العادل كتبغا كتبغا بن عبد الله المنصوري، زين الدين، الملقب بالملك العادل: من ملوك المماليك البحرية، في مصر والشام. أصله من سبئ التتار من عسكر ’’هولاكو’’أخذه الملك ’’المنصور ’’قلاوون في وقعة حمص الأولى (سنة 659 هـ) وجعله من مماليكه، فنسب إليه (المنصوري) وتقدم في الخدمة إلى أن ولى السلطنة محمد بن قلاوون، فجعله ’’نائب السلطنة’’ وخلع محمد لصغر سنه، فتسلطن كتبغا (سنة 694) وتلقب بالملك العادل. ثم قصد الشام، فخالفه الأمير لاجين بمصر، واستولى على كرسي السلطنة، وأرسل إليه يأمره بخلع نفسه، فأذعن كتبغا وأشهد على نفسه بالخلع، وهو في دمشق (سنة 696) ومدته سنتان و51 يوما. ثم أوعز إليه بالسفر إلى ’’صرخد’’ فأقام بها معززا مكرما إلى سنة 699 وعاد محمد بن قلاوون إلى السلطنة، فأنعم على العادل كتبغا بمملكة حماة وأعمالها، فانتقل إليها (سنة 699)واستمر إلى أن توفي بها. ثم نقلت جثته إلى دمشق. وكان شجاعا دينا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 219

العادل زين الدين كتبغا

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

كتبغا الملك العادل كتبغا الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري المغلي: كان أسمر دقيق الصوت، له لحية صغيرة في الحنك.
أسر حدثا كم عسكر هولاكو نوبة حمص الأولى في آخر سنة ثمان وخمسين وستمائة، وأمره أستاذه الملك المنصور فكان من أمراء الألوف، ثم إنه عظم في دولة الأشرف.
ولما قتل الأشرف التف الخاصكية عليه فحمل بهم على بيدرا وقتلوه.
ولما حضر السلطان الملك الناصر جعل كتبغا نائبه، واستمر الحال سنة، ثم تحول الناصر إلى الكرك وتسلطن كتبغا ولقب بالعادل، ونهض بأمره لاجين وقراسنقر وطائفة كان قد اصطنعهم في نوبة الأشرف.
وتمكن وقدم دمشق وصلى بجامعها الأموي غير مرة، وسار في الجيش إلى حمص ثم رد، فلما كان بأرض بيسان وثب عليه حسام الدين لاجين وشد على بتخاص والأزرق فقتلهما في الحال، وكانا عضدي كتبغا، واختبط الجيش، وفر كتبغا على فرس النوبة، وتبعه أربعة من غلمانه في صفر سنة ست وتسعين وستمائة، فكانت دولته سنتين.
وساق كتبغا إلى دمشق فتلقاه مملوكه نائبها في الأمراء وقدم القلعة ففتح له بابها أرجواش، ودقت البشائر له، ولم ينتظم له الحال.
واجتمع كجكن والأمراء وحلفوا لمن هو صاحب مصر وصرحوا لكتبغا بالحال فقال: أنا ما مني خلاف، وخرج من قصر السلطنة إلى قاعة صغيرة وبذل الطاعة فرسم له أن يقيم بقلعة صرخد، وأتاه بعض غلمانه ونسائه، وانطوى ذكره إلى بعد نوبة قازان، فأحسن السلطان الملك الناصر إليه وأعطاه حماة، فمات بها سنة اثنتين وسبعمائة.
وكان موصوفا بالديانة والخير والرفق بالرعية.
وكانت وفاته يوم الجمعة يوم النحر. ونقل تابوته إلى تربته بسفح قاسيون بدمشق.
وجرى في أيامه الغلاء العظيم بالديار المصرية، وكان إذا طالعوه بخبر المقياس يبكي ويقول:
هذا بخطيئتي.
وفيه يقول علاء الدين الوداعي لما تسلطن وخلع على أهل دمشق، ومن خطه نقلت:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

كتبغا الملك العادل زين الدين المنصوري المغلي.
كان فيه دين وتعبد، وخير ومزايا له بها تفرد. عديم الشر لا يناوي من ناواه، ولا يقاوي من قاواه، منقادا لأحداث دهره، مرتادا لما يريده من خيره وشره، ولذلك سلمت له العاقبه، وأفادته الإنابة إلى الله والمراقبه. ولكن جاء الغلاء المفرط في أيامه، ونقص النيل زائدا عما عهد في قديم أعوامه، فتشاءم الناس بطلعته، ولم ينفق القدر له رديء سلعته، وكان إذا رأى ذلك زاد بكاؤه، وعظم ابتكاؤه، وقال: هذا بحظي وخطيئتي، وهذا جاء في قسمي وقدر في عطيتي:

