مالك بن نويرة مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي، أبو حنظلة: فارس شاعر، من أرداف الملوك في الجاهلية. يقال له ’’فارس ذي الخمار’’ وذو الخمار فرسه، وفي أمثالهم ’’فتى ولا كمالك’’ وكانت فيه خيلاء، وله لمة كبيرة. أدرك الإسلام وأسلم وولاه رسول الله (ص) صدقات قومه (بني يربوع) ولما صارت الخلافة إلى أبي بكر اضطرب مالك في أموال الصدقات وفرقها. وقيل: أرتد، فتوجه إليه خالد بن الوليد وقبض عليه في البطاح، وأمر ضرار ابن الأزور الأسدي، فقتله.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 267
مالك بن نويرة مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي.
أخو متمم بن نويرة.
قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأسلم، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بعض صدقات بني تميم. فلما توفى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة، صالحها إلا أنه لم تظهر عنه ردة، وأقام بالبطاح. فلما فرغ خالد من بني أسد وغطفان، سار إلى مالك وقدم البطاح، فلم يجد به أحدا، كان مالك قد فرقهم ونهاهم عن الاجتماع. فلما قدم خالد البطاح بث سراياه، فأتى بمالك بن نويرة ونفر من قومه. فاختلفت السرية فيهم، وكان فيهم أبو قتادة، وكان فيمن شهد أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا. فحبسهم في ليلة باردة، وأمر خالد فنادى: أدفئوا أسراكم- وهي في لغة كنانة القتل- فقتلوهم، فسمع خالد الواعية فخرج وقد قتلوا، فتزوج خالد امرأته، فقال عمر لأبي بكر: سيف خالد فيه رهق ! وأكثر عليه، فقال أبو بكر: تأول فأخطأ. ولا أشيم سيفا سله الله على المشركين. وودي مالكا، وقدم خالد على أبي بكر، فقال له عمر: يا عدو الله، قتلت امرأ مسلما، ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك.
وقيل: إن المسلمين لما غشوا مالكا وأصحابه ليلا، أخذوا السلاح، فقالوا: نحن المسلمون. فقال أصحاب مالك: ونحن المسلمون. فقالوا لهم: ضعوا السلاح وصلوا. وكان خالد يعتذر في قتله أن مالكا قال: ما إخال صاحبكم إلا قال كذا. فقال: أو ما تعده لك صاحبا؟
فقتله. فقدم متمم على أبي بكر يطلب بدم أخيه، وأن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي، وودي مالكا من بيت المال.
فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد. وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امرأ مسلما. وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطي دية مالك من بيت المال.
فهذا جميعه يدل على أنه مسلم.
ووصف متمم بن نويرة أخاه مالكا فقال: «كان يركب الفرس الحرون، ويقود الجمل الثفال، وهو بين المزادتين النضوحتين في الليلة القرة، وعليه شملة فلوت، معتقلا رمحا خطيا فيسري ليلته ثم يصبح وجهه ضاحكا، كأنه فلقة قمر» رحمه الله ورضى عنه.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1078
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 5- ص: 48
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 276
مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي يكنى أبا حنظلة، ويلقب الجفول.
قال المرزباني: كان شاعرا شريفا فارسا معدودا في فرسان بني يربوع في الجاهلية وأشرافهم، وكان من أرداف الملوك، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمله على صدقات قومه، فلما بلغته وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمسك الصدقة وفرقها في قومه، وقال في ذلك:
فقلت خذوا أموالكم غير خائف | ولا ناظر فيما يجيء من الغد |
فإن قام بالدين المحوق قائم | أطعنا وقلنا الدين دين محمد |
فخرت بنو أسد عقيل واحد | صدقت بنو أسد عتيبة أفضل |
بجحوا بمقتله ولا توفى به | مثنى سراتهم الذين يقتلوا |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 5- ص: 560
اليربوعي مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد أبو المغوار اليربوعي، وهو أخو متمم الآتي ذكره إن شاء الله تعالى. كان يقال له: فارس ذي الخمار، وكان يلقب بالجفول لأنه كان ذا لمة كبيرة. قيل أن أهل العسكر أثفوا القدور برؤوس القتلى، فما منها رأس إلا وصلت النار إليه، ما خلا رأس مالك، فإن النار لم تصل إليه لكثرة شعره. قتل مالك هذا في الردة.
