ابن ذي الحبكة كعب بن ذي الحبكة النهدي: شاعر من أهل الكوفة، في صدر الاسلام. اتهم بما يسمى ’’ النيرنج ’’ من أنواع السحر. وبلغ خبره الخليفة عثمان بن عفان. فأرسل إلى الوليد ابن عقبة (والي الكوفة) ليسأله فإن أقر بذلك فليوجعه ضربا ويغربه ففعل الوليد وأقر كعب فضربه وعزبه إلى دنباوند (وهو جبل شاهق قرب الري) ظل فيه إلى أن عزل الوليد (سنة 29) فأطلقه خلفه وأكرمه. فلما كانت الفتنة في المدينة، وقتل عثمان، كان المترجم له من رؤوس تلك الفتنة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 226

ابن ذي الحبكة اسمه كعب بن عبدة أو عبيدة النهدي.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 264

كعب بن ذي الحبكة هو كعب بن عبيدة ذي الحبكة.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 29

كعب بن ذي الحبكة عبيدة أو عبدة بن سعد بن قيس بن أبي ابن عائد بن سعد بن جذيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد الهندي
قتل سنة40.
في القاموس: الحبكة محركة الأصل من أصل الكرم وذو الحبكة عبيدة أو عبيدة ابن سعد ’’اه’’ وفي تاج العروس ساق نسبة كما ذكرناه وقال ذو الحبكة لقب عبيدة وابنه كعب بن ذي الحبكة كان شيعيا وسيره عثمان فيمن سير إلى جبل الدخان بدنباوند. قلت وقتله بسر بن أبي أرطاة بتثليث ’’اه’’ أقول الظاهر رجوع الضمير إلى الابن. وفي معجم البلدان: تثليث موضع بالحجاز قرب مكة ’’اه’’ ودنباوند بضم الدال وسكون النونين وفتح الواو، في معجم البلدان: لغة في دباوند ويقال وماوند بالميم أيضا كورة من كور الري في وسطها جبل عال لم أر في الدنيا كلها جبلا أعلى منه وفيه عين كبريتية يخرج منها بخار كالدخان وبذلك سمي جبل الدخان (أقول) تتبعت الكتب الموضوعة لمعرفة الصحابة لعلي أجد فيها ترجمة لعبيدة ذي الحبكة والد المترجم أو لولده كعب فلم أجد فدل على أن المترجم ليس صحابيا بل هو تابعي ولم أجد له ترجمة في كتب التراجم وكتب الرجال التي عندي مع أن حاله تفضي أن يكون معروفا مشهورا وأوردت من ترجمته ما عثرت عليه في كتب لم توضع للتراجم كتاج العروس ومعجم البلدان وكتاب أبي مخنف.
أحواله
سيأتي قول أبي مخنف أنه كان ناسكا متعبدا، (أقول) وكان شاعرا قوي الحجة جريئا شجاعا خشنا في ذات الله عاقلا فصيحا عارفا كما يستفاد مما يأتي في سيرته المنقولة عن أبي مخنف ويدل كتابه الآتي الذي كتبه إلى عثمان على جرأة وشجاعة وقوة إيمان وسخاء بالنفس في سبيل المصلحة العامة بالمعروف وعلم ومعرفة.
تشيعه
وقد صرح بتشيعه في تاج العروس كما سمعت ويأتي قول أبي مخنف أنه كان من كبار شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام.