ثم إن أخصاءه خانوه، وشانوه بعدما زانوه، ولما فطن لما بطن، وعلم أن الشر قد خيم عنده بعدما قطن، فعل كما فعل الحارث بن هشام، ونجا برأس طمرة ولجام، وتحصن بقلعة دمشق فما أفاده، ثم إنه رجع بعد ذاك إلى الهواده، ونزل على حكم اليد الغالبه، ورضي بعد الموجبة بالسالبه، فأمسى في حالة بعين الرحمة مرموقه، وأصبح بعد أن كان ملكا وهو في عداد السوقه، عبرة لمن تذكر، وتبصرة لمن تفكر.
واضطر إلى قلعة صرخد بعد ملك مصر والشام، وقعد على مقالي النار بعد ذلك المقام، ثم بعد لأي لوى الزمان إليه عنانه، ورفع قليلا مكانه، وتوجه إلى حماه، وأرشفه ثغر الزمان لماه، فأقام بها إلى أن زار الموت حماه، وأصابه بسهمه لما رماه.
وتوفي -رحمه الله، تعالى- في يوم النحر نهار الجمعة سنة اثنتين وسبع مئة، ونقل تابوته إلى دمشق، ودفن بتربته بسفح قاسيون.
وكان -رحمه الله، تعالى- أسمر قصيرا دقيق الصوت، لحيته صغيرة في حنكه، أسر حدثا من عسكر هولاكو نوبة حمص الأولى في آخر سنة ثمان وخمسين وست مئة.
وأمره أستاذه الملك المنصور، وكان من أمراء الألوف، ثم إنه عظم في دولة الأشرف، التف الخاصكية عليه، وحمل بهم على بيدرا وقتلوه. ولما حضر السلطان الملك الناصر من الكرك عقيب ذلك جعله نائبه، واستمر الحال سنة، ثم تحول الناصر إلى الكرك، وتسلطن كتبغا ولقب العادل، ونهض بأمره لاجين وقراسنقر وطائفة كان قد اصطنعهم في نوبة الأشرف، وتمكن.
وكان جلوسه على الكرسي في يوم الأربعاء حادي عشر المحرم سنة أربع وتسعين وست مئة.
وقدم إلى دمشق يوم السبت منتصف ذي القعدة سنة خمس وتسعين، وصلى بجامعها الأموي غير مرة.
وسافر في الجيش إلى حمص، ثم رد وعاد إلى مصر، فلما كان بأرض بيسان وثب عليه حسام الدين لاجين وشد على مملوكيه بتخاص وبكتوت الأزرق، فقتلهما في الحال، وكانا عضدي كتبغا، واختبط الجيش، وفر كتبغا على فرس النوبة. يقال: إن لاجين لحقه وضربه بطومار رماه به، وقال: انج بنفسك، وتبعه أربعة من مماليكه لا غير، وذلك في صفر سنة ست وتسعين وست مئة.
وكانت دولته سنتين وبعض شهر.
وساق كتبغا إلى دمشق، فتلقاه مملوكه نائبها في الأمراء وقدم القلعة، ففتح له نائبها أرجواش الباب، ودقت له البشائر، ولم يجتمع له أمر، واجتمع كجكن والأمراء، وحلفوا لصاحب مصر، وصرحوا لكتبغا بالحال، فقال: أنا ما مني خلاف، وخرج من قصر السلطنة إلى قاعة صغيرة، وبذل الطاعة للاجين، وقال: هو خوشداشي، فرسم له أن يقيم بقلعة صرخد، وأتاه بعض نسائه وغلمانه. وانطوى ذكره إلى بعد نوبة غازان، فأعطاه السلطان الملك الناصر حماة، فأقام بها إلى أن مات في التاريخ المذكور.
وكان السلطان الملك الناصر يكرهه وما يذكره بصالحة، ويقول: ما أنسى وقد أخرجني إلى الكرك، وفك حلقة من أذني فيها لؤلؤة، وأخذها وحطها في جيبه، وقل أن كان يرى له توقيعا فيمضيه، وفيه يقول علاء الدين الوداعي لما خلع على أهل دمشق -ومن خطه نقلت-:

