المتوكل الليثي المتوكل بن عبد الله بن نهشل الليثي: من شعراء ’’الحماسة’’ اختار أبو تمام قطعتين من شعره. من إحداهما:
نبني، كما كانت أوائلنا | تبني، ونفعل مثل ما فعلوا |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 275
الليثي المتوكل بن عبد الله بن نهشل الليثي أبو جهمة الكوفي، من شعراء الإسلام. من شعره قصيدة مدح بها يزيد بن معاوية:
خليلي عوجا اليوم وانتظراني | فإن الهوى والهم أم أبان |
هي الشمس يدنو لي قريبا بعيدها | أرى الشمس ما أستطيعها وتراني |
نأت بعد قرب دارها وتبدلت | بنا بدلا والدهر ذو حدثان |
فهاج الهوى والشوق لي ذكر حرة | من المرجحنات الثقال حصان |
ألا رب مسرور بموتي لو أتى | وآخر لو أنعى له لبكاني |
وكنت امرءا يأبى لي الضيم أنني | صروم إذا الأمر المهم عناني |
وصول صروم لا أقول لمدبر | هلم إذا ما اغتشني وعصاني |
خليلي لو كنت امرءا بي سقطة | تضعضعت أو زلت بي القدمان |
أعيش على بغي العداة ورغمهم | وآتي الذي أهوى على الشنآن |
ولكنني ثبت المروءة حازم | إذا صاح طلابي ملأت عناني |
أبا خالد حنت إليك مطيتي | على بعد منتاب وطول جناني |
أبا خالد في الأرض نأي ومفسح | لذي مرة ترمي به الرجوان |
تناهت قلوصي بعد إسآدي السرى | إلى ملك جزل العطاء هجان |
ترى الناس أمثالي ينوبون بابه | لبكر من الحاجات أو لعوان |
لسنا وإن أحسابنا كرمت | يوما على الحساب نتكل |
نبني كما كانت أوائلنا | تبني ونفعل مثل ما فعلوا |
فبت وبات همي لي نجيا | أعزي عنك قلبا مستهاما |
إذا ذكرت لقلبك أم بكر | يبيت كأنما اغتبق المداما |
أبى قلبي فما يهوى سواها | وإن كانت مودتها غراما |
ينام الليل كل خلي هم | وتأبى العين مني أن تناما |
على حين ارعويت وكان رأسي | كأن على مفارقه ثغاما |
سعى الواشون حتى أزعجوها | ورث الحبل فانجذم انجذاما |
ترجيها وقد شحطت نواها | ومنتك المنى عاما فعاما |
خدلجة لها كفل وثير | ينوء بها إذا قامت قياما |
مخصرة ترى في الكشح منها | على تثقيل أسفلها هضاما |
إذا ابتسمت تلألأ ضوء برق | تهلل في الدجنة ثم داما |
وإن قامت تمايل من وراها | غمامة صيف ولجت غماما |
إذا تمشي تقول: دبيب سيل | تعرج ساعة ثم استقاما |
وإن جلست فدمية بيت عيد | تصان فلا ترى إلا لماما |
فلو أشكو الذي أشكو إليها | إلى جبل لراجعني الكلاما |
أحب دنوها وتحب نأيي | وتعتام التنايف لي اعتياما |
كأني من تذكر أم بكر | جريح أسنة يشكو الكلاما |
تساقط أنفسا نفسي عليها | إذا شحطت وتغتم اغتماما |
صليني واعرفي أني كريم | وأن حلاوتي خلطت عراما |
وأني ذو محافظة صليب | خلقت لمن يشاكسني لجاما |
فلا وأبيك لا أنساك حتى | تجاوب هامتي في القبر هاما |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0