كعب الأحبار كعب بن مانع بن ذي هجن الحميري، أبو إسحاق: تابعي. كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن، وأسلم في زمن أبي بكر، وقدم المدينة في دولة عمر، فأخذ عنه الصحابة وغيرهم كثيرا من أخبار الأمم الغابرة، وأخذ هو من الكتاب والسنة عن الصحابة. وخرج إلى الشام، فسكن حمص، وتوفي فيها، عن مئة وأربع سنين.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 228
كعب بن ماتع (د ع) كعب بن ماتع، وهو كعب الأحبار، يكنى أبا إسحاق.
أدرك عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يره، كان إسلامه في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
روى أبو إدريس الخولاني، عن أبي مسلم الجليلي معلم كعب الحبر- وكان يلومه على إبطائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- قال كعب: خرجت حتى أتيت ذا قرنات، فقال لي: أين تأخذ يا كعب؟ قلت: أريد هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: والله لئن كان نبيا إنه الآن لتحت التراب. فخرجت فإذا أنا براكب فقلت: ما الخبر؟ فقال: مات محمد، وارتدت العرب...
وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1042
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 4- ص: 460
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 187
كعب بن ماتع بكسر المثناة من فوق، الحميري، أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار.
وقال البخاري: ويقال له: كعب الحبر، يكنى أبا إسحاق من آل ذي رعين، أو من ذي الكلاع.
وقد أخرج الطبراني، من طريق يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عوف بن مالك أنه دخل المسجد يتوكأ على ذي الكلاع، وكعب يقص على الناس، فقال عوف لذي الكلاع: ألا تنهى ابن أخيك هذا عما يفعل، فذكر الحديث الآتي.
وكعب أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا، وأسلم في خلافة أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما، وقيل في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والراجح أن إسلامه كان في خلافة عمر رضي الله عنه، فقد أخرج ابن سعد من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، قال: قال العباس لكعب: ما منعك أن تسلم في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر حتى أسلمت في خلافة عمر؟ قال: إن أبي كتب كتابا.
وحكى الرشاطي عن كعب الأحبار قال: لما قدم علي اليمن أتيته فسألته عن صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبرني فتبسمت فسألني، فقلت: من موافقة ما عندنا، وأسلمت، وصدقت به، ودعوت من قبلي إلى الإسلام، فأقمت على إسلامي إلى أن هاجرت في زمن عمر، ويا ليتني تقدمت في الهجرة.
وروى الواقدي في «السير» رواية محمد بن شجاع الثلجي، عنه، عن إسحاق بن عبد الله بن نسطاس، عن عمرو بن عبد الله، قال: قال كعب: لما قدم علي رضي الله عنه اليمن... فذكر نحوه وأتم منه.
وقال أبو مسهر: الذي حدثني به غير واحد أن كعبا كان مسكنه في اليمن- فذكره نحوه، فقدم على أبي بكر، ثم أتى الشام فمات به.
وذكر سيف بأسانيده أنه أسلم في زمن عمر (سنة اثنتي عشرة).
وأخرج ابن سعد بسند حسن عن سعيد بن المسيب، قال: قال العباس لكعب: ما منعك أن تسلم في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر؟ قال: إن أبي كان كتب لي كتابا من التوراة، فقال: اعمل بهذا، وختم على سائر كتبه، وأخذ علي بحق الوالد ألا أفض الختم عنها، فلما رأيت ظهور الإسلام قلت: لعل أبي غيب عني علما، ففتحتها فإذا صفة محمد وأمته، فجئت الآن مسلما.
وروينا ما في المجالسة بسند حسن، عن عبد الله بن غيلان، حدثني العبد الصالح كعب الأحبار.
وأخرج ابن أبي خيثمة بسند حسن، عن القاسم بن كثير، عن رجل من أصحابه، قال: كان كعب يقص فبلغه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم. لا يقص إلا أمير أو مأمور أو محتال، فترك القصص حتى أمره معاوية فصار يقص بعد ذلك.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلا، وعن عمر، وصهيب، وعائشة، روى عنه من الصحابة ابن عمر. وأبو هريرة، وابن عباس، وابن الزبير، ومعاوية، ومن كبار التابعين أبو رافع الصائغ، ومالك بن عامر، وسعيد بن المسيب، وابن امرأته تبيع الحميري، وممن بعدهم، عطاء، وعبد الله بن ضمرة السلولي، وعبد الله بن رباح الأنصاري، وآخرون.
قال ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: وكان على دين اليهود فأسلم، وقدم المدينة، ثم خرج إلى الشام فسكن حمص، قالوا: ذكر أبو الدرداء كعبا، فقال: إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا وعند ابن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. قال: قال معاوية ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء، ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلم كالبحار، وإن كنا فيه لمفرطين.
وقال عبد الله بن الزبير لما أتي برأس المختار: ما وقع في سلطاني شيء إلا أخبرني به كعب، إلا أنه ذكر لي أنه يقتلني رجل من ثقيف، وهذه رأسه بين يدي، وما دري أن الحجاج خبئ له، أخرجه الفاكهي وغيره.
وأخرج الطبراني من طريق الأزرق بن قيس، عن عوف بن مالك- أنه أتى على كعب وهو يقص، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو متكلف»، فأمسك عن القصص حتى أمره به معاوية رضي الله عنه.
وقال حميد بن عبد الرحمن بن عوف: سمعت معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة، وذكر كعبا، فقال: إن كان لمن أصدق من هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب.
أخرجه البخاري، وأوله بعضهم بأن مراده بالكذب عدم وقوع ما يخبر به أنه سيقع، لا أنه هو يكذب.
وأخرج ابن أبي خيثمة بسند حسن، عن قتادة، قال: بلغ حذيفة أن كعبا يقول: إن السماء تدور على قطب كالرحى. فقال: كذب كعب، إن الله يقول: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا}.
ووقع ذكره في عدة مواضع في الصحيح، منها عند مسلم في حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إذا أدى العبد حق الله وحق مواليه كان له أجران» قال أبو هريرة: فحدثت به كعبا فقال: ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد.
وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق أسامة بن زيد، عن أبي معن، قال: لقي عبد الله ابن سلام كعبا عند عمر، فقال: يا كعب، من العلماء؟ قال: الذين يعملون بالعلم، قال: فما يذهب العلم من قلوب العلماء؟ قال: الطمع، وشره النفس وتطلب الحاجات إلى الناس. قال: صدقت.
وأخرج ابن عساكر من مسند محمد بن هارون الروياني، من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود- أن رأس الجالوت قال لهم: إن كل ما تذكرون عن كعب بما يكون أنه يكون إن كان قال لكم إنه مكتوب في التوراة فقد كذبكم، إنما التوراة ككتابكم، إلا أن كتابكم جامع: يسبح لله ما في السموات وما في الأرض، وفي التوراة يسبح لله الطير والشجر. وكذا وكذا، وإنما الذي يحدث به كعب عما يكون من كتب أنبياء بني إسرائيل وأصحابهم كما تحدثون أنتم عن نبيكم وعن أصحابه.
قال ابن سعد: مات بحمص سنة اثنتين وثلاثين، وفيها أرخه غير واحد: وقال ابن حبان في «الثقات» مات سنة أربع وثلاثين، وقيل سنة اثنتين، وقد بلغ مائة وأربع سنين، وقال البخاري: قال حسن- يعني ابن رافع، عن ضمرة: هو ابن ربيعة، وابن عياش، هو إسماعيل: لسنة بقيت من خلافة عثمان.
قلت: وهو يوافق ابن حبان، لأن قتل عثمان في آخر سنة خمس وثلاثين. وقال ابن سعد: مات سنة اثنتين وثلاثين بحمص.
الكاف بعدها اللام والميم
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 5- ص: 481
أبو إسحاق كعب بن ماتع المعروف بكعب الأحبار. تقدم في الأسماء.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 23
الحميري الكتابي كعب الأحبار، أبو إسحاق ابن ماتع الحميري اليماني الكتابي: أسلم في خلافة أبي بكر وأول خلافة عمر. قال: لأن أبكي خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا. توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة، وروى له أبو داود والترمذي والنسائي.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
كعب الأحبار هو كعب بن ماتع الحميري، اليماني، العلامة، الحبر، الذي كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم، وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر -رضي الله عنه، فجالس أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم، فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويحفظ عجائب، ويأخذ السنن عن الصحابة، وكان حسن الإسلام، متين الديانة، من نبلاء العلماء.
حدث عن عمر، وصهيب، وغير واحد.
حدث عنه: أبو هريرة، ومعاوية، وابن عباس، وذلك من قبيل رواية الصحابي عن التابعي، وهو نادر عزيز.
وحدث عنه أيضا: أسلم مولى عمر، وتبيع الحميري ابن امرأة كعب، وأبو سلام الأسود، وروى عنه: عدة من التابعين؛ كعطاء بن يسار، وغيره، مرسلا.
وكان خبيرا بكتب اليهود، له ذوق في معرفة صحيحها من باطلها في الجملة.
وقع له رواية في ’’سنن أبي داود’’، و’’الترمذي’’، و’’النسائي’’.
سكن بالشام بأخرة، وكان يغزو مع الصحابة.
روى خالد بن معدان، عن كعب الأحبار، قال: لأن أبكي من خشية أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا.
توفي كعب بحمص ذاهبا للغزو في أواخر خلافة عثمان -رضي الله عنه، فلقد كان من أوعية العلم.
وممن روى عنه: أبو الرباب مطرف بن مالك القشيري -أحد من شهد فتح تستر.
فروى محمد بن سيرين، عن أبي الرباب، قال: دخلنا على أبي الدرداء -رضي الله عنه- نعوده، وهو يومئذ أمير، وكنت أحد خمسة ولوا قبض السوس، فأتاني رجل بكتاب،
فقال: بيعونيه، فإنه كتاب الله، أحسن أقرؤه ولا تحسنون، فنزعنا دفتيه، فأخذه بدرهمين. فلما كان بعد ذلك خرجنا إلى الشام، وصحبنا شيخ على حمار، بين يديه مصحف يقرؤه، ويبكي، فقلت: ما أشبه هذا المصحف بمصحف شأنه كذا وكذا. فقال: إنه هو. قلت: فأين تريد؟ قال: أرسل إلي كعب الأحبار عام أول، فأتيته، ثم أرسل إلي، فهذا وجهي إليه. قلت: فأنا معك. فانطقلنا حتى قدمنا الشام، فقعدنا عند كعب، فجاء عشرون من اليهود، فيهم شيخ كبير يرفع حاجبيه بحريرة، فقالوا: أوسعوا أوسعوا. فأوسعوا، وركبنا أعناقهم، فتكلموا. فقال كعب: يا نعيم! أتجيب هؤلاء، أو أجيبهم؟ قال: دعوني حتى أفقه هؤلاء ما قالوا، إن هؤلاء أثنوا على أهل ملتنا خيرا، ثم قلبوا ألسنتهم، فزعموا أنا بعنا الآخرة بالدنيا، هلم فلنواثقكم، فإن جئتم بأهدى مما نحن عليه اتبعناكم، وإلا قاتبعونا إن جئنا بأهدى منه. قال: فتواثقوا. فقال كعب: أرسل إلي ذلك المصحف، فجيء به، فقال: أترضون أن يكون هذا بيننا؟ قالوا: نعم، لا يحسن أحد أن يكتب مثله اليوم. فدفع إلى شاب منهم، فقرأ كأسرع قارئ، فلما بلغ إلى مكان منه، نظر إلى أصحابه كالرجل يؤذن صاحبه بالشيء، ثم جمع يديه، فقال: يه. فنبذه. فقال كعب: آه. وأخذه فوضعه في حجره، فقرأ، فأتى على آية منه فخروا سجدا، وبقي الشيخ يبكي. قيل: ما يبكيك؟ قال: وما لي لا أبكي، رجل عمل في الضلالة كذا وكذا سنة، ولم أعرف الإسلام حتى كان اليوم.
وقال همام: حدثنا قتادة، عن زرارة، عن مطرف بن مالك، قال: أصبنا دانيال بالسوس في لحد من صفر، وكان أهل السوس إذا أسنتوا استخرجوه فاستسقوا به؛ وأصبنا معه ربطتين من كتان، وستين جرة مختومة، ففتحنا واحدة فإذا فيها عشرة آلاف، وأصبنا معه ربعة فيها كتاب، وكان معنا أجير نصراني يقال له: نعيم، فاشتراها بدرهمين.
ثم قال قتادة: وحدثني أبو حسان: إن أول من وقع عليه حرقوص، فأعطاه أبو موسى الربطتين، ومائتي درهم، ثم إنه طلب أن يرد علي الربطتين، فأبى، فشققها عمائم، وكتب أبو موسى في ذلك إلى عمر؛ فكتب إليه: إن نبي الله دعا أن لا يرثه إلا المسلمون، فصل عليه وادفنه.
قال همام بن يحيى: وحدثنا فرقد، حدثنا أبو تميمة: أن كتاب عمر جاء أن اغسله بالسدر وماء الريحان.
ثم رجع إلى حديث مطرف بن مالك، قال: فبدا لي أن آتي بيت المقدس، فبينا أنا في الطريق، إذا أنا براكب شبهته بذلك الأجير النصراني، فقلت: نعم؟ قال: نعم. قلت: ما
فعلت بنصرانيتك؟ قال: تحنفت بعدك، ثم أتينا دمشق، فلقيت كعبا، فقال: إذا أتيتم بيت المقدس فاجعلوا الصخرة بينكم وبين القبلة، ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا أبا الدرداء، فقالت أم الدرداء لكعب: ألا تعدني على أخيك؟ يقوم الليل ويصوم النهار. قال: فجعل لها من كل ثلاث ليال ليلة. ثم أتينا بيت المقدس، فسمعت يهود بنعيم وكعب، فاجتمعوا، فقال كعب: هذا كتاب قديم وإنه بلغتكم فاقرءوه. فقرأه قارئهم حتى أتى على ذلك المكان: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. فأسلم منهم اثنان وأربعون حبرا، ففرض لهم معاوية وأعطاهم.
ثم قال همام: وحدثني بسطام بن مسلم، حدثنا معاوية بن قرة، أنهم تذاكروا ذلك الكتاب، فمر بهم شهر بن حوشب، فقال: على الخبير سقطتم؛ إن كعبا لما احتضر قال: ألا رجل أأتمنه على أمانة؟ فقال رجل: أنا. فدفع إليه ذلك الكتاب، وقال: اركب البحيرة، فإذا بلغت مكان كذا وكذا، فاقذفه. فخرج من عند كعب، فقال: كتاب فيه علم، ويموت كعب لا أفرط به. فأتى كعبا، وقال: فعلت ما أمرتني به. قال: فما رأيت؟ قال: لم أر شيئا، فعلم كذبه، فلم يزل يناشده ويطلب إليه حتى رده عليه، فقال: ألا من يؤدي أمانة؟ قال رجل: أنا. فركب سفينة، فلما أتى ذلك المكان ذهب ليقذفه، فانفرج له البحر، حتى رأى الأرض، فقذفه وأتاه، فأخبره، فقال كعب: إنها التوراة كما أنزلها الله على موسى، ما غيرت ولا بدلت، ولكن خشيت أن يتكل على ما فيها، ولكن قولوا: لا إله إلا الله، ولقنوها موتاكم.
هكذا رواه ابن أبي خيثمة في ’’تاريخه’’، عن هدبة، عن همام. وشهر لم يلحق كعبا.
