ابن البققي أحمد بن محمد فتح الدين ابن البققي-بباء موحدة وقافين على وزن الثقفي-الحموي. أقام بديار مصر وكانت تبدو منه أشياء ضبطت عليه. وكان جيد الذهن ذكيا ولكن أداه ذلك إلى الاستخفاف بالقرآن والشرع فضرب القاضي المالكي عنقه بين القصرين سنة إحدى وسبعمائة في شهر ربيع الأول وطيف برأسه وقد تكهل. ومن شعره:
الكس للجحر غدا | معاندا من قدم |
فانظره يبكي حسدا | في كل شهر بدم |
لحا الله الحشيش وآكليها | لقد خبثت كما طاب السلاف |
كما يصبي كذا تضني، وتشقي | كما يشفي، وغايتها الحراف |
وأصغر دائها والداء جم | بغاء أو جنون أو نشاف |
جبلت على حبي لها وألفته | ولا بد أن ألقي به الله معلنا |
ولم يخل قلبي من هواها بقدر ما | أقول وقلبي خاليا فتمكنا |
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى | فصادف قلبا خاليا فتمكنا |
أين المراتب في الدنيا ورفعتها | من الذي حاز علما ليس عندهم |
لا شك أن لنا قدرا رأوه وما | لمثلهم عندنا قدر ولا لهم |
هم الوحوش ونخن الإنس حكمتنا | تقودهم حيثما شئنا وهم نعم |
وليس شيء سوى الإهمال يقطعنا | عنهم لأنهم وجدانهم عدم |
لنا المريحان من علم ومن عدم | وفيهم المتعبان الجهل والحشم |
يا من يخادعني بأسهم مكره | بسلاسة نعمت كلمس الأرقم |
اعتد لي زردا تضايق نسجه | وعلي فك عيونها بالأسهم |
ولا تحسبوا أن الحكيم لبخله | حمانا الغذا ما ذاك عندي من البخل |
ولكنه لما تيقن أننا | مرضنا برؤياه حمانا من الأكل |
لا تلم البقي في فعله | إن زاغ تضليلا عن الحق |
لو هذب الناموس أخلاقه | ما كان منسوبا إلى البق |
يظن فتى البققي أنه | سيخلص من قبضة المالكي |
نعم سوف يسلمه المالكي | قريبا ولكن إلى مالك |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0
ابن البققي فتح الدين أحمد بن محمد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
ابن البققي فتح الدين أحمد بن محمد.
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 698