ظهير الدين البارزي إبراهيم بن محمد بن مرشد بن مسلم الجهني البارزي الحموي ظهير الدين، أخبرني الشيخ أثير الدين أبو حيان قال: المذكور شيخ صوفي من أبناء الرؤساء بحماة له أدب، وأنشدني قال: أنشدنا المذكور لنفسه:
لئن فتكت ألحاظه بحشاشتي | وساعدها بالهجر واعتز بالحسن |
فلا بد أن تقتص لي منه ذقنه | وتذبحه قهرا من الأذن للأذن |
غدا أسودا بالشعر أبيض خده | فأصبح من بعد التنعم في ضنك |
على خطة أضحى بخطي عذاره | فنادتهما عيناه حزنا قفا نبك |
أراك فأستحيي وأطرق هيبة | وأخفي الذي بي من هواك وأكتم |
وهيهات أن يخفى وأنت جعلتني | جميعي لسانا بالهوى يتكلم |
تعجبت والدنيا كثير عجيبها | لشخص يلاقى عنده الخبث والريا |
بدا سبل في عينه وهو مخصب | ولم أرها يوما ألم بها حيا |
لخضركم محل في فؤادي | ترحل صبره وهو المقيم |
سبت قلبي لواحظه وولى | فصار الخضر يتبعه الكليم |
يذكرني وجدي الحمام إذا غنى | لأنا كلانا في الهوى نندب الغصنا |
ولكن إذا غنى أجبت بأنة | وكم بين من غنى طروبا ومن أنا |
تجول عيوني في الرياض لتجتلي | محاسنكم منها إذا غبتم عنا |
وما وردها والنرجس الغض نائبا | عن الوجنة الحمراء والمقلة الوسنى |
فأعرب دمعي بالذي أنا كاتم | وقد رجعت في الروض أطيارها اللحنا |
فقال عذول وهو أجهل قائل | رويدك لا تفنى، ومن لي بأن أفنى |
ولو أن بيض الهند مما يردني | وسمر القنا عنه تمانعني طعنا |
لقبلت حد السيف حبا لطرفه | وعانقت من شوقي له الأسمر اللدنا |
وخضت عجاج الموت والموت طيب | إذا كان ما يرضي أحبتنا منا |
حفظنا على حكم الوفاء وضيعوا | وحالوا بحكم الغدر عنا وما حلنا |
وضنوا على المضنى ببذل تحية | ولو سألوا بذل الحياة لما ضنا |
وخصك رب العرش منها بتوأم | ومن ظلمات البحر يستخرج الدرر |
وأيرك أضحى وارثا علم جابر | فأعطاك من ألقابه الشمس والقمر |
وشواء بديع الحسن يزهى | بطلعته على كل البرايا |
فوا شوقاه للأفخاذ منه | يشمرها ويقطع لي اللوايا |
يا لحية الحب التي | زال هلا تثبتي |
هل أنت فوق خده الـ | ـوردي مسك تنبتي |
أبيت أسري وتبيتي تدلكي | وجهك بالعنبر والمسك الذكي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0