تاج الدين ابن مكتوم أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم القيسي النحوي، نقلت هذه النسبة من خطه، هو الإمام تاج الدين اشتغل بالحديث وفنونه وأخذ الحديث عن أصحاب النجيب وابن علاق وهذه الطبقة، وهو مقيم بالديار المصرية، بلغني أنه يعمل تاريخا للنحاة ووقفت له على ’’الدر اللقيط من البحر المحيط’’ في تفسير القرآن وهو كتاب ملكته بخطه في مجلدين التقط فيه إعراب ’’البحر المحيط’’ تصنيف شيخنا العلامة أثير الدين فجاء في غاية الحسن وقد اشتهر هذا الكتاب. وورد إلى الشام ونقلت به النسخ، رأيته بالقاهرة مرات ثم إنني اجتمعت به في سنة خمس وأربعين وسبع مائة بالقاهرة وسألته الإجازة بكل ما يجوز أن يرويه فأجاز لي متلفظا بذلك وتوفي رحمه الله في سنة تسع وأربعين وسبع مائة في طاعون مصر. ومن شعر تاج الدين:
ما على الفاضل المهذب عار | إن غذا حاملا وذو الجهل سام |
فاللباب الشهي بالقشر خاف | ومصون الثمار تحت الكمام |
والمقادير لا تلام بحال | والأماني حقيقة بالملام |
وأخو الفهم من تزود للمو | ت وخلى الدنيا لنهب الطغام |
ومعذر قال العذول عليه لي | شبهه واحذر من قصور يعتري |
فأجبته هو بانة من فوقها | بدر يحف بهالة من عنبر |
أغار عليه من نظري | فأصرفه إذا نظرا |
ومن لم يدر ما خبري | يراني أستر الخبرا |
وكيف يكون مستترا | خليع يعشق القمرا |
نفضت يدي من الدنيا | ولم أضرع لمخلوق |
لعلمي أن رزقي لا | يجاوزني لمرزوق |
ومن عظمت جهالته | يرى فعلي من الموق |
إن ضيع الناس لي حقوقي | وقابلوا البر بالعقوق |
ولم يبالوا أن صار مثلي | يعيش في قلة وضيق |
فلست بالعاجز المعنى | ولا بهيابة فروق |
ولا بشاك من ريب دهري | ما نال قلبي من الحريق |
حتى لفرط العفاف مني | يشك في فاقتي صديقي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 7- ص: 0