ليلى الاخيلية ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد ابن كعب، الاخيلية، من بني عامر بن صعصعة: شاعرة فصيحة ذكية جميلة. اشتهرت بأخبارها مع توبة بن الحمير. قال لها عبد الملك بن مروان: ما رأى منك توبة حتى عشقك؟ فقالت: ما رأى الناس منك حتى جعلوك خليفة ! وفدت على الحجاج مرات فكان يكرمها ويقربها وطبقتها في الشعر تلي طبقة الخنساء. وكانت بينها وبين النابغة الجعدي مهاجاة. وابلغ شعرها قصيدتها في رثاء توبة، منها:
وتوبة احيى من فتاة حيية | وأجرأ من ليث بخفان خادر |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 249
ليلى الأخيلية ليلى بنت عبد الله الأخيلية الشاعرة المشهورة. كانت من أشعر النساء، لا تقدم عليها غير الخنساء. توفيت في عشر الثمانين للهجرة، وكان توبة بن الحمير يهواها، وقد تقدم ذكره، خطبها فأبى أبوها، فكان يزورها. قال لها الحجاج: إن شبابك قد مضى واضمحل أمرك وأمر توبة، فأقسم عليك إلا صدقتيني، هل كانت بينكما ريبة قط؟ أو خاطبك في ذلك؟ قالت: لا والله أيها الأمير، إلا أنه قال لي - ليلة وقد خلونا - كلمة، ظننت أنه قد خضع فيها لبعض الأمر، فقلت له:
وذي حاجة قلنا له: لا تبح بها | فليس إليها ما حييت سبيل |
لنا صاحب لا نبتغي أن نخونه | وأنت لأخرى فارغ وخليل |
عفا الله عنها، هل أبيتن ليلة | من الليل لا يسري إلي خيالها |
وعنه عفا ربي وأحسن حفظه | عزيز علينا حاجة لا ينالها |
أحجاج لا يفلل سلاحك إنما الـ | ـمنايا بكف الله حيث يراها |
إذا هبط الحجاج أرضا مريضة | تتبع أقصى دائها فشفاها |
شفاها من الداء العضال الذي بها | غلام إذا هز القناة سقاها |
سقاها دماء المارقين وعلها | إذا جمحت يوما وخيف أذاها |
إذا سمع الحجاج رز كتيبة | أعد لها قبل النزول قراها |
أعد لها مصقولة فارسية | بأيدي رجال يحلبون صراها |
أحجاج لا تعطي العداة مناهم | ولا الله لا يعطي العداة مناها |
ولا كل حلاف تقلد بيعة | بأعظم عهد الله ثم شراها |
لعمرك ما بالموت عار على الفتى | إذا لم تصبه في الحياة المعاير |
وما أحد حي وإن عاش سالما | بأخلد ممن غيبته المقابر |
ولا الحي مما أحدث الدهر معتب | ولا الميت إن لم يصبر الحي ناشر |
وكل جديد أو شباب إلى بلى | وكل امرئ يوما إلى الله صائر |
قتيل بني عوف فيا لهفتا له | وما كنت إياهم عليه أحاذر |
ولكنني أخشى عليه قبيلة | لها بدروب الشأم باد وحاضر |
حجاج أنت الذي ما فوقه أحد | إلا الخليفة والمستعظم الصمد |
حجاج أنت شهاب الحرب إن نهجت | وأنت للناس نور في الدجا يقد |
نحن الأخايل لا يزال غلامنا | حتى يدب على العصا مذكورا |
تبكي الرياح إذا فقدن أكفنا | جزعا وتلفينا الرفاق بحورا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
ليلى الأخيلية ترجمتها
كانت جميلة فصيحة شاعرة مقدمة بين شعراء وشاعرات العصر الإسلامي الأموي, حافظة لأنساب العرب وأيامها وأشعارها. وقد اشتهرت بحب توبة بن الحمير الخفاجي.
وكان توبة شجاعا مبرزا في قومه, سخيا فصيحا مشهورا بمكارم الأخلاق.
وقد قتل في إحدى الغارات, فحزنت عليه حزنا شديدا, وخلعت الزينة حتى ماتت. ولكن بعده بزمن طويل, وقالت فيه المراثي الكثيرة, وهي أجمل شعرها وأكثر. توفيت سنة ثمانين للهجرة.
