التصنيفات

الحسن بن عدي شيخ الأكراد حسن بن عدي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر بن إسماعيل، الملقب بتاج العارفين، شمس الدين أبو محمد شيخ الأكراد. وجده أبو البركات. هو أخو الشيخ القدوة عدي رحمه الله تعالى.
وكان شمس الدين من رجال العالم رأيا ودهاء، وله فضل وأدب، وشعر وتصانيف في التصوف، وله أتباع ومريدون يبالغون فيه.
قال الشيخ شمس الدين: وبينه وبين الشيخ عدي من الفرق كما بين القدم والفرق.
وبلغ من تعظيم العدوية له فيما حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد الإربلي قال: قدم واعظ على الشيخ حسن هذا، فوعظ حتى رق حسن، وبكى وغشي عليه فوثب بعض الأكراد على الواعظ فذبحوه. ثم أفاق الشيخ حسن فرآه يخبط في دمه، فقال: ما هذا؟. فقالوا: والا أيش هذا من الكلاب حتى يبكي سيدي الشيخ؟ فسكت حفظا لدسته وحرمته.
وخاف منه الملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، حتى قبض عليه وحبسه، ثم خنقه بوتر بقلعة الموصل، خوفا من الأكراد، لأنهم كانوا يشنون الغارات على بلاده، فخشي حتى لا يأمرهم بأدنى إشارة فيخربون بلاد الموصل.
وفي الأكراد طوائف إلى الآن يعتقدون أن الشيخ حسنا لا بد أن يرجع، وقد تجمعت عندهم زكوات ونذور ينتظرون خروجه، وما يعتقدون أنه قتل، وكانت قتلته سنة أربع وأربعين وستمائة، وله من العمر ثلاث وخمسون سنة.
ومن تصانيفه: كتاب محك الإيمان، والجلوة لأرباب الخلوة، وهداية الأصحاب.
وله ديوان شعر فيه شيء من الإلحاد، من ذلك:

ومنه من أرجوزة:
ومنه:
ومنه:
وختم الشيخ شمس الدين ترجمة الشيخ حسن بعدما أورد هذه الأبيات بأن قال:
’’أمرد وقهوة وقحبة أوراد أرباب الهوى! هذي طريق الجنة، فأين طريق النار؟ ’’.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0