التصنيفات

الشمس مجد الدين التونسي محمد بن القاسم العلامة ذو الفنون الشيخ مجد الدين أبو بكر المرسي ثم التونسي المقرئ النحوي الشافعي الأصولي نزيل دمشق.
ولد سنة ست وخمسين، قدم القاهرة مع أبيه فأخذ النحو والقراآت عن الشيخ حسن الراشدي وحضر حلقة الشيخ بهاء الدين ابن النحاس وسمع من الفخر علي والشهاب ابن مزهر، وتصدر بدمشق للقراآت وهو في غضون ذلك يتزيد من العلوم ويناظر في المحافل، وكان فيه دين وسكينة ووقار وخير.
ولي الإقراء بتربة أم الصالح وبالتربة الأشرفية وتخرج به أئمة وتلا الشيخ شمس الدين عليه بالسبع.
وتوفي في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وسبع مائة وتأسف الطلبة عليه.
وكان آية في الذكاء، حدثني غير واحد أثق به أنه لم ير مثله. وقيل أن الناس سألوا الشيخ شمس الدين الأيكي عن الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني وعن الشيخ صدر الدين ابن الوكيل أيهما أذكى فقال: ابن الزملكاني ولكن هنا مغربي أذكى منهما، يعني به الشيخ مجد الدين.
وكان نحوي عصره بدمشق. وامتحن على يد الأمير سيف الدين كراي النائب بدمشق فقتله بباب القصر الأبلق بالعصي ضربا كثيرا لما ألقي المصحف وسب الأمير الخطيب جلال الدين فقال له الشيخ مجد الدين: اسكت اسكت وقوى نفسه ونفسه عليه فرماه وقتله. وكان في وقت قد انفعل للشهاب الباجربقي ودخل عليه أمره ثم أنه أناب وتاب وجاء إلى القاضي المالكي واعترف عنده وتاب وهو الذي كشف أمره.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 4- ص: 0