ابن سريج أحمد بن عمر بن سريج البغدادي، أبو العباس: الشافعية فى عصره. مولده ووفاته في بغداد. له نحو 400 مصنف. وكان يلقب بالباز الأشهب. ولى القضاء بشيراز، وقام بنصرة المذهب الشافعي فنشره في أكثر الآفاق، حتى قيل: بعث الله عمر ابن عبد العزيز على رأس المئة من الهجرة فأظهر السنة وأمات البدعة، ومن الله فى المئة الثانية بالامام الشافعى فأحي السنة وأخفى البدعة، ومن بابن سريج في المئة الثالثة فنصر السنن وخذل البدع. وكان حاضر الجواب له مناظرات ومساجلات مع محمد بن داود الظاهرى. وله نظم حسن.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 185
ابن سريج أحمد بن عمر بن سريج القاضي أبو العباس البغداذي إمام أصحاب الشافعي، شرح ’’المهذب’’ ولخصه وصنف التصانيف ورد على مخالفي النصوص، سمع الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وعلي بن اشكاب وأبا داود السجستاني وعباس بن محمد الدوري، وروى عنه أبو القاسم الطبراني وأبو أحمد الغطريفي وتفقه على عدة أئمة ووقع حديثه بعلو في جزء الغطريفي لأصحاب ابن طبرزذ. قال أبو إسحاق كان يقال له الباز الأشهب، ولي القضاء بشيراز وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي حتى على المزني وفهرست كتبه يشتمل على أربع مائة مصنف، وكان أبو حامد الأسفراييني يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه دون دقائقه. تفقه على أبي القاسم الأنماطي، قال: رأيت كأنا مطرنا كبريتا أحمرا فملأت أكمامي وحجري فعبر لي أن أرزق علما غزيرا كعزة الكبريت الأحمر. قال الحاكم: سمعت حسان بن محمد الفقيه يقول: كنا في مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاث مائة، فقام شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد، يعني للأمة، دينها، وإن الله بعث على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز وعلى رأس المائتين الشافعي، ثم أنشأ يقول:
اثنان قد مضيا فبورك فيهما | عمر الخليفة ثم حلف السؤدد |
الشافعي الألمعي محمد | إرث النبوة وابن عم محمد |
أبشر أبا العباس إنك ثالث | من بعدهم سقيا لتربة أحمد |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 7- ص: 0
ابن سريج الشافعي اسمه أحمد بن عمر بن سريج.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
ابن سريج الإمام، شيخ الإسلام، فقيه العراقين، أبو العباس، أحمد بن عمر بن سريج البغدادي، القاضي الشافعي، صاحب المصنفات.
ولد سنة بضع وأربعين ومائتين، وسمع في الحداثة، ولحق أصحاب سفيان بن عيينة، ووكيع. فسمع من: الحسن بن محمد الزعفراني -تلميذ الشافعي- ومن: علي بن إشكاب، وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن محمد الدوري، وأبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، وعباس بن عبد الله الترقفي، وأبي داود السجستاني، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، والحسن بن مكرم، وحمدان بن علي الوراق، ومحمد بن عمران الصائغ، وأبي عوف البزوري، وعبيد بن شريك البزار، وطبقتهم.
وتفقه بأبي القاسم عثمان بن بشار الأنماطي الشافعي، صاحب المزني، وبه انتشر مذهب الشافعي، ببغداد، وتخرج به الأصحاب.
وحدث عنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه، وأبو أحمد بن الغطريف الجرجاني، وغيرهم.
يقع لي من عالي روايته في جزء الغطريفي.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم: أنبأنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا علي بن عبد السلام، أخبرنا الإمام أبو إسحاق في ’’طبقات الفقهاء’’ قال: كان يقال لابن سريج: الباز الأشهب. ولي القضاء بشيراز، وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي، حتى على المزني. وإن فهرست كتبه كان يشتمل على أربع مائة مصنف، وكان الشيخ أبو حامد الإسفراييني يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه دون دقائقه. تفقه على أبي القاسم الأنماطي، وأخذ عنه خلق، ومنه انتشر المذهب.
وقال أبو علي بن خيران: سمعت أبا العباس بن سريج يقول: رأيت كأنما مطرنا كبريتا أحمر، فملأت أكمامي وحجري، فعبر لي: أن أرزق علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر.
وقال أبو الوليد الفقيه: سمعت ابن سريج يقول: قل ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح، يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام.
