوشنجي
بالباء والفاء أيضا نسبة إلى بوشنك من أعمال هراة، الفقيه الأديب شيخ أهل الحديث في زمانه، نزل نيسابور ومات بها سنة إحدى وتسعين ومائتين، والرافعي تارة يقول فيه: أبو عبد اللَّه البوشنجي، وقال في الدعاوى والبينات: محمد بن إبراهيم العبدي وهو مشهور بالأمرين، والعبدي نسبة إلى عبد القيس قبيلة معروفة قاله ابن خلكان. قيل إن البخارى روى عنه في ’’صحيحه’’؛ وحضر مجلس داود الظاهرى ببغداد فقال داود لأصحابه: حضركم من يفيد ولا يستفيد، وقال ابن خزيمة وقد سئل عن مسألة بعد أن شيع جنازة أبي عبد اللَّه: لا أفتى حتى يواريه لحده، ولا توفى الحسن بن محمد القيِّانى قدم أبو عبد اللَّه للصلاة عليه فصلى ولما أراد أن ينصرف فدمت دابته فأخذ أبو عمرو الخفاف باللجام وابن خزيمة بالركاب، وأبو بكر الجارودى وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه فمضى ولم يكلم واحداً منهم، وكان يقدم لسنانيره من كل طعام يأكله.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
أبو عبد اللَّه البوشنجى محمد بن إبراهيم.
تقديم في الثالثة عشرة.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1