ونورد هنا شعرها في توبة في مطاوي حوادث جرت لها في مقابلاتها لملوك وأمراء بني أمية ثم نذكر شعرها المتفرق في معان مختلفة وغايات خاصة.
المناسبة
قالت تعير قابضا (وهو أحد رفاقه وقد هرب عنه عند الواقعة التي قتل فيها) : (من الطويل)
جزى الله شرا قابضا بصنيعة | وكل امرئ يجزى بما كان ساعيا |
دعا قابضا والمرهفات يردنه | فقبحت مدعوا ولبيك داعيا |
ولما أن رأيت الخيل قبلا | تباري بالخدود شبا العوالي |
صرمت حباله وصددت عنه | بعظم الساق ركضا غير آل |
على ربذ القوائم أعوجي | شديد الأسرى منكمش التوالي |
دعا قابضا والموت يخفق ظله | وما قابض إذا لم يجب بنجيب |
وآسى عبيد الله ثم ابن أمه | ولو شاء نجى يوم ذاك حبيبي |
كم هاتف بك من باك وباكية | يا توب للضيف إذا تدعى والجار |
وتوب للخصم إن جاروا وإن عدلوا | وبدلوا الأمر نقضا بعد إمرار |
إن يصدروا الأمر تطلقه موارده | أو يوردوا الأمر تحلله بإصدار |
فتى لم يزال يزداد خيرا لدن مشى | إلى أن علاه الشيب فوق المسايح |
تراه إذا ما الموت حل بورده | ضروبا على أقرانه بالصفائح |
شجاع لدى الهيجاء ثبت مشايح | إذا انحاز عن أقرانه كل سابح |
فعاش حميدا لا ذميما فعاله | وصولا لقرباه يرى غير كالح |
لنعم الفتى يا توب كنت ولم تكن | لتسبق يوما كنت منه توائل |
ونعم الفتى يا توب كنت إذا التقى | صدور العوالي واستشال الأسافل |
ونعم الفتى يا توب كنت لخائف | أتاك لكي يحمي ونعم المنازل |
ونعم الفتى يا توب جارا وصاحبا | ونعم الفتى يا توب حين تفاضل |
أبى لك ذم الناس يا توب إنما | لقيت حمام الموت والموت عاجل |
ولا يبعدنك الله يا توب إنما | كذاك المنايا عاجلات وآجل |
ولا يبعدنك الله يا توب والتقت | عليك الغوادي المدجنات الهواطل |
نظرت وركن من عماية دوننا | وبطن الركايا أي نظرة ناظر |
لآنس إن لم يقصر الطرف منهم | فلم تقصر الأخبار والطرف قاصري |
فوارس أجلي شأوها عن عقيرة | لعاقرها فيها عقيرة عاقر |
فآنست خيلا بالرقي مغيرة | سوابقها مثل القطا المتواتر |
قتيل بني عوف ويثبر دونه | قتيل بني عوف قتيل لعامر |
تبادره أسيافهم فكأنما | تصادرن عن حامي الحديدة باتر |
من الهند وانيات في كل قطعة | دم زل عن إثر من السيف ظاهر |
أتته المنايا بين درع حصينة | وأسمر خطي وجرداء ضامر |
على كل جرداء السراة وسابح | لهن بشباك الحديد زوافر |
عوابس تغدو الثعلبية ضمرا | وهن شواح بالشكيم الشواجر |
فلا يبعدنك الله توبة إنما | لقاك المنايا دارعا مثل حاسر |
فإن تكن القتلى بواء فإنكم | ستلقون يوما ورده غير صادر |
وإن تكن القتلى بواء فإنكم | فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر |
فتى لا تخطاه الرقاق ولا يرى | لقدر عيالا دون جار مجاور |
ولا تأخذ الكوم الجلاد رماحها | لتوبة عن ضيف سرى في الصنابر |
إذا ما رأته قائما بسلاحه | اتقته الخفاف بالثقال البهازر |
إذا لم يجد منها برسل فقصره | ذرى المرهفات والقلاص النواجر |
قرى سيفه منها مشاشا وضيفه | سنام البهاريس السباط المشافر |
وتوبة أحيى من فتاة حيية | وأجرأ من ليث بخفان خادر |
ونعم فتى الدنيا لئن كان فاجرا | وفوق الفتى إن كان ليس بفاجر |
