مالك بن الريب مالك بن الريب بن حوط بن قرط المازني التميمي: شاعر، من الظرفاء الأدباء الفتاك. اشتهر في أوائل العصر الأموي. ورويت عنه أخبار في أنه قطع الطريق مدة. ورآه سعيد بن عثمان بن عفان، بالبادية في طريقه بين المدينة والبصرة، وهو ذاهب إلى خراسان وقد ولاه عليها معاوية(سنة 56) فأنبه سعيد على ما يقال عنه من العيث وقطع الطريق واستصلحه واصطحبه معه إلى خراسان، فشهد فتح سمرقند، وتنسك. وأقام بعد عزل سعيد، فمرض في ’’مرو’’ وأحس بالموت فقال قصيدته المشهورة، وهي من غرر الشعر، وعدتها 58 بيتا، مطلعها:
ألا ليت شعري هل ابيتن ليلة | بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا |
تذكرت من يبكي على فلم أجد | سوى السيف والرمح الرديني باكيا |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 261
اللص المازني مالك بن الريب بن حوط بن قرط بن حسل، ينتهي إلى مازن بن تميم. كان شاعرا لصا فاتكا، منشأه في بادية بني تميم بالبصرة. كان في أول أيام أمية.
كان مالك ذات ليلة في بعض هناته نائما، وكان لا ينام إلا متوشحا بالسيف، إذا هو بشيء قد جثم عليه لا يدري ما هو، فانتفض مالك فسقط عنه، فانتحى له بالسيف فقده نصفين فنظر إليه مالك، فإذا هو رجل أسود كان يقطع الطريق في تلك الناحية، فقال مالك:
أدلجت في مهمه ما إن أرى أحدا | حتى إذا حان تعريس لمن نزلا |
وضعت نفسي وقلت: الله يكلأني | مهما تنم عنك من عين فما غفلا |
والسيف بيني وبين الأرض مشعره | أخشى الحوادث إني لم أكن وكلا |
ما نمت إلا قليلا نمته سترا | حتى وجدت على جثماني الثقلا |
داهية من دواهي الليل بيتني | مجاهرا يبتغي نفسي وما قفلا |
لما ثنى الله عني سر عدوته | رقدت لا مثنيا ذعرا ولا وعلا |
أوقدت ناري وما أدري إذا لبد | يغشى المهجهج غض السيف أو رجلا |
ألا ترى الدار قفرا لا أنيس بها | إلا الوحوش وأمسى أهلها احتملا |
بين المنيفة حيث استن مدفعها | وبين فردة من وحشيها قتلا |
وقد تقول وما تخفى لجارتها | إني أرى مالك بن الريب قد نحلا |
من يشهد الحرب يصلاها ويسعرها | تراه مما كسته شاحبا وجلا |
خذها فإني لضراب إذا اختلفت | أيدي الرجال بضرب يختل البطلا |
أيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا | برابية إني مقيم لياليا |
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي | وردا على عيني فضل ردائيا |
ولا تحسداني بارك الله فيكما | على الأرض ذات العرض أن توسعا ليا |
لعمري لئن غالت خراسان هامتي | لقد كنت عن بابي خراسان نابيا |
فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة | بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0