أقوال العلماء فيه
قال ياقوت في معجم البلدان: دنباوند من فتوح سعيد بن العاص في أيام عثمان لما ولي الكوفة سار إليها فافتتحها وافتتح الرويان سنة 29أو 30للهجرة وبلغ عثمان أن ابن ذي الحبكة يعالج تبريحا (كذا) فأرسل إلى الوليد بن عقبة وهو وال على الكوفة ليسأله عن ذلك فإن أقر به فأوجعه ضربا وغربه إلى دنباوند ففعل الوليد ذلك فأقر فغربة إلى دنباوند فلما ولي سعيد رده وأكرمه فكان من رؤوس أهل الفتن في قتل عثمان فقال ابن ذي الحبكة:

انتهى ما ذكره ياقوت، ولكن رواية أبي مخنف تخالف هذه الرواية في بعض الأمور
ولعلها أصح وأثبت لما لأبي مخنف من المكانة في معرفة الأخبار والسير والركون إلى روايته. ففي كتاب عندي مخطوط قديم مخروم الأول والآخر والوسط بخط في غاية الجودة على ورق فاخر مجدول بالذهب لكنه غير خال من الغلط يظهر منه أنه من كتب بالتاريخ المعتبرة وأنه من تأليف أبي مخنف حيث يقول فيه نوضع قال أبو مخنف: وأخبرني عبد الملك بن نوفل عن أبي سعيد المقبري. وفي موضع آخر قال أبو مخنف: حدثني نمير ابن وعلة المقياسي من همدان عن الشعبي عن ضبيعة بن فيس البكري إلخ وهذه عادة المتقدمين في ذكرهم اسم المؤلف بهذه الصورة وأول الموجود من الكتاب يتعلق بخلافة عثمان وما جرى له مع أبي ذر وعبد الله بن مسعود ثم فيه بعد سقط لا يعلم قدرة صورة كتاب من جماعة من أهل الكوفة إلى عثمان حين وقع في خلافته ما وقع من الأحداث وكتاب آخر من صاحب الترجمة إلى عثمان وخبر طويل له مع عثمان ونفيه إلى دماوند وإرجاعه ثم ذكر جمع عثمان أمراء الأجناد واستشارتهم فيما يصنع لما رأى شكوى الناس منه. ثم فيه بعد سقط لا يعلم مقداره أخبار تتعلق لوقعة الجمل فبظن أن قسما منه من كتاب قتل عثمان وقسما من كتاب الجمل وكلاهما مذكور في مصنفات أبي مخنف ونحن نذكر أولا كتاب أهل الكوفة المشار إليه ثم كتاب المترجم لارتباط أحدهما بالآخر. قال أبو مخنف في الكتاب المذكور ما لفظه: فكان أول من كتب إليه في إمارة سعيد بن العاص يزيد بن قيس الهمداني ثم الأرحبي ومالك بن حبيب اليربوعي وكان ولي شرطة علي بن أبي طالب وحجر بن عدي الكندي وزياد بن النضر الحارثي وزياد بن حفصة التميمي وعمرو بن الحمق الخزاعي وعبد الله بن الطفيل العامر وكتام بن الحضرمي الأسدي ومعقل بن عيسى اليربوعي وزيد بن حصين الطائي وسليمان بن صرد الخزاعي ومسلمة بن عبدة القاري من القارة وهو حليف بني زهرة في رجال من أهل الكوفة ونساكهم وذوي بأسهم فكتبوا إليه: بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عثمان أمير المؤمنين من الملأ المؤمنين المسلمين السلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي ى إله إلا هو أما بعد فإنا كتبنا إليك هذا الكتاب نصيحة لك وإعذارا إليك وشفقة على هذه الأمة من الفرقة وقد خشينا أن تكون خلقت لها فتنة ولا نرى فرقة أمة محمد تكون إلا بسببك وعلى يديك فإنا نرى لك ناصرا ظالما وناقما عليك مظلوما فمتى نقم عليك الناقم ونصرك الظالم اختلفت الكلمتان وتباين الف5ريقان وقد حدثت أمور متفاقمة أنت جلبتها بإحداثك فاتق الله وإلزم سبيل الصالحين قبلك وازدجر عن ضرب قرائنا وخيارنا وأماثلنا وقسم فيئنا بين أشرارنا والاستئثار علينا فإنك أميرنا ما عبدت الله وأطعته وأحييت ما في كتابه وأحببت الخير وأهله وكنت للضعفاء عونا وكان القريب والبعيد عندك في الحق سواء قد قضينا ما علينا النصيحة لك وقد بقي مالنا عليك لم تؤده وأنت عندنا فيه مؤاخذ فإن تبت نكن لك على الحق أعوانا وأنصارا وإلا فإنا لا نسالمك على البدعة وترك السنة ولن تجد من الله ملتحدا ولا عنه مبتعدا ولن نعصي الله فبما يرضيك وهو أعز من أنفسنا وأجا من ذلك شهد الله وكفى به شهيدا ولنستعين الله عليك وكفى به ظهيرا رجع الله بك إلى الطاعة وعصمك بتقواه من معصيته والسلام.
