بهاء الدين السنجاري الشافعي أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور بن عبد العزيز بن وهب بن هبان بن سوار بن عبد الله بن رفيع بن ربيعة بن هبان السلمي السنجاري الفقيه الشافعي بهاء الدين، كان فقيها تكلم في الخلاف إلا أنه غلب عليه الشعر واشتهر به، وخدم به الملوك وأخذ جوائزهم وطاف بالبلاد ومدح الأكابر. ومن شعره قصيدة مدح بها القاضي كمال الدين الشهرزوري، أولها:
وهواك ما خطر السلو بباله | ولأنت أعلم في الغرام بحاله |
ومتى وشى واش إليك بأنه | سال هواك فذاك من عذاله |
أو ليس للكلف المعنى شاهد | من حاله يغنيك عن تسآله؟ |
جد دت ثوب سقامه وهتكت ستـ | ـر غرامه وصرمت حبل وصاله |
كتب العذار على صحيفة خده | نونا وأعجمها بنقطة خاله |
فسواد طرته كليل صدوده | وبياض غرته كيوم وصاله |
فكفاه عين كماله في نفسه | وكفى كمال الدين عين كماله |
ومهفهف حلو الشمائل فاتر الـ | ـألحاظ فيه طاعة وعقوق |
وقف الرحيق على مراشف ثغره | فجرى به من خده راووق |
سدت محاسنه على عشاقه | سبل السلو فما إليه طريق |
هبت نسيمات الصبا سحرة | ففاح منها العنبر الأشهب |
فقلت إذ مرت بوادي الغضا: | من أين هذا النفس الطيب؟ |
بنفسي حبيب جار وهو مجاور | بعيد عن الأبصار وهو قريب |
يجيب صدا الوادي إذا ما دعوته | على أنه صخر وليس يجيب |
لا تزر من تحب في كل شهر | غير يوم ولا تزده عليه |
فاجتلاء الهلال في الشهر يوم | ثم لا تنظر العيون إليه |
إذا حققت من خل ودادا | فزره ولا تخف منه ملالا |
وكن كالشمس تطلع كل يوم | ولا تك في زيارته هلالا |
لله أيامي على رامة | وطيب أوقاتي على حاجر |
تكاد للسرعة في مرها | أولها يعثر بالآخر |
يا ليلة كاد من تقاصرها | يعثر فيها العشاء بالسحر |
ومن العجائب أنني | في لج بحر الجود راكب |
وأموت من ظمإ ول | كن عادة البحر العجائب |
وبي ظمأ رؤياك منهل ريه | ولا غرو أن تصفو لدي مشاربه |
ومن عجب أني لدى البحر واقف | وأشكو الظما والبحر جم عجائبه |
كادت تطير وقد طرنا بها طربا | لولا الشباك التي صيغت من الحبب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0