المظفر قطز قطز بن عبد الله المعزي، سيف الدين: ثالث ملوك الترك المماليك بمصر والشام. كان مملوكا للمعز ’’ أيبك’’ التركماني. وترقى إلى أن كان في دولة المنصور بن المعز ’’أتابك’’ العساكر. ثم خلع المنصور، وتسلطن مكانه (سنة 657 هـ) وخلع على الأمير ركن الدين ’’بيبرس’’ البدقداري وجعله ’’أتابك’’ العساكر وفوض إليه جميع أمور المملكة. ونهض لقتال ’’ التتار’’ وكانوا بعد تخريب بغداد قد وصلوا دمشق، وهددوا مصر؛ فجمع الأموار والرجال، وخرج من مصر، فلقي جيشا في ’’ عين جالوت ’’ بفلسطين، فكسره (سنة 658) وطارد فلوله إلى ’’ بيسان’’ فظفر بهم، ودخل دمشق في موكب عظيم، وعزل من بقي من أولاد بني أيوب واستبدل بهم من أختار من رجاله. ورحل يريد مصر. وبينما هو في الطريق تقدم من اتابك عسكره ’’بيبرس’’ ووراءه عدد كبير من أمراء الجيش، فتناولوه بسيوفهم فقتلوه. ودفن بالقصير. ثم نقل إلى القاهرة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 201
قطز الملك المظفر قطز بن عبد الله الشهيد الملك المظفر سيف الدين المعزي: كان أكبر مماليك المعز أيبك التركماني، بطلا شجاعا مقداما حازما حسن التدبير، يرجع إلى دين وإسلام وخير، وله اليد البيضاء في جهاد التتار.
حكى شمس الدين الجزري في تاريخه عن أبيه قال: كان قظز في رق ابن الزعيم بدمشق في القصاعين، فضربه أستاذه فبكى ولم يأكل يومه شيئا.
ثم ركب أستاذه للخدمة وأمر الفراش يترضاه ويطعمه. قال: فحدثني الحاج علي الفراش، قال: فجئته فقلت: ما هذا البكاء من لطشة؟ فقال: إنما بكائي من لعنته أبي وأمي وجدي وهم خير منه، قلت: من أبوك، واحد كافر، قال: والله ما أنا إلا مسلم ابن مسلم، إنما أنا محمود بن ممدود ابن أخت خوارزم شاه من أولاد الملوك، فسكت وترضيته.
ولما تملك أحسن إلى الفراش وأعطاه خمسمائة دينار وعمل له راتبا.
وحكى الجزري أيضا في تاريخه قال: حدثني أبو بكر بن الدريهم الأسعردي والزكي إبراهيم الجبيلي أستاذ الفارس أقطاي قال: كنا عند سيف الدين قطز لما تسلطن أستاذه المعز، وقد حضر عنده منجم مغربي، فصرف اكثر غلمانه، فأردنا القيام فأمرنا بالقعود، ثم أمر المنجم فضرب الرمل ثم قال: اضرب لمن يملك بعد أستاذي ومن يكسر التتار، فضرب وبقي زمانا يحسب، فقال: يا خوند يطلع معي خمس حروف بلا نقط، فقال: لم لا تقول محمود بن ممدود. فقال: يا خوند، لا يقع غير هذا الاسم، فقال: أنا هو، وأنا أكسرهم وآخذ بثأر خالي خوارزم شاه.
قلنا: يا خوند إن شاء الله تعالى. فقال: اكتموا هذا، وأعطى المنجم ثلاثمائة درهم.
كان مدبر دولة أستاذه المنصور علي بن المعز، فلما داهم العدو الشام، رأى أن الوقت يحتاج إلى سلطان مهيب، فعزل الصبي وتسلطن، وتم له ذلك في أواخر سنة سبع وخمسين، فلم يبلع ريقه ولا تهنأ بالسلطنة حتى امتلأ الشام تتارا، فتجهز للجهاد وشرع في أهبة الغزو، والتف إليه عسكر الشام وبايعوه، فسار بالجيوش في أوائل رمضان، وعمل المصاف مع التتار على عين جالوت وعليهم كتبغا، فنصره الله عليهم وقتل مقدمهم، وقتل جواده يومئذ، ولم يصادف أحدا من الأوشاقية، وبقي راجلا، فرآه بعض الأمراء فترجل له وقدم له حصانه، فامتنع من ذلك وقال: ما كنت لأمنع المسلمين الانتفاع بك في هذا الوقت.
ثم تلاحقت الأوشاقية به ورمى الخوذة على رأسه لما رأى انكشافا في المسرة وحمل وقال: وادين محمد، وكان النصر. وكان شابا أشقر كبير اللحية.
ثم إنه جهز بيبرس، أعني الظاهر، في أقفاء التتار ووعده بنيابة حلب، فساق وراءهم إلى أن طردهم عن الشام.
ثم إنه انثنى عزمه عن إعطائه حلب وولاها علاء الدين ابن صاحب الموصل.
فتأثر الظاهر من ذلك. ودخل قطز دمشق، وأحسن إلى الرعية فأحبوه حبا زائدا.
ثم استناب على البلد علم الدين سنجر الحلبي، ورجع بعد شهر إلى القاهرة، فقتل بين الغرابي والصالحية، ودفن بالقصير، رحمه الله تعالى، سنة ثمان وخمسين وستمائة، تولى قتله الظاهر وأعانه جماعة من الأمراء، وبقي ملقى، فدفنه بعض غلمانه، وصار قبره يقصد بالزيارة، ويترحم عليه، ويسب من قتله.
فلما كثر ذلك، بعث السلطان من نبشه ونقله إلى مكان لا يعرف ودفنه وعفى قبره وأثره.
وكان قتله في سادس عشر ذي القعدة. وفي كسر قطز للتتار قال شهاب الدين أبو شامة:
غلب التتار على البلاد فجاءهم | من مصر تركي يجود بنفسه |
بالشام أهلكهم وبدد شملهم | ولكل شيء آفة من جنسه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
الملك المظفر سيف الدين قطز مملوك المعز أيبك صاحب مصر.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
المظفر السلطان الشهيد الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي.
كان أنبل مماليك المعز، ثم صار نائب السلطنة لولده المنصور. وكان فارسا شجاعا، سائسا، دينا، محببا إلى الرعية. هزم التتار، وطهر الشام منهم يوم عين جالوت، وهو الذي كان قتل الفارس أقطاي فقتل به، ويسلم له إن شاء الله جهاده، ويقال: إنه ابن أخت خوارزم شاه جلال الدين، وإنه حر واسمه محمود بن ممدود.
ويذكر عنه أنه يوم عين جالوت لما أن رأى انكشافا في المسلمين رمى على رأسه الخوذة وحمل، ونزل النصر.
وكان شبا أشقر، وافر الحية، تام الشكل، وثب عليه بعض الأمراء وهو راجع إلى مصر بين الغرابي والصالحية، فقتل في سادس عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وست مائة، ولم يكمل سنة في السلطنة رحمه الله.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 16- ص: 394