وهذا القول من كعب دال على أن تيك النسخة ما غيرت ولا بدلت، وأن ما عداها بخلاف ذلك. فمن الذي يستحل أن يورد اليوم من التوراة شيئا على وجه الاحتجاج معتقدا أنها التوراة المنزلة؟ كلا والله.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 472
كعب الأحبار قال الشيخ رحمه الله: ومنهم الحبر صاحب الكتب والأسفار، المثير للمكتوم والأسرار، والمشير إلى المشاهد والآثار، أبو إسحاق كعب بن ماتع الأحبار وقيل: إن التصوف مفارقة الأشرار، ومصادقة الأخيار
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قوذر، عن كعب قال: قال: «المؤمن الزاهد، والمملوك الصالح آمنان من الحساب، وطوبى لهم كيف يحفظهم الله في ديارهم، إن الله إذا أحب عبده المؤمن زوى عنه الدنيا ليرفعه درجات في الجنة، وإذا أبغض عبده الكافر بسط له في الدنيا حتى يسفله دركات في النار» قال كعب: " ويقول الله لعباده الصابرين الراضين بالفقر: أبشروا ولا تحزنوا، فإن الدنيا لو وزنت عند الله جناح بعوضة مما لكم عندي ما أعطيتهم منها شيئا " وقال كعب: " إذا اشتكى إلى الله عباده الفقراء الحاجة قيل لهم: أبشروا ولا تحزنوا، فإنكم سادة الأغنياء، والسابقون إلى الجنة يوم القيامة " قال كعب: «وكانت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالفقر والبلاء أشد فرحا منهم بالرخاء، وكان البلاء عليهم مضعفا حتى أن كان أحدهم ليقتله القمل، فإذا رأى رخاء ظن أنه قد أصاب ذنبا» وقال كعب: «من تضعضع لصاحب الدنيا والمال تضعضع دينه، والتمس الفضل عند غير المفضل، ولم يصب من الدنيا إلا ما كتب الله له، وإن الله تعالى يبغض كل جماع للمال، مناع للخير، مستكبر، ويبغض كل حبر سمين» وقال كعب: " قال موسى عليه السلام: تلبسون ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الجبارين والذئاب الضواري؟ فإن أحببتم أن تبلغوا ملكوت السماء فأميتوا قلوبكم لله "
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو هلال، ثنا عبد الله بن بريدة قال: قال كعب: «ما كرم عبد على الله إلا زاد البلاء عليه شدة، وما أعطى رجل صدقة ماله فنقصت من ماله، ولا حبسها فزادت في ماله، ولا سرق سارق إلا حسبت من رزقه»
حدثنا حبيب بن الحسن أبو القاسم، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبو هلال، عن حفص بن دينار، عن عبد الله بن أبي مليكة، أن عمر بن الخطاب قال: يا كعب حدثنا عن الموت قال: «يا أمير المؤمنين، غصن كثير الشوك، يدخل في جوف الرجل، فتأخذ كل شوكة بعرق يجذبه رجل شديد الجذب، فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبان بن مخلد، ثنا محمد بن عمرو زنيج، ثنا الحكم بن بشير، ثنا عمر بن قيس، عن الحكم، عن أبي خالد، قال: قال كعب: «من عرف الله بقلبه، وحمد الله بلسانه، لم يفن من فيه حتى ينزل الله الزيادة، وذلك لأن الله أسرع بالخير، وأولى بالفضل»
حدثنا أبي، وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عمران بن موسى القزاز، ثنا عبد الوارث، ثنا الجريري، عن عمر، عن إسماعيل، عن كعب قال: «ما من رجل بكى من خشية الله فتسيل دموعه على الأرض فتقطر فتصيبه النار أبدا حتى يرجع قطر السماء إذا وقع على الأرض إلى السماء»
حدثنا أبي، وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عمران بن موسى القزاز، ثنا عبد الوراث، ثنا الجريري، عن عباد الجشمي قال: قال كعب: «لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن مسلم، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا عون العقيلي، عن بعض أصحابه، عن كعب قال: «والذي نفسي بيده، لأن أبكي من خشية الله حتى تسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بجبل من ذهب»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا حاجب بن الوليد، ثنا بقية بن الوليد، ثنا محمد بن زياد الألهاني، عن كعب قال: دخل عليه وهو مريض فقيل له: كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال: «جسد أخذ بذنبه، فإن قبض على هذه الحال فإلى رحيم، وإن يعافه ينشئه خلقا لا ذنب له»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سيار، ثنا جعفر عن عون، عن عبد الله بن الحارث، عن كعب قال: «ما استقر لعبد ثناء في الأرض حتى يستقر في السماء»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا هناد بن السري، ثنا يعلى، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن كعب قال: «لوددت أني كبش أهلي فأخذوني فذبحوني فأكلوا وأطعموا أضيافهم»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن مسلم، ثنا سيار، ثنا جعفر بن سليمان، حدثني الجريري، عن أبي الورد، عن أبي محمد، عن كعب أنه قال: " أنيروا بيوتكم بذكر الله، واجعلوا في بيوتكم حظا من صلاتكم، فوالذي نفس كعب بيده إنهم لمسمون على أفواه، وإنهم لمعروفون في أهل السماء: فلان ابن فلان يعمر بيته بذكر الله "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن سهل، ثنا عبد الله بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي سلمة الصنعاني، عن كعب قال: «قلة النطق حكمة، فعليكم بالصمت، فإنه رعة حسنة، وقلة وزر، وخفة من الذنوب، فأحسنوا باب الحلم، فإن بابه الصمت والصبر، فإن الله تعالى يبغض الضحاك من غير عجب، والمشاء إلى غير أرب، ويحب الوالي الذي يكون كراعي ولا يغفل عن رعيته، واعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المسلم، فعليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه أن تذهب رواته»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا حسين، ثنا ابن عياش، عن سليمان بن أبي سلمة الصنعاني، عن كعب مثله. حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا الأوزاعي، ثنا الوليد بن هشام، عن كعب الأحبار قال: «الرعية تصلح بصلاح الوالي، وتفسد بفساده»
حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو شعيب، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي عمر، عن عبد الله بن الديلمي قال: قال كعب: «يأتي على الناس زمان ترفع فيه الأمانة، وتنزع فيه الرحمة، وتكثر فيه المسألة، فمن سأل عند ذلك الزمان لم يبارك له فيه»
حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا وهيب، ثنا أبو مسعود الجريري، عن أبي السليل، عن غنيم بن قيس، عن كعب قرأ هذه الآية: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} [مريم: 71]. ثم قال: " تدرون ما ورودها؟ تبرز جهنم للناس كأنها متن إهالة حتى تستوي عليها أقدام الخلائق، برهم وفاجرهم، فينادي مناد: أن خذي أصحابك ودعي أصحابي، فتخسف بكل ولي لها فهي أعرف بهم من الرجل بولده، ويخرج المؤمنون ندية ثيابهم " حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا ابن رسته، ثنا عباس النرسي، ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن سلام، ثنا داود بن إبراهيم قال: ثنا وهيب، نحوه
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا جعفر بن محمد، ثنا محمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا صفوان بن عمرو، وحدثني شريح بن عبيد الحضرمي قال: قال عمر لكعب: خوفنا يا كعب، قال: " والله إن لله لملائكة قياما منذ يوم خلقهم ما ثنوا أصلابهم، وآخرين ركوعا ما رفعوا أصلابهم، وآخرين سجودا ما رفعوا رءوسهم، حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعا: سبحانك وبحمدك، ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد، ثم قال: والله لو أن لرجل يومئذ كعمل سبعين نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ، والله لو دلي من غسلين دلو واحدة في مطلع الشمس لغلت منها جماجم قوم في مغربها، والله لتزفرن جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب، ولا غيره إلا خر جاثيا على ركبتيه، يقول: رب نفسي نفسي، وحتى نبينا وإبراهيم وإسحاق عليهم الصلاة والسلام " قال: فأبكى القوم حتى نشجوا. فلما رأى ذلك عمر قال لكعب: بشرنا فقال: أبشروا، فإن لله ثلاثمائة وأربع عشرة شريعة، لا يأتي بواحدة منهن مع كلمة الإخلاص رجل إلا أدخله الله الجنة، ولو تعلمون كل رحمة الله لأبطأتم في العمل، والله لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من هذه السماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض، والله لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم "
حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر، ثنا جعفر بن محمد بن المستفاض، ثنا الحسن بن عمر بن شقيق، - ببلخ سنة ست وعشرين ح. وحدثنا يوسف بن يعقوب، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، قالا: ثنا جعفر بن سليمان، عن علي بن زيد، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن كعب قال: كنت عند عمر فقال لي: يا كعب خوفنا، قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، أليس فيكم كتاب الله تعالى، وحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» قال: بلى، ولكن خوفنا يا كعب، قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، اعمل عمل رجل لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبيا لازدريت عملك مما ترى» قال: فأطرق عمر مليا ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب، قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من حرها» فأطرق عمر مليا ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب، قال: قلت: " يا أمير المؤمنين، إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة ما يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا خر جاثيا على ركبتيه، حتى أن إبراهيم عليه السلام خليله ليخر جاثيا ويقول: نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي " قال: فأطرق عمر مليا، قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، أولستم تجدون هذا في كتاب الله تعالى؟» قال: قال عمر: كيف؟ قلت: " يقول الله تعالى في هذه الآية: {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون} [النحل: 111] " قال: فسكت عمر " حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، أن عمر قال لكعب: خوفنا، فذكر نحوه
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الجريري، عن أبي السليل، عن غنيم بن قيس، عن أبي العوام قال: ثنا كعب «أن الخازن من خزان جهنم مسيرة ما بين منكبيه سنة، وأن مع كل واحد منهم لعمودا له شعبتان من حديد يدفع بها الدفعة فيكب في النار سبعمائة ألف»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو بكر الفريابي، ثنا يحيى بن خلف، ثنا عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، ح. وحدثنا عبد الله، ثنا الفريابي، ثنا منجاب، ثنا علي بن مسهر، عن مسعر، عن أبي مصعب، عن أبيه، عن كعب قال: " يحشر الجبارون يوم القيامة مثل الذر في صور رجال يغشاهم الذل - أو قال: يأتيهم - من كل مكان، يسلكون في نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار " حدثنا عبد الله، ثنا جعفر، ثنا سويد، ثنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن كعب، حلف له: والذي فلق البحر لموسى، إن فيما أنزل الله في التوراة: " أنه يحشر المتكبرون يوم القيامة، فذكر مثله. قال: وحدثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا حماد بن سلمة، عن موسى بن عقبة، مثله
حدثنا عبد الله، ثنا جعفر، ثنا سويد، ثنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، ثنا ح. وأحمد بن يحيى أبو حامد الفريابي، ثنا علي بن محمد المنجوراني البلخي، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن كعب، في قوله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} [إبراهيم: 48]. قال: «تبدل السماوات فتصير جنانا، وتبدل الأرض فتصير مكان البحار النار»
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي، ثنا عيسى بن سليمان الفهري، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن دينار، عن كعب الأحبار قال: وجدت في التوراة: «من خرج من عينه مثل الذباب من الدمع من خشية الله أمنه الله من عذاب جهنم»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، ثنا محمد بن معمر، ثنا روح، ثنا عثمان بن غياث، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن كعبا قال: «إن في جهنم بردا هو الزمهرير يسقط اللحم عن العظم حتى يستغيثوا بحر جهنم»
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ح. وحدثنا أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد، ثنا جعفر الفريابي قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عفان، ح. وحدثنا أبي قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عمران، ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو داود، قالا: ثنا همام، ثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن كعب قال: " يؤتى بالرئيس في الخير يوم القيامة فيقال له: أجب ربك، فينطلق به إلى ربه فلا يحجبه عنه، فيؤمر به إلى الجنة، فيرى منزله ومنازل أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير، ويعينونه عليه فيقال له: هذه منزلة فلان، وهذه منزلة فلان، فيرى ما أعد الله له في الجنة من الكرامة، ويرى منزله أفضل من منازلهم، ويكسى من ثياب الجنة، ويوضع على رأسه تاج، ويغلفه من ريح الجنة، ويشرق وجهه حتى يكون مثل القمر، قال همام: أحسبه قال: ليلة البدر، قال: فيخرج فلا يراه أهل ملأ إلا قالوا: اللهم اجعله منهم حتى يأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير، ويعينونه عليه، فيقول: أبشر يا فلان، إن الله أعد لك في الجنة كذا وكذا، وأعد لك كذا، فما زال يخبرهم بما أعد الله لهم في الجنة من الكرامة حتى يعلو وجوههم من البياض مثل ما على وجهه، فيعرفهم الناس ببياض وجوههم، فيقولون: هؤلاء أهل الجنة، ويؤتى بالرئيس في الشر فيقال له: أجب ربك، فينطلق به إلى ربه فيحجب عنه، ويؤمر به إلى النار، فيرى منزله ومنزل أصحابه فيقال: هذه منزلة فلان، وهذه منزلة فلان، فيرى ما أعد الله لهم فيها من الهوان، ويرى منزلته أشد من منازلهم، قال: فيسود وجهه، وتزرق عيناه، ويوضع على رأسه قلنسوة من نار فيخرج فلا يراه أهل ملأ إلا تعوذوا بالله منه، فيأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الشر ويعينونه عليه، فلا يزال يخبرهم بما أعد الله لهم من النار حتى يعلو وجوههم من السواد مثل ما على وجهه، فيعرفهم الناس بسواد وجوههم فيقولون: هؤلاء أهل النار "
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن يونس، عن حميد بن هلال قال: حدثت عن كعب، أنه قال: «إن في جهنم تنانير ضيقها كضيق زج رمح أحدكم، تطبق على قوم بأعمالهم»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا محمد بن عمرو، حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه قال: جلسنا إلى كعب الأحبار في المسجد وهو يحدث، فجاء عمر فجلس في ناحية القوم، فناداه فقال: ويحك يا كعب، خوفنا قال: " والذي نفسي بيده إن النار لتقرب يوم القيامة لها زفير وشهيق حتى إذا أدنيت وقربت زفرت زفرة فما خلق الله من نبي ولا صديق ولا شهيد إلا جثا لركبتيه ساقطا حتى يقول كل نبي وصديق وشهيد: اللهم لا أكلفك اليوم إلا نفسي، ولو كان لك يا ابن الخطاب عمل سبعين نبيا لظننت أن لا تنجو، قال عمر: والله إن الأمر لشديد "
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حميد بن هلال قال: راح قوم إلى كعب فساروا عشيتهم وليلتهم والغد حتى غوروا المقيل، فشكوا إلى كعب شدة سيرهم فقال كعب: «ما أدركتم مقعد رجل من أهل النار»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا علي بن مسلم، ثنا سيار، ثنا حماد بن زيد، حدثني أبي، عن رجل، أن كعبا مر بكثيب من رمل فوقف عليه فقال: «إن الناس يبكون يوم القيامة أكثر مما يبل هذا، ثم يبكون حتى يلجمهم العرق»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن هارون، ثنا أبو غسان، ثنا عبد الوهاب، ثنا سعيد، عن قتادة قال: قال كعب: «والذي نفس كعب بيده، لو كنت بالمشرق وكانت النار بالمغرب ثم كشف عنها لخرج دماغك من منخريك من شدة حرها، يا قوم هل لكم بهذا إقرار؟ أم هل لكم على هذا صبر؟ يا قوم طاعة الله أهون عليكم فأطيعوه»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو الربيع، ثنا ابن وهب، ثنا ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن عبد الله بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن كعب أنه قال: " في جهنم أربعة جسور، أولها جسر يجلس عليه كل قاطع رحم، والثاني من كان عليه دين حتى يقضي دينه، والثالث فأصحاب الغلول، والرابع عليه الجبارون، والرحمة تقول: أي رب سلم سلم "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا محمد بن الصباح، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن شقيق قال: قال كعب في قوله تعالى: {عليها تسعة عشر} [المدثر: 30] مع كل ملك عمود له شعبتان يدفع الدفعة فيلقي في النار سبعين ألفا "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا علي بن المديني، ثنا وهب بن جرير، حدثني أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن شعيب بن زرعة، عن حنش، عن كعب في قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة} [البلد: 11]. قال: «هي سبعون درجة في جهنم»
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، ثنا سلام الخواص، عن فرات بن السائب، عن زاذان قال: سمعت كعب الأحبار يقول: " إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فنزلت الملائكة فصاروا صفوفا، فيقول: يا جبريل ائتني بجهنم، فيأتي بها جبريل تقاد بسبعين ألف زمام حتى إذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلائق، ثم زفرت ثانية فلا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، إلا جثا لركبتيه، ثم تزفر الثالثة فتبلغ القلوب الحناجر وتذهل العقول فيفزع كل امرئ إلى عمله حتى أن إبراهيم الخليل عليه السلام يقول: بخلتي لا أسألك إلا نفسي، ويقول موسى عليه السلام: بمناجاتي لا أسألك إلا نفسي، وأن عيسى عليه السلام ليقول: بما أكرمتني لا أسألك إلا نفسي لا أسألك مريم التي ولدتني، ومحمد صلى الله عليه وسلم يقول: أمتي أمتي، لا أسألك اليوم نفسي، إنما أسألك أمتي، قال: فيجيبه الجليل جل جلاله: إن أوليائي من أمتك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فوعزتي وجلالي لأقرن عينك في أمتك، ثم تقف الملائكة بين يدي الله ينتظرون ما يؤمرون به، فيقول الرحمن تعالى: معاشر الزبانية، انطلقوا بالمصرين من أهل الكبائر من أمة محمد إلى النار، فقد اشتد غضبي عليهم بتهاونهم بأمري في دار الدنيا، واستخفافهم بحقي، وانتهاكهم حرمتي، يستخفون من الناس، ويبارزوني مع كرامتي لهم في تفضيلي إياهم على الأمم، ولا يعرفون فضلي، وعظيم نعمتي، فعندها تأخذ الزبانية بلحى الرجال وذوائب النساء، فينطلقن بهم إلى النار، وما من عبد يساق إلى النار من غير هذه الأمة إلا مسود وجهه، قد وضعت الأنكال في قدمه، والأغلال في عنقه إلا من كان من هذه الأمة فإنهم يساقون بألوانهم، فإذا وردوا على مالك قال لهم: معاشر الأشقياء، من أي أمة أنتم، فما ورد علي أحسن وجوها منكم؟ فيقولون: يا مالك نحن من أمة القرآن، فيقول لهم مالك: معاشر الأشقياء، أوليس القرآن أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: فيرفعون أصواتهم بالنحيب والبكاء، فيقولون: وامحمداه، يا محمد اشفع لمن أمر به إلى النار من أمتك، قال: فينادى مالك بتهدد وانتهار: يا مالك، من أمرك بمعاتبة أهل الشقاء ومحادثتهم، والتوقف عن إدخالهم العذاب؟ يا مالك، لا تسود وجوههم فقد كانوا يسجدون لي في دار الدنيا، يا مالك لا تغلهم بالأغلال فقد كانوا يغتسلون من الجنابة، يا مالك لا تقيدهم بالأنكال فقد طافوا حول بيتي الحرام، يا مالك، لا تسربلهم القطران، فقد خلعوا ثيابهم للإحرام، يا مالك، مر النار لا تحرق ألسنتهم فقد كانوا يقرءون القرآن، يا مالك، قل للنار تأخذهم على قدر أعمالهم، فالنار أعرف بهم وبمقادير استحقاقهم من الوالدة بولدها، فمنهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى سرته، ومنهم من تأخذه النار إلى صدره، فإذا انتقم الله منهم على قدر كبائرهم وعتوهم وإصرارهم فتح بينهم وبين المشركين باب فرأوهم في الطبق الأعلى من النار لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا، يبكون ويقولون: يا محمداه ارحم من أمتك الأشقياء، واشفع لهم، فقد أكلت النار لحومهم ودماءهم وعظامهم، ثم ينادون: يا رباه، يا سيداه، ارحم من لم يشرك بك في دار الدنيا، وإن كان قد أساء وأخطأ وتعدى، فعندها يقول المشركون لهم: ما أغنى عنكم إيمانكم بالله وبمحمد، فيغضب الله لذلك فيقول: يا جبريل، انطلق فأخرج من في النار من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيخرجهم ضباير قد امتحشوا، فيلقيهم على نهر على باب الجنة يقال له نهر الحياة، فيمكثون حتى يعودون أنضر ما كانوا، ثم يأمر بإدخالهم الجنة مكتوب على جباههم: هؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيعرفون من بين أهل الجنة بذلك، فيتضرعون إلى الله تعالى أن يمحو عنهم تلك السمة فيمحوها الله تعالى عنهم، فلا يعرفون بها بعد ذلك من بين أهل الجنة "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني علي بن مسلم، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا أبو عمران الجوني، ثنا عبد الله بن رباح، عن كعب في قوله تعالى: {إن إبراهيم لأواه} [التوبة: 114] قال: كان إبراهيم إذا ذكر النار قال: أوه من النار، أوه من النار "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا نافع أبو هرمز، ثنا نافع، عن ابن عمر قال: تلا رجل عند عمر هذه الآية: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب} [النساء: 56] قال: فقال عمر: أعدها علي، وثم كعب فقال: يا أمير المؤمنين، أما إن عندي تفسير هذه الآية، قرأتها قبل الإسلام، قال: فقال: هاتها يا كعب، فإن جئت بها كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك، وإلا لم ننظر فيها، فقال: " إني قرأتها قبل الإسلام: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة " فقال عمر: هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا ابن عسكر، ثنا عبد الرزاق، ثنا بكار بن عبد الله، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة، عن كعب في قوله تعالى: {سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه} [الحاقة: 32]. قال: «لو أن حلقة منها وزنت بجميع حديد الدنيا ما وزنها»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، ثنا قبيصة، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن كعب قال: «يؤمر بالرجل إلى النار فيبتدره مائة ألف ملك أو أكثر من مائة ألف ملك»
حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد، ثنا جعفر الفريابي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا غندر، عن عثمان بن غياث، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن كعب قال: «هو البحر يسجر ثم يكون جهنم»
حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو العباس بن قتيبة، ثنا نوح بن حبيب، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن كعب قال: " جاء ملك الموت إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه، فلم يصادفه في البيت، فجاء إبراهيم عليه السلام فرآه في البيت، فقال: من أنت؟ قال: أنا ملك الموت، قال: كذبت، إن لملك الموت علامة تعرف، فقلب ملك الموت وجهه إلى قفاه فنظر إليه إبراهيم عليه السلام فخر مغشيا عليه، فلما أفاق بكى ملك الموت وبكى إبراهيم عليهما السلام، وبكت سارة، وبكى إسحاق، فرجع إلى ربه فقال: يا رب، بعثتني إلى قبض روح لا خير لأهل الأرض بعده، قال: أنا أعرف بعبدي منك، اذهب فاقبض روحه، فأتى بعلة يجتنح فأدخله إبراهيم البستان، فجعل يأكل العنب وماء العنب يسيل على شدقيه، فقال له إبراهيم: كم أتى عليك من السنين؟ قال: كذا وكذا نحو من سني إبراهيم، فكأن إبراهيم اشتهى الموت فأشمه ريحانة فقبض عليه السلام "
حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن محمد بن عمران، ثنا أبو مسعود، ثنا أبو داود، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم ابن بهدلة، عن مغيث، عن كعب قال: «عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم، وأحدث الكتب عهدا بالرحمن»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن وهب، أخبرهم قال: أخبرني عبد الله بن عياش القتباني، عن يزيد بن قوذر قال: قال كعب وأتاه رجل ممن يتبع الأحاديث: «اتق الله وارض بدون الشرف من المجلس، ولا تؤذين أحدا، فإنه لو ملأ علمك ما بين السماء والأرض مع العجب ما زادك الله به إلا سفالا ونقصا» فقال الرجل: رحمك الله يا أبا إسحاق، إنهم يكذبوني ويؤذوني، فقال: «قد كانت الأنبياء يكذبون ويؤذون فيصبرون فاصبر، وإلا فهو الهلاك»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: أخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب، أخبرهم قال: أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قوذر، عن كعب أنه قال: " إن الله تعالى يقول: إني جاعل من صدق بأطيب الكلام وعمل به وعلمه لله خلفا من النبيين، ومعهم يوم القيامة، وقال: إن أناسا اجتمعوا ففارقوا الجماعة رغبة عنهم وطعنا عليهم فقالوا: مافعلوا ذلك حتى دخلهم العجب، فإياكم والعجب فإنه الذبح والهلاك "
وقال كعب: «من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثر التفكير يكن عالما، وليرض بقوت يومه يكن غنيا، وليكثر البكاء عند ذكر خطاياه يطفئ الله عنه بحور جهنم»
وقال كعب: «طلب العلم مع السمت الحسن والعمل الصالح جزء من النبوة»
وقال كعب: «مؤمن عالم أشد على إبليس وجنوده من مائة ألف مؤمن عابد، لأن الله تعالى يعصم بهم من الحرام»
وقال كعب: «يوشك أن تروا جهال الناس يتباهون بالعلم ويتغايرون عليه كما يتغاير النساء على الرجال، فذلك حظهم من العلم»
وقال كعب: " إن موسى عليه السلام قال: يا رب أي عبادك أعلم؟ قال: عالم غرثان للعلم "
وقال كعب: " طالب العلم كالغادي الرائح في سبيل الله. وقال: اطلبوا العلم وتواضعوا فيه، فإن الملائكة تتواضع لله "
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عقيل بن مدرك، عن الوليد بن عامر اليزني، حدثني يزيد بن عمير، عن كعب قال: «ليقرأن القرآن رجال وإنهم أحسن أصواتا من العزافات وحداة الإبل لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، وليصبغن أقوام بالسواد لا ينظر الله إليهم يوم القيامة»
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، ثنا عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قودر، عن كعب قال: من زين كتاب الله بصوته. وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن عبد الملك، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا أبو الصباح، عن أبي علي، عن كعب قال: " من حسن صوته بالقرآن في دار الدنيا أعطاه الله في الجنة قبة من لؤلؤة أو قال: من زبرجد فيعطيه الله من حسن الصوت في الجنة ما يزوره أهل الجنة فيستمعون إليه " لفظ أبي الصباح
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب، ثنا سعيد بن يحيى، ثنا عبيد بن سعيد، عن رجل من أهل واسط يقال: له ابن الصباح، عن أبي علي، عن كعب في قوله: {والسابقون السابقون} [الواقعة: 10]. قال: «هم أهل القرآن»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا رشدين بن سعد، عن صخر بن عبد الله، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن كعب الأحبار قال: " إذا قال العبد: الله أكبر، ملأت ما بين السماوات والأرض "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا قزعة بن سويد، عن إسماعيل بن أمية، عن كعب قال: «لولا كلمات أقولهن حين أمسي وأصبح لجعلتني اليهود مع الكلاب النابحة أو الحمر الناهقة، أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر الشيطان وحزبه»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي محمد المكي، عن كعب أنه كان يقول: «ما من أربعين رجلا يمدون أيديهم إلى الله يسألونه لا يسألونه ظلما ولا قطيعة رحم إلا أعطاهم الله ما سألوه»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، أن كعب الأحبار قال: «والذي نفسي بيده إن الله ليجعل حين العبد إذا كان عاقا لوالديه، فيعجله العذاب، وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان برا بوالديه ليزداد برا وخيرا»
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم، ثنا جدي، محمد بن عبيد الله بن مرزوق، ثنا عفان بن مسلم، ثنا همام قال: سمعت أبا عمران الجوني، ثنا عبد الله بن رباح قال: سمعت كعبا يقول: «فاتحة التوراة فاتحة الأنعام، وخاتمة التوراة خاتمة سورة هود»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا ابن وارة، ثنا حجاج، ثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح، عن كعب قال: " ختمت التوراة بـ: {الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك} [الإسراء: 111] الآية "
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم، ثنا جدي، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، ثنا علي بن زيد، عن مطرف، عن كعب، أنه قال: «لو حبس الله الريح عن الناس ثلاثة أيام لأنتن ما بين السماء والأرض»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار، ثنا أبو أيوب، ثنا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، عن معبد الجهني، عن أبي العوام، عن كعب قال: " جاء رجلان فوقفا بباب المسجد، فدخل أحدهما ولم يدخل الآخر، وقال: مثلي لا يدخل بيت ربه، فأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: إني قد جعلته صديقا بإزرائه على نفسه " حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن مسلم، ثنا سيار، ثنا جعفر، مثله. وقال: مثلي لا يدخل بيت الله وقد عصيته
حدثنا عبد الله، ثنا أبو الحريش، ثنا محمد بن ميمون الخياط قال: سمعت منصور بن عمار، يقول: ثنا عبد الله بن لهيعة، حدثني عقبة الحضرمي، عن أبي قبيل، عن كعب قال: " أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إن الذنب لا ينسى، وإن الديان لا يموت، وإن البر لا يبلى "
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا يحيى الحماني، ثنا شريك، عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة قال: التقى ابن عباس وكعب، فقال كعب: «يا ابن عباس، إذا رأيت السيوف قد عريت، والدماء قد أهريقت، فاعلم أن حكم الله قد ضيع، وانتقم الله لبعضهم من بعض، وإذا رأيت الوباء قد فشا فاعلم أن الزنا قد فشا، وإذا رأيت المطر قد حبس فاعلم أن الزكاة قد حبست، ومنع الناس ما عندهم، ومنع الله ما عنده»
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم، ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، ثنا علي بن زيد، عن مطرف، أن كعبا، كان يقول في قوله تعالى: {وفرش مرفوعة} [الواقعة: 34]. قال: «مسيرة أربعين عاما»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن كعب أنه قال: " ما نظر الله إلى الجنة قط إلا قال: طيبي لأهلك قال: فزادت طيبا على ما كانت حتى يدخلها أهلها "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا الفضل بن العباس، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا الفضيل بن عياض، حدثني سفيان بن سعيد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن كعب قال: " ليس من يوم إلا يطلع الله فيه إلى جنة عدن فيقول: طيبي لأهلك فتضعف على ما كانت حتى يدخلها أهلها "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، ثنا هناد بن السري، ثنا محمد بن عبيد، عن سلمة بن نبيط، عن عبيد الله بن أبي الجعد، عن كعب الأحبار قال: «إن لله لدارا درة فوق درة، أو لؤلؤة فوق لؤلؤة، فيها سبعون ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف بيت، لا يسكنها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل أو محكم في نفسه»
حدثنا عبد الله، ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن أبان، عن كعب قال: «يطاف عليهم بسبعين ألف صفحة من ذهب، في كل صفحة لون وطعام ليس في الأخرى» وقال قتادة: «ألف غلام، كل غلام على عمل ليس عليه صاحبه»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، ثنا قبيصة، عن قيس بن سليم العنبري، عن جواب بن عبيد الله قال: قال كعب: " في الجنة عمود من ياقوتة حمراء، في أعلاه سبعون ألف غرفة هي منازل المتحابين في الله، مكتوب في جباههم: المتحابون في الله إذا أشرف الرجل منهم على أهل الجنة أضاء لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، فيقولون: هذا رجل من المتحابين في الله "
حدثنا أبي، وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قودر، عن كعب قال: " إن المتحابين في الله على عمود من ياقوت أحمر، على رأس العمود ألف بيت مشرفين على أهل الجنة، مكتوب في جباههم: هؤلاء المتحابون في الله، إذا طلع أحدهم ملأ حسنه أهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الأرض، فيقول أهل الجنة: هذا رجل من المتحابين في الله اطلع، فينظرون إلى وجهه مثل القمر ليلة البدر "
حدثنا أبو محمد، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا يحيى بن اليمان، عن شيخ من قيس، عن أبي العوام، عن كعب قال: «الفردوس فيه الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن رجل، عن كعب قال: «إن أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة ليؤتى بغدائه في سبعين ألف صحفة، في كل صحفة لون ليس كالآخر، فيجد للآخر لذة أوله ليس فيه رذل»
حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد، ثنا جعفر الفريابي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حسين بن علي، ثنا زائدة، ثنا ميسرة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: سألت كعبا عن جنة المأوى قال: «أما جنة المأوى فجنة فيها طير خضر، يرفع فيها أرواح الشهداء» قال جعفر: وحدثنا المسيب، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن زائدة، مثله
حدثنا يوسف بن يعقوب النجوهي، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، ثنا حميد، عن مورق العجلي، أن جارية بن قدامة أتى بيت المقدس فقعد إلى عامر بن عبد الله فرحب به، فقال: ما جاء بك؟ قال: جئت لأصلي في هذا المسجد، ولألقى كعبا، فقال عامر: هو جليسك، فقال كعب: أفما جئت إلا أن تصلي فيه؟ قال: نعم، قال كعب: «ما من عبد يقوم من الليل فيتوضأ ويصلي ركعتين إلا خرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، ومن جاء إلى بيت المقدس ليصلي فيه من غير تجارة ولا بيع إلا رجع كهيئة يوم ولدته أمه، ولعمرة أفضل من تقديستين، ولحجة أفضل من عمرتين»
حدثنا يوسف بن يعقوب، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا حماد، ثنا ثابت، وحميد، عن بكر، عن كعب قال: أجد في التوراة: «لولا أن يحزن عبدي المؤمن لعصبت على رأس الكافر بعصابتين من حديد لا يمرض أبدا»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن روح، حدثني عبد الله بن قيس، ثنا محمد بن الحسن، عن يحيى بن بسطام، حدثني إسحاق بن نوح الشامي، عن عبد الله بن ضمرة، عن كعب قال: " إني لأجد نعت قوم يكونون في هذه الأمة بمنزلة الرهبانية، قلوبهم على نور، تنطق ألسنتهم بنور الحكمة، تعجب الملائكة من اجتهادهم واتصالهم بمحبة الله، قيل: يا أبا إسحاق، من هم؟ قال: " قوم جوعوا أنفسهم لله، وظمئوها، ينادى يوم القيامة: ألا ليقم أهل الجوع والظمأ، فيلتقطون من بين الصفوف، فيؤتى بهم إلى مائدة منصوبة لم تر العيون ولم تسمع الآذان بمثلها، فيجلسون عليها والناس في الحساب "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا خالد بن عبد الله، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن كعب أنه قال: «إذا كان يوم الجمعة فزع له الخلائق إلا الجن والإنس، وإنه لتضاعف فيه الحسنة، وتضاعف فيه السيئة»
حدثنا الحسن بن محمد بن علي، ثنا أبو كثير محمد بن إبراهيم بن أبي الحجيم، ثنا بحر بن نصر، ثنا ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قوذر، عن كعب قال: " كان داود عليه السلام يصوم يوما ويفطر يوما، فإذا هو وافق صيامه يوم جمعة أعظم فيه الصدقة، ثم يقول: صيامه كصيام خمسين ألف سنة، كطول يوم القيامة، وكذلك سائر الأعمال الأجر فيه مضعف "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن الحسن الحضرمي، ثنا أبو نعيم، ثنا مطيع أبو عبد الله، ثنا الفضل بن عمرو الفقيمي قال: ثنا مجاهد قال: " اجتمع كعب وابن عباس وأبو هريرة، فقالوا لكعب: حدثنا عن يوم الجمعة كيف تجده مكتوبا؟ قال: «تفزع له السماوات السبع والأرضون السبع» فذكره
حدثنا الحسين بن محمد، ثنا علي بن إسحاق المادراني، ثنا محمد بن يونس، ثنا عون بن عمارة، ثنا روح بن القاسم، عن عبد الله بن زيد، عن الحسن، عن كعب " أن جبريل عليه السلام أتى آدم عليه السلام فقال: إن الله تعالى يقول لك: إنه ولدك عن أكل الشهوات، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عني، قال آدم: فما أقول يا روح القدس؟ قال: قل: اللهم اكفني مؤنة الدنيا، وأهوال يوم القيامة، وأدخلني الجنة التي قدرت علي الخروج منها، فقالها آدم، فقال جبريل: وجبت، ثم قال: قل يا آدم، قال: ما أقول يا روح القدس؟ قال: قل: اللهم ألبسني العافية كي تهنيني المعيشة، فقالها آدم، فقال جبريل: وجبت، ثم قال جبريل: قل: يا آدم، قال: ما أقول يا روح القدس؟ قال: قل: " اللهم اختم لنا بالمغفرة حتى لا تضرنا الذنوب، فقالها آدم، فقال جبريل: وجبت "
حدثنا سليمان، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حازم، ثنا أبو هلال، ح. وحدثنا أبو إسحاق، ثنا محمد بن العباس، ثنا عمرو بن علي، ثنا محمد بن سوار، ثنا سعيد، ح. وحدثنا أبو أحمد محمد الغطريفي، ثنا أبو بكر النجار، ثنا إبراهيم الجوهري، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن قتادة، عن عمر بن غيلان الثقفي قال سعيد في حديثه - وهو أمير البصرة -: حدثنا هذا الرجل الصالح من أهل الكتاب كعب الأحبار: «إن الله تعالى أسس السماوات السبع والأرضين السبع على هذه السورة قل هو الله أحد» لفظ حديث سعيد، وإنما هو عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن العباس، ثنا محمد بن المثنى، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، سمع كعب الأحبار رجلا يقرأ: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} [الأنعام: 151]. الآية قال: «والذي نفس كعب بيده إنها لأول شيء نزلت في التوراة إلى آخر الآيات»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن العباس، ثنا يعقوب بن إسماعيل، ثنا أبو أحمد الزبيدي، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر، عن عقيل أبي عبد الرحمن قال: قال كعب الأحبار: «من لبس ثوبا بأربعة دراهم فحمد الله غفر له»
حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق، ثنا جدي عيسى بن إبراهيم، ثنا آدم بن إياس، ثنا أبو محمد، عن مقاتل بن سليمان، عن علقمة بن مرثد، عن كعب قال: «من تعبد لله ليلة حيث لا يراه أحد يعرفه خرج من ذنوبه كما يخرج من ليلته»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا جدي عيسى، ثنا آدم، ثنا أبو داود الواسطي، عن أبي علي قال: قال كعب: «يا بني إن سرك أن يغبطك الصافون المسبحون، فحافظ على صلاة الضحى، فإنها صلاة الأوابين، وهم المسبحون»
حدثنا عبد الله، ثنا عيسى، ثنا آدم، ثنا ضمرة، عن السري، عمن حدثه، عن كعب قال: «لو أن رجلا حمل على باب المسجد على الخيل البلق في سبيل الله، وأعطى المال سحا، وآخر يذكر الله بعد صلاة الصبح في المسجد حتى تطلع الشمس لكان الذاكر أعظم أجرا»
حدثنا عبد الله، ثنا جدي عيسى، ثنا آدم، ثنا محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن بشير العدوي قال: سمعت كعبا، يقول: «إن خيار الأمة خيار الأولين، وإن الرجل منهم يخر لله ساجدا فلا يرفع رأسه حتى يغفر لمن بعده فضلا عنه»
حدثنا عبد الله، ثنا جدي عيسى، ثنا آدم، ثنا عدي بن الفضل، عن سعيد الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، عن كعب الأحبار قال: «والذي نفسي بيده إن الحسنات التي يمحو الله بها السيئات، كما يذهب الماء الدرن هي الصلوات الخمس» قال: " والذي نفسي بيده إن قول الله تعالى: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} [الأنبياء: 106]، لأهل الصلوات الخمس، سماهم الله تعالى عابدين، والذي نفسي بيده إن قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} [الإسراء: 78]. للقراءة في صلاة الفجر "
حدثنا عبد الله، ثنا جدي عيسى، ثنا آدم، ثنا أبو داود الواسطي، عن أبي علي عن كعب قال: من سره أن تصحبه كتائب من الملائكة يستغفرون له ويحفظونه، ويكفى ما أهمه، فليخف في بيته من صلاته ما شاء. وقال كعب: " طوبى للذين يجعلون بيوتهم قبلة - يعني مسجدا - قال: والمساجد بيوت المتقين في الأرض، ويباهي الله تعالى ملائكته بالمخفي صلاته وصيامه وصدقته "
حدثنا عبد الله، ثنا جدي عيسى، ثنا آدم، ثنا محمد بن الفضل، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن كعب قال: «لو يعلم أحدكم ما ثوابه في ركعتي التطوع لرآه أعظم من الجبال الرواسي، فأما المكتوبة فإنها أعظم عند الله من أن يستطيع أحد أن يصفها»