فلما كتبوا هذا الكتاب قالوا لا نحب أن يعرفنا عثمان فإنا لا نأمنه على أنفسنا فمن يبلغ عنا كتابنا فوالله ما نرى أحدا يجترئن على تبليغه إلا رجلا لا يبالي ما أتي إليه من قتل أو ضرب أو حبس أو تسيير أو حدث أي ذلك فعل به احتسب فيه الأجر والثواب الجزيل فأيكم ظن أنه صابر لهذه الخصال فيأخذ هذا الكتاب فقالوا جميعا والله ما منا رجل يحب أن يبتلى بهذه الخصال فقام رجل من غزة فقال هاتوا كتابكم فقد عزم الله علي الصبر على هذه الخصال وإن كنت لأحب العافية وما أنا بآيس إن ابتليت أن يرزقني ربي صبرا جميلا فأخذ كتابهم وأتى منزله ليتهيأ فقام كعب بن ذي الحبكة النهدي وهو كعب بن عبدة وكان ناسكا متعبدا فقال: والله لأكتبن إلى عثمان كتابا باسمي ونسبي بالغا ذلك عنده ما بلغ فكتب إليه بسم الله الرحمن لعبد الله عثمان أمير المؤمنين من كعب بن عبدة سلام عليك فانا أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني نذير من الفتنة متخوف فراق هذه الأمة لأنك قد بسطت على الصالحين من أسلافهم وسيرت خيارهم وعذبت اتقياءهم ووضعت فيئهم في غيرهم واستأثرت بفضلهم ومزقت كتابهم وحميت قطر السماء ونبت الأرض وحملت بني أبيك على رقاب المسلمين فقد أوغرت صدورهم واخترت عداوتهم ولعمري لئن فعلت ذلك بنا إنا لتعام أن من تدني وتكرم وتؤثره بفيئنا وبلادنا من أهل بيتك ظلما منك وإساءة إلينا ليسوا بأحق بذلك ممن يجفى ويقصى ويحرم ويسير والله حسبنا وحكم فيما بينك وبينه فإن تنب وتعتب نقبل ونستجب وإلا تفعل نستعدي الله عليك ونستجيره من ظلمك وعذابك بكرة وعشيا والسلام عليك ورحمة الله. ثم جاء بالكتاب يلتمس الرجل وقد مضى وركب راحلته وأتبعه فلحفه حين قرب من العذيب فلما رآه عرفه فوقف فسلم عليه وقال هذا كتابي إلى عثمان فأحب أن تبلغه إياه فإن فيه نصيحة وحثا له على الإحسان إلى هذه الأمة والكف عن ظلمها فقال نعم ونعمى عين فأخذه ومضى حتى دخل المدينة وأقبل ابن ذي الحبكة راجعا فوافى أصحاب ذلك الكتاب عند أبواب كندة مجتمعين فحدثهم الذي صنع فقالوا والله لقد اجترأت وعرضت نفسك لسطوة هذا الظالم فقال إني لأرجو الأجر والعافية أفلا أخبركم بأجرأ مني قالوا بلى قال من حمل الكتابين قالوا صدقت فقال يزيد بن قيس والله إني لأرجو أن يكون أعظم هذه الأمة أجرأ فقال يزيد بن أنس بن خالد بن أصيغ النبهاني أما والله لقد ندمت أن لا أكون أنا سرت بالكتابين وأحب الله أن يختص بفضلها أخا غزة وكان الغزي يكنى أبا ربيعة فلما قدم المدينة أتى عثمان فدفع إليه الكتاب فلما قرأه التمع لونه وتمغر وجهه وقال من كتب الكتاب إلي قال اجتمع عليه عامة قراء أهل الكوفة وأهل الصلاح والفضل في الدين والنسك قال كذبت بل كتبه السفهاء وأهل البغي والجهل خبرني من هم قال ما أنا بفاعل قال إذا والله أوجع جنبيك وأطيل حبسك قال أظن أنك ستفعل والله ما جئتك حتى ظننت نفسي بجميع ما ذكرت وما أراني أسلم منك جردوه قال وهذا كتاب آخر فاقرأه فبل أن تبسط علي فأخذه وقرأه فقال من كعب بن عبده؟ قال قد نسب لك نفسه قال فمن أي قبيلة هو قال ما أنا بمخبرك عنه إلا بما أخبرك عن نفسه وكان كثير بن شهاب الحارثي عند عثمان فقال أهل تعرف كعب بن عبده قال نعم ذاك رجل من بني نهد فأمر عثمان بالغزي فجرد وعلي بن أبي طالب حاضر فقال سبحان الله أتضرب الرسول إنما هو رجل جاء بكتاب أو رسالة حملها فلم يجب عليه ضرب بل الرسول يحبى ولا يجفى قال فترى أن نحبسه قال ما أرى حبس فخلى سبيله وانصرف الغزي فما راعهم وهم ينتظرون قادما يقدم عليهم فيأتيهم بخبره إذ طلع عليهم فما بقي بالكوفة أحد إلا أتاه ممن كان على رأبه وعظم الغزي في أعينهم فسألوه فأخبرهم بما قال وما قيل له وأحسن القول في علي والثناء عليه وكتب عثمان إلى سعيد بن العاص إن سرح إلي كعب ابن عبده النهدي فدعاه سعيد فسرح به في وثاق مع ابن عم لعبد الرحمن بن خنيس الأسدي كان قدم على عبد الرحمن متعرضا لمعرفة فدفع إليه سعيد بن العاص ابن ذي الحبكة ليأتي به عثمان فلما رأى الأعرابي صلاة كعب ودعاءه في أثناء الليل والنهار واجتهاده قال والله ما أرى بورك لي في سفري وقدومي على ابن خنيس مع خير رجل في الناس أهديه إلى القتل والعقوبة والحبس الطويل وأنشأ الأعرابي يقول في مسيره:
فلما قدم كعب على عثمان رأى شابا نحيفا قد أنهكته العبادة فقال تسمع بالمعيدي خير من أن تراه أنت تعلمني بالحق وقد قرأت كتاب الله وأنت في صلب أبوي مشرك فقال له كعب إن كتاب الله أو كان للأول لم يبق للآخر منه شيء ولكن الله يقول: {لأنذركم به ومن بلغ} فإنا من بلغ كتاب الله بعد فشاركتك فيه فقال عثمان ما أراك تدري أين ربك قال بلى هولي ولك بالمرصاد فقال مروان يا أمير المؤمنين حلمك عن هذا وأصحابه أغروه بنا وأغرنا بك وحملونا عليك وحملوك علينا (كذا) فقال عثمان جردوه فضربوه عشرين سوطا ثم استشار أصحابه فأشاروا عليه أن يسيره إلى دوماوند وجبالها وقال بعضهم جبل الدخان فكتب إلى سعيد بن العاص أما بعد فإني قد سيرت كعب بن عبده إلى موضع كذا وكذا فأبعث معه من يبلغ به ذلك الموضع ثم رده إلى سعيد بن العاص مع الأعرابي الأسدي والأعرابي يسمى كعب بن تميم فلما قدم على سعيد أمر له بأربعين دينارا وقال له سر بهذا الرجل إلى حيث أمر أمير المؤمنين قال والله لوددت أن أنجر منها كفافا لا لي ولا علي أجر ولا وزر بعثتموني مع خير الناس أهديه إلى اقتل والعقوبة فسيره سعيد مع بكر بن عمران فخرج به حتى وضعه هنالك فلما رأى صاحب تلك الناحية اجتهاد كعب في العبادة وإقباله على الصوم والصلاة قال له لم أخرجك قومك إلى ما هنا قال زعموا أني شرهم فطردوني قال نغم والله القوم أنت شرهم وأسلم وكان يختلف إليه يتعلم منه الإسلام وبلغ الزبير وطلحة ما صنع عثمان بابن ذي الحبك فدخلا عليه فقال له الزبير يا عثمان ألم يكن في وصية عمر إليك أن لا تحمل آل أبي معيط على رقاب الناس إن وليت الخلافة قال بلى قال فلم استعملت الوليد بن عقبة قال استعملته كما استعمل عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فلما عصى الله نزغته فلم قال استعملت معاوية على الشام قال لرأي عمر فيه قال فلم تسير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما أنت يا زبير فإني لم أسيرك وليس بمن سيرت عوض من شتمي قال فلم صنعت بعبد الله ما صنعت