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 146

كتبغا المغلي المنصوري زين الدين الملك العادل كتبغا المغلي المنصوري زين الدين الملك العادل كان أسمر قصيرا صغير اللحية في حنكه فقط أسر من عسكر هلاكو في آخر سنة 48 ثم اشتراه الملك المنصور وتنقلت به الأحوال وعظم في دولته ثم ازداد في دولة الأشراف حتى كان ممن باشر قتل بيدرا بعد قتله الأشرف وولى النيابة للناصر في سلطنته الأولى وكان هو الملك في الحقيقة وثار على الشجاعى فحاربه عدة أيام وانتصرت البرجية للشجاعى ثم آل الأمر إلى أن قبض على الشجاعي بعد أن اشتد الحصار على القلعة بسببه فقتل فخمدت الفتنة ثم استقل بعد سنة واحدة وتسلطن ولقب العادل وذلك في حادي عشر المحرم سنة 694 ودبر الملكه معه ... لاجين وقراسنقر وطائفة كان اصطنعهم بعد قتل الأشرف ممن كان توثب على الأشرف ووصل الخبر بذلك إلى دمشق في ثامن عشرة ثم دخل كتبغا دمشق في ذي القعدة سنة 95 وتوجه إلى حمص ثم توجه إلى مصر فوثب عليه لاجين فقتل بتخاص والأزرق وكانا ركني كتبغا فهرب كتبغا وذلك في صفر سنة 96 ودخل قلعة دمشق فلم يجمع له أمر وبذل الطاعة للاجين فقال هو خشداشي وما مني له خلاف ودخل لاجين إلى مصر سلطانا فاستقر له الأمر بغير منازع وجلس التخت في عاشر صفر وشق المدينة في سادس عشرة فأمره لاجين أن يقيم بقلعة صرخد واطلق له بعض غلمانه ونسائه فأقام بها إلى أن كان بعد وقعة غازان فأعطاه الناصر النيابة بحماة بعناية بيبرس وسلار فانهما كانا العمدة في تدبير المملكة وليس للناصر حينئذ سوى الاسم وكان بيبرس في خدمة كتبغا فصار كتبغا بعد زمن يسير في خدمة بيبرس فباشر نيابة حماة إلى أن مات وكان قليل الشر يؤثر أمور الديانة شجاعا مقداما سليم الباطن رفيقا بالرعية ووقع في سلطنته الغلاء الكبير المشهور فتشاءم الناس به فإن النيل في تلك السنة قصر إلى أن بلغ في آخر السنة مائة وخمسين درهما ثم بلغ إلى مائة وتسعين ولم يمطر بأرض الشام ثم تزايد الوباء بالقاهرة حتى ضبط في اليوم الواحد في ديوان المواريث خاصة سبعة آلاف نفس سوى من لم يضبط ولولا أنه فرق الفقراء على الأمراء كل واحد على قدره وإلا لمات الجميع من الغلاء وفي سلطنته قدم الاويراتية من بلاد التتار ومقدمهم طوغان فأكرمهم كتبغا وهم على دين الكفر وصاروا يأكلون جهارا في رمضان ورأيت في رحلة التجيبي أن كتاب المنصور لاجين ورد إلى الإسكندرية في استقراره في السلطنة وفيه أن السبب في القيام على كتبغا أنه مال إلى جنسه من الططر ففطن الأمراء لذلك وأرادوا قتله فهرب في ثلاثين نفسا وذلك بقرب غزة في المحرم سنة 696 - فاتفقوا على عقد السلطنة للاجين فبايعوه وحلفوا له قال في فصل من فصول الكتاب إنا لو أردنا القبض على كتبغا ما عجز بنا لكنا أبقينا عليه لكونه كان من إخوتنا قال ومن العجائب ان الكتاب قرئ على أهل البلد بالجامع فسمعوه وافترقوا ولم يبالوا بشئ مما وقع ولا غلق سوق ولا كان عند أحد من الناس بسبب ذلك حركة ولو اتفق بعض ذلك ببلاد المغرب لاشتعلت البلاد نارا للفتنة وانقطعت المعايش قال وما ذاك إلا لقلة فضولهم واشتغالهم بما يعنيهم وكانت وفاته في يوم النحر من سنة 702 وأرخه ابن حبيب سنة 701 وهو وهم

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0

كتبغا المغلي المنصوري
أسر من عسكر هلاكو ملك التتار سنة 658 وكان أسمر قصيرا صغير الوجه وتنقلت به الأحوال وعظم في دولة الملك المنصور ثم ازداد في دولة الأشرف ثم ولي النيابة في أيام الناصر وغلب على أمور المملكة ثم استقل بالسلطنة ولقب العادل وذلك في حادي عشر المحرم سنة 694 وتوجه إلى حمص ثم توجه إلى مصر فوثب عليه جماعة من أمرائه وأسروه وسجنوه بقلعة صرخد ثم لما عاد الناصر إلى السلطنة جعله نائبا بحماء وكان قليل الشر يؤثر أمور الديانة شجاعاً مقداماً سليم الباطن عادلاً في الرعية ووقع في سلطنته غلاء عظيم بمصر إلى أن بلغ سعر الأردب مائة وتسعين درهماً ثم وقع بالقاهرة وباء عظيم حتى مات في يوم واحد ممن ضبط ميراثهم في ديوان بيت المال سبعة آلاف نفس فضلاً عن غيرهم ففرق صاحب الترجمة الفقراء على الأمراء ولولا أنه فعل كذلك ماتوا جميعاً ومات في يوم النحر سنة 702 اثنتين وسبعمائة

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 58