حدثنا عبد الله، ثنا جدي عيسى، ثنا آدم، ثنا شيبان أبو معاوية، عن يحيى بن أبي كثير قال: جاء رجل إلى كعب الأحبار بعدما سلم من المكتوبة، فكلمه فلم يجبه حتى صلى ركعتين، ثم قال: «إنه لم يمنعني من كلامك إلا أن صلاة بعد صلاة لا يحدث بينهما لغو كتاب في عليين»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا رشدين بن سعد، عن سعيد بن عبد الرحمن المعافري، عن أبيه، أن كعب الأحبار رأى حبرا اليهودي يبكي، فقال له: «ما يبكيك؟» قال: ذكرت بعض الأمر، فقال له كعب: «أنشدك بالله لئن أخبرتك ما أبكاك لتصدقني؟» قال: نعم، قال: " أنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى عليه السلام نظر في التوراة فقال: رب إني أجد أمة في التوراة خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويؤمنون بالكتاب الأول، وبالكتاب الآخر، ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال، قال موسى: رب اجعلهم أمتي، قال: إنهم أمة أحمد يا موسى؟ قال الحبر: نعم، قال كعب: " فأنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال: رب إني أجد أمة هم الحمادون رعاة الشمس المحكمون، إذا أرادوا أمرا قالوا: نفعله إن شاء الله، فاجعلهم أمتي، قال: هي أمة أحمد يا موسى؟ قال الحبر: نعم، قال كعب: " فأنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال: رب إني أجد أمة يأكلون كفارتهم وصدقاتهم، وكان الأولون يحرقون صدقاتهم بالنار، غير أن موسى كان يجمع صدقات بني إسرائيل فلا يجد عبدا مملوكا ولا أمة إلا اشتراه، ثم أعتقه من تلك الصدقة، وما فضل حفر له بئرا عميقة القعر فألقاه فيها، ثم دفنه كي لا يرجعوا فيه، وهم المستجيبون والمستجاب لهم، الشافعون والمشفوع لهم، قال موسى: فاجعلهم أمتي، قال: هي أمة أحمد يا موسى؟ قال الحبر: نعم، قال كعب: " أنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال: يا رب إني أجد أمة إذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله، وإذا هبط واديا حمد الله، الصعيد لهم طهور، والأرض لهم مسجد حيث ما كانوا، يتطهرون من الجنابة، طهورهم بالصعيد كطهورهم بالماء، حيث لا يجدون الماء، غر محجلون من آثار الوضوء، فاجعلهم أمتي، قال: هم أمة أحمد يا موسى؟ قال الحبر: نعم، قال كعب: " أنشدك بالله، تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال: يا رب إني أجد أمة إذا هم أحدهم بحسنة لم يعملها كتبت له حسنة مثلها، وإن عملها ضعفت عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وإذا هم بالسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت سيئة مثلها، فاجعلهم أمتي، قال: هي أمة أحمد يا موسى؟ قال الحبر: نعم، قال كعب: أنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال: رب أني أجد أمة مرحومة ضعفاء يرثون الكتاب، اصطفيتهم، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات، فلا أجد أحدا منهم إلا مرحوما، فاجعلهم أمتي، قال: هي أمة أحمد يا موسى؟ قال الحبر: نعم، قال كعب: " أنشدك بالله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال: رب إني أجد في التوراة أمة مصاحفهم في صدورهم، يلبسون ألوان ثياب أهل الجنة، يصفون في صلاتهم كصفوف الملائكة، أصواتهم في مساجدهم كدوي النحل، لا يدخل النار منهم أحد إلا من برئ من الحسنات، مثل ما برئ الحجر من ورق الشجر، قال موسى: فاجعلهم أمتي، قال: هي أمة أحمد يا موسى؟ قال الحبر: نعم، فلما عجب موسى عليه السلام من الخير الذي أعطى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته قال: يا ليتني من أصحاب محمد، قال: فأوحى الله تعالى إليه بثلاث آيات يرضيه بهن: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة} [الأعراف: 145] إلى قوله: {دار الفاسقين} [الأعراف: 145] قال: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} [الأعراف: 159] قال: فرضي موسى كل الرضا "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا الليث بن سعد، ثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، أن عبد الله بن عمرو قال لكعب: أخبرني عن صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، قال: أجدهم في كتاب الله تعالى أن أحمد وأمته حمادون، يحمدون الله عز وجل على كل خير وشر، يكبرون الله على كل شرف، ويسبحون الله في كل منزل، نداؤهم في جو السماء، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل على الصخر، يصفون في الصلاة كصفوف الملائكة، ويصفون في القتال كصفوفهم في الصلاة، إذا غزوا في سبيل الله كانت الملائكة بين أيديهم ومن خلفهم برماح شداد، إذا حضروا الصف في سبيل الله كان الله عليهم مظلا - وأشار بيده كما تظل النسور على وكورها - لا يتأخرون زحفا أبدا حتى يحضرهم جبريل عليه السلام "
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا أبو المحياة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي كعب قال: قال كعب: " إنا لنجد نعت النبي صلى الله عليه وسلم في سطر من كتاب الله، نجده في سطر: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته الحمادون يحمدون الله على كل حال، ويكبرونه على كل شرف، رعاة الشمس، يصلون الصلوات الخمس لوقتهن ولو على كناسة، يأتزرون على أوساطهم، ويوضئون أطرافهم، لهم في جو السماء دوي كدوي النحل، ونجده في سطر آخر: محمد المختار لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام "
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل، عن ذكوان، عن كعب، ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا شريك، عن عاصم ابن بهدلة، عن أبي صالح , عن كعب ح وحدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا عبد الله بن صالح , ثنا لوين، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن كعب قال: قال: " محمد في التوراة مكتوب، قال الله تعالى: محمد عبدي المتوكل المختار، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة، وهجرته بطيبة، وملكه بالشام " وذكر نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا وهيب بن بقية، ثنا خالد، عن زياد بن أبي عمر، عن أبي الخليل، عن كعب قال: " يلوموني أحبار بني إسرائيل أني دخلت في أمة فرقهم الله تعالى أولا ثم جمعهم فأدخلهم الجنة جميعا، ثم تلا هذه الآية: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32] حتى بلغ: {جنات عدن يدخلونها} [فاطر: 33] الآية
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن يونس، ثنا مندل بن علي، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: قال كعب لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: «إنا نجدك شهيدا، وإنا نجدك إماما عادلا، ونجدك لا تخاف في الله لومة لائم» قال: «هذا لا أخاف في الله لومة لائم، فأنى لي بالشهادة»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا منجاب، أنبأنا علي بن مسهر، عن مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن كعب قال: " أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيفتح له محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ علينا آية من التوراة: إضرابا قد مايا نحن الآخرون الأولون "
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا حاجب بن الوليد، ثنا بنان بن حازم، ببعلبك يقال له أبو عبد السلام، ثنا ثور بن يزيد، عن مدرك بن عبد الله الكلاعي، عن كعب قال: «إن خيار هذه الأمة خيار الأولين والآخرين، إن من هذه الأمة رجالا إن أحدهم ليخر ساجدا، لا يرفع رأسه حتى يغفر لمن خلفه فضلا عليه» فكان كعب يتحرى الصفوف المؤخرة رجاء أن يكون من أولئك "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن نائلة، ثنا عثمان بن طالوت، عن عمران القطان، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح قال: قال كعب: «مثل العطاء والرزق في هذه الأمة مثل المن والسلوى في بني إسرائيل»
حدثنا أبي، ثنا حامد بن محمود بن عيسى، ثنا الحسن بن عبد الله، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري، ثنا وهب بن السماك، عن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: قال كعب الأحبار: قال موسى عليه السلام: " إني لأجد في الألواح صفة قوم على قلوبهم من النور مثل الجبال الرواسي، تكاد الجبال والرمال أن تخر لهم سجدا من النور، فسأل ربه وقال: اجعلهم من أمتي قال الله: يا موسى إني اخترت أمة محمد وجعلتهم أئمة الهدى، وهؤلاء طوائف من أمته، قال: يا رب فيما بلغوا هؤلاء حتى آمر بني إسرائيل يعملوا مثل عملهم، وأبلغ نعمتهم؟ قال: يا موسى إن الأنبياء كادوا أن يعجزوا عما أعطيت أمة محمد، يا موسى بلغوا أنهم تركوا الطعام الذي أحللت لهم رغبة فيما عندي، وكان عيشهم في الدنيا الفلق من الخبز، والخلق من الثياب، أيسوا من الدنيا، وأيست الدنيا منهم، أقربهم مني وأحبهم إلي أشدهم جوعا وأشدهم عطشا، يا موسى لم يتقرب أحد إلي بشيء أفضل من كبد عطشت وجاعت، يا موسى ليس للجوع عندي ثواب إلا الجنة، يا موسى اصبر وتوكل علي فهو أشرف العمل عندي، يا موسى من جاع وعطش في الدنيا من خشيتي شبع وروى في الآخرة، يا موسى قل لبني إسرائيل يتقربون إلي بذوب الشحوم واللحوم في الدنيا بقلة الطعام، فإنها أحب الأشياء إلي، يا موسى طوبى لمن صحبهم وصحبوه، أقربهم مني وأبغض الناس إلي من أبغض جائعا عريانا من مخافتي "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن منصور، عن عطاء بن أبي مروان، عن كعب قال: " والذي فلق البحر لبني إسرائيل إن في التوراة لمكتوبا: يا ابن آدم اتق ربك، وأبر والديك، وصل رحمك، أمد لك في عمرك، وأيسر لك يسرك، وأصرف عنك عسرك "
حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا قتيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الله بن ضمرة السلولي، عن كعب قال: " إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، توكلت على الله، قيل له: هديت وحفظت وكفيت " قال: " وإذا خرج استقبله الشيطان قال: فيقول: لا سبيل لكم على هذا، وقد هدي وحفظ وكفي، فالتمسوا غيره، قال: فيصدعون عنه "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا الليث، عن خالد بن أبي يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، أن كعبا مر بعمر وهو يضرب رجلا بالدرة فقال كعب: " على رسلك يا عمر، فوالذي نفسي بيده إنه لمكتوب في التوراة: «ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء، ويل لحاكم الأرض من حاكم السماء»، فقال عمر: إلا من حاسب نفسه، فقال كعب: «والذي نفسي بيده إنها لفي كتاب الله المنزل ما بينهما حرف إلا من حاسب نفسه»
حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا قتيبة، ثنا الليث، عن خالد، عن سعيد قال: بلغني أن عمر جلد رجلا يوما وعنده كعب، فقال الرجل حين وقع به السوط: سبحان الله، فقال عمر للجلاد: «دعه» فضحك كعب، فقال له: «وما يضحكك؟» فقال: «والذي نفسي بيده إن سبحان الله تخفيف من العذاب»
حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا قتيبة، ثنا الليث، عن خالد بن سعيد، عن نبيه بن وهب، أن كعب الأحبار قال: «ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم، ويصلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا، وهبط مثلهم وصنعوا مثل ذلك، حتى إذا انشقت الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يوقرونه»
حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا قتيبة، ثنا الليث، ثنا خالد، عن سعيد، أن عمر قال لكعب يوما: خوفنا يا كعب، فقال: «يا أمير المؤمنين إنك من أمة مرحومة» ثم قالها الثانية، ثم قالها الثالثة، ثم قال كعب: " والذي نفسي بيده لو قد أفضيت إلى يوم القيامة ونظرت إلى النار ثم كان لك عمل سبعين نبيا لظننت أنك لا تنجو، والذي نفسي بيده، إنها لتزفر يومئذ زفرة لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، إلا سقط على ركبتيه يقول: يا رب، نفسي نفسي، حتى إن إبراهيم ليقول: يا رب، أني أنشدك خلتي إياك " فبكى عمر فاشتد بكاؤه، فقال: «يا أمير المؤمنين، ألا أبشرك؟ والذي نفسي بيده، ما يزال الله يومئذ برحمته وصفحه وحلمه حتى لو كان لك عمل أربعين طاغوتا لظننت أنك ستنجو، إن إبليس يومئذ ليتطاول طمعا مما يرى من الرحمة»
حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا أبو خليفة، ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، ثنا حسان بن رزين، عن ابن عجلان قال: أبصر كعب رجلا فقال: «ممن الرجل؟» قال: من أهل العراق، قال: فسأله عن دينهم، فلم يخبر خيرا عنهم، فقال: «سبحان الله، أما يصلون؟» قال: بلى، ولكن ما تغني عنهم وهم يفعلون كذا وكذا، ويأتون كذا وكذا؟. فقال له كعب: «تحسن تحسب شعر رأسه وجسده؟» قال: ومن يحصي ذاك؟ قال كعب: «يحصيه الذي يغفر له بعدته إذا سجد، قم فإنك متعمق من المتعمقين»
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، ثنا إسحاق بن أحمد بن زيرك، ثنا طاهر بن عبد الله، ثنا محمد بن كرام، ثنا عبد الله بن مالك، عن أبيه، عن إسرائيل، عن طارق بن عبد الرحمن، عن مسروق، ثنا عبد الله بن مسعود قال: كنت عند كعب الأحبار وهو عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فقال كعب: " يا أمير المؤمنين، ألا أخبرك بأغرب شيء قرأته في كتب الأنبياء؟ أن هامة جاءت إلى سليمان بن داود عليهما السلام، فقالت: السلام عليك يا نبي الله، فقال: وعليك السلام يا هامة، أخبريني كيف لا تأكلين من الزرع؟ قالت:: يا نبي الله، لأن آدم عصى ربه بسببه، قال: فكيف لا تشربين الماء؟ قالت: يا نبي الله، لأنه غرق فيه قوم نوح، فمن أجل ذلك لا أشربه، قال لها سليمان: كيف تركت العمران ونزلت الخراب؟ قالت: لأن الخراب ميراث الله، فأنا أسكن ميراث الله وقد قال الله في كتابه: {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا، وكنا نحن الوارثين} [القصص: 58]. فالدنيا ميراث الله كلها، قال: قال سليمان: ما تقولين إذا جلست فوق خربة؟ قالت: أقول أين الذين كانوا يتمتعون بالدنيا ويتنعمون فيها؟ قال سليمان: فما صياحك في الدور إذا مررت عليها؟ قالت: أقول: ويلي لبني آدم، كيف ينامون وأمامهم الشدائد؟ قال: فما لك لا تخرجين بالنهار؟ قالت: من كثرة ظلم بني آدم على أنفسهم، قال: أخبريني بما صياحك؟ قالت: أقول: تزودوا يا غافلون، وتهيئوا لسفركم، سبحان خالق النور، قال سليمان عليه السلام: للهامة على ابن آدم أشفق وأحذر عليه، وليس من الطيور طير أنصح لابن آدم، وأشفق عليه من الهامة، وما في قلوب الجهال أبغض من الهامة "
تكملة كعب الأحبار
حدثنا منصور بن أحمد، ثنا محمد بن أحمد الأثرم، ثنا علي بن داود القنطري، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن الدراوردي، قال: ثنا أبو سهيل بن مالك، عن أبيه، عن كعب، أنه قال: في القرآن فيما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم آيتان أحصتا ما في التوراة والإنجيل ألا تجدون: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 8] قال جلساؤه: نعم، قال: فإنهما أحصتا ما في التوراة والإنجيل
وقال كعب: لا يضركم أن تسألوا عن العبد ماله عند الله بعد وفاته إلا أن تنظروا ما يورث، فإن ورث لسان صدق فالذي له عند ربه خير مما يورث، وإن ورث لسان سوء فالذي له عند ربه شر مما يورث، والإنسان تابعه خير وشر، والمرء حيث وضع نفسه ومع قرينه إن أحب الصالحين جعله الله معهم، وإن أحب الأشرار جعله الله معهم، أنتم شهداء الله على سائر الأمم وجعل نبيكم صلى الله عليه وسلم شاهدا عليكم. ثم تلا: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} [البقرة: 143]
حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا رواد بن الجراح، ثنا صدقة بن يزيد، عن عمرو بن عبد الله، عن كعب المسلم، قال: إن الله تعالى يقول في التوراة لبيت المقدس: أنت عرشي الأدنى ومنك بسطت الأرض، ومنك ارتفعت إلى السماء، وكل ماء عذب يسيل من رءوس الجبال من تحتك يخرج، ومن مات فيك فكأنما مات في السماء، ومن مات حولك فكأنما مات فيك، ولا تنقضي الأيام ولا الليالي حتى أرسل عليك نارا من السماء تأكل آثار أكف بني آدم وأقدامهم، وأرسل عليك ماء من تحت العرش فأغسلك حتى أتركك مثل المهاة، وأضرب سورا من الغمام غلظه: اثني عشر ميلا، وأجعل عليك قبة جبلتها بيدي، وأنزل فيك روحي وملائكتي يسبحون فيك إلى يوم القيامة ينظرون إلى ضوء القبة من بعيد يقولون طوبى لوجه خر لله فيك ساجدا
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن سليمان الهروي، ثنا أبو عامر، ثنا الوليد بن مسلم، حدثني إسماعيل بن عياش، عن عتبة بن أبي حكيم، عن أبي راشد الحراني، عن كعب، قال: إن لله تعالى ملكا على صورة ديك رجلاه في التخوم الأسفل من الأرض ورأسه تحت العرش، فما من ليلة إلا والجبار تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من سائل فيعطى، ألا من تائب فيتاب عليه، ألا من مستغفر فيغفر له، فيسبح الله تعالى ويحمده، ثم يصوت حتى يفزع لذلك من حول العرش فيسبحون الله ويحمدونه، ثم أهل السماء الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم هذه السماء الدنيا، فأول من يعلم بذلك من أهل الأرض الدجاج، فأول من يزقو الديك فيقول: قوموا أيها العابدون، فإذا زقا الثانية قال: قوموا أيها المسبحون، فإذا زقا الثالثة قال: قوموا أيها القانتون، فإذا زقا الرابعة قال: قوموا أيها المصلون فإذا زقا الخامسة قال: قوموا أيها الذاكرون، فإذا أصبح ضرب بجناحيه وقال: قوموا أيها الغافلون. فمن قرأ بعشر آيات قبل أن يصبح لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بعشرين آية قبل أن يصبح كتب من الذاكرين، ومن قرأ بخمسين آية كتب من المصلين، ومن قرأ بمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بخمسين ومائة آية أعطي قنطارا من الأجر، والقنطار مائة رطل والرطل اثنان وسبعون مثقالا، والمثقال أربعة وعشرون قيراطا، والقيراط مثل أحد
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد الطيالسي، عن حماد، عن ثابت، عن مطرف، عن كعب، قال: للذكر دويا تحت العرش كدوي النحل يذكر بصاحبه
حدثنا أبو محمد، ثنا أبو العباس الخزاعي، ثنا القعنبي، ثنا مالك، قال: قال كعب: إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند الله فانظروا ماذا يتبعه من حسن الثناء
حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي، ثنا الحسن بن علويه القطان، ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، ثنا سفيان الثوري، وعباد بن كثير، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن كعب، قال: إن الرب تعالى قال لموسى عليه السلام: يا موسى إذا رأيت الغنى مقبلا فقل: ذنب عجلت عقوبته وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، يا موسى، إنك لن تتقرب إلي بعمل من أعمال البر خير لك من الرضا بقضائي، ولن تأتي بعمل أحبط لحسناتك من البطر، إياك والتضرع لأبناء الدنيا إذا أعرض عنك، وإياك أن تجود بدينك لدنياهم إذا آمر أبواب رحمتي أن تغلق دونك، أدن الفقراء وقرب مجالستهم منك ولا تركنن إلى حب الدنيا فإنك لن تلقاني بكبيرة من الكبائر أضر عليك من الركون إلى الدنيا، يا موسى بن عمران قل للمذنبين النادمين أبشروا، وقل للغافلين المعجبين اخسئوا
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا عبد الجليل، عن أبي عبد السلام، عن كعب، قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: يا موسى تعلم الخير وعلمه الناس فإني منور لمعلمي الخير ومتعلميه في قبورهم حتى لا يستوحشوا بمكانهم
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة بن عبد ربه، عن عمر بن سليمان، عن مكحول، أن كعب الأحبار، قال: تجد الرجل مستكثرا من أنواع أعمال البر ويبلغ صنائع المعروف ويكابد سهر الليل وظمأ الهواجر ولعله لا يساوي في ذلك كله عند ربه جيفة حمار، قيل: وكيف ذلك يا أبا إسحاق؟ قال: لقلة عقله، وسوء رغبته، وتجد الرجل ينام الليل ويفطر النهار ولا يعرف بشيء من البر ولا صنائع المعروف ولعله عند الله من المقربين، قيل: وكيف ذلك يا أبا إسحاق؟ قال: لما قسم الله له من العقل فإن الله تعالى فرض على عباده أن يعرفوه وأن يطيعوه وأن يعبدوه، وإنما عبده وعرفه وأطاعه من خلقه العاقلون، وأما الجهال فهم الذين جهلوه فلم يعرفوه ولم يطيعوه ولم يعبدوه
حدثنا محمد، ثنا الحارث، ثنا داود، ثنا الحكم، عن الأحوص بن حكيم، عن كعب، قال: في جنات عدن مدينة من لؤلؤة بيضاء تكل عنها الأبصار، ولم يرها نبي مرسل ولا ملك مقرب أعدها الله لأولي العزم من المرسلين والشهداء والمجاهدين لأنهم أفضل الناس عقلا وحلما وأناة ولبا
حدثنا أبو بكر أحمد بن السند، ثنا الحسن بن علويه القطان، ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، ثنا ابن سمعان، عن مكحول، عن كعب، أن لقمان، قال لابنه: يا بني كن أخرس عاقلا، ولا تكن نطوقا جاهلا، ولأن يسيل لعابك على صدرك وأنت كاف اللسان عما لا يعنيك أجمل بك وأحسن من أن تجلس إلى قوم فتنطق بما لا يعنيك، ولكل عمل دليل ودليل العقل التفكر، ودليل التفكر الصمت، ولكل شيء مطية ومطية العقل التواضع وكفى بك جهلا أن تنهى عما تركب، وكفى بك عقلا أن يسلم الناس من شرك
حدثنا أحمد، ثنا الحسن، ثنا إسماعيل، ثنا أبو حذيفة، ثنا ابن سمعان، أنبأنا شيخ من الفقهاء، أن كعبا، قال لعمر بن الخطاب وأسلم في ولايته، وذلك أنه مر برجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية: {يا أيها الذين أتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها} الآية، فأسلم كعب، ثم قدم على عمر فاستأذنه بعد ذلك في الغزو إلى الروم، فأذن له فانتهى إلى راهب قد حبس نفسه في صومعة أربعين سنة فناداه كعب فأشرف عليه الراهب فقال: من أنت. قال: أنا كعب الحبر، قال: قد سمعت بك فما حاجتك؟ قال: جئت أسألك عن حالك، نشدتك بالله هل حبست نفسك في هذه الصومعة إلا لآية تجدها في التوراة أن أصحاب رءوس الصوامع البيض هم خيار عباد الله عند الله يوم القيامة؟ قال: اللهم نعم، قال: فنشدتك بالله هل تجد في الآية التي تتلوها أنهم الشعث الغبر الذين أولادهم يتامى لغيبة آبائهم وليسوا يتامى، ونساؤهم أيامى لغيبة أزواجهم ولسن بأيامى، أزودتهم على عواتقهم تحملهم أرض وتضعهم أخرى يجاهدون في سبيل الله هم خيار عباد الله؟ قال: اللهم نعم، قال: فإن هذه ليست تلك الصوامع إنما هي فساطيط أمة محمد عليه الصلاة والسلام يغزون في سبيل الله وليست هذه الصومعة التي حبست فيها نفسك فنزل إليه الراهب فأسلم وشهد معه شهادة الحق وغزا معه الروم وانصرف إلى عمر فأعجب عمر بإسلامهما فكانت الرهبانية بدعة منهم
