محبوبة محبوبة: شاعرة ملحنة موسيقية، من مولدات البصرة. كانت لرجل من أهل الطائف أدبها وعلمها، وأهديت للمتوكل العباسي لما ولى الخلافة (سنة 232) فحلت من قلبه محلا جليلا. واشتهرت بأخبارها في مجالسه. ولما قتل (سنة 247) صار كثير من جواريه إلى وصيف وبينهن محبوبة، فأمرها يوما أن تغني، فأنشدت أبياتا في رثاء المتوكل، فغضب وصيف وأمر بسجنها، فسجنت، وكان آخر العهد بها. وقيل: استوهبها منه بغا فوهبها له فأعتقها وأمر بإخراجها من سامراء، فخرجت إلى بغداد، فأخملت ذكرها وانزوت إلى أن توفيت.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 283
محبوبة جارية المتوكل كان للمتوكل جارية اسمها (قبيحة) . كتبت بالمسك على خدها؟ (جعفر) قال المتوكل: فما رأيت شيئا أحسن من سواد تلك الغالية على بياض ذلك الخد. وطلب المتوكل من علي بن الجهم أن يقول في ذلك شعرا. فبادرت محبوبة من فورها تقول: (من الطويل)
وكاتبة بالمسك في الخد جعفرا | بنفسي مخط المسك من حيث أثرا |
لئن كتبت في الخد سطرا بكفها | لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا |
فيا من لمملوك لملك يمينه | مطيع له فيما أسر وأظهرا |
ويا من هواها في السريرة جعفر | سقى الله من سقيا ثناياك جعفرا |
يا طيب تفاحة خلوت بها | تشعل نار الهوى على كبدي |
أبكي إليها وأشتكي دنفي | وما ألاقي من شدة الكمد |
لو أن تفاحة بكت لبكت | من رحمتي هذه التي بيدي |
إن كنت لا ترحمين ما لقيت | نفسي من الجهد فارحمي جسدي |
أدور في القصر لا أرى أحدا | أشكو إليه ولا يكلمني |
حتى كأني ركبت معصية | ليست لها توبة تخلصني |
فهل لنا شافع إلى ملك | قد زاراني الكرى وصافحني |
حتى إذا ما الصباح لاح لنا | عاد إلى هجره فصارمني |
أي عيش يطيب لي | لا أرى فيه جعفرا |
ملكا قد رأته عي | ني قتيلا معفرا |
كل من كان ذا هيام | وحزن فقد برا |
غير محبوبة التي | لو ترى الموت يشترى |
لاشترته بملكها | كل هذا لتقبرا |
إن موت الكئيب أص | لح من أن يعمرا |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 239