وقال الحاكم: سمعت حسان بن محمد يقول: كنا في مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاث مائة، فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي، فإن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد -يعني: للأمة- أمر دينها، وإن الله تعالى بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وبعث على رأس المائتين محمد بن إدريس الشافعي، وبعثك على رأس الثلاث مائة، ثم أنشأ يقول:
اثنان قد ذهبا فبورك فيهما | عمر الخليفة ثم حلف السؤدد |
الشافعي الألمعي محمد | إرث النبوة وابن عم محمد |
أبشر أبا العباس إنك ثالث | من بعدهم سقيا لتربة أحمد |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 123
أحمد بن عمر بن سريج القاضى أبو العباس البغدادى الباز الأشهب والأسد الضارى على خصوم المذهب شيخ المذهب وحامل لوائه والبدر المشرق في سمائه والغيث المغدق بروائه ليس من الأصحاب إلا من هو حائم على معينه هائم من جوهر بحره بثمينه انتهت إليه الرحلة فضربت الإبل نحوه آباطها وعلقت به العزائم مناطها وأتته أفواج الطلبة لا تعرف إلا نمارق البيد بساطها
تفقه على أبى القاسم الأنماطى
وسمع الحسن بن محمد الزعفرانى وعباس بن محمد الدورى وأبا داود السجستانى وعلى بن إشكاب وغيرهم
روى عنه أبو القاسم الطبرانى الحافظ وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه وأبو أحمد الغطريفى وغيرهم
قال الشيخ أبو إسحاق كان يقال له الباز الأشهب وولى القضاء بشيراز
قال وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي رحمة الله تعالى عليهم حتى على المزنى
قلت أحسب أن ولايته القضاء كانت في مبادى شأنه وأما بالآخرة فقد سمر على بابه ليلى قضاء القضاة فامتنع كما سنحكى ذلك في فصل الفوائد عنه
ومن كلام الشيخ أبى حامد الإسفراينى نحن نجرى مع أبى العباس في ظواهر الفقه دون دقائقه
وقال أبو عاصم العبادى ابن سريج شيخ الأصحاب ومالك المعانى وصاحب الأصول والفروع والحساب
وقال أبو حفص المطوعى ابن سريج سيد طبقته بإطباق الفقهاء وأجمعهم للمحاسن باجتماع العلماء ثم هو الصدر الكبير والشافعي الصغير والإمام المطلق والسباق الذى لا يلحق وأول من فتح باب النظر وعلم الناس طريق الجدل
وقال الإمام الضياء الخطيب والد الإمام فخر الدين في كتابه غاية المرام إن أبا العباس كان أبرع أصحاب الشافعي في علم الكلام كما هو أبرعهم في الفقه
وقال أبو على بن خيران سمعت ابن سريج يقول رأيت كأنما مطرنا كبريتا أحمر فملأت أكمامى وحجرى فعبر لى أن أرزق علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر
وعن ابن سريج يؤتى يوم القيامة بالشافعي وقد تعلق بالمزنى يقول رب هذا قد أفسد علومى فأقول أنا مهلا بأبى إبراهيم فإنى لم أزل في إصلاح ما أفسده
وروى الخطيب أن أبا العباس قال في علته التى مات فيها أريت البارحة في المنام كأن قائلا يقول لى هذا ربك تعالى يخاطبك قال فسمعت الخطاب ب {ماذا أجبتم المرسلين} فقلت بالإيمان والتصديق قال فقيل ب {ماذا أجبتم المرسلين} قال فوقع في قلبى أنه يراد منى زيادة في الجواب فقلت بالإيمان والتصديق غير أنا أصبنا من هذه الذنوب فقال أما إنى سأغفر لك
وفى رواية رواها التنوخى عن بعض أصحاب ابن سريج قال لنا ابن سريج يوما أحسب أن المنية قد قربت فقلنا وكيف قال رأيت البارحة كأن القيامة قامت والناس قد حشروا وكأن مناديا ينادى بم أجبتم المرسلين فقلت بالإيمان والتصديق فقال ما سئلتم عن الأقوال بل سئلتم عن الأعمال فقلت أما الكبائر فقد اجتنبناها وأما الصغائر فعولنا فيها على عفو الله ورحمته فقلنا له ما في هذا ما يقتضى سرعة الموت فقال أما سمعتم قوله {اقترب للناس حسابهم} قال فمات بعد ثمانية عشر يوما
وممن سمع هذا المنام من ابن سريج أبو بكر الفارسى صاحب عيون المسائل ورواه عنه