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال: ثنا عيسى بن خالد، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن يزيد بن شريح، قال: قال كعب: لما قرأت: {أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت} [النساء: 47] أسلمت حينئذ شفقة أن يحول وجهي نحو قفاي
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا الحسن بن علي بن نصر، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا أبو صفوان الأموي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن كعب، قال: قال الله تعالى: " أنا الله فوق عبادي، وعرشي فوق جميع خلقي، وأنا على عرشي أدبر أمر عبادي في سمائي وأرضي وإن حجبوا عني فلا يغيب عنهم علمي، وإلي يرجع كل خلقي فأثيبهم بما خفي عليهم من علمي أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي، وأعذب من شئت منهم بعقابي
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب بن شعيب، وبكر بن سهل، قالا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، أن كعب الأحبار، كان يقول: إن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الصركند وهو بحر الصين فقال لأصحابه: دلوني فدلوه أياما وليالي ثم صعد فقالوا له: يا خضر ما رأيت فقد أكرمك الله وحفظ لك نفسك في لجة هذا البحر؟ فقال: استقبلني ملك من الملائكة، فقال لي: أيها الآدمي الخطاء إلى أين ومن أين؟ فقلت: أردت أن أنظر عمق هذا البحر، فقال لي: فكيف وقد هوى رجل من زمان داود النبي عليه السلام ولم يبلغ ثلث قعره حتى الساعة، وذلك منذ ثلاثمائة سنة فقلت: فأخبرني عن المد والجزر - يريد زيادة الماء ونقصانه - فقال الملك: إن الحوت الذي الأرض على ظهره يتنفس فيصير الماء في منخره فذلك الجزر، ثم يتنفس فيخرجه من منخره فذلك المد، فقلت: فأخبرني من أين جئت؟ قال: من عند الحوت بعثني الله إليه أعذبه لأن حيتان البحر شكت إلى الله كثرة ما يأكل منها، فقلت: فأخبرني على ما قرار الأرض؟ قال: الأرضون السبع على صخرة والصخرة على كف ملك والملك على جناح الحوت في الماء والماء على الريح والريح في الهواء عقيم لا تلقح وإن قرونها معلقة بالعرش
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن أيوب، وأبو يزيد القراطيسي، قالا: ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، حدثني عباد بن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، أن كعب الأحبار، قال: إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض كلها فألقى في قلبه فقال: هل تدري ما على ظهرك يا لويثا من الأمم والشجر والدواب والناس والجبال لو نفضتهم ألقيتهم عن ظهرك أجمع، قال: فهم لويثا يفعل ذلك فبعث الله إليه دابة دخلت في منخره فدخلت في دماغه فعج إلى الله منها فخرجت. قال كعب: والذي نفسي بيده إنه لينظر إليها بين يديه وتنظر إليه إن هم بشيء من ذلك عادت حيث كانت
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، ثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن المغيرة، ثنا مجاشع بن عمرو، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن كعب قال: إن لله ملكا يقال له صنديائيل البحار كلها في نقرة إبهامه
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا قطن بن نسير، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، قال: قال كعب: اجتمع ثلاثة نفر من عباد بني إسرائيل فاجتمعوا في أرض فلاة مع كل رجل منهم اسم من أسماء الله تعالى فقال أحدهم: سلوني فأدع الله لكم بما شئتم، قالوا: نسألك أن تدعو الله تعالى أن يظهر لنا عينا سائحة بهذا المكان ورياضا خضرا وعبقريا قال: فدعا الله فإذا عين سائحة ورياض خضر وعبقري، ثم قال أحدهم: سلوني فأدع الله لكم بما شئتم، فقالوا: نسألك أن تدعو الله أن يطعمنا من ثمار الجنة، فدعا الله فنزلت عليهم بسرة فأكلوا منها لا تغلب إلا أكلوا منها لونا ثم رفعت، ثم قال أحدهم: سلوني فأدع الله لكم بما شئتم قالوا: نسألك أن تدعو الله أن ينزل علينا المائدة التي أنزلها على عيسى ابن مريم، قال: فدعا فأنزلت فقضوا منها حاجتهم، ثم رفعت، قالوا: قد استجيب دعاؤنا وأعطينا سؤلنا، فتعالوا يذكر كل رجل منا أعظم ذنب عمله قط، فقال أحدهم: كنا معشر بني إسرائيل لا يصيب رجلا منا بول إلا قطعه فأصابني مرة بول فلم أبالغ في قطعه ولم أدعه فهذا أعظم ذنب عملته قط. وقال الآخر: كنت أمشي أنا وصاحب لي في طريق ففرقت بيننا شجرة فخرجت عليه ففزع مني، فقال: الله بيني وبينك فهذا أعظم ذنب عملته قط. وقال الآخر: أما أنا فكانت لي والله والدة فجاءت مرة تدعوني فدعتني من قبل سفالة الريح فلم أسمع فغضبت فجعلت ترميني بالحجارة فجئت بالعصا لأجلس بين يديها فتضربني حتى ترضى، فلما رأت العصا معي فزعت فهربت مني فتلقتها شجرة فشجتها في وجهها فهذا أعظم ذنب عملته قط
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا أبو المغيرة، ثنا أبو بكر بن أبي مريم، ثنا العلاء بن سفيان، عن كعب، قال: إن الله تعالى يقول: تقضي الأبناء دين الآباء، إني لآخذ بالرجل من أهل معصيتي القرن بعد القرن لثلاثة قرون وإني لأحفظ الرجل من أهل طاعتي القرن بعد القرن لعشرة قرون
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن روح، ثنا زكريا بن يحيى المدائني، ثنا علي بن عاصم، عن الجريري، عن أبي عطاء، عن كعب، قال: مر عيسى بجمجمة بيضاء فقال: يا رب هذه الجمجمة أحبها فأوحى الله تعالى أن أشح بوجهك قال: ففعل، ثم حول وجهه فإذا شيخ متكئ على كارة من بقل فقال: يا عبد الله شل علي حتى ألحق بالسوق، قال: وما شأنك؟ قال: قلعت هذا البقل من هذه المبقلة وغسلته في هذا النهر وغلبتني عيني قال: وخيل إليه ما كان فيه، قال: فسأله عيسى عليه السلام عن القوم الذي هو منهم فإذا بين المسيح وأولئك خمسمائة عام
حدثنا أحمد بن السندي، ثنا الحسن بن علويه القطان، ثنا إسماعيل بن عيسى العطار، ثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة، ثنا محمد بن عبد الله البصري، وعامر بن عبد الله، شيخ من أهل نهر تيري يرفعانه إلى كعب قالا: قال كعب الأحبار: إن عيسى عليه السلام مر ذات يوم بوادي القيامة، يعني الصخرة، وهو عشية يوم الجمعة عند العصر فإذا هو بجمجمة بيضاء نخرة قد مات صاحبها منذ أربع وتسعين سنة فوقف عليها متعجبا منها، وقال: يا رب ائذن لهذه الجمجمة أن تكلمني بلسان حي وتخبرني ماذا لقيت من العذاب وكم أتى عليها منذ ماتت وماذا عاينت وبأي ميتة ماتت، وماذا كانت تعبد، قال: فأتاه نداء من السماء فقال: يا روح الله وكلمته سلها فإنها ستخبرك فصلى عيسى ركعتين، ثم دنا منها فوضع يده عليها فقال عيسى: بسم الله وبالله فقالت الجمجمة خير الأسماء دعوت وبالذكر استعنت، فقال عيسى: أيتها الجمجمة النخرة، قالت: لبيك وسعديك سلني عما بدا لك قال: كم أتى عليك منذ مت؟ قالت: لا نفس تعد الحياة ولا روح تحصي السنين، فأتاه نداء أنها قد ماتت منذ أربع وتسعين سنة، فسألها قال: فبماذا مت؟ قالت: كنت جالسا ذات يوم إذ أتاني مثل السهم من السماء فدخل جوفي مثل الحريق وكان مثلي كمثل رجل دخل الحمام فأصابه حره فهو يلتمس الخروج مخافة على نفسه أن تهلك، قال: فأتاني ملك الموت ومعه أعوانه ووجوههم مثل وجوه الكلاب بادية أنيابهم زرق أعينهم كلهبان النار، بأيديهم المقامع يضربون وجهي ودبري، فانتزعوا روحي فكشطوها عني ثم وضعه ملك الموت على جمرة من جمر جهنم ثم لفه في قطعة مسح من مسوح جهنم، فرفعوا روحي إلى السماء فمنعتهم الملائكة أن يدخلوا وأغلقت الأبواب دونه، فأتاني نداء: أن ردوا هذه النفس الخاطئة إلى مثواها ومأواها. فقال لها عيسى عليه السلام: فأي شيء كان أشد عليك ظلمة القبر وضيقه أم عذاب جهنم؟ فقالت: يا روح الله إذا انتزع الروح من الجسد فليس في العين نور يعرف الظلمة والضوء، وليس للقلب عقل فيعرف الضيق والسعة، ولكن أخبرك أنه لما رد روحي فاحتملت إلى القبر دخل علي ملكان عظيمان لا يوصفان بيد كل واحد منهما مقمعة من حديد فأقعداني فضرباني ضربة ظننت أن السموات السبع وقعن على الأرض ودفعا إلي لوحا وقالا لي: اكتب كل عمل عملته قال: فكتبته فلما كتبت الكتاب فتحوا لي بابا إلى جهنم، فجاءت نار فامتلأ قبري وأقبلت حيات كأمثال الذئاب أعناقهن كأعناق البخت فنهشوا لحمي ورضوا عظمي، فدخل علي ملك بيده مقمعة في رأس المقمعة ثعبان لا يوصف وفي أصله عقارب سود كأمثال البغال الدهم على تلك المقمعة ثلاثمائة وستون غصنا على كل غصن ثلاثمائة وستون لونا من نار فضربوني بها فاشتعل النيران في جسدي وأقبل إلي الثعبان والعقارب إذ أتاني نداء فقال: علي بهذه النفس الخاطئة فتعلق بي ملائكة لا توصف صفة ألوانهم غير أن أنيابهم كالصياصي وأعينهم كالبرق وأصابعهم كالقرون فانتهوا بي إلى ملك قاعد على كرسي له فقال: اذهبوا بهذه النفس الظالمة إلى جهنم مثواها فانطلق بي حتى انتهوا بي إلى أول باب من أبواب جهنم فإذا أنا بولجة ضيقة وريح شديدة، وإذا أنا بأصوات الرعد القاصف وقواصف شديدة ونار ليست كناركم هذه وهي نار سوداء مظلمة يضعف حرها على حر ناركم هذه ستين جزءا، ثم انطلق بي إلى الباب الثاني، فإذا نار تأكل النار الأولى وهى أشد منها حرا ستين ضعفا، ثم أدخلت الباب الثالث فإذا أنا بنار هي أشد حرا من النار الأولى والثانية ستين جزءا، وهي تأكل النار الثانية والحجارة، ثم أدخلت الباب الرابع فإذا أنا بنار تأكل النار الثالثة وهي أشد حرا من النار الثالثة ستين ضعفا، فإذا أنا بشجرة يتساقط منها حجارة سود حروفها نار، وإذا قوم كلفوا أكل تلك الحجارة فقلت: من هؤلاء. قال: الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما وعدوانا، ثم انطلق بي إلى الباب الخامس فإذا أنا بنار وظلمة وإذا تلك النار أشد حرا من الأبواب كلها ستين جزءا، وإذا أنا فيها بشجرة عليها أمثال رءوس الشياطين فيها ديدان طوال طول الدودة منها مائة ذراع سود وإذا رجال كلفوا أكلها قلت: ما هذه. قالوا: شجرة الزقوم قلت: فمن هؤلاء؟ قالوا: أكلة الربا، ثم انطلق بي إلى الباب السادس فإذا أنا بنار تضعف على ما رأيت ستين ضعفا وظلمة وإذا فيها بئر لا يعرف قعرها وإذا فيها قوم يسيل من وجوههم الصديد لو وقعت منها قطرة على الأرض لملأت أهل الأرض نتنا وإذا فيها رياح يغلب بردها حر النار قلت: ما هذا؟ قالوا: الزمهرير، قلت: من هؤلاء. قالوا: الزناة ثم انطلق بي إلى رجل قاعد على كرسي له في النار وحوله ملائكة قيام بأيديهم مقامع من نار فقال: ما كانت تعبد هذه. قالوا: كانت تعبد ثورا من دون الله؟ قال: انطلقوا به إلى أصحابه، قال عيسى عليه السلام: فكيف كنتم تعبدون الثور؟ قالت: كنا نعبد ثورا نسجد له ونطعمه الحمص ونسقيه العسل المصفى، قال عيسى عليه السلام: فمن كان نبيكم؟ قالت: إلياس، قالت: فانطلقوا بي حتى أدخلت الباب السابع، فإذا فيه ثلاثمائة سرادق من نار كل سرادق ثلاثمائة قصر من نار في كل قصر ثلاثمائة دار من نار في كل دار ثلاثمائة بيت من نار في كل بيت ثلاثمائة لون من العذاب فيها الحيات والعقارب والأفاعي فألقيت فيها مغلولا مع أصحابي تحرقنا النار وتأكل بطوننا الأفاعي وتنهشنا الحيات وتضربنا الملائكة بالمقامع، فإنا منذ أربع وتسعين سنة في العذاب لا يخفف عني طرفة عين إلا أن الله تعالى يخفف عنا يوم الجمعة ويوم الخميس فنعلم الجمعة والخميس بالتخفيف عنا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني نداء: أن أخرجوا هذه النفس الخبيثة إلى جمجمتها الملقاة بوادي القيامة فإن روح الله قد شفع لها فأخرجت فأسألك يا روح الله وكلمته أن تسأل ربك أن يعفو عني وأن يشفعك في، قال: فصلى ركعتين فدعا ربه تعالى فقال: يا إلهي وخالقي ابعث لي هذه النفس الخاطئة، قال: فبعثها الله عز وجل فلم تزل مع عيسى عليه السلام حتى رفع عيسى عليه السلام ثم قبضه الله بعد ذلك
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن تميم، ثنا محمد بن حميد ، ثنا زافر بن سليمان، ثنا سفيان، عن الأوزاعي، قال: قال كعب: يأتي على الناس زمان تنزع فيه الرحمة وتنزع فيه الأمانة ويوشك أن تكثر فيه المسألة حتى لا يبارك لأحد فيما أعطي
حدثنا أبو محمد، ثنا أحمد بن جعفر بن فارس، ثنا محمد بن النعمان بن عبد السلام، ثنا كثير بن هشام، عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي، عن معاوية بن عبد الله الجعفري، عن كعب، قال: أول من ضرب الدينار والدرهم آدم عليه السلام، وقال: لا تصلح المعيشة إلا بهما
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن كثير، ثنا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن كعب، قال: إذا كان أول يوم من نيسان يطلع الله تعالى إلى الأرض فينظر إلى الزرع يقول: ليلحق أولك بآخرك
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا أبي ثنا شاذان، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، عن كعب، قال: أول ماء يرده الدجال من مياه العرب إلى جنبه جبل مشرف على البصرة يقال له سنام
حدثنا محمد، ثنا محمد، ثنا نصر بن عبد الرحمن، ثنا أحمد بن بشير، عن سعيد، عن قتادة، عن كعب، قال: قبر إسماعيل بين المقام والركن وزمزم
حدثنا محمد، ثنا محمد، ثنا منجاب، ثنا أبو عامر الأسدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب، قال: الدنيا ستة آلاف سنة
حدثنا محمد، ثنا محمد، ثنا أبي، ثنا شاذان، ثنا جرير بن حازم، عن زبيد بن الحارث، عن عكرمة، عن كعب، قال: أول ما أنزل من التوراة عشر آيات وهي العشر التي نزلت في آخر الأنعام
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن يونس، ثنا مندل، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: قال كعب لعمر: إنا نجدك شهيدا إنا نجدك إماما عادلا ونجدك لا تخاف في الله لومة لائم. قال: هذا لا أخاف في الله لومة لائم فأنى لي بالشهادة
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السراج، ثنا أبي، ثنا عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عياش، ثنا ابن عياش القتباني، عن يزيد بن قوذر، عن كعب، قال: من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثر التفكر يكن عالما
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس، ثنا أبو هاشم، ثنا ابن يمان، ثنا خارجة عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن كعب، قال: ما خرج رجل في طلب العلم إلا ضمن الله السموات والأرض رزقه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا عبد الجليل، عن أبي عبد السلام، عن كعب، قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن علم الخير وتعلمه فإني منور لمعلم الخير ومتعلمه في قبورهم حتى لا يستوحشوا بمكانهم
حدثنا أبي، ثنا محمد بن الحسن المقرئ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا محمد بن عمر بن نعامة الحمصي، ثنا بقية بن الوليد، عن يحيى يقال له العطار، عن بشر بن منصور، عن أبي عبد السلام، عن كعب، قال: إذا ذكرت نوعا من العذاب أعطاك الله به عشر حسنات ومحى عنك به عشر سيئات ورفع لك عشر درجات، وإذا ذكرت نوعا من أنواع الجنة أعطاك الله مثل ذلك
قال: ومن خشي أن يتخم من طعام أو شراب فليقرأ: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} [آل عمران: 18] الآية، فإنه لم يتخم إن شاء الله
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو الربيع الرشديني، ثنا ابن وهب، ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، أنه سمع السلولي، يحدث نوفل بن مسابق أنه سأل كعب الأحبار: ما تجدون في كتاب الله من عقوق الوالد، قال كعب: أنا أخبرك، إذا أقسم عليه والده فلم يبره وإذا سأله فلم يعطه وائتمنه فلم يرد عليه، واشتكى إلى الله ما يلقاه منه فذلك العقوق كله
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم، ثنا أبو الربيع، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي حماد العراقي، عن قتادة، أن كعبا، قال لأبي موسى الأشعري: أتدري كم عدد أهل الجنة؟ قال أبو موسى: لا، قال: أفتدري كم هم من صف؟ قال أبو موسى: لا. قال: أفتدري ما بين كل صفين؟ قال: لا، قال كعب: هم اثنا عشر صفا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثمانية صفوف ما بين كل صفين كما بين المشرق والمغرب
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبادة بن زياد، ثنا قيس بن الربيع، ح وحدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم، ثنا جدي عيسى بن إبراهيم ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شيبان، قالا: عن عاصم ابن بهدلة، عن أبي صالح، عن كعب قال: إن الله تعالى اختار من الشهور شهر رمضان، واختار من البلاد مكة، واختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الليالي ليلة القدر، واختار الساعات فخير الساعات للصلوات، فالمؤمن بين حسنتين فحسنة قضاها وأخرى ينتظرها
حدثنا محمد، ثنا أبي، ثنا جرير، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان، قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو الربيع الرشديني، ثنا ابن وهب، حدثني عمر بن محمد، قالا: عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن السلولي، عن كعب، قال: اختار الله البلاد فأحب البلاد إلى الله البلد الحرام، واختار الله الزمان فأحب الزمان إلى الله الأشهر الأوائل الحرم وأحب الشهور ذو الحجة، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول، واختار الله الأيام فأحب الأيام إلى الله يوم الجمعة، واختار الله الليالي فأحب الليالي إلى الله ليلة القدر: واختار الله ساعات الليل والنهار، فأحب ساعات الليل والنهار إلى الله ساعات المكتوبات، واختار الله الكلام فأحب الكلام إلى الله لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله لفظ جرير عن سهيل
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا علي بن مسهر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن المسيب بن رافع، عن كعب، قال: إن الله تعالى اختار من ساعات الليل والنهار ساعات فجعل فيهن الصلوات، واختار من الزمان أربعة حرما، واختار من الشهور شهر رمضان، واختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الليالي ليلة القدر، واختار من الأرض بقاع المساجد
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبو هلال، ثنا عبد الله بن بريدة، قال: قال كعب: حجة أفضل من عمرتين وعمرة أفضل من ركعتين إلى بيت المقدس، وليسيرن أحدهما إلى الآخر، لأن عندهما المقام والميزاب
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عمر بن أبي بكر، عن أبيه، عن كعب، ح وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، قال: بلغني عن كعب، قال: أجد في كتاب الله: ما من عبد مؤمن يغدو ويروح إلى المساجد لا يغدو ولا يروح إلا ليتعلم خيرا أو يعلمه أو يذكر الله أو يذكر به إلا كان مثله في كتاب الله كمثل المجاهدين في سبيل الله، زاد عبد العزيز: وما من عبد لا يغدو أو يروح إلا لأخبار الناس وأحدوثاتهم إلا كان مثله في كتاب الله كمثل الذي يرى الشيء يعجبه ليس له، يرى المتعلمين وليس منهم ويرى الذاكرين وليس منهم
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان الثوري، قال: أخبرني محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن كعب، أنه قال: من أتى المسجد ليصلي فيه ويذكر الله ويتعلم خيرا أو يعلمه فهو كالمجاهد في سبيل الله، ومن أتى المسجد للأحاديث والأخبار كمثل من يعجبه ما ليس له، يرى الصالحين وليس منهم ويرى الذاكرين وليس منهم حدثنا أبو بكر، ثنا إسماعيل، حدثني علي بن عبد الله، ثنا ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي بكر، عن أبيه، عن كعب، نحوه
