قطري بن الفجاءة قطري (أبو نعامة) ابن الفجاءة (وأسمه جعونة) ابن مازن بن يزيد الكناني المازني التميمي: من رؤساء الأزارقة (الخوارج) وأبطالهم. من أهل ’’ قطر’’ بقرب ’’ البحرين’’ كان خطيبا فارسا شاعرا. استفحل أمره في زمن مصعب بن الزبير، لما ولي العراق نيابة عن أخيه عبد الله. وبقي قطرى ثلاث عشرة سنة يقاتل ويسم عليه بالخلافة وإمارة المؤمنين. والحجاج بن يوسف يسير إليه جيشا بعد جيش، وهو يردهم ويظهرعليهم. وكانت كنيته في الحرب أبا نعامة (ونعامة فرسه) وفي السلم أبا محمد. قال صاحب سنا المهتدي في وصفه:’’ كان طامة كبرى وصاعقة من صواعق الدنيا في الشجاعة والقوة وله مع المهالبة وقائع مدهشة، وكان عربيا فصيحا مفوها وسيدا وعزيزا، وشعره في الحماسة كثير). وهو صاحب الأبيات المشهورة التي أولها:
أقول لها وقد طارت شعاعا | من الأبطال ويحك لا تراعي |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 200
قطري بن الفجاءة رأس الخوارج قطري بن الفجاءة، واسم أبيه جعونة التميمي المازني، أبو نعامة، رأس الخوارج في زمانه: كان أحد الأبطال. خرج في خلافة ابن الزبير، وبقي يقاتل المسلمين ويستظهر عليهم بضع عشرة سنة، وتغلب على نواحي فارس ولم يقدر عليه، بل عثرت به فرسه واندقت عنقه بطبرستان سنة تسع وتسعين للهجرة، وحمل رأسه إلى الحجاج.
وكان من الخطباء البلغاء الشعراء وشعره في الحماسة. وحكي عنه أنه خرج في بعض حروبه وهو على فرس أعجف وبيده عمود من خشب، فدعا إلى المبارزة فبرز له رجل، فحسر له قطري عن وجهه، لما رآه ولى عنه فقال له قطري: إلى أين؟ فقال: لا يستحيى الإنسان أن يفر منك.
قال أهل التاريخ: إنه أقام عشرين سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة. وإنما قيل لأبيه الفجاءة لأنه كان باليمن فقدم على أهله فجاءة فسمي بذلك.
وروي أن الحجاج قال لأخيه: لأقتلنك، قال: ولم؟ قال: لخروج أخيك، قال: فإن معي كتاب أمير المؤمنين أن لا تأخذني بذنب أخي، قال: هاته، قال: فمعي ما هو أوكد منه، قال: وما هو؟ قال: كتاب الله عز وجل يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، فعجب منه وخلى سبيله.
والحريري عناه بقوله في المقامات: فقلدوه في هذا الأمر الزعامة، تقليد الخوارج أبا نعامة.
ومن شعر قطري بن الفجاءة:
أقول لها وقد طارت شعاعا | من الأبطال ويحك لا تراعي |
فإنك لو سألت بقاء يوم | على الأجل الذي لك لم تطاعي |
فصبرا في مجال الموت صبرا | فما نيل الخلود بمستطاع |
ولا ثوب الحياة بثوب عز | فيطوى عن أخي الخنع اليراع |
سبيل الموت غاية كل حي | وداعيه لأهل الأرض داع |
ومن لا يغتبط يسأم ويهرم | وتسلمه المنون إلى انقطاع |
وما للمرء خير في حياة | إذا ما عد من سقط المتاع |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
قطري بن الفجاءة الأمير، أبو نعامة التميمي، المازني، البطل المشهور، رأس الخوارج. خرج زمن ابن الزبير وهزم الجيوش واستفحل بلاؤه.
جهز إليه الحجاج جيشا بعد جيش، فيكسرهم، وغلب على بلاد فارس، وله وقائع مشهودة، وشجاعة ولم يسمع بمثلها، وشعر فصيح سائر. فله:
أقول لها وقد طارت شعاعا | من الأبطال: ويحك لن تراعي |
فإنك لو سألت بقاء يوم | على الأجل الذي لك لم تطاعي |
فصبرا في مجال الموت صبرا | فما نيل الخلود بمستطاع |
ولا ثوب الحياة بثوب عز | فيطوى عن أخي الخنع اليراع |
سبيل الموت غاية كل حي | وداعيه لأهل الأرض داعي |
ومن لم يعتبط يهرم ويسأم | وتسلمه المنون إلى انقطاع |
وما للمرء خير في حياة | إذا ما عد من سقط المتاع |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 80