وهجرت قراءته وقد أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بلغني عنه أعظم مما بلغت منه قال وما بلغك عنه قال بلغني أنه قال وددت أني وعثمان برمل عالج يحثني علي وأحثي عليه حتى يموت الأعجل منا قال والله ما شتم لك في هذا القول عرضا ولا دعا عليك بلعن ولقد بدأ بنفسه وما قالها حتى أبلغت إليه فاتق الله يا عثمان واعتب من نفسك فإن المسلمين لم يرضوا بهذه الأحداث نح عنك من حملته على رقاب الناس ويحمل الناس عليك فإنك إن لا تفعل أشفق عليك من نكال العاجل وعذاب الأجل فلم يزل يعظه حتى كتب إلى سعيد بن العاص أما بعد فإني خشيت أن أكون اقترفت جرما في ابن ذي الحبكة فسرح به مع من يقدم به عليك ثم عجل به علي والسلام فبعث سعيد بكبر بن عمران الذي كان ذهب ليرده فلما قدم عليه قال له أنا أشخصتك وأنا أرجع بك فما جدياي قال طعنة جائفة والله ما لمتك حين أشخصتني ولا أحمدك حين تردني فأما الجديا فما أراك لها موضعا لأني أصل بها ذا رحم بل لو رميت به في البحر كان أحب إلي من أن أضعها عند حمار مثلك لم ترث من عبد من عبيد الله فأتعبته وسيرته عن دار قومه وعشيرته إلى دار الشرك فرجع بكير بن حمران وهو يشكوه فقال له عمرو بن الحمق فيم تشكوه فأخبره الخبر قال وهل في هذا شكوى قال نعم قال وقد والله أصاب الرأي ووفق للسداد ما في إعطائك أجر ولا ذخر ولا في منعك حرب ولا حرج قال وقدم ابن ذي الحبكة على عثمان فأدنى مجلسه وأظهر لطفه ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فاسأتني بهذا فإنك كتبت إلي كتابا لو كنت كتبت لي بعض اللين وسهلت بعض التسهيل قبلت مشورتك ونصيحتك ولكن أغلظت لي واتهمتني وتوعدتني حتى أغضبتني نعم والله لئن كان لكم علي حق فإني أرد عليكم مثله قم يا أخا نهد فاقتص فقبض كعب على السوط ثم قام إليه وقد تجرد عثمان فقال اقتص قال نعم قال كعب فإني أدعه لله والله لأن تصلح أحب إلي من أن تفسد ولأن تعدل أحب إلي من أن تعتدي ولأن تطيع الله أحب إلي من أن تعصيه ثم خرج كعب فلقيه نفر من قومه فقالوا ما منعك أن تقتص وقد أمكنك قال ما كنت فاعلا فقد وعد قومه (كذا) واستغفر من ذنبه وكان ابن ذي الحبكة من كبار شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام ’’انتهى’’ وقد نقلنا هذه الترجمة بطولها لما فيها من عبر وفوائد جمة.
وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ما يدل على أن كعب بن ذي الحبكة كان ممن خرج إلى المدينة مع الكوفيين يوم قتل عثمان فإنه حكى عن أبي جعفر (والظاهر أن المراد به الطبري) في بيان الأسباب التي دعت من خرج إلى الخروج وذكر جماعة لكل واحد سببا إلى أن قال قال أبو جعفر وسأل سالم بن عبد الله عن محمد بن أبي بكر إلخ ثم قال: وكان كعب بن ذي الحبكة النهدي يلعب بالنايرنجات بالكوفة فكتب عثمان إلى الوليد أن يوجعه ضربا فضربه وسيره إلى دباوند فكان ممن خرج إليه وسار إليه ’’1ه’’ وهو يخالف ما مر من سبب نفيه إلى دباوند وما مر هو الصواب ويؤيد ذلك أن جملة من الأسباب التي ذكرها لخروج من خرج لا تكاد تصح وهذا منها.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 29