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا القاسم بن فورك، ثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا سيار بن حاتم، ثنا موسى بن سعيد الراسبي، ثنا هلال أبو جبلة، عن أبي عبد السلام، عن أبيه، عن كعب، ح قال سيار: وحدثنا جعفر بن سليمان، عن عبد الجليل، عن أبي عبد السلام، عن كعب، قال: إن الله تعالى قال: يا موسى بن عمران إني افترضت الصيام على عبادي وهو شهر رمضان، يا موسى إنه من وافى يوم القيامة في صحيفته صيام عشر رمضان فهو من المخبتين، ومن وافى بعشرين من رمضان فهو من الأبرار، ومن وافى بثلاثين من رمضان فهو أفضل من الشهداء عندي، يا موسى بن عمران إنى أمرت حملة عرشي أن يمسكوا عن العبادة إذا دخل شهر رمضان وأن كلما دعا صائموا شهر رمضان أن يقولوا آمين، فإني آليت على نفسي أن لا أرد دعوة صائمي شهر رمضان، يا موسى إني ألهم في شهر رمضان السموات والأرض والجبال والشجر والدواب أن يستغفروا لصائمي شهر رمضان، يا موسى بن عمران اطلب ثلاثة ممن يصوم شهر رمضان فتقلب معهم وصل معهم وكل واشرب معهم فإنه لا تكون نقمتي وعذابي في بقعة فيها ثلاثة ممن يصوم شهر رمضان، يا موسى بن عمران أتدري من أقرب خلقي إلي كل مؤمن لا يلعن إذا غضب وكل مسلم لا يحقد على والديه وقرابته إذا قطعوه، فمن عطش نفسه في رمضان، فإني آليت على نفسي من قبل أن أخلق الخلق أنه من عطش نفسه أن أرويه يوم القيامة، يا موسى بن عمران، إن كنت مريضا فمرهم أن يحملوك وإن كنت مسافرا فاقدم وقل للنفساء والحيض والكبير والصغير أن يبرزوا معك حيث يبرز صائموا شهر رمضان، فإني لو تركت السماء والأرض لسلمتا عليهم ولكلمتهم ولبشرتهم بما أجيزهم من الجوائز وأقول لسمائي وأرضي أسمعوا عبادي الذين صاموا لي رمضان أن ارجعوا إلى رحالكم فقد أرضيتموني، وقد جعلت ثوابكم من صيامكم أن أعتقكم من النار، وأن أحاسبكم حسابا يسيرا وما عشتم في أيام الدنيا أن أوسع لكم الرزق وأخلف لكم من النفقة وأقيلكم من العثرة ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود، فبعزتي لا تسألوني بعد يومكم هذا وبجمعكم هذا وصيام شهر رمضان شيئا من أمر آخرتكم إلا أعطيتكم وإن سألتموني في أمر دنياكم نظرت لكم، يا موسى بن عمران قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني ولا يبخلوني أليس يعلمون أني أبغض البخل فكيف أكون بخيلا، يا موسى بن عمران إذا غدوت إلى غداة إفطارك من رمضان فلا تدع شيئا من أمر الدنيا والآخرة إلا سألتنيه فإني لا أرد سائلا يومئذ لا تخف مني بخلا أن تسألني عظيما ولا تستحين أن تسألني صغيرا، اطلب المدقة واطلب العلف لشاتك، يا موسى بن عمران أما تعلم أني خلقت الخردلة فما فوقها ولم أخلق شيئا إلا وأعلم أن الخلق سيحتاجون إليه، فمن سألني مسألة وهو يعلم أني قادر أن أعطي أو أمنع أعطيته مسألته مع المغفرة وإن حمدني حين أعطيه وحين أمنعه أسكنته دار الحمادين، وأيما عبد لم يسألني شيئا ثم أعطيته فلم يشكرني كان أشد عليه عند الحساب ثم إذا أعطيته ولم يشكرني عذبته عند الحساب
حدثنا أبو محمد بن حيان، إملاء قال: وفيما أخبرني جدي محمود بن الفرج إجازة ثنا محمد بن عبد الله بن حفص، عن رجاء بن عبد الله، ثنا صالح بن صباح المقدسي، عن كعب، قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام في التوراة: يا موسى يصوم محمد وأمته شهرا في السنة وهو شهر رمضان وأعطيهم بصيام كل يوم منه أن يتباعدوا من النار مسيرة مائة عام، وأعطيهم بكل خصلة من التطوع كأجر من أدى فريضة وأجعل لهم فيها ليلة للمستغفر فيها مرة واحدة صادقا إن مات في ليلته أو شهره أجر ثلاثين شهيدا، يا موسى ويحج محمد وأمته بلدي الحرام فيحجون حجة آدم وسنة إبراهيم فأعطيهم ما أعطيت آدم وأتخذهم كما اتخذت إبراهيم ويزكي محمد وأمته فأعطيهم بالزكاة زيادة في أعمارهم وأعطيهم في الآخرة المغفرة والخلود في الجنة. يا موسى إني وهاب أسأل من عبدني اليسير وأعطيه الجزيل. يا موسى نعم المولى أنا أعطيهم قرضا وأسألهم قرضا ولا تفعل الأرباب بعبيدها ما أفعل. يا موسى إن فعالي لا توصف. يا موسى ورحمتي لأحمد وأمته. يا موسى إن في أمته رجالا يقومون على كل شرف ينادون بشهادة أن لا إله إلا الله فجزاؤهم على جزاء الأنبياء رحمتي عليهم نازلة وغضبي بعيد منهم، لا أسلط عليهم بين أطباق الثرى دودا ولا منكرا ولا نكيرا يروعهم. يا موسى رحمتي لأمة محمد. قال: إلهي من علي قال: لا أحجب التوبة عن أحد منهم يقول لا إله إلا الله بقلبه ولسانه بسره، قال: فخر موسى ساجدا فقال: اللهم اجعلني من هذه الأمة، فقيل: إنك لن تدركهم يا موسى إن كنت تريد أن أقرب مجلسك يوم القيامة فلا تنهر السائل واليتيم، يا موسى إن أحببت أن لا تدعوني أيام حياتك بدعوة إلا أجبتك يوم القيامة فعليك بحسن الخلق. قال موسى: فما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك. قال: يا موسى آمر مناديا ينادي على رءوس الخلائق أن فلان ابن فلان من عتقاء الله من النار
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو العباس الهروي، ثنا أبو عامر الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن الهاد، عن نافع، عن كعب، وذكر ليلة القدر قال: أجدها في كتاب الله حطوطا يحط الله بها الذنوب
أخبرنا القاضي محمد بن أحمد - في كتابه - ثنا أبو الحسن الشيباني، بالكوفة من بني غاضرة، ثنا عباد بن أحمد العرزمي، ثنا عمي، عن أبيه، عن محمد بن سوقة، عن عبد الواحد، عن كعب، قال: قال لقمان الحكيم فيما يعظ به ابنه: يا بني أقم الصلاة فإن مثلها في دين الله كمثل عمود فسطاط فإن العمود استقام نفعت الأوتاد والأطناب والظلال. فإذا مال العمود أو تغير لم ينفع وتد ولا طنب ولا ظلال. يا بني وإنما مثل الأدب الحسن كمثل طاق في جدار بين كل طبقتين خشب مغروس، فكلما تحات طبقة أمسكه خشبه بإذن الله، إن الله إذا سجد له شيء لم يقلع من نظر الله، فإذا قال: يا رب يا رب سمع نداءه وأجابه، وكن عبدا لمن صاحبك يكن لك عبدا، ولا تصاعر خدك للناس فيبغضوك والله أشد منهم مقتا، وتصدق يا بني من فضل ما أعطاك ربك يزدك من فضله ويطفئ عنك غضبه وارحم الجار الفقير والمسكين والمملوك والأسير والخائف واليتيم فأدنه وامسح رأسه فإن الله يرحمك إذا رحمت عباده
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قوذر، عن كعب، قال: طوبى لصاحب الأرملة والمسكين كيف يكرمهم الله بصحبة النبيين يوم القيامة
حدثنا أبي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عمران، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا عبد الغفور، عن همام، عن كعب، قال: إنا نجد أن الله تعالى يقول: إني أنا الله لا إله إلا أنا خالق الخلق أنا الملك العظيم، ديان الدين ورب الملوك قلوبهم بيدي فلا تشاغلوا بذكرهم عن ذكري، ودعائي، والتوبة إلي حتى أعطفهم عليكم بالرحمة فأجعلهم رحمة وإلا جعلتهم نقمة. ثم قال: ارجعوا رحمكم الله وتوبوا من قريب فإن الله تعالى يقول: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} [الروم: 41]، وقال: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16]، فهل ترون أن الله يعاتب إلا المؤمنين
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قوذر، عن كعب، أنه كان يقول: من زين كتاب الله بصوته أعطى من حلاوة الصوت ما لا يمل أهل الجنة من زيارته ومن صوته مائة ألف سنة، وهم في ذلك في خيام من در معهم أزواجهم وخدمهم فيما اشتهت أنفسهم
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يزيد، قال: أنبأنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن كعب، أن موسى، عليه السلام كان يقول في دعائه: اللهم لين قلبي بالتوبة ولا تجعل قلبي قاسيا كالحجر
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كعب، قال: لم يزل في الأرض بعد نوح عليه السلام أربعة عشر يدفع بهم العذاب
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا الهيثم بن خلف، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد الحضرمي، عن أبي شمر الذماري، عن كعب، قال: أن الله تعالى نظر إلى الأرض فقال: إني واط على بعضك فاستعلت إليه الجبال وتضعضعت له الصخرة، فشكر لها ذلك فوضع عليها قدمه فقال: هذا مقامي ومحشر خلقي وهذه جنتي وهذه ناري وهذا موضع ميزاني وأنا ديان الدين
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن الحسن، ثنا قتيبة، ثنا يزيد بن خالد، ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، قال: بلغنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال لكعب: كيف ترى في علم النجوم؟ قال كعب: لا خير فيه لأنه لا يزال يرى شيئا يكرهه فإن هو نهى فقال: اللهم لا طير إلا طيرك ولا قوة إلا بك قال: كيف جاء بها. والذي نفسي بيده إنها لرأس التوكل وكنز العبد في الجنة فإن هو قالها ثم مضى لم يضره شيء، وإن هو رجع طعم قلبه طعم الإشراك
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل، ثنا أحمد بن منيع، ثنا عباد بن عباد، عن أبان، عن سالم المكي، عن عبد الله بن رباح، عن كعب، قال: إن قتيل المشركين، له نوران ومن قتلته الحرورية له ثمانية أنوار
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا سليمان بن أيوب، ثنا جعفر بن سليمان، ح وحدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا أبو عمران، ثنا عبد الله بن رباح، عن كعب قال: للشهيد نوران ولمن قتله الخوارج ثمانية أنوار، ولقد خرجوا على نبي الله داود عليه السلام في زمانه
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن كعب، قال: إن من خير العمل سبحة الحديث، وإن من شر العمل التحذيف قال: قلت يا أبا عبد الرحمن: ما سبحة الحديث؟ قال: يسبح الرجل والقوم يتحدثون، قلت: وما التحذيف؟ قال: يكون الرجل بخير فإذا سئلوا قالوا بشر
حدثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن كعب، قال: إن الصدقة تضاعف يوم الجمعة
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا جعفر الفريابي، ثنا قتيبة، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن كعب الأحبار، قال: لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يخسف به خير له من أن يمر بين يديه
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن عبد الله بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن كعب، قال: إن في جهنم أربعة جسور: فأما أولها فجسر يحبس عليه كل قاطع رحم، وأما الثاني فكل من كان عليه دين حتى يقضي دينه، وأما الثالث فأصحاب الغلول، وأما الرابع فعليه الجبار تعالى والرحمة تقول: أي رب سلم سلم
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، أن كعبا، قال: والذي نفسي بيده إن الله ليعجل حين العبد إذا كان عاقا بوالديه ويزيد في عمر العبد إذا كان بارا بوالديه ليزداد برا وخيرا
قال كعب: أجد في كتاب الله أنه إذا دعاه فلم يجبه فقد عقه، وإذا ألجأه أن يدعو عليه فقد عقه، وإذا ائتمنه فخانه فقد عقه، وإذا سأله ما لا يقدر عليه فقد عقه
حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد، ثنا أبو كريب، ثنا المحاربي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كعب، قال: إن أعظم الناس خطيئة يوم القيامة المثلث فسألوه ما المثلث؟ قال: الذي يسعى بأخيه إلى السلطان يهلك نفسه ويهلك أخاه ويهلك إمامه
حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد، ثنا محمد بن علي بن الجارود، ثنا إسماعيل بن محمد بن عصام، ثنا أبي، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن شمر، عن شهر، عن كعب، قال: يقتتل السلطان والقرآن فيطأ السلطان على سماح القرآن فلأيا بلأي حتى تنفلتن منه
حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا الزعفراني، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيادة، عن كعب، قال: المتخلق إلى أربعين يوما ثم يعود إلى خلقه الذي هو خلقه
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن مسلم، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن كعب، قال: كان إبراهيم عليه السلام يشرف كل يوم على مدينة سدوم فيقول: ويلك سدوم أي يوم لك؟
قال كعب: وكان لإبراهيم عليه السلام بيت يتعبد فيه
حدثنا أبي، ثنا محمد بن يحيى بن عيسى البصري، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى، رجل من قريش، أن كعبا، قال: ستكون فتنة تستحل فيها الدماء والأموال والفروج، ثم تكون فتنة الدجال
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا القعنبي، عن مالك، أنه بلغه أن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه أراد الخروج إلى العراق فقال له كعب الأحبار: لا تخرج إليها يا أمير المؤمنين فإن بها تسعة أعشار السحر وبها فسقة الجن وبها الداء العضال
حدثنا إبراهيم بن عبيد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، ثنا عبيد الله بن أبي جعفر، أن كعب الأحبار، كان يقول: إن عمر بن الخطاب على باب من أبواب النار فإذا أهلك انفتح
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن أحمد، ثنا قتيبة، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن الصنابحي، سمع كعبا، يقول: ستعرك العراق عرك الأديم وتفت فت البعرة
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال العدوي، عن أبي الضيف، عن كعب، أنه قال: إن يأجوج ومأجوج ينقرون بمناقيرهم السد حتى إذا كادوا أن يخرقوه قالوا: نرجع إليه غدا فنفرغ منه، قال: فيرجعون إليه وقد عاد كما كان فإذا بلغ الأمر ألقي على بعض ألسنتهم أن يقولوا: نرجع إن شاء الله غدا فنفرغ منه قال: فيرجعون إليه وهو كما تركوه فيخرقونه، فيأتي أولهم البحيرة فيشربون ما فيها من ماء ويأتي أوسطهم عليها فيلحسون ما كان فيها من طين ويأتي آخرهم عليها فيقولون: قد كان ههنا مرة ماء، ثم يرمون بنبالهم نحو السماء فيقولون: قد قهرنا من في الأرض وظهرنا على من في السماء. قال: فيبعث الله تعالى عليهم دودا يقال لها النغف فتأخذهم في أقفائهم فيقتلهم النغف حتى تنتن الأرض من ريحهم ثم يبعث الله عليهم طيرا، فتنقل أبدانهم إلى البحر، فيرسل الله السماء أربعين فتنبت الأرض حتى أن الرمانة لتشبع السكن، قيل لكعب: ما السكن؟ قال: أهل البيت قال: ثم يسمعون ذا السويقتين الحبشي قد بعث يغزو البيت قال: فيبعث المسلمون طليعة نحوه بين السبع وبين الثمان فلا يكون لهم أن يصلوا إلى الحبشي ولا يكون لهم أن يرجعوا إلى أصحابهم فيبعث الله ريحا طيبة يمانية فتكفت روح كل مسلم وإن كان في صخرة ويبقى هباء من الناس يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء، ثم ذكر كعب حمل الفرس إلى نتاجها، ثم قال: من تكلف بعد هذا شيئا فهو متكلف
حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن عطاء، ثنا عمر بن أحمد السني، ثنا أبو شرحبيل الحمصي ابن أخي ابن اليمان، ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان بن عمر، وحدثني شريح بن عبيد، أن كعبا، كان يقول: خلق يأجوج ومأجوج على ثلاثة أصناف: صنف أجسامهم كالإوز، وصنف أربعة أذرع طولا وأربعة أذرع عرضا، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون الأخرى ويأكلون مشايم نسائهم
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن حاتم المرادي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا أبو المغيرة، ثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني، قال: حدثنا أشياخنا، عن كعب: أن التنين، يكون حية فيؤذي أهل الأرض فيلقيه الله من البر إلى البحر فإذا صاحت دواب البحر منه بعث الله إليه من ينقله من البحر إلى البر إلى يأجوج ومأجوج فيجعله رزقا لهم
حدثنا سليمان، ثنا عبد الرحمن، ثنا نعيم، ثنا بقية بن الوليد، وأبو المغيرة، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن أبي الزاهرية، عن كعب، قال: يمكث الناس بعد يأجوج ومأجوج في الرخاء والخصب والدعة عشر سنين حتى أن الرجلين ليحملان الرمانة الواحدة ويحملان ما بينهما العنقود الواحد من العنب فيمكثون على ذلك عشر سنين، ثم يبعث الله ريحا طيبة فلا تدع مؤمنا إلا قبضت روحه ثم يبقى الناس بعد ذلك يتهارجون كما يتهارج الحمر في المروج حتى يأتيهم أمر الله والساعة وهم على ذلك
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا نعيم بن حماد، ثنا بقية، وأبو المغيرة، عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن كعب، قال: لتستصعبن الأرض بأهلها حتى تكون أصعب من ظهر برذون الصعب، ثم تميل بكم ميلة حتى تظنون أنها منكفئة حتى يعتق الناس أرقاءهم، ثم تسكن زمانا حتى يندم من أعتق على ما أعتق، ثم تميل بكم ميلة أخرى حتى يقول قائل من الناس: ربنا نعتق نعتق فيقول الله: «كذبتم بل أنا أعتق»
حدثنا سليمان، ثنا عبد الرحمن، ثنا نعيم، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي المنهال، عن أبي زياد، عن كعب، قال: إن الله تعالى وهب لإسماعيل عليه السلام من صلبه اثنى عشر قيما أفضلهم وخيرهم أبو بكر وعمر وعثمان
حدثنا سليمان، ثنا عبد الرحمن، ثنا نعيم، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن كعب، قال: أول هذه الأمة نبوة ورحمة، ثم خلافة ورحمة، ثم سلطان ورحمة، ثم ملك وجبرية، فإذا كان ذلك كذلك فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الرحمن، ثنا نعيم، ثنا عثمان بن كثير، عن محمد بن مهاجر، عن العباس بن سالم، حدثني عمر بن ربيعة، حدثني مغيث الأوزاعي، أن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه أرسل إلى كعب فقال له: يا كعب كيف تجد نعتي في التوراة؟ قال: خليفة قرن من حديد لا يخاف في الله لومة لائم، ثم خليفة تقتله أمته ظالمين له، ثم يقع البلاء بعده.
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم، في كتابه، ثنا أحمد بن منيع، ثنا ابن المبارك، عن خالد، عن أبي قلابة، عن كعب، قال: إن الله تعالى يقول: إني أنا شيخ وأداوي
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، في كتابه، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا حاجب بن الوليد، ثنا بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد الألهاني، عن كعب: دخل عليه وهو مريض فقيل له: كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال: جسد أخذ بذنبه فإن قبض على هذه الحال فإلى رحيم، وإن يعافه ينشئ خلقا لا ذنب له
حدثنا الحسين بن محمد بن علي، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا محمد بن عبد الوهاب، عن مسعر، عن مصعب، عن أبيه، عن كعب، قال: كان داود عليه السلام يستقبل الليل والنهار ويقول: اللهم خلصني اليوم من كل مصيبة نزلت من السماء إلى الأرض، اللهم اجعل لي سهما في كل حسنة نزلت من السماء إلى الأرض ثلاث مرات
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح، عن كعب قال: إن إبراهيم عليه السلام شكا إلى الله عز وجل فقال: يا رب إنه ليحزنني أن لا أرى أحدا في الأرض يعبدك غيري قال: فبعث الله عز وجل ملائكة يصلون معه ويكونون معه
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن سهل، ثنا عبد الله بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي سلمة الصنعاني، عن كعب، قال: قلة المنطق حكمة، فعليكم بالصمت فإنه رعة حسنة، وقلة وزر، وخفة من الذنوب، فاحصوا باب الحكيم فإن بابه الصبر، وإن الله تعالى يبغض الضحاك من غير عجب، والمشاء إلى غير إرب، ويحب الوالي الذي يكون كراع لا يغفل عن رعيته، واعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المسلم، وعليكم بالعلم قبل أن يرفع ، وإن رفعه ذهاب رواته
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن نائلة، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا معتمر، عن أبيه، عن أبي سليمان، عن كعب، قال: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا مسلم بن سعيد، ثنا مجاشع بن عمر، ثنا ابن لهيعة، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن كعب، قال: لما أمر الله عز وجل موسى عليه السلام أن أسر ببني إسرائيل أمره أن يحمل معه عظام يوسف عليه السلام فلم يدر موسى عليه السلام أين موضع قبره؟ وكانت امرأة من بني إسرائيل يقال لها: سراج، فكانت كلما حضر أجلها مد الله تعالى في عمرها إلى أن أدركت موسى عليه السلام فقالت لموسى: أنا أخبرك بموضع قبر يوسف على أن تعطيني ثلاث خصال قال: وما هي؟ قالت: تدعو الله تعالى أن يرد شبابي كما كنت أولا، قال: لك ذلك، قالت: وتحملني معك قال: لك ذلك، قالت: وأكون معك في درجتك يوم القيامة، قال: فبكى موسى عليه السلام فأوحى الله إليه أن الجنة بيدي فأعطها ما سألت، فقال موسى عليه السلام: لك ذلك، قالت: فإن قبره في هذه الجزيرة وقد غلبه الماء قال: فأخذ موسى قحفين فكتب عليهما اسم الله الأعظم ثم ألقى أحد القحفين في جانب الجزيرة وألقى القحف الآخر في الجانب الآخر فانحسر الماء عن الجزيرة فقالت المرأة: هنا موضع قبره، فابتدره الشبان فوجدوا يوسف عليه السلام في تابوت من مرمر فاحتملوه فحملوه معه قال: وقارون يرمق القحفين فأخذهما فكان لا يمر بموضع كنز إلا وضع القحفين عليه فانشقت الأرض فاستخرج الكنز منه فذلك قوله: {إنما أوتيته على علم عندي} [القصص: 78] يعني به القحفين وما كان علم قبل ذلك شيئا
