متيم الهشامية متيم، مولاة لبانة بنت عبد الله بن إسماعيل المواكبي: شاعرة عارفة بالأدب. أحسنت صناعة الغناء. ولدت ونشأت وتأدبت في البصرة. واشتراها علي بن هشام (أحد القواد في جيش المأمون) فنسبت إليه. وولدت له. ولما مات عتقت. واتصلت بالمأمون العباسي، فكان يبعث إليها كثيرا فتغنيه وتسامره. واختص بها المعتصم في خلافته، فأشخصها معه إلى سامراء، فكانت إذا أرادت زيارة بغداد استأذنته فتقيم أياما وتعود.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 275

الهاشمية متيم الهاشمية، ذكرها الأصبهاني في الأغاني وقال: كانت صفراء مولدة من مولدات البصرة وبها نشأت وتأدبت وغنت، وأخذت عن إسحاق وعن أبيه قبله وعن طبقتهما، واشتراها علي بن هشام بعد ذلك. وكانت من أحسن الناس وجها وغناء، وكانت تقول الشعر، ليس مما يستجاد، ولكنه مستحسن من مثلها. وحظيت عند علي بن هشام حظوة شديدة وهي أم ولده كلهم.
وكلمها علي بن هشام يوما بشيء، فأجابته جوابا لم يرضه، فدفع يده في صدرها، فتغضبت ونهضت وتثاقلت عن الخروج إليه، فكتب إليها:

ومرت بقصر علي بن هشام بعد أن قتل، فلما رأت بابه مغلقا لا أنيس به وقد علاه التراب والغبار، وطرحت في أفنيته المزابل، وقفت عليه وتمثلت:
قال صاحب الأغاني: أول من عقد من النساء في طرف الإزار زنارا أو خيط إبريسم، ثم تجعله في رأسها فيثبت الإزار ولا يتحرك ولا يزول متيم. قال: يقال أنه لم يكن في زمن إسحاق بعد إسحاق أصنع للغناء من علويه وعبد الله بن العباس ومتيم، وفي أولادها من علي بن هشام.
يقول علي بن الجهم:
قال ابن المعتز: حدثت أن المأمون كان سأل علي بن هشام أن يهب له متيم، وكان بغنائها معجبا، فدافعه بذلك، ولم يكن يطلب منها ولدا. فلما أن ألح المأمون في طلبها، حرص علي أن تعلق منه حتى حبلت، ويئس المأمون منها، فيقال أن ذلك أول ما اضطغنه عليه. وعن الهاشمي قال: مات إبراهيم بن المهدي ومتيم وبذل في أيام يسيرة قليلة العدد، فقال بعض المخنثين: أظن أن في الجنة عرس قد ذهبوا بهؤلاء المغنين المحسنين إليه. وقيل أن جارية للمعتصم قالت هذا، فنهاها عن هذا الكلام، فلما كان بعد أيام، وقع حريق في حجرة هذه القائلة فاحترق كل ما تملكه، فدخلت على المعتصم باكية وقالت: يا سيدي، احترق كل ما أملكه، فقال: لا تجزعي فإنه قد استعاره أصحاب ذلك العرس.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0