فتى ينهل الحاجات ثم يعلها | فتطلعه عنها ثنايا المصادر |
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ | قلائص يفحصن الحصا بالكراكر |
ولم يثن أبرادا عتاقا لفتية | كرام ويرحل قبل فيء الهواجر |
ولم ينجل الضيفان عنه وبطنه | لطيف كطي السب ليس بحاذر |
فتى كان للمولى سناء ورفعة | وللطارق الساري قرى جد حاضر |
ولم يدع يوما للحفاظ وللندى | وللحرب ترمى نارها بالشرائر |
وللبازل الكوماء يرغو خوارها | وللخيل نعدو بالكماة المشاعر |
كأن لم يكن يقطع فلاة ولم ينخ | قلاصا لذي بأو من الأرض غابر |
طوت نفعها عنا كلاب وأثرت | بنا أجهلوها بين غاو وشاعر |
وقد كان حقا أن تقول سراتهم | لما لأخينا عائشا غير عائر |
داوية قفر يحار بها القطا | تخطيتها بالناعجات الضوامر |
فتالله تبني بيتها أم عاصم | على مثله أخرى الليالي الغوابر |
فليس شهاب الحرب توبة بعدها | بغار ولا غاد بركب مسافر |
وقد كان مرهوب السنان وبين ال | لسان ومدلاج السرى غير فاتر |
دعاه إلى مكروهة فأجابه | على الهوى منها والحتوف الحواضر |
وكان إذا مولاه خاف ظلامة | أتاه ولم يعدل سواه بناصر |
فتى لا تراه الناب إلفا لسقيها | إذا اختلجت بالناس إحدى الكبائر |
فإن يك عبد الله آس ابن أمة | وآب بأسلاب الكمي المغاور |
وإن تك قد فارقته لك غادرا | وأني لحي غدر من في المقابر |
فأقسمت أبكي بعد توبة هالكا | وأحفل من نالت صروف المقادر |
وعلى مثل همام وكابن مطرف | لتبك البواكي أو كبشر بن عامر |
غلامان كانا استوردا كل سورة | من المجد ثم استوثقا في المصادر |
ربيعي حيا كانا يفيض نداهما | على كل مغمور نداه وغامر |
كأن سنا ناريهما كل شتوة | سنا البرق يبدو للعيون النواظر |
لتبك العذارى من خفاجة كلها | إلى الحول صيفا دائبات ومربعا |
على ناشئ نال المكارم كلها | وما انفك حتى استفرغ المجد أجمعا |
يا عين بكي بدمع دائم السجم | وابكي لتوبة عند الروع والبهم |
على فتى من بني سعد فجعت به | ماذا أجن به في الحفرة الرجم |
من كل صافية صرف وقافية | مثل السنان وأمر غير مقتسم |
ومصدر حين يعيي القوم مصدرهم | وجفنة عند نحس الكوكب الشئم |
وآليت أرثي بعد توبة هالكا | وأحفل من دارت عليه الدوائر |
لعمرك ما بالموت عار على الفتى | أذا لم تصبه في الحياة المعاير |
وما أحد حي وإن عاش سالما | بأخلد ممن غيبته المقابر |
ومن كان مما يحدث الدهر جازعا | فلا بد يوما أن يرى وهو صابر |
وليس لذي عيش عن الموت مذهب | وليس على الأيام والدهر غابر |
ولا الحي مما يحدث الدهر معتب | ولا الموت إن لم يصبر الحي ناشر |
وكل شباب أو جديد إلى بلى | وكل امرئ يوما إلى الله صائر |
وكل قريبي ألفة لتفرق | شتاتا وإن ضنا وطال التعاشر |
فلا يبعدنك الله يا توب هالكا | أخا الحرب إن دارت عليك الدوائر |
فآليت لا أنفك أبكيك ما دعت | على فنن ورقاء أو طار طائر |
قتيل بني عوف فيا لهفتا له | وما كنت إياهم عليه أحاذر |
ولكنما أخشى عليه قبيلة | لها بدروب الروم باد وحاضر |
أيا عين بكي توبة بن الحمير | بسح كفيض الجدول المتفجر |
لتبك عليه من خفاجة نسوة | بماء شؤون العبرة المتحدر |
سمعن بهيجا أرهقت فذكرنه | ولا يبعث الأحزان مثل التذكر |