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني الصلت بن مسعود، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن أبي رباح الأنصاري، عن كعب قال: كان إبراهيم عليه السلام يقري الضيف ويرحم المسكين وابن السبيل فأبطأت عليه الأضياف حتى استراب لذلك فخرج إلى الطريق يطلب، فجلس فمر به ملك الموت في صورة رجل فسلم عليه فرد عليه إبراهيم ثم سأله: من أنت؟ قال: أنا ابن السبيل قال: إنما قعدت ههنا لمثلك فأخذ بيده فقال له: انطلق فذهب به إلى منزله فلما رآه إسحاق عرفه فبكى إسحاق فلما رأت سارة إسحاق يبكي بكت لبكائه، فلما رأى إبراهيم سارة تبكي بكى لبكائها، فلما رأى ملك الموت إبراهيم يبكي بكى لبكائه ثم صعد ملك الموت، فلما أفاقوا غضب إبراهيم عليه السلام فقال: بكيتم في وجه ضيفي حتى ذهب. قال إسحاق: لا تلمني يا أبت فإني رأيت ملك الموت معك ولا أرى أجلك إلا قد حضر فارث في أهلك - أي أوص - وكان لإبراهيم عليه السلام بيت يتعبد فيه فإذا خرج أغلقه لا يدخله غيره، فجاء إبراهيم ففتح بيته الذي يتعبد فيه فإذا هو برجل جالس فقال إبراهيم عليه السلام: من أدخلك؟ بإذن من دخلت؟ قال: بإذن رب البيت دخلت، قال: رب البيت أحق به، ثم تنحى في ناحية البيت فصلى ودعا كما كان يصنع فصعد ملك الموت فقيل له: ما رأيت؟ قال: يا رب جئتك من عند عبد لك ليس في الأرض بعده خير منه، فقيل له: ما رأيت منه. قال: ما ترك خلقا من خلقك إلا وقد دعا له بخير في دينه ومعيشته ثم مكث إبراهيم ما شاء الله ثم جاء ففتح بابه فإذا هو فيه برجل جالس قال له: من أنت؟ قال: أنا ملك الموت، قال إبراهيم: إن كنت صادقا فأرني منك آية أعرف أنك ملك الموت قال: أعرض بوجهك يا إبراهيم: ثم أقبل فأراه الصورة التي يقبض فيها أرواح المؤمنين فرأى من النور والبهاء شيئا لا يعلمه إلا الله، ثم قال: أعرض بوجهك ثم قال: انظر، فأراه الصورة التي يقبض فيها الكفار والفجار فرعب إبراهيم رعبا شديدا حتى التزق بطنه بالأرض وكادت نفس إبراهيم أن تخرج، فقال: أعرف فانظر الأمر الذي أمرت به فامض له فصعد ملك الموت فقيل له: تلطف بإبراهيم، فأتاه وهو في عنب له في صورة شيخ كبير لم يبق منه شيء فلما رآه إبراهيم رحمه فأخذ مكتلا ثم دخل عنبه فقطف من العنب في مكتله ثم جاء فوضعه بين يديه فقال: كل فجعل يمضغ ويريه أنه يأكل ويمجه على لحيته وصدره فعجب إبراهيم عليه السلام فقال : ما أبقت السنون منك شيئا كم أتى لك؟ فحسب مدة إبراهيم عليه السلام فقال: إن لي كذا وكذا، فقال إبراهيم عليه السلام: قد أتى لي مثل هذا، وإنما انتظر أن أكون مثلك اللهم اقبضني إليك قال: فطابت نفس إبراهيم عن نفسه، وقبض ملك الموت روحه على تلك الحال
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى العدوي، ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن عمه ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن جزء بن جابر الخثعمي، أنه سمع كعبا، يقول: كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه، فقال له موسى: يا رب هذا كلامك فقال الله: لو كلمتك بكلامي لم تكن شيئا، قال موسى: يا رب هل من خلقك شيء يشبه كلامك؟ قال: لا، وأقرب خلقي شبها بكلامي أشد ما يسمع من الصواعق
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن وهب، حدثني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قوذر عن كعب، قال: ليس شيء أشد على إبليس وجنوده والشياطين ولا أكثر لبكائهم من أن يروا مسلما ساجدا، ويقولون: بالسجود دخلوا الجنة وبالسجود دخلنا النار
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم، ثنا أحمد، ثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن كعب، أنه قال: من قرأ قل هو الله أحد حتى ختم عشر مرات بني له بها قصر في الجنة وإن قل هو الله أحد تعدل التوراة والإنجيل والفرقان، وإن قرأ بأم القرآن في ركعتي الضحى كتب له بكل شعرة حسنة
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم، ثنا أحمد، ثنا ابن وهب، ثنا عبد الله بن عياش، عن، يزيد بن قوذر، عن كعب الأحبار، قال: من ختم القرآن زوجه الله مائة ألف زوجة من الحور العين لكل زوجة مائة ألف ألف وصيف ووصيفة، ومن قرأ شيئا منه فبحساب ذلك، وإن ختمه مرابطا زاده الله على ذلك مائة ألف ألف ضعف وبنى له عدد ذلك مدائن وقصورا وغرفا من در وياقوت في الجنة وكان ذلك على الله يسيرا
قال كعب: وما من شيء أحب إلى الله عز وجل من قراءة القرآن والذكر
قال: وسمع كعب رجلا يقرأ القرآن فقال: خيار عباد الله من أطاب الكلام، وشرار عباد الله من أخبث الكلام
وقال كعب: من قرأ قل هو الله أحد حرم الله لحمه على النار
حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو عروبة الحراني، ثنا المسيب بن واضح، ثنا مخلد بن الحسين، عن أبي مسعود الجريري، عن كعب، في قوله تعالى: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} [الأنبياء: 106] قال: هم والله أصحاب الصلوات الخمس سماهم الله تعالى بها عابدين
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن عمران بن الجنيد، ثنا عبد الله بن عاصم، ثنا حماد بن قيراط، عن مبارك بن مجاهد أبي الأزهر الجريري، عن أبي العلاء، عن كعب، في قوله تعالى: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} [الأنبياء: 106] قال: من صلى الخمس في جماعة فقد ملأ يديه ونحوه عبادة
حدثنا أبو محمد، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا ابن وارة، ثنا حجاج، عن حماد، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح، عن كعب، قال: ختمت التوراة: {الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن} [الإسراء: 111] الآية
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن وهب بن عبد الله، عن كعب، أنه قال: لأن أفطر على أراك أحب إلي من أن أصوم يوم السبت
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، في كتابه ثنا محمد بن أيوب، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا عمران بن حدير، عن الشميط، قال كعب: إن لكل زمان ملكا يبعثه الله على نحو قلوب أهله فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحا وإذا أراد الله هلكتهم بعث فيهم مترفيهم
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، ثنا هناد بن السري، ثنا يعلى، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن كعب ، قال: لوددت أني كبش أهلي فأخذوني فذبحوني فأكلوا وأطعموا ضيفهم
حدثنا عبد الله، ثنا عبد الرحمن، ثنا هناد، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عبد الله بن ضمرة، عن كعب، قال: من أقام الصلاة وآتى الزكاة وسمع وأطاع فقد توسط الإيمان، ومن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن ابن عجلان، عن أبي عبيد، أن كعبا، دخل كنيسة فأعجبه حسنها فقال: أحسن عمل وأضل قوم رضيت لهم بالفلق فقيل: وما الفلق؟ قال: بيت في جهنم إذا فتح صاح أهل النار من شدة حره
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني عمر بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن عبيدة، عن راشد الزهري، عن كعب، أنه كان يقول: اعمل عمل العبد الذي لا يرى أنه يموت إلا هرما واحذر حذر المرء الذي يرى أنه يموت غدا
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قودر، عن كعب، قال: رب قائم مشكور له، ورب نائم مغفور له، وذلك أن الرجلين يتحابان في الله فقام أحدهما يصلي فرضي الله صلاته ودعاءه فلم يرد عليه من دعائه شيئا، فذكر أخاه ذلك في دعائه من الليل فقال: يا رب أخي فلان اغفر له فغفر الله له وهو نائم
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عطاء بن يسار، عن كعب، قال: صيام يوم في سبيل الله يبعد من جهنم سبعين خريفا
وقال: في الجنة نهر يدعى الريان للصائمين يوم القيامة لا يشرب منه إلا الصائمون
حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا قتيبة، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن عطاء بن يسار، عن كعب، أنه سئل عن العقوق فقال: إذا أمرك أبواك فلم تطعهما فقد عققتهما، وإذا دعوا عليك فقد عققتهما العقوق كله
حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، ثنا ضمرة، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن كعب، قال: إذا صلى الرجل بأذان وإقامة صلى معه من الملائكة ما يسد الأفق، وإذا صلى بإقامة صلى معه ملكاه
أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد في كتابه قال: ثنا موسى بن إسحاق، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن موسى بن محمد بن إسحاق، حدثني أبي، ثنا أبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم بن بسام قال: ثنا عصام بن طليق، عن شيبان السدوسي، وفرقد السبخي، وأبان، كلهم رووه، عن كعب، قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام في التوراة: يا موسى لولا من يحمدني ما أنزلت من السماء قطرة ولا أنبتت من الأرض حبة، يا موسى لولا من يقول: لا إله إلا الله لسلطت جهنم على أهل الدنيا، يا موسى لولا من يدعوني لتباعدت من خلقي، يا موسى لولا من يعبدني ما أمهلت من يعصيني طرفة عين، يا موسى إياك والكبر فإنه لو لقيني جميع خلقي بمثقال حبة من خردل من كبر أدخلتهم ناري، ولو كنت أنت، ولو كان إبراهيم خليلي، يا موسى إذا لقيت الفقراء فسألهم كما تسأل الأغنياء فإن لم تفعل فاجعل كل شيء علمتك تحت التراب، يا موسى أتحب أن لا أنساك على كل حال؟ قال: نعم، قال: فأحب الفقراء ومجالستهم وأنذر المذنبين، يا موسى أتريد أن أكون لك حبيبا أيام حياتك وفي القبر لك مؤنسا؟ قال: نعم، قال: فأكثر تلاوة كتابي، يا موسى أتحب أن لا أخذلك في تارات القيامة؟ قال: نعم، قال: فأصبح وأمس ولسانك رطب من ذكري، يا موسى أتحب أن أبيحك جنتي - وقال محمد - أن تحبك جنتي وملائكتي وما ذرأت من الجن والإنس؟ قال: نعم قال: حببني إلى خلقي، قال: يا رب كيف أحببك إلى عبادك؟ قال: تذكرهم آلائي ونعمائي فإنهم لا يذكرون مني إلا كل حسنة بحق أقول لك يا موسى إنه من لقيني وهو يعرف أن النعمة مني والشكر مني استحييت أن أعذبه، يا موسى إن جهنم وما فيها تلظى وتلهب على المشرك وكل عاق لوالديه، قال موسى: إلهي من كل ما العقوق؟ قال: العقوق الموجب غضبي أن يشكوه والداه في الناس فلا يبالي، ويأكل شهوته ويحرم والديه، يا موسى كلمة من العقوق تزن جميع الجبال، قال: إلهي من كل ما هي؟ قال: أن تقول لوالديك: لا لبيك، يا موسى إن كنفي ورحمتي وعفوي على من إذا فرح الوالدان فرح وإذا حزن الوالدان حزن معهما، وإذا بكى الوالدان بكى معهما، يا موسى من رضي عنه والداه رضيت عنه، وإذا استغفر له والداه غفرت له على ما كان فيه ولا أبالي، يا موسى أتريد الأمان من العطش يوم القيامة؟ قال: نعم يا رب، قال: كن مستغفرا للمؤمنين والمؤمنات، يا موسى أقل العثرة واعف عن من ظلمك في مالك وعرضك وأجب من دعاك أكن لك كذلك، يا موسى أتريد أن يكون لك يوم القيامة مثل حسنات جميع الخلق؟ قال: نعم يا رب، قال: عد المرضى وكن لثياب الفقراء فاليا. فجعل موسى على نفسه في كل شهر سبعة أيام يطوف على الفقراء يفلي ثياب الفقراء ويعود المرضى، قال الله: يا موسى - حين فعل ذلك - أما إني قد ألهمت كل شيء خلقته أن يستغفر لك وألهمت الملائكة يوم القيامة أن يسلموا عليك حين تخرج من قبرك. يا موسى أتريد أن أكون لك أقرب من كلامك إلى لسانك ومن وساوس قلبك إلى قلبك ومن روحك إلى بدنك ومن نور بصرك إلى عينك؟ قال: نعم يا رب، قال: فأكثر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وأبلغ جميع بني إسرائيل أنه من لقيني وهو جاحد لأحمد سلطت عليه الزبانية في الموقف وجعلت بيني وبينه حجابا لا يراني ولا كتاب يبصره ولا شفاعة تناله ولا ملك يرحمه حتى تسحبه الملائكة فيدخلوه ناري: يا موسى بلغ بني إسرائيل أنه من آمن بأحمد فإنه أكرم الخلق علي يا موسى بلغ بني إسرائيل أنه من صدق بأحمد وكتابه نظرت إليه يوم القيامة، يا موسى بلغ بني إسرائيل أنه من رد على أحمد شيئا مما جاء به وإن كان حرفا واحدا أدخلته النار مسحوبا، يا موسى بلغ بني إسرائيل أن أحمد رحمة وبركة ونور ومن صدق به رآه أو لم يره أحببته أيام حياته ولم أوحشه في قبره ولم أخذله يوم القيامة ولم أناقشه الحساب في الموقف ولم تزل قدمه على الصراط، يا موسى إن أحب الخلق إلي من لم يكذب بأحمد ولم يبغضه. يا موسى إني آليت على نفسي قبل أن أخلق السموات والأرض والدنيا والآخرة أنه من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه كتبت له براءة من النار قبل أن يموت بعشرين ساعة وأوصيت ملك الموت الذي يقبض روحه أن يكون أرفق به من والديه وحميمه وأوصيت منكرا ونكيرا إذا دخلا عليه فسألاه بعد موته أن لا يروعاه وأمن عليه وأكون معه فأضيء عليه ظلمة القبر وأونس عليه وحشة القبر ولا يسألني في القيامة شيئا إلا أعطيته. يا موسى احمدني إذا مننت عليك مع كلامي إياك بالإيمان بأحمد، فوعزتي لو لم تقبل الإيمان بأحمد ما جاورتني في داري ولا تنعمت في جنبي، يا موسى جميع المرسلين آمنوا بأحمد وصدقوه واشتاقوا إليه، وكذلك من يجيء من المرسلين بعدك، يا موسى من لم يؤمن بأحمد من جميع المرسلين ولم يصدقوه ولم يشتاقوا إليه كانت حسناته مردودة عليه ومنعته حفظ الحكمة ولا أدخل قبره نور الهدى وأمحو اسمه من النبوة، يا موسى أحب أحمد كما تحب نفسك وأحب الخير لأمته كما تحبه لأمتك أجعل لك ولأمتك في شفاعته نصيبا، يا موسى استغفر للمؤمنين والمؤمنات تعط سؤلك يوم القيامة فإن محمدا وأمته ليستغفرون للمؤمنين والمؤمنات، يا موسى ركعتان يصليها محمد وأمته ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس من يصليها غفرت له ما أصاب من يومه وليلته ويكون في ذمتي، يا موسى بحق أقول لك من مات وهو في ذمتي فلا ضيعة عليه، يا موسى وأربع ركعات يصليها محمد وأمته عند زوال الشمس، عن كبد السماء قدر شراك أعطيهم بركعة منها المغفرة وبالثانية أثقل بها موازينهم وبالثالثة آمر ملائكتي يستغفرون لهم، وبالرابعة تفتح لهم أبواب الجنة وأزوجهم من الحور العين وتشرف عليهم الحور العين، فإن سألوني الجنة أعطيتهم وزوجتهم من الحور العين، يا موسى وأربع ركعات يصليها محمد وأمته بالعشي لا يبقى ملك مقرب في السموات والأرض إلا استغفر لهم، ومن استغفرت له ملائكتي لم أعذبه، يا موسى وثلاث ركعات يصليها محمد وأمته حين يغيب ضوء النهار وهو مستغفر لهم ويغشاهم ليل وهو مستغفر لهم ومن استغفر له ولم يعصني غفرت له، يا موسى وأربع ركعات يصليها محمد وأمته حين يغيب الشفق تفتح لهم أبواب السماء حيال رءوسهم فلا يسألوني حاجة إلا أعطيتهم، يا موسى ويتنظف محمد وأمته بالماء كما أمرتهم فأعطيهم بكل قطرة من ذلك الماء جنة عرضها السموات والأرض، يا موسى يصوم محمد وأمته في السنة شهرا وهو شهر رمضان فأعطيهم بصيامهم كل يوم منه تتباعد عنهم جهنم مسيرة مائة عام وأعطيهم بكل خصلة يعملون بها من التطوع كأجر من أدى فريضة وأجعل لهم فيه ليلة، المستغفر فيها مرة واحدة نادما صادقا إن مات في ليلته أو شهره أعطه أجر ثلاثين شهيدا، يا موسى ويحج محمد وأمته بلدي الحرام فيحجون حجة آدم وسنة إبراهيم فأعطيهم شفاعة آدم وأتخذهم كما اتخذت إبراهيم، يا موسى ويزكي محمد وأمته فأعطيهم بالزكاة زيادة في أعمارهم وإن كنت عن أولهم غضبان رضيت، عن أوسطهم وآخرهم وأعطيتهم في الآخرة المغفرة والخلد في الجنة، يا موسى إني وهاب قال: يا إلهي من علي قال: يا موسى أقبل من عبدي اليسير وأعطه الجزيل، يا موسى نعم المولى أنا ونعم النصير أعطيهم فرضا وأسألهم قرضا، ولا تفعل الأرباب بعبيدها ما أفعل بهم. يا موسى فعالي لا توصف ورحمتي كلها لأحمد وأمته فقال: إلهي من علي، قال: يا موسى إن في أمة محمد رجالا يقومون على كل شرف ينادون بشهادة لا إله إلا الله فجزاؤهم على جزاء الأنبياء رحمتي عليهم وغضبي بعيد منهم لا أسلط عليهم من أطباق التراب الدود ولا منكرا ونكيرا يروعونهم، يا موسى أجعل جميع رحمتي لأحمد وأمته، قال: إلهي من علي قال: لا أحجب التوبة عن أحد منهم ما دام يقول لا إله إلا الله بقلبه ولسانه، فخر موسى ساجدا وقال: رب اجعلني من أمة محمد، فقيل له: لا تدركها
فزعم كعب أن آدم وحواء عليهما السلام استغفرا الله ساعة فغفر لهما، وأن نوحا استغفر الله ثلاثة أشهر فغفر له وأن إبراهيم استغفر الله من ثلاث خصال قالهن من قبل نفسه انتصب للتوبة ثمانية عشر شهرا فغفر له، ويعقوب وبني يعقوب طلبوا بيان التوبة فبين لهم بعد عشرين شهرا وموسى بن عمران استغفر الله من الذنوب حولا قال الله: قد غفرت له، فقال: رب إذا غفرت لي وأفرحت بالمغفرة قلبي وأقررت بالمغفرة عيني وأدخلت لذاذة منطقك مسامعي فلا ترني خصمي يوم القيامة، قال: يا موسى أجورا تسألني؟ يأتي ملك الموت يوم القيامة قابضا على ذقنك حتى تجثو بين يدي فانتفض موسى عليه السلام وقد سمع بالمغفرة فغشي عليه سبع ليال، فقال له جبريل: يا موسى أتقطع رجاءك بعد إذ سمعت بالمغفرة فقال: يا جبريل: أليس يقول خصمي: يا رب قتلني هذا، فيقول الله: يا موسى قتلته؟ فإن قلت: لا، قال: ألست شاهدك وإن قلت نعم، قال: لم قتلته؟ فقال موسى عليه السلام: أوه فشهق شهقة فغشي عليه شهرا، ثم أفاق فسمع كلاما يقول: يا موسى لأذلن اليوم من أمن من سخطي وناري وشدة حسابي، يا موسى ألم أسلم عليك في الكتاب وسلمت عليك جميع ملائكتي، يا موسى كن طيب القلب بالتوحيد بجميع ملائكتي ورسلي وجميع فرائضي وإذا أصبت خطيئة ثم استغفرتني لم أخذلك في تارات القيامة ولم أشمت بك عدوا يوم القيامة، قال موسى: يا رب ومن عدوي يوم القيامة؟ قال: إبليس وحزبه، يا موسى: أنا أرحم الراحمين، يا موسى من لقيني وقد عرف أني أغفر وأرحم لم أناقشه الكبير من المعصية وغفرت له الصغير تطولا عليه بالرحمة، يا موسى قل لبني إسرائيل يحذروني فإني أحب من يحذرني، يا موسى من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ودعا الناس إلى طاعتي فله صحبتي في الدنيا وفي القبر، وفى القيامة في ظلي، يا موسى قل لبني إسرائيل إذا أدوا فرائضي يكونوا خاشعين، يا موسى قل لبني إسرائيل لا يلهيهم شيء من دنياهم إذا كان حلول فرائضي، يا موسى قل لبني إسرائيل لا ينسوني فإنه من لقيني وقد نسيني لم تفارق روحه جسده حتى أفزعه بالنار فزعة لو أدخلت روعتها في مسامع أهل الدنيا لماتوا أسرع من طرفة عين، يا موسى بحق أقول لك إنه ليس شيء مما خلقته أشد خوفا مني من النار قال: سبحانك من علي قال: يا موسى إني أنا خلقتها ورعبت قلبها بأني أنا ربك أفعل ما أشاء فامتلأت رعبا وخوفا، يا موسى النار مطيعة وما أنشأت فيها من الجنود مطيعون لي كلهم، قال موسى: سبحانك من علي قال: يا موسى لهبها وما فيها من الملائكة وسكان السموات وسكان جناتي لا يدخلونها ولا يسمعون حسيسها، يا موسى قلوب ملائكتي في أجوافها كخفقان الطير، يا موسى {إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}، يا موسى {إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين} [الأعراف: 144]، يا موسى إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني ولا تشرك بي شيئا، يا موسى إني لا أزكي ولا أرحم من حلف باسمي كاذبا. يا موسى إذا قضيت بين الناس فاقض بينهم كقضائك لنفسك وأهل بيتك، يا موسى إن العبد إذا خشيني كنت أحب إليه من نفسه، يا موسى ارحم ترحم وكما تدين تدان: يا موسى {اشكر لي ولوالديك إلي المصير} [لقمان: 14]
حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية القطان، ثنا إسماعيل بن عيسى العطار، ثنا إسحاق بن بشر القرشي أبو حذيفة، عن سعيد، عن قتادة، عن كعب، قال: قال موسى عليه السلام حين ناجاه ربه تعالى: يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك، قال: يا موسى لأنا جليس من ذكرني قال: يا رب إني أجلك أن أذكرك على خلائي أو آتي أهلي، قال: يا موسى اذكرني على أي حال كنت، ثم قال: يا موسى أتريد أن أقرب مجلسك مني يوم القيامة فلا تنهر السائل ولا تقهر اليتيم، وجالس الضعفاء وارحم المساكين وأحب الفقراء ولا تفرح بكثرة المال، فإن كثرة المال تقسي القلب، يا موسى إذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته، وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، يا موسى إن أردت أن لا يبقى ملك في السموات السبع والأرض إلا سلموا عليك وصافحوك يوم القيامة فأكثر التسبيح والتهليل، يا موسى أسمعني لذاذة التوراة في ظلمة الليل أجعل لك في المعاد ذخرا، يا موسى إذا أحببت أن أباهي بك الملائكة في السماء وفي طرقات الدنيا فأمط الأذى عن طريق المسلمين، يا موسى ذلل نفسك لي تواضعا أرفعك، يا موسى إن أردت أن لا تدعوني أيام حياتك إلا استجبت لك ولا تسألني في القيامة شيئا إلا قلت لك: نعم، فعليك بحسن الخلق، يا موسى كن في مخالطة الناس كالصبي، يا موسى كن لين الجانب فإن أبغض الخلق إلي الذي في نفسه كبر وفي لسانه جفاء وفي قلبه قسوة، وأحب الأخلاق إلي الرحمة والعطف والرأفة والرقة، يا موسى عليك بلين القول وطيب الكلام، يا موسى كفى بالعبد من الشر إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، فإذا قال العبد ذلك لعنته أنا وملائكتي فالويل لمن لعنته أنا وملائكتي فالويل لمن لعنته من يقوم للعنتي. يا موسى إني إذا لعنته لم يرحمه شيء وأخرجته من رحمتي العظيمة التي من دخلها دخل الجنة وكيف يرحمه شيء ولم تسعه رحمتي، وأنا أرحم الراحمين، يا موسى ارحم خلقي أرحمك، يا موسى أنا رحيم أحب الرحماء، يا طوبى للرحماء ويا طوبى للرحماء ويا طوبى للرحماء. يا موسى من رحم رحمته ومن رحمته أدخلته الجنة، يا موسى إن أحببت أن أملأ مسامعك يوم القيامة مما يسرك فارحم الصغير كما ترحم ولدك وارحم الضعيف وأعن القوي وارحم الكبير كما ترحم الصغير وارحم المعافى كما ترحم المبتلى، وارحم الجاهل كما ترحم العالم، وارحم القوي كما ترحم الضعيف، كل على حياله، يا موسى تعلم الخير واعمل به وعلمه فإني منور لمعلم الخير ومتعلمه في قبورهم كي لا يستوحشوا في القبور، يا موسى لينفعك علمك فتيقظ لي به في ساعات الليل وقم به في آناء النهار أدفع عنك شدة الآخرة والبلاء في الدنيا، يا موسى أكثر من قول لا إله إلا الله فإنه لولا أصوات من يسمعني قول لا إله إلا الله لسلطت جهنم على أهل الدنيا، يا موسى عليك بكثرة الحمد فلولا حمد من يحمدني من عبادي لعذبت أهل الأرض، قال موسى عليه السلام: يا رب فما أجر من قال لا إله إلا الله صادقا؟ قال: ثوابه رضائي عنه وجواره إياي في داري والنظر إلى وجهي، قال: يا رب، فما جزاء من شهد أني رسولك وأني كليمك؟ قال: يا موسى يبشره ملك الموت عند فراقه الدنيا ويهون عليه الموت، يا موسى لتكثر صلاتك فإن المصلي يناجيني، قال موسى عليه السلام: يا رب فما جزاء من قام بين يديك مصليا؟ قال: يا موسى أباهي به ملائكتي راكعا وساجدا ومن أباهي به ملائكتي لا أعذبه، يا موسى أطعم المساكين. قال: يا رب فما جزاء من أطعم مسكينا؟ قال: يا موسى أرحمه رحمة لم يسمع بها الخلائق وأعتقه من النار. قال موسى: يا رب فما جزاء من آوى يتيما حتى يستغني أو كفل أرملة؟ قال: أسكنه جنتي وأظله يوم لا ظل إلا ظلي. قال: يا رب فما جزاء من عزى حزينا قال: ألبسه لباس التقوى وأرديه رداء الإيمان، قال: يا رب فما جزاء من شيع جنازة؟ قال: تشيعه ملائكتي وأصلي على روحه في الأرواح، قال: يا رب فما جزاء من عاد مريضا؟ قال: استغفرت له ملائكتي وخاض في رحمتي، قال: يا رب فما جزاء من بكى من خشيتك؟ قال: أؤمنه الفزع الأكبر يوم القيامة وأقي وجهه لفح النار، قال: يا رب فما جزاء من أحيا أمرك بالوضوء وغسل الجنابة؟ قال: يا موسى له بكل شعرة نور ودرجة يوم القيامة وبكل جديد مغفرة جديدة قال: إلهي فما جزاء من بر والديه؟ قال: أسكنه جنتي وأعطيه من الثواب ما يرضى، قال: يا رب فما جزاء من عق والديه؟ قال: النار مصيره وحسبه، قال: إلهي فما جزاء من وصل رحمه؟ قال: أزيد في عمره وأثمر ماله وأعمر داره وأهون عليه سكرات الموت وتناديه يوم القيامة أبواب الجنة هلم إلينا. قال: إلهي فما جزاء من كف أذاه وبذل معروفه وأكرم جاره. قال: يا موسى تناديه يوم القيامة النار لا سبيل لي عليك، يا موسى من أحب أن لا تحرقه النار فليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه. قال: يا رب فما جزاء من صبر على أذى الناس؟ قال: يا موسى أصرف عنه أهوال يوم القيامة. قال: يا رب فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه سرا؟ قال: أجعله في كنفي وأظله بظل عرشي، قال: إلهي فما جزاء من تلا حكمتك. قال: يا موسى يمر على الصراط كالبرق في يوم تذل فيه الأقدام قال: إلهي فما جزاء من صبر على مصيبة تصيبه؟ قال: يا موسى له بكل نفس يتنفسه ثلاثمائة درجة في الجنة الدرجة خير من الدنيا وما فيها. قال: إلهي أي الصابرين أحب إليك؟ قال: يا موسى ما صبر عبدي على شيء أحب إلي من صبره على معاصي ثم صبره على فرائضي ثم على المصيبة. قال: إلهي فما جزاء من صبر عما حرمت عليه؟ قال: يا موسى له بكل شهوة يردها سبعمائة شهوة في الجنة أعطيهن إياه وبكل نفس يتنفسه سبعمائة درجة في الجنة الدرجة خير من الدنيا وما فيها. قال: إلهي فما جزاء من صبر على فرائضك؟ قال: له بكل نفس يتنفسه ستمائة درجة في الجنة الدرجة منها خير من الدنيا وما فيها. قال: إلهي فما جزاء من سعى إلى طاعتك في بياض النهار وظلمة الليل؟ قال: أما من سعى في بياض النهار فأعطيه بعدد كل شيء مر عليه ضوء النهار وضوء الشمس درجات وحسنات، وأما من سعى في ظلمة الليل إلى طاعتي فأستره بالنور الدائم يوم القيامة وأحشو في الدنيا قلبه نورا يهتدي به وأجعل له في السماء نورا يعرف به، وأحشره يوم القيامة ونوره يسعى بين يديه وعن يمينه وعن شماله وأعطيه يوم القيامة بعدد كل شيء مر عليه سواد الليل وضوء القمر ونور الكواكب درجات وحسنات. قال: إلهي فما جزاء من أحسن إلى خوله وما ملكت يمينه ولم يكلفه ما لا يطيق؟ قال: يا موسى أتقبل حسناته وأتجاوز عن سيئاته وأخفف عليه الحساب يوم القيامة. قال: إلهي فما لمن تاب من ذنب يأتيه متعمدا؟ قال: يا موسى هو كمن لا ذنب له، قال: إلهي فما لمن تاب من ذنب يأتيه خطأ؟ قال: يا موسى هو عندي كبعض ملائكتي ومقامه مقامهم ومصيره مصيرهم. قال موسى: ومم ذاك يا رب؟ قال: إنه استغفرني من غير ذنب وملائكتي يستغفروني من غير ذنب، قال: وكيف ذلك يا رب؟ قال: لأني وضعت عن خلقي الخطأ والنسيان. قال: إلهي فما جزاء من تقرب إليك بالنوافل؟ قال: يا موسى جزاؤه محبتي وأحببه إلى خلقي وأكون عينيه اللتين ينظر بهما ويديه اللتين يبطش بهما ورجليه اللتين يمشي بهما، وإن استغفرني غفرت له، وإن دعاني استجبت له وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وأحارب من نابذه. قال: إلهي فما جزاء من أصر على ذنبه فلم يتب منه؟ قال: يا موسى إذا دعاني لم أستجب له وإذا رحمت عبادي لم أرحمه وأمحقه فيمن أمحق يوم القيامة. قال: إلهي فما جزاء من أكل الربا فلم يتب منه؟ قال: يا موسى أطعمه يوم القيامة من شجرة الزقوم، قال: إلهي فما جزاء من أدى الأمانة؟ قال: يا موسى له الأمان يوم القيامة ولا يحجب عن الجنة. قال: إلهي فما جزاء الزناة يوم القيامة؟ قال: يا موسى يفزع أهل الجمع من أصواتهم ويتأذون من نتن ريحهم. قال: إلهي فما جزاء من لم يكف عن معاصيك؟ قال: أعطيه كتابه بشماله ومن وراء ظهره. قال: إلهي فما جزاء من أحب أهل طاعتك؟ قال: يا موسى من أحب أهل طاعتي أحرمه على النار. قال: يا رب فما جزاء من لا يفتر عن الدعاء والتضرع والاستكانة؟ قال: يا موسى، أدفع عنه البلاء في الدنيا وأعينه على شدائد الآخرة، قال: إلهي فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا؟ قال: يا موسى لا أقيله عثرته ولا أنظر إليه يوم القيامة في حاجة وأحرم عليه ريح الجنة. قال: إلهي فما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الإسلام؟ قال: يا موسى أجعل له حكما يوم القيامة في الشفاعة. قال: إلهي فما جزاء من دعا نفسا مؤمنة إلى طاعتك ونهاها عن معصيتك؟ قال: يا موسى هو يوم القيامة في زمرة المرسلين، قال: يا رب فما جزاء من أسبغ الوضوء وصلى الصلاة لوقتها لا يشغله عنها شيء، قال: يا موسى أبيحه جنتي وأعطيه سؤله وأضم عليه ضيعته وأضمن الأرض رزقه. قال: إلهي فما جزاء من صام لك محتسبا؟ قال: يا موسى أقيمه مقاما لا يرى من البأس شيئا. قال: إلهي فما جزاء من صام رياء؟ قال: ثوابه كثواب من لم يصمه. قال: إلهي فما جزاء من أعطى الزكاة على ما أمرته؟ يا موسى، أعطيه جنة عرضها كعرض السماء والأرض، قال: إلهي فما جزاء من لقيك بشهادة أن لا إله إلا الله تكون آخر كلامه من الدنيا؟ قال: يا موسى لا يحمله قلبك ولا يعيه سمعك كل الذي أعطيه حتى يصير إليه. قال: إلهي ما جزاء من شهد أن لا إله إلا أنت وهو شاك، قال: يا موسى أخلده ناري ولا أجعل له نصيبا في رحمتي، ولا حظا في شفاعة النبيين والصديقين والشهداء والملائكة، قال: إلهي فما جزاء من اعتكف لك؟ قال: المغفرة. قال: فسكت موسى عليه السلام طويلا فلم يتكلم، فقال له ربه تعالى: يا موسى تكلم ما في قلبك، قال : إلهي أنت أعلم بما أقول. قال: نعم قد علمت أنك أردت أن تقول: إلهي لا يهلك عليك إلا هالك. قال: نعم، قال: يا موسى بن عمران وعزتي لا يهلك علي إلا هالك
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن كعب قال: قال موسى عليه السلام: يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ قال: يا موسى أنا جليس من ذكرني، قال: يا رب فإنا نكون من الحال على حال نجلك ونعظمك أن نذكرك، قال: وما هي؟ قال: الجنابة والغائط، قال: يا موسى اذكرني على أي حال كان
حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم، ثنا نصر بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زكرياء بن أبي زائدة، عن عطية العوفي، قال: قام كعب الأحبار فأخذ بيد العباس رضي الله تعالى عنهما فقال: أدخرها عندك تشفع لي يوم القيامة. فقال العباس رضي الله تعالى عنه وهل لي شفاعة، فقال كعب رضي الله تعالى عنه: نعم، إنه ليس أحد من أهل بيت نبي يسلم إلا كانت له شفاعة يوم القيامة
حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا أبي، ثنا الفريابي، عن إسرائيل، عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة، قال: سمعت كعبا، يقول لابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إذا رأيت السيوف قد عريت والدماء قد أهريقت فاعلم أن أمر الله قد ضيع في الأرض فانتقم الله من بعضهم لبعض، وإذا رأيت قطر السماء قد منع فاعلم أن الزكاة قد منعت فمنع الله ما عنده، وإذا رأيت الوباء قد فشا فاعلم أن الزنا قد فشا
حدثنا أبي، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن ابن عجلان، ح وحدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عبد الله بن محمد العطشي، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا نافع بن يزيد، أخبرني يحيى بن أبي أسيد، عن ابن عجلان، قالا: عن أبي عبيد، عن كعب: أنه دخل كنيسة فأعجبه حسنها فقال: أحسن عمل وأضل قوم رضيت لكم الفلق، قيل: وما الفلق؟ قال: بيت في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن عمران، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا بشر بن المفضل، ح وحدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عبد الله بن محمد العطشي، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي، أنبأنا عثمان بن عمر، قالا: ثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، أن كعبا، قال لعمر رضي الله تعالى عنه: هل ترى في منامك شيئا؟ فانتهره عمر، فقال: إني أجد - أو إنا نجد - رجلا يرى في منامه ما يكون في هذه الأمة
حدثنا محمد بن أحمد بن أبان، ثنا أبي، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، عن سلم، عن كرز بن وبرة، قال: بلغني أن كعبا، قال: إن الملائكة ينظرون من السماء إلى الذين يصلون بالليل في بيوتهم كما تنظرون أنتم إلى نجوم السماء
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أبي، ثنا أبو بكر، ثنا أبو كريب، ثنا المحاربي، عن بكر بن خنيس، حدثني أبو داود، عن همام، عن كعب، قال: رجال يباهي الله بهم ملائكته: الغازي في سبيل الله ومقدمة القوم إذا حملوا وحاميتهم إذا هزموا، والذي يخفي صلاته، والذي يخفي صيامه، والذي يخفي صدقته، والذي يخفي كل عمل صالح ما ينبغي أن يخفي
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أبي، ثنا أبو بكر بن أبي بكر، ثنا عبد الله بن أبي بدر، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، عن عمرو بن مرداس، عن كعب، قال: ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله تعالى نفعها في الدنيا ورفع له بها درجة في الجنة، وما أنعم على عبد من نعمة في الدنيا فلم يشكرها لله ولم يتواضع بها لله إلا منعه الله تعالى نفعها في الدنيا وفتح له طبقا من النار يعذبه إن شاء أو يتجاوز عنه
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا سلم بن جنادة، ثنا شيخ، عن مجالد، عن الشعبي، قال: كان الحطيئة وكعب عند عمر رضي الله تعالى عنه فأنشد الحطيئة:
[البحر البسيط]
من يفعل الخير لا يعدم جوائزه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
فقال كعب: هي والله في التوراة: لا يذهب المعروف بين الله وبين خلقه
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان، ثنا أبو بكر بن سفيان، ثنا محمد بن الحسين، ثنا الحارث بن خليفة، ثنا دويد أبو سليمان، عن إبراهيم أبي عبد الله الشامي، عن كعب، قال: من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وغمومها
حدثنا أبو بكر، ثنا أبو الحسن بن أبان، ثنا أبو بكر بن سفيان، ثنا خالد بن خداش، ثنا حماد بن زيد، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، أن عمر، قال لكعب: أخبرني عن الموت، قال: يا أمير المؤمنين هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف ابن آدم فليس منه عرق ولا مفصل إلا فيه شوكة ورجل شديد الذراعين فهو يعالجها ينزعها فأرسل عمر رضي الله تعالى عنه دموعه
حدثنا أبو بكر المؤذن، ثنا أبو الحسن بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني الفضل بن إسحاق بن حيان، ثنا مروان بن معاوية، عن عبد الرحمن بن سويد بن عطارد، عن همام، قال: قال كعب: يوجد رجل في الجنة يبكي فقيل له: لم تبكي وقد دخلت الجنة؟ قال: أبكي لأني لم أقتل في سبيل الله إلا قتلة واحدة وكنت أشتهي أن أرد فأقتل فيه ثلاث قتلات
حدثنا أبو بكر، ثنا أبو الحسن، ثنا أبو بكر، حدثني محمد بن الحسين، ثنا زكريا بن عدي، عن الزبير أبي عبد الله القنسري، عن كعب، قال: لا يذهب عن الميت ألم الموت ما دام في قبره وأنه لأشد ما يمر على المؤمن وأهون ما يصيب الكافر
حدثنا أبو بكر، ثنا أبو الحسن، ثنا أبو بكر، حدثنا محمد بن الحسين، ثنا موسى بن داود، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن رجلا، قال لكعب : ما الداء الذي لا دواء له؟ قال: الموت، قال ابن زيد بن أسلم: قال أبي: للموت دواء رضوان الله عز وجل
حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبو مسعود، أنبأنا أبو اليمان الحكم بن نافع، ثنا صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن كعب، قال: إن القسطنطينية شمتت بخراب بيت المقدس فتعززت وتجبرت فدعيت العاتية المستكبرة فقالت: إن كان عرش الله بني على الماء فقد بنيت على الماء، فأوعدها الله بعذاب قبل يوم القيامة، وقال: لأنزعن حليك وحريرك وحميرك ولأتركنك لا يصرخ ديكك ولا يقوم أحد إلى جدار من جدرك ولا أجعل لك عامرا إلا الثعالب ولا نباتا إلا الحجارة والينبوت، ولا يحول بينك وبين السماء شيء، ولأتركن عليك نيرانا ثلاثا من السماء نارا من زفت، ونارا من قطران، ونارا من نفط، ولأتركنك جدعاء قرعاء وليبلغني صوتك وأنا في السماء فإني طال ما أشرك بي فيك وليفتر عن فيك جوار ما كدن يرين الشمس من حسنهن، قال كعب: فلا يعجز من بلغ ذلك منكم أن يمشي إلى لاطئ ملكهم فإنه يجد خيلا وبقرا من نحاس يجري على رءوسها الماء ولتقسمن كنوزها بالأترسة، وقطعا بالفئوس فإنكم على ذلك منه حتى تحلكم النار التي أوعدها الله فتحملون ما استطعتم من كنوزها فتقسمونها بالفرقدونة، ثم يأتيكم آت أن الدجال قد خرج فترفضون ما في أيديكم ومن رفض منكم، فإذا بلغتم الشام وجدتم ذلك باطلا إنما هي نفخة من كذب لا يدخل الدجال بعدها إلا بسبع سنين يمكث ستا ويخرج في السابعة تتعلق به حية إلى جانب ساحل البحر قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله: بقي لكعب الأحبار من الأخبار في العظات والآيات ما فيه معتبر لذوي الألباب والهيئات اقتصرنا على ما ذكرنا وأعرضنا عن كثير مما كتبنا ونسأل الله الانتفاع بما روي لنا وأملينا. وأسند كعب عن أكابر الصحابة، عن أمير المؤمنين الفاروق عمر وعن السيد المهاجر المتاجر صهيب بن سنان وعن أم المؤمنين الصديقة عائشة رضوان الله تعالى عليهم. توفي كعب رحمه الله قبل مقتل عثمان رضي الله تعالى عنه بسنة
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان بن عمرو، ح وحدثنا سليمان، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا صفوان بن عمر، عن أبي المخارق زهير بن سالم، عن كعب، عن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين» قال كعب: فقلت: ما والله أخاف على هذه الأمة غيرهم، غريب من حديث كعب تفرد به صفوان رواه بقية بن الوليد والقدماء
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، قالا: ثنا سويد بن سعيد، ثنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: أن كعبا، حلف له بالذي فلق البحر لموسى عليه السلام أن صهيبا حدثه، أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: «اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر من فيها» هذا حديث ثابت من حديث موسى بن عقبة تفرد به عن عطاء رواه عنه ابن أبي الزناد وغيره
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن ناجية، ثنا سويد بن سعيد، ثنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى عليه السلام أن داود عليه السلام كان إذا انصرف من صلاته قال: اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري، وأصلح لي دنياي الذي جعلت فيها معاشي، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من نقمتك وأعوذ بك منك لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك جده " قال كعب الأحبار: وأخبرني صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينصرف بهذا الدعاء من صلاته وهذا الحديث أيضا من جياد الأحاديث تفرد به موسى عن عطاء
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا عمرو بن الحصين، ثنا فضيل بن سليمان، ثنا موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مغيث، عن كعب، قال: حدثني صهيب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: «اللهم لست بإله استحدثناه ولا برب ابتدعناه ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه ونذرك ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك تباركت وتعاليت» قال كعب: وهكذا كان نبي الله داود عليه السلام يدعو غريب من حديث موسى بن عقبة تفرد به عمرو بن الحصين
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بكر بن سهل، ثنا نعيم بن حماد، ثنا بقية بن الوليد، حدثني عقبة بن أبي حكيم، عن طلحة بن نافع، عن كعب، قال: أتيت عائشة رضي الله تعالى عنها فقلت: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت الإنسان وانظري هل يوافق نعتي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: انعت فقال: عيناه هاد، وأذناه قمع، ولسانه ترجمان، ويداه جناحان، ورجلاه بريد، وكبده رحمة، ودينه نفس، وطحاله ضحك، وكليتاه نكر، والقلب ملك، فإذا طاب طاب جنوده وإذا فسد فسد جنوده، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الإنسان هكذا غريب من حديث كعب لم نكتبه إلا من حديث بقية عن عتبة
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن القاسم، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الله بن الحارث، قال: كنت عند عائشة رضي الله تعالى عنها وعندها كعب الأحبار فذكر كعب إسرافيل عليه السلام فقالت عائشة: يا كعب أخبرني عن إسرافيل، فقال كعب: عندكم العلم فقالت: أجل فأخبرني، فقال: له أربعة أجنحة جناحان في الهواء وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله والعرش على كاهله والقلم على أذنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم، ثم درست الملائكة وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى ملتقم الصور محنيا ظهره شاخصا بصره ينظر إلى إسرافيل وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور، فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. غريب من حديث كعب لم يروه عنه إلا عبد الله بن الحارث، ورواه خالد الحذاء، عن الوليد، عن أبي بشر، عن عبد الله بن رباح، عن كعب نحوه
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 5- ص: 364
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 5- ص: 364
كعب الأحبار بن ماتع، ويكنى أبا إسحاق وهو من حمير من آل ذي رعين.
وكان على دين يهود فأسلم وقدم المدينة ثم خرج إلى الشام فسكن حمص حتى توفي بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان.
أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قال العباس لكعب: ما منعك أن تسلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر حتى أسلمت الآن على عهد عمر؟ فقال كعب: إن أبي كتب لي كتابا من التوراة ودفعه إلي وقال: اعمل بهذا. وختم على سائر كتبه وأخذ علي بحق الوالد على ولده أن لا أفض الخاتم. فلما كان الآن ورأيت الإسلام يظهر ولم أر بأسا قالت لي نفسي: لعل أباك غيب عنك علما كتمك فلو قرأته. ففضضت الخاتم فقرأته فوجدت فيه صفة محمد وأمته فجئت الآن مسلما. فوالى العباس.
أخبرنا الخليل بن عمر العبدي قال: حدثني أبي قال: حدثنا قتادة أن كعبا أسلم في إمرة عمر.
قال: وذكر أبو الدرداء كعبا فقال: إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 309
كعب الأحبار هو كعب بن ماتع الحميري كنيته أبو إسحاق كان قد قرأ الكتب وأسلم في خلافة عمر بن الخطاب مات سنة أربع وثلاثين
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 190
كعب بن ماتع، الحبر، ويقال: الأحبار.
قال لي الحسن: عن ضمرة، عن ابن عياش، قال: مات كعب لسنة بقيت من خلافة عثمان.
كنيته أبو إسحاق.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1
كعب الأحبار بن ماتع أبو إسحاق الحميري
أسلم زمن الصديق وسمع عمر سكن الشام وعنه أبو هريرة وابن المسيب مات أيام عثمان خ د ت س
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
كعب بن ماتع الحميري كنيته أبو إسحاق
وهو الذي يقال له كعب الأحبار
يروي عن عمر وابن عباس وكان قد قرأ الكتب، روى عنه الناس سكن الشام ومات بحمص سنة أربع وثلاثين قبل عثمان بن عفان سنة وقد قيل إنه مات سنة ثنتين وثلاثين وقد بلغ مائة سنة وأربع سنين وكان قد أسلم في خلافة عمر
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1
كعب الأحبار (خ، د، ت، س)
هو كعب بن ماتع الحميري. من أوعية العلم، ومن كبار علماء أهل الكتاب.
أسلم في زمن أبي بكر، وقدم من اليمن في دولة أمير المؤمنين عمر، فأخذ عنه الصحابة وغيرهم. وأخذ هو من الكتاب والسنة عن الصحابة.
وتوفي في خلافة عثمان.
وروى عنه جماعةٌ من التابعين مرسلاً. وله شيء في ’’صحيح البخاري’’ وغيره. رحمه الله.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
كعب الأحبار
وهو كعب بن ماتع من آل ذي رعين مديني أبو إسحاق مات لست بقيت من خلافة عثمان روى عن عمر بن الخطاب روى عنه بن عباس وابن عمر وسعيد بن المسيب سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 7- ص: 1