قثم بن العباس قثم بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي: امير. ادرك صدر الاسلام في طفولته، ومر به النبي(ص) وهو يلعب، فحمله. وولاه عمه (علي بن ابي طالب) على المدينة، فاستمر فيها إلى ان قتل علي، فخرج في ايام معاوية إلى سمرقند، فأستشهد بها. وكان يشبه رسول الله (ص). وليس له عقب.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 190

قثم بن العباس (ب د ع) قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وكانت أول امرأة أسلمت بمكة بعد خديجة رضي الله عنهما، قاله الكلبي.
قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: كنت أنا، وعبيد الله، وقثم ابنا العباس نلعب، فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على دابة، فقال: ارفعوا هذا الصبي إلي فجعلني أمامه، وقال لقثم: ارفعوه إلي فحمله وراءه. وكان عبيد الله أحب إلى العباس من قثم، فما استحيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عمه أن حمل قثم وتركه.
وروى زهير، عن أبي إسحاق قال: قيل لقثم بن العباس: كيف ورث علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دونكم؟ فقال: إنه كان أولنا لحوقا، وأشدنا لزوقا.
قيل: إن عبد الرحمن بن خالد هو الذي سأل قثم عن هذا، فقال له: ما شأن علي، كان له من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلة لم تكن للعباس؟! فأجابه بهذا.
وكان قثم آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه كان آخر من خرج من قبره ممن نزل فيه، قاله علي وابن عباس.
أنبأنا أبو ياسر بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن مقسم مولى عبد الله بن الحارث عن مولاه عبد الله بن الحارث قال: اعتمرت مع علي بن أبي طالب زمن عمر، فلما فرغ من عمرته، أتاه نفر من أهل العراق، فقالوا: يا أبا الحسن، جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه. قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا: أجل، عن ذلك جئناك نسألك. قال: آخر الناس عهدا به قثم بن العباس.
ولما ولي علي بن أبي طالب الخلافة استعمل قثم بن العباس على مكة فلم يزل عليها حتى قتل علي قاله خليفة.
وقال الزبير: استعمله علي على المدينة.
ثم إن قثم سار أيام معاوية إلى سمرقند مع سعيد بن عثمان بن عفان، فمات بها شهيدا.
وكان يشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنبأنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم، وهو في منزله، فاسترجع، وأناخ عن الطريق فصلى ركعتين، فأطال فيهما الجلوس، ثم قام إلى راحلته وهو يقرأ... {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} ولم يعقب قثم.
أخرجه الثلاثة.
عيينة: بالياء تحتها نقطتان، مكررة، ونون.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1004

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 4- ص: 373

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 92

قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، أخو عبد الله بن العباس وإخوته أمه أم الفضل.
قال ابن السكن وغيره: كان يشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يصح سماعه منه، قال: وقال علي: كان قثم أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرج البغوي من طريق سماك بن حرب، عن قابوس بن مخارق. قال: قالت أم الفضل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضائك قال: خيرا رأيت، تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن ابنك قثم فولدت الحسن... الحديث.
فهذا يدل على أن الحسن أصغر من قثم، وأن الذي قبله يدل على أن سنه كان في آخر عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوق الثمان.
وقال أبو بكر البرديجي: قيل: لا صحبة له. وقال ابن حبان خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان إلى سمرقند فاستشهد هناك. وولاه علي لما استخلف مكة، وعزل خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة، قاله خليفة.
قال البخاري في التاريخ: قال إسحاق عن روح، عن ابن جريج، عن جعفر بن خالد بن سارة أن أباه أخبره أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال له: لو رأيتني، وقثم بن العباس، وعبيد الله بن العباس، نلعب إذ مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على دابته، فقال: ارفعوا هذا إلي، فحملني أمامه، ثم قال لقثم: ارفعوا هذا إلي، فحمله وراءه
وكان عبيد الله أحب إلى العباس، فلم يستحي من عمه أن حمل قثما وتركه.
قلت لعبد الله بن جعفر: فما فعل قثم؟ قال: استشهد.
قلت: الله ورسوله أعلم بالخبر، وجاءت لقثم رواية ذكرها زهير بن معاوية عن أبي إسحاق السبيعي.
القاف بعدها الدال

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 5- ص: 320

قثم بن العباس قثم بن العباس: أمه لبابة بنت الحارث الهلالية، أول امرأة في ما قاله الكلبي، بعد خديجة.
أردفه النبي صلى الله عليه وسلم خلفه، وكان آخر من خرج من لحد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما ولي علي الخلافة استعمله على مكة، وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وغزا مع سعيد بن عثمان إلى سمرقند، فاستشهد بها سنة سبع وخمسين للهجرة.
له صحبة، ولم يعقب، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي. وفي قثم يقول داود بن سلم:

وفيه يقول بعض شعراء المدينة:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

قثم بن العباس ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي. ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم، وأخو الفضل وعبد الله وعبيد الله وكثير.
وأمه هي أم الفضل، لبابة بنت الحارث الهلالية، وكانت ثانية امرأة أسلمت، أسلمت بعد خديجة. قاله الكلبي.
لقثم صحبة، وقد أردفه النبي -صلى الله عليه وسلم- خلفه.
وكان أخا الحسين بن علي من الرضاعة.
وكان يشبه بالنبي -صلى الله عليه وسلم، وهو قليل الرواية.
وعن ابن عباس، قال: كان آخر من خرج من لحد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قثم.
ولما استخلف علي بن أبي طالب، استعمل قثم على مكة، فما زال عليها حتى قتل علي. قاله: خليفة بن خياط.
وقال الزبير بن بكار: استعمله علي على المدينة، وقيل: إنه لم يعقب.
قال ابن سعد: غزا قثم خراسان وعليها سعيد بن عثمان بن عفان، فقال له: أضرب لك بألف سهم؟ فقال: لا، بل خمس، ثم أعط الناس حقوقهم؛ ثم أعطني بعد ما شئت. وكان قثم -رضي الله عنه- سيدا ورعا فاضلا.
قال الزبير: سار قثم أيام معاوية مع سعيد بن عثمان إلى سمرقند، فاستشهد بها.
قلت: لا شيء له في الكتب الستة.
وقد ذكره أبو عبد الله الحاكم في ’’تاريخ نيسابور’’، فقال: كان شبيه النبي -صلى الله عليه وسلم- وآخر الناس به عهدا، وحديث أم الفضل ناطق بذلك بأسانيد كثيرة.
قال: فأما وفاة قثم وموضع قبره فمختلف فيه، فقيل: إنه توفي بسمرقند، وبها قبره، وقيل: إنه توفي بمرو. قال الحاكم: والصحيح أن قبره بسمرقند.
قال: وسعيد بن عثمان بن عفان، أبو عبد الرحمن الأموي غزا خراسان، فورد نيسابور في عسكر؛ منهم جماعة من الصحابة والتابعين، ثم خرج منها إلى مرو، ومنها إلى جيحون، وفتح بخارى وسمرقند.
سمع أباه وطلحة.
روى عنه: هانئ بن هانئ، وعبد الملك بن محمد بن عمرو بن حزم.
أخوه عبيد الله بن عباس سيأتي فيما بعد، إن شاء الله.
أخوهما:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 442

قثم بن العباس الهاشمي وأمه أم الفضل، التي يقول فيها الكلبي: إنها أسلمت بعد خديجة، قد ذكر.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 488

قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي قال عبد الله بن جعفر: كنت أنا وعبيد الله وقثم ابنا العباس نلعب. فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ارفعوا إلي هذا- يعني قثم- فرفع إليه، فأردفه خلفه، وجعلني بين يديه، ودعا لنا. واستشهد قثم بسمرقند. قال ابن عباس: هو آخر الناس عهدا برسول الله الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه كان آخر من خرج من قبره ممن نزل فيه، وقد ادعى ذلك المغيرة بن شعبة لقصة ذكرها فأنكر ذلك ابن عباس، وقال: آخر الناس عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس. وقد روي عن علي مثل ذلك سواء في أنه أنكر ما ادعى المغيرة من ذلك، وقال: آخر الناس عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس.
وكان قثم بن العباس واليا لعلي بن أبي طالب على مكة، وذلك أن عليا لما ولي الخلافة عزل خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة المخزومي عن مكة، وولاها أبا قتادة الأنصاري، ثم عزله، وولى قثم بن العباس، فلم يزل واليا عليها حتى قتل علي رحمه الله هذا قول خليفة. وقال الزبير: استعمل علي بن أبي طالب قثم بن العباس، على المدينة.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي وغيره. مات قثم بن العباس بسمرقند، واستشهد بها، وكان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية، وكان قثم بن العباس يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه يقول داود بن سليم:

وقال الزبير- في الشعر الذي أوله:
إنه قاله بعض شعراء المدينة في قثم بن العباس، وزاد الزبير في الشعر بيتين أو ثلاثة منها قوله:
وقد ذكرنا في «بهجة المجالس» الشعر الذي أوله: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته. ولمن هو، والاختلاف فيه، ولا يصح أنه قثم بن العباس، وذلك شعر آخر على عروضه وقافيته، وما قاله الزبير فغير صحيح. والله أعلم.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1304

قثم بن العباس. بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. وأمه أم الفضل وهي لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية. وكان قثم يشبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغزا قثم خراسان وكان عليها سعيد بن عثمان فقال له: اضرب لك بألف سهم. فقال: لا بل أخمس ثم أعط الناس حقوقهم ثم أعطني بعد ما شئت. وكان قثم ورعا فاضلا.
وتوفي بسمرقند.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 260

قثم بن العباس بن عبد المطلب كان بقى إلى أن خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان في آخر امارة معاوية بن أبي سفيان إلى خراسان ثم خرج منها فعبر النهر وفتح ما وراء النهر واستشهد في تلك الناحية فمنهم من زعم أن قبره بسمرقند ومنهم من زعم أن قبره بمرو

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 28

قثم بن العباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم له صحبة خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان في ولاية معاوية بن أبي سفيان غازيا إلى خراسان وقد ذكرناه في الصحابة أهل المدينة

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 101

قثم بن عباس بن عبد المطلب، الهاشمي.
قال لي ابن أبي الأسود، وإسحاق: حدثنا روح بن عبادة، قال: أخبرنا ابن جريج، عن جعفر بن خالد بن سارة المخزومي، أن أباه أخبره، أن عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتني، وقثم، وعبيد الله بن عباسٍ نلعب، إذ مر بنا النبي صلى الله عليه وسلم على دابته، فقال: ارفعوا هذا إلي، فحملني أمامه، وقال لقثم: ارفعوا هذا إلي، فحمله وراءه، وكان عبيد الله أحب إلى عباسٍ من قثم، فلم يستحي أن حمل قثم وتركه، فمسح على رأسي ثلاثاً، كلما مسح قال: اللهم اخلف جعفراً في ولده، قلت لعبد الله: ما فعل قثم؟ قال: استشهد، فقلت: الله ورسوله أعلم بالخير، قال: أجل.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1

قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان في زمن معاوية في فتح ما وراء النهر واستشهد بسمرقند فيما يقال

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

قثم بن العباس
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي:
ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمير مكة، رآه النبي صلى الله عليه وسلم، هو وعبد الله بن جعفر، فقال: «ارفعوا لي هذا» يعنى قثم، فرفع إليه، فأردفه خلفه، وجعل عبد الله بين يديه، ودعا لهما. الحديث كما رواه النسائي في الخصائص، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه آخر من خرج من قبره صلى الله عليه وسلم، ممن نزل فيه، وقد ادعى المغيرة بن شعبة، أنه آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر ذلك عبد الله بن عباس، وقال: آخرنا عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم، قثم بن العباس، وروى عن على مثل ما روى عن ابن عباس.
ولقثم رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو إسحاق السبيعى وغيره. روى له النسائي في الخصائص، وله ذكر في اللباس، من صحيح البخاري.
قال ابن عبد البر: وكان قثم واليا لعلى على مكة، وذلك أن علي بن أبي طالب لما ولى الخلافة، عزل خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة عن مكة، وولاها أبا قتادة الأنصاري، ثم عزله، وولى قثم بن العباس، فلم يزل واليا عليها، حتى قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. هذا قول خليفة. انتهى.
ورأيت في تاريخ ابن الأثير: أن قثم بن العباس، كان عامل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على مكة والطائف، وأنه كان عاملا على مكة في سنة ثمان وثلاثين، وحج بالناس فيها، وأنه كان عامل على رضي الله عنه على مكة، وأن معاوية بن أبي سفيان في هذه السنة، لما بويع بالشام، بعد مبايعة على رضي الله عنه، بعث إلى مكة في سنة تسع وثلاثين من الهجرة، يزيد بن سخبرة الرهاوى، في ثلاثة آلاف فارس، ليقيم الحج للناس بمكة، ويأخذ له البيعة بها، وينفى عنها عامل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولما علم قثم بن العباس، وهو عامل على رضي الله عنه على مكة، بمسير يزيد بن سخبرة، خطب الناس وعرفهم مسير الشاميين، ودعاهم إلى غزوهم، فلم يجيبوه بشيء، وأجابه شيبة بن عثمان العبد رى بالسمع والطاعة، فعزم قثم على مفارقة مكة، واللحاق ببعض شعابها، ومكاتبة أمير المؤمنين بالخبر، فإن أمده بالجيوش، قاتل الشاميين، فنهاه أبو سعيد الخدرى عن مفارقة مكة، وقال: أقم، فإن رأيت منهم القتال وبك قوة، فاعمل برأيك، وإلا فالمسير عنها أمامك، فأقام وقدم الشاميون، فلم يعرضوا لقتال أحد.
وأرسل قثم إلى أمير المؤمنين يخبره، فسير جيشا فيهم الريان بن ضمرة بن هوذة بن علي الحنفي، وأبو الطفيل، أول ذي الحجة، وكان قدوم يزيد بن سخبرة، قبل التروية بيومين، فنادى في الناس: أنتم آمنون، إلا من تعرض لقتالنا أو نازعنا، واستدعى أبا سعيد الخدرى، وقال له: إنى لا أريد الإلحاد في الحرم، ولو شيءت لفعلت، لما فيه أميركم من الضعف، فقل له يعتزل الصلاة بالناس، وأعتزلها أنا، ويختار الناس من فصلى بهم فقال أبو سعيد لقثم ذلك، فاعتزل الناس، واختار الناس شيبة بن عثمان، فصلى بهم وحج بهم، فلما قضى الناس حجهم، سار يزيد إلى الشام، وأقبل خيل على، فأخبروهم بعود أهل الشام، فتبعوهم إلى وادى القرى، وظفروا بنفر منهم، فأخذوهم أسارى، وأخذوا ما معهم، ورجعوا بهم إلى أمير المؤمنين، ففادى بهم أسارى كانت لهم عند معاوية. انتهى من تاريخ ابن الأثير، وغيره.
وذكر الزبير بن بكار: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، استعمل قثم على المدينة، ولم يذكر استعماله على مكة، فالله أعلم. قال: وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يلعب، فحمله خلفه.
وذكر ابن عبد البر أيضا أن قثم بن العباس، كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: وفيه يقول الشاعر، وهو داود بن سلم من بنى سليم [من السريع]:

وقال الزبير في الشعر الذي أوله [من البسيط]:
إنه قاله بعض شعراء المدينة، لقثم بن العباس، وزاد في الشعر الزبير بيتين أو ثلاثة، منها قوله:
وقد ذكرنا في «بهجة المجالس» الشعر الذي أوله هذا البيت وهو:
ولمن هو، والاختلاف فيه، ولا يصح أنه لقثم بن العباس، وذلك شعر آخر على عروضه وقافيته. وما قاله الزبير، فهو صحيح، والله أعلم. انتهى.
وقال الحاكم، بعد أن ذكر شيئا من حال قثم بن العباس هذا، منه: أنه كان أخا الحسين بن علي من الرضاعة، وإنما وفاة قثم بن العباس، وموضع قبره فمختلف فيه، فقيل إنه توفى بسمرقند، وبها قبره، وقيل إنه توفى بمرو. قال: الصحيح أن قبره [ .... ] انتهى.
وأفاد الزبير ما يدل على معرفة شيء من تاريخ موت قثم هذا، لأنه قال: واستشهد بسمرقند، وكان خرج مع سعيد بن عثمان زمن معاوية. انتهى.
وقال ابن سعد: غزا قثم خراسان، وعليها سعيد بن عثمان، فقال له: أضرب لك بألف سهم؟ قال: لا، بل بخمسين، وأعط الناس حقوقهم، ثم أعطنى بعد ما شيءت.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 1

قثم بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي
روى عنه أبو إسحاق الهمداني سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 7- ص: 1