قال صاحب الأغاني: قال السري مسندا: لما قدم خالد بن الوليد البطاح، لم يجد عليه أحدا، ووجد مالكا قد فرقهم في أموالهم، ونهاهم عن الاجتماع. فبثهم - أي سراياه - وأمرهم بداعية الإسلام. فساءلوهم، وكان فيما أوصاهم به أبو بكر رضي الله عنه: (إذا نزلتم فأذنوا وأقيموا، فإن أذن القوم وأقاموا فكفوا عنهم، وإن لم يفعلوا فلا شيء إلا الإغارة. ثم اقتلوهم كل قتلة، الحرق فما سواه، وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم، فإن هم أقروا بالزكاة قبلتم منهم، وإلا فلا شيء إلا الإغارة، ولا كلمة). فجاءه الخيل بمالك في نفر معه من بني ثعلبة بن يربوع ومن بني عاصم، وبني عبيد وجعفر، فاختلفت السرية فيهم، وفيهم أبو قتادة الأنصاري، وكان ممن شهد أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا، فلما اختلفوا فيهم، أمر بهم فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شيء، وجعلت تزداد بردا، فأمر خالد مناديا ينادوا: أدفئوا أسراكم. وكان في لغة كنانة، إذا قالوا: دثروا الرجل وأدفئوه، فذلك بمعنى: اقتلوه، وفي لغة غيرهم: أدفئوه من الدفء. فظن القوم أنهم أرادوا القتل، فقتلوهم. فقتل ضرار بن الأزور مالكا. وسمع خالد الواعية فخرج وقد فرغوا منهم، فقال: إذا أراد الله أمرا أصابه. فقال أبو قتادة: هذا عملك، فزبره خالد، فغضب ومضى حتى أتى أبا بكر، فغضب عليه أبو بكر، حتى كلمه فيه عمر، ولم يرض إلا بأن يرجع إليه، فرجع إليه، فلم يزل معه حتى قدم المدينة. وكان خالد قد تزوج أم تميم بنت المهلب وهي امرأة مالك. وكانت العرب تكره النساء في الحرب وتعايره. فقال عمر لأبي بكر: إن في سيف خالد رهقا، وحق عليه أن تقيده، وأكثر عليه في ذلك وكان أبو بكر لا يقيد عماله ولا وزعته، فقال: هيه يا عمر، تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد. ثم كتب إلى خالد أن يقدم عليه ففعل، وأخبره خبره فعذره. وقبل منه وعنفه بالتزويج. وقدم أخوه متمم الشاعر ينشد أبا بكر دمه، ويطلب إليه في سبيهم، فرد عليه، انتهى.
وقيل أن خالدا كان يهوى امرأة مالك في الجاهلية. وكان خالد يعتذر في قتله فيقول: إنه قال لي وهو يراجعني: (ما إخال صاحبهم) إلا قد كان يقول كذا وكذا. فقلت: أوما تعده صاحبك؟ ثم قدمته فضربت عنقه. ومما يؤيد خالدا وأن مالكا مات مرتدا، أن متمما لما أنشد عمر رضي الله عنه مراثيه في أخيه مالك، قال عمر: هذا والله التأبين، لوددت أني أحسن الشعر فأرثي أخي زيدا بمثل ما رثيت به أخاك. فقال متمم: لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته. فقال عمر رضي الله عنه: ما عزاني أحد عن أخي بأحسن مما عزاني به متمم. وفي المثل: فتى ولا كمالك، ومرعى ولا كالسعدان، يعنون به مالكا هذا. وقيل لمتمم: صف لنا مالكا فقال: كان يركب الجمل الثفال في الليلة القرة، يرتمي لأهله بين المزادتين النضوحتين، عليه الشملة الفلوت، يقود الفرس الحرون، ثم يصبح ضاحكا. ومن مراثيه فيه:
لعمري وما دهري بتأبين هالك | ولا جزع مما أصاب فأوجعا |
لقد دفن المنهال تحت ردائه | فتى غير مبطان العشيات أروعا |
وكنا كندماني جذيمة حقبة | من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا |
فلما تفرقنا كأني ومالكا | لطول اجتماع لم نبت ليلة معا |
وقالوا: أتبكي كل قبر رأيته | لقبر ثوى بين اللوى والدكادك |
فقلت لهم: إن الأسى يبعث الأسى | دعوني فهذا كله قبر مالك |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
مالك بن نويرة بن حمزة اليربوعي التميمي قال الطبري: بعث النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن نويرة على صدقة بني يربوع. وكان قد أسلم هو وأخوه متمم بن نويرة الشاعر، فقتل خالد بن الوليد مالكا- يظن أنه ارتد حين وجهه أبو بكر لقتال أهل الردة. واختلف فيه هل قتله مسلما أو مرتدا؟ وأراه- والله أعلم- قتله خطأ. وأما متمم فلا شك في إسلامه.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1362