كأن فتى الفتيان توبة لم يسر | بنجد ولم يطلع من المتغور |
ولم يرد الماء السدام إذا بدا | سنا الصبح في بادي الحواشي المنور |
ولم يغلب الخصم الألد ويملأ | الجفان سديفا بوم نكباء صرصر |
ولم يعل بالجرد الجياد يقودها | بسرة بين الأشمسات فأيصر |
وصحراء موماة يحار بها القطا | قطعت على هول الجنان بمنسر |
يقودون قبا كالسراحين لاحها | سراهم وسير الراكب المتهجر |
فلما بدت أرض العدو سقيتها | مجاج بقيات المزاد المغبر |
ولما أهابوا بالنهاب حويتها | بخاظي البضيع كرة غير أعسر |
ممر ككر الأندري مثابر | إذا ماونين ملهب الشد محضر |
فألوت بأعناق طوال وراعها | صلاصل بيض سابغ وسنور |
ألم تر أن العبد يقتل ربه | فيظهر جد العبد من غير مظهر |
قتلتم فتى لا يسقط الروع رمحه | إذا الخيل جالت في قنا متكسر |
فيا توب للهيجا ويا توب للندى | ويا توب للمستنبح المتنور |
ألا رب مكروب أجبت ونائل | بذلت ومعروف لديك ومنكر |
أريقت ابن الخليع فأصبحت | حياض الندى زلت بهن المراتب |
فعفاؤها لهن يطوفون حوله | كما انقض عرش البرء والورد عاصب |
فلا وأبيك يا ابن عقيل | تبلك بعدها فينا بلال |
فلو آسيته لخلاك ذم | وفارقك ابن عمك غير قال |
معاوية لم أكد آتيك تهوي | برحلي نحو ساحتك الركاب |
تجوب الأرض نحوك ما تأنى | إذا ما الأكم قنعها السراب |
وكنت المرتجى وبك استعاذت | لتنعشها إذا بخل السحاب |
بعيد المدى لا يبلغ القوم قعره | ألد ملد يغلب الحق باطله |
إذا حل ركب في ذراه وظله | ليمنعهم مما تخاف نوازله |
حماهم بنصل السيف من كل فادح | يخافونه حتى تموت خصائله |
معاذ إلهي كان والله سيدا | جوادا على العلات جما نوافله |
أغر خفاجيا يرى البخل سبة | تحلب كفاه الندى وأنامله |
عفيفا بعيد الهم صلبا قناته | جميلا محياه قليلا غوائله |
وقد علم الجوع الذي بات ساريا | على الضيف والجيران أنك قاتله |
وأنك رحب الباع يا توب بالقرى | إذا ما لئيم القوم ضاقت منازله |
وكان إذا ما الضيف أرغى بعيره | لديه أتاه نيله وفواضله |
أتته المنايا حين تم تمامه | وأقصر عنه كل قرن يصاوله |
وصار كليث الغاب يحمى عرينه | وترضى به أشباله وحلائله |
عطوف حليم حين يطلب حلمه | وسم ذعاف لا تصاب مقاتله |
جزى الله خيرا والجزاء بكفه | فتى من عقيل ساد غير مكلف |
فتى كانت الدنيا تهون بأسرها | عليه ولا ينفك جم التصرف |
ينال عليات الأمور بهونة | إذا هي أعيت كل خرق مشرف |
هو المسك بالأري الضاحكي شبته | بدر ياقة من خمر بيسان قرقف |
فيا توب ما في العيش خير ولا ندى | يعد وقد أمست في ترب نفنف |
وما نلت منك النصف حتى إذا ارتمت | منايا بسهم صائب الوقع أعجف |
فيا ألف ألف كنت حيا مسلما | لألقاك مثل القسور المتطرف |
كما كنت إذا كنت المنجى من الردى | إذا الخيل جالت بالقنا المتقصف |
وكم من لهيف محجر قد أجبته | بأبيض قطاع الضريبة مرهف |
فأنفذته والموت يحرق نابه | عليه ولم يطعن ولم يتنسف |
ستحملني ورحلي ذات رحل | عليها بنت آباء كرام |
إذا جعلت سودا الشام دوني | وأغلق دونها باب اللئام |
فليس بعائد أبدا إليهم | ذوو الحاجات في غلس الظلام |
أعاتك لو رأيت غداة بنا | عزاء النفس عنكم واعتزامي |