ولأبى العباس مصنفات كثيرة يقال إنها بلغت أربعمائة مصنف ولم نقف إلا على اليسير منها وقفت له على كتاب في الرد على ابن داود في القياس وآخر في الرد عليه في مسائل اعترض بها الشافعي وهو حافل نفيس وأما كتاب الخصال المنسوب إليه فقليل الجدوى وعندى أنه لابنه أبى حفص عمر بن أبي العباس
وقد ناظر أبو العباس الإمام داود الظاهرى وأما ابنه محمد بن داود فلأبى العباس
معه المناظرات المشهورة والمجالس المروية وكان أبو العباس يستظهر عليه
وحكى أن ابن داود قال له يوما أبلعنى ريقى فقال أبلعتك دجلة
وأنه قال له يوما أمهلنى ساعة فقال أمهلتك من الساعة إلى قيام الساعة
ومات محمد بن داود قبله فيحكى أن أبا العباس نحى مخادة ومساوره وجلس للتعزية عند موته وقال ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود
قلت كذا لفظ الحكاية ولعله من المقلوب والمعنى إلا على لسان محمد بن داود كيف أكله التراب وقد جوزت النحاة رفع المفعول به ونصب الفاعل عند أمن اللبس وأنشدوا عليه
مثل القنافذ هداجون قد بلغت | نجران أو بلغت سوآتهم هجر |
إن سراجا لكريم مفخره | تحلى به العين إذا ما تجهره |
علام تقول الرمح أثقل عاتقى | إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت |
أكرر في روض المحاسن مقلتى | وأمنع نفسى أن تنال محرما |
وينطق سرى عن مترجم خاطرى | فلولا اختلاسى رده لتكلما |
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم | فما إن أرى حبا صحيحا مسلما |
ومساهر بالغنج من لحظاته | قد بت أمنعه لذيذ سناته |
ضنا بحسن حديثه وعتابه | وأكرر اللحظات في وجناته |
حتى إذا ما الصبح لاح عموده | ولى بخاتم ربه وبراته |
ولو كلما كلب عوى ملت نحوه | أجاوبه إن الكلاب كثير |
ولكن مبالاتى بمن صاح أو عوى | قليل فإنى بالكلاب بصير |
أخلاى لو غير الحمام أصابكم | عتبت ولكن ما على الدهر معتب |
لو غيركم علق الزبير بحبله | أدنى الجوار إلى بنى العوام |
فلو غير أخوالى أرادوا نقيصتى | جعلت لهم فوق العرانين ميسما |
لصيق فؤادى منذ عشرين حجة | وصيقل ذهنى والمفرج عن همى |
عزيز على مثلى إعارة مثله | لما فيه من علم لطيف ومن نظم |
جموع لأصناف العلوم بأسرها | فأخلق به أن لا يفارقه كمى |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 3- ص: 21
أحمد بن عمر بن سريج مات ببغداد سنة ست وثلاثمائة، وكان من عظماء الشافعيين وأئمة المسلمين وكان يقال له الباز الأشهب، وولي القضاء بشيراز وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي حتى على المزني. وسمعت شيخنا أبا الحسن الشيرجي الفرضي صاحب أبي الحسين ابن اللبان الفرضي يقول: إن فهرست كتب أبي العباس يشتمل على أربعمائة مصنف، وقام بنصرة هذا المذهب ورد على المخالفين وفرع على كتب محمد بن الحسن. وكان الشيخ أبو حامد يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه دون الدقائق.
وأخذ العلم عن أبي القاسم الأنماطي، وأخذ عنه فقهاء الإسلام وعن انتشر فقه الشافعي في أكثر الآفاق وكان يناظر أبا بكر محمد بن داود، وحكى أنه قال له أبو بكر يوما: أبلعني ريقي، فقال له أبو العباس: أبعلتك دجلة؛ وقال له يوما: أمهلني ساعة، فقال: أمهلتك من الساعة إلى أن تقوم الساعة؛ وقال له يوما: أكلمك من الرجل وتجيبني من الرأس؟ فقال له أبو العباس: هكذا البقر إذا حفيت أظلافها دهت قرونها.
ثم انتقل الفقه إلى طبقة أخرى أكثرهم أصحاب العباس.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 108
أحمد بن عمر بن سريج، أبو العباس القاضي، إمام أصحاب الشافعي في وقته.
قال الخطيب: حدث شيئاً يسيراً عن الحسن بن محمد الزعفراني، وجماعة.
روى عنه: الطبراني، والغطريفي.
وقال مسلمة بن قاسم: كان من أجل الشافعية ببغداد، وكان ذكياً حافظاً مبرزاً.
توفي سنة ست وثلاثمائة.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1
ابن سريج الإمام العلامة شيخ الإسلام القاضي أبو العباس أحمد ابن عمربن سريج البغدادي
قدوة الشافعية
سمع أبا داود والحسن الزعفراني ومنه الطبراني
قال الذهبي رأيت له تصانيف يحتج فيها بالأحاديث ويطرقها عمل من يفهم هذا الشأن وأما الفقه فهو حامل لوائه مات في جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة عن سبع وخمسين سنة وله أربعمائة مصنف
ومن كلامه ما رأيت من المتفقهين من اشتغل بالكلام فأفلح يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 339
ابن سريج
الإمام العلامة، إمام أصحاب الشافعي في وقته، القاضي أبو العباس، أحمد بن عمر بن سريج البغدادي.
سمع: الحسن بن محمد الزعفراني، وعلي بن إشكاب، وعباساً الدوري، والرمادي، وأبا داود السجستاني، وغيرهم.
حدث عنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد الغطريفي، وأبو الوليد الفقيه، وآخرون.
قال الشيخ أبو إسحاق في ’’الطبقات’’: ابن سريج يقال له: الباز الأشهب، ولي القضاء بشيراز، وكان يفضل على جميع الأصحاب حتى على المزني، وإن فهرست كتبه كانت تشتمل على أربع مئة مصنف، وكان الشيخ أبو حامد الإسفراييني يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه دون دقائقه. تفقه على أبي القاسم الأنماطي، وأخذ عنه خلق، وعنه انتشر مذهب الشافعي.
وقال الخطيب: شرح المذهب ولخصه، وعمل المسائل في الفروع، وصنف الكتب في الرد على المخالفين من أهل الرأي وأصحاب الظاهر.
وقال الدارقطني: أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج القاضي الفقيه الشافعي، سمع الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي، والناس بعد، وجالس داود الأصبهاني وناظره، وكان يحضر مع ابنه محمد بن داود في مجالس النظر، فيناظره ويستظهر عليه. وله مصنفات في الفقه على مذهب الشافعي، وله ردودٌ على المخالفين والمتكلمين، وله رد على عيسى بن أبان العراقي في الفقه.
وقال أبو أحمد بن عدي: سمعت أبا علي بن خيران يقول: سمعت أبا العباس بن سريج يقول: رأيت في المنام كأنا مطرنا كبريتاً أحمر، فملأت أكمامي وجيبي وحجري، فعبر لي أني أرزق علماً عزيزاً كعزة الكبريت الأحمر.
مات في جمادى الأولى سنة ست وثلاث مئة، وله سبعٌ وخمسون سنةً وستة أشهر.
وقيل له في مرضه: كيف أصبحت؟ فقال:
مريضٌ غاب عنه أقربوه | وأسلمه المداوي والحميم |
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 2- ص: 1
أحمد بن عمر بن سريج.
أبو عباس، حامل لواء الشافعية في زمنه الباز الأشهب تفقه بأبى قاسم الأنماطى، وفهرست كتبه تشتمل على أربعمائة مصنف. ولى قضاء شيراز مات سنة ست وثلاثمائة، وهو عالم رأس المائة على قول جماعة ومات عن سبع وخمسين سنة وأشهر، وكان يناظر أبا بكر بن داود فقال له يوماً: أبلعنى ريقى. قال أبو العباس: أبلعتك الدجلة. وقال له يوما: أمهلنى يوماً أمهلنى ساعة. فقال: أمهلتك من الساعة إلى قيام الساعة.
وقال له يوما: أكلمك من الرجل وتكلمنى من الرأس فقال له أبو العباس: هكذا البقر إذا جفيت أظلافها ذهب قرونها. قلت: ولأبى العباس ولداً اسمه عمر روى عن والده ذكره العبادي في ’’طبقاته’’، ورأيت له كتاباً لطيفاً سماه ’’تذكرة العالم وإرشاد المتعلم’’. نقلت من غرائبه مسألة لها تعلق بالتشهد في’’شرح المنهاج’’ لم أر مَن نص عليها غيره فراجعها منه، ونقل العراقيون عنه عن والده خلافاً فيما إذا كثرت ما لا نفسَ لها سائلة وغيرت الماء كما نقله في ’’الكفاية’’ عنهم، وحكاه النووي أيضاً عن حكاية الشيخ أبي حامد وغيره عنه عن أبيه، وكان سريج جده مشهور بالصلاح الوافر.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1