إذا لعلمت واستيقنت أني | مشيعة ولم ترعي ذمامي |
أأجعل مثل توبة في نداه | أبا الذبان فوه الدهر دامي |
معاذ الله ما عسفت برحلي | تغد السير للبلد التهامي |
أقلت خليفة فسواه أحجي | بإمرته وأولى بالشآم |
لثام الملك حين تعد بكر | ذوو الأخطار والخطط الجسام |
أحجاج أن الله أعطاك غاية | يقصر عنها من أراد مداها |
أحجاج لا يفلل سلاحك إنما | المنايا بكف الله حيث تراها |
أذا ورد الحجاج أرضا مريضة | تجار يتبع أقصى دائها فشفاها |
شفاها من الداء العضال الذي بها | غلام إذا هز القناة سقاها |
سقاها دماء المارقين وعلها | إذا جمحت يوما وخيف أذاها |
إذا سمع الحجاج صوت كتيبة | أعد لها قبل النزول قراها |
أعد لها مصقولة فارسية | بأيدي دجال يحسنون غذاها |
أحجاج لا تعط العصاة مناهم | ولا الله يعطي للعصاة مناها |
ولا كل خلاف تقلد بيعة | فأعظم عهد الله ثم شراها |
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت | فقد رابني منها الغداة سفورها |
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها | فليس أليها ما حييت سبيل |
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه | وأنت لأخرى صاحب وخليل |
تخالك تهوى غيرها فكأنما | لها من تظنيها عليك دليل |
حجاج أنت الذي لا فوقه أحد | إلا الخليفة والمستغفر الصمد |
حجاج أنت شهاب الحرب إن نفخت | وأنت للناس نور في الدجى يقد |
نحن الذين صحبوا الصباح | يوم النخيل غارة ملحاحا |
نحن قتلنا الملك الجحجاحا | دهرا فهيجنا به أنواحا |
ولم ندع لسارح مراحا | إلا ديارا أو دما مباحا |
نحن بنو خويلد صراحا | لا كذب اليوم ولا مزاحا |
نحن الأخايل لا يزال غلامنا | حتى يدب على العصا مذكورا |
تبكي السيوف إذا فقدن أكفنا | جزعا وتلقانا الرفاق بحورا |
ولنحن أوثق في صدور نسائكم | منكم إذا بكر الصراخ بكورا |
لعمري ما الهجران أن يسقط النوى | ولكنما الهجران ما غيب القبر |
عفا الله هل أبين ليلة | من الدهر لا يسرى إلي خيالها |
وعنه عفا ربي وأحسن حاله | عزيز علينا حاجة لا ينالها |
أبعد عثمان ترجو الخير أمته | وكان آمن من يمشي على ساق |
خليفة الله أعطاهم وخولهم | ما كان من ذهب جم وأوراق |
فلا تكذب بوعد الله وارض به | ولا توكل على شيء بإشفاق |
ولا تقولن لشيء سوف أفعله | قد قدر الله ما كل امرئ لاق |
أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا | وكنت صنيا بين صدين مجهلا |
أنابغ إن تنبغ بلؤمك لا تجد | للؤمك إلا وسط جعدة مجعلا |
تعيرني داء بأمك مثله | وأي نجيب لا يقال له هلا |
يا أيها السدم الملوي رأسه | ليقود من أهل الحجاز بريما |
أتريد عمرو بن الخليع ودونه | كعب إذا لوجدته مرؤوما |
إن الخليع ورهطه في عامر | كالقلب ألبس جؤجؤا وحزيما |
لا نغزون الدهر آل مطرف | لا ظالما أبدا ولا مظلوما |
قوم رباط الخيل وسط بيوتهم | وأسنة زرق تخال نجوما |
لن تستطيع بأن تحول عزهم | حتى نحول ذا الهضاب يسوما |
ومخرق عنه القميص تخاله | وسط البيوت من الحياء سقيما |
حتى إذا رفع اللواء رأيته | تحت اللواء على